Skip to main content

Full text of "شرح أصول الكافي المولى محمد صالح المازندراني ج 12"

See other formats




6 اه 010 ال لا الزن ا 
)> ممما اند ج١0‏ ليدم اهارو امار ف مر يه 
0 ارال بالل الارل الى ا شد ل 


72 


ما اج اا 7 11 ممت 0 مج سج ب اوتسس كسم ا 
ام امه سو ادب 


75-1 راطا لست 1 رادت * 6 تياد الجت هد ج10 ب بعد لع تمت لقتنا تت او 717 ننفت لالجو انيد 777 وات 77-2 زايا لولراتداه 1 “لالت 1 
: 3 1 11 أ 


جر ارو 
١ ١‏ 7 1 
٠ 1‏ ا م 


1 


١ أ الس‎ | ١ ا إ . 100 ا‎ 2 ., ١ 
/ 1 ا‎ 0 ١ 8 ١ 1 ١ . 1 ١ / 1 0 1 35 لي‎ | 2 
| أ‎ ١ 11 ١1 0 ١ 10 ِ ١ 0 ١ 0 1 ا‎ 
| ١ 1 ا‎ 4 ١ دا / 3 12 0 007 , أ‎ 
1 / | ١ 3 15 ١ 1 ١ 0 0 1 1 1 , 
١ ١ 1 ١ ١ 1 4 ١ 
1 1 ١ 1 ١ 1 14 "1 0 0 4 1 . ١: 8 1 ١ ١ 1 0 : اا‎ ١ ١ ١ ا‎ 
1 3 / ا‎ ١ 1 | 35 | الي‎ : 1 5 11 0 ١ 1 ا ا‎ 
11 4 3 1 4 4 0 المي ددر ال جام 1 0 7 لل‎ , ١ 9 
0 . 7 ١ 00 وم اا 1 9 ”3 0 ا 1 : ا ل لد ف‎ / 
اا 5 00 4 أ‎ 0 ١ 0 3 1 . 7 ا‎ 7 1 / 
4 ١ ١ 7د‎ 0 4 1 ١ لوي‎ 1 3 
1 ٠١ ن: 1 ا‎ ١ " 4 0 1 2 ١ 2. 0 50 يا‎ ١ 1 
1 1 : , 0 1 9 3 ١ 


١ ١ لجلا‎ 
1 1 ١ باب‎ 
اخ‎ 2 
١ ويل‎ 


ل ا ا ا مل ا 
0 ل دليف ف يخاعيفه ببدم بحا سار / 3 5 











ل 

0 2 باد له 1 ٠.‏ ا 5 
اورمد صا آلا زندراوت 
الوذ هيف 
لميرنا أب احْسَالسَمَاف 
المحم كلثاي 
الاؤ-_وع الصو لوالوْصضات 

لضت دنا املسم 
سس اشن 
اللكةة للتادئ عنس 
5( (عياء لتر( (لغرنا تي (نعرا 


بجيرورت. لرمآناس”ك بجحيروت. الثنايه”ك 






جميع الحقوق محفوظة للناشر 
الطبّحة الثامنيّة 
8ه .وام 





بيروت - لبئان طريق المطار خلف غولدن بلارا. تلفون: ١/428686828646‏ مسملرلة 64 فاكس: 86.11١7‏ 
7 :<2) - 01/540000 - 01/455559 :اع1 أعمصءتة عن - سق٠طتآ‏ - انوع زء8 
.0301010123117 : يلاعا رمع طأهني0810 151060 : اأهواع 


كتاب فضل القرآن 5 





بسو الله الرحمن الرحيم 


كتاب فضل القرآن 

١‏ - علي بن محمّد. عن علي بن العبئاس» عن الحسين بن عبد الرّحمن» عن سفيان الحريريّ» ن 
أبيه عن سعد الخمّاف. عن أبى جعفر له قال: يا سعد تعلموا القرآنء فإِنَّ القرآن يأتى يوم القيامة 
في أحسن صورة نظر إليها الخلق, والتاس صفوف عشرون ومائة ألف صف. ثمانون ألف صف 
م محمّد؛ وأربعون ألف صف من سائر الأمم فيأتي على صفْ المسلمين في صورة رجل. 
فيسلّم فينظرون إليه ثمَّ يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم. إِنَّ هذا الرّجل من المسلمين نعرفه 
بنعته وصفته غير أنه كان أشدّ اجتهاداً منّا في القرآنء فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور 
ما لم نعطه ثم يتجاوز حنّى يأتي على صف الشّهداء فينظر إليه الشّهداء ثمّ يقولون: لا إله إلا الله 
الرّبٌ الرّحيم يم إن هذا الرّجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته غير أنّه من شهداء البحر فمن هناك. 
أعطي من البهاء والفضل مالم نعطه. قال: فيتجاوز حتى يأتي [على] صف شهداء البحر فى صورة 
شهيد فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبّهم ويقولون: إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته 
وصفته غير أن الجزيرة التي أصيب فيها كانت أعظم هولاً من الجزيرة التي أصبنا فيهاء فمن هناك 
أعطي من البهاء والجمال والتّور مالم نعطه» ثم يجاوز حتّى يأتي صف النبيّين والمرسلين في 
صورة نبي مرسل. ؛ فينظر النبيون والمرسلون إليه فيشتدٌ لذلك تعبججبهم ويقولون: لا إله إلا الله 
الحليم الكريم, إن هذا لنبيٌّ مرسلٌ نعرفه بسمته وصفته غير أنّه أعطي فضلاً كثيرأء قال: 
فيجتمعون فيأتون رسول الله َيُْ فيسألونه ويقولون: يا محمّد من هذا؟ فيقول لهم: أو ما 
تعر فونه ؟ فيقولون: ما نعرفه هذا ممّن لم يغضب الله عليه» فيقول رسول الله عل : هذا حجة الله على 
خلقه. فيسلّم ثم يجاوز حتّى يأتي على صف الملائكة في سورة ملك مقرب فتنظر إليه 
الملائكة؛ فيشتد تعجّبهم: ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله. ويقولون: تعالى ربّنا وتقدّس إن 
هذا العبد من الملائكة نعرفه بسمته وصفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عرَّوجِلٌ مقاماً 
فمن هناك ألبس من التّور والجمال مالم نلبس» ثمّ يجاوز حتَّى ينتهي إلى رب العرَّة تبارك وتعالى 
فيخرٌ تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى: يا حججتي في الأرض وكلامي الصّادق الناطق ارفع 
رأسك وسل تُعط واشفع تشفّع فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى: كيف رأيت عبادي ؟ فيقول: 
يا رب منهم من صانني وحافظ على ولم يضيّع شيئا ومنهم من ضيّعني واستخفٌ بحّي وكذَّب 


لوإرائات ا عا جنى لفت افيقول الله تبارك وتعالى: دعتي وجلالي وادتفاع مكاني 
يبن عليك اليوم أحسن القُواب, ولأعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب. قال: فيرفع القرآن رأسه في 
صورة اخرى. قال: فقلت له: : يا أبا جعفر في أيٍّ صورة يرجع ؟ قال: فى صورة رجل شاحب متغيّر 
يبصره أهل الجمع. فيأتي الرّجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين 
يديه. فيقول: ما تعر فني ؟ فينظر إليه الرّجل فيقول: ما أعرفك يا عبدالله. قال: فيرجع في صورته 
التي كانت فى الخلق الأوّل ويقول: ما تعرفني ؟ فيقول: نعم, فيقول القرآن: أنا الذي أسهرت ليلك 
وأنصبت عيشك وفيّ سمعت الأذى ورُجمت بالقول في» ألا وإنَ كل تاجر قد استوفى تجارته 
وأنا وراءك اليوم؛ قال: فينطلق به إلى رب العزّة تبارك وتعالى فيقول: يارب عبدك وأنت أعلم به 
قد كان نصبا بي مواظباً عليّ؛ ؛ يعادي بسببي ويحبٌ فيّ ويبغض» ٠‏ فيقول الله عرَّوجل: أدخلوا 
عبدي جنتى واكسوه حلة من حلل الجنّة وتوّجوه بتاج فإذا قعل به ذلك عرض على القران؛ 
فيقول له هل رضيت بما صنع بوليّك ؟ فيقول: با رب إِنْى أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله 
فيقول: وعرَّتى وجلالى وعلوّي وارتفاع مكاني لأنحلنَّ له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن 
كان بمنزلته؛ ألا أنهم شباب لا يهرمون وأصحًّاء لا يسقمونء وأغنياء لا يفتقرون» وفرحون لا 
يحزنون. وأحياء لا يموتون. ثمَّ تلا هذه الآبة « لا ايذوقون فيها الموت إِلَّا الموتة الأولى74١)‏ قال: 
لتحت ماك ١,‏ لجرو ودر با لقا تل ا ول رهم ذا الفعناء ور يتا 
نهم أهل تسليم., : ثم قال: نعم يا سعد والصّلاة تتكلّم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى؛ قال: سعد 
نالك لود الث اعد سيول اليم رأ أتكلّم به في النّاس, فقال أبو جعفر: وهل النّاس 
إلا شيعتنا فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقّناء ثم قال: يا سعد أسمعك كلام القرآن ؟ قال: سعد: 
فقلت: بلى صلى الله عليك. فقال: «إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر»(") 
فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجالٌ ونحن ذكر الله ونحن أكبر7". 
* الشرح : 
قوله: (يا سعد تعلموا القرآن) هو فى اللغة مصدر بمعنى الجمع والقراءة» وفى العرف كلام 
منزل للإعجاز بسورة منه وسُمي قرآناً لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات 
والسور بعضها إلى بعضء والغرض من هذا الحديث هو الحث على مدارسته وممارسته وتعلمه 
وفهمه وحفظه وتذكر ما فيه من الأمور الغريبة والأسرار العجيبة بقدر الوسع والإمكان, ثم التوقع 
لشفاعته في يوم يشفع لمحبيه من أهل الإيمان» وقد تُقل عن بعض المشايخ أنّه قال: كنت أحب 





.093 / الكافى: ؟‎  “ سورة العتكبوت : 0غ.‎ - ١ .05 : -سورة الدخان‎ ١ 


كتاب فضل القرآن 0 
قراءة القرآن وأكثر منهاء نّم أنى اشتغلت بكتابة الأحاديث والعلم فقلت قراءتى وتلاوتى فنمت ليلة 
فرأيت قائلاً يقول: ١ ١ ١‏ 
إن كنت تزعم حبى فلم جفوت كتابي أما تدبرت فيه من لذيذ خطابي 

فانتبهت فزعا وعدت إلى قراءتى. 

(فإنَّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق) تصويره بالصورة المذكورة أمر 
ممكن كتصوير الاعمال والاعراض بالاجسام كما نطقت به رواياتنا وروايات العامّة.» وذهب إليه 
المحققون من الطرفين فوجب أن لا يستبعد ولا ينكر تعلق القدرة القاهرة به. قال صاحب كتاب 
إكمال الإكمال لشرح مسلم: القرآن يصور بصورة ويجىء بها يوم القيامة» ويراها الناس كما تجعل 
الأعمال صورء وتوضع فى الميزان؛ ويقع فيها الوزن والقدرة صالحة لإيجاد كل ممكن والإيمان به 
واجب. انتهى كلامه بعبارته وإنما كان صورته أحسن الصور لأنه كلام ربٌ العزة وهو أحبٌ الخلق 
إليه فألبسه صورة هي أحسن الصور وأحبها لديه؛ وأيضاً حسن الصورة فى يوم القيامة تابع للكمال 
وكلّ كمال صوري ومعنوي موجود فيه هذاء وقيل: هذه الصورة هى صورة المسلمين على تقدير 
رعايته حقٌّ الرعاية والإتيان بجميع ما فيه ولكن لما لم يتيسر لهم جميع ذلك رأوه بصورتهم التى 
كانت لهم على تقدير الإتيان. 

والظاهر أن صورة خاتم الأنبياء أحسن منه. لأن وجوده تابع لوجوده. ولولا وجوده يه لم 
يوجد أحدٌ من الممكنات؛ فوجوده أحبٌ إليه عر وجل من جميع الممكنات. (والناس صفوف) 
وكذا الملائكة كما يومىء إليه والواو للحال. 

(مائة وعشرون ألف صف) (كذا) بيان لصفوف أو خبر بعد خبر (ثمانون ألف صف أمّة 
محمد يي ) الأمّة يطلق علئ شيعته وأتباعه وعلئ عموم أهل دعوته؛ فنيدرج فيها أصناف أهل 
الكفر وأكثر استعمالها فى الأحاديث المعنى الأول ولا يبعد أن يكون المراد هنا هو المعنى الثانى 
(وأربعون ألف صِفْ من سائر الأمم) الكلام في الأمّة كالسابق. 

(فيأتي على صف المسلمين) أي من هذه الأمّة على الظاهر والتعميم محتملء والمراد بهم 
بعضهم الواقفون في صف واحد بقرينة الشهداءء وفي علئ دلالة على الإشراف والإستعلاء 
الموجب لرؤية الجميع. (فى صورة رجل فيسل فينظرون إليه) في التسليم بشارة لأن السلامة من 
الافات دليل واضح على النجاة. 

(ثمّ يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم) فيه مع قصد التوحيد تعجب من صنعه وتوقع لكرمه 
وعفوه عن التقصير فى العمل بالنسبة إلى عمل من رأوه كما صرحوا به. 

(إِنّ هذا الرّجل من المسلمين ) قالوا ذلك لأنهم رأوه فى صفهم (نعرفه بنعته وصفته ) بر آخر 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 


والنعت وصف الشىيء « وما دين حسن لوحال في الي والصفة وصف الشيء بما فيه من 

حسن أو قبح» ة فهي أعم من النعت. والمراد هنا الأول ولعل المقصود آنا تقرفة بهذا الوصقة :وهو 
كرفن المملفه (غير أنّه كان أشدّ اجتهاد منا في القرآن) أي في تعلمه ومدارسته والعمل بما 
فيه وفيه دلالة على ما ذكرنا من أن حسن الصورة تابع لكمال العلم. 

(ثمٌ يجاوز حتّى يأتي على صفْ الشهداء) الظاهر أنهم كل من قتل بين يدي الإمام وشمول كل 

له ثواب الشهداء محتمل. 

(نعرفه بسمته وصفته ) فى المغرب السمت الطريق ويُستعار لهيئة أهل الخير, فيُقال: ما أحسن 
سمته (فيكثر تعجبّهم ) منشأ التعجب مشاهدة أمر غريب عظيم القدر فائق في الحسن والبهاء رائق 
فى النور والضياء مع خفاء سببه وحقيقته. 

(إن هذا لنبيٌ مرسلٌ ) في ظننابسبب كونه في صورة نبئّ مرسلء كما مرفلا يلزم الكذب (نعرفه 
ينوملع ) رشي كر نع عيبتب لكا وو المروشلين (غير أنّه أعطى فضلاً كثيراً) امتاز به عن 
عاكر الساء: ١‏ 1 

(ويقولون: يا محمد من هذا؟) الذي يمتاز عن سائر الأنبياء بالحسن والبهاء سألوا عن أصله 
ونسبه واسمه (فيقول لهم: أو ما تعرفونه؟) الإستفهام للتعجب والواو للعطف على محذوف يعني 
أتسألون عنه وما تعرفونه. ظ 

(فيقولون: ما نعرفه) بخصوصياته الموجبة لتعينه (هذا من لم يغضب الله عليه) يعنى إنما 
نعرفه بهذا الوجه الذى لا يفيد تعيينه وهو أنه لم يفعل شيئاً يوجب غضب الله عليه ولوكان ترك 
الأولى فيقول رسول الله ييُْْ: هذا حجة الله على خلقه فعلموا أنه القرآن لشيوع اطلاق الحجة عليه 
أو أبهم لي لمصلحة اطلاق الحجة على غيره أيضاً شائع. ووجه كون القرآن حجّة الله على العباد 
أنه يخبرهم بكلّ ما أراد الله تعالى منهم مما له مدخل فى نظام دينهم ودنياهم. 

(ويقولون تعالى ربنا وتقدس) أي تعالى في الشرف والرتبة عن وصف الواصفين ونعت 
الناعتين وتطهر عن النقائص والتشابه بالمخلوقين. 

ا ) أي إلى عرشه أو محل مناجاته نظيره قول إبراهيم نه 
«إني ذاهب إلى ربي» أي معبد رى أو محل عبادته وقول موسى .99: 9 عجلت إليك ربّ 
لترضى» 17) أي إلى محل مناجاتك وهو الطور. 

(واشفع تشفع ) شفع كمنع شفاعة طلب العفو عن ذنب أحد وشفعته تشفيعاً قبلت شفاعته 





.88: هطةروس-١‎ 


كتاب فضل القرآن 7 
(كيف رأيت عبادي؟) فى صونك وحفظك وتلاوتك ومدارستك وامتثال ما أمرت به ونهيت عنه. 

(فيقول: يا رب منهم من صانني ) عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين (وحافظ عليّ) 
بالتلاوة وضبط الآيات والمعاني الظاهريّة والباطنيّة والأوامر والنواهى والمواعظ كلهاء وتعدية 
(حافظ) ب(على) لتضمينه معنى القيام ونحوه. 

(ولم يضيّع شيئاً) لقيامه على العمل والإجتهاد ودوامه على الإمتثال والإنقياد. 

ومنهم من ضيّع ) بترك العمل والمتابعة (واستخف بحقّى ) بترك الدراية والمحافظة (وكذب 
بى ) بالتحريف والتبديل والإنكار. 

(وعرّتي وجلالي وارتفاع مكاني) أقسم بعزته القاهرة وعظمته الكاملة ومرتبة الفائقة (لأثيبنَ 
عليك اليوم أحسن الثواب) وهو الذى لا نقص فيه والظاهر أن (على) للتعليل كاللام كما قيل في 
قوله تعالى: #« لتكبروا الله على ما هداكم». 

(ولأعاقبنَ عليك اليوم أليم العقاب) وصف العقاب بالأليم وهو المؤلم للمبالغة في شدته 
(فقال في صورة شاحب متغير) الشاحب بالشين المعجمة والحاء المهملة من تغيّر لونه من جوع 
أو هزال أو سفر أو غيره والوصف للتوضيح وكأن هذه الصورة هي التى حدثت بملامسة العصاة 
وهي موجودة أيضاً فى هذه الدار إلا إنها لا تراها الأبصار والصورة السابقة صورته الحقيقية التى 
الأنيةزية ات روككها لانن قدا «مديب رخويعة إلى عه مشر رلكمني اا عاد لوعن :افد بن نوهو وان كان 
على غيره لكنه لا يخلو من التأثير في من اطلّع عليه. 

(يُبصره أهل الجمع ) على وصف التغيّر لكونه في موضع عال كالشمس المنكسفة وفي بعض 
النسخ فينكره (فيأتي الرجل من شيعتنا) من بيان للرجال أو حال عنه (الذي كان يعرفه) أريد 
بمعرفته معرفة تلاوته وقراءته وظاهره وباطنه بالتدبر والتفكر على قدر الامكان كما يشعر به قوله: 
(ويجادل به أهل الخلاف) من الكفار وأهل الإسلام بالإعجاز وفروع العقائد وأصولها التى من 
جملتها الولاية لأهلها. 

(فيقول القرآن: أنا الذي أسهرت ليلك وانصبت عيشك) السهر ترك النوم في الليل» سهر كفرح 
إذا لم ينم ليلا وأسهره غيره» وانصب التعب نصب كفرح تعبء. وأنصبه غيره أتعبه. والعيش الحياة 
وما يعاش به ويكون به الحياة. والظاهر أن إسناد الإسهار إلى القرآن وهو سبب له مجاز عقلىٌ 
كتعلقه بالليل» وتعلق الإنصاب بالعيش. ش 

(وفي سمعت الأذى) أي في شأني ومتابعة حكمئ وإجراء أمرى سمعت من أعدائى 
وأعدائك الأذى والمكروه من القول. 

(ورجمت بالقول فيّ) الرجم القذف واللعن والشتم والطرد والرمي بالحجارة. 


(ألا ون كل تاجر قد استوفى تجارته) يعنى كل عامل يأخذ اليوم جزاء عمله ونفعه كاملاً أنه 
شبهه بالتاجر فى أنه يشتري بعمله الثواب والعقاب. 

(وأنا وراءك اليوم) الوراء الخلف. والقدام ضدء يعنى أنا خلفك أو قدامك نحفظك من الأهوال 
والمكاره» ونسوقك إلى الجنّة (فزده مزيد الخير كلّه) المزيد والزيادة بمعنى وفي ذكره إيماء إلى 
طلب الزيادة الموعودة فى قوله تعالى «#ولدينا مزيد» مع ما فيه من المبالغة كما فى التأكيد 
(لأنحلنّ له اليوم خمسة أشياء) نحله ينحله كنصره نحلاً بالضم أعطاه. والإسم النحلة بالكسر 
والضم وهى العطاء والعطية» وأنحله أعطاه مالا خصّه بشيء منه كنحله بالتشديد فيهماء فيجوز في 
الفعل المذكور ثلاثة أوجه. 

(مع المزيد له) دلٌ على أن المزيد غير ما أعطاه سابقاً وغير هذه الخمسة, ولعل المراد به 
النعماء الغير المحصورة فى الجنّة أو تجليات الحقٌّ وأنواره كما يكون للأنبياء والأوصياء. 

(ولمن كان بمنزلته) عطف على له في قوله «لأنحلن له» لا فى قوله «(سمع المزيد له) مع 
احتماله ويظهر الفرق بالتأمل (إلا أنهم شباب لا يهرمون) الشباب الفتيان وأيضاً جمع شاب وهو 
المراد هنا (وأحياء لا يموتون) لعل المراد بالحياة الحياة الطيبة» وهي التي لا تعب ولا مشقة ولا 
كدذرة معهاء فلأايرد أن أهل التار أيضاً أحباء لأيموتون» فإن خياتهم مكدرة شبيهة بالموت (ثم تلا 
هذه الآية «إلا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى4 تشبيه الموت بالمطعوم مكنية والذوق. 
وهو إدراك طعم الشيء تخييليّة وقد يجعل كناية عن العلم كالشم في قولنا فلان لم يشم هذه 
المسألة والضمير للجنّة والإستثناء إمّا متصل يعني لا يعلمون في الجئة الموت الواقع فى أحد 
الأزمنة ولا يتعقلونه إلا الموتة الأولى. وهى التى بعد الحياة الدنيويّة والقبريّة أو منقطع يعني لا 
يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى» أو أمكن ذوقها ولكنه ممتنع لأن الموتة التي قدر وقوعها 
وذوقها فى زمان ماض لا يمكن وقوعها وذوقها فى المستقبل» فهو من باب التعليق بالمحال؛ 
والمقصود على التقديرين نفي الموت منهم وثبوت الحياة الأبديّة لهم. 

ورام بعض المفسرينء ومنهم القاضي جعل الإستئناء متصلاًء فقالوا: تارة الضمير للآخرة 
والموت أول أحوالهاء وقالوا: تارة للجنّة والمؤمن يشارفها بالموت ويشاهدها عنده؛ فكأنه فيها. 
وظنى أن فيهما تكلفاًء أمّا فى الأوّل فلأن الظاهر بل المتعين أن الضمير للجنّة وأمّا في الثاني فلن 
مجاز المشارفة والظرفيّة المجازيّة خلاف الظاهر. 

(قال: قلت جُجعلت فداك يا أبا جعفر. وهل يتكلم القرآن؟) قوله «وججعلت فداك» ليس في 
بعض النسخ والواوإمًا زائدة أو للعطف على مقدر أي أتقول ذلك وهل يتكلم القرآن» والظاهر أن 
المراد بالتكلم باللسان, وأن سعداً لم يشَك فيه بعد سماعه من المعصوم نو وإنما سأل لتقريره 


كتاب فضل القرآن 1 
وتثبيته ذلك في الذهن لكونه أمرأً مستبعدا بين الناسء فلذلك قال: لا أستطيع أتكلم به في الناس. 
أو قال ذلك تعجباً وفزعاً. ثمّ استبعادهم لا وجه له لأنه من استحضر أن نسبة الكائنات إلى قدرة الله 
سبحانه سواء لا يستغرب شيئاً من ذلك. وقال بعض المعاصرين: تكلم القرآن عبارة عن إلقائه على 
السمع ما يفهم منه المعنى. وهذا هو معنى حقيقة الكلام» ولا يشترط صدوره من لسان لحمي. 
وكذا تكلم الصلاة فإن من أتى بالصلاة بحقها أو حقيقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدين 
وغاصبى حقوق الأئمّة ئة الراشدين الذين من عرفهم عرف الله ومن ذكرهم ذكر الله وفيه أن التكلم 
بهذا المعنى لا يستبعده أحد. 

(فقال: نعم يا سعد) أي نعم القرآن يتكلم فقوله (والصلاة تتكلم) عطف على الجملة الدالة 
عليها نعم (ولها صورة وخلق تأمر وتنهى ) الظاهر أن لها صورة كصورة الإنسان وخلقاًكخلقهم. إلا 
أنها لاترى فى هذه الدار لكونها داركمون ودار تكليف. 

(قال سعد: فتغير لذلك لوني) دل علئ أنه فهم من التكلم ما ذكرنا لا ما ذكره الما قينالا لما 
كان للاستبعاد والتغير وجه ولا لقوله: 

(وقلت: هذا شيء لا أستطيع أنا أتكلم به في الناس) وجه لأن الشيعة كلّهم قائلون بتكلمه 
على ما ذكره ذلك المعاصر, وكذا العامّة إلا فى الولاية ونحوها. 

(فقال أبو جعفر /9: وهل الناس إِلّا شيعتنا) الإستفهام للإنكار أي ليس الناس الموصوفون 
بحقيقة الإنسائيّة الأشيعتنا وهم يقبلون مثا وإمًا غيرهم فهم نسناس وبهائم في صورة الناس» فطمع 
القبول منهم كطمعه منها. 

(فمن لم يعرف الصلاة) بالوصف المذكور وهو أنها تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى (فقد 
أنكر خقّنا) لرده قولنا بأنها بذلك الوضف وبإتكاره تكلمه بحّنا. 

(والفحشاء والمنكر رجال) تنكيرهم للتحقير أو للتكثير وأوائلهم أولهم بهذا الإسم لأنكل من 
سواهم من الخلفاء الأمويّة والعباسيّة والجابرين الئ يوم القيامة واتباعهم نشأوا من جورهم. 
(ونحن ذكر الله) لأن الناس بنا يذ كرون الله ويعبدونه. 

(ونحن أكبر) من أن يَذْ كر وصفنا الواصفون ويَعْرف قدرنا العارفون وقد دلّت على أَنّهِ لا يمكن 
معرفة وصفهم وحقيتهم روايات أخر مذكورة في محلها. 

الأصل : 

1 علوي بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن النوفليَ» عن السكوني» عن أبى عبد الله عن آبائه ملي قال: 
0 أيّها الناس إِنّكم في دار هدنة: وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع؛ وقد 

يتم الذيل والنهار والشمس والقمر يُبليان كل جديد. ويّقرّبان كل بعيد. ويأتيان بكلّ موعود. 


١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ٠١ 
عدوا الجهاز لبعد المجاز.‎ 

قال: فقام المقداد بن الأسود. فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة ؟ قال: دار 2 وانقطاع, فإذا 
التبست عليكم الفتن كقطع اليل المظلم فعليكم بالقرآن إن شافعٌ مشفّع» وما حل مصدَّق» ومن 
جعله أمامه قاده إلى الجنة. ومن جعله خلفه ساقه إلى النّا وهو الدّليل يدل على خير سبيل: 
وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيلء وهو الفصل ليس بالهزلء وله ظهرٌ وبطن فظاهره حكم 
وباطنه علم. ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى 
غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة, ودليلٌ على المعرفة لمن عرف الصفة, فليجل جال 
بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلّص من نشب فإنَّ التفكّر حياة قلب البصيرء كما 
يمشي المستنير في الظلمات بالنورء فعليكم بحسن التخلّص وقلة الترئص (2. 

3 الشرح: 

قوله: (أيها الناس أنكم في دار هدنة) يصلح أن يكون أمراً للأخبار بعده بالمصالحة مع الأشرا 
ولكن له تفسير آخر يأتى ذكره. 

(وأنتم علئ ظهر سفر) الظهر الصلب. وأيضاً الأبل التى يحمل عليها ويركب والإضافة لاميّة 
وفيه على الأوّل مكنية وتخييلية وعلى الثانى استعارة تحقيقيّة بتشبيه الليل والنهار بالظهر, 
واستعارته لهما وفيه على التقادير مبالغة فى 7 السير وسرعته والوغول فيه كما أشارإليه بقوله: 
(والسير بكم سريع) السير الذهاب لاد هالت يُقال: سار يسير إذا ذهب وساره غيره إذا أذهبه 
كسار به. وفاعل السير الظهر, والباء على الأول للتعدية. وعلى الثاني للمبالغة فيهاء ثمّ أشار إلى 
تحقق ذلك وظهوره لمن له بصيرة بقوله: (وقد رأ يتم الليل والنهار) وتعاقبهما (والشمس والقمر) 
ودورهما. 

(يبليان كلّ جديد) كما هو المُشاهد فى الحيوانات والنباتات وغيرهما من المكونات. 
وحسبك النظرإلى نفسك من بدء وجودك إلى كمال الشيخوخة (ويقربان كل بعيد) ألاترى أنكل 
ما هو في الحال كان بعيداً في زمان نوح مثلاًء وكل ما يقع في الإستقبال سيصير حالاًء وما ذلك إلا 
بتعاقب الليل والنهار ودوران الشمس والممر. ٍ 

(ويأتيان بكلّ موعود) ألاترى كيف أتيا بغاية آجال آبائك وأجدادك وكلّ من كان فى الأعصار 
السابقة ولا يتفكر فى أنهما سيأتيان بغاية أجلك وبما وعد الله تعالى للمطيعين والعاصين, ثم أشار 
إلى ما هو كالنتيجة لهذا الكلام البليغ والمقصود منه بقوله: 





.098/ ٠ الكافى:‎ ١ 


كتاب فضل القرآن 1١‏ 


(فأعدوا الجهاز لبعد المجاز) أي لبعد الطريق وطول السفر المفتقر إلى تحمل الزاد الكافي 
تعوخه: النماتر لكي والنسما يضام الدالن مغر والمراخدية عن الطاعات رو لعيادات 
المفروضة والمندوبة. 

(وما دار الهدنة) سأل عن تفسيرها لكونها مبهمة محتملة لوجوه (قال: دار بلاغ) إلى حين 
(وانقطاع ) منها إلى الآخرة والبلاغ بالفتح اسم لما يتبلغ ويتوصل به إلى الشىء المطلوب. 
وبالكسر مصدر بمعنى الإجتهاد يُقال: بالغ مبالغة وبلاغاً إذا اجتهد. (فإذا التبست عليكم الفتن) 
فى الدين بعدى بافتراء المفترين وانتحال المبطلين. 

(كقطع الليل المظلم) شبه الفتن بها في كونها مظلمة سوداءء تعظيماً لشأنها أو فى أنها ساترة 
للمقصود مانعة من الإهتداء إليه. والوجه فى المشبه به حسى وفى المشبه عقلئ (فعليكم بالقران) 
أى ألزموا أحكامه وما نطق به ولا تتعدوه. 

(فإنه شافع) لمن تمسك به وعمل بما فيه (مشفّع) مقبول الشفاعة والمشفع بشدّ الفاء 
المفتوحة من تقبل شفاعته» وبكسرها من يقبل الشفاعة. 

(وما حلّ مصدّق) المحلٌ الجدال والسعاية. محل به إذا سعى به إلى السلطان» يعنى أنه 
مجادل مخاصم لمن رفضه وترك العمل بما فيه أوساع يسعى به إلى الله عرّ وجل مصدق فيما 
يقول. (ومن جعله أمامه) بأن يقر به ويعتقد بحكمه ويعمل ما فيه (قاده إلى الجنّة) وأنزله فى 
المقام اللائق بحسب اجتهاده. ْ 

(ومن جعله وراء ظهره) بإنكاره أو ترك العمل بما فيه (ساقه إلى النار) نسبة القود والسوق إليه 
مجاز كنسبة الفعل إلى السبب أو حقيقة بإعتبار أنّه يصور بصورة إنسانيّة فى القيامة كما مر (وهو 
الدليل) يدل الحائرين فى بيداء الضلالة والجهالة. ١‏ 

(إلئ خير سبيل ) بوصل إلى الكرامة والسعادة (وهوكتاب) رفيع الشأن عظيم القد رلا يبلغ كنّه 
حقائقه إلا الراسخون في العلم. 

(فيه تفصيل وبيان وتحصيل ) لاشتماله على تفاصيل العلوم والأخلاق والآداب وغيرهاء وبيان 
كلّ ما يتم به نظام الخلق في الدنياء وتحصيل الأمور يعني تحقيقها واثباتها من حصلت الأمر إذا 
حققته وأثبته. | 

(وهو الفصل) أي الفاصل بين الحنٌّ والباطل (ليس بالهزل) لأنه جد كلّه والهزل واللعب من 
واد واحد. وهو ضد الجد. 

(وله ظهر وبطن ) من طريق العامّة 9 ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن» قال ابن الأثير فى 
النهاية: قبل: ظهرها لفظهاء وبطنها معناهاء وقيل: أراد بالظهر ما ظهر تأويله وعرف معناه؛ وبالبطن ما 


بطن» وقيل: قصصه في الظاهر أخبار» وفي الباطن عبر وتنبيه وتحذير وغير ذلك» وقيل: أراد بالظهر 
التلاوة وبالبطن التفهم والتفهيم. 

أقول: يمكن أن راد بالظهر ما يدل عليه اللفظ من المفهومات اللغويّة وبالبطن ما يندرج تحت 
تلك المنهوننات من الحقائى واللطانت:والدقائق والأسزار الى بتفف:ها قوق نعضن: ولا نعرق 
جميعها إلا الطاهرون الراسخون فى العلم. ١‏ 

(فظاهره حكم) الحكم بالضم القضاء. والحاكم منفذ الحكم والمنع؛ ومنه حكمة اللجام 
بالتحريك» وهى حديدة فى فم الفرس تمنعه من مخالفة راكبه. والإحكام الإتقان. وفي الكنز حكم 
استواركار شدن, ومنه الحكيم لأنه يحكم الأشياء ويتقنهاء فهو فعيل بمعنى مفعل يعنى أن ظاهره. 
وهو ألفاظه وعباراته وأسلوبه وآياته حاكم قاض لنا وعليناء أوكلام مانع من الجهل والسفه؛ وينهى 
عنهما أو محكم متقن لا إختلاف فيه ولا إضطراب. 

(وباطنه) علم بتفاصيل الأشياء من المواعظ والأمثال والأحكام والأخلاق وأحوال المبدأ 
والمعاد وغير ذلك مما ينتفع به الناس ويستقيم به نظامهم فى الدنيا والاخرة. 

(وظاهره أنيق) الأنق محركة الفرح والسرور والكلاء أنق كفرح والشيء أحبه وبه أعجب يعني 
أن ظاهره حسن معجب لاشتماله على أسلوب عجيب. وتركيب غريبء ومزايا فاخرة» ونكات 
ظاهرة؛ يتحير فى حسنه الفصحاء. ويتعجب منه البلغاء. 

(وباطنه) عميق لا يصل إلى قعره عقول العلماء؛ ولا يبلغ إلى أصله فحول الحكماء. 

(له نجوم وعلى نجومه نجوم) إِمّا مصدر بمعنى الطلوع والظهور, يُقال: نجم الشيء ينجم 
بالضم نحوماً إذا طلع وظهر أو جمع نجم بمعنى الكوكب أو الأصل أو الوقت المضروب ضور 
الشىء؛ والمقصود على التقادير أن معانيه مترتبة غير محصورة يظهر بعضها من بعض وبطلع 
عد سين يعد لاتتدضي عجابة) لحي الحر ولد عفك م قعه عية الدالين» 

(ولا تبلى غرايبه) لأن غرائبه وهى المزايا والاسزار الخارجة عن طوق البشر البعيدة عن 
أفهامهم وأوهامهم, كلما أدركت مرّة 5 أخرى كانت جديدة معجبة للنفس موجبة للنشاط بها 
والميل إليها. 

(مصابيح الهدى) الهُدَى بضم الهاء وفتح الدال الرشاد والدلالة» والمصباح السراج» والجمع 
بإعتبار السور والآيات. والإضافة لاميّة وإطلاقها على القرآن من باب الإستعارة. 

(ومنار الحكمة) أي محلّ ظهورها والإضافة لاميّة» وأصله منورمن النور, وهو الظاهر في نفسه 
المظهر لغيره» والحكمة قيل: هي عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم» وشاع إطلاقها على 
إلعلم بالشرائع النبويّة. 


كتاب فضل القرآن بن 


(ودليل على المعرفة) أي معرفة الربٌ وصفاته الذاتيّة والفعليّة أو الأعمٌ الشامل لمعرفة ما يُراد 
من الإنسان وما يتم به نظامهم في الدارين؛ وفى بعض النسخ (دليل على المغفرة). 

(لمن عرف الصفة) هى إمّا مصدر يُقال: وصف الشىء يصف وصفا وصفه إذا بين حاله وذكر 
أوصافه؛ أو نعت وهو حال الشىء وخواصه وآثاره. يعنى القرآن دليل على المعرفة لمن عرف 
وصف القرآن للأشياءء ونطقه بأحوالها التي من جملتها الولاية إذ لا يتم المعرفة بدون معرفتهاء أو 
لمن عرف نعته وصفته من الغرائب والعجائب والمزايا المندرجة فيه, والله أعلم. 

(فليجل جال بصره) أي بصره القلبئ ليدرك جواب الكلام وأطرافه وحقائق مدلولاته وأسراره. 
وقرلفة(لليكل )عاتن التجاكي #قاره» جل النستت وال" اسقلهماة أرنى الوجاله رهن لخاد 
يّقال: أجاله وبه أداره» وجال إذا داره وفي جال قلب أصله جائل كما في شاكي السلاح. . 

(وليبلغ الصفة نظره) إِمّا من البلوغ؛ وهو الوصول أو من الإبلاغ وهي الويصال؛ فإن فعل ذلك 
(ينج من عطب ) أي من هلاك لتميزه بين الحقٌ والباطل والضلالة والهداية وثباته فى سبيل الرشاد 
بمتابعة أهل العصمة والولاية. 

(ويتخلص من نشب) النشب بالتحريك علوق العظم ونحوه فى الحلق وعدم نفوذه فيه. وهو 
مهلك غالباً لسد مجرى النفس» فهو كناية عن الهلاك؛ ويمكن أن راد به نشب الضلالة والجهالة 
والغواية على تشبيهها بطعام ذا غصة في الإضرار والإهلاك, ثمّ علل ذلك بقوله: (فإن التفكر) في 
الأسرار الالهيّة واللطائف القرآنيّة. 

(حياة قلب البصير) ) أي سبب لحياته؛ فالحمل للمبالغة» وذلك لأن التفكر سبب للعلم. والعلم 
سبب للحياة» كما أن الجهل سبب للموت. وإليهما يرشد قوله تعالى: #أومن كان ميتاً 
فأحييناه»7١)‏ والبصر محركة من العين حسهاء ومن القلب نظره وخاطره وإدراكه بصر به كفرح 
وكرم صار بصيراًء أى مبصراًء والمراد به هنا العالم أو الفطن الذكى» وإضافة القلب إليه إِمّا لاميّة أو 
بيانيّة وفي الجمع بينهما فائدة» وهي أنه لولم يذكر القلب لتوهم أن المراد بالبصير البصير بالعين» 
ولو لم يذكر البصير لتوهم أن التفكر سبب لحياة قلب الجاهل والغبى أيضاًء وليس كذلك. 

(كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور) أي بنور المصباح أو المشعل والظرفان يتعلقان 
بيمشي أو بالمستنير أو بهما على سبيل التنازع أو الأوّل بالأوّل والثاني بالثاني أو بالعكس. وفيه 
تشبيه معقول بمحسوس على سبيل التمثيل لقصد الاويضاح. 

(فعليكم بحسن التخلص) أي بحسن النجاة من الباطل (وقلة التربص) أي قلة الإنتظار 





. ١7١ : الانعام‎ ةروس-١‎ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 
والمكث عند الشبهات, لأن الشبهة مرض مهلك والفرار من المهلكات واجبء وإنما التربص‎ 
الضروريّ هو قدر أن بحصل العلم بالحقٌ؛ ويكفي فيه أدنى تفكر, وقد مرّ شرحه فى آخر كتاب‎ 
العقل.‎ 
الأصل:‎ 3 

على عن أبيه» عن عبد الله بن المغيرة» عن سماعة بن مهران, قال: قال أبو عبد الله نقِا: ان 
العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه» وهو الصّادق البارٌء فيه خبركم. وخبر من قبلكم؛ وخبر من 
بعدكم, وخبر السّماء والأرضء ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم)27. 

2 الشرح : 

قوله: (إن الله العزيز الجبار) أي الذي غلب علئ جميع الخلائق بالإيجاد والإفناء وجبر مفاقر 
العباد بكفاية أسباب المعاش والأرزاق» وأصلح نقائص حقائق الممكنات بإفاضة الوجود. وما 
بتبعه من الخيرات والكمالات (أنزل عليكم كتابه» وهو الصادق البار) لأنه صادق في جميع ما 
نطق به» ومتسع إحسانه إلى جميع الأنام؛ وسائق قائد لهم إلى دار السلام (فيه خبركم) خطاب 
للموجودين الحاضرين والغائبين على سبيل التغليب. 

(وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم) يعني فيه أخبا ركلٌ واحد واحد وبيان أحواله المختص به 
والمشتركة بينهم؛ وبين جماعة من المصائب والنوائب, وما يصدر منه؛ وما يرد عليه وما يتعلق به 
ويراد منه على الخصوص أو العموم. 

(وخبر السماء والأرض) يعنى فيه خبر جوهر السماء وسكانها وحركات الأفلاك 
ود ورانها وأحوال الملائكة ومقاماتها وحركات الكواكب ومداراتها ومنافع تلك الحركات وتأثيراتها 
إلى غير ذلك من الأمور الكائنة في العلويّات» وفيه خبر جوهر الأرض وكيفية إيجادها وانتهائها. 
وخبر ما فى سطحها وأرجائهاء وما فى تحتها وأهوائهاء وخبر مافيها من المعدنيّات» وما في جوف 
فلك القمر من البسائظ والمركيات إلى غير ذلك من الأسوال المععلقة بالدفلتات: 

(ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك) أي عمًا في القرآن من العلوم والحقائق والأسرار والدقائق» 
وماكان وما يكون وما هوكائن. (لتعجبتم منه) لسمو حاله وعل وكماله ونهاية لطافته وغاية غرابته. 
والحاصل أنكم متعجبون منه لو علمتم ما فيه» واحتمال أنكم تتعجبون ممّن يخبر عما فيه فكيف 
لا تتعجبون منه مع أنه مخبر عنه أيضاً بعيد» لأن التعجب بعد العلم لا يستلزم التعجب قبله فتأمل. 

*: الاصل : 





.0919/ ” الكافى:‎ ١ 


كتاب فضل القرآن 8 


غ ‏ محمّدٌ بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسى. عن محمّد بن سنان, عن أبى الجارود. 
قال: قال أبو جعفرة : (قال رسول اله ييْهُ : أنا أوَّل وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه 
وأهل بيتي. ثم أمّتى. ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي)7". 

* الشرح : 

قوله: (ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي) هذا خبر وفي الحقيقة أمر بمتابعتهماء 
والتمسك بهما لئلا يضلواء وقد روى أحمد بن حنبل فى مسنده. عن أبى سعيد الخدرىٌ. ومسلم 
في صحيحه بإسناده إلى زيد بن أرقم عنه ييةُ مثله ذكرناه في كتاب الحجّة. 

*: الاصل : 

6 محمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد. عن محمّد بن أحمد بن يحيىء عن طلحة بن زيد. 
عن أبي عبد اللهية قال: (إنَّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجىء فليجل جال بصره 
ويفتح للضياء نظره فإنَّ التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور)(. 

* الشرح : 

(إنْ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى) الإضافة الأولى لاميّة والفانية الظرفيّة 
والدجئ بالضم الظلمة وإطلاقها على الشبهة والبدعة من باب الإستعارة, كإطلاق للمنار والمصباح 
وهما محل النور والضوء. يعنى العلم على ما فى القرآن من الآيات التى أعظمها الأئمّة عليهم 
السلام (فليجل جال.. اه) قد مرّ تفسيره قُبيل ذلك. ا 

* الاصل : 

1-علييٌ بن إبراهيم؛ عن محمّد بن عيسىء عن يونس» عن أبي جميلة؛ قال: قال أبو عبد الله نه: 
(كان في وصيّة أمير المؤمنين ني أصحابه: اعلموا أنَّ القرآن هدى النّهار ونور اليل المظلم على ما 
كان من جهد وفاته)7"). 

* الشرح : 

قوله: (إنْ القرآن هدى النهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة ) كان تامة والحويد 
المشقة والفاقة الفقر والحاجة. والظاهر أن على متعلق بهدى ونور وبمعنى فى للظرفيّة كما في 
قوله تعالى «ودخل المدينة على حين غفلة4 47 يعنى أن القرآن هدى للمؤمنين في النهار ونور لهم 
في الليل المظلم في حال شدّة ومشقة من التباس الفتن وتوارد الشبهات, إذ هديفي إلى الحق 





.15٠١ / الكافى: ؟‎ - “8 . 5٠١ / الكافى: ؟‎ - "١ .10١ / ” الكافي:‎ ١ 
1 .١60 : ؛ - سورة القصص‎ 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وسلوك سَبيلة؛ وفي حال الفقر والفاقة إذ يحملهم على الصبر لجزيل الأجرء أو يدفعها عنهم 
بالخاصيّة أو , بعض الآيات والسور الحراخية زياد" اررق وني تحيت على إلتراع كرا زهاوالتا كر فيه 
فى الليل والنهار بذكر فائدتين أحديهما: للأخرويّة» والأخرى للدنيويّة. هذا ما خطر بالبال» والله 
أعلم. 

# الأصل : 

علي عن أبيه. عن النوفلي» عن السكوني» عن أبي عبد الله. عن آبائه نلق قال: (شكا رجلٌ 
إلى النبى يي وجعاً فى صدره. فقال يَيلُ: استشف بالقرآن. فإنَّ الله عرّوجلَّ يقول: « وشفاء لما في 
الصَدور»)(001), 

* الشرح : 

قوله: (استشف بالقرآن) أي بقراءته مطلقاء ال وإطلاق القرآن يقتضى أن كل 
آبة وكلّ سورة شفاء. وقد روي الإستشفاء ببعض الآيات وبعض السور في خصوص بعض 
الأمراضء والحمد مجرب للجميع خصوصاً سبعين مرّة (إن الله عرّ وجال) يقول في وصف القرآن: 
9 وشفاء لما في الصدور» عمومه شامل لجميع الأمراض الصدريّة من الأوجاع والأحزان والهموم 
والجهالات وغيرها ولا وجه لتخصيصها بالجهل. 

الأصل : 

/ أبو علي الاشعريّ» عن بعض أصحابه؛ عن الخشّاب, رفعه. قال: قال أبو ‏ عبدالله لإ لا 
لله لا يرجع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبدأء ولاإلى بني أميّة أبدأ ولا في ولد طلحة 
والزبير أبدأء وذلك أَنّهم نبذوا القرآن, وأبطلوا السنن؛ وعطّلوا الأحكامء وقال رسول الله عله : 
القرآن هدى من الضَلالة, وتبيانٌ من العمى؛ واستقالةٌ من العثرة: ونورٌ من الظلمة وضياءٌ من 
الأحداث. وعصمةٌ من الهلكة؛ ورشدٌ من الغواية» وبيانٌ من الفتن» وبلاغٌ من ع الدّنيا إلى الآخرة» 
وفيه كمال دينكم وما عدل أحدٌّ عن القرآن إلا إلى الثار)."' 

* الشرح : قوله: (لا والله لا يرجع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبداً. .اه ) أشار ليه إلى 
أن أمر الإمامة والخلافة التي هى الرئاسة العظمى. إنما يرجع إلى من عَلِمَ القرآن ظاهره وباطنه 
وعَمِلَ به وهو علئ ني وأهل العصمة من أولاده» لا إلى المذكورين أولادهم الجاهلين بالقرآن. 
النابذين له وراء ظهورهم, المعطلين لأحكامه وحدوده. التابعين لأهواء نفوسهم الأمارة» الضالين 
المضلين. وذلك ظاهر, لأن خليفة النبئ يَبلُهُ يجب أن يكون مثله عالماً بالقرآن عاملاً به ليكون 


1١١ / -سورالجمعة :9. * - الكافى: ؟‎ ١ .1٠١ / ١ الكافى:‎ ١ 


كتاب فضل القرآن / 


مرجعاً للخلائق فى جميع ما يحتاجون إليه. 

(القرآن هدى من الضلالة ) «من» هنا إِمّا لابتداء الغاية» أو بمعنى فى كما فى قوله تعالى: «إذا 
نودي للصلاة من يوم الجمعة» يعني أن القرآن يهدي من الضلالة» أو فيها إلى الحقٌّ ويبين سبيله 
(وتبيان من العمى ) التبيان الكشف والإيضاح. والعمى الضلالة والجهالة. يعنى أن القرآن يكشف 

زواستفالة من العتر ف #النفززة العا ردم لض جوالس هوف شان الرسحم براسم قاقر 
عقده. والمداومة على القرآن سبب للحفظ عنها ورفع ما وقع منها. 
الحدثء» وهو الأمر المنكر الذي ليس بمعروف فى السئّة» يعني أنه ضياء يُعرف به المعروف من 
ا 0 ا ل ا ان 

(وبيان من الفتن) يظهر المقصود بابلغ وجه ويميزه من الفتن وهي كل ما يصرف عنه (وبلاغ 
من الدنيا والآخرة) البلاغ الإيصال أي موصل من الدّنيا بالمنع من الركون إليها والرغبة فيها إلى أمر 
الآخرة والحث على ما يوجب رفع الدرجة فيها. 

(وفيه كمال دينكم ) أي ما يوجب كماله ومنه ولاية أمير المؤمنين ع كما روي في تفسير قوله 
تعالى: #اليوم أكملت لكم دينكم»7١'‏ أنه أكمله بولايته نظِة. 

(وما عدل عن القرآن أحد إلا إلى النار) العدول عنه يشمل إنكاره؛ وانكار بعضه كإنكار 
مخالفينا ولاية علي مق وترك العمل بما فيه؛ فإنذكل ذلك ذنب عظيم يوجب الدخول في النار. 

* الأصل : 

9 -حميدٌ بن زياد. عن الحسن بن محمّد. عن وهيب بن حفص. عن أبي بصيرء قال: سمعت أبا 
عبدالله يذ يقول: (إنَّ القرآن زاجدٌ وآمر يأمر بالجنّة ويزجر عن الثّار)10). 

* الشرح : قوله: (يأمر بالجئّة ويزجر عن النّار) أي تأهوينا يوجب الدخول في الجنة. 
وبرجرعما بوجت اللاحول فى الناره.وهدا : فى المعنى أمر بالإمتثال بأمره ونهيه والمداومة عليه. 

الأصل : 





6م شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





٠‏ -علئٌ ‏ بن راهب عو صالح / و ميعن عسرين باح و وعد الاسكات كان قال 
رسول الله يي (أعطيت السور الطوال مكان التوراة» وأعطيت المئين مكان الإنجيل؛ وأعطيت 
المثاني مكان الزَّبور. وفضّلت بالمفصّل ثمان وستّون سورة» وهو مهيمن على سائر الكتب. 
فالتوارة لموسىء والإنجيل لعيسى. والزَّبور لداود 2 ) )١(‏ 

* الشرح : قوله: (قال رسول الله وَيْيةُ: أعطيت السور الطوال مكان التوراة» وأعطيت المئين 
مكان الإنجيل؛ » وأعطيت المثاني مكان الزبور, وفضلت بالمفصل ثمان وسنّون سورة) في مجمع 
البيان الطوال: - جمع «طولى) تاتف «الأطول). . وهى سبع سور القرة وال عسرات والشماء والمائكة 
والأنعام والأعراف والأتفال مع التوبة. لأنهما تدعيان القرينتين» ولذلك لم يفصل بينهما ببسم الله 
الرحمن الرحيم؛ وقيل: السابعة سورة يونس» وإنما سميت هذه السور الطوال لأنهما أطول سور 
القراق) والمثاني قيل: هي جمع مثنى كمعنى ومعانيء وقال الفراء: جمع مثناة» وهي أيضاً سبع 
سور: سورة يونس» وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل وإنما سميت مثانى لآنهنا تنك 
الطول. أي تلتها فكان الطول المبادي, والمثاني لها ثواني» وقيل المثاني: سور القرآن طوالها 
وقصارها من قوله تعالى: لآ كتاباً متشابها مثاني# ووجه التسمية أنها يثنى فيه الحدود والأمثال 
وقيل هي سورة الحمد, وهو المروى عن الأثمّة لك سميت بذلك لأنها تثنى في كل صلاة وكل 
سورة تكون مائة آية أوفويق ذلك أودوينه. وهىي أيضاً سبع سور بنى إسرائيل والكهف ومريم وطه 
والأنبياء والحج والمؤمنون. وقيل: المئون ما ولى السبع الطول والمثاني بعدهاء وهي التى يقصر من 
المئين وتزيد عن المفصل سميت مثاني لأن المئين مبادؤها وهي مثانيهاء والمفصل ما بعد 
الحواميم إلى آخر القرآن» وهو ثمان وسئّون سورة طواله من سور محمد يي إلى النبأء ومتوسطاته 
منه إلى الضحىء وقصاره منه إلى آخر القرآن وسمى مفصلاً لكثرة الفصول ببسم الله الرحمن 
الرحيم. وفى النهاية السابعة من الطول؛ وهى التوبة ولم يذكر الأنفال لا إنفراداً ولا إنضماماً معها. 

وفى الك مون المثانى القرآن أواما فقي به 'لقة مرو بعد مد أو الحمد أو البقرة إلى براءة أو كل 
سورة دون الطول ودون المئينْ وفوق المفصل أو سورة الحجٌ والنمل والقصص والعنكبوت من 
النور والأنفال ومريم والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص 
ومحمد ييه ولقمان والغرف والزخرف والمؤمن والسجدة والأحقاف والجاثية والدخان 
والأحزاب. 

أقول: فى قوله من قال إن المثانى بعد المئين؟ وأقصر منها نظر لأنه إن أراد أنها أقصر بحسب 


.1١١ / الكافى: ؟‎ ١ 


كتاب فضل القرآن : 1 
الآبة ورد عليه أن سورة يونس أقل بحسب الآية من بني إسرائيل والكهف والأنبياء والمؤمنون 
وهود والنحل أقل بحسبها من المؤمنون وسورة يوسف بحسبها مساو لبني إسرائيل والكهف 
والأنبياء وأقل من المؤمنون. وإن أريد أنها أقل بحسب الكتابة» ورد عليه أن سورة الرعد والحجر 
أكثر بحسب الكتابة من بني إسرائيل إلى آخر المثاني وهو المؤمنون. وسورة إبراهيم أقل بحسبها 
من سورة الأنبياء والحجٌ والمؤمنون. (وهو مهيمن على سائر الكتب) أي شاهد عليها ولولا 
شهادته لما علم أنها كتب سماويّة لعدم بلوغها حدّ الإعجاز. 

* الاصل : 

١‏ -أبو على الأشعريّ. عن محمّد بن سالم. عن أحمد بن النضر, عن عمرو بن شمر عن 
جابر» عن أبى عبدالله لي قال: (يجيىء القرآن يوم القيامة فى أحسن منظور إليه صورةً» فيمرٌ 
ار ل 
المقرّبين» فيقولون: هو منا حتّى ينتهى إلى رب العرَّة عزَّوجلٌ فيقول: يا ربٌ فلان بن فلان أظمأت 
هوا نعرة اهرت ليله ف قار الأاءر فلات ون كلقن له أطما عر احرو وله اميه للف فقول تا راد 
وتعالى: أدخلهم الجنّة على منازلهم. فيقول فيتّبعونه فيقول للمؤمن: إقرأ وأرق» قال: فيقرء ويرقى 
حتّى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها!!". 

* الشرح : قوله: (اظمأت هواجره وأسهر ليله في دار الدنيا) الهواجر جمع الهاجرة. وهى 
نصف النهار عند اشتداد الحرٌ أو من زوال الشمس إلى العصر سمى بذلك لأن الناس يهاجرون فيه 
من شدّة الحرٌ ويستكئون فى بيوتهم؛ وإسناد الإظماء والإسهار إلى القرآن إسناد مجازيٌ؛ لكونه 
سبباً لهما وكذا تعلقهما بالهواجر, والليل تعلق مجازى لكونهما ظرفاً لهما. 

(وفلان ابن فلان لم اظماأ هواجره ولا أسهر ليله) قيل: هذا مجاز عقلىّ بالإتفاق. ولا يصدق 
عليه تعريفه لأنه إسناد الشيء إلى غير ما هو له وإيقاعه على غير ما حمّه أن يوقع عليه وفيه نفي 
الإسناد ونفى التعلق. راحيت بأن المتصف بالتجوز هو الإسناد والتعلق بحسب الذات مع قطع 
النظر عن النفي والاثبات. فكما أنهما متصفان بالتجوز فى حال الإثبات كذلك متصفان به فى حال 
النفي. (فيقول للمؤمن:) الذي عمل به فى الليل والنهار 

(اقرأ وارق) رقى إليه كرضى صعد كارتقئ وترقى, والهاء للوقف (قال: فيقرأ ويرقى) أى يقرأ 
آية ويصعد درجة فوق الأولئ وهكذا. 


(ختّئ يبلغ كل رجل منهم منزلته التى هي له فينزلها) الفعلان وهما يبلغ وينزلء إِمّا من البلوغ 








.٠١١ / ” الكافي:‎ - ١ 


ل" 


” شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 


والنزول؛ أو من الإبلاغ والإنزال» وكلّ رجل على الأوّل فاعل, وعلى الثانى مفعول. 

الاصل : 

١‏ - عليئٌ بن إبراهيم عن أبيه» وعدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد 
جميعاًء عن ابن محبوبء عن مالك بن عطيّة» عن يونس بن عمّاره قال: قال أبو عبدالله لة: (إنَّ 
الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعّم وديوان فيه الحسنات وديوان فيه السيّئات. فيقابل بين 
ديوان النعّم وديوان الحسنات, فتستغرق النعم عامّة الحسنات. ويبقى ديوان السيّئات فيدعى 
بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه فى أحسن صورة: فيقول: يا رب أنا القرآن. وهذا 
عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي؛ ويطيل ليله بترتيلي؛ وتفيض عيناه إذ تهجّد. فأرضه 
كما أرضانى. قال: يقول العزيز الجبّار: عبدي ابسط يمينك فيملأها من رضوان لله العزيز الجبّار, 
ويملأً شماله من رحمة الله ثمّ يقال: هذه الجنّة مباحة لك فأقرأ واصعد, فإذا قرأ آية صعد 





."١()ةجرد‎ 

* الشرح : قوله: (إنَّ الدواوين يوم القيامة ثلاثة) فى مصباح اللغة الديوان جريدة الحساب. ثم 
أطلق علئ موضع الحسابء وهو معرب, والأصل دوان فأبدل من أحد المضعفين ياء للتخفيف. 
ولهذا يرد في الجمع إلى أصله دواوين وبالتصغير دويوين لأن التصغير وجمع التكسير يردان 
الأسماء إلى أصولهاء ودونت الديوان أى وضعته وجمعته. 

(فتستغرق النعم عامّة الحسنات) أي جميعهاء وفي لفظ الاستغراق إيماء إلى أنه يبقتى بعض 
النعم. بل أكثرها بلا مقابل له من الحسنات أي جميعها. 

(ويطيل ليله بترتيلى) في الصحًاح الترتيل في القراءة الترسل والتبيين بغير بغي وكلام رتل 
بالتحريك أي مرتل» وفى القاموس الرتل محركة حسن تناسق الشيء؛ والحسن من الكلام» والطيب 
من كل شيع ورتل الكلام ترتيلاً أحسن تأليفه. وترتل فيه ترسل. وفى النهاية الترتيل الجودة. 
وتبيين الحروف بحيث يتمكن السامع عندهاء وقال بعض الأصحاب: هو حفظ الوقوف وأداء 
الحروف أى كمال أدائها. 

والإطالة كناية عن السهر وترك النوم, لأن الليل عند الساهر طويل. (وتفيض عيناه إذا تهجد) 
التهجد النوم في الليل» والإستيقاظ فيه ضدّ والمراد هنا هو الشاني. (فأرضه كما أرضاني.. إلى 
آخره) تلاوته وترتيله من جملة الحسنات التى قوبلت بالنعماء لكن شفاعته المقبولة سبب للنجاة 
وعلو الدرجات ورفع السيّئات. ولعل بسط البعين وملؤها من الرضوان. وملء الشمال من الرحمة 


.15١7/ الكافى: ؟‎ ١ 


كتاب فضل القرآن فى 
من بات التمقيل لأن كل من أخخذ شيئاً من غيرة أخذه نيميته وشتماله: 

* الأصل : 

١‏ علئئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. وعليئٌ بن محمّد الفاسانى. جميعاً. » عن القاسم بن محمّد. عن 
سليمان بن داود. عن سفيان بن عيينة» عن الزّهريء قال: قال علئحٌ بن الحسين 0ه: (لو مات من 
وم و ار 000 
الدّين» يكدّرها حتّىن كاد أن يموت(2. ١‏ 

* الشرح : 

قوله: (لو مات من بين المشرق والمغرب ما استوحشت بعد أن يكون القرآن معى ) أراد أن من 
كان معه القرآن بالتلاوة والتدبر فى آياته والتفكر فيما فيه من أ سواه را جكاففو ضيه ونوا ا" 
مترمدت بن الوطدة ولا ييه بالاتقطاع عوبالكلق» والطامر أن المراةبباليوة العين المعروك 
بع امال اد زراة يه شطع الحاق كليم عله زد قفوت كروي بالفباذلة راجيا (وكان إذا قرا 
«مالك يوم الدين» يكررها حتّئ كاد أن يموت ) خوفاً من ملاحظة عظمة المالك وكمال كبريائه 
وجبروته ومشاهدة شدائد ذلك اليوم وأهواله وأحوال الخلائق فيه. 

الاصل : 

١:‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد» عن إسحاق بن 
غالب قال: قال أبو عبدالله 49: (إذا جمع الله عزَّوجِلٌ الأؤلين والآخرين إذا هم بشخص قد أقبل 
لم يُرقط أحسن صورة منه؛ فإذا نظر إليه المؤمنون ار قالوا: هذا مما هذا أحسن شيء 
رأيناء فإذا انتهى إليهم جازهم؛ ثم ينظر إليه الشهداء. حتّى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم. 
ونون قا شرن اجوز على حل تين إلى لقره فيقولون: هذا القرآنء فيجوزهم 
حتى ينتهي إلى الملائكة فيقولون: هذا القرآن فيجوزهم : ثم ينتهى حتى يقف عن يمين العرش 
فيقول الجبّار: اراي لاني ورا ماس لأكرمة البو من أ ماشه افيد مر لهالك )101 

* الشرح : 

قوله: (ثم ينظر إليه الشهداء حتّى إذا انتهى إلى آخرهم.. اه) هذا لا ينافي ما دل عليه الخبر 
الأول من أنَّهُم لا يعرفونه. وأنهم يقولون هذا منّاء لوجهين: الأول أنهم لم يعرفوه في بادي النظر, 
فقالوا ذلك ثمّ بعد التفكر أو الإلهام عرفوه وقالوا: هو القرآن. ومثل ذلك كثير شائع. والشاني أن 
القائلل بعضهم والقائل الثاني بعض آخرء وبالجملة لا منافاة عند مغايرة الوقتين أو مغايرة القائلين. 





.107/ الكافى: ؟‎ - ١ .10” / الكافى: ؟‎ - ١ 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





باب فضل حامل القرآن 

١‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن الحسن بن أبي الحسين الفارسيئ؛ عن سليمان بن الجعفر 
الجعفريٌ» عن السكوني؛ عن أبي عبدالله ليه قال: قال رسول الله ييُْ: (إنَّ أهل القرآن في أعلى 
درجة من الادميّين ما خلال النبيّين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم: فإنَ لهم من 
لله العزيز الجبّار لمكاناً [علياً])2"7. 

* الشرح : 

قوله: (إنَّ أهل القرآن فى أعلى درجة من الآدميين) المراد به من تَعَلمه وحفظه وواظب على 
تلؤوة :ولس مما قي :نإة عر ذلك وطاق عليه أذ من اهل القر فكي سدقة عاق اناما ادا ل 
صدقه على القارىء, لأن العمل هو المقصود بالذات, والقراءة تابعة وصدقة على القارىء العامل 
أولى من صدقه على أحدهما. 

* الأصل : 

#اعدة من أمحابناء عن احمد بن محكد وسهل بن زياد» جسيعا غنم ابن ميحبوت»غتن 
جميل بن صالح. عن الفضيل بن يساره عن أبي عبد الله ليه قال: (الحافظ للقرآن العامل به مع 
السفرة الكرام البررة)(). 

* الشرح : 

قوله: (الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة) من طريق العامّة «مثل العاهر باهرا 
مثل السفرة» في النهاية هم الملائكة جمع سافر, والسافر في الأصل الكاتب سمي به لأنه يبين 
الشىء يوضحه. قوله تعالى: #بأيدي سفرةٍ كرام بررة74') وفي كتاب إكمال الإكمال لشرح مسلم 
هو الملائكة سموا ذلك لدزولهم جما رلقه به السام بين الناين ككييها بالنقين وهو الذي يصلح 
بين الرجلين» وقيل: لأنهم يسفرون بين الله تعالى وأنبيائه عليهم السلام بالوحىء وقيل: هم الكتبة 
من الملائكة؛ لأنهم ينتسخون الكتب من اللوح المحفوظ. وقيل: هم الأنبياء» لأنهم سفراء بينه 
تعالى وبين عباده. 

والمراد بكونهم كراماً أنهم أعزاء على الله تعالى أو متعطفون على المؤمنين» مستغفرون لهم. 
وبكونهم بررة أنهم مطيعون له تعالى. فاعلون للخيرات» منزهون عن النقائص والسيّئات. والظاهر 


2115 #اتستورة عق‎ . 1١7 / ١ الكافى:‎ - "١ .5١7”/ الكافى: ؟‎ ١ 


باب فضل حامل القرآن بف 
أن المراد بكونه الحافظ للقرآن معهم أنه معهم فى درجتهم ومنازلهم فى الآخرة ورفيق لهم فيها 
لاتصافه بصفتهم فى جملة كتاب الله عرّ وجل. وقيل: المراد أنه عامل بعملهم كما يُقال: فلان مع 
بني فلان» أي في الرأي والمذهب. كما قال لوط .2: ( ونجني ومن معي4.. الآية. 

* الأصل : 

" - وبإسناده» عن أبي عبدالله ليه قال: (قال رسول الله يَيُّ: تعلّموا القرآنء فإنّه يأتي يوم 
القيامة صاحبه في صورة شابٌ جميل شاحب اللّون. فيقول له القرآن: أنا الذي كنت أسهرت 
ليلك؛ وأظمأت هواجرك؛ وأجففت ريقك, وأسلت دمعتك أؤول معك حيثما ألت, وكلّ تاجر 
من وراء تجارته. وأنا اليوم لك من وراء تجارة كلّ تاجرء وسيأتيك كرامة [من] الله عرَّوجل 
فأبشر» فيؤتى بتاج فيوضع علئ رأسه. ويعطى الأمان بيمينه؛ والخلد في الجنان بيساره؛ ويكسى 
حلتين: ثم يقال له: إقرأ وارق» فكلّما قرأ آية صعد درجة ويكسى أبواه حأتين إن كانا مؤمنين, ثم 
يقال ل القرآن)(), 

* الشرح : 

قوله: (وكل تاجر من وراء تجارته) يطلب ربحها لنفسه بنفسه فى هذا اليوم وهو حاجته (وأنا 
لك اليوم من وراء تجارة كل تاجر) أطلب لك كل ربح يطلبه كل تاجر من تجارته. هذا معحض 
الإحتمال» والله أعلم بحقيفة الحال. 

(فيؤتى بتاج ويوضع على رأسه) التاج الإكليل» وهو ما يصاغ للملوك؛ ويرصع بالجواهر 
والجمع تيجان, والياء في الأصل واو. 

(ويُعطى الأمان) من العذاب والخذلان (بيمينه والخلد في الجنئان بيساره) أي يعطى كتاب 
الأمان والخلد أو يُعطى الأمان والخلد فى ملكته فاستعار اليمين والشمال لأن الأخذ والقبض بهما. 
(ويكسى أبواه حلتين إن كانا مؤمنين) وقد يخفف العذاب عنهما إن كاناكافرين» كما يشعر به كلام 
بعض الأكابر. 

(ويُقال: هذا لما علّمتماه القرآن) الظاهر أن «ما» مصدريّة والقرآن مفعول ثان للتعليم. قال 
بعض المفسرين: إذا قال الولد عند التعلم: «بسم الله الرحمن الرحيم». وكان أبواه معذبين رفع الله 

* الأصل : 

-ابن محبوب,. عن مالك بن عطيّة» عن منهال القصّابء. عن أبى عبد الله للق قال: (من قرأ 





8 الكافي: 3 


القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآبلحمه ودمه؛ وجعه ال روج مع القرة الكرا ‏ البررة. 
وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة؛ يقول: يا ربٌ إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غيره عاملي 
قلغ به أكرم عطاياكك قال: فيكسوه الله العزي يز الجبّار حلتين من حلل الجنّةء ويوضع على رأسه 
تاج الكرامة. ثم يقال له: هل أرضيناك فيه ؟ فيقول القرآن: يارب قدكنت أرغب له فيما هو أفضل 
من هذاء فبمطى الأ ييمينه: والخلد بيساره ف يدخل الج يقال :قرأ واصعد درجة م 
يقال له: ا ا ايم ومن قرأ كثيراً وتعاهده بمشقّة من شدَّة حفظه 
أعطاه الله عرَّوجِلٌ أجر هذا مدّتين)(2. 

* الشرح : 

قوله: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن ) لعل المراد أن تكون القراءة دأبه وعادته. وأن تكون من 
باب التفهم والتدبر, لا مجرد المرّة ولا مجرد النطق مع إحتماله. 

(اختلط القرآن بلحمه ودمه) يعنى يؤثر فى ظاهره وباطنه» ويوجب استقامة أعضائه؛ وقلبه 
ور ا تحة وكين قفني ال اعيظ التبانية والنصائح القرآنيّة استقراراً تام لعدم اعوجاجها 
بالمعاصي المانعة من قبول الحقٌّ بعد. ومن ثمٌ اشتهر أن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر. 

(وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة) أي كان مانعاً يمنع عنه ذلك اليوم أهواله ومكارهه. 
وحذف المفعول للدلالة على التعميم. 

(قال: ومن قرأ كثيراً وتعاهده بمشقة من شدَّة حفظه أعطاه الله عرّ وجل أجر هذا مرتين) هذا 
الك ا لوي احاح والعاص وو امات زا تر لبالا براك قال بوكر 
الله ييُْ: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه. وهو عليه شاق 
له أجران» وفي رواية أخرى «والذي يقروه وهو يشتد عليه له أجران» 5 قيل: المراد بالتتعتع التردد 
فيه لقلة حفظه؛ والأجران أحدهما فى قراءة حروفه والآخر في تعبه ومشقته؛ وليس المراد أنه أكثر 
أجراً من الماهر, بل الماهر أكثر أجراً لأنه مع السفرة عليهم السلام وله أجوركثيرة وكيف يلتحق من 
لم يعتن بكتاب الله بمن اعتنى به حتّى مهر فيه. وقيل: أحد الأجرين تعاهد المشقة فى تعلمه 
والآخر تعاهدها من شدّة حفظه ورجحه على الأوّل بأن به يظهر الفرق بينه وبين من لم يكن له 
مشقة لا بالأوّل إذ لكلّ قارىء أجران أحدهما للتعلم والحفظ, وإن لم يكن فيهما مشقة والآخر 
لأجل القراءة. 

أقول: ظاهر رواياتنا وروايتهم هو الأوّل. 





.1١7* / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب فضل حامل القرآن "> 


* الأصل : 

© أبو علئّ الأشعريّء عن الحسن بن علئ بن عبدالله. وحميد بن زياد. عن الخشّاب» جميعاً 
عن الحسن بن عليٌ بن يوسف. عن معاذ بن ثابت» عن عمرو بن جميع؛ عن أبي عبد الله نلية. قال: 
قال رسول اله يي إن أحنٌّ النّاس بالتخشّع في السّر والعلانيّة لحامل القرآن. وإنّ أحقٌّ النْاس في 
السرّ والعلانيّة بالصّلاة والصوم لحامل القرآن» ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به 
يرفعك الله ولا تعدَّزبه فيذلك الله. يا حامل القرآن تز ت ين به لله يزيّنك الله [به]» ولا تزيّن به للناس 
فيشينك الله به. من ختم القرآن فكأئّما أدرجت النبوّة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه ومن جمع 
القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه؛ ولا يغضب فيمن يغضب عليه؛ ولا يحد فيمن يحد. 
ولكنّه يعفو ويصفحء ويغفرء ويحلم لتعظيم القرآن» ومن أوتي القران فظن أن أحداً من الناس 
أوتي أفضل مما أوتي. فقد عظّم ما حمَّر الله وحقّر ما عظّم الله). 

 ريسلا#‎ 

قوله: (إنَّ أحق الئّاس بالتخشع في السرّ والعلانيّة) أي في الباطن بتقويم النفس بالأخلاق 
الفاضلة والعقائد الحقّة الراسخة» وفي لاس بع الجوارح والأعضاء بالأعمال الفاضلة. 
والأفعال الكاملة. (لحامل القرآن) المراد به القاريء العالم المتدبر فيه. العامل به» وبرشد إلى ذلك 
قوله تعالى: 9لو أنزلنا هذا القرآنَ على جبل لَرَأَيِتَهُ خاشعاً مُتصِدّعاً من خشية الله وتَلْكَ الأمثال 
نضربها للنّاس لعلّهم يتفكرّون»7١‏ . 

(وإن أحقٌ الناس في السرّ والعلانيّة) لعل المراد بهما هنا حالة الإنفراد والإجتماع (بالصلاة 
والصوم ) وغيرهما من العبادات. 

(لحامل القرآن) أذله مرتبة المراقبة بالعبادات والمحافظة عليها والأمر بها والنهى من ضياعها 
لما شاهد فيه من الوعد والوعيد. والأمر والتهديد. ودرجات المطيعين» 55-0 الفاسقين» 
وعقوبات العاصين (يا حامل القرآن تواضع به) أي بسبب القرآن وحمله لله تعالى ولرسوله 
وللمؤمنين. (يرفعك الله) في الدّنيا والآخرة فتكون من المقربين (ولا تغرّز به) عند الخلائق 
(فيذلك الله) فيهما فتكون من الهالكين. 

(يا حامل القرآن تزين به) أي بالقرآن وترتيله وجواهر أسراره وحلل حقائقه ولطائف رقائقه 
(يزينك الله) بحلل الجنان وكرائم الإحسان. أو يمدحك في أعلى عليين وزمرة المقربين وفي 
الكنز زين آراستن ومدح كردن. ١ ١‏ 








”١ : سورة الحشر‎ -١ 


ب شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





(ولا تزين به للناس) طلباً للعزّة والتقرب والمدح والإحسان منهم (فيشينك الله به) أي يعيبك 
الله به عند الصالحينء ويقبحك عند إ كرام الحاملين العاملين لله. وفى الكنز شين عيب كردن. 

(ومن خحتم القرآن فكأنما أدرجت التبّوة في جنبيه ) يعني في قلبه. لأن آثار النبوة وهى كلّ ما 
أوحى الله إلى النبى َل دخل فى قلبه تفصيلاً وإجمالاً فوقع التشابه. 

0-0 ليه كما أوحي إلى اسن كلا فحصل بهالتميواوالتقارقهءادم أنان إلى لضن 

ص حامل القرآن وصفاته التى ين ينبغى أن يكون عليها بقوله: 

اه وعلماً رحا يع شرن لا حول بع نيتو فليا تقاف 
والإستهزاء. والتجبر والتكبر, والغلظة فى القول. والمعاشرة» وترك الحقوق, وأمثال ذلك. بل شأنه 
الملاينة والمداراة عملاً بقوله تعالى: #وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً» )١(‏ والنول بالفتح 
الحظ والنصيب وما ينبغى (ولا يغصب فيمن يغصب عليه ولا يحد فيمن يحد)«فى) فى 
االموشفون يدس نم أ علي روفن قر ينض اشع راحاء المهيذلة والدال المشددة ا الخد 
بالكسر وهى الطيش والنزق والوثوب والخفة عند الغضب. وفي بعضها بالجيم والدال المخففة من 
الوجد وهو الغضب. ويّقال: وجد عليه يجد وجداً وجدة وموجدة إذا غضب. ولعل المراد بقوله: 
«لا يغضب» زجر عن إجراء أحكامه صوناً للكلام عن التكرار. والله أعلم. 

الأصل : 

أبو علئ الأشعريٌ؛ عن الحسن بن علي بن عبدالله. عن عبيس بن هشام قال: حدّثنا صالح 
الفكاظاوعن ايان بن تدلسء عن أبي عبد الله مق قال: (الناس أربعة» فقلت: حلت 0 وام 
فقال: رجل أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن» ورجللُ أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان؛ ورجلٌ أوتي 
القرآن وأوتي الإيمانء ورجل لم يؤت القرآن ولا الإيمان. قال: قلت: اجبلت نداك وصرالى جالهم: 
فقال: أمَا الذي أوتي الإيمان ولم يؤْت القرآن فمثله كمثل التمرة طعمها حلو ولا ريح لهاء وأما 
الذي أو ني القرآن ولم يت الإيمان فمثله كمثل الاس ريحها طيبٌّ وطعمها مر وأمًا من أوتي 
القرآن والإايمان فمثله كمثل الأترجة ريحها طيبٌ وطعمها طيبٌء وأمًا الذي لم يؤت القرآن ولا 
الإيمان فمثله كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)". 

*: الشرح : 

قوله: (قال النّاس أربعة) التأنيث بإعتبار الجامعة؛ أو المراد أربعة أصناف (فقلت: جعلت فداك 
ومن؟) سأل عن صفاتهم وخواصهم التي يتميز بها كلّ صنف عن الآخر. (فقال: رجل أوتي 





.1١5 / -سورة الفرقان :17 . ؟  الكافى: ؟‎ ١ 


باب فضل حامل القرآن ”> 
الإيمان ولم يؤت القرآن) أريد بالإيمان التصديق بالله ورسوله وبما جاء به الرسول. وعدم إتيان 
القرآن شامل لعدم قدرته على قراءته وعدم قراءته مع القدرة عليها. وعدم اتخاذ قراءته دأباً 
وعادة. (ورجل أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان) كالمنافق الذي يقرأ القرآن. 

(ورجل أوتى القرآن وأوتى الإيمان) وهو المؤمن الذى يقرأ القرآن ويتخذ القراءة دأباً 
وعادة. (ورجل لم يؤْت القرآن ولا الإيمان) كالمنافق الذي لا يقرأ القرآن. 

(قال: قلت: جعلت فداك فسر لى حالهم؟) سأل بعد معرفتهم بالصفات المذكورة عن تفسير 
حالهم بمثال جزئى طلبا لزيادة الإنكشاف. 

(فقال: أمَا الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله كمثل التمرة طعمها حلو ولا ريح لها) 
لعل المراد أنه لا ربح لها ربح فائق مشتهيء وإلاً فللتمرة ريح في الجملة. 

(وأما الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان فمثله كمثل الاس ريحها طيب وطعمها مّر) الاس 
شجر معروف واحدتها اسة. 

(وأمًا من أوتي القرآن والإيمان فمثله كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب) الاترج بضم 
الهمزة والراء بينهما تاء مثناء ساكنة وآخرها جيم ثقيلة» وقد تخفف ويزاد قبلها نون ساكنة ويقال 
بحذف الألف مع الوجهين. 

(وأمًا الذي لم يؤت الإيمان ولا القرآن فمثله كمثل الحنظلة طعمها مّر ولا ريح لها) مثل هذا 
الحديث موجود في كتب العامّة روى مسلم بإسناده عن أنس عن أبي موسى الأشعريٌ: قال: قال 
رسول الله يي «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل 
المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلوء ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن 
كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مَّرء ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس 
فيها ريح وطعمهامّر) قال صاحب كتاب إ كمال الااكمال: وجه التشبيه فى التمثيل بالأترجة مجموع 
الأمرين طيب الطعم وطيب الرائحة لا أحدهما على التفريق» كما فى بيت امرىء القيس: 

كان قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالى 

ولماكان طيب الطعم وطيب الرائحة في النفس المؤمنة عقليان» وكانت الأمور العقليّة لا تبرز 
عن موصوفها إلا بتصويرها بصورة المحسوس المشاهد شّبه نكا بالأترجة الموجود فيها ذلك حساً 
تقريباً للفهم والإدراك» فطيب الطعم : في النفس المؤمنة الإيمان, لأنه ثابت في النفس هي به طيبة 
باطناً كثبوته في الأترجة؛ وطيب الرائحة فيها يرجع إلى قراءته القرآن لأن القراءة قد يتعدى نفعها 
بالغير فينتفع بها المستمع كما أن طيب رائحة الأترجة يتعدى وينتفع بها(المستروح ) أي الشامٌ» 


54 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
بقي أن يُقال لم خص التمثيل بما يخرج من الشجر من الثماره ثمّ خص الأترجة دون غيرها مع 
وجود الأمرين فى غيرها كالتفاحة؟ فيّقال: في الجواب عن الأوّل خصّ الثمار للشبه الذي بينها 
وبين الأعمال لأن الأعمال ثمار النفوس. ويُّمال: فى الجواب عن الثانى أمّا لأن وجود الأمرين فى 
الأترجة أظهر. وأمّا لبقائها وعدم سرعة تغيرهاء وأمًا لأن اجون لا يقرت البيت الذي فيه الأترجة 
فناسب أن يمثل به القرآن الذى لا يقر به الشياطين, وأمًا لأن غلاف حَبْها أبيض فناسب قلب 
المؤمن, وأمًا لأنها أفضل الثماركما أن المؤمن أفضل الإنسان ووجه كونها أفضل الثمار أنها جامعة 
للصفات المطلوبة قبل الأكل وبعده وأنَّها فى ذاته تنقسم على الطبائع. أمّا قبل الأكل فكبير الجرم 
وحسن المنظر صفراء فاقع لونها تسر الناظرين» وطيب الريحء ولين اللمس اشتركت فيه الحواس 
الأربع: البصر, والذوق, والشم, وأمًا بعد الأكل فالالتذاذ بذوقها وطيب النكهة؛ ودباغ المعدة قوة 
الهضم. وأمّا انقسامها على الطبائع فقشرها حار يابسء, ولحمها حار رطب, وحامضها بارد يابس» 
وبزرها حار مجفف. مع ما فيها من المنافع التى يذكرها الأطباء في المفردات, ثم قيل: خص صفة 
الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالريح لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن إذ يمكن حصول الإيمان 
بدون القراءة» وكذلك الطعم ألزم للجوهر من الريح» فقد يذهب الريح من الجوهر ويبقى طعمه. 

الاصل : 

- علي بن إبراهيم. عن أبيه. وعلئ بن محمّد القاساني» جميعاً الحو النايم بن مجح من 
سليمان بن داود» عن سفيان بن عيينة, عن الزّهري قال: قلت لعلىٌ ؛ بن الحسين له أ الأعمال 
أفضل؟ قال: (الحالٌ المرتحل.) قلت: وما الحالٌ المرتحل؟ قال: (فَتحُ القرآن وختمهء كلما جاء 
بأوّله ارتحل فى آخره وقال: قال رسول الله (ص): من أعطاه الله القرآن فرأى أنَّ رجلاً أعطي 
أفضل مما أعطي فقد صِدّْر عظيماً وعظّم صغيرً)27. 

* الشرح : 

قوله: (قال قلت لعلى بن الحسين 82 أي الأعمال أفضل؟ قال: الحال المرتحل قلت: وما 
الحال المرتحل؟ قال: فتح القرآن وختمه) هذا مجمل فسره بقوله: (كلما جاء بأوله ارتحل فى 
آخره). حال بشد الا اول من حل المكان ذا ب وامرتحل بكسرالحاء المت الرتحار 
الإنتقال. وكان آخره ظرف للإنتقال منه إلى أوله ولوكانت «في) , بمعنى «من» لكان أظهر, ومثل هذا 
الحديث موجود في كتب العامّة قال ابن الأثير: (هو الذي يختم القراءة بتلاوته. ثمّ يفتتح التلاوة 

من أَوّله شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحل فيه. ثم يفتح سيره) أي يبتدء به ولذلك قراء مكّة إذا 





.1٠١6 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب فضل حامل القرآن 





ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة إلى قوله #هم 
المفلحون» ثم يقطعون القراءة ويسمون فاعل ذلك الحال المرتحلء أي أنه ختم القرآن وابتدأ 
بأوّله ولم يفصل بينهما بزمان. 

* الاصل : 

 /‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد. عن محمّد بن عيسى., عن سليمان بن رشيد. عن 
أبيه. عن معاوية بن عمّار قال: قال لى أبو عبدالله نه: (من قرأ القرآن فهو غنيٌ ولا فقر بعده وإلا ما 
به غنى .١7)‏ 

* التششرح : قوله: (من قرأ القرآن فهو غنى لا فقر بعده وإلا ما به غنى ) لعل المراد من قرأ القرآن 
ودارسه فهو غنى عن غيره؛ لاشتماله على أقسام العلوم وأصناف الحقائق كلها وليس بعده فقر 
موجه إلى القير وإن لم شرا نااية ظنى عن اغيره:والغير لا يقطية فنة اقتينا بل ونما يل وى 
حديث العامّة «من لم يتغنّ بالقرآن فليس مّنا» قال ابن الأثير: أي من لم يستغن بالقرآن عن غيره» 
ويحتمل أن يراد بالغنى الغنى الأخروي بسبب تلك العبادة وهى القراءة وما يتبعها من الأخلاق 
الصالحة والأعمال الفاضلة وما يترتب عليها من المثوبات الجزيلة والتفضلات الجميلة يؤيده قول 
أمير المؤمنين نيّةِ:«الغنى والفقر يظهران بعد العرض» يعنى بعد العرض على الله يوم القيامة. 

١ : الأصل‎ # 

9 أبو علي الأشعري, عن محمّد بن عبدالجيّا عن ابن أبي نجران, عن أبي جميلة؛ عن جابر 
عن أبي جعفر لي قال: (قال رسول الله (ص): يا معاشر قرّاء القرآن انّقوا الله عزَّوجِلٌ فيما حملكم 
من كتابه فإنّْي مسؤول وإِنْكم مسؤولون. إِنّي مسؤول عن تبليغ الرّسالة» وأمًا أنتم فتسألون عمًا 
حملتم من كتاب الله وسئتى )!). 

* الشرح : 

قوله: (يا معاشر قراء القرآنء اتقّوا الله عرّ وجل فيما حملكم من كتابه) أمر قارىء المرآن 
وحامله بالإجتناب عن عقوبة الله وسخطه فى شأن القرآن بالإنقياد لأوامره ونواهيه. والإتعاظ 
بنصائحه ومواعظه. والتسليم لأحكامه تلود والإمتثال بهاء والقيام على إجرائها على الأمّة 
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ورغب فيه بأن كلّ أحد مسؤول يوم القيامة عما أمر به. 
فالنبئ ييه مسؤول عن تبليغ الرسالة وقد بلغها كما أمر, والقراء والعلماء مسؤولون عن حفظ ما 
بلغه يَيْهُ من القرآن والسئّة. 





. 501 / الكافى: ؟‎ - ١ .1١6 / ١ الكافي:‎ ١ 


”3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

0 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن القاسم بن محمّد. عن سليمان بن داود المنقريّ» عن 

خنضن قال «شمحت موسق :بن جتعفن كلا يفول لرجل: (أتحبٌ البقاء في الدّنيا؟ فقال: : نعم. فقال: 
ولم ؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد. فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص. »من مات من أوليائنا 
وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به من درجته فإنَّ درجات الجئّة على قدر آيات 
القرآن يقال له: اقرأ وارق؛ فيقرأ ثم يرقى. قال حفص: فما رأيت أحداً أشدّ خوفاً على نفسه من 
فوس بي عقر لكلا ولا ارجا الثامن منه وكانك قراتركة سخرتا فإذااقرا فكانه ييخاظي) غناو 17). 

* الشرح : قوله: (فما رأيت أحد أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر ولا أرجى النّاس 
منه) يعرف خوف أحد ورجاؤه من علاماتهاء وعلامة شدّة الرجاء الإتيان عن كلّ ما يؤثم ويوجب 
البعد عن الحنٌّ. بل عن ترك خلاف الأولى» وعلامة شدّة الخوف التحرز عن كل ما يؤثم ويوجب 
البعد عن الحق بل عن ترى خلاف الاولى وعلامة شدة الرجاء الإتيان بالطاعات والخيرات كلها 
والإقبال إليها والعكوف عليها مع غاية الخضوع والتضرع والإبتهال. 

(كانت قراءته حزناً) أي موجباً لحزن القلب ورقته» وقد يجعل الحزن كناية عن البكاء. (فإذا 
قرأ فكأنه يخاطب إنساناً) لعل المراد أنه كان يبين الحروف. ولا ينثرها : نثر الرمل» وهو معنى 
الترتيل كما سيجيء, وفيه إشعار بأَنّه لم يكن يقرأ بالصوت المشتمل على النغمة» وإن كان جائزاً 
لما سيجيء. 

الاصل : 

ادف عليه عن النوفلئ» عن السكونيٌ» عن أبى عبد الله عه قال: قال رسول الله وَيْيهُ: 
(حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة والمجتهدون قوّاد أهل الجئّة والوٌّسل سادة أهل الجنّة)7"). 

* الشرح : 

قوله: (حملة القرآن عرفاء أهل الجئة) أي رؤساءهم جمع عريف وهو القيم بأمور القبيلة. 
(والمجتهدون قواد أهل الجئة) القواد بالضمء والقادة جمع القائد. والمجتهدون هم الذين عملوا 
الكتاب والسئّة النبويّة ظاهرهما وباطنهما واستنبطوا ما هو المقصود منهما وأمروا بالمعروف ونهوا 
عن المنكرء وهم الراسخون في العلم. ثم العلماء التابعون لهم. (والرسل سادة أهل الجنة) لما 
أعطاهم الله تعالى من زيادة الفضل والشراف والكرامة حتّى صاروا بذلك سادات أهل الجنة 
وسلاطينهم وغيرهم من المذكورين أمراء ورؤساء على تفاوت مراتبهم وتفاضل درجاتهم. 





.501 / 7 الكافى: 7/57 10. ” - الكافى:‎ - ١ 


باب من يتعلم القران بمشقة ١‏ 


باب من يتعلم القران بمشقة 

* الأصل : 

1ناعدة من" أصهايناة عن أحميك رن .ميحقد» وسيل بين زياف جمعاء عن :ان حوب عد 
جميل بن صالح. عن الفضيل بن يسار عن أبي عبدالله ليه قال: سمعته يقول:(إنَّ الذي يعالج 
القرآن ويحفظه بشمقة منه وقلّة حفظ له أجران)(2). 

. # الشرح: 

قوله: (من شُدّد عليه فى القرآن) أي من شدد عليه فى تعلمه وتعليمه وتحفظه وقراءته (كان له 
أعران) وقد لسري 

(ومن يسر عليه كان مع الأولين) أي من يسر عليه في تعلمه وحفظه وتلاوته كان مع الأوّلين 
الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة بعد سماعهم من غير توان ولا تراخ أو مع الأنبياء الأوّلين ويؤيده 
فوله يي «علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل» وفيه دلالة على أن الميسر عليه أكثر أجراً من المشدد 

* الأصل : 

١‏ - علوي بن إبراهيم» عن أبيه. عن ابن أبي عمير؛ عن منصور بن يونسء عن الصباح بن سيابة, 
قال: سمعت أبا عبدالله لي يقول: (من شُدَّد عليه في القرآن كان له أجران ومن يْسَر عليه كان مع 
الأوّلين). 

* الاصل : 

عليٌ بن إبراهيم» عن أبيه. عن أحمد بن محمّد, عن سليم الفرّاءء عن رجلء؛ عن أبي 
عبدالله ليه قال: (ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتَّى يتعلّم القرآن أو يكون في تعليمه)7". 1 

* الشرح : قوله: (ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه) الذي 
يسبق إلى الأفهام من تعلم القرآن وتعليمه غالبا تحفظه بدوام الدرس والتلاوة وحملها على إطلاقها 
بحيث يتناول ضبطه تحفظأ وتلاوة وفهماً وتفقهاً ودراية أنسب ويدلٌ عليه بعض أخبارنا. وكان هذا 
هو الأغلب عليهم في عهد الرسول ييه ويؤيده ما روى من طرق العامّة عن ابن مسعود قال: وكان 
أقرأنا للقرآن أعلمنا به ماكان أحدنا يحفظ خمس آيات فيجاوزها حتّى يعلم علمهاء. 





.1١07 / الكافى: ” / 105. ” - الكافى: ؟‎ - ١ 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب من حفظ القرآن ثمّ نسيه 

* الاصل : 

١‏ -عدَّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد وأبو على الأشعريء عن محمّد بن عبدالجيّان عن 
ابن فضّالء عن أبى إسحاق ثعلبة بن ميمون» عن يعقوب الأحمر. قال: قلت لأبى عبد الله ا9ة: 
جعلت فدالك إن كنت قرأت القرآن فلت منّي فادع الله عرو جل أن يعلّمنيه. قال: فكأنّه فزع لذلك: 
فقال: (علّمك الله هو وإيّانا جميعاً) قال: ونحن نحو من عشرة, ثمَّ قال: (السورة تكون مع الرّجل 
قد قرأهاءثمٌ تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة وتسم عليه فيقول: 2 
سورة كذا وكذا فلو أنّك تمسّكت بي وأخذت بي لأنزلتك هذه الدّرجة فعليكم بالقرآن) ثمّ قال: 
(إنَّ من الناس من يقرأ القرآن ليقال: فلان قارىء؛ ومنهم من يقرء القرآن ليطلب به الدّنيا ولا خير 
في ذلك ومنهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته وليله ونهاره)27. 

الشرح : 

قوله: (فقلت منّى) من تفلت وأفلت وانفلت بمعنى. قوله (ثم قال إزمن الناس من يقرأ القرآن 
يقال فلان قارىء ومنهم من يقرأ.. اه) دل على أن ثواب القراءة ليس إِلآ لمن قرأ القرآن اخلاصاً لله 
تعالى ودل عليه أيضاً أحاديث (إنما الأعمال بالنيات» ويؤيده ما رواه مسلم فى حديث طويل 
وول :تعك :الملع :وصلمهة وقرا القرآت أفى يه .يوم القياية وال :فليا فسان فيها ».قال تعلنيك القران 
وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليُّقال عالم وقرأت القرآن ليّقال هو 
قارىء, ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار» قال الأبي قراءته ليتخلص به من الجهل 
من وجوه قراءته محبة لله تعالى» وقال ابن رشد الوعيد إنما هو لمن أصل قراءته الرياء فأما من كان 
أصل قراءته لله تعالى وعلى ذلك عقد فلا يضره الخطرات التى تقع بالقلب ولا يملك دفعها وإنما 
هى من الشيطان ليمنعه من العمل فمن وجد شيئاً من ذلك فلا يكسله عن التمادي في فعل الخير 
وليدرأ الشيطان عن نفسه ما استطاع ويجرد النية لله تعالى. 

الأصل : 

١‏ - علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن أبي عمير, عن أبي العزاء عن أبي بصير قال: قال أبو 
عبدالله مْية: من نسي سورة من القرآن مئّلت له فى صورة حسنة ودرجة رفيعة فى الجئة فإذا رآها 


.1١ا/‎ / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب من حفظ القرآن ثم د نسيه ذا 


قال: ما أنت ما أحسنك ليتك لي ؟ فيقول: أما تعرفني ؟ أنا سورة كذا وكذا ولولم تنسني رفعتك إلى 


هذا(١).‏ 
* الشرح : 
قوله: (ولو لم تنسنى لرفعتك إلى هذا) إشارة إلى الدرجة بإعتبار المقام أو المنزل. 
* الاصل : 


أي أي عمير» عن إبراهيم بن عبدالحميد, عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عذافة ‏ 
إِنَّ علي دينا كثيراً وقد دخلنى ماكان القرآن يفلت منّىء فقال أبو عبدالله غية: (القرآن. القرآن. إن 
الآية من القرآن والسّورة لتجيىء يوم القيامة حتّى تصعد ألف درجة - يعنى فى الجنّة ‏ فيقول: لو 


حفظتني لبلغت بك ههنا(") 
* الشرح : 


قوله: (إن الآية من القرآن والسٌّورة لتجىء يوم القيامة حتّى تصعد ألف درجة..اه) يحتمل أن 
ندا ندا عتاى الاق روفن أن اللارحات لكا له سا قوق ينض وه امقفة سارك اه الجن كينا 
ورد من طرقنا وطرق العامّة» وفي بعض أخبارهم «أنهم يتراؤون كالكوكب الدريٌ» ويحتمل أن 
يريد به كثرة النعيم وعظمة أعل لخاد وروي قدي النيراء مكالم ييخطار على وليه ينيزت انراج 
النعيم يتباعد ما بينهما : في الفضل تباعد ما بين السماء والأرض. 

* الأصل : 

غ -حميك بن زياد. عن الحسن بن محمد بن سماعة, وعدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. 
جميعاً عن محسن بن أحمد, عن أبان بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبدالله نيه 
يقول: : (إنَّ الرّجل إذا كان يعلّم السورة ثمَّ نسيها. أو تركها ودخل الجنة أشرفت عليه من فوق في 
أحسن صورة فتقول: تعرفني ؟ فيقول: لاء فتقول: أنا سورة كذا وكذا لم تعمل بي وتركتني أما والله 
لو عملت بي لبلغت بك هذه الدّرجة وأشارت بيدها إلى فوقها). 

* الأصل : 

© أبو علىّ الأشعريّ. عن الحسن بن عليٌ بن عبدالله. عن العباس بن عامرء عن الحجّاجٍ 
الخشّاب»ء عن أبي كهمس الهيثئم بن عبيد» قال: سألت أبا عبدالله لي عن رجل قرأ القرآن ثمَّ نسيه ‏ 
فرددت عليه ثلاثاً ‏ أعليه فيه حرج ؟ قال: (لا)20©. 

# الشرح : قوله: (فرددت عليه ثلاث أعليه فيه حرج؟ قال: (لا) يعنى ليس فيه أثم. ولا ينافي 





.1١8 / الكافى: ؟‎ - “ .15١08/ الكافى: ؟‎  " .1١007 / ١ الكافى:‎ - ١ 


2 


ذال شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


ذلك فوات أجر عظيم عنه. 

* الاصل : 

1 محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ عن محمّد بن خالد. والحسين بن سعيد, 
جميعاً. عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبئٌء عن عبدالله بن مسكان» عن يعقوب الأحمره قال: 
قلت لأبى عبدالله لهة: جعلت فداك إن أصابتني همومٌ وأشياء لم يبق شيء من الخير إلا وقد تفأّت 
منّى منه طائفة حتّى القرآن لقد تفلت مني طائفة منه قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن, ثمّ 
قال: (إنَّ الرّجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حنّى تشرف عليه من درجة من بعض 
الدّرجات فنقول: السلام عليك؛ فيقول: عليك السّلام من أنت ؟ فتقول: أنا سورة كذا وكذا 
ضيّعتني وتركتني أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدّرجة) ثم أشار بأصبعه. ثم قال: (عليكم 
بالقرآن فتعلّموه فإنَّ من النّاس من يتعلّم القرآن ليقال: فلان قارىء؛ ومنهم من يتعلّمه فيطلب به 
الضّوتء فيقال: فلان حسن الصوت. وليس في ذلك خيرٌء ومنهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله 
ونهاره ولا يبالى من علم ذلك ومن لم يعلمه7) 

* الشرح : 

قوله: (ثجَ أشار بأصبعه) ضمير المرفوع والمجرور راجعان إلى السورة بإعتبار القرآن» ويحتمل 
عودهما إلى أبى عبد الله للء ويؤيد الأوّل قوله سابقاًء وأشارت بيدها إلى فوقها. 








.1١8 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب في قراءته 


باب فى قراءته 

# الأصل : 
فقد ينبغى للمرء المسلم أن ينظر في عهده. وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية). 

الأصل : 

١‏ -علنٌ بن إبراهيم, عن أبيه. وعلئٌ بن محمّد. عن القاسم بن محمّد. غن سليمان بن داود. عن 
حفص بن غياث. عن الزّهريٌّ قال: سمعت عليَ بن الحسين ليه يقول: (آيات القرآن خزائن. 
فكلّما فتحت خزانة ينبغى لك أن تنظر ما فيها)(". 

* الشرح : 

قوله (آيات القرآن خزائن.. الخ) إذ فيها أنواع من جواهر المعاني والأسرار والحقائق وأصناف 
من فرائد اللطائف والفوائد والدقائق ولذلك كان القرآن مع قلة لفظه وصغر حجمه مشتملاً على 

جميع ما كان وما هو كائن, وما يكون إلى يوم القيامة. وفيه . 





.1094 / 5 الكافى:‎ ١ 


ل" 


هن شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب البيوت التى يقرأ فيها القرآن 

١ : الأصل‎ * 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد عن علئٌ بن الحكم, عن الفضيل ابن عثمان. عن 
ليث بن أبي سليم رفعه قال: قال النبريٌ يَيُ: (نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن, ولا تتّخذوها قبورأًكما 
فعلت اليهود والنصارى. صلّوا في الكنائس والبيّع وعطلو بيوتهم» فإِنَّ البيت إذا كثر فيه تلاوة 
القرآن كثر خيره وانّسع أهله. وأضاء لأهل السماء كما تضييء نجوم السّماء لأهل الدّنيا)!2. 

* الشرح : 

قوله: (نورٌوا بيوتكم بتلاوة القرآن) العبادة مثل التلاوة والصلاة والدعاء ونحوها بحسب 
الحقيقة نور عند ذوي البصيرة الكاملة وإنما اختفى نورانيتها عن الأكثر فى هذه النشأة لمصالح لا 
يعلمها إلآهو, فقوله: (نوروا بيوتكم) على حقيقته. والظاهر من التلاوة حقيقتها. 

ويمكن أن يراد بها الصلاة من باب تسمية الشىء باسم أشرف أجزائه ليكمل التناسب مع 
نول ركم فيلك النهوة والتضارى ملزاقق القنانس 01م فده كسرود كنيف عل قعل الضلدة 
في البيوت, ولا يبعد حملها على النافلة فإنَّ السرٌ فيها أفضل بخلاف المكتوبة: فإنها في المسجد 
أفضل كما دل على هذا التفصيل بعض الروايات؛ والحث على فعل بعض الصلاة في البيث» وقع 
من طرق العامّة أيضاً روى مسلم بإسناده عن ابن عمر عن النبي ييةُ قال «اجعلوا من صلاتكم في 
بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً»» وعن جابر قال: قال رسول اله يي:وإذا قضى أحدكم الصلاة في 
مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرأ»» وقد خص أكثرهم 
البلاة بالنافلة :لما رؤوم عو حديف «صلاة أحدكم في البيت أفضل إلا المكتوبة». وقال بعضهم: 
المراد بها الفرضء وإنما أمر بفعلها فى البيت ليقتدى بهم من لا يخرج بهم من النساء والعبيد 
والمرضىء وقال: والمتخلف عن الجماعة للصلاة فى جماعة دونها ليس بمتخلف. 

(ولا تتخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى.. اه) يعنى لا تتخذوها مهجورة من التلاوة 
وهو من التمثيل البديع. لأنه شبه النائم بالميت وشبه البيت الذي لا تلاوة فيه بالقبر الذي لا تتأتى 
العبادة من ساكنه. لأن العمل إنما يكون من الحى ويمكن أن يكون تشبيه البيت بالقبر فى معنى 
الظلمة؛ بل هو الظاهر بالنظر إلى قوله: «نوروا بيوتكم» إلى قوله فيما بعد: دوأضاء». 


.1٠١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن ب 


* الأصل : 

١‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى. عن محمّد بن خالد. والحسين بن سعيد. 
جميعاًء عن النضر بن سويد, عن يحيى بن عمران الحلبي عن عبد الأعلى مولى آل سام. عن أبي 
عبدالله نيه قال: (إنّ ايت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءى أهل السماء كما يتراءا 
أهل الدّنيا الكوكب الدّري في السماء )00 

* الشرح : 

و ا المسلم يتلو القرآن) ليلاً ونهاراً. 

(يتراءاه أهل السماء) أي ينظرون ويرون, كذا فى النهاية أو المراد أن بعضهم يريه بعضاً كما 
يتراءاه أهل الدنيا الكوكب الدريّ في السماء لديف سر ل سعيوين اديه لماعو النهانة 
الكوكب الدريّ الشديد الإنارة كأنه نسب إلى الدّر تشبيهاً بصفاته وقال الفراء: الكوكب الدرىّ عند 
العرب هو العظيم المقدر. وقيل هو: أحد الكواكب الخمسة السيّارة. 

* الاصل : 

© -محمّد» عن أحمد؛ وعدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» جميعاً ؛ عن جعفر بن محمّد بن 
عبيد الله عن ابن القدًا عن أبي عبد الله عق قال: قال أمير المؤمنين نهة: (البيت الذي يقرأ فيه 
القرآن ويذكر الله عزُوجِلٌ فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيىء ء لأهل 
السماء كما يضيىء الكواكب لأهل الأرضء وإنَّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن, ولا يذكر الله 
عزَّوجل فيه تقلّ بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين. 


.1٠١١ / الكافى: ؟‎ - ١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب ثواب قراءة القرآن 

الأصل : 

20115 -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. وسهل بن زياد. وعلٌ بن إبراهيم» عن أنه‎ ١ 
لوا مر عر انه رو عاد رضن اين سبلم .عن عبدالله ابن سليمان. عن أبي‎ 
جعفر لك قال: (من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكلّ حرف مائة حسنة؛ ومن قرأ في‎ 
صلاته جالساً كتب الله له بكل حرف خمسين حسنة. ومن قرأ في غير صلاته كتب الله له بكلّ‎ 
حرف عشر حسنات ).قال ابن مخبوب: وقد سمعته عن معاذ على نحو مما رواه ابن سنان(1).‎ 

* الشرح : 

قزلة ركني اغاله يكز خرف :نانة نيكة :01 اريف نه اللحركف التينجى :دوف انمه القن 
سيعجى ء. 

* الاصل : 

1 -ابن محبوب» عن جميل بن صالح. دعن الفقبل بز يسان عن ابى عيذ )1 :9 فال زما يمع 
التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتّى يقرأ سورة من القرآن فيكتب 
له مكان كلّ آية يقرؤها عشر حسنات؛ ويمحى عنه عشر سيّئات)(3). 

* الشرح : 

قوله: (فيكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات؛ ويمحى عنه عشر سيئات) هذا 
التفضل. وللتفضل مراتب. 

الأصل : 

٠١‏ محمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسىء, عن علي بن الحكم أو غيره» عن سيف بن 
عميرة؛ عن رجل. عن جابره عن مسافرء عن بشر بن غال الأسديّ» عن الحسين بن على ليه 
قال:(من قرأ آية من كتاب الله عرَُّوجلٌ في صلاته قائماً يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة فإذا قرأها 
في غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات وإن استمع القرآن كتب الله له بك حرف 
حسنة وإن ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح. ؛وإن ختمه نهاراً صِلْت عليه الحفظة 


.1١١ / الكافى: ؟‎ - ١ .1١١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب ثواب قراءة القرآن 15 


حتّى يسميء وكانت له دعوة مجابة» وكان خيراً له ممّا بين السّماء إلى الأرض). قلت: هذا لمن 
قرأ القرآن فمن لم يقرأ ؟ قال: (يا أخا بنى أسد. إنَ الله جوادٌ ماجد كريم. إذا قرأ ما معه أعطاء الله 
ذلك( 

* الشرح : 

قوله (وإن ختم القرآن ليلاً صِلّت عليه الملائكة حتّى يصبح.. اه) الظاهر من ختمه ليلاً قراءة 
كلّه فيه مع إحتمال أن يكون اتمامه فيه. والظاهر من الملائكة العموم مع إحتمال إرادة الموكلين 
على أمور بنى آدم أو الحفظة, وذكر الحفظ في آخر الحديث لا يؤيد الأخير, لأن الختم في | 
أشق فلا يبعد أن يكون أجره أكمل. 

قوله: (فمن لم يقرأ) هكذا : في أكثر النسخ وفى بعضها «فمن لم يقدر أن يقرأ» وهو بالجواب 

* الأصل : 

غ ‏ محمد بن يحيى. عن محمد بن الحسين, عن النضر بن سعيد. عن خالد بن ماد القلانسئك». 
عن أبي حمزة الثمالى, عن أبى جعفر ني قال: (من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلئ جمعة أو أقل 
من ذلك أو أكثر وخته في يوم جمعة كتب له الاجر والحسنات من أوّل جمعة كانت في الدّنيا إلى 
آخر جمعة تكون فيهاء وإن ختمه في سائر الأيَام فكذلك)(2). 

* الشرح : 

قوله: (عن نضر بن سعيد) هو غير مذكور فى رجال الوسيط للاسترآاباديّ وفي بعض النسخ «عن 
النضر بن سويد» ويؤيده أن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب يروي عنه؛ وفى بعضها عن النضر 
بن شعيبء والمؤيد أنه يروي عن خالد بن ماد وإنه فى هذا السند بعينه فى فهرست الشيخ 
وأسناين الفقية: 





(ومن ختم القرآن بمكة) وإن كان فى غير المسجد (من جمعة إلى جمعة) بأن يبتدىء فى 
جمعة ويختم في جمعة بعدها (أو أقل من ذلك) بأن يبتدىء في الأربعاء مثلاً ويختم في جمعة 
بعدها (أو أكثر) بأن يبتدىء في جمعة مثلاً ويختم في جمعة ثالثة فقوله: (وختمه ني يوم جوبه) 
تفسبر للختم في الجميع (كتب له من الأجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدّنيا إلى آخر 
جمعة تكون فيها) لعل المراد أنه كتب له أجر ختم كلّ جمعة في الذّنيا من أوّلها إلى آخر 2 
ويحتمل أجركل عبادة وقعت في كل جمعة في الدّنياء واشتراك الفروض الثلاثة فى هذا الأجر لا 





.15١7١/ 57 الكافى:‎ - " .1١١ / 5 الكافىي:‎ - ١ 


و 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


يوجب التساوي من جميع الوجوه لجواز التفاوت بينهما في الفضل بإعتبار قلة الزمان وكثرته 
وجودة التدبر والترتيل وعدمها. 

(وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك) فإن ختمه في يوم الإثنين مثلاًكتب له من الأجر 
والحسنات من أوّل يوم إثنين في الدّنيا إلى آخر يوم إثنين فيها. 

* الأصل : ْ 

© محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسى»؛ عن محمد بن خالد, والحسين بن سعيد. 
جميعاًء عن النضر بن سويد. عن يحيى | بي عن محمّد بن مروان» عن سعد بن طريف. عن أبي 
جعفر لذ قال: (قال رسول الله(ص): من قرأ عشر آيات في ليلة لم يُكتب من الغافلين» ومن قرأ 
خمسين آية كُتب من الذاكرين» ومن قرأ مائة آية كُتب من القانتين» ومن قرأ مائتي آية كتب من 
الخاشعين, ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين» ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين؛ 
ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر والقنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب. والمثال أربعة 
وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحدء وأكبرها ما بين السماء إلى الأرض)(). 

* الشرح : 

فوله: (من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من 
الذاكرين) عدم كتب الأوّل من الغافلين فضيلة شريفة له. ولا يستلزم ذلك من كتبه من الذاكرين 
على أنه لو استلزم لأمكن أن يكون المراد الذاكرين فى الجملة؛ والمراد بالذاكرين في الثاني 
الذاكرون كثيراً. 

(ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين) هم المطيعون لله والقائمون بوظائف طاعته. من القنوت 
بمعنى الطاعة والقيام (ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين) هم الذين قاموا بوظائف العبادات 
القلبيّة والبدئية مع التذلل وسكون القلب إلى الله عرّ وجال. 

(ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين) هم الذين ظفروا بالطاعات والخيرات ونجوا من 
المهلكات والعقوبات. 

(ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين) هم الذين بذلوا الوسع في أمر الدين وطلب 
اليقين وإقامة الشرع وحفظه. والإجتهاد افتعال من الجهد وهو الطاقة. 

(ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر) أى من حسنة (القنطار خمسة عشرة ألف مثقال من 
الذهب والمثقال أربعة وعشرون قيراطاً) فالقنطار ثلاثمائة ألف قيراط وستون ألف قيراط يحصل 





.117/ الكافى: ؟”‎ - ١ 


باب ثواب قراءة القرآن 6 


ذلك بضرب خمسة عشر ألف فى أربعة وعشرين, والمقصود من ذكر هذا العدد أن له حسنات 
بقدره وسماها قراريط بإعتبار أن الأعمال توزن (أصغرها بقدر جبل أحد وأكبرها ما بين السماء 
إلى الأرض ) هذا التفاوت مع أن القراريط متساوية في الوزن والمقدارإما بإعتبار النمو فبعضها ينمو 
حتّى يبلغ وزنه أو مقداره جبل أحد. وبعضها ينمو حتّى يبلغ وزنه أو مقداره ما بين السماء 
والأرط خلر ‏ غفييت طاوت الأحوال والأوقات, وأمّا بإعتبار أن القيراط المستعمل في بيان كمية 
الثواب غير ما هو المتعارف عند الناس لغةً وعرفاً وتساوي الأوزان والمقدار معتبر فى هذا دون 
الأول وهذا الوجهان ذكرهما صاحب كتاب إكمال الإكمال لشرح مسلم, ثمّ قال: وكان صاحب 
الصحّاح أشار إلى الوجه الاخير بقوله. والقيراط نصف دانق, وأمًا القيراط الذي جاء فى الحديث 
فقد جاء تفسيره فيه أنه مثل جبل أحد. 

أقول: وبهذا يمكن أن يوجه أيضاً قوله يّةِ:«والمثقال أربعة وعشرون قيراطاً» مع أن المعروف 
أنه عشرون قيراطاً. واعلم أن للقنطار تفسيراً آخر سيجيء بينهما تخالف؛ ويمكن دفعه كما سنشير 
إليه. 

الأصل : 

1 - أبو علئ الأشعريٌ. عن محمّد بن عبدالجبّار ومحمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد 
جميعاً ومن عن بن د ياد عن متصون عن ميكل بن يشير عن علق بن التسين 59 قال: وعد 
روى هذا الحديث عن أبي عبد الله ىه قال: (من استمع حرفاً من كتاب الله عزَوجلٌ من غير قراءة 
كتب الله له حسنة ومحا عنه سيّئة ورفع له درجة ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب الله بكلّ حرف 
حسنة ومحا عنه سيّئة ورفع له درجة ومن تعلّم منه حرفاً ظاهراً كتب الله له عشر حسنات؛ ومحا 
عنه عشر سيّئات؛ ورفع له عشر درجات). قال: (لا أقول بكلّ آية ولكن بكلّ حرف باء أو تاء أو 
شبههما) قال: (ومن قرأ حرفاً ظاهراً وهو جالس في صلاته كتب الله له خمسين حسنة؛ ومحا عنه 
خمسين سيّئة؛ ورفع له خمسين درجة:؛ ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له بكلّ حرف 
مائة حسنة» ومحا عنه مائة سيّئة» ورفع له مائة درجة, ومن ختمه كان دعوة مستجابة مؤْخَرة أو 
معجّلة. قال: قلت: جعلت فداك ختمه كلّه ؟ قال:( ختمه كلّه)(). 

* الشرح : 

قوله: (وقد روى هذا الحديث) الذي يذكره. وروي على البناء للمفعول» والظاهر هو أنه من 
كلام المصنف قال في بعض النسخ قال وقد روي والقائل أحد من الرواة. 





.35١7 / الكافى: ؟‎ - ١ 


1.3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(من استمع حرفاً من كتاب الله عرّ وجلل من غير قراءة) قوله: من غير قراءة تقييد إذ لو استمع 
وقرأكان له أجر الإستماع والقراءة أو لتأكيد محتمل. 

(ومن قرأ نظراً غير صلاة... اه) أي نظراً إلى القرآن بالعين أو المراد بالنظر التدبر والتفكر فيه. 
وفى بعض النسخ «من غير صوت». 

(ومن تعلم حرفا ظاهراً..اه) إِمّا تميز للتعلم أو صفة ل (حرفاً). والمراد به على الأوّل ظاهر 
القلب» وعلى الثانى الحرف الملفوظ عند القراءة دون المستور, والله أعلم. 

(قال: لا أقول بكلّ آية ولكن بكلّ حرف باء أو تاء أو شبههما) لماكان الحرف في اللغة تطلق 
على حرف التهجى وعلى الطرف, والطرف يصدق على الجملة والآية أيضاً. لأن كلاً منهما فى 
ظرقمه الأخرى ينو أن المزاة عو الاوّل: 

(ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة) تفصيل للدعوة بكونها متعلقة بأمر 
الآخرة أو بأمر الدنيا أو للاستجابة بأنها متحمّقة قطعاً بالاستقبال أو بالفعل. 

* الأصل : 

منصوره عن أبى عبد الله لي قال: سمعت أبي 96ة يقول: (قال رسول الله يَيْةُ ختم القرآن إلى 

* الشرح : 

فوله: (ختم القرآن إلى حيث يعلم) أي يعلم القارىء كلاً أو بعضاًء فإذا علم بعضه وقرأه ولم 
يقدر على غيره فله أجر ختم القرآن كله يدل عليه رواية بشر بن غالب الأسديّ المذكورة في هذا 
الباب. وفي بعض النسخ «ختم القرآن إلى ربي حيث يعلم» لعل المراد به ما ذكرناه؛ وفي بعضها 
ربيّ بدل إلى ربي» والظاهر أن ضمير يعلم ‏ حينئذ ‏ راجع إلى الربّء ولعل المراد أن بجميع 
معلوماته عر وجل في القرآن. لأن معلومه شيء وكلّ شيء في القرآن» فمن قرأ كله فقد أحاط 





1د الكافق: 1117/5 


باب قراءة القرآن فى المصحف 1ع 


باب قراءة القرآن فى المصحف 

الأصل : ْ 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد, عن يعقوب بن يزيد, رفعه إلى أبي عبدالله ييه قال: 
(من قرأ القرآن في المصحف مُنّع ببصره. وف عن والديه وإن كأنا كافرين). 

# الأصل : 

-عنه. عن عليٌ بن الحسين بن الحسن الضرير, عن حمّاد بن عيسى. عن أبي عبدالله ليه قال: 

نه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزُوجلٌ به الشياطين). 

0 

0 -عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن ابن فضّالء عمّن ذكره. عن أبى عبد الله يق قال: 

ثلاثة يشكون إلى الله عرَّ وجل: مسجد خراب لا يصلّى فيه أهله. وعالم بين جهّال. ومصحف 

ا 

* الأصل : 

؛ - علي بن محمّد, عن ابن جمهور عن محمّد بن عمر بن مسعدة؛ عن الحسن بن راشد عن 
جدّهء عن أبى عبدالله ىذ قال: (قراءة القرآن فى المصحف تخمّف العذاب عن الوالدين ولو كانا 
كافرين ). 

*: الاصل : 

-عدّة من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن يحيى بن المبارك» عن عبدالله بن جبلة» عن معاوية 
بن وهبء عن إسحاق بن عمّار. عن أبى عبد الله يِذ قال: قلت له: جعلت فداك إِنّى أحفظ القرآن 
على ظهر قلبي فأقرؤه على ظهر قلبى أفضل أو أنظر فى المصحف ؟ قال: فقال لى: (بل اقرأه وانظر 
في المصحف فهو أفضلء أمَا علمت أنَّ النظر في المصحف عبادة)20, 00 

* الشرح : 

قوله (أما علمت أن النظر فى المصحف عبادة) فالقارىء فى المصحف له أجران: أحدهما 
للنظر فيه. والآخر للقراءة. ْ ْ 





2 الكافى: /*“11. 


ل 


َع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 

* الأصل : 

١‏ - علئٌ بن إبراهيم عن أبيه» عن علئٌ بن معبد. عن واصل بن سليمان» عن عبدالله بن 
سليمان, قال: سألت أبا عبدالله ليذ عن قول الله عرَّوجِلّ: 9 ورمّل القرآن ترتيلاً» ١7‏ قال: (قال أمير 
المؤمنين صلوات الله عليه: بيّنه تبياناً ولا تهذّه هذَّ الشعرء ولا تنثره نثر الرّملء ولكن أفزعوا 
قلوبكم القاسية» ولا يكن همٌ أحدكم آخر السورة)(). 

* الشرح : 

قوله: (قال: سألت أبا عبد الله ليه عن قول الله عز وجل 9« ورتل القرآن ترتيلاً» قال: قال أمير 
المؤمنين ث9 بينه تبياناً) أشار إلى أن الترتيل أداء الحروف عن مخارجها وإظهارها متميزة بحيث 
يقرع السمع ويمكن عدها. 

(ولا تهذّه هذّ الشعر, ولا تنثره نثر الرّمل)» هذ القرآن هذا أسرع في قراءته كما يسرع في قراءة 
الكجهرة والهين سرعة القطع ونصبه على المصدر, واعلم أنه لا خلاف بين العلماء في أن الهذّ 
المفضى إلى لف الكلمات وعدم إقامة الحروف لا يجوز لأنّه لحن, وأمّا بعد إقامتها فالأفضل عند 
مهاف وعد أكثر العامّة الترسيل والترتيل؛ لأنه من تحسين القراءة المأمور به في الآية ولأنه 
المستفيض من كلام أهل البيت ليك ولأنه مظنة التدبر والوقوف على حدوده. ورجح بعض العامّة 
الهذّ تكثيراً للأجر بعدد الكلمات؛ وقال مالك: من الناس من إذا هل خف عليه وإذا رتل خطأء 
ومنهم من لا بحسن الهذّ وكلّ واسع ولا يخفى أن من اختار الهلّ لاحظ له إلا التلاوة» وأمًا من وفقه 
الله تعالى لتلاوته بتفكر وتدبر وتفهم لمعانيه واستنباط لأحكامه فلا مرية أن تلاوته وإن قلت أفضل 
من ختمات لا تدبر فيها. 

(ولكن افزعوا قلوبكم القاسية) الإفزاع الإخافة يعني أخيفوا قلوبكم القاسية الغليظة الغافلة 
بالتدبر فيه والتفكر فى أوامره ونواهيه وزواجره ووعده ووعيده وما نطق به من إهلاك الأمم 
الماضية بالمخالفة» ومن البين أن ذلك لا يحصل بدون الترتيل» وفى بعض النسخ اقرعوا بالقاف في 
نعطمها:افوظوا بالدين البعيدنة: 

* الأصل : 


.1١4 / -سورة المزمل :8. ” - الكافى: ؟‎ ١ 


باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 2 


١‏ - علوم بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن أبي عمير, عمّن ذكره. عن أبي عبدالله نيه قال: (إِنَّ 
القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن)(2). 

* الشرح : 

قوله: (إنَّ القرآن نزل بالحزن) لاشتماله على ما يوجب الحزن من أحوال الحشر والنشر 
والثواب والعقاب وأحوال الأمم الماضية وإهلاكهم ومسخهم وغير ذلك مما يتطاير عند سماعه 
قلوب أولى الألباب, والمراد بالحزن إِمّا ضد السرور أو رقة القلب. 

وقول رقائرزوه بالخرة) مساء الزؤوه بصوى ترجه لحرن وانها انر يلالق أنه مرجت 
للنفس خشية وخضوعاً وميلاً إلى الآخرة ويؤثر فى قلوب السامعين. 

١ : الأصل‎ 4 

٠‏ علييٌ. بن محمّد؛ عن إبراهيم الأحمر عن عبدالله بن حمّاد. عن عبدالله بن سنان. عن أبي 
عبدالله ليذ قال: (قال رسول الله يَيُّ: إقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتهاء وإيّاكم ولحون أهل 
الفسق وأهل الكبائر فإِنه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح 
والرّهبانية» لا يجوز تراقيهم: وقلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم)(). 

* الشرح : 

قوله: (اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها) اللحن هنا اللغة يعنى اقرؤوا القرآن بلغات 
العزت ذاه الحررفه واظها وها رفظ الرقيو ننه رعائة الس ركان وال مانت ونفر ف متالنة 
لأصواتهم. 

(وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر) اللحون جمع اللحن كالألحان, والمراد هذا التطريب 
في القراءة والخطأ فيها. 

(فإنه سيجئء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء) قيل: الترجيع ترديد القراءة, 
ومنه ترجيع الأذان» وقيل: هو يتفاوت بضروب الحركات فى الصوت. وقيل: هو مدّ الصوت فى 
القراءة (والنوح والرهانيّة) مثل ما يفعله بعض المتصوفة. ‏ . / 

(لا يجوز تراقيهم) أي لا يجوز القرآن حناجرهم ولا بصل إلى قلوبهم. وفى المغرب التراقي 
جمع الترفوة وهى عظام وصل بين نقرة النحر والعاتق من الجانبين» ويّقال لها بالفارسية: جنب ر كردن 
(قلوبهم مقلوبة) كالكوز المقلوب لا يستقر فيها شىء. 

(وقلوب من يعجبه شأنهم ) أيضاً مقلوبة, واعلم أن قراءة القرآن بإخراج الحروف من مواضعها 





.31١1 / الكافى: ؟‎ - ” .1١1 / 7 الكافىي:‎ - ١ 


2 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


يم 


واعتبار صفاتها بدون تلبسها بصوت حسن ومع تلبسها به أحسن بما ستعرفه وستعرف أيضاً 
مفهومه وقراءته بالتغنى به حرام عندناء وعند أكثر العامّة وعرفه جماعة من أصحابنا بأنّه الترجيع 
المطرب فلا يتحقق مهيته بدون الترجيع والإطراب ولا يكفى أحدهماء ورده بعضهم إلى العرف 
فما سماه أهل العرف غناء حرم طرب أو لم يطرب, ولا يخلو من قوة لأن الشائع في مثله مما لا 
نعرف مغزاه لغة ولم يعرف مقصوده شرعاً هو الرجوع إلى العرف. 

وقال بعض العامّة: قراءة القرآن بالتغنى قراءته بالألحان» وهى قراءته بطريق أهل علم الموسيقئ 
في الألحان. أي في النغم والأوزان حسبما رتبوه في صنعة الغناء» وسمع عارفها قارباً يقرأ 
فاستحسن قراءته» وقال أنه يقرأ من نغمة كذاء وقيل: هى قراءته بالتطريب والترجيع وتحسين 
الصوتء ثم قال: واختلفوا فى قراءته بالألحان» فقال الشافعي مرّة لا بأس به ومرّة مكروه؛ وقال 
بعض أهل مذهبه: مراده أنه إن أفرط فى المدّ واشباع الحركة حتئ تولد عن الفتحة ألف. وعن 
الضمة واو وعن الكسرة ياء أو ادغم فى غير موضع الإدغام كره وإلآّجازء وقال بعض آخر منهم إذا 
انتهى إلى ذلك فهو حرام يفسق فاعله ويعزر ويأثم المستمع؛ وهو مراد الشافعئ بالكراهة» وكيف 
يؤْخذ فى كلام الله تعالى بأخذ أهل الألحان فى النشد والغزل. انتهى. 

أقول: تفسير الغناء بما مرّ وإن لم يثبت من جهة الشرع لكن الإحتياط والتقوى يوجبان الإحتراز 
عنه عما دون ذلك. وإمّا قراءته بالترجيع فظاهر بعض الروايات الاتية تشعر برجحانهاء حيث وقع 
الأمربه. وظاهر هذه الرواية يشعر بأنه أعمٌ من الغناء» فلا يكون راجحاً على الإطلاق» بل هو راجح 
في فرد وحرام في فرد آخرء فلابد للعامل به من التميز بين الفردين» وهو في غاية الإشكال؛ فالأولى 
بل الواجب على غير المميز تركه. 

* الأصل : 

#دعدّة من أضحاعاة عق متهل بو "زياف عن مححد بن تحن .بن نمؤن قال؛بحددنى على بن 
محمّد النوفلئ» عن أبى الحسن نيه قال: ذكرت الصوت عنده فقال: (إنّ على بن الحسين (ع) كان 
يقرأ فربما مّ به المارٌ فصعق من حسن صوتهه وإِنَّ الإمام لو أظهر من ذلك لما احتمله التاس من 
حسنه). قلت: ولم يكن رسول الله ييهُ يصلّى بالنّاس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن وتنسول 
اله يبه كان يحمل الئاس من خلفه ما يطيقون)7". 

* الشرح : 

قوله: (نّ علي بن الحسين 92 كان يقرأ القرآن فربما مرّ به المار فصعق) أي غشي عليه أو 





.1١6 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ْ 3 
صاح صيحة شديداً وَشَة ذلك أن الأضوات الطيبة والألحان المجورؤتة والنتفمات المناسية لها 
مدخل عظيم فى نشاط النفس وفرح الروحء ولها تأثير عظيم, فمنها ما يفرح ومنها ما يحزن, ومنها 
ما يندم» ومنها ما يضحك. ومنها ما يبكيء ومنها ما يصعق. ومنها ما يزعج القلب إلى الحقٌّ ويحركه 
من بلاد الغربة إلى الوطن الأصلئ؛ ويختلف الإنزعاج بالنسبة إلى الأشخاص بحسب قوة 
الإستعداد وضعفه. فلا إستحالة عقلاً أن يوجب الصعقة وغيرهاء وقد يقع مثل ذلك عند المصائب 
الشديدة» وأية مصيبة أعظم من خروج الروح من موطنها الأصلئ. وفراقها من الكرامات الأبديّة, 
واحتباسها فى سجن هذه الدار والبلية. 

(نن حنسن صونة وان الاقام لو أظهرامن ذلك ) أى :نو تسو 'ضتوانه' لما اعتتمله النالين :من 
حسنه) دلّ هذا الخبر علئ جواز تحسين الصوت بالقراءة» ودلّت الأخبار الآنية علئ رجحانه. وكذا 
ول عليه ارعاء ا ا ل ل ل ل 0ه 
أذن لنب حسن الصوت يت يتغنى بالقرآن يجهر به) قال بعض العامّة: معنى ما أذن مااسة ستمعء والمراد 
بالشيء المسموع والمضاف مقدر قبل نبئ أي لصوت نبئ. والحاصل أنه ما استمع الله لصوت كما 
استمع لصوت نبئ» والمراد بالإستماع إجزال ثواب القارىء أو الرضا به. ومعنى قوله: «يتغنى 
بالقرآن» عند الشافعيّة, والأكثر يحسن الصوت بالقرآن. وعند ابن عباس يستغني به عن الناسء 
وقال مرّة يستغنى به عن غيره من الكتب. وعن سفيان بن عيينة يُقال: تغنيت وتغانيت بمعنى 
استغنيت فعلى أن المراد به تحسين الصوت. فهو من الغناء المحمود, وكلّ من رفع سوه وفدة 
ووالى به فهو عند العرب غناء؛ وعلى أنه من الإستغناء فهو من الغنى ضد الفقر وهو مقصور. 
والمراد بتحسين الصوت تزيينه بالترتيل والجهر والتحزين والترقيق فهو مستحب ما لم يخرج عن 
حد القراءة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفاً أو أخفاه حرم انتهى» فقد ظهر مما ذكرنا أن أخبار 
العامة والخاصة متفقة فى الدلالة على رجحان تحسين الصوت بالقرآن وعلى حسن صوت 
النبي ييه ولكن لابد من ترك الإفراط فيه لئلا يبلغ حد الإلحان والغناء ولا يمكن ذلك إلا للعارف 
بوجوه التحسين. 

(قلت ولم يكن رسول اله يَيِْةُ يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن) أي ولم يكن من باب 
الإستفهام ولعل غرضه من هذا السؤال أن رسول الله ييه كان أحسن صورتاً منه لذ وكان يقرأ ويرفع 
صوته بالقراءة ويسمعه الصحابة ولم يصعق أحد من حسن صوته فكيف لحسن الصوت نحو هذا 
التأثير؟ 

(فقال إن رسول الله يَيْيهُ كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون) فلم يظهر من حسن صوته ما 


124 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1 


يصعقهم ولذلك أيضاً ماكلم الناس قط إلا بقدر عقولهم وهذا الجواب أحسن مما قاله بعض العامة 
من أن الغشى لضعف العقل عن تحمل ما ورد عليه وعقول الصحابة لماكانت أكمل لم يطرأ عليهم 
الغشى. لأن كون عقول كلهم أكمل من عقول غيرهم ممنوع. 

*: الاصل : 

ه ‏ علئٌ بن إبراهيم» عن أبيه. عن ابن أبي عمير. عن سليم الفرّاء. عمّن أخبره عن أبي 
عبد الله عْللاٍ قال: أعرب القرآن فإنّه عربة 217 

١ : الشرح‎ * 

قوله (اعرب القرآن فإن عربي) إمّا من أعرب كلامه إذا ظهر إعرابه ولم يلحن فيهاء أو من أعرب 
يكالم إذا اتصعيه.ولم بلتحن فى مخروقه تومواده :وعدا افكل ما امديق .فين : قوله دلي وواقر ؤوا:القرآت 
بالحان العرب». 

* الأصل : 

1١‏ على بن إبراهيم» عن أبيه؛ موع ا سدس عراصي البابنم )عن عبداه يكنات 
عن أبى عبد الله ايه قال: (إنَّ الله عرَّوجِلٌ أوحى إلى موسى بن عمران(ع): إذا وقفت بين يديّ 
نشت سوك الذ | التقرةرو] ذا قرات التوراة (اسمععها يوت عي 0 

* الشرح : 

قوله (وإذا قرأت التوراة فاسمعنيها بصوت حزين) الحزن خلاف السرورء وحزن الرجل 
بالكسر فهو حزين وحزن. فوصف الصوت بالحزن على سبيل المبالغة. لأن الحزين فى الحقيقة 
صاحب الصوت,ء ويحتمل أن يكون الصوت مضافاً إليه بتقدير اللام» وعلى التقديرين يحتمل أن 
يجعل الحزن كناية عن البكاء؛ وعلى التقدير الأول يمكن أن يجعل بمعنى الرقة» قال في الصحًاح: 
فلان يقرأ التحزين إذا رق صوته» فالوصف - حينئذ ‏ على سبيل الحقيقة. 

الأصل : 

-عنه. عن علَئّ بن معبد. عن عبد الله بن القاسم. عن عبدالله بن سنان. عن أبي عبد الله عليه 
فال: (قال رسول اله يَيُ: لم يعط أُمّتى أقلّ من ثلاث: الجمال» والصوت الحسنء والحفظ)(2. 

* الشرح : ْ 

قوله (قال رسول الله يَلْهُ لم يعط أمتى أقل من ثلاث: الجمال» والصوت الحسن. والحفظ) 
الجمال بالفتح حسن الخلق والخلق والحفظ قلة الغفلة عن القرآن أو عن الحقٌّ مطلقأء ولعل المراد 


. 1١6 / الكافى: ؟‎ - * .1١6 / الكافى: ؟‎ - ” . 1١6 / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن | 1 
أن هذه الخصال الشريفة أقل ما أعطيت الأمّة المجيبة من الخصال العظيمة التى لا تعد ولا تحصى. 
والله يعلم. 

* الأصل : 

/-عنه عن أبيه. عن عليٌ بن معبد؛ عن يونس عن عبد الله بن مسكان؛ ا 
عبدالله يه قال: (قال النبئ يِب إنَّ من أجمل الجمال الشعر الحسن. ونغمة الصوت الحسن ) 

* الشرح : 

. قوله (من أجمل الجمال الشعر الحسن للمرء) الظاهر فتح الشين والكسر محتمل لما فى بعض 
الروايات (أن من طيب عيش المرء شعره الذي يتغنى به). والمراد بحسنه اشتماله على المرغبات 
في أمر الآخرة أو على مدح أهل الذكر. 
(ونغمة الصوت الحسن) في القراءة» والنغم محركة ويسكن الكلام الخفي الواحدة بهاء. 

يُقال: فلان حسن النغمة. إذاكان حسن الصوت في القراءة. 

* الأصل : 

. دعند سن عر بن معبد» عن عبداه بن الفاسم؛ عن عيذ شين مطانه عن أبي عبد الله افيه 
قال: (قال النبئ َيل : لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن)(". 

* الشرح : 

(وحلية القرآن الفيوت الحسن )اروى الصدوف فى العبون بالشاده» عو الرضا طزو وين 
النبي ييهّ قال «حسنوا القرآن بأصواتكم, فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنأء ويزيد في 
الخلق ما يشاء». 

الأصل : 

٠‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن موسى بن عمر الصيقل. عن محمّد ابن عيسى 

عن السكوني. عن علق بن إسماغيل العنتمئ» عن رجل» عن أبى عبدالله ىذ قال: (ما بعث الله 
عزُوجِل نبي إلا حسن الصوت). 

* الأصل : 

١-سهل‏ إبن زياد] عن الحجّالء عن عليٌ بن عقبة» عن رجلء عن أبي عبد الله مي قال: (كان 
علي بن الحسين صلوات الله عليه أحسن النّاس صوتاً بالقرآن وكان السقّاؤون يمرّون فيقفون 
يبابه. يسمعون قراءته؛ وكان أبو جعفر ل أحسن الناس صوتاً)!. 





.11١1/ الكافى: ؟ / 316. ؟ - الكافي: ؟ / 316. 7 الكافى: ؟‎ ١ 


* الشرح : 

قوله: (كانّ على , بن الحسين لي أحسن الناس صوتاً بالقرآن. وكان السقاؤون يمرونء فيقفون 
ببابه يسمعون قراءته) فيه حث على : تحسين الصوت بالقرآن. وعلى الإصغاء إلى سماع الصوت 
الحسن به» فإن سماعه يزيد حسناً في العقائد. ويوجب الخشوع, ورقة القلب وميله إلى الآخرة 
والخيرات. 

الأصل : 

١١‏ حميدٌ بن زياد عن الحسن بن محمّد الأسديّ» عن أحمد بن الحسن الميفمي عن أبان بن 
عثمان. عن محمّد بن الفضيلء قال: قال أبو عبدالله ْة: (يكره أن يقرأ «قل هو الله أحد» بنفس 
والحن206. 

* الشرح : 

قوله: (يكره أن يقرأ «إقل هو الله أحد» بنفس واحد) لما فيه من ترك التعظيم والتفكر فيما فيه 
من الأسرار الغريبة الالهيّة. 

* الأصل : 

١‏ علي بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن محبوب. عن علي بن أبي حمزة؛ عن أبي بصير قال: 
قلت لأبي جعفر (4ة: إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتى جاءني الشيطان» فقال: إِنْما ترائي بهذا 
أهلك والناس قال: (يا أبا محمّد اقرأ قراءة ما بين قراءتين تسمع أهلكء ورجّع بالقرآن صوتك؛ 
فإنَ لله عزَّوجلٌ يحب الصوت الحسن يربع فيه ترجيعاً)(. 

* الشرح : 

قوله: (ورجع بالقرآن صوتك) دل علئ استحباب ترجيع الصوت بالقرآن, كما دل عليه ما رواه 
مسلم عن عبد الله بن مغفل «إنّ النبئ يييهُ قرأ عام الفتح فى مسير له سورة الفتح على راحلته 
فرجع فى قراءته), وقال فى رواية أخرى «على ناقته). ثم قال معاوية فقرأ ابن مغفل» ورجع حكاية 
لقراءته» ولولا أنى أخاف أن يجتمع الناس لحكيت قراءته. 

وفي الصحّاح: ترجيع الصوت: ترديده فى الحلق كقراءة أصحاب الألحان» وقال فى المغرب 
ربحعة رد د ومكه الترجيع فى الأذان. لأنه ياتي الشهادتين عائها نوما مره نه برها رافعاً 
بهما صوته وفسره بذلك أيضاً الطبريّ من علماء العامّة ونقل ذلك البخاريّ أيضاًء وأنه قال في 
صفته «آ) ثلاث مرّاتء وقال ابن الأثير في النهاية: فيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت. 





د الكافي 1110/5 ؟ - الكافى: ؟ .11١1/‏ 


باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 0١‏ 


وقد حكى ابن مغفل ترجيعه بمد الصوت في القراءة نحو اآالآآ لاه. وقال ابن حجر هو تقارب 
ضروب الحركات في القراءة وأصله الترديد وترجيع الصوت ترديده في الحلق» وقد فسر في 
حديث ابن مغفل «11» بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة, ثمّ همزة أخرى. وأنكر ترجيع القرآن 
جماعة من العامّة وقالوا: ترجيعه كيلْةٌ محمول على إشباع المدّ أو على حصوله بهز الناقة وتحركها 
وتنزيهاء ولذلك ورد فى حديث آخر أنه كان لا يرجع ووجهه أنه لم يكن حينئذ -راكبأء فلم يحدث 
فى فراءته ترجيع. 

أقول: للترجيع مراتب بعضها الغناء» كما دلّ عليه قوله له في الحديث السابق «سيجيء من 
بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء» فمن عرف مراتبه زعي ميته قرت قيرنة الشتاف 
فالظاهر أنه يجوز له ما دون هذه المرتبة ولكن التميز بينها مشكل جدَّأَء والترجيع أكثر ما يبلغ الغناء 
كما هو المتعارف من قراءة أهل الحزب, ولا سيما عند إرادة الفراغ لما فيها من الخروج عن التلاوة, 
فالإحتياط تركه إلا ما علم قطعاً أنه لا يضر بالتلاوة. 


د شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب فيمن يظهر أم الخشية عند قراءة القرآن 

* الاصل : 

١‏ -عدّة من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن يعقوب بن إسحاق الصَّبِىَ: عن أبى عمران 
الأرمنن؛ عن عبد الله بن الحكم عن جابر, عن أبي جعفر نه قال: قلت: إِنَّ قوماً إذا ذكروا شيئاً من 
القرآن أوحُدَّئوا به صعق أحدهم حتّى يرى أنَّ أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك ؟ 
فقال: (سبحان انه ذاك من الشيطان ما بهذا نعتواء إِنْما هو اللّين والرّقّة والدّمعة والوجل). 

أبو على الأشعريّ» عن محمّد بن حسّان عن أبي عمران الأرمنئ, عن عبد الله بن الحكم. عن 
جابر» عن أبى جعفر اق مثله7١).‏ 

* التشرح : قوله: (إن قوماً إذا ذكروا شيئاً من القرآن) أي قرؤوها (أو حدثوا به) أي تعريفه 
وبيانه وهو عظف على شيئاً وكونه ماضياً مجهولاً لا معطوفاً على ذكروا بعيد جذًا. 

(صعق أحدهم) أي غشي عليه (حتّى يرى أن أحدهم) يرى مبني للمفعول من إراءة أرائة أي 
بظن أو من الرؤية» وأحدهم من باب وضع الظاهر موضع الضمير. 

(لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك) لزوال العقل والحس (فقال: سبحان الله) استعجاب 
أو استبعاد مما ذكر أو تنزيه لله تعالى أن يكون ذلك من قبله وهو أنسب بقوله: 

(ذاك من الشيطان) لتصرفه فيه حتى جعله على هذه الحالة أو لإغوائه حتّى يتصنع ذلك لإظهار 
كماله عند الناس (مابهذا نعتوا) أى ما بهذا وصف الذين لهم أهلية التأثر من القرآن (إنما هو) أي 
نعتهم ووصفهم: (اللين والرقة والدمعة والوجل ) قال الله تعالى «إإنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله 
وجلت قلوبهم وإذ تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً» وقال: إن الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى 
عليهم؟».. إلى قوله #ويخرون للأذقان ويبكون ويزيدهم خشوعاً» وهذه الأوصاف وهى الوجل 
وزيادة الإيمان والخشوع والبكاء والخرور للأذقان لا تنفك عن اللين والرقة والدمعة ؟ والظاهر أنه لا 
منافاة بين هذا الخبر وما مر من خبر السكوني الدال على صعق المار من حسن صوت عليّ بن 
الحسين نيه بالقراءة لجواز أن يكون هذا التأثير لصوت الإمام دون غيره. ويؤيده ما مرفي ذلك 
الخبر من أن الإمام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه على أنه يمكن أن يكون 
المراد بهذا الخبر هو الحث على ضبط النفس حتّى لا تبلغ تلك الحالة الموجبة لزوال العقل 


.1١ا/‎ / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب في كم يقرأ القرآن ويختم 1 


والحرمان عن ثواب سماع الأسرار القرآنية. 


باب في كم يقرأ القرآن ويختم 

# الاصل : 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن حمّاد. عن الحسين بن المختار. عن محمّد بن عبد الله قال: 
قلت لأبي عبدالله(ع): أقرأ القرآن في ليلة ؟ قال: (لا يعجبي أن تقرأه في أقلّ من شهر)(١".‏ 

* الشرح : 

قوله: (لا تعجبني أن تقرأه في أقل من شهر) والأدب أن تجزأه ثلاثين جزءاًء وتق رأكل يوم وليلة 
جزءاً واحداً بترتيل» وترسل؛ وتفكر في معانيه الظاهرة والباطنة؛ ويقف عند آية فيها ذكر الجنة 
وآبة فيها ذكر النار. وتطلب الأولى وما 59 الدخول فيهاء وتتعوذ من الثانية وما يوجب الوصول 
إليها مع تضرع. وخشوعء. وبكاء على قدر الامكان. 

الاصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه؛ عن علئ بن أبى حمزة قال: دخلت 
على أبى عبدالله اكد قال له ابن بسر تنك فذالة أقزا القراة نف متهن ريع ان الى ليله #انقال: 
(لاء قال: ففي ليلتين ؟ قال: لاء قال: ففى ثلاث ؟ قال: ها وأشار بيده ثم قال: يا أبا محجّد إن لرمضان 
حمّاً وحرمة لا يشبهه شيء من الشهور وكان أصحاب محمّد يي يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو 
أل إن القرات لآ يقرا بهذ نشوك ررك توياة اذا مووي آنه فيا 3 كر الدنة فتن فادها اننال 
الله عرَّوجِلٌ الجنّة وإذا مررت بآية فيها ذكر الثّار ققف عندها وتعرّذ بالله من الثّار0"). 

* الشرح : 

قوله (قال ففى ثلاث قالها وأشار بيده) «هاء» كلمة تنبيه للمخاطب ينبه على ما يساق إليه من 
الكلام كذا فى النهاية وكأنه 3 أشار بيده إلى الرخصة ويؤيده حديث آخر الباب والاشارة إلى 
المكوت كتيل راضم سه سانسن قرام 

(ثم قال يا أبا محمد ان لرمضان حقاً وحرمة) التنكير للتعظيم أو للتكثير (ولا يشبهه شيء 
عمن الشهور) لكثرة العبادة المطلوب فيه ومن جملتها تلاوة القرآن فتلاوته فى كل ثلاث حسن 
وفي كل شهر أو أقل منه أو أكثر من ثلاث أحسن كما أشار بقوله: ١‏ 

(وكان أصحاب محمد ويل يقرأ أحدهم القرآن فى شهر أو أقل) لرعاية الترتيل والتفكر فيه 





."1١ا// ؟ - الكافى: ؟‎ . ١1 / الكافى: ؟‎ - ١ 





كما أشار إليه بقوله (إن القرآن لا يقرأ هذرمة) هى السرعة فى الكلام والمشى ويّقال للتخليط 
هذرمة كذا فى النهاية (ولكن :يركل تريلا) فيه آدات التاذوة فى الصلاة وقيرها ومدله مونجود هن 
طرق العامّة أيضاًء روى مسلم عن حذيفة قال «قرأ النبي ييه في الصلاة مترسلاً وإذا مر بآية فيها 
سرع قيض وإذا امن يسنو ال»سأن وإذا عر يتيوة تعوذه قال المازر ىم هينا| تحبا نيفده لادان 
فى غير الصلاة وفى الصلاة للإمام والمأموم والفذ. 

١ الأصل:‎ # 

١‏ محمد بن بحيى» عن محمّد بن الحسين, عن علي بن النعمان» عن يعقرب بن شعيب عن 
حسين بن خالد. عن أبي عبدالله ليِةٍ قال: قلت له: فى كم أقرأ القرآن ؟ فقال: (إقرأه أخماساًء إقرأه 

الأصل : 

؛ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد. عن 
أبيه» عن عليٌ بن المغيرة» عن أبى الحسن ىذ قال: قلت له: إنَّ أبى سأل جدَّك عن ختم القرآن فى 
كل تله نان لمي لد رن ل انلق اه فقا التاق تور رمع انه قثال للج اندو لوو وسفانه 
تقال له أبن :سما انحطعة فكان الى يفيه أربمين خدية فى قله رمضان) نه حعيتة بط أبن 
فربما زدت وربما نقصت على قدر فراغى وشغلى ونشاطى وكسلى فإذا كان فى يوم الفطر جعلت 
لرسول الله ييه ختمة ولعلئ نه أخرى ولفاطمة 6ه أخرى. ثم للأئمّة ل حتى انتهيت إليك 
فصيرت لك واحدة منذ صرت فى هذا الحال فأ شىء لى بذلك ؟ قال: (لك بذلك أن تكون 
معهم يوم القيامة). قلت: الله اكبر [ف] لي بذلك ؟! قال: (نعم). ثلاث مدّات 217 

* الشرح : 

قوله: (عن علئ بن المغيرة عن أبى الحسن نقِ.. اه) هو أبو الحسن الأول والمراد بالحال في 
قوله منذ صرت في هذا الحال التشيع أو العمل المذكورة» وفي هذا الخبر دلالة على جواز الختم أو 
أكثر فى ليلة واحدة. 

* الأصل : ' 

© محمّدٌ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, عن علي بن الحكم. عن علي بن أبي حمزة قال: 
سأل أبو بصير أبا عبدالله ني وأنا حاضرٌ فقال له: جعلت فداك اقرأ القرآن في ليلة ؟ فقال: (لا). فقال 
في ليلتين ؟ فقال: (لا). حتى بلغ ست ليال فأشار بيده. فقال: هاء ثمّ قال أبو عبدالله نه: (يا أبا 


.118 / 7 الكافى:‎ - ١ 


00 


باب في كم يقرأ القرآن ويختم 


محمّد إِنَّ من كان قبلكم من أصحاب محمد يَيْهُ كان يقرأ القرآن في شهر وأقل. إنَّ القرآن لا يقرأ 

هذرمة, ولكن يرثّل ترتيلاً إذا مررت بآية فيها ذكر النثار وقفت عندها وتعوّذت بالله من النار). 
فقال أبو بصير: اقرأ القرآن فى رمضان في ليلة ؟ فقال: (لا). فقال فى ليلتين ؟ فقال: (لا) فقال في 
ثلاث ؟ فقال: (ها) وأومأ بيده. (نعم. شهر رمضان لا يشيهه شى* من الشهور. لاع اوخرية أكثر 

من الصّلاة ما استطعت)(27. 

* الشرح : 

(يا أبا محمد ان [ من كان قبلكم ] من أصحاب محمد ييه كان يقرأ القرآن في شهر وأقل) هذا 
نحو ما تقدم من الإرشاد إلى القصد في التلاوة وفي كتاب إكمال الإكمال: للسلف فى ختم القرآن 
عادات مختلفة فبعضهم كان يختم في كل شهر وبعضهم في كل عشرين وبعضهم فى كل عشرة 
وأكثرهم في سبعة وكثير منهم في ثلاث وبعضهم في يوم وليلة وبعضهم في كل ليلة وبعضهم في 
كل يوم وليلة ثلاث ختمات وبعضهم ثماني ختمات. 


و 


053 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب أن القرآن يرفع كما أنزل 

الأصل : 

١‏ على بن إبراهيم؛ عن أبيه» عن النوفلي» عن السّكونيء عن أبي عبدالله نليْةِ قال: قال 
الي َي (إنَّ الرّجل الأعجمي من أمّتى ليقرأ القرآن بعجمته فتعرفه الملائكة على عربيّته)(". 

# التشرح : قوله: (إنَّ الرجل الأعجمى من أمتى ليقرأ القرآن بعجمته) أى يلحن فى الحروف 
والحركات ولا يخرجها عن مخارجها ولا يراعى صفاته المميزة لعدم الإقتدار عليها. 

(فترفعه الملائكة على عربيّته) فى الكنز عجمة: «عربى نا بودن كلام وكند زبانى». وفى 
وفى الصحّاح: الأعجم من لا يقدر على الكلام أصلاً والأعجم أيضاً الذي لا يفصح ولا يبين كلامه 
وفى النسبة يقال: لسان أعجمى وكتاب أعجمى ولا يُقال: رجل أعجمى فننسبه إلى نفسه إلآ أن 
يكون أعجم وأعجمي بمعنى دوار ودواري. 

الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن محمّد بن سليمان» عن بعض أصحابه. عن أبي 
الحسن نقد قال: قلت له: جعلت فداك إِنّا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندناكما نسمعها ولا 
نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم, فهل تأثم ؟ فقال: (لا اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من 
يعلمكم)(". 

* الشرح : قوله: (إِنا نسمع الآيات فى القرآن ليس هى عندنا كما نسمعها) هكذا في النسخ 
كلها والأصوب ليست ولعل السؤال من آيات مسموعة عنهم مي فى قرآن على نىة ليست في هذا 
القرآن (ولا نحسن أن نقرأها) أي آيات القرآن. 

(كما بلغنا عنكم ) من الترتيل والترسل وأداء الحروف ورعاية الصفات وهذا سؤال آخر (فهل 
نأثم ) بعدم قراءة الآيات فى قرآنكم إذ ليست في هذا القرآن وبعدم الترتيل في آيات هذا القرآن إذ 
لا نقدر عليه. (فقال لا أقرؤوا كما تعلمتم) في هذا القرآن باللسان الأعجمي (فسيجيئكم من 
يعلمكم ) حقٌّ التعليم وهو الصاحب نهِةِ أو الملك في القبر. وقد روى أن الشيعة بعد الموت 
يتكلمون بالعربية وأن الملك يعلمهم القرآن هذا الذي ذكرنا من باب الإحتمال؛ والله أعلم. 


.1١9 / الكافى: ؟‎ - " .11١9 / 57 الكافى:‎ ١ 


باب فضل القرآن 2 


باب فضل القرآن 

* الأصل : 

١‏ محمد بن يحبى» عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن بدرء عن محمّد بن مروان, عن أبي 
جعفر نيه قال: (من قرأ «إقل هو الله أحد» مرّة بورك عليه ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله 
ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ومن قرأها اثنى عشر مرّة بنى الله له 
ثنى عشر قصراأً في الجنّة فيقول الحفظة: اذهبوا بن إلى قصور أخينا فلان فننظر إليهاء ومن أقرأها 
مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدّماء والأموال ومن قرأها أربعمائة مرّة 
كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عُقر جواده وأريق دمه ومن قرأها ألف مرّة فى يوم وليلة ولم 
يمت حتّى يرى مقعده فى الجنّة أو يُرى له)7". 

* الشرح : 

قوله: (من قرأ «إقل هو الله أحد» مرّة بورك عليه) أي زيد فى تشريفه وكرامته وإحسانه ولطفه 
وتوفيقه يُقال: بارك الله فيك ولك وعليك وباركك وقال تعالى «أن بورك من في النار». 

(ومن قرأها ألف مرة في يوم أو ليلة لم يمت حبّى يرى مقعد من الجنّة) أي يرى في المنام 
منزلة منهاء وفي بعض النسخ «في) بدل «من» أو تراءى له يظهر مقعده له بالكشف في حال 
الإحتضار أو قبله على إحتمال وفى النهاية: تراءا إلى الشىء أى ظهر حتى رأيته. 

* الأصل : ْ 000 

١‏ - حميدٌ بن زياد. عن الحسين بن محمّد. عن أحمد بن الحسن الميثمي. عن يعقوب بن 
شعيب. عن أبى عبدالله لي قال: (لما أمر الله عرَّوجِل هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن 
بالعرش وقلن: أي رب إلى أين تهبطنا إلى أهل الخطايا والذُنوب فأوحى الله عرّوجِل إليهنّ أن 
اهبطن فوعرتي وجلالي لا يتلوكنٌ أحد من آل محمّد وشيعتهم في دبر ما افترضت عليه من 
المكتوبة في كل يوم إلا نظرت إليه ‏ بعيني المكنونة - في كل يوم سبعين نظرة أقضي له في كل 
نظرة سبعين حاجة وقبلته على ما فيه من المعاصي وهي م الكتاب و« شهد 

الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم) وآية الكرسى وآية الملك)(). 


* النشرح : قوله: (لما أمر الله تعالى هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلقن بالعرش) أي 





.519 / الكافى: ؟‎ - " .11١9 / 5 الكافي:‎ ١ 


لفك شرح أصول الكافي للمازندراني: ج١١‏ 


توسلن بعلم الله تعالى بما يقع فى دار الغرور وعالم السرور أو تعلقن بالعرش الجسمانى الذى هو 
مطاف الملائكة المقربين؛ وقد مرّ أن القرآن يتصور يمثل جسدانى وهيكل إنسانى فنسبة التعلق إليه 
معي وهتاظي الانداقن ترصوحه من هديم مقدمة ون أنه ووى أن القران ول ججهلة واحدة 
فى آرك لدلة نطو شهو را ديو اهنول :إلى الأرضى فدويجا لأجولة وانحدة ققال اله السحين أذ 
طاووسي: آله نزل جملة واحدة من بعض المقامات العالية بأمر الله جل شأنه إلى مقام آخر ثم نزل 
من هذا المقام تدريجاً إلى الأرض فلا منافاة بين نزوله جملة ونزوله تدريجاً. 

أقول: سيجىء فى باب النوادر ما يدل على ذلك التوجيه وأن هذا المقام هو البيت المعمور إذا 
عرفت هذا فتقول: يحتمل أن يراد بهبوط هذه الآيات هبوطها أول مرة وهو هبوطها فى ضمن الكل 
وقوله "إلى الأرض» بإعتبار أن هذا الهبوط آيل إلى هبوطها إلى الأرض بالآخرة وسبب له في الجملة 
وحينئذ فالظاهر من قوله. «يتلوكن» تلاوة مجموعها من حيث المجموع وترتب الجزاء المذكور 
أعنى قوله تعالى #نظرت إليه.. اه على تلاوة المجموع لاعلى تلاوة كل واحد منهاء ويحتمل أن 
يراد بهبوطها هبوطها مرة ثانية إلى الأرض وظاهر أن هذا الهبوط كان تدريجياً وأن هبوط هذه 
الآيات لم يكن دفعة واحدة ولم ينقل أحد حينئذ, فالظاهر أن الجزاء المذكور يترتب على تلاوة كل 
واحدة على خذة إذ الظاهر حينكذ أن زمان تعلق كل واحدة بالعرش غير زمان تعلق الأخرى به 
وكذلك الوحي إليها بذلك الجزاء غير الوحي إلى الأخرى به فليتأمل. 

١ : الأصل‎ * 

١‏ - أبو على الأشعري, عن محمّد بن حسّان. عن إسماعيل بن مهران» عن الحسن بن علي بن 
أبي حمزة» عن محمّد بن سكين» عن عمرو بن شمر عن جابر قال: سمعت أبا جعفر 9 يقول: 
(من قرأ المسبّحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم؛ وإن مات كان في جوار محمّد 
النب ١)‏ 

* الشرح : 

قوله: (من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم لىة) قيل المسبحات 
سور أولها سبح أو يسبح أو سبحان واعلم أن ظاهر مضمون الشرط يفيد أن ادراك القائم يي يتحقق 
بتحقق القراءة مرة واحدة وكذلك الجوار ولكن الظاهر بحسب المقام حيث أن المقصود الحث 
على قراءتها والترغيب فى أخذها دأباً وعادة هو أن الادراك والجوار يتحققان بالتكرار والعادة 
والظاهر أن تركها فى بعض الأحيان لا يضر بالتكرار المستلزم للادراك والجوار, ثم الظاهر أن المراد 





.11١9 / ” الكافى:‎ ١ 


باب فضل القرآأن ان 
بإدراك القائم ليه بأنه القائم لك والسبب فى ذلك إما لاشتمال المسبحات علئ ذكر القائم وصفاته 
وأحواله وأن لم يعلمها بخصوصها وأما بالخاصية وكذلك السبب فى غيرها من السور والآيات 
المترتب عليها ثواب وجزاء معين. 

* الاصل : 

؛ ‏ محمّدٌ بن يحبى, عن محمّد بن الحسين, عن علىئٌ بن النعمان. عن عبدالله بن طلحة. عن 
جعفر ىذ قال: (قال رسول الله يَيُْْ: من قرأ طقل هو الله أحد» مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر الله 
له ذنوب خمسين سنة». 

الأصل : 

ه-حميدٌ بن زياد. عن الخشّابء عن ابن بمّاح؛ عن معاذ» عن عمرو بن جميع رفعه إلى علىٌ بن 
الحسين هي قال: (قال رسول الله يَيُ: من قرأ أربع آيات من أوَّل البقرة وآية الكرسي وآيتين 
بعدها وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وماله شيئاً يكرهه ولا يقربه شيطان ولا ينسى 
القرآن)7). 

* الشرح : 

قوله: (من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها) الظاهر أن آبة الكرسي من 
قوله «الله.. إلى العلى العظيم» والآبتين بعدها من قوله «لا كراه إلى هم فيها خالدون» وثلاث 
آيات من آخرها أي آخر البقرة» روي مسلم أربع روايات عن النبي يله أنه قال «من قرأ الآيتين من 
آخر سورة البقرة فى ليلة واحدة كفتاه) قوله: كفتاه قيل: معناه أجزأتا عنه من قيام الليل أو كفتاه 
ومنعتاه من أن يكون ممن ترك القراءة أو كفتاه أذى الشيطان, وقيل: كفتاه أى منعتاه شرٌ الجن 
والإنس ويبعد أن يكون من الكفاية أى كفتاه ملازمة التلاوة وقيل: كفتاه عن الآفات وقيل: كفتاه عن 
الجميع. قال ابن الحجر: المراد بالآبتين قوله تعالى «آمن الرسول» إلى آخر السورة. فآخر الآية 
الأولى «المصير» ومن ثمة إلى آخر السورة آية واحدة وأما «ما اكتسبت» فليس رأس آية بإتفاق 
المراء. انتهى. 

أقول: والمراد بثلاث آيات كما فى روايتنا هذه «آمن الرسول.. إلى آخر السورة» يجعل دما 
اكتسبت» آخر الآية الثانية واتفاق القراء على خلافه لا يقدح لأن ذلك من طرق العامة أو المراد بها 
قوله «لله مافي السماوات» إلى آخر السورة. 

* الاصل : 





.37١ / الكافى: ؟‎ ١ 





محمّدٌ بن يحبى, عن أحمد بن محمّد. عن ابن محبوب» عن سيف بن عميرة؛ عن رجل؛ 
عن أبى جعفر كذ قال: (من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدرء يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في 
سبيل الله ومن قرأها سرّأ كان كالمتشحّط بدمه في سبيل الله ومن قرأها مرّات عفرت له على نحو 
ألف ذنب من ذنوبه). 

* الأصل : 

أبو علي الأشعري, عن محمّد بن عبدالجباره عن صفوان بن بحيى؛ عن يعقوب ابن شعيب» 
عن أبي عبد الله يذ قال: (كان أبى صلوات الله عليه يقول: « قل هو الله أحد» ثلث القرآن « وقل يا 
أنَها الكافرون» ربع القرآن)27, 

* الشرح : 

قوله: (#قل هو الله أحد» ثلث القرآن) كان المراد أن له أجراً مقدراً يملكه القارىء من باب 
الاستحقاق إلا أنه تعالى يضاعف ثوابه من باب التفضل بقدر أجر يستحقه قارىء الثلث وإن كان 
لقارىء الثلث أيضاً نواب مضاعفاً بمقتضى الوعد الصادق وبالجملة ثوابه مع التضعيف مثل أجر 
الثلث بدونه وكذا ثوابه ثلاث مرات معه مثل أجر ختمة بدونه وإن كان ثواب الثلث والختم 
بالتضعيف وبدونه أكثر من أجره بإعتبار الإستحقاق بدونه وحينئذٍ لا يرد أن كون أجره مرة كأجر 
الثلث وثلاث مرات كأجر الختم خلاف الإجماع والمنقول من «أن أفضل الأعمال أحمزها» وأنه 
لو كان كذلك لآثروا قراءته على قراءة الثلث والكل طلباً للتسهيل والله يعلم. واعلم أن مثل هذا 
الحديث رواه مسلم عن قتادة أن النبى يَلْْةُ قال: «إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل «قل هو الله 
كد دا من ارات ا 5 

وعن أبي هريرة «ان النبي ييه قال: أحشدوا أي اجتمعوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن 
فحشد من حشد فق رأ« قل هو الله») وهم اختلفوا فى توجيه ذلك وقال بعضهم: كان ثلث القرآن 
لأنهٌ ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات و9قل هو الله أحد»ه مشتملة على الصفات فهى ثلثه بهذا 
الإعتبار. وقال بعضهم: ثواب قراءتها يعدل ثواب ثلث القرآن دون تضعيف أي يعدل ثواب ثلث 
ختمه ليس فيها #قل هو الله أحد». وقال بعضهم: إنما قال ذلك لرجل بعينه قصده. وقيل: لمن ردد 
قرأتها فحصل له من قراءتها قدر قراءة ثلث القرآن ولا يخفى عليك بعد هذين القولين وتنافيهما 
لحديث احشدوا لقراءته يَيّْْهُ مرّة واحدة» وقال بعضهم: معنى يعدل ثلث القرآن أن ما رتب من 
الثواب علئ ختمه واحدة ثلثه لها وثلثاه لبقيتها وليس معناه أن من قرأها وحدها يكون له مثل ثواب 


. 17١ / الكافى: ؟‎ -١ 


باب فضل القرآن 1 
ثلث كل القرآن ولوكان كذلك لآثر العلماء قراءتها على قراءة السور الطوال فى الصلاة ولم يفعلوا 
وقد أجمعوا على أن من قرأها ثلاث مرّات لا يساوي فى الأجر من أحيا الليل ختم القرآن وهذا 
كالثواب المترتب على الصلاة أكثره للنية وباقيه لغيرها من قيام وقعود وغيرهما لحديث «نية 
المؤمن خيدٌ من عمله» وفيه نظر لأن الإجماع المذكور غير مسلم بل من كررها ثلاثاً يكون له ثواب 
ختمه وعدم إثار العلماء قراءتها على قراءة السور الطوال لأن المطلوب الثواب والتدبر والإتعاظ 
واقتباس الأحكام. 

(«قل يا أيها الكافرون4» ربع القرآن) لعل الوجه فيه أن القرآن نزل على أربعة أرباع ربع في 
المؤمنين وربع في الكافرين وربع فى السنن والأمثال وربع فى الفرائض والأجكام وهذه السورة 
مشتملة على ربع الكافرين وسائر الوجوه المذكورة للتوحيد جارية هنا أيضاً. 

الاصل : 

8 -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحسن بن علئ, عن الحسن بن الجهم. عن 
إبراهيم بن مهزم»؛ عن رجل سمع أبا الحسن 3 يقول: (من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف 
الفالج إن شاء الله ومن قرأها في دب ر كل فريضة لم يضرٌُوه ذو حمّة وقال: من قدَّمط قل هو الله أحد» 
بينه وبين جبّار منعه الله عزَّوجلٌ منهء يقرأها من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فإذا 
فعل ذلك رزقه الله عزَّوجلٌ خيره ومنعه من شرّه؛ وقال: إذا خفت أمراً فاقرأ مائة آية من القرآن من 
حيث شئت ثم قل: اللهمّ اكشف عنّي البلاء ثلاث مدّات )237 

* الشرح : قوله: (من قرأ آية الكرسي) الظاهر إلى «(هم فيها خالدون» وهى تجمع أصول 
الأسماء والصفات من الالهية والحياة والوحدانية والعلم والملك والقدرة والإرادة. 

(عند منامه ) جرح شير أراد النوم (لم يخف الفالج: إن شاء الله) ذلك اليوم, والليلة 
أو مطلقاً إذا اعتاد قراءتها أو مطلقاً قأ. والفالج داء معروف برخى بعض البدن لإنصباب خلط بلغمي 
تنسد منه مسالك الروح. 

(ومن قراها في دبر كل فريضة لم يضره ذو حمة) الحمة بالضم والتخفيف وقد تشدد السم 
ويطلق على أبرة العقرب والزنبور وناب الحية للمجاورة لأن السم يخرج منها وأصلها حموا وحمى 
بوزد 0 والهاء فيها عوض من الواو أو لياء. 

*: الاصل : 

9- محمد بن يحبى؛ عن أحمد بن محمّد. عن الحسن بن علئ؛ عن إسحاق بن عمّاره عن أبي 





.37١ / ١ الكافى:‎ -١ 


ا (من قرأ مائة آية يصلَّى بها في ليلة كتب الله عزَّوجِلٌ له بها قنوت ليلة» ومن قرأ 

نتي آية في غير صلاة لم يحاجّه القرآن يوم القيامة؛ ومن قرأ خمسمائة آية في يوم وليلة في 
حي اع ا موا ات 
ومائتا وقيّة» والوقية أعظم من جبل أحد).(١)‏ 

* الشرح : 

قوله: (من قرأ مائة آية) حيث شاء (يصلى بها فى ليلة) فى نافلة وكذا إن قرأ سورة مشتملة على 
مائة آية في فريضة. 

(كتب الله له بها قنوت ليلة) أى عبادتها أو صلاتها أو قيامها بالطاعة (ومن قرأ مائتى آية) حيث 
شاء على الترتيب أو مطلقاً إذا كانت كل واحدة تامة. 

(لم يحاجه القرآن يوم القيامة) أي لم يخاصمه فيما ضيعه وأعرض عنه (ومن قرأ خمسمائة 
آية في صلاة النهار والليل) في فريضة أو نافلة أو فيهما. 

0 نار ل ال 0 و التطاراات وماثتا أوقنية 
القرآن ا 1 0 
مثل جبل أحد وأكبرها ما بين السماء والأرضء وفسره هنا بألف ومائتي أوقية» قال فى الصحاح: 
الأوقية فى الحديث أربعون درهماً وكذلك كان فيما مضى فأما اليوم فما يتعارفها الناس ويقدر عليه 
درهم وثلاثة أسباع درهم ويمكن أن يمال ليس المراد بالأوقية هنا -يعنى فى تقدير الثواب -الأوقية 
المتعارفة عند الناس لغة وعرفاً أعنى ما قدروها بأربعين درهماً بل المراد بها ما هو أعظم من جبل 
أحد وقد أشرنا إلى نظير ذلك سابقاً فليتأمل. 

* الأصل : 

-أبو على الأشعري. عن محمّد بن حسّانء عن إسماعيل بن مهران. عن الحسن بن عليٌّ بن 
بخمس صلوات ولم يقرأ فيها ب طقل هو الله أحد» قيل له: يا عبدالله لست من المصلين)7". 

* التشرح : قوله: (من مضى به يوم واحد فصلى فيه خمس صلوات) مفروضات (ولم يقرأ 





. 17١ / الكافى: ؟‎ - " .175١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب فضل القرآن 3 
فيها ب «قل هو الله أحد» قيل له: يا عبد الله لست من المصلين) في هذا اليوم والمقصود نفي 
الكمال وفيه مبالغة على قراءته فى الصلوات وعلى أنه لا ينبغي أن يترك في الصلوات اليومية كلها 
وقد وقع النهى في بعض الروايات عن قراءة سورة واحدة في الركعتين إل سورة التوحيد وفي 
روايات العامة أيضاً دلالة على ذلك روى مسلم أن رسول الله ييْيهُ بعث رجلاً على سرية وكان يقرأ 
لأصحابه فى صلاتهم فيختم ب قل هو الله أحد» فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله كيه فقال: 
«سلوه لأي شىء فعل ذلك)؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأها فقال رسول 
الله ويه وأخبر 0 أن الله يحبه). 

* الأصل : 

١‏ - وبهذا الإسناد. عن الحسن بن يوسف بن عميرة» عن أبي بكر الحضرمي عن أبي 
عبدالله ليا قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يددع أن يقرأ فى دبر الفريضة ب لاقل هو الله 
أحد» فإنّه من قرأها جمع الله له خير الدِّنيا والآخرة. وغفر له ولوالديه وما ولدا)(2. 

* الشرح : 

قوله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) إيماناًكاملاً لا يتصف بالنقص (فلا يدع أن يقرأ) أمر أو 
خبر (في دبر الفريضة) الظاهر المتبادر هو الترغيب إلى قراءتها بعد الفراغ منها وقد ذكر فضل 
التعقيب به فى بعض الروايات وإحتمال الحث على قراءتها بعد الحمد كما فى السابق بعيد. 

١ : الأصل‎ * 

١‏ -عنة» عن الحسن بن عليئٌ بن أبى حمزة؛ رفعه قال: قال أبو عبدالله نىة: (إنَّ سورة الانعام 
نزلت جملة شيّعها سبعون ألف ملك حتّى أنزلت على محمّد يَيهُ فعظّموها وبججلوها فإنَّ اسم لله 
عزّوجلٌ فيها في سبعين موضعاً ولو يعلم النّاس ما في قراءتها ما تركوها)(). 

* الشرح : 

قوله: (فعظموها أو بجلوها) أمر أو خبر, والتبجيل التعظيم فالعطف للتفسير والتأكيد ويحتمل 
أن يكون من البجل بالتحريك وهو الحث والكفاية أي اجعلوها بالمداومة عليها كفاية لأموركم. 

* الاصل : 

علوي بن إبراهيم؛ عن أبيه» عن النوفلي» عن الشكونى؛ عن أبى عبد الله لكة. انَّ النبيئ عله 
صِلَى على سعتائن عاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفاً وفيهم جبرئيل 32 يصِلون عليه 
فقلت له: : يا جبرئيل بما يستحقٌ صلاتكم عليه ؟ فقال: بقراءته «قل هو الله أحد» قائماً وقاعداً 





١‏ - الكافى: ” / 5717. ؟ - الكافى: ١‏ / ؟17. 


. 


53 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً)7"). 

* الشرح : 

قوله: (لقد وافى من الملائكة سبعين ألفاً) (كذا) أي أتاهم يقول: وافيت القوم إذا أتيتهم أو 
أشرف وأطلع عليهم. 

الاصل : 

١1‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن جعفر بن محمّد بن بشيره عن عبيد الله الدّهقان. 
عن درستء عن أبي عبد الله لي قال: (قال رسول الله يَلُ: من قرأ «ألهكم التكاثر» عند النوم وقي 
فتنة القبر)2"0. 

الشرح : 

قوله: (من قرأ (ألفكم التكائر» عند النوم وقي فتنة القبر) هى ما يمتحن به الميت فى القبر من 
ضغطه ومسائلة منكر ونكير وغير ذلك مما يؤذيه. ْ 

* الأصل : 

6 محمّدٌ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى» عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع» عن 
عبدالله بن الفضل النوفلى رفعه قال: (ما قُرئت الحمد على وجع سبعين مرّة إلا سكن)7". 

* الشرح : 

قوله: (ما قُرئت الحمد على وجع سبعين مرّة إل سكن) الظاهر أن قرئت مبني (للمجهول ) 
والتأنيث بإعتبار السورة والحمد شفاء من كل داء وسيجىء من لم يبرأه الحمد لم يبرأه كلل شيء 
وهذا أمر متفق عليه بين العامة والخاصة روى مسلم بإسناده عن أبى سعيد الخدري «أن ناسأً من 
أصحاب النبي يَيهُ كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفواء فقالوا 
لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب. فقال رجل منهم: نعم فأتاه فرقاه بفاتحة 
الكتاب فبرأ الرجل فأعطى قطيعاً من غنم فأبى أن يقبلها. وقال: حتى أذكر ذلك للنبي ييه فذكر 
ذلك له. فقال: يا رسول الله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم., وقال:(ما أدريك أنها رقية) ثم قال: 
«خذوا منهم» وفى بعض رواياتهم حين قال له: وما أدريك أنها رقية يعني أي شىء أعلمك أنها 
رقية قال: يا رسول الله شىء ألقى فى روعى قبل وكان الرجل أخذ ذلك من أنها خصت بأمور 
ومشتملة على علوم القرا مضق الفنا مهلي الله تعالى والأمر بالعبادة والإخلاص فيها والاعتراف 
بالعجز على القيام بشىء منها إلا بإعانة الله تعالى وهم قد اختلفوا فقيل: أن كلها رقية نظراً إلى ظاهر 


. 157" / الكافى: ؟ / 377. ؟ - الكافى: ؟ / 177. *- الكافي: ؟‎ ١ 


باب فضل القرآن 1 


الرواية المذكورة وقيل: موضع الرقية منها 9إياك نعبد وإياك نستعين؟. 
* الاصل : 
علييٌ بن إبراهيم. عن ابن أبي عمير. عن معاوية بن عمّار. عن أبي عبدالله 99 قال: (لو 
ُرئت الحمد على ميّت سبعين مرّة ثم ردَّت فيه الوح ماكان ذلك عجباً). 

* الاصل : 

١‏ عنه» عن أحمد بن بكرء عن صالح. عن سليمان الجعفري. عن أبى الحسن لَه قال: 
سمعته يقول: (ما من أحد في حدٌّ الصّبى يتعهّد في كل ليلة قراءة «قل أعوذ بربٌ الفلق» ولؤقل 
أعوذ بربٌ النّاس» كل واحدة ثلاث مرّات و« قل هو الله أحد» مائة مرّة فإن لم يقدر فخمسين إلا 
صرف لله عزَّوجلٌ عنه كلّ لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور 
الدّم أبدأ ما تعوهد بهذا حتّى يبلغه الشيب فإن تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم 
يقبض الله عرَّوجلٌ 7" 

* الشرح : 

قوله: (ما من أحد فى حد الصبى يتعهد فى كل ليلة قراءة «قل أعوذ برب الفلق» و« قل أعوذ 
برب الناس» )المعوذتان من القرآن لدلالة الوا من العامة والخاصة عليه أما من طرق الخاصة 
فلما سيجيء من رواية صابر مولى بسام قال أمنا أبو عبد الله لذ في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين 
ثم قال (هما من القرآن) وأما من طرق العامة فلما رواه مسلم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول 
الله كله : (ألم تر آيات أنزلت الليلة لم أر مثلهن قط «قل أعوذ برب الفلق» و«قلأعوزيرب 
الناس4 ) ولم يقل أحد بخلاف ذلك إلآ ما نقل عن ابن مسعود ولم يثبت وما نقل عن بعض أن 
لفظة قل ليست من السورتين وإنما أمر أن يقول فقال وقال بعض العامة والإجماع وكتبها في 
المصحف يرده. وقيل: قوله «لم ير مثلهن» معناه أنه لم يكن سورة آياتها كلها تعويذ من شر الأشرار 
غيرهما ولذا كان النبى ييه يتعوذ من شرّ الجن والإنس بغيرهما فلما نزلتا ترك التعوذ بما سواهما 
ولما سجِرٌ استشفى بهماء وقيل: معناه لم «ير مثلهن) ذ فى الفضل ولا بما نمل ة فى الحمد وآية 
الكرسي ونحوهما لأنه عام مخصوص. 

(كلّ واحد ثلاث مرات) بأن يقرأ الأولى ثلاث مرات ثم الثانية كذلك أو يقرأهما متواليتين ثم 
معان كذ للك مرتين. 

(و9 قل هو الله أحد» مائة مرّة فإن لم يقدر فخمسين ) لعل المراد بعدم القدرة حصول المشقة 





.577/ الكافى: ؟‎ ١ 


31 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


أو المانع أوكلال النفس وتضجرها (إلا صرف الله عرّ وجل عنه كل لمم) اللمم طرف من الجنون 
يلم بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه وأيضاً صغار الذنوب ومقاربة معصية من غير إيقاع فعل ونوازل 
الدهر ومخاطرات النفس ووسوة الشيطان. 

(أو عرض من أعراض الصبيان) وهي ما يعرضهم فيه من الجن وغيره من الآفات. والعرض 
بالتحريك ما يعرض الإنسان من مرض ونحوه. 

(والعطاش وفساد المعدة وبدورة الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب) العطاش 
بالضم: داء يصيب الإنسان ويشرب ولا يرويء والمعدة ككلمة وبالكسر موضع الطعام قبل انحدار 
إلى الأمعاء وهى للإنسان بمنزلة الكرش للأظلاف والأخفافء والبدورة والبدوركما فى بعض 
النسخ الإسراع والحدة ولعل المراد بها غلبته بحيث لا يقدر على معالجته ودفعه. 0 

(فإن تعهد نفسه بذلك أو تعوهد) بأن يقرأ هوإن قدر أو يقرأ عليه إن لم يقدر وكون الترديد من 
الراوى وإن ناسبه السابق بعيد. 

(كان محفوظاً) من المكاره المذكورة أو مطلقاً (إلى يوم يقبض الله عرّ وجل نفسه) دل على أن 
المراد بقوله «حتى يبلغه الشيب») خخ العفو 

الأصل : 

عل بن إبراهيم؛ عن أبيه عن ابن أبي عمير؛ عن الحسين بن أحمد المنقري قال: سمعت 
أبا إبراهيم له يقول: (من استكفى بآية من القرآن من الشرق إلى الغرب كفى إذا كان بيقين)7١.‏ 

الشرح : 

قوله: (من استكفى بآية من القرآن..اه) يعني من طلب الكفاية من شر أهل الشرق إلى الغرب 
كفى من شرهم (إذا كان بيقين) وهو أصل لحصول المطالب بالدعاء والقراءة وغير موجود في 

الاصل : 

9 -الحسينٌ بن محمّد. عن أحمد بن إسحاقء وعلئٌ بن إبراهيم عن أبيه. جميعأًء عن بكر بن 
محمّد الأزدي» عن رجل» عن أبي عبدالله ليه فى العوذة قال: (تأخذ قلّة جديدة فتجعل فيها ماء 
ثم تقرأ عليها إإنَا أنزلناه في ليلة القدر» ثلاثين مرّة ثمّ تعلّق وتشرب منها وتتوضًأً ويزداد فيها 
ماء إن شاء الله)0"). 

* النشرح : قوله: فى العوذة قال: (تأخذ قلة جديدة) العوذ الالتجاء وبالهاء الرقية» والقلة 





. 177 / الكافى: ” / 177 . ؟ - الكافى: ؟‎ ١ 


باب فضل القرآن 1 


بالضم. الحب العظيم أو الجرة العظيمة أو عامة أو من الفخار والكوز الصغير ضد كذا فى القاموس 
(تجعل فيها ماء ثم تقرأ «إإنا أنزلناه في ليلة القدر» ثلاثين مرة) الأولى أن يكون القراءة متوالية 
من غير نفث 0 ولا نقل وثم هنا لمجرد الترتيب من غير إعتبار مهلة. 

(ثم يعلق) فى الكنز التعليق «در آويختن» (ويزداد فيها ماء إن شاء) ليمتزج بالبافى ويؤثر 
دده تأقيزة: 

* الاصل : 

٠عدَّةٌ‏ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن إدريس الحارئي. عن محمّد بن سنان» عن مفضّل 
بن عمر قال: قال أبو عبد الله 9: (يا مفضّل احتجز من الناس كلهم ب ا بسم الله الرحمن الرّحم» و 
ب قل هو الله أحد) اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن 
تحتك, فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات واعقد بيدك اليسرى ثم 
)00 





لا تفارقها حتّى تخرج من عنده 

* الشرح : 
الرحيم» وب8 قل هو الله أحد» ) الظاهر وحدة التسمية والتعدد محتمل. 

(اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك) الظاهر 
ولعل المعتبر في الفوق والتحت رفع الرأس وخفضه وفى الجهات الباقية التوجه بالوجه ومقاديم 
البدن إليها مع إحتمال الإكتفاء بالقصد فى الجميع (ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده) نفى أو 
نهى أي لا تفارق قراءة التوحيد وعقد اليسرى والتخصيص بأحدهما بعيد. 

* الأصل : 

5١‏ - محمد بن يحبى؛ عن عبدالله بن جعفر, عن السيّاري» عن محمّد بن بكر عن أبي الجارود. 
عن الأصبغ بن نباتة؛ عن أ مير المؤمنين صلوات الله عليه أنّه قال :(والذي بعث محمّد(ص) بالحٌّ 
وأكرم أهل بيته ما من شيء تطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابّة من صاحبها 
أو ضالة أو آبق إلا وهو في القرآن؛ فمن أراد ذلك فليسألني عنه) قال: فقام إليه رجلٌ فقال: يا أمير 
المؤمنين أخبرني عمًا يؤمن من الحرق والغرق ؟ 

فقال: اقرأ هذه الآيات «الله الذي نزّْل الكتاب وهو يتولّى الصَالحين»(') « وما قدروا الله حقّ 





35 4 الكافى: ؟ / 571. أكشيززة الأعرافته‎ - ١ 


34 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1 


قدرة» إلى قوله ‏ سبحانه تعالى 9وعمًا يشركون» فمن قرأها فقد أمن الحرق والغرق) قال: 
فقرأها رجلٌ واضطرمت الثّار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شىء, ثم قام إليه آخر فقال: 
يا أمير المؤمنين إِنَّ دائَتي استصعبت على وأنا منها على وجلء فقال: (اقرأ فى أذنها اليمنى وله 
أسلم من في السّموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون4 )فقرأها فذلّت له دابّته وقام إليه رجلٌ 
آخر فقال: يا أمير المؤمنين إن أرضي أرض مسبعة وإِنَّ السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتّى تأخذ 
فريستها. 

فقال: إقرأ #لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ 
رحيم * فإنَ تولوا فقل حسبى الله لا إله إلاهو عليه توكّلت وهو رب العرش العظيم» فقرأهما الّجل 
فاجتنبته السباع ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين إِنَّ فى بطني ماء أصفر فهل من شفاء ؟ 

فقال: (نعم بلا درهم ولا دينار ولكن اكتب على بطنك آية الكرسئ وتغسلها وتشربها 
وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عرّ وجل ) ففعل الرّجل فبرأ باذن الله ثمّ قام اليه آخر 
فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضَالّة ؟ فقال:(إقرأ يس في ركعتين وقل: يا هادي الضَالة رُ 
على ضالتي )ففعل فرد الله عرّوجلٌ عليه ضالته. ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن 
الآبق؟ فقال: (اقرأ أو كظلمات في بحر لجيّ يغشاه موجٌ من فوقه موج» ‏ إلى قوله: ‏ اومن لم 
يجعل الله له نوراً فماله من نور». فقالها الرّجل فرجع إليه الآبق» ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير 
المؤمنين أخبرنى عن السّرق فإنّه لا يزال قد يسرق لى الشىء بعد الشىء ليلاً ؟ فقال له: (اقرأ إذا 
أويت إلى فراشك #اقل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن 4‏ إليه قوله: « وكبّره تكبيراً» ثم قال أمير 
المؤمنين(ع): (من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية إإنَّ ربّكم الله الذي خلق السّموات والأرض في 
ستة أيام ثمّ استوى على العرش4 إلى قوله: تبارك الله ربّ العالمين4 حرسته الملائكة وتباعدت 
عنه الشياطين ) قال: فمضى الرّجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرأ هذه الآية فتغشّاه 
الشيطان وإذا هو آخذ بخطمه فقال له صاحبه: أنظره واستيقظ الكّجل فقرأ الآبة فقال الشيطان 
لصاحبه: أرغم الله أنفك أحرسه الآن حتّى يصبح فلما أصبح رجع إلى أمير المؤمنين نىِةِ فأخبره 
وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق. ومضى بعد طلوع الشمس.ء فإذا هو بأثر شعر الشيطان 
معسا 80 

* الشرح : 

قوله: (من حرق أو غرق أو سرق) هذه الثلاثة بفتح الراء وقد تسكن في الأولين وتكسر في 





.1١؟1‎ / الكافى: ؟‎ ١ 


الأخير مصادر وقد يطلق الأول على النار أيضا. 

« الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين» هذه الآبة فى سورة الأعراف وصدرها إن ولي 
الله الذي» وفي عدم ذكره إيماء إلى جواز الإقتصار في التعويذ على ما ذكر والظاهر أن ذكره أولى 
«وما قدروا الله حق قدره» فى سورة الزمر «إوما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم 
القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون* وقد مر تفسيره. والظاهر أن 
الأثر وهو الأمن من الحرق والغرق مترتب على مجموع الآبتين وترتبه على كل واحدة منهما أيضاً 
محتمل. 

« ولقد جاءكم رسول)# التنكير للتعظيم «من أنفسكم» أي من نوعكم وهو صفة لرسول أو 
متعلق بجاء 9 عزيز عليه ما عنتم4» ما مصدرية أي شاق شديد عليه ولحوق الاثم والهلاك والفساد 
والمشقة بكم حريص عليكم» أي على إيمانكم بالله وصلاحكم وهدايتكم إليه. 

« بالمؤمنين» منكم #رؤوف رحيم» ذكر الرحمة بعد الرأفة وهى أشد الرحمة من باب ذكر 
العام بعد الخاص «افإن تولوا» عنك وأعرضوا عن الإيمان بك «فقل حسبي الله4 أي يكفى عنكم 
وبتصرني عليكم. 

«لا إله إلا هو» كالدليل على السابق إ(عليه توكلت» في جميع الأمور فلا أرجو غيره ولا 
أطلب النصر إلا منه وهو رب العرش العظيم» أي الملك العظيم أو الجسم المحيط. 

9 ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي» إلى «العلى العظيم» والأولى إلى هم فيها خالدون» 
والأفضل أن يكون الكتابة بتربة الحسين نيه لما روى من أنه شفاء. 

(وتغسلها وتشريها وتجعلها ذخيرة فى بطنك) الذخيرة ما يبقى ويحفظ من الطعام والشراب 
مثلاً لوقت الحاجة إليه والظاهر أن «في» للتعليل والظرفية محتملة (اقرا يسن فى ركعتين ) بعتن بعد 
الحمد على الظاهر. 

(وقل) بعد الفراغ من الركعتين أو قبله على إحتمال (:ياهادي الضالة) يعني إلى طريق الصواب 
وهو طريق العود إلى صاحبها. 

(حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين ) نظيره في كتب العامة قال أبو عبد الله شارح 
مسلم: شرط حصول تلك الحراسة والتباعد القبول. فمن قاله ورأى خلاف ذلك فهو دليل على أن 
الله سبحانه لم يقبله وكذا غيره من الأذكار. 

(وإذا هو آخذ بخطمه) بخطمه بالباء الموحدة في أكثر النسخ وهو من الدابة مقدم أنفها وفيهاء 
وفي بعضها بالياء المثناة التحتانية على صيغة المضارع يقال: خطمه يخطمه إذا ضرب أنفه وخطمه 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


بالخطام إذا جعله على أنفه وإذا جر ليضع عليه الخطام وفي بعضها بلحيته. 

(فقال الشيطان لصاحبه: أرغم لله أنفك أحرسه الآن حتى يصبح) لعل المراد بصاحبه الذي 
أمره بالانظار هو الملك ولو أمفف ب افيتان لورد أن الحراسة فعل الملك دون الشيطان كما مر 
ويمكن دفعه بأنه لا منافاة بين إثبات الحراسة للملك سابقاً وللشيطان هنا فليتأمل (فإذا هو بأثر 
شعر الشيطان مجتمعاً في الأرض) دل على أن الشيطان جسم له شعر ويمكن أن يراد بالشعر شعر 
اللكؤازية ‏ الناققة به اناي النطاة را افع ننه لأدتن لاني 

* الأصل : 

9 ميت وى عجرو عه الحدك رن انتعكو تعن خكك زن سنان» عن سلمة بن محر فال 





سمعت أبا جعفر نه يقرل: (من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء). 

الاصل : 

7٠‏ عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن إسماعيل بن مهران» عن صفوان بن يحيى؛ عن 
عبد اللهابرة نات عن أب عبدالله ىه أنّه قال: (من قرأ إذا أوى إلى فراشه: «قل يا أيّها الكافرون 4 
ولاقل هو الله أحد» كتب الله عرَّوجلٌ له براءة من الشّرك). 

الأصل : 

18 علي من إبراهيم؛ عن أبيه. عن عليئٌ بن معبد. عن أبيه» عمّن ذكره. عن أبي عبد الله نه أنه 
قال: (لا تملّوا من قراءة 9إذا زلزلت الأرض زلزالها» فانّه من كانت قراءته بها فى نوافله لم يصبه الله 
طروس] ببزلرلة ابد ولتريطق بها ولا بساعة ول بافام قات :لذ ذا خا مرت وذ اك الزن 
عليه ملك كريم من عند ربّه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بول الله فإِنّه كان كثيرا ما 
يذكرنى ويذكر تلاوة هذه السورة» وتقول له السورة مثل ذلك ويقول ملك الموت: قد أمرني ربّي أن 
أسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى بأمرني بذلك فإذا أمرني أخرجت روح ولا يزال ملك 
الموت عنده حتّى يأمره بقبض روحه وإذاكشف له الغطاء فيرى منازله فى الجنّة فيخرج روحه من 
اد اراسي لعج بلس روح الى الالسدرن الاك را ل ا 

*: الشرح : 

قوله: (لا تملوا من قراءة 8إذا زلزلت الأرض».. الخ) دل على أن الجزاء المذكور مترتب على 
إكثار القراءة وأخذها عادة فإذا مات يعنى إذا حضره الموت. 


باب النوادر 71 


باب النوادر 

* الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن إسماعيل بن مهران. عن عبيس بن 
هشام, عمّن ذكره. عن أبى جعفر 46ة قال: (قرّاء القرآن ثلاثة: رجلٌ قرأ القرآن فائّخذه بضاعة 
واستدرٌ به الملوك واستطال به على النّاسء ورجلٌ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده وأقامه 
إقامة القدح فلاكثر الله هؤلاء من حملة القرآن ورجل؛ قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه 
فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه. فبأولنك يدفع الله العزيز 
الجبّار البلاء وبأولئك يديل الله عرّوجلٌ من الأعداء وبأولئك ينرَّل الله عزَّوجِلٌ الغيث من السّماء 
فوالله لهؤلاء فى قبّاء القرآن أعرٌ من الكبريت الأحمر)(2). 

* الشرح : 

قوله: (فاتخذه بضاعة) هى بالكسر قطعة من المال تعد للتجارة يعنى اتخذ القرآن رأس مال 
بطلب منه المنافع والأرباح عند الناس. | 

(واستدر به الملوك.. اه) استدر الشىء إذا استجلبه يعنى استجلب بسبب القرآن المال من 
العلولة واسنط لكيه على الناميع لكقره انال بوعروة البباةظي له 

(ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه) وكلماته وحركاته وسكناته وغيرهما مما يعد من 
المحسنات اللفظية والاعتبارات العربية. 

(وضيّع حدوده) بترك ما نطق به من الأوامر والنواهي والأخلاق والمواعظ والآداب والأمثال 
(وإقامة القدح) القدح بالكسر السهم قبل أن براش وينصل وهذا تأكيد لحفظ الحروف وتضييع 
الحدود جميعاً إذ فيه حفظ لبعض الحقوق وترك لأعظمها كما في القدح وكذا إن قرأ القدح 
بالتحريك لأنه انتفع ؛ به من بعض الوجوه وضيعه من وجه آخر حيث جعله وراء ظهره كما ينتفع 
أحد من القدح ويشرب منه ثم يعلقه في آخر رحله عند ترحاله ويجعله خلفه وإليه أشار يَيْدهُ بقوله: 
«ولا تجعلوني كقدح الراكب». 

* الأصل : 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» وعلينٌ ؛ بن إبراهيم عن أبيه. جميعاً عن ابن محبوب. 





."710// ” الكافى:‎ ١ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


عن أبي حمزة؛ عن أبي بحبى, عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين لي يقول:( نزل 
القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدوّناء وثلتٌ سئن وأمثال؛ وثلث فرائض وأحكام)( . 

* الشرح : 

قوله (نزل القرآن أثلاثا..اه) الغرض منه هو الإخبار عما فى الواقع مع الحث على الإقرار 
بالولاية والبراءة من أعدائها والاتعاظ بالعبر والأمثال والعمل بالسنن والفرائض والأحكام وينبغي 
أن يعلم أن مثل هذا التقسيم وهو تقسيم الكل إلى الأجزاء قد يتفاوت بحسب الإعتبار ولا يجب 
فيه التساوي فى المقدار. نعم لابد من عدم خروج جزء منه فلو دخل جزء فى جزء أو عد جزئين 
جزءاً لصح فلذلك دخل الثلث الأول من هذا التقسيم فى الربع الأخير من التقسيم الثاني إذ فصل ما 
بينكم يشمله وجعل هذا الثلث جزئين في التقسيم الثالث حيث قال ييه (ربع فينا وربع في 
عدونا)ومن هذا تبين أنه لا منافاة بين هذا التقسيم والتقسيمين الباقيين له وأنه لا يرد أن القرآن 
سبعة عشر ألف آية كما سيجيء وآيات الفرائص والأحكام خمسمائة فكيف يكون ثلثه؟. 

الأصل : 

عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن الحجّال. عن علئٌ بن عقبة» عن داود بن فرقد, 
عمّن ذكره؛ عن أبي عبد الله لي قال: (!نَّ القرآن نزل أربعة أرباع: ربع حلال؛ وربعٌ حرام؛ وربعٌ 
سنن وأحكام. وربمٌ خبر ماكان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم). 

الاصل : 

 :‏ أبو علئ الأشعرى. عن محمّد بن عبدالجبّان عن صفوان, عن إسحاق بن عمّار عن أبي 
بين عن أبى تعر 19 قال: (نزل القرآن أربعة أرباع: ربعٌ فيناء وربعٌ فى عدوّناء وربعٌ سنن 
وأمثال» وربعٌ فرائض وأحكام). 

الاصل : 

ه-عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد؛ وسهل بن زياد. عن منصور بن العباس» عن محمّد 
ابن الحسن السريء عن عمّه علئ بن السريء عن أبي عبدالله ل قال: (أوَّل ما نزل على رسول 
لله َه « بسم الله الرّحمن الرّحيم اقرأ باسم ربّك» وآخره لإإذا جاء نصر الله» ("). 

* الشرح : 

قوله: (إن أول ما نزل على رسول الله ثم « بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك4 )مثله في 
رواية العامة وفيه دلالة على أن البسملة جزء من هذه السورة وتأويل الشاطبي بأنه دليل على أنه 





. 1758 / الكافى: ” / /ا١1. " - الكافى: ؟‎ ١ 


نات الكوادز 1 


لابد منها لا على أنه جزء من السورة بعيد جدأً وفى بعض رواياتهم أن أول ما نزل «#اقرأ باسم 
ربك» واستدل بعضهم بذلك على أن البسملة ليست من السورة لأن اقرء أول سورة نزلت ثم قال 
فيه دلالة على بطلان مذهب الشافعي وهو أن البسملة آية من كل سورة أقول فيه نظر من وجهين: 
الأول أن المذكور فى الرواية أن «اقرأ باسم ربك» أول ما نزل وليس فيها أنه أول سورة نزلت فيجوز 
أن يكون البسملة نزلت بعد ذلك وقد صح عندهم أن النبي ي#َيُ كان إذا نزلت آبة يقول: (اجعلوها 
فى موضع كذا) ولعله قال فى البسملة: (اجعلوها فى كل سورة فهى جزء منه.) ومما يدل على 
ذلك أنهم قالوا أول مانزل اقرأ إلى قوله تعالى «مالم يعلم» ثم نزل يا أيها المزمل» ولايا أيها 
المدثر» فكما أن بقية السورة نزلت بعد ذلك ثم ضم مع ما نزل أولاً ثم صار جزءاً للسورة فكذلك 
نزول البسملة بعد ضمها إلى ما نزل أولاً لا ينافي أن يكون جزءاً من السورة والثاني: يجوز أن يكون 
«اقرأ باسم ربك4 علماً للسورة التي أولها البسملة فلا دلالة في الرواية على أن البسملة ليست 
جزءاً من السورة قطعاً 

(وآخره) أي آخرما نزل #إذا جاء نصر الله اختلف العامة فى أول سورة ١7‏ نزلت كاملة فقيل: 
براءة وقيل 9إذا جاء نصر الله وكانوا يسمونها بسورة التوديع واختلفوا في وقت نزولها على 
أقوال: أشبهها أنها نزلت في حجة الوداع. ييف الوه اخيند الكررويك؟ فعاش بعدها 
ثمانين يوماً ثم نزلت بعدها آيت الكلالة « يستفتو تونك . .. في الكلالة © فعاش بعدها خمسين يوماً ثم 
نزل بعدها #لقد جاءكم رسول من أنفسكم» فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوماً وقيل: سبعة أيام. 

* الأصل : 

1 علي بن إبراهيم عن أبيه. وعلئّ بن محمّد, عن القاسم بن محمّد, عن سليمان بن داود عن 
حفص بن غياث» عن أبي عبد الله ليةٍ قال: سألته عن قول الله عرَّوجِلّ: #شهر رمضان الذي أنزل 
فيه القرآن4 وإِنّما أنزل في عشرين سنة بين أرّله وآخره ؟ فقال أبو عبدالله ليه : (نزل القرآن جملة 
واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة: ثمّ قال: قال النبئ غي: 
نزلت صحف إبراهيم في أوَّل ليلة من شهر رمضان وأنزلت التّوراة لست مضين من شهر رمضان 
وأنزل الانجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان وأنزل الرّبور لشمان عشر خلون من شهر 
رمضان وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان)(). 

* الشرح : 


فوله: (وإنما انزل) القرآن (فى عشرين سنة) الغرض منه بيان طول زمان النزول لا تحديد زمانه 





. 1548 / 5 في بعض النسخ «وآخر سورة). 1 الكافى:‎ - ١ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


بحسب الواقع أو أهمل ذكر الكسر بحسب المتعارف وإلاً فهو أنزل في ثلاثة وعشرين سنة. 

(وأنزل القرآن ة في ثلاث وعشرين من شهر رمضان) هذا مع قوله تعالى: 9إنا أنزلناه في ليلة 
القدر» دليلٌ واضح على أن ليلة القدر ثلاث وعشرين من شهر رمضان ويدل عليه روايات ور 

الاصل : 

٠‏ عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن محمّد بن عيسى» عن بعض رجاله. عن أبي 
عبدالله كذ قال: (لا تتفأل بالقرآن)("). 

* الشرح : 

قوله: (لا فألا لقرآن) التقارل مهموة قينا تسر وسو يمال: الت ا لشينية شاك 
بالتخفيف وتفايلت بالقلب وقد أولع الناس بترك همزة تخفيفاً وقالوا الفال بوزن المال والفال 
بالقرآن متصور بوجوه الاول أن يقصد مطلباً ويسمع مقارناً له آية يستنبطه منها الخير والشر أو من 
أول حرف منها كما يفعله أصحاب الحروف الناظرون إلى خواصهاء الثاني أن يفتح المصحف 
ويستنبط الخير والشر من الآية الأولى في الصفحة اليمنى أو من أول حرف منهاء الثالث أن يفتحه 
ويعد اسم الله في الصفحة اليمنى ويعد بعدده أوراقاً من اليسرى وبعدده سطوراً من اليسرى وينظر 
إلى أية بعد تلك السطور أو إلى أول حرف منها ولعل النهى عنه محمول على الكراهية جميعاً بينه 
وبين ما دل على الجواز مع أن الخلف والسلف عملوا به ولم ينكر عليهم من يعتد به وقد صرح 
بذلك جماعة من المفسرين منهم صاحب الكشاف في آية الإستقسام بالأزلام ومن المعاصرين من 
حمل النهى على التحريم وخصه بذكر الأمور الغيبية وبيان الأشياء الخفية هذا حال التفاؤل بالقرآن 
وأما التفاؤل بديوان الشعراء كما هو المتعارف عند العوام فالظاهر أنه حرام وأنه من الأزلام والله 
1 

4 علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن صفوان» عن ابن مسكان. عن محمّد بن الورّاق قال: عرضت 
على أبي عبدالله 39 كتابً فيه قرآن مختّم معشّر بالذّهب وكتب في آخره سورة بالذّهب فأريته إيء 
فلم يعب شيكاً إلاكتابة القرآن بالذّهب وقال: (لا يعجبني أن يكتب القرآن إلا بالسّواد كما كُتب 





أوْل مدّة). 
الأصل : 
4 -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن محمد بن عيسى» عن ياسين الضرير عن حريز. 


.176 الكافى: ؟'/‎ ١ 


باب النوادر 58 
عن زرارة» عن أبى جعفر ني قال: (قال تأخذ المصحف في الثلث الثاني من شهر رمضان فتنشره 
وتضعه بين يديك وتقول: «اللّهم إِنّى أسألك بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك الأعظم الأكبر 
واسماؤك الحسنى وما يخاف ويرجى أن تجعلني من عتقائك من الثار» وتدعو بما بدا لك من 
حاجة. 

* الأصل : 

٠‏ أبو علي الأشعري عن محمّد بن سالم» ؛ عن أحمد بن النضر, عن عمر وابن شمرء عن 
جابر. عن أبي جعفر لي قال: (لكلّ شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان)(2. 

* الشرح : 

قوله: (لكل شىء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان) سمى شهر رمضان ربيع القرآن وشبهه بربيع 
الأزمنة وهو أول ما يظهر فيه النور والكمأة إلى أن يدرك الثمار والوجه نشاط القلوب فى شهر 
رمضان وميلها إلى تلاوة القرآن ومشاهدة أسراره كنشاطها وميلها إلى مشاهدة الربيع ومشاهدة 
أزهاره وأنواره وأثماره أو نمو أجر التلاوة وثواب القراءة فيه زيادة على غيره من الشهور كنمو 
النباتات والأشجار والأثمار والله يعلم. 

الأصل : 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن سنان أو عن غيره؛ عمّن ذكره قال: سألت أبا عبد الله قله 

عن القرآن والفرقان أهما شيئان أو شىء واحد ؟ فقال نهِِ: (القرآن جملة الكتاب والفرقان 
المحكم الواخت للم 10 7 

* الشرح : قوله: (القرآن جملة الكتاب) القرآن في الأصل مصدر بمعنى الجمع تقول قرأت 
الشيء قرآناً إذا جمعته. ثم نقل إلى هذا الكتاب لأنه جمع القصص والأمثال. والأمر والنهي. 
والوعد والوعيد والسور وغيرهما من الأسرار التى لا تحصيها. 

قوله: (الفرقان المحكم الواجب العمل به) الفرقان في الأصل مصدر بمعنى الفرق ثم نقل إلى 
الواجب العمل به على الوجه المطلوب لأنه فارق فاصل بين الواجب والحرام وغيرهما من 
الأحكام وقد يطلق على جملة الكتاب أيضاً لأنه فاصل بين الحق والباطل والمراد بالمحكم الحكم 
المتقن الباقي إلى آخر الدهر. 

# الأصل : 

١‏ الحسين بن محمّد. عن عليٌ بن محمد عن الوشّاء؛ عن جميل بن درّاج» عن محمّد بن 





.1٠١ / ؟ - الكافى: ؟‎ . 37١ / ١ الكافى:‎ ١ 





مسلم. عن زرارة عن أبى جعفر نظ قال: 21111 
يجبىء من قبل الرُواة (1) 

* الشرح : 

قوله: (إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الإختلاف يجىء من قبل الرواة)(") لعل 
المراد القرآن نزل بلغة واحدة على قراءة واحدة هى لغة قريش وقراءتهم يدل عليه قوله تعالى: 
«إوما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه» والنبى ييه كان قريشياً وإنما جاء إختلاف القراءة فى 
اللغاة من قبل الرواة كما تعرفه ُنعيد ذلك. 

00 


ا ا ل م" (كذبوا أعداء الله 


ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد)20. 


.1 / ” الكافى:‎ -١ 
قوله: (لكن الإختلاف بحن مسن بل الرواق هذه الزوانة مرائعة لمسفي القمل والعادة فى دقل الككب‎  " 
ورواياتها والأشعار والخطب وغيرها إذا لم نركتاباً أو قصيدة أو خطبة حفظ الرواة واتفقوا على جميع ألفاظها‎ 
وحركاتها وتقديمها وتأخيرها وزيادتها ونقصانها مهما اهتموا بضبطها وحفظها من أولها إلى آخرها يعلم ذلك‎ 

المتتبعون للكتب القديمة بل الغال إختلاف النسخ في سطور وصفحات أقل أو أكثر من أن المصنف لم يعمل 
كتابه وشعره إلا علي وجه واحد ولو ادعى أن حفظ جميع الرواة لجميع الألفاظ محال لم يبعد لكن لماكان العلم 
بما هو الواقع محالاً لم يؤمر أحد بتحصيله واختياره وجاز الإكتفاء بإحدى الروايات والقرآن احفظ ما بقي وأقل 

ما وقع الخلاف فيه ولعل إختلاف القراءة فيه مما لا يعبأ به لكونه تافهأ جد وشرط ما يقرأ أن يكون متواتراً عن 
أحد الأئمة الذين اتفقوا على اتقانهم وضبطهم ممن يعلم أنهم لم يقرؤوا إلا بما تواتر لديهم. وهذاغاية ما يمكن 
فيه التحري ولذا اتفق المسلمون قاطبة على عدم قبول غير المتواتر وإن القرآن لا يثبت بإخبار الأحاد ولا طريق 
لنا إلى قراءة أمثال ابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما إلا بطريق ق الآحاد لعدم شهرة قراءتهم , بين الأنام وإنما نقل ما 
نقل عنهم شاذاً وأما قراءة السبعة فكانت مشهورة متداولة في مشارق الأرض ومغاربها من عهدهم إلى زماننا 
بحيث يمتنع تواطؤ الناقلين عنهم على الكذب عمداً أو سهواًكما يمتنع تواطؤٌ الناقلين مواضع المشاعر وقبور 
الأئمة وحدود مسجد النبي َل والمسجد الحرام والمسعى وعرفات ومنى وحفظ أيام الاسابيع ولو كنا في زمن 
الأئمة عليهم السلام وأمكننا تحصيل التواتر على قراءة ابن مسعود مثلاً لجاز لنا إختيارها في عرض سائر القراء ءات 
لإحتمال وجود القراءة الأولى التى نزل بها جبرئيل فيها وفى غيرها على السواء ولكن لم يبق لنا طريق متواتر إلآ 
إلى السبع ولا يبعد عندي تواتر العشر أيضاً وأما ما سواها فلا يجوز لنا قطعاً والقراءة المنسوبة إلى النبي يل أو 
الأئمة ملي منقولة لنا أيضاً بطريق الأحاد ولا نثق بصحة النسبة والله العالم. (اش) 

الكافى: ؟ / .17١‏ 


* الشرح : 

قوله: (فقال: كذبوا أعداء الله) التركيب من باب « وأسروا النجوى الذين ظلموا» فى أن الظاهر 
يدل من الضمير أو فاعل والضمير علامة الجمعية. 

قوله: (ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد) لا بأس أن نشير إلى بعض رواياتهم 
وإختلاف علمائهم وأن طال لإيضاح المقام(١)‏ وللإحاطة بأطراف الكلام فنقول روى مسلم سبع 
روايات على أن القرآن نزل على سبعة أحرف منها ما رواه عن عمر يقول: سمعت هشام ابن حكيم 
حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله يي اقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم 
أمهلته حتى انصرف ثم كببته بردائه فجئت إلى رسول الله يَيْةُ فقلت: يارسول الله انى سمعت هذا 
يقرء سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله يي (أرسله يقرأ). فقرأ القراءة الى 
سمعته يقرأ فقال: (هكذا أنُزلت) ثم قال لى: (اقرأ) فقرأت فقال: (هكذا أَتُزلت إن هذا القرآن 
أل على سبعة أحرف فاقرؤُوا ما تيسر منه) ومنها ما رواه عن أبي بن كعب قال: دن جبرئيل نظ 
أتى النبي يه فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: (اسأل الله تعالى معافاته 
ومغفرته وإن أمتى لا يطيق ذلك ) ثم أتاه الثانية فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تقرأ أمتك على حرفين 
فقال: (اسأل الله معافاته ومغفرته فإن أمتى لا يطيق ذلك ). 

ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقراً أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: (أسأل الله 
معافاته ومغفرته فإن أمتى لا يطيق ذلك) ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن 
على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا» قال العامة: سبب إنزاله عليها التسهيل 
والتخفيف على الأمة فلذا قال فاقرؤوا ما تيسر منه» وقال: «أمتى لا تطيق ذلك» واختلفوا فقيل: 





١‏ - قوله: «وإن طال لاريضاح المقام» ولكن ليس للتطويل فائدة معتدٌ بها لأن الرواية إن كانت صحيحة أو ضعيفة 
والمراد من السبع سبع قراءات أو سبع لغات أو سبعة أقسام من أصناف المطالب أو غيرها لم يؤثر في تكليفنا في 
القراءة بعد عصر النبى 0 إذ الحصول على الواقع محال كما قلنا والإختلاف قليل جداً ولا محيص عن القراءة 
بهذه القراءات المشهورة فإن اكتفينا بالمتواتر فهو وإلاً فيجب تجويز كل ما روي بطريق الآحاد والشواذ وبعظم 
الخرق ويزيد الإختلاف على ما هو موجود أضعافاً مضاعفة وطبع المسلم الموحد يأبى ذلك قطعاً. 
وقد بيئا ذلك بالتفصيل في حواشي ألوافئ فراجع إليه. واعلم أن أمثال هذا الإختلاف في القراء ءات لو وقعت في 
غير القرآن من الكتب والأشعار لا يعد اختلافاً أصلاً مثلاً في قول امرىء القيس: «وقوفاً بها صحبي على مطيهم» 
أو مطيهم بضم ياء مطيهم أو فتحها وكذا «الأعم صباحاً أيها الطلل البالي» أو «ألا أنعم صباحا لا تعد إختلافا وإنما 
الإختلاف المنظور فيها زيادة جملة أو نقصانها أو تبديل كلمة بمغايرتها في الكتاية والتلفظ ولذلك يصح لنا أن 
ندعي أنه ليس في القرآن إختلاف إذ لو قلنا أن فيه ما فى سائر الكتب لذهب الوهم إلى ما هو المتعارف فيها من 
الاإختلاف وليس كذلك (شس) 


ليس المعنى الحصرة ل الس افويض الكلمات قرا على ترون ينيدا ارج ناهر ارده 
وسو وقان] ىشمي للتوذافى التعبعة أن الؤراناة على التنيطة وق يققان الكلانات را ل 
شيك وما كووامن قبل شعاد فن فى كرقية الأذاء كماافى المديؤالا نالهوتحوهتن ولخايرا أبفا 
نقالت:طافلة متي : العرادجبالاً حرق السيعة اللقات لماتقل عن ابن قاس أنه قال :ونؤل القران علق 
سبع لغات» وهؤلاء قد اختلفوا فقال أبو عبيد: ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل 
اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريشء وبعضه بلغة هذيلء وبعضه بلغة هوزان» وبعضه بلغة 
اليمن وغيرهم؛ وبعض هذه اللغات أسعد بها من بعض وأكثر نصيباً وقال ابن حجر: المراد أن القرآن 
نزل على سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها وليس المراد أن كل كلمة وجملة منه تقرأ على 
سبعة أوجه بل المراد أن غاية ما ينتهى إليه عدد القراءات فى الكلمة الواحدة سبعة فتقرأ الكلمة 
بوجه وبوجهين إلى سبعة؛ وقيل: اللغات السبع كلها من مضر وهم سبع قبائل هذيل وكنانة وقيس 
وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش وقال أبو حاتم السجستاني: نزل القرآن بلغة هذيل 
وقريش وتيم الرباب والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر وقال ابن قتيبة اللغات السبعة كلها في 
بطون قريش واحتج بقوله تعالى: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه» والنبي يَيُْ كان قريشياً 
وبذلك جزم أبو على الأهوازي ونقل أب و أسامة عن بعض شيوخهم أنه نزل القرآن أولاً بلسان قريش 
ومن جاورهم من الفصحاء ثم أبُيح للعرب أن يقرؤوه بلغاتهم التى جرت عادتهم بإستعمالها على 
خلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الإنتقال من لغة إلى لغة أخرى للمشقة ولما 
كان فيهم من الحمية وطلب تسهيل فهم المراد مع إتفاق المعنى وعلى هذا ينزل إختلافهم في 
القراءة. 

وقال ابن حجر: وتتمة ذلك أن يُقال أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهى أي أن كل أحد يغير 
الكلمة بمرادفها في لغته بل المراعي في ذلك السماع عن النبي يَةُ ويشير إليه قول كل من عمر 
وهشام فى الحديث المذكور: اقرأً: ني النبي يَيهُ ولكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ 
بالمرادف راو لغ كن اتسجرها له ونال الصتحاني: الأحرف السبعة إنماكانت في أول الأمر 
لإختلاف لغات العرب ومشقة تكلمهم بلغة واحدة فلماكثر الناس والكتب عادت إلى قراءة واحدة 
وقيل: أجمعوا على أن ليس المراد كما تقدم أنكل لفظ منه يقرأ على سبعة أوجه بل هو غير ممكن 
بل لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا الشيء ء القليل مثل عبد الطاغوت «ولا تقل 
لهما أف» وحاصل ما ذهب إليه هؤلاء أن القرآن نزل سبع لغات للتوسعة على القارىء بأن يقرأه 
بأي لغة أراد منها على البدل من صاحبها وذلك للتسهيل إذ لو أخذوا بأن يقرؤوه على لغة واحدة 





باب النوادر / 


لشق عليهم فلذلك جوز لهم أن يقرؤوه بلغات متعددة وقال بعضهم: أنكر أكثر أهل العلم أن يكون 
معنى الأحرف اللغات واختلف هؤلاء على أقوال فقيل: هي فى المعاني يعني أنه نزل القرآن على 
سبعة أصناف من المعاني واحتج بحديث ابن مسعود عن النبى يَهُ قال: (كان الكتاب الأول منزلاً 
من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر 
وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال) ورد أولاً بعدم ثبوت هذا الحديث من طريق معتبر وثانياً 
بأن قوله: (زاجر) وما بعده استيناف كلام آخر أي هو يعنى القرآن زاجر لا تفسير للأحرف أو تفسير 
ليوات لا للأحرف يض أن القرا سيم أبوات من أبرات الكلام ترقيل: عن تلن عياف الفط 
وإتحاد المعنى مثل أقبل وأسرع عجل وهلم وتعال وقد جاء هذا مبيناً في قوله تعالى: #كلما أضاء 
لهم مشوا فيه4 مضوا فيه مروا فيه وقيل: هى فى صفة التلاوة الإظهار والإدغام والتخفيف 
والتفخيم والترقيق والمد والإمالة لأن العرب كانت تختلف لغاتها فى هذه الوجوه فسهل الله 
سبحانه ويسر أن يقرأكل بلغته . 





وقيل هى: تبديل خواتم الآي كجعل سميع بصير مكان غفور رحيم وقال محيى الدين: هذا 
القول فاسد لأنه استقر الإجماع على منع التغيير في القرآن ولو شدد إنسان ما هو مخفف لبادر 
الناس إلى الإنكار فكيف بتبديل كثيره وكذلك القول الثاني لإجماع المسلمين على إمتناع تبديل 
آيات الأحكام بآيات الأمثال ورجح القول الثالث وقال ابن قتيبة: المراد التغاير في سبعة أشياء 
الاول ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولاصورته مثل «ولا يضار كاتب ولا شهيد» بنصب الراء 
ورفعها. الثانى ما يتغير بتغير الفعل مثل «بعد بين أسفارنا» و «باعد بين أسفارنا» بصيغة الطلب 
والفعل الماضي. الثالث ما يتغير بنقط بعض الحروف المهملة مثل ننشرها بالراء والزاي. الرابع ما 
يتبدل بإبدال حرف قريب من مخرج الآخر مثل طلح منضود وطلع منضود. والخامس ما يتغير 
بالتقدم والتأخر مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وجاءت سكرة الحق بالموت. السادس ما يتغير 
بزيادة أو نقصان مثل ا والليلإذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى» هذا فى النقصان وأما فى 
الزيادة فكما في قراءة من قرأ « وأنذر عشيرتك الأقربين. ورهطك منهم المخلصين؟. السابع ما يتغير 
بإبدال كلمة بكلمة كما في العهن المنفوش والصوف المنقوش وقال بعضهم: المراد بسبع أحرف 
وجوه القراءة التي اختارها القراء وهى السبعة المشهورة وقال صاحب المغرب هذا أحسن الأقوال 
فيها وهو ظاه ر كلام الباقلاني وقال أبو أسامة ظن قوم أن القراءة السبع الموجودة الآن هى التي 
أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ويقرب 
منه قول ابن عمار وقال محمد بن أبي صغرة القراءات السبع التى يقرأها الناس اليوم إنما ههى حرف 





واحد من تلك الأحرف السبعة ويقرب منه قول مكي بن أبي طالب حيث قال: هذه القراءات التى 
يقرأ بها الناس اليوم وصحت روايتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن. ثم 
قال: وأما ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم وابن كثير وابن عامر وحمزة وكسائي وأبى عمرو 
هى الأحرف السبعة التى في الحديث فقد غلط غلطأً عظيماً ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة 
هؤلاء السبعة مما يثبت عن غيرهم من الأئمة ووافق خط المصحف لا يكون قرآناً وهذا غلط عظيم 
فإن الذين صنفوا القراءات من الأئمة المتقدمين كأبي عبيد القسم بن سلام وأبى حاتم السجستاني 
وأبي جعفر الطبري وإسماعيل بن إسحاق القاضي قد ذكروا اضعاف هؤلاء قال ابن حجر ذكر أبو 
عبيد فى كتابه خمسه عشر رجلا من كل مصر ثلاثة أنفس فذكر من مكة ابن كثير وابن محيصن 
وحميد الأعرج ومن أهل المدينة أبا جعفر وشيبة ونافعا. ومن أهل البصرة أبا عمرو وعيسى بن 
عمر وعبد الله بن أبي إسحاق ومن أهل الكوفة يحيى بن وثاب وعاصماً والأعمش. 

ومن أهل الشام عبد الله بن عامر ويحيى بن الحرث قال: وذهب عنى اسم الثالث ولم يذكر في 
الكوفيين حمزة ولا الكسائي بل قال: إن جمهور أهل الكوفة بعد الثلاثة صاروا إلى قراءة حمزة ولم 
يجتمع عليه جماعتهم قال: وأما الكسائى فكان ينجز القراءات فأخذ من قراءة الكوفيين بعضا 
وترك بعضاً وذكر أبو حاتم زيادة على عشرين رجلاً ولم يذكر فيهم ابن عامر ولا حمزة ولا الكسائي. 
وذكر الطبري في كتابه اثنين وعشرين رجلا ثم قال مكى وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة 
على قراءة أبى عمرو ويعقوب. وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم. وبالشام على قراءة ابن عامر, 
ونمكة على اتراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع واستمروا على ذلك فلما كان على رأس 
الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائى وحذف يعقوب. قال: والسبب في الإقتصار على السبعة 
مع أن في أئمة القراءة من هو أجل منهم قدراً وأكثر منهم عدداً أن الراة عن الأئمة كانوا كثيرأ جدأ 
فلما تقاصرت الهمم به اقتصورا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وينضبط القراءة به 
فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة وطول العمر فى ملازمة القراءة والإتفاق على الأخذ عنه 
فأفردوا من كل مصر إماماً واحداً ولم يتركوا مع ذلك نقل ماكان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات 
ولا القراءة به كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم وقد صنف ابن جبير 
المكي وكان قبل ابن مجاهد كتاباً في القراءات فاقتصر على خمسة اقتصر من كل مصر إمامأ وإنما 
اقتصر على ذلك, لأن المصاحف التى أرسلها عثمان إلى هذه الأمصاركانت خمسة . 

وال أنه وعسسيفة هده الكمينه ومصغفاً إلن البمن ومضيحناً الى النخرين لكن لمالم يسيع 
لهذين المصحفين خبر وأراد ابن مجاهد وغيره مراعاة عدد المصاحف استبدلوا من غير البحرين 


واليمن قاريين كمل بهما العدد فصادف ذلك العدد الذى ورد الخبر به وهو «ان القرآن أنزل على 
سبعة أحرف» فوقع ذلك لمن لم يعرف أصل المسألة ولم يكن له فطنة فظن أن المراد بالأحرف 
السبعة القراءات السبع ولا سيما قد كثر استعمالهم الحرف فى موضع القراءة فقالوا قرأ بحرف نافع 
وبحرف ابن كثير فتأكد الظن بذلك وليس الأمركما ظنه والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك 
أن الذي يصح سنده فى السماع ويستقيم وجهه في العربية ويوافق خط المصحف وربما زاد 
بعضهم الإتفاق عليه ويّراد بالإتفاق ما اتفق عليه قراء المدينة والكوفة ولا سيما إذا اتفق نافع 
وعاصم وقال وربما يراد بالاتفاق ما اتفق عليه أهل الحرمين قال وأصح القراءة سنة قراءة نافع 
وعاصم وأفصحها قراءة أب عمرو والكسائي. وقال البغوي المصحف الذى استقر عليه الأمر هو 
آخر العرضات على رسول الله ييه فنسخ فى المصاحف وجمع الناس عليه وأذهب ما سوى ذلك 
قطعاً لمادة الخلاف فصار ما يخالف خط المصحف في حكم المنسوخ والمرفوع كسائر ما نسخ 
ورفع فليس لأحد أن يعدوا في اللفظ إلى ما هو خارج من الرسم. ويقرب منه قول الباجي حيث 
قال لا سبيل إلى تغيير حرف من تلك الحروف التى فى هذا المصحف لآن عثمان والصحابة حرقوا 
المصاحف الاول ما سوى هذا المصحف ولوكان فيها شيئاً من بقية تلك الحروف التى أنزل عليها 
القرآن لم يحرقوه وأيضاً حرقوه لأنها كانت على غير ترتيب هذا المصحف المتفق على ترتيبه. 
وبالجملة اتفقت العامة على أن القرآن نزل على سبعة أحرف وان اختلفوا فى تفسيرها وتعيينها 
حتى نقل عن ابن حبان أنه بلغ الإختلاف في معنى الأحرف السبعة إلى خمسة وثلاثين قولاً. وبالغ 
الصادق نىةِ في الرد عليهم وقال: أنه نزل على حرف واحد والإختلاف إنما جاء من قبل الرواة 
فالتبس ذلك الحرف المنزل بغيره على الأمة لأجل ذلك فيجوز لهم القراءة بأحد هذه الحروف 
حتى يظهر الأمركما دل عليه الحديث الآتى عن سفيان بن السمط قال: «سألت ابا عبد الله لي عن 
تنزيل القرآن قال: (اقرؤوا كما علمتم)» ودل عليه أيضاً أخبار أخر. 

* الاصل : 

؛ ١!‏ - محمد بن يحيى؛ عن عبدالله بن محمّد, عن علي بن الحكم, عن عبد الله بن بكيره عن أبي 
عبد الله لليّةٍ قال: (نزل القران بإيّاك أعنى واسمعى يا جارة ). 

وفي رواية أخرى. عن أبى عبدالله له قال: (معناه ما عاتب الله عرَّوجلّ به على نبيّه يله فهو 
يعني به ما قد مضى في القرآن مثل قوله: «ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلً» عنى 
بذلك غيره)(21. 








. 37١ / ١ الكافى:‎ - ١ 


* الشرح : 

قوله: (نزل القرآن بإياك أعنى واسمعى يا جارة) الجارة بالتخفيف ضرة المرأة من المجاورة 
نويا والمرردآأثة قر يقن اناك القرا وهو أرضا قران على متيال التتريض وهر تريشيه خيلا 
إلى شسخص وإرادة غيره لكونه أدخل فى النصح وأقرب إلى القبول أو لغرض آخر ومنه قوله تعالى 
خطاباً لنبيه ييهُ: 9لئن أشركت ليحبطن عملك» فإنه تعريض لغيره. 

قوله: (معناه) أي معنى نزول القرآن بإياك أعنى واسمعى يا جارة (ما عاتب الله به عرّ وجل 
على نبيه (ص) العتب الموجدة والماذمة كالفناتك والضفاتية والظاهن أن مبتدأ وخبره ما فى آخر 
الحديث وهو قوله: «عنى بذلك غيره» (فهو يعنى به ما قد مضى فى القرآن) أي أوحى فيه. 

(مثل قوله: «ولولا ثبتناك4 ) خطاباً للنبي يله (لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً» الظاهر أن 
تزله :ونه إلى اخركلاه الراوق أوبالتعفك وم بعلل الميقد أ ويل الخر سير للميكدا رفاك له 
وإن ضمير «هو) و «يعنى» راجع إلى أبي عبد الله لي وضمير «به» إلى الموصول (عنى بذلك غيره) 
لتنزهه ييه عن الركون إليهم وذلك إشارة إلى الموصول والله يعلم. 

* الأصل : 

١‏ عدَّة من أصحابناء عن سهل بن زياد عن علئٌ بن الحكم. عن عبد الله ابن جندب» عن 
قبا ةن الستحط قال دالية ان عبدالله لة: عن تنزيل القرآن قال: (اقرؤواكما علمتم)(7". 

* الشرح : 

قوله: (اقرؤواكما علمتم) القرآن نزل على حرف واحد من غير إختلاف فيه ولا يعلمه إلا أهل 
الذكر عليهم السلام» والإختلاف إنما جاء من قبل الناس فأمر لْهْةٍ بقراءته على وجه علموه لنا إلى 
أن يخرج الصاحب نقذ فإذا خرج حمل الناس على ما أنزله تعالى على رسوله كما سيجيء. 

* الاصل : 

7 علئٌ بن محمّد. عن بعض أصحابه؛ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دفع إلىّ أبو 
الحسن نيه مصحفاً وقال: (لا تنظر فيه) ففتحته وقرأت فيه «لم يكن الذين كفروا» فوجدت فيها 
اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال: فبعث إلى (ابعث إلى بالمصحف)7". 

* الشرح : 

قوله: (عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلى أبو الحسن (ع) مصحفاً وقال لا تنظر 
فيه.. الخ) أحمد بن محمد بن أبى نصر معروف بالبزنطي ثقة جليل القدر وكان له إختصاص بابي 





11177 ا الكافىئ:‎ .17١ / ١ الكافى:‎ ١ 


باب النوادر انه 


لكيه الرضا وأبى جعفر عليهما السلام وكان عظيم المنزلة عندهما وكان هذا المصحف المدفوع 
النداهو الذي قمع أمير اومن عد بعد وفاة النبى(ص) وأخرجه وقال: (هذا هو القرآن الذي 
أنزله سبحانه). ورده قومه ولم يقبلوه وهو الموجود عند المعصوم ومن ذريته كما دل عليه الأخبار 
وفى هذا الخبر دلالة على وجود مصحف غير هذا المشهور بين الناس وعلى وجود التحريف 
واخمير والغدت :نيما الله الله تعالى من القرآن على محمد يَلُةٌّ ورفعه لا يضر لاعتضاده بأخبار 
أخر من طرقنا وهى كثيرة مذكورة فى كتاب الروضة وغيره؛ وقد دل الأخبار من طرقهم أيضاً على 
وقوع التغيير لأنهم رووا أن القرآن نزل على سبعة أحرف وقد فسره كثير منهم بأن المراد بالأحرف 
لغات العرب وبأن العرب كانوا يقرؤونه بلغاتهم إلى عهد عثمان فلما ملك عثمان أمر الأمة أمر 
الصحابة بجمع مصحف غير المصاحف التى جمعوها قبل ذلك فلما امتثلوا بأمره حرق المصاحف 
الأول» وقال أبو عبد الله الأبى من علمائهم: إنما حرقها لأنهاكانت على غير ترتيب المصحف الذي 
اتفقوا على ترتيبه أو لأن بعض ما فيها لم يكن من القرآن أو لأنه القرآن ثم نسخ ولم يعلم بعضهم 
نسخه فقرأه على ما أنزل وحمل عليه قراءة ابن مسعود لا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر 
والأنثى» وأمئال ذلك كثير فهي إما أن يكون من القرآن أو لم يكن وعلى التقديرين لزم التحريف 
وإدخال الصحابة ما ليس بقرآن من القرآن مستبعد جداً وثبوت النسخ في أمثال ذلك إما أن يكون 
بإعتقاد بعضهم أو بإجماعهم أو بالنقل والأول ليس بحجة والثاني ليس بمتحقق قطعاً لأن أنكار 
بعضهم لفعله وضربه لابن مسعود مشهور, والثالث يستبعد وقوعه مع غفلة مشاهير الصحابة عنه 
وعلى تقدير تحققه فلا يجري في الجميع لأنه لم يدع أحد نقل النسخ في جواز القراءة بسبع لغات 
وليس فى المصحف المشهور بين الناس إلا بعض اللغات دون جميعها فليتأمل. 

* الأصل : 

محمّد بن يحبى» عن أحمد بن محمّد؛ عن حسين بن سعيد؛ عن النضر بن سويد» عن 
القاسم بن سليمان. عن أبي عبد الله لق قال: قال أبي 92١‏ (ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا 
كفر )7 

* الشرح : 

قوله: (ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلأكفر) يحتمل وجهين: الأوّل أن يراد بالضرب 
المعنى المعروف فإن كان من باب الإستخفاف فهو كفر جحود وإلا فهو كفر النعمة وترك الأدب. 
الثاني أن يُستعمل الرأي في المجمل والمؤول والمطلق والعامٌ والمجاز والمتشابه وغيرها من 





.377/ الكافى: ؟‎ ١ 


4م شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





المعضلات ويجمع بينها بإعتبارات خيالية وإختراعات وهمية ويستنبط منها أحكاماً يعمل بها 
ويفتي بها من غير أن يكون له مستند صحيح ونقل صريح عن أهل الذكر عليهم السلام؛ وقد نقل 
عن الصدوق أنه قال فى كتاب معانى الأخبار «سألت محمد بن الحسن عن معنى هذا الحديث 
تركفو أن بحيب الرجل فى تقصر ١‏ رفسير آنه ار 

الأصل : ْ 

عنه. عن الحسين بن النضرء عن القاسم بن سليمان. عن أبي مريم الأنصاري. عن جاب 
عن أبي جعفر ليه قال: سمعته يقول: (وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إِلّا هذه 
الآية «ألا إلى الله تصير الأمور»7١).‏ 

* الشرح : 

قوله: (وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية (ألا إلى الله تصير الأمور» ) فيه إظهار شرفه وكماله لانبائه 
عن فناء كلّ شىء ورجوعه إلى الله وحثه إلى غاية هو غاية الغايات المطلوبة من الانسان وهو الفناء 
فى الله المتوقف على رفض ما سواه بالمرة تقويم الظاهر والباطن بكل ما هو مطلوب منهما. 

# الأصل : 

9 -الحسين بن محمّد, عن معلّى بن محمّد. عن الوشّاءء عن أبان» عن ميمون القدّاح قال: قال 
لى أبو جعفر نقل: (اقرأ) قلت: من أيّ شىء أقرأ؟ قال: (من السورة التاسعة ) قال: فجعلت ألتمسها 
فقال: (أقرأ من سورة يونس) قال: فقرأت 9 للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولاايرهق وجوههم قتر 
ولاذلّة* قال: (حسبك) قال: (قال رسول الله (ص): إني لاعجب كيف لا أشيب إذا قرأت 
القرآن)7". 

* الشرح : 

قوله: (عن أبان بن ميمون القداح) هكذا فى النسخ وهو غير مذكور في كتب الرجال التي رأيناها 
وكتب في بعض النسخ المعتبرة «عن» بدل ابن ولعل المراد بأبان حينئذ أبان بن تغلب بن رياح 
وكان ثقة جليل القدر عظيم المنزلة قارياً فقيهاً لغوياً وله قراءة مفردة مشهورة عند القراء وقال له أبو 
جعفر يِذ واجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك» كذا في 
ال 0 

قوله: (قال قال: لى أبو جعفر 9 (اقرأ) قلت من أي شىء؟ أقرأ قال من السورة التاسعة.. اه) 
وه سور التو ولف ينف مرف الازاءة اهمضي أن مسحطة كون غيرن ار اقلم طرق لاد 


. 77* / الكافى: ؟ / 75 . ؟ - الكافى: ؟‎ - ١ 


باب النوادر 4م 


لأنه أبلغ في قبوله التفهيم لأنه يتفرغ في الشغل بالقراءة وتخصيصه ابن القداح يحتمل أنه لم 
بحضره غيره أولم يحضره أعلم منه أو لحسن صوته وجودة قراءته ثم الظاهر أنه قرأ من أول السورة 
إلى قوله: ولا ذلة» فلما بلغها قال له حسبك ويمكن أن يحتج به أهل التجويد على جواز الوقف 
الكافي من المقاطع والفصل لأن الآية لم تستقل وتمامها بما بعدهاء ويحتمل أن يكون قوله 
«حسبك» تنبيها على ما فى الآية. والاحسان هو الاتيان بالطاعات والاجتناب عن المنهيات وان 
تيده كابلك قرافو أنه يراك والعراة (الحنيفى) المعوباف الشيقى وبالذياةة الشغياوت بوافدة على 
تلك المثوبات, والرهق الغشية رهقة كفرح رهقاً غشيه والقتر والقترة محركتين الغبرة. (قال: قال: 
رسول الله يَيهُ إنى لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن) لاشتماله على الحزن والغم من 
عقوبات يوم القيامة وعقباته وشدائده وأهواله ووخامة الأمم الماضية وعقوباتهم فى الدّنيا 
بالمخالفة ولذلك قال الله تعالى الو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية 
له وهذا القول لكونه صادقاً ويفيد تحقق الجزاء قطعاً على تقدير تحقق الشرط مع أن الشرط 
متحقق بالنسبة إلى الإنسان ولا يتصدع قلبهم منه لا يظهر أن قلوبهم أصلب وأقسى من الصخرة 
الصماء كما نطق به القرآن الكريم. 

** الاصل : 

٠‏ -عليٌ بن محمد. عن صالح بن أبي حمّاد. عن الحجّال؛ عمّن ذكره. عن أحدهما 2ه قال: 
سألته عن قول الله عرَّ وجلّ: « بلسان عربي مبين4 قال: (يبين الألسن ولا تبينه الألسن)(27). 

* الشرح : 

قوله: (سألته عن قول الله عرّ وجل «بلسانٍ عربى مبين» قال: يبين الألسن ولا يبينه الألسن) قيل 
المراد أن القرآن لا يحتاج إلى الاممفهاة باتعا لدوب وكلامهم بل الأمر بالعكس لأنه أفصح 
الكلام وفيه أن الله سبحانه أخبر بأنه بلسان العرب فلو وقع فيه ما لا يوافق لسانه بحسب الظاهر 
وتمسك به المنكرون في القدح والتكذيب لابد من الإستشهاد لإخراجه من الكذب والأصوب أن 
المبين من الاإبانة بمعنى القطع. وإن القرآن يقطع بالفصاحة والبلاغة البالغة حد الإعجاز ألسنة 
الفصحاء والبلغاء عن المعارضة والإتيان بمثله ولا يقطعه ألسنتهم بالمعارضة. 

الاصل : 

١-أحمد‏ بن محمّد بن أحمد, عن محمّد بن أحمد النهدى. عن محمّد بن الوليد. عن أبان. 
عن عامر بن عبد الله بن جذاعة, عن أبى عبدالله ليه قال: (ما من عبد يقرأ آخر الكهف إلا تيقّظ فى 





. 375 / ١ الكافى:‎ ١ 


ل" 


43 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الساعة التى يريد). 

# الأصل : 

أبو علي الأشعري وغيره» عن الحسن بن علي الكوفي» عن عثمان بن عيسى. عن سعيد 
ابن يسار قال: قلت لأبي عبد الله لة: سليم مولاك ذكر أنه ليس معه من القرآن إلا سورة يسء فيقوم 
من اللِيل فينفد ما معه من القرآن أيعيد ما قرأ؟ قال: (نعم لا بأس). 

#الأصل: 

1 محمّد بن يحيى» عن محمّد بن الحسين؛ عن عبدالرّحمن بن أبي هاشم؛ عن سالم بن 
سلمة قال: قرأ رجلٌ على أبى عبدالله 9# وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها النّاسء 
فقال أبو عبدالله لهِة: (كف عن هذه القراءة اقرأكما يقرأ الناس حنَّى يقوم القائم فاذا قام 
القائم قرأ كتاب الله عرَّ وجل على حدّه وأخرج المصحف الذي كتبه علي ة وقال اسه 
علئٌ كذ إلى الناس حين فرغ منه وكتبه. فقال لهم: هذا كتاب الله عزَّوجل كما أنزله [الله] على 
محمّد يَيْةٌ وقد جمعته من الأّوحين. فقالوا هو ذا عندنا مصحقٌ جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. 
فقال: (أَمّا والله ما تروته بعد يومكم هذا أبداًء إنُماكان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه)7". 

* الشرح : 

قوله: (قد جمعته من اللوحين) اللوح كل صحيفة عريضة خشباً أو كتفاً وقد كانوا في صدر 
الإسلام يكتبون فيه لقلة القراطيس و «من» إما ابتدائية أو بمعنى في فعلى الأول كان مكتوباً قبل 
الجمع فيهما وعلى الثاني جمع فيهماء وحمل اللوحين في الأول على القلبين الطاهرين قلبه وقلب 
النبى ييلْةُ وهما بمنزلة اللوح المحفوظ بعيد جداً. 

* الاصل : 

عليئٌ بن إبراهيم» عن أبيه» عن صفوان. عن سعيد بن عبدالله الأعرج قال سألت أبا 
عبدالله يِذ عن الرّجل يقرأ القرآن ثم ينساه ثمّ يقرأ ثم ينساه أعليه فيه حرج ؟ فقال: لا. 

* الأصل : 

-علئٌ عن أبيه. عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبى عبد الله يل قال: قال 
أبي لثة: (ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلاكفر). 

#الأصل: 

7 -عدَّة من أصحابناء عن سهل بن زياد. ومحمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسى» 





. 5 / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب الثوادر ل 


جميعاًء عن ابن محبوب؛ عن جميل» عن سد ير عن أبي جعفر نيه قال: (سورة الملك هي المانعة 
تمنع من عذاب القبر وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك, ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب 
ولم يكتب بها من الغافلين وإِنّى لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالسٌ وإنَّ والدي ليه كان 
يقرؤها في يومه وليلته ومن قرأها إذا دخل عليه فى قبره ناكرٌ ونكيرٌ من قبل رجليه قالت رجلاه 
لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كلّ يوم 
وليلة؛ وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل؛ قد كان هذا العبد أوعاني 
سورة الملكء وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلى سبيل قد كان هذا العبد يقرأ 
بي في كلّ يوم وليلة سورة الملك. 

* الاصل : 

١‏ - محمّد بن يحبى» عن أحمد بن محمّد, عن عليٌ بن الحكم. عن عبدالله بن فرقد والمعلى 
ابن خنيس فالا: كنا عند أبي عبدالله ني ومعنا ربيعة الرَّأي فذكرنا فضل القرآن فقال أبو عبد الله 49: 
(إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضَالٌ). فتمال ربيعة: فاك (نعم ضال) ده قال 
أبو عبدالله لكةِ: (أما نحن فنقرأ على قراءة أبي)27. 

الشرح : 

قوله: (ومعنا ربيعة الرأي) فى المغرب هو كان فقيه أهل المدينة (أما نحن فنقرأ على قراءة 
أي ) ضبط أبي في بعض النسخ بضم الهمزة وفتح الباء وشد الياءء فقيل: أنه عليه السلام قال ذلك 
تمية من ربيعة. 

# الأصل : 

- علييٌ بن الحكم. عن هشام بن سالم» عن أبى عبدالله ليه قال: (إنَّ القرآن الذي جاء به 
جبرئيل (ع) إلى محمّد (ص) سبعة عشر ألف آية)(27. 

* الشرح : 

قوله: (إن القرآن الذي جاء به جبرئيل (ع) إلى النبي (ص) سبعة عشر ألف آية) قيل: 56 
كتاب سليم بن قيس الهلالي 7 أن أمير المؤمنين لذ بعد وفاة رسول الله«(ص) لزم بيته وأقبل على 





.17"4 / الكافي: ؟ / 5 . ” - الكافى: ؟‎ - ١ 

7 - قوله: : «قيل في كتاب سليم» أقول: أما كلمة سبعة عشر ألف آبة في هذا الخبر فكلمة «عشر» زيدت قطعاً من 
بعض النساخ أو الرواة وسبعة ألاف تقريب كما هو معروف فى إحصاء الأمور لقرض اخ غيرنان العدد كما قال 
أحاديث الكافى ستة عشر ألف والمقصود بيان الكثرة ة والتقريب لا تحقيق العدد فإن عدد آى القرآن بين الستة 


القرآن يجمعه ويؤلفه فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ منه 
والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد وكان ثمانية عشر ألف آية. انتهى. 

وقال صاحب إكمال الإكمال شارح مسلم نقلاً عن الطبرسي: أن آي القرآن سنّة آلاف 
وخمسمائة منها خمسة الاف فى التوحيد وبقيتها فى الاحكام والقصص والمواعظ. 

أقول: كان الزائد على ذلك مما فى الحديث سقط بالتحريف وإسقاط بعض القرآن وتحريفه 
ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها 

ع كنات نضا الفران رمعة وصتوةه ويدارو كنات اللاحترة من كنات الكاكن "بتك اتن بان 
يعقوب رحمه الله تعالى. 





دف جد والسبعة آلاف. والعجب من هذا القائل الذي لا أعرفه ومن جماعة يدوو إلى كات هر ب السك ام 
إلى كلمات منه كانت في معرض التغيير والتصحيف ورأوا الأختلاف فيها أكثر من مائة مرة 1 يطمئن أنفسهم 
بالمشكوك ويعتمدون عليه ويجعلونه دليلاً على ثبوت التغيير في القرآن العظيم الذي تداولته آلاف ألوف من 
النفوسء وهل يتصور من عاقل أن بجعل كتاب سليم بن قيس مقدماً على القرآن وأليق بالإعتماد وأولى بالقبول 
منه وقد حكم جل محققي الطائفة بكونه مجعولاً ورأوا من إختلاف نسخة ما لا يحصى واشتماله على ما هو 
خلاف المعلوم بالتواترء ولا أدري ما أقول فيمن يتظاهر بالخروج عن معتاد النفوس السالمة وأما دفع تواتر 
التحريف فقد بيناه فى حاشية الوافى تفصيلاً فلا نطيل بالتكرار. (اش) 


كتاب العشرة 44م 





بسم الله الرحمن الرحيم 


كتاب العشرة 


باب ما يجب من المعاشرة 

# الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن علئ بن حديد. عن مرازم قال: قال أبو 
عبدالله لة: (عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للئّاس وإقامة الشّهادة وحضور 
الجنائزء إِنّهِ لابدٌ لكم من النّاس إِنَّ أحداً لا يستغنى عن الناس حياته والناس لابِدٌ لبعضهم من 
بعض)20, 

* الشرح : 

كتاب العشرة 

العشرة بالكسر الصحبة والخلطة من المعاشرة وهى المصاحبة والمخالطة. 

قوله: (عليكم بالصلاة في المساجد) جماعة وفرادى والمراد بالصلاة الفريضة لأن النافلة في 
المنزل أفضل (وحسن الجوار للناس ) بأن تحفظ الجارغايباً وتكرمه شاهدأً وتنصره مظلوماً وتستر 
عيوبه وتغفر ذنوبه وتخلص بصحبته وتقيل عثرته ولا تسلمه عند شدائده. وبالجملة تفعل ما 
يرضيه وتترك ما يوؤذيه. 

(وإقامة الشهادة) لهم وعليهم (وحضور الجنائز) ذكر في هذا الخبر من الحقوق أربعاً بعضها 
واجب وبعضها مندوت (أنه لابد لكم من الناس ) أي من مخالطتهم ومعاشرتهم ومعاملتهم ثم أكد 
ذلك بقوله: (أن أحدا لا يستغنى عن الناس حياته) أى فى حال حياته وبقائه فى الذنيا. 

(والناس لابد لبعضهم من بعض) ومن ثمة قيل: الناس [ مدنيّون ] بالطبع يحتاج بعضهم إلى 
بعض في التمدن والتعيش والبقاء» إذا لا يقدر أحد على إصلاح جميع ما يحتاج إليه من المأكول 
والمشروب والملبوس والمسكن وغيرها وفيه دلالة على أفضلية الاجتماع والتآلف. 





.180 / الكافى: ؟‎ ١ 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


من رجح العزلة مطلقاً فقد أخطأ وما دل على رجحانها ينبغي حمله على الإعتزال من شرار 
الناس وأهل البدعة تحرزاً عن الدخول فيما هم فيه وصرح بعضهم بأن العزلة أفضل بشرط رجاء 
السلامة بتحصيل منافع الإختلاط كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المرضى. 

* الاصل : 

١‏ محمّد بن إسماعيل» عن الفضل بن شاذان. وأبو على الأشعري. عن محمّد بن عبدالجيّان 
جميعاً؛ عن صفوان بن بحيى؛ عن معاوية بن وهب قال: قلت لابي عبدالله لة: كيف ينبغى لنا أن 
نصنع فيما بينئنا وبين قومنا وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس ؟ قال: فقال: دوق الأمانة إليهم 
وتقيمون الشّهادة لهم وعليهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم .2١()‏ 

* الشرح : 

قوله: (فقال: تؤدون الأمانة إليهم) وإن كانوا كفاراً (وتُقيمون الشهادة لهم وعليهم وتعودون 
مرضاهم وتشهدون جنائزهم) ذكر فى هذا الخبر أيضاً من الحقوق أربعة وجمع بين الواجب 
وغيره فإن أداء الأمانة وإقامة الشهادة واجبان لدلالة القرآن والسئّة عليه وعيادة المريض مستحبة 
إلآإذا لم يقم أحد بأمره فيجب القيام على الكفاية لئلا يموت جوعاً وعطشاًء وأصل العيادة لتفقد 
الأحوال والقيام بها وشهود الجنائز فرض كفاية إلآ أن لا يوجد من العدد ما يقوم به فيتعين. 

* الأصل : 

؟-محمّد بن بحيى» عن أحمد بن محمّد, عن الحسين بن سعيد, ومحمّد بن خالد» جميعاً عن 
القاسم بن محمّد. عن حبيب الخثعمي قال: سمعت أبا عبدالله ايه يقرل: (عليكم بالورع 
والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبّوا للذاس ما 
تحبّون لأنفسكم أما يستحيي الرّجل منكم أن يعرف جاره حقّه ولا يعرف حقٌ جاره)7". 

* الشرح : 

قوله: (عليكم بالورع) فى الدين بفعل الطاعات وترك المنهيات والتمسك بالآداب الشرعية 
والآثار النبؤية (والاجتهاد) لله فى العلم والعمل وإصلاح النفس وإرشاد الخلق. 

(وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم) هذا هو الإنصاف التابع للإستقامة في القوة الشهوية 
والعقلية والغضبية ولعل المراد بالناس الفرقة الناجية لأن المحبة وهى أمر قلبي غير مطلوبة بالنسبة 
إلى غيرهم وإنما المطلوب مع غيرهم حسن المعاشرة بحسب الظاهر لدفع الضرر وتكميل النظام 
(أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقّه ولا يعرف حقٌّ جاره) الحياء حالة نفسانية مانعة 


. 176 / الكافى: ؟ / 170 . ؟ - الكافى: ؟‎ - ١ 


باب ما يجب من المعاشرة 5 


من القبايح للفرار من اللوم؛ وفيه ترغيب في رعاية حقوق الجار سيما إذا كان أحد الجارين مراعياً 
لها لأن معاملة الإحسان بالإحسان أحسن وأتم ومعاملته بالإساءة أقبح وألوم. 

* الأصل : 

-محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد. عن علئٌ بن الحكم؛ عن معاوية بن وهب قال: قلت 
له: كيف ينبغى لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من النّاس ممّن ليسوا على أمرنا؟ 
قال: (تنظرون إلى أئمّتكم الذين تقتدون بهن فتصنعون ما يصنعون فوالله إِنّهم ليعودون مرضاهم 
ويشهدون جنائزهم ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ويؤدُُون الأمانة إليهم). 

الاصل : 

ه - أبو على الاشعرى؛ عن محمّد بن عبدالجبّا. ومحمّد بن إسماعيلء عن الفضل بن شاذان. 
ميا عن صفوان بن يحبى, عن أبي أسامة زيد الشحّام قال: : قال لي أبو عبدالله #ة: (إقرأ على 
من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عرَّوجِلٌ والورع في دينكم 
والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الامانة وطول السجود وحسن الجوار. فبهذا جاء 
محمّد ييل دوا الامانة إلى من ائتمنكم عليها برّأ أو فاجراً. فانَّ رسول الله ييه كان يأمر بأداء 
الخيط والمخيط, صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم فانَ الّجل 
منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدَّى الامانة وحسن خلقه مع النّاس قيل: هذا جعفريّ 
فيسرّني ذلك ويدخل على منه السّرور وقيل: هذا أدب جعفر» إذاكان على غير ذلك دخل علىّ 
بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر, ؛ فوالله لحدّثني أبى ىه أنَّ الرّجل كان يكون في القبيلة من 
شيعة علي نآ فيكون زينهاء آداهم للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث. إليه وصاياهم 
وودائعهم. تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان إِنّه لأدَانا للأمانة وأصدقنا للحدي )37 

* الشرح : قوله: (وأوصيكم بتقوى الله عزّ وجل والورع) التقوى: كف النفس عما يؤثم 
والورع: كفها عنه وعما يشغله عنه تعالى وإن كان حلالاً. 

(كان يأمر بأداء الخيط والمخيط) الخيط السالك والمخيط كمنبر الابرة. 

(صلوا عشائركم ) عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته لأنه يعاشرهم ويعاشرونه من العشرة 
رح الخ والستطة رفول هذا جعفري فيسرنى ذلك ) هذا بعض فوايد تلك الخصال ولها فوائد 
كثيرة في الدّنيا والآخرة مذكورة فى محلها. 

(فيكون زينها آداهم للآمانة) آداهم بعد الألف يُقال: فلان آدى منك للأمانة إذاكان أحسن أداء. 





. 375 / ١ الكافى:‎ - ١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب حسن المعاشرة 

الاصل : 

١‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن حمّاد. عن حريز, عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفر اه1: 
(من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل)(١).‏ 

الشرح : 

قوله: (من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل) يدك اسم تكون والعليا 
عليهم خبره وجعلها صفة لليد عليهم خبره بعيد» وهو كناية عن الإحسان وإيصال النفع الديني 
والدنيوى إليهم بقدر الإمكان. 

الأصل : 

؟ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد؛ عن إسماعيل بن مهران. عن محمد بن 
حفص. عن أبى الرّبيع الشامئّ قال: دخلت على أبي عبد الله افيه والبيت غاص بأهله فيه 
الخراسانئ والشامى ومن أهل الآفاق فلم أجد موضعاً أقعد فيه فجلس أبو عبدالله َي وكان متكتاً 
قال: (يا شيعة آل محمّد اعلموا أنّه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة 
من صحبه ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه. يا شيعة 
آل محمّد انّقوا الله ما استطعتمء ولا حول ولا قوّة إلا بالله)7"). 

* الشرح : 

قوله: (اعلموا أنه ليس منّا) أي من زمرتنا وشيعتنا أو من مذهبنا وملتنا (من لم يملك نفسه عند 
غضبه) مبادي الغضب ‏ وهو حركة النفس نحو الإنتقام بسبب الطغيان في القوة الغضبية ‏ داخلة 
تحت قدرة العبد فلابد له من الأقدام على دفعها بملاحظة الآيات والروايات الدالة على ذم 
الغضب وحسن المعافات. 

(ومن لم يحسن صحبة من صحبه) في السفر أو الحضر ومن حسنها طلاقة الوجه والبشاشة 
والسلام والكلام والمصافحة والمؤاكلة معه وتحصيل ما يحتاج إليه ورفع ما يغتم منه والإنتظار له 
إذا نزل والإرتحال معه إذا ارتحل» ونقل عن بعض المسافرين أنه قال: أدركنا المطر ليلة فى صحراء 
فدعاني صاحبى وأجلسني إلى جنب حائط ثم أحنى على متكثاً بيديه على الحائط يظلني من 


.1737 / /707ا. ؟ - الكافى: ؟‎ / ١ الكافى:‎ ١ 


المطرحتى سكن المظر. 

(ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه) خالقهم عاشرهم بحسن خلق. في الكنز: مخالقت با 
كسى خوشخلقى نمودن ومرافقت باكسى همراهى كردن ويارى كردن وكرمى نمودن) (ومجاورة 
من جاوره) المجاورة بالجيم فى النسخ التي رأيناها يُقال جاوره مجاورة إذا صار جاره وإذا 
استجاره وفى الكنز: «مجاورة همسا يكى كردن ودر زنهاركسى شدنء». والمراد بالمجاورة على 
الأرل برضا نه كتوق لجان يغلي النائق الجا ركو انقاةو قن السك وه ليا «وارتر ان لعا النوطة 
ميعتدالة "زو وطالحة عن طالتحه) البعالعة المج اكلة فى :كدو بود لبن باد مك رقن 

١ : الأصل‎ 

٠١‏ علوي بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن أبي عمير, عمّن ذكره. عن أبي عبد الله يليه فى قول الله 
عرَّوجلٌ: «إِنَا نريك من المحسنين4 قال: (كان يوسّع المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين 
الفعيف2007. 

* الشرح : 

قوله: (في قول الله تعالى) حكاية عن أخوة يوسف: إإنا نريك من المحسنين» قالوا ذلك حين 
أخذهم لسرقة الصاع وهم توصلوا بإحسانه العامّ وجعلوه شفيعاً في استخلاصه وأخذ أحدهم 
مكانه. 

* الأصل : 

غ - محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد» عن محمّد بن سنان» عن علاء بن الفضيل. عن أبي 
عبد الله ليا قال: (كان أبو جعفر اها يقول: عظموا أصحابكم ووقّروهم ولا يتهجم بعضكم على 
بعض ولا تضاروا ولا تحاسدوا وإيّاكم والبخل وكونوا عباد الله المخلصين)(). 

# اللشرح : قوله (عظموا أصحابكم ووقروهم) التوقير التعظيم فالعطف للتأكيد والمبالغة في 
الإتيان بجميع أنحائه وتخصيص أحدهما بفعل ما يوجب التعظيم والآخر بترك ما يوجب التحقير 
بعيد (ولا يتهجم بعضهم على بعض ) أى لا يدخل عليه بغتة وغفلة من غير اذن حذراً من المخافة 
ورؤية ما يكرهه وقد كان الإستيذان دأب الأنبياء والصالحين. 

الأصل : 

ه-محمّد بن يحيى. عن أحمد بن محمّد بن عيسى, عن الحجّال؛ عن داود بن أبى يزيد وثعلبة 
وعلىٌّ بن عقبة. عن بعض ما رواه. عن أحد هما ليه قال: (الانقباض من الناس 50 للعداوة ). 





. "177 / الكافى: ؟ / /87 . ؟ - الكافى: ؟‎ - ١ 





باب من يحب مصادقته ومصاحبته 

* الأصل : 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن حسين بن الحسن. عن محمّد بن سنان» عن 
عمّار بن موسىء عن أبي عبدالله يه قال: (قال أمير المؤمنين .99: لا عليك أن تصحب ذا العقل 
وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله واحترس من سيّىء أخلاقه ولا تدعنَّ صحبة الكريم وإن لم 
تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللّئيم الأحمق)(2). 

* الشرح : 

قوله: (لا عليك أن تصحب ذا العقل) وإن كان سيء الخلق غير كريم فإنك (وإن لم تحمد 
كرمه) فى بعض النسخ لم تجد (ولكن انتفع بعقله) فى أمر المعاش والمعاد (واحترس من سيىء 
اخلاقه) ولا تتبعه. وفيه إرشاد إلى متابعته فى مقتضيات العقل وترك متابعته فى مقتضيات 
الأخلاق الذميمة (ولا تدعن صحبة الكريم) وإن لم يكن له عقل. ١‏ 

(فإن لم تنتفع بعقله) لضعفه (لكن انتفع بكرمه بعقلك) واكتسب نوائله لنفسك وخصلة كرمه 
بعقلك (وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق) لأنه ليس كريماً لتنتفع بكرمه ولا عاقلاً لتنتفع بعقله 
مع أن فى صحبت ٠‏ مفاسد من وجوه شتى: 

الأول: أن يشغلك عن طاعة الله وذكره ومناجاته واستكشاف أسراره فى خلق السماوات 
والأرض وما بينهما لأن ذلك يستدعى فراغاً ولافراغ مع صحبته. 1 

الثاني: إمكان مسارقة طبعك عن رذائل أخلاقه وقبايح أعماله. 

الثالث: إمكان وقوعك في الفتن والمصيبات التى لا ينفك عنها غالبا. 

الرابع: أنه ربما يؤذيك تارة بالغيبة ومرة بسوء الظن والتهمة وتارة بالإقتراحات والأطماع الكاذبة 
التى يشكل الوفاء عليها وتارة بالنميمة والكذب فربما يسمع منك قولاً أو يرى منك ما لا يوافقه 
فيتخذه ذخيرة عنده ليوم يكون له فيه فرصة لتداركه. 

الخامس: أن رؤية الأحمق والثقيل ثقيلة» وكذا سماع كلماته الركيكة ومشاهدة أطواره وأخلاقه 
القبيحة» وقد قيل: قال بعض الحمقاء للأعشى: لم أعشيت عينك. 

فقال: لثلا ننظر إلى الثقلاء والحمقاء. وقال جالينوس: لكل شىء حمى وحمى الروح النظر إلى 


. 718/١ الكافى:‎ - ١ 


باب من يحب مصادقته ومصاحبته 58 





الثقلاء. 

وبالجملة مفاسد صحبته أكثر من أن تحصى. 

# الأصل : 

١‏ -عنه. عن عبد الرّحمن بن أبي نجران» عن محمّد بن الصلت. عن أبان» عن أبي العديس قال: 
قال أبو جعفر نظة: (يا صالح اتّبع من يبكيك وهو لك ناصح ولا تشبع من يضحكك وهو لك غاش 
وستردٌون إلى الله جميعاً فتعلمون)7". 

* الشرح : 

قوله (اتبع من يبكيك وهو لك ناصح) بزهادته وعبادته وتلاوته وموعظته وحسن أفعاله 
وزواجر أمثاله والمراد بإتباعه إلتزام ملازمته ومجالسته ومصاحبته واقتفاء آثاره وأطواره. 

(ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش) حيث يريد فساد حالك واشتغال بالك عن أمر الآخرة 
بذكر الهزليات ونقل المضحكات المفسدة للدين. 

الاصل : 

-عنه. عن محمّد بن علئ. عن موسى بن يسار القطان. عن المسعوديء عن أبي داود. عن 
انقدين أتى عقون الى الر عل :قاننقان ار الجز قشع له رقا رسنول 2241 قارو لسن 
نحادثونفإنّه لبس :من أحد يرل به الموت إِلَا مُمّلٍ له أصحابه إلى الله إن كانوا خياراً فخياراً وإن 
كانوا شراراً فشراراً» وليس أحد يموت إلا تمثلت له عند موته)("). 

* الشرح : 

قوله: (انظروا من تحادثون) أمر باعتبار حال المصاحب في الصلاح والفساد والعلم والعمل 
والإئم للتمسك بذيل المصلح والتحرز عن المفسد وعلل ذلك ترهيباً وترغيباً بقوله: 

(فإن ليس أحد يموت إل مثل له أصحابه إلى الله) أي مثل أصحابه الذين يسيرون إلى الله 
ويحشر هو معهم (إن كانوا خياراً فخياراً) يبشرهم ويبشرونه فيفرح ويكرم. 

(وإن كانوا شراراً فشراراً) يوبخهم ويوبخونه فيتحير وبندم (وليس أحد يموت) من محبينا 
ومنكرينا (إلا تمثلت له عند موته) أما المحبون فلتكريمهم وإبشارهم وأما المنكرون فلتوبيخهم 
وانذارهم وهذا كلام الرسول وَيْهُ أو أمير المؤمنين يذ وتمثلهما متواتر عندنا معنئ. 

** الاصل : 

؛ ‏ علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن أبى عمير عن بعض الحلبيين» عن عبدالله بن مسكان, 





.178 / الكافى: ؟‎ ١ الكافي: رات‎ ١ 


55 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 


عن رجل من أهل الجبل لم يسمّه قال: قال أبو عبدالله 8ذ: (عليك بالتلاد وإيّاك وكلّ محدث لا 
عهد له ولا أمان ولا ذمّة ولا ميئاق وكن على حذر من أوثق الئّاس عندك) )١(‏ 

* الشرح : 

قوله: (عليك بالتلاد وإياك وكلّ محدث لا عهد له.. اه) التلاد والتالد من المال القديم الأصلى 
الذي ولد عندك نقيض الطارف ولعل فيه حث على مصاحبة الإمام القديم وهو من كانت إمامته 
عن النبى عله دون الحادث بعده عند الناس وعلى مصاحبة من علم صلاحه بالتجربة مراراً دون 
غير المجرب وعلى مصاحبة الشيوخ الذين علموا الخير والشرٌ بالتجربة دون الشبان الذين ليست 
لهم تجربة وكانت طبايعهم مايلة إلى الشرور. 

(وكن على حذر من أوثق الناس عندك) فلا تظهر عليه كل سرك فإنه يتغير عليك. أو لا تأخذ 
صديقاً بدون الإختبار نظراً إلى ظاهر الوثوق. 

الأصل : 

6-عدَّةٌ من أصحابنا عن أحمد بن محمّد. رفعه الى أبى عبدالله مذ قال: (أحبٌ إخوانى إلىّ 
من أهدى إلىّ عيوبي )!1). ْ 0 

* الشرح : 

قوله: (أحب أخوانى إلى من أهدى إلى عيوبى ) وذلك لأن الإنسان يحب نفسه فلا يرى عيوبه 
ناذا أطهوها له« ضديته يحتتطى:الفيد اقةاوالنضيدة فرك للا لقمالة ولك رمن أجل ناته 
الصداقة وعظمها. وفيه حث للصديقين على إظهاركل منهما عيب صاحبه وعلى عد ذلك الإظهار 
عطية وهدية لا منقصة موجبة للتفارق والعدوان كما هو شأن أكثر أبناء الزمان. 

الأصل : 

1 -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّدء عن محمّد بن الحسن» عن عبيد الله الدهقان. عن 
أحمد بن عائذ, عن عبيد الله الحلبيك؛ عن أبى عبدالله لذ قال: (لا تكون الصداقة إلا بحدودهاء 
فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصّداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه 
إلى شىء من الصداقة فأوَّلها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة, والثانى أن ترى زينك زينه 
وشينك شينه: والثالثة أن لا تغيّره عليك ولاية ولا مالء والتّابعة أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته. 
والخامسة ‏ وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات)7". 

* النشرح : قوله: (لا يتحقق الصداقة إلا بحدودها) وهي أمور بتحقق مهية الصداقة بكل 





. 179 / الكافى: ؟‎  “ .179 / الكافى: ؟‎  " .178 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب من يحب مصادقته ومصاحبته /اة 


واحدة منها (فمن كانت فيه هذه الحدود كلها أو شىء منها) واحد وائنان أو ثلاث أو أربع. 

(فانسبه إلى الصداقة وإن كانت متفاوتة في الشدة والضعف ومن لم يكن فيه شيء منها فلا 
تنسبه إلى شىء من الصداقة) ولا تتخذه صديقاً ولا يتحقق العلم بوجود تلك الحدود وعدمه في 
أحد إلا بمجالسة متعددة ومخالطة متكررة ومصاحبة باطنية ومعاشرة ظاهرية أو بشهادة حاله مع 
اشتهاره بالإتصاف بها عند المعتمدين. 

(فأوّلها) أى أول الحدود ورجوع الضمير إلى الصداقة بعيد والتذكير هنا بإعتبار لفظ الحد 
والتأنيث فى البواقى بإعتبار إرادة الخصلة منه. 

(أناتكوق سرجه وغلايكة للك وانعكةة) لعل المراك أنه كوك قولة موافنا لمتسي نوالا لكان 
نفاقاً منافياً للصداقة لا أن لا يكتم سراً من أسراره إذ كتمان بعض السر من باب الحزم قد يكون 
ملز عجاة ل عليه مقن الررا بان 

(والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه) فيريد ويكره لك ما يريد ويكره لنفسه. 

(والثالثة: أن لا يغيره عليك ولاية أو مال) بأن يكون صداقته بعد وجدان الحكومة والمالكما 
يكون قبله بلا تفاوت وهى نادرة. 

(والرابعة: أن لا يمنعك شيئاً يناله مقدرته) هى مثلثة الدال القدرة والغنا واليسار وهى أيضاً 
نادرة. ١‏ ْ 

(والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات ) النكبة بالفتح المصيبة وما 
يصيب الإنسان من الحوادث والإسلام هنا الخذلان والإلقاء إلى الهلكة يُقال: أسلم فلان فلاناً إذا 
خذله ولم ينصره أو إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه وقوله: «وهى تجمع هذه الخصال» 
جملة معترضة بين المبتدأ والخبر والظاهر أنه من كلام الصادق نىةِ ويحتمل أن يكون من الراوي 
وشمولها للخصال المذكورة يظهر بأدنى تأمل. 





باب من تكره مجالسته ومرافقته 

* الاصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد» عن عمرو بن عثمان, عن محمّد ابن سالم 
الكنديء عمّن حدَّئهء عن أبي عبدالله 3 قال: كان أمير المؤمنين ليه إذا صعد المنبر قال: (ينبغي 
للمسلم أن يتجنّب مواخاة ثلاثة: الماجن الفاجر والأحمق والكذَّابِ فأمًا الماجن الفاجر فيزيّن 
لك فعله ويحبٌٍ أنّك مثله ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ومقاربته جفاءٌ وقسوةٌ ومدخله 
ومخرجه عارٌ عليك, وأمًا الأحمق فإنّْه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السَّوء عنك ولو 
أجهد نفسه. وربما أراد منفعتك فضبَّك فموته خيد من حياته وسكوته خي من نطقه وبعده خي 
من قربهء وأمًا الكذّاب فإنّه لا يهئّتك معه عيشء ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلّما أفنى 
أحدوثة مطرها بأخرى مثلها حنَّى أنه يحدّث بالصدق فما يصدّق ويفرّق بين النّاس بالعداوة 
فينبت السخائم في الصّدورء فائّقوا الله عزَّوجِلٌ وانظروا لأنفسكم)(2. 

* الشرح : 

قوله: (الماجن الفاجر) مجن مجوناً صلب وغلط ومنه الماجن لمن لا يُبالي قولاً وفعلاً كأنه 
صلب الوجه والفاجر هو المنبعث في المعاصي والمحارم. 

(والأحمق والكذاب) الأحمق قليل العقل ضعيف الرأي والكذاب كثير الكذب المعروف به 
وهو الذي صار الكذب عادة له يدل عليه ما رواه ابن أبي عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج قال 
قلت لأبي عبد الله ل الكذاب هو الذي يكذب في الشيء ؟ قال: ولاء ما من أحد إلا أن يكون 
ذلك منه ولكن المطبوع على الكذب). 

(ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك) الحمل فى الثلاثة من باب حمل 
المسبب على السبب للمبالغة» وفي الكنز: «جفاستم كردن وقرار نكرفتن جيزى بر جاى خود» 
ولعل وجه الجفاء أنه لما لم يبال بما قال وما فعل وشق ستر الديانة لا يحفظ حقٌ الصداقة فيمول 
ويفعل ما يؤذيه ويبيعه باليسير ويهتك عرضه بالحقيرء ولذلك قال أمير المؤمنين #ة: رإياك 
ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه» ووجه القسوة أنه قاسى القلب والقساوة مسرية ووجه العار 
ظاهر (وربما أراد منفعتك فضرك) فى الدين والدنيا لعدم علمه بأن كلامه حق أو باطل وفعله 


.379 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب من تكره مجالسته ومرافقته 14 


حسن أو قبيح فيتكلم بالباطل ويفعل القبيح لقصد المنفعة وهو يضرك ولذلك ورد النهى عن 
الإستشارة بالأحمق (كلما افنى احدوثة مطرها بأخرى مثلها) الأحدوئة ما يتحدث به. والمطر 
الإسراع مطرت الطير يمطر مطراً إذا أسرع في هويها والخيل إذا جاءت يسبق بعضها بعضهاً وفي 
بعض النسخ مطها أي مدها (حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق) ولذلك تركوا العمل برواية 
الكذابين وهنا حكاية مناسبة وهى أن جماعة وخلوا فى بيئة فانفرد واحد فى ناحية فنادى السبع 
فاجتمعوا عليه فوجدوه كاذباً فتفلوا فى وجهه ورجعوا ثم فعل وفعلوا ذلك مرتين والمرة الرابعة 
وهى مرتبة صدقه لم يصدقوه ولم يجتمعوا عليه فافترسه السبع. 

(ويُعرف بين الناس بالعداوة) يعرف بالعين المهملة والفاء وفى بعض النسخ يفرق من التفريق 
وفي بعضها يغري من الإغراء (فينبت السخائم فى الصدور) السخيمة الحقد والضغن والغضب. 

* الاصل : 

١‏ - وفى رواية عبد الأعلى؛ عن أبى عبدالله ليذ قال: (قال أمير المؤمنين ىذ لا ينغبى للمرء 
المسلم أن يواخي الفاجر فإنّه يزيّن له فعله ويحبٌ أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر 
معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده شين عليه ). 

* الأصل : 

7 عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن عثمان بن عيسى؛ عن محمّد بن يوسف عن 
ميّسرء عن أبي عبدالله لي قال: (لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا 
الكذاب). 

* الأصل : 

؛ - عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن عليٌ بن أسباط؛ عن بعض أصحابه عن أبي 
الحسن عَيّة قال: (قال عيسى بن مريم لفة: إنَّ صاحب الشرٌ يعدي وقرين السوء يردي فانظر من 
تقارن)10), 

* الشرح : 

قوله: (إِنَّ صاحب الشرٌ يعدي) أي يظلم صاحبه من أعدى عليه إذا ظلمه أو يسرى شره إليه 
من أعداه الداء يعديه اعداء إذا أصابه مثل ما يصاحب الداء أو صرفه عن الحنٌّ وشغله بالباطل من 
عداء عن الأمر بالتخفيف والتشديد إذا صرفه وشغله. 

(وقرين السوء يردي) ردى كرضى ردى هلك وأرداه أهلكه والإضافة فى قرين السوء على 





.14٠١ / ١ الكافى:‎ ١ 





الأول لامية وعلى الثاني بيانية (فانظر من تقارن) , ا مراراً 
فإذا وجدته أهلاً للأخوة والمداقة فاتحذه صدينا لأن أخد الصديق قبل الإختبار يؤدى سريعاً إلى 
الفراق ومفاسده كثيرة: 

* الأصل : 

ه-محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمد ومحمّد بن الحسين» عن محمّد بن سنان؛ عن عمّار 
بن موسى قال: قال أبو عبدالله هِ: (يا عمّار إن كنت تحب أن تستتبّ لك النعمة وتكمل لك 
المروءة واتصلح للك المعيكة: فلا تشارك العبيد والسفلة في أمرك فإِنّك إن ائتمنتهم خانوك. وإن 
حدّنوك كذبوك؛ وإن نكبت خذلوكء وإن وعدوك أخلفوك)(2. 

* الشرح : 

قوله: (إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة) استتّب لك الأمر أي تهيأ واستقام واستمر (فلا 
تشارك العبيد والسفلة فى أمرك) في الصحاح السافل نق تقيض العالي والسفالة بالفتح النذالة والسفلة 
بكسر الفاء السقاط من الناس يُقال هو من السفلة ولا تقل هو سفلة لأنها جمع والعامة تقول: رجل 
سفلة من قوم سفل قال ابن السكيت: وبعض العرب تخفف فيقول: فلان من سفلة الناس فينقل 
كسرة الفاء إلى السين (حب الأبرار للأبرار وثواب للأبرار) الظاهر أن المراد بالأبرار المحب 
والمحبوب كلاهما فعلى هذا يتعدد ثوابهما على قدر تعددهما. 

* الأصل : 

1 -قال: وسمعت أبا عبدالله لكة يقول: (حبٌٍ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحبٌٍّ الفججار 
للأبرار فضيلة للأبرار وبغض الفجّار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفججار خزي على 
الفجار)07". 

* الشرح : 

قوله: (وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار) إذ ليس مما يتوقعه البار ولا من مقتضيات البر 
والفجور بل من فضل الله عرّ وجل حيث جعل قلب الفاجر مايلاً إليه نافعاً له في بعض الأمور 
الدنيوي (وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار) إذ هو ما يقتضيه البر والفجور ويتوقعه البار لإنقطاع 
الربط بالمرة (وبغض الأبرار للفجار خزي للفجار) لم يذكر حب الأبرار لهم للتنبيه على أنه ينبغي 
أن لا يكون وقد دل على الأمرين قول خليل الرحمن: «بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء» إلى 
يوم القيامة . 


ا الكافق: 11:7 ؟ ‏ الكافى: ؟ / .15٠‏ 


باب من تكره مجالسته ومرافقته ١‏ 


* الأصل : 

عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. وعلئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. جميعاً عن عمرو بن 
عثمان» عن محمّد بن عذافر. عن بعض أصحابهماء عن محمّد بن مسلم وأبي حمزة عن أبي 
عبدالله. عن أبيه 5ه قال: (قال لى أبي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بنئ انظر خمسة فلا 
تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق» فقلت: يا أبة من هم عدّفنيهم ؟ قال: إِيّاك ومصاحبة 
الكدان كاله تمدزلة النيرائت يقاب للف البغتك وويكة للف الفريسة واكاك ومضاحية التاق فالة 
تامعاك دا كلة اق أقل من ذلك. وإِيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه. 
وإيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك وإِيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّى وجدته 
ملعوناً في كتاب الله عرَّوجِلَّ فى ثلاثة مواضع قال الله عزَّوجلَّ: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا 
في الأرض وتقطّعوا أرحامكم. أولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم» وقال عرَّوجِل: 
«الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض 
أولئك لهم الذّعنة ولهم سوء الدّاره وقال فى البقرة: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه 
ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون6 .)2١(‏ 

* الشرح : 

قوله: (قال: إياك ومصاحبة الكذاب) المصاحبة شاملة للمجالسة والمخالطة والمحادثة 
والمرافقة والكذاب كما يطلق على من يأتي بخبر لا يطابق الواقع كذلك يطلق على من يرغب في 
أمر لا أصل له ومنه قول العرب:كذبته نفسه إذا منته الأمانى وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد تكون 
وذللكةمما يرقب الرجل اقيم لا يفنية ومضفه على التعرض له 

(فإنه بمنزلة السراب) الضمير المنصوب راجع إلى الكذاب أو إلى الكذب المستفاد منه 
والسراب الأول اللامع فى المغارة وقت الهاجرة شبيه بالماء سمى سراباً لانسرابه وجريانه فى 
مرأى العين ويطلق أيضاً على ما لا حقيقة له وأشار إلى وجه الشبه بقوله: 

(يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب) إذ كل منهما يقرب لك البعيد وهو ما ليس بواقع في نفس 
الأمر بإخباره وإحضاره في مرأى العين ويبعد القريب لعدم صفاء اللف :وها النظى يه وا تابه 
وجريانه في مرأى العين فالقريب حينئذ هو الذي قرباه ويمكن أن يكون فى طرف المشبه الحق 
لأن تقريب الباطل يستلزم تبعيد الحق والله يعلم. 

(وإياك ومصاحبة الفاسق) مفاسد مصاحبته كثيرة أشار إلى بعضها بقوله: 





.11١ / -الكافى: ؟‎ ١ 


1١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ٠. 

(فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك) الأكلة بالفتح المرة من الأكل وبالضم اللقمة والقرص من 
الخبز وذلك لأنه لا زاجر له من القبيح فإذا قصرت فيه بهذا القدر من الطعام يذمك عند الناس أو 
يذهب إلى عدوك فيتكلم فيه بغير الجميل ليجيزه بجائزة فيهتك ستر المصاحبة (وإياك ومصاحبة 
البخيل ) الذي يبخل في الفرائض المالية فضلاً عن مندوباتها. 

(فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه) أحوج خبر تكون وضمير إليه للبخيل وما مصدرية 
زمانية يعني يخذلك في وقت كونك محتاجاً إليه أشد إحتياج فكيف في غير هذا الوقت (وإياك 
ومصاحبة القاطع لرحمه) بترك حقوقها اللازمة. 

(فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع ) وأول من دخل فيه بنو أمية وبنو عباس 
حيث قطعوا أرحام النبي ع وهى رحمهم بالقتال والظلم والتجاذب للخلافة. 

(قال الله تعالى: فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم» من القطع أو 
التقطيع للمبالغة #أرحامكم# أن توليتم معترضة وأن تفسدوا وما عطف عليه خبر عسى 
والإستفهام للتقرير والتوبيخ يعني يتوقع منكم قطعاً أن توليتم أمور الناس أو أعرضتم عن الدين 
بالفساد في الأرض وقطع الأرحام لضعفكم في الدين وحرصكم إلى الدّنيا وميلكم إلى الجور, ثم 
أشار إلى ثمرة عملهم وصرف الكلام من الخطاب إلى الغيبة للتنبيه على بعدهم من الحق بقوله 
#أولتك الذين# الموصوفون بالصفات المذكورة. 

ل لعنهم الله# وبعدهم عن الرحمة الشاملة لمن يستعد قبولها إفأصمهم» عن اسماع الحق 
9وأعمى أبصارهم» الظاهرة والباطنة عن إدراكه الإهتداء إلى سبيله (وقال تعالى) فى سورة 
الرعد #الذين ينقضون عهد الله المأخوذ عليهم بقوله: « ألست بربكم قالوا: بلى4 أو بالعقل الدال 
على وجوده وتوحيده وصدق رسوله وما جاء به بعد مشاهدة المعجزات أو بإرسال الرسل وإنزال 
الكتب الدالة على أمر المبدأ والمعاد والحلال والحرام وغيرها مما يتم به نظام الدارين وكمال 
السعادتين. 

«من بعد ميثاقه» أي من بعد احكامه تعالى ذلك العهد بالآيات والكتب أو بعد أحكامهم إياه 
بالإقرار والقبول والإذعان « ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل» كترك صلة الأرحام وموالاة أهل 
الولاية وغيرهما ممّا يوجب الوصل بينه تعالى وبين العبد. 

« ويُفسدون في الأرض» بالظلم والجور وتحريك الفتن هذا في القرآن موجود وفى نسخ هذا 
الكتاب مكتوب مضروب. 

« أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار» عذاب النار أو قبح عاقبة الدّنيا. 





باب من تكره مجالسته ومرافقته ١‏ 


* الأصل : 

8-عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن موسى بن القاسم قال: سمعت المحاربىّ يروى 
عن أبي عبدالله لك عن آبائه ميك قال: (قال رسول اله يْلهُ: ثلاثة مجالستهم تميت القلب: 
الجلوس مع الأنذال والحديث مع النساء والجلوس مع الأغنياء) )١(‏ 

الشرح : 

قوله: (ثلاثة مجالستهم تميت القلب) أي تغفلهم عن أمر الآخرة وتميله إلى الشهوات 
وزهرات الذّنيا لضعف عقولهم وشدة ميلهم إلى الدّنيا فلا يأمن الجليس من الإغترار بخدائعهم. 
والأنذال: جمع النذل وهو الخسيس من الناس المحتقر فى جميع أحواله. وقد نذل ككرم فهو نذل 
وتديل أئ خسيس محتقر. 

* الأصل : 

9 -علييٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن بعض أصحابه. عن إبراهيم بن أبي البلاد. عمّن ذكره؛ رفعه. 
قال: قال لقمان نك لابنه: (يا بن لا تقترب فتكون أبعد لك ولا تبعد فتهانء كل دابة تحب مثلهاء 
وَإنَّ ابن آدم يحب مثله. ولا تنشر برّك إلا عند باغيه كما ليس بين الذئب والكبش خلّة كذلك ليس 
بين البارٌ والفاجر خلّة» من يقترب من الزّفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم من 
طرقه؛ من يحب المراء يشتم؛ ومن يدخل مداخل السوء يتّهم؛ ومن يقارن قرين السوء لا يسلم 
ومن لا يملك لسانه يندم7"). 

* الشرح : 

قوله: (قال: لقمان لابنه يابنى لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبعد فتهان) هذا الكلام من 
المتشابهات ولعل مغناه لا تقترب من الفاجر فيكون اقترابه أبعد لك من الخير أو يكون عدم اقترابه 
| أبعد لك من الشرٌ ولا تبعد من البار فتهان وتخزى في الدّنيا والآخرة أو معناه لا تقترب من الناس 
| اقترابا تاماً ولا تبعد منهم والمقصود هو الحث على الإعتدال فى المخالطة معهم أو معناه لا تقترب 
من الصديق كثيراً ليكون أبعد لك من زوال المحبة والصداقة ولا تبعد منه كثيراً فتهان والمشهور «زر 
غبا تزدد حباً» والله يعلم. 

لإن كل دابة تحب مثلها وأن ابن آدم يحب مثله) أي كلّ صنف من الدابة» وكلّ صنف من بني 
آدم يحبٌ مثله وهذا كالتأكيد للبسنايق: 

















(ولا تنشر برك إل عند باغيه..اه) البر الصلة والإحسان والطاعة وكل وصف يتصف به البار, 





الكافي: ” / 14١‏ . ؟ - الكافى: ؟ / 111. 


ل 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ٠ 


والباغي الطالب وفيه حث على مصاحبة البار دون الفاجر. وفي بعض النسخ «بزك» بالزاي 
المعجمة وهو الثياب والمتاع. والمراد به المعاني المذكورة والمآل واحد الخلة بالكسر الصداقة 
والمحبة والزفت بالكسر المار. 

(ومن لا يملك لسانه يندم) ميدان اللسان فى الخير والشر واسع فمن لا يملك لسانه ولا يتفكر 
في صِحّة قوله وفساده ولا في عاقبته يتكلم كثيراً بما يعود ضرره إليه أو إلى أحد من المؤمنين 
فيندم ولا ينفعه الندم قال أمير المؤمنين غه3: ولسان العاقل ولاء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه: 
ومن ثم قال بعض الأفاضل: لا تتكلم بلسانك وما تكسر به أسنانك. 

الاصل : 

٠‏ - أبو علىئّ الأشعري, عن محمّد بن عبدالجيّا. عن بن أبي نجران. عن عمر بن يزيد عن 
أبى عبد الله 92 أنه قال: (لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند النّاس كواحد منهم. 
قال: رسول اله يَلِيِّْ: (المرء على دين خليله وقرينه)7١).‏ 





* الشرح : 
الأصل : 


١‏ أبو على الأشعري» عن محمّد بن عبدالجبّا عن الحجّال. عن عليٌ بن يعقرب الهاشمي» 
عو هاور وساف ع عتيد زرا قال: قال أبو عبدالله لقلا: رإياكم ومصادقة الأحمق فإنئك 
أسر ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك)0". 

* الشرح : 

قوله: (ومصادقة الأحمق فإنك أسرّ ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك) لأن 
الأحمق شأنه أن لا يضع شيئاً فى موضعه فربما يطلب شيئاً يزعم أنه خير وهو شر عليك. 





. 117 / الكافى: ؟‎ - ١ .117 / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم ه١٠‏ 


باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 

* الأصل : 

١‏ - محمّدٌ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, وعلنٌ ‏ بن إبراهيم. عن أبيه» جميعاء عن ابن 
محبوب. عن هشام بن سالم؛ عن أبي بصير, عن أبي جعفر ليه قال: (إنَّ أعرابياً من بني تميم أتى 
النبئَ َثِْةُ فقال له: أوصنى. فكان ممّا أوصاه: تحبّب إلى النّاس يحبّوك). 

عه امن افيد نا عرو احم زو زوك تن كا لذو عون عفدا د مختيهر ال يا ا ين 
عبدالله عِْةٍ قال: قال: (مجاملة الناس ثلث العقل)17). ١‏ 

* الشرح : 

قوله (مجاملة الناس ثلث العقل) المجاملة المعاملة بالجميل فلعل السر فى كونه ثلث العقل 
تكميل القوة والحكمة العلمية والحكمة العملية ينقسم إلى ما بين الخالق وبين العبد وإلى ما بينه 
وبين المخلوق والمجاملة من هذا القسم. 

* الاصل : 

علي بن إبراهيم. عن أبيه. عن النوفليّ» عن السكونئ» عن أبي عبد الله ايه قال: (قال 
رسول يَيُ: ثلاث يُصفين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسّع له فى المجلس إذا 
جلس إليه ويدعوه بأحبٌٍّ الأسماء إليه). 

* الأصل : 

؛ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله يي (التودّد إلى الئاس نصف العقل). 

*: الاصل : 

4 - عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن علئٌ بن حسّان. عن موسى بن بكر عن أ سي 
الحسن ليه قال: (التودّد إلى الئاس نصف العقل)(". 

* الشرح : قوله: (التودد إلى الناس نصف العقل ) لأن العقل نصفان: عقل المعاد ونصف عقل 
المعاش وهذا هو هكذا في شرح النهج. 

* الأصل : 

1 - محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسى, عن محمّد بن سئان» عن حذيفة بن 





.117 / الكافى: ؟‎ - ” .117 / ١ الكافي:‎ ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ٠ 
منصور قال: سمعت أبا عبد الله ىا يقول: (من كف يده عن الناس إنّما يكف عنهم يدأ واحدة‎ 
ويكفُون عنه أيدياً كثيرة)'.‎ 

الشرح : 

قوله: (من كف يده عن الناس) بأن يترك مجاملتهم ومعاملتهم ومخالطتهم ومودتهم وحسن 
الأخلاق معهم فإنما يكف عنهم يدأ واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة وهي أيدي ذلك الرجل 
وأتباعه وحشمه وأحباؤه وأولاده وأنصاره وأقرباؤه فكيف إذاكف يده عن جماعة. 

الأصل : 

-عدّة من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن بعض أصحابه؛ عن صالح بن عقبة, 
عن سليمان بن زياد التميمى» عن أبى عبدالله يِذ قال: (قال الحسن بن على 82: القريب من قربته 
لم1 واف يقة سبي والبعيه من يمد ف امو ةاون قرت ممه لاشو ء أترت إل فت ولق يبلا اليه 
جسد وإنَّ اليد تغل فتقطع وتقطع فتحسم)(١".‏ 

* الشرح : 

قوله: (لاشىء أقرب إلى شىء من يد إلى جسد وإن اليد تغل) غلو غلولا وأغل خان في الفيء 
عن تمنو رز اذ يعدا اق اللحيانة 

(فتقطع وتقطع فتحسم) يحتمل أن يُراد بالقطع الأول قطع البعض وبالثاني قطع الكل وأن 
يكون العطف للتفسير والتأكيد والحسم القطع والكي, قال في القاموس: العرق قطعه ثم كواه لثلا 
يسيل دمه, وفى التمثيل تنبيه على المهاجرة عن القريب وإن كان شاقه بإعتبار القرابة النسبية لكن 
لانن مهيا ذفان اننا فايقا. 





5 الكافى: ؟ / 174 . ١‏ الكافي: ؟ / "111 . 


باب إخبار الرجل أخاه بحبّه 5 


باب إخبار الرجل أخاه بحبّه 

* الأصل : 

١‏ -عَدَةٌ من أصحابناء عن أحمل بن محمد بن خالل عن أبية» عن محمد بن عمن عن أبية»عة 
نصر بن قابوس قال: قال لي أبو عبدالله 2: (إذا أحببت أحداً من إخوانك فأعلمه ذلك فإنَّ 
إبراهيم َيه قال: 9ربٌ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنٌ قلبي .)١76‏ 

* الشرح : 

قوله: (إذا أحببت أحداً من إخوانك فأعلمه ذلك) إعلام المحبة موجب لنباتها فى الطرفين 
وحصولها للآخرإن لم تكن وهو مجرب. وقد عروتي يعض رانو بها وبال افق فجد ف ذلم أي 
منذ أخبرني بها وأنا أخبرت بعضاً آخر ثم لقيته بعد سنين كثيرة فأخبرني بأنه لم ينسني منذ أخبرته 
بها. 

(فإن إبراهيم ني قال «رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن 
قلبي» على الخلة وبهذا التقرير يتضح التقريب والذي يدل عليه ما رواه الصدوق في الباب 
الخامس عشر من كتاب العيون بإسناده عن على بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون 
وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام؛ فقال المأمون له نق: أخبرني عن قول إبراهيم رب 
أرني ...> الآية. قال الرضا ل «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى إبراهيم نهذ إني اختار من عبادي 
خليلاً أن سألني إحياء الموتى أجبته فوقع في نفسه لي أنه ذلك الخليل فقال: رب أرني كيف 

تحبي الموتى قال: أولم تؤمن بي قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي على الخلة» . 

* الأصل : 

١‏ -أحمد بن محمّد بن خالد» ومحمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسىء جميعاً عن 
علي بن الحكم؛ عن هشام بن سالمء عن أبى عبدالله ليه قال: (إذا أحببت رجلاً فأخبره بذلك فإنّه 
أثبت للمودّة بينكما). 





- الكافى: ؟ / 511 . 


م٠‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب التسليم 

2 الأصل : 

١‏ -علييٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن النوفلئ؛ عن السكونئ, عن أبى عبدالله يلي قال: (قال رسول 
لله ييل السّلام تطوّع والردٌ فريضة) .20‏ ا 

2 الشرح : 

قوله: (قال: قال رسول الله يي السلام تطوع والرد فريضة) البداية بالسلام سنّة بإجماع الأمّة 
ولا عبرة بقول بعض العامة أنه لا خلاف فى: أنه سنة أو فرض كفاية أن أراد به ما هو الظاهر وأول 
كلامه القرطبي بأنه ليس قوله أو فرض كفاية مخالفاً للإجماع على أنه سنة لأن معناه إقامة السنة 
وإحياؤها فرض كفاية» ثم الرد فريضة عينية أن كان المسلم عليه واحداً معيناً ولوكانوا جماعة 
لظاهر قوله تعالى « وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها» إن وجوب الرد عينى لتبادره منه لكن 
الأخبار الراروة ف الناك التاتن مى :هذا الات وإجماع الآمة إلا أو برستت من علماء الفانةاقانة 
قال: لا يرد إلا الجميع هو أنه كفائي يسقط رد واحد منهم وجوب الرد عن الباقين» وهنا زيادة 
تحقيق سنذكره إن شاء الله تعالى» ثم أن قوله تطوع والرد فريضة مختص بما إذا كان المسلم 
والمسلم عليه بالغين مكلفين ولوكانوا صبيين مميزين أولاً أوكان أحدهما صبياً والآخر بالغاً فلا 
تطوع ولا فرضء وقيل: بوجوب الرد إذا كان المسلم مميزاً أو المسلم عليه مكلفاً وهذا على تقدير 
كون أفعال المميز شرعيّاً ظاهر والإحتياط واضح. 

* الاصل : 

١‏ وبهذا الإسناد قال: (من بدأ بالكلام قبل السّلام فلا تجيبوه) وقال: (إبدؤوا بالسلام قبل 
الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)7. 

* الشرح : 

قوله: (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه) لأن ترك السنة الموكدة والإستخفاف بها 
وبالمؤمن خصوصاً إذا كان بالتجبر يقتضى مقابله التارك بالإستخفاف. 

١ : الأصل‎ * 

وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله يي (أولى النّاس بالله وبرسوله من بدأ بالسّلام)7". 


. 111 / الكافى: " / 155. ؟  الكافى: ؟ / 151. 7 الكافى: ؟‎ ١ 


بآ التسليم ٠‏ 

* الشرح : 

قوله: (أولى الناس بالله وبرسوله وَلِيُْ من بدأ بالسلام) أي أولى الناس برحمة الله وإكرامه 
وأقربهم برسول الله يَيلْهُ وأحبهم وأحسنهم مقاماً وأفضلهم وأكثرهم ثواباً من بدأ بالسلام لأنه 
البادي بإظهار التودد والتآلف وطلب الخير والسلامة المطلوبة شرعاً. ويفهم منه أن الإبتداء بالسلام 
انقيل دن رومع الدواحب 

الاصل : 

؛ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن عبدالرّحمن بن أبى نجران عن عاصم بن حميد. 
عن محمّد بن مسلم. عن أبى جعفر له قال: (كان سلمان رحمه الله يقول: افشوا سلام الله فان 
سلام الله لا ينال الظالمين)(21. 

* الشرح : 

قوله: (كان سليمان ني ) فى بعض النسخ سلمان # بدون الياء بعد اللام (يقول: افشوا السلام 
فإن سلام الله لا ينال الظالمين) سلام الله هو الرحمة والسلام من الآفات في الدّنيا والمكاره في 
الآخرة والمراد بإفشاء السلام أن السلام على كل من تلقاء من المسلمين خصوصاً الفقراء 
والمساكين عرفته أولم تعرفه ولم تخص به جماعة دون آخرين وإنكانوا من الظالمين, فإن السلام 
لا ينفعهم ولا يضرك بل ينفعك إذ تستوجب به كمال نظامك و مغفرة ذنوبك وحسن مقامك بينهم 
ومما ينبغي الإشارة إليه أنه هل يجوز لنا أن نقول قال زيد عليه السلام: كذا فالذي يقتضيه الدليل 
جواز ذلك وعليه علماؤنا وأكثر العامة قال أبو محمد الجويني: لا يجوز ذلك لأن السلام تحية 
مختصة بالأنبياء كالصلاة فلا يقال على عليه السلام: كما لا يُقال: على صلى الله عليه وآله 

أقول: دعوى الإختصاص لا دليل عليها لامن طرقنا ولا من طرقهم وقد بسطنا الكلام عليه فيما 

* الأصل : 

0 -عدةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّدء عن ابن فصّال؛ عن ثعلبة بن ميمون عن محمّد بن 
قبسء عن أبي جعفر يق قال: : (إنَّ الله عرَّوجِلٌ يحب إفشاء السّلام). 

* الأصل : 

53 - عنه؛ عن ابن فصّالء عن معاوية بن وهب. عن أبى عبد الله لق قال: (نَّ الله عرَّوجِل قال: 


إن] البخيل من يبخل بالسلام)("2. 





. 10 / الكافي: ؟ / 11414. - الكافى: ؟‎ - ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ 1١0١ 


* الشرح : 

قوله: (البخيل من يبخل بالسلام) إعطاء السلام أسهل من إعطاء المال فالبخل بالسلام أشد 
وأقبح من البخل بالمال حتى كان البخيل منحصر فيه. 

الاصل : 

عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن جعفر محمّد الأشعرى. عن ابن القدّاح. عن أبى 
عبدالله 99 قال: (إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول: سلّمت فلم يردّوا علي ولعلّه يكون قد 
سلّم ولم يسمعهم فإذا رد أحدكم فليجهر بردّه ولا يقول المسلّم: سلّمت فلم يردّوا علي. ثم قال: 
كان علئٌ ني يقول: لا تَغضبوا ولا تُغضبوا افشوا السلام واطيبوا الكلام وصِلَوا باليل والّاس نيام 
تدخلوا الجنة بسلام ثمَّ تلا ا عليهم قول الله عرَّوجلّ: «السّلام المؤمن المهيمن 27 

* الشرح : 

قوله: (ثم كان صلوات الله عليه يقول لا تَغضّبوا ولا تُغضبوا) نهى عن الغضب والإغضاب 
مطلقاً لأن تركهما من أعظم أسباب حسن النظام أو عن الغضب بترك الجواب إذا لم يجهر بالسلام 
وعن إخفاء الجواب الموجب للإغضاب. 

(افشوا السلام وأطيبوا الكلام) تأكيد للسابق على الإحتمالين ولذا ترك العاطف. والنيام بالفتح 
والتخفيف والتشديد جمع نائم. وأما بالكسر فهو النعاس والرقاد (تدخلوا الجئة بسلام) أي 
متلبسين بسلامة من الآفات والمكاره كلها. 

(ثم تلا يذ قوله تعالى: إالسلام المؤمن المهيمن» من أسمائه تعالى السلام لسلامته من 
النقص والآفات أو لأنه مسلم عباده من المهالك أو لأنه مسلم عليهم في الجنة فهو على الأول من 
أسماء التنزيه كالقدوس وعلى الثانى راجع إلى القدرة وعلى الثالث إلى الكلام ومن أسمائه المؤمن 
مق الآنننان التضديق لاله يصداق وعده أو من الأ فد الخوقه ينيع فى القيافة اغذابهبوقن 
أسمائه المهيمن لأنه الراقب الشهيد. وفى ذكر هذه الآية إيماء إلى أنه تعالى يحب سلام العباد 
بعضهم بعضاً ويجزيهم له يوم الجزاء. 

الاصل : 

 /‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان. 
عن أبى عبدالله ني قال: (البادي بالسلام أولى بالله وبرسوله). 

فد عة ةس أصكابنا عن ا حمد رق محعد بن خالدء ف علرو ين الكو عن اباذهعن السن 





.156 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب التسليم 1١‏ 
ابن الجننن قال معت أن عبدالله ليا يقول: (من قال: السلام عليكم فهى عشر حسنات. ومن 
قال: [ال] سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهى عشرون حسنة؛ ومن قال: [ال]) سلام عليكم 
ورحمة الله وبركاته فهى ثلاثون حسنة!١).‏ 

* الشرح : 

قوله: (من قال: سلام عليكم فهى عشر حسنات..اه) قال بعض العامة: السلام اسم من اسمائه 
تعالى أو معنى السلام عليكم كما يُقال: الله معك أى حفيظ عليك والظاهر أن المراد بالسلام هنا 
معنى السلامة من الآفات والنجاة من النار. وقد فسره بذلك كثير من الفضلاء ورحمته سبحانه عبارة 
من ألطافه وإحسانه وإكرامه وإنعامه والمراد بالبركة هنا إما زيادة الخير أو النثبات على ذلك من 
قولهم: بركت الأبل إذا ثبت على الأرض أو التطهير من المعايب وتضاعيف الحسنات هنا من باب 
«من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» فكل كلمة من الكلمات الثلاث حسنة ثم الظاهر أنه يصح 
السلام بكل صيغة صحيحة متعارفة فى الشرع والعرف بالقواعد المقررة فى العربية مثل سلام 
عليك سلام عليكم بالتنكير والإفراد والجمع وإن كان المخاطب واحداًء والجمع أولى وأفضل كما 
دل عليه ما بعد هذا الخبر ومثله تعريف السلام فى الصيغتين وتقديمه أفضل لتقدمه فى القرآن 
والاتماريوتاحين ابض عادومدن وعلتك النبام وقال ينعن العامة تكره الان رقم لفط عليكم على 
لفظ السلام وجاء في رواياتهم النهى عنه وأنها تحية الموتى فقيل معنى كونها تحية الموتى أنها من 
عادة الشعراء في رثائهم الموتى وخطابهم مثل: 

عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما 

ولا يعني أنها السنة في تحية الموتى فقد قال رسول الله ييُ: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين) 
فحياهم بتحية الاحياء وقيل: وجه الكراهة إن عادة العرب تقديم اسم المدعو عليه في الشر 
كقولهم: عليه لعنة الله وغضبه. وقوله تعالى: 9 وإن عليك لعنتي» ورد بأن الله تعالى فى آية اللعان 
قدم اللعنة والغضب على الإسم وقيل: السلام اسم الله فهو أولى بالتقديم وهذا أحسن لو سلم عن 
المعارضة فإنه قدم عليكم على الإسم الصادر عن الرحمة وهل يتحقق السلام والتحية بمثل السلام 
بحذف الخبر كما هو المتعارف بين بعض الناس فالظاهر نعم لأنه مندرج تحت القانون ويحتمل 
العدم لعدم كونه متعارفاً شرعاً وعرفاً ويتفرع عليه وجوب الرد وعدمه. 

* الاصل : 

٠‏ -علئيٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن صالح بن السندي. عن جعفر بن بشير. عن منصور بن 





.116 / الكافى: ؟‎ - ١ 


حك شرح احن الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
حازم» عن أبى عبد الله مق قال: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإنكان واحداً: عند العطاس يقال: 


يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره؛ والرّجل يسلّم على الرّجل فيقول: السّلام عليكم والرّجل 


يدعو للوّجل فيقول: عافاكم الله وإن كان واحداً فإِنَّ معه غيره).(1١)‏ 


* الشرح : 

قوله: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإن كان واحداً) أي تخاطبهم خطاب الجماعة فيشمل 
الابتداء والجواب. 

(عند العطاس يقول: يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره) أي بحسب الظاهر فلا ينافي ما في 
آخر الحديث فإن معه غيره يعنى معه غيره من الملائكة والمؤمنين والمؤمنات بحسب القصد 
والواقع. 

الاصل : 

١‏ -محمِّدُ بن يحيى. عن محمّد بن الحسينء رفعه قال: كان أبو عبدالله لل يقول: (ثلاثة لا 
يسلّمون. الماشى مع الجنازة» والماشي إلى الجمعة وفي بيت حمّام)7". 

* الشرح : 

قوله: (ثلاثة لا يسلمون) محمول على الكراهة (الماشى مع الجنازة والماشي إلى الجمعة 
وفي بيت حمّام) ولعل السر في الأولين أنه ينافي التعجيل المطلوب فيهما أو المراد أنهما لا 
يبتدئان بالسلام على غيرهما بل ينبغي العكس لفضل المشي مع الجنازة وإلى الجمعة وفي الاخير 
أنه يوجب النظر إلى ما يكره والإطلاع عليه والله أعلم. 

الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد؛ عن عثمان بن عيسى, » عن هارون بن خارجة. عن 
أبي عبدالله يليه قال: (من التواضع أن تسلّم على من لقيت)7". 

* الشرح : 

قوله: (من التواضع أن تسلم على من لقيت) وإن وقعت الملاقات في اليوم مرارأكما دلت عليه 
رواية أبى عبيدة المذكور فى باب المصافحة عن أبي جعفر نقة. 

0 ١ الأصل:‎ * 

1# أحمد بن محمّد عن ابن محبوب؛ عن جميل؛ عن أبي عبيدة الحذاء. عن أبي جعفر‎ 1١ 





. 141 / 7 الكافى: ” / 1460 . 7“ الكافي:‎ - ١ .1586 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب التسليم 13 
قال: (مرَ أمير المؤمنين 996 بقوم فسلّم عليهم فقالوا: عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته 
رضوانه؛ فقال لهم أمير المؤمنين نىة: لا تجاوزا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم 320 إنما 
قالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت). 

١5‏ محمّد بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد, عن ابن محبوب. عن علي بن رئاب. عن أبي 
عبدالله يِذ قال: (إنَّ من تمام التحيّة للمقيم المصافحة وتمام التسليم على المسافر المعانقة)(١.‏ 

* الشرح : 

قوله: (وتمام التسليم على المسافر المعانقة) عند قدومه وظني أنه مروى وقد مر فضل 
المعانقة فى بابها. 

# الأصل : 

١‏ علئحٌ بن إبراهيم» عن أبيه عن النوفلي» عن السّكونئ عن أبي عبدالله لك قال: قال أمير 
المؤمنين نظذ: (يكره للرّجل أن يقول: حيّاك الله ثمّ يسكت حنّى يتبعها بالسّلام)(). 

* الشرح : 

قوله (يكره للرجل أن يقول: حياك الله ثم يسكت حتى يتبعها بالسلام) الحياة البقاء ضد 
الموت والحياة بالفتح والقصر الخصب والرخاء والملك والتحية وهى السلام ومعنى حياك الله 
أبقاك من الحياة أو رزقك رزقاً حسناً أو ملكك وفرحك أو سلام عليك من الحيا بالمعانى المذكور. 


الو سي وي عع لح لك و ا لم ا 2 حت 
١‏ - الكافي: ؟ / 151. " - الكافى: ؟ / 155. 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب من يجب أن يبدأ بالسلام 

* الأصل : 

١‏ محمد بن بحيى؛ عن أحمد بن محمّد. عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد. عن 
القاسم بن سليمان. عن جرّاح المدائني» عن أبي عبدالله لي قال: (يسلم الصغير على الكبير 
والمارٌ على القاعد والقليل على الكثير .)١()‏ 

* الشرح : 

قوله: (يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير) أما بداية الصغير 
على الكبير فلأن للكبير على الصغير فضلاً في السن فحصل له بذلك مزية التقدم بالتحية نعم لوكان 
للصغير فضائل نفسانية مثل العلم والأدب دون الكبير لا يبعد القول بالعكس لأن مراعاة الفضل 
البدنى يقتضى مراعاة الفضائل النفسانية بالطريق ار ولآن العالم له نسبة مؤكدة إلى النبّي 
والأئمّة المعصومين يي دون الجاهل ومن اعتبر حال بعض الأئمّة وبعض الأنبياء لف علم أن 
تقدمهم على غيرهم مع صغر سنهم إنما كان لأجل كمالاتهم وحمل الصغير والكبير على الصغير 
المعنوى والكبير المعنوي مستبعد, وأما بداية المار على القاعد فلأن القاعد قد يقع فى نفسه 
خوف من القادم فإذا ابتدء القادم بالسلام أمن أو لأن القاعد لو أمر بالبداية على المارين شق عليه 
لكثرة المارين بخلاف العكس وأما بداية القليل على الكثير فلفضيلة الجماعة وأيضاً لو بدأت 
الجماعة على الواحد خيف منه الكبر ويحتمل غير ذلك والله تعالى يعلم. 

* الأصل : 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم» عن صالح بن السندي. عن جعفر بن بشير» عن عنبسة بن مصعب. عن أبي 
عبدالله يِه قال: (القليل يبدؤون الكثير بالسّلام والرّاكب يبدا الماشي وأصحاب البغال يبدؤُون 
أصحاب الحمير وأصحاب الخيل يبدؤُون أصحاب البغال)(". 

* الشرح : 

قوله: (والراكب يبدأ الماشي.. اه) اما بداية الراكب الماشى فلأن الراكب فضلاً دنيوياً فعدل 
الشرع بينهما فجعل للماشي فضيلة أن يبدأ بالسلام» واما لأن الماشي قد يخاف من الراكب فإذا 
سلم عليه أمن أو لأنه لو ابتدأ الماشي بالسلام على الراكب خيف من الراكب الكبر وهذه التعاليل 


.155 / الكافى: ؟ / 157. ؟ - الكافى: ؟‎ - ١ 


باب من يجب أن يبدأ بالسلام حك 


يجري فيما بعد أيضاً. 

* الأصل: 

عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن علئٌ بن أسباط. عن ابن بكير عن بعض أصحابه. 
عن أبي عبدالله يليه قال: سمعته يقول: (يسلم الرّاكب على الماشي والعافتي على القاعد واذا 
لقيت جماعة جماعة سلّم الأقل على الأكثرء وإذا لقى واحدٌ جماعة سلم الواحد على 
الجماعة)(0). 

* الشرح : 

قوله: (وإذا لقى واحد جماعة سلم الواحد على الجماعة) هذا من الآداب سواء كان الواحد 
أفضل وأعلم من الجماعة أم لا لما مر أن أمير المؤمنين ِىْةٍ مر بقوم فسلم عليهم. نعم لو سلم 
الجماعة على الواحد إذا كان أفضل منهم كان لهم مع ثواب فضيلة التقدم بالسلام ثواب فضيلة 

* الاصل : 

؛ - سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريء عن ابن القدّاح. عن أبي عبدالله ىه قال: 
(يسلّم الرّاكب على الماشي والقائم على القاعد). 

الاصل : 

محتاين يحوة عن جمد بن حكن عون شمر بن عبد الم عن جميل من أب 
عبدالله ليه قال: (إذا كان قوم فى مجلس ثم سبق قومٌ فدخلوا فعلى الداخل الأخير إذا دخل أن 
يسلم عليهم).() 

* الشرح : 

فوله: (إذاكان قوم في مجلس ثم سبق قوم فدخلوا فعلى الداخل أخيراً أن يسلم عليهم) أي 
على أهل المجلس جميعاً الكائنين فيه والسابقين في الدخول سواء استقر السابقون في القعود أم 
لاء وسواء فصل بينهم وبين الأخير زمان أم لا. 


بوط ص ع م يع جح ا ع تب حي حيو م اه أن 
١‏ الكافي: ؟ / 157. ١‏ - الكافى: ؟ / /ا15. 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ >1١ 





باب إذا سلم واحد من الجماعة أجزأهم وإذا رد واحد من الجماعة أَجِرَأ عليهم 

# الأصل : 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن علئ بن أسباط؛ عن ابن بكير. عن بعض أصحابه. 
عن أبي عبدالله ناث قال: (إذا مرّت الجماعة بقوم أجزأهم أن يسلّم واحدّ منهم, وإذا سلّم على 
القوم وهم جماعة أجزأهم أن يرد واحدٌ منهم)(1). 

الشرح : 

قوله: (إذا مرت الجماعة بقوم أجزأهم أن يسلم واحد منهم وإذا سلم على القوم وهم جماعة 
أجزأهم أن يرد واحد منهم ) دلّ هذا وما بعده على أن وجوب الرد كفائي إذا رد أحد من جماعة 
كفى وهو مذهب جماعة من أصحابنا وأكثر العامة ويؤيده أنه سلم سلاماً واحداً فليس له إلا عرض 
واحد فإذا تحقق خرجوا من العهدة وعليه يحمل قوله تعالى: 9إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها 
أو ردوها» إلآ أن يحمل الأمرعلى الندب لعدم وجوب الأحسن وهو ضعيف لأن الجواب غير 
منحصر في الأحسن بل هو مردد بين المثل والأحسن ثم رد واحد منهم إنما يكفي لوكان داخلاً في 
المجموع المسلم عليهم وكان مكلفاً بالجواب فلو لم يكن داخلاً أوكان داخلاً ولم يكن مكلفاً لا 
يسقط جوابه عن الباقين لأنه قد وجب الرد عليهم ولم يأت أحد بذلك الواجب إذ لا يجب على 
غير الداخل ولا على غير البالغ» وقال الفاضل الأردبيلي: يمكن أن يُقال لو سلم على جماعة يدخل 
فيهم غير البالغ وهو مقصود بالسلام أيضاً يكفي رده عن الباقين إذ المسلم كأنه ما أوجب الرد بل 
جاء بكلام يريد عوضه بواجب وغير واجب فيكفى غير الواجب. 

الاصل : 

١‏ محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد, عن ابن محبوب, عن عبدالرّحمن بن الحججاج قال: 
(إذا سلّم الرّجل من الجماعة أجزأ عنهم ). 

الاصل : 

17 محمّدٌ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد» عن محمّد بن يحيى. عن غيات بن إبراهيم عن أبي 
عبد الله ىه قال: (إذا سلّم من القوم واحدٌّ أجزأ عنهم وإذا رد واحدٌ أجزأ عنهم). 


١‏ الكافى: ؟ //ا18. 


باب التسليم على النساء / 


باب التسليم على النساء 

* الأصل : 

١‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن حمّاد بن عيسى, عن ربعي بن عبدالله. عن أبي عبدالله 9ه 
كال: (كان رسول الله عَلَلنه سك على النساء ويرددن عليه السلام وكان أمير المؤمنين له يسلم 
على النساء وكان يكره أن يسلّم على الشابّة منهنَّ ويقول: أتخوّف أن يُعجبني صوتها فيدخل 
عل أكثر مما أطلب من الأجر)("). 

* الشرح : 

قوله: (كان رسول الله ييه يسلم على النساء ويرددن عليه السلام وكان أمير المؤمنين هل.. اه) 
دل هذا الخبر على جواز السلام على النساء وإن كانت شابة وعلى جواز ردهن وسماع صوتهن 
ويؤيده الأصل وتكلم فاطمة عليها السلام مع سلمان وبلال وغيرهما من الأصحاب وهو الظاهر من 
مذهب بعض الأصحابء وظاهر عبارات أكثر الأصحاب أن صوتهن عورة واستماعه حرام وان 
سلامهن على الأجنبي حرام وكذا سلامه عليهن وأن الجواب في الصورتين ليس بمشروع لأن 
الشارع لا يأمر برد الجواب عن الحرام وأنه ليس ذلك بتحية شرعاً فلا يوجب الأجر والعوض ويدل 
عليه ما روي عن أمير المؤمنين ليه قال: «لا تبدؤوا النساء بالسلام» وما روي عن أبى عبد الله اقل 
قال: «لا تسلم على المرأة» ويمكن حمل النهي فيهما على الكراهة مطلقاً أو عند توهم الفتنة أو إذا 
كانت شابة للجمع بين الأخبار ويؤيده ما فى آخر هذا الحديث لأن الظاهر أن أمير المؤمنين 2 أراد 
بما نسب إلى نفسه غيره. واختلف العامة أيضاً فأجاز مالك والجمهور السلام على المسنة وكرهوا 
على الشابة خوف الفتنة من مكالمتها وردها وقال بعضهم: يسلم عليهن ولا يرددن لأنه إذا سقط 
عنهن الآذان والإقامة والجهر بالقراءة سقط عنهن الردء وقال بعضهم: لا يسلم الرجال على النساء 
ولا النساء على الرجال» وقال المازري: إذا كانت النساء جماعة يسلم عليهن وإن كانت واحدة 
مسنة لا تشتهي يسلم عليها وتسلم هي وإن كانت تشتهي أو شابة لا يسلم عليها ولا تسلم هي ومن 
سلم منهما لم يستحق جواباً. 





.11/8 / الكافى: ؟‎ ١ 


و 


118 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1 


باب التسليم على أهل الملل 

* الأصل : 

١‏ -علٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن ابن أبي عمير. عن ابن أذينة, عن زرارة عن أبى جعفر ل4ة: 
قال: (دخل يهوديٌ على رسول اله ييه وعائشة عنده فقال: السام عليكم فقال: رسول الله يل 
عليكم؛ ثم دخل آخر فقال مثل ذلك, فردٌ عليه كما رد على صاحبه. ثمّ دخل آخر فقال مثل 
ذلكفردٌ رسول اله يَيْةُ كما رد على صاحبيه فغضبت عائشة فقالت: عليكم السام والغنضب 
واللّعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازيرء فقال لها رسول اله يَيلُ: يا عائشة إِنَّ الفحش لو 
كان ممثّلاً لكان مثال سوء. إِنَّ الرّفق لم يوضع على شيء قطّ إلا زانه ولم يرفع عنه قطّ إلا شانه 
قالت: يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم السام عليكم ؟ فقال: بلى أما سمعت ما رددت عليهم ؟ 
قلت: عليكم. فإذا سلّم عليكم مسلمٌ فقولوا: سلام الله عليكم وإذا سلّم عليكم كافدٌ فقولوا: 
عليك(١).‏ 

* الشرح : 

قوله (دخل يهودي على رسول الله يبه وعائشة عنده فقال: السلام عليكم فقال رسول 
الله يي عليكم.. اه) نظير ذلك في كتب العامة كثير منها ما روي عن عروة عن عائشة قالت: استأذن 
رهط من اليهود على رسول الله ييه فقالوا السام عليكم فقالت عائشة: بل عليكم السام واللعنة فقال 
رسول الله: ويا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله قالت: ألم تسمع ما قالوا قال: قد قلت 
وعليكم» وفى حديث آخر«قد قلت عليكم)» ولم يذكر الواوه وفي حديث آخر«قاتل ألم تسمع ما 
قالوا قال بلى قد سمعت ورددت عليهم وأنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا» قال القرطبي: السام 
الموت ومنه الحديث «لكل داء دواء إلا السام) فقيل: يا رسول الله ما السام ؟ فقال: «الموت» وفيه 
دلالة على الإنتصار للسلطان وأهل الفضل ووجوب ذلك على حواشيهم والمسلمين, وقال القتادة: 
المراد بالسام السامة أي تسئمون دينكم مصدر سئمت سامة وسامأ مثل رضاعاء وقال المازري: في 
زجره عْيْةٍ لعائشة وقوله: أن الله يحب الرفق فى الأمركله دلالة على عظمة خلقه وكمال حلمه وعلى 
الحث على الحلم والصبر والرفق ما لم يدع إلى المخاشنة والفحش ما يقبح من القول وفيه أمرعام 
بترك الجفاء فى الكلام بالنسبة إلى كافة الناس وبالتثبيت والرفق وعدم الإستعجال باللعن والطعن 


.118 / الكافى: ؟”‎ ١ 


وغيرهما وقد كان يَلِيْهُ يستألف الكفار بالأموال الظاهرة فكيف بالكلام الخشن. 

الأصل : 

١‏ محمّد بن يحيىء أحمد بن محمّد بن عيسىء» عن محمّد بن يحيى». عن غياث بن إبراهيم 
عن أبي عبدالله ني قال: (قال أمير المؤمنين نىة: لا تبدؤوا أهل الكتاب بالتسليم وإذا سلموا 
عليكم فقولوا: وعليكم (1) 

* الشرح : 

قوله (لا تبدؤوا أهل الكتاب بالتسليم.. اه) دل على تحريم ابتدائهم بالتسليم ولا ينافي ذلك ما 
سيجيء في هذا الباب. عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى نكة: أرأيت أن 
احتجت إلى متطبب وهو نصراني أن أسلم عليه وأدعوا له ؟ قال: «نعم ولا ينفعه دعاؤك» لأن هذا 
محمول على حال الضرورة والإحتياج إليه والتحريم على حال الإختيار وكذا لا ينافى ما مر «افشوا 
سلام الله فإن سلام الله لا ينال الظالمين» لأن هذا عام مخصوص بهذا الحديث وقوله «فقولوا 
وعليكم) بالواو وفي الرواية المتقدمة على هذه الرواية «فقولوا عليك) وفي رد الرسول يبه عليكم 
وفي الرواية المتأخرة عليها قل: عليك ويقول: عليكم بدون الواو وروايات العامة أيضاً مختلفة في 
يدها الراورقى نمه درن والمعنى بدون الواو ظاهر لأن المقصود حينئذ أن الذي تقولون 
فكاع ذوعا كووزان مع الواو فمشكل لأن الواو يقتضي اثبات ما قالوا على نفسه وتقريره عليها 
حتى يصح العطف فيدخل معهم فيما دعوا به ولهذا قال محيى الدين البغوي نقلا عن بعضهم 
والمختار فى الرد عليكم بدون الواو. 

وقال ابن الأثير: قال الخطابي: عامة المحدثين يروون وعليكم بإثبات واو العطف وكان ابن 
عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب لأنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه نفسه مردوداً عليهم 
عورا ساروا وق ال عله ممه ديعا قار لأن الواو تجمع بين الشيئين والمثبتون للواو 
اختلفوا فقال بعضهم: إنها للإستيناف لا للعطف فلا يقتضي المشاركة. وقال عياض: هذا بعيد 
والأولى أن يُقال: 00 من العطف غير أنا نجاب فيهم ولا يجابون فينا كما دل عليه 
الحديث ثم قال: حذف الواو أحسن معنى واثباتها أصح رواية وأشهر. أقول: ما اختاره ليس بأولى 
لأن المفسدة تراد ال ا او اله ا 
مدفوعة بما ذكره. ثم أقول: يمكن أن يُقال: إذا علم أنهم قالوا: السام عليك يُجِيب بعليكم دون واو 
8بب01010 00 





4 الكافى: 8/7 . 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 


فيقبل سلامهم على نفسه ويقررها عليها ويأتى بلفظ يفيد ذلك إلآ أن ذلك لا ينفعهم وفائدته مجرد 
الرفق وتأليف القلوب وكذا يصح أن يجيب بعليك دون واو وبذلك يتحقق الجمع بين الروايات. ثم 
ان الأمر بردهم على سبيل الرخصة والجواز دون الوجوب وان احتمل نظراً إلى ظاهره كما نقل عن 
ابن عباس والشعبى وقتادة من علماء العامة واستدلوا بعموم الآبة #وإذا حييتم بتحية فحيوا 
بأحسن منها أو ردوها» حيث قالوا: بأحسن منها للمسلمين وقوله: #أو ردوها» لأهل الكتاب. 
والحق أن كليهما للمسلمين لعدم وجوب الرد بالإحسن للمسلمين اتفاقاً بل الواجب أحد الأمرين 
إِمّا الرد بالأحسن أو بالمثل. 

* الأصل : 

© عدَةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن عثمان بن عيسى,. عن سماعة قال: 
سألت أبا عبدالله ليذ عن اليهوديّ والنصرانئ والمشرك إذا سَلموا غلئ الوجل وهو جالشن كيت 
ينبغى أن يرد عليهم ؟ فقال: (يقول: عليكم). 

# الأصل : 

ع محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, عن ابن فصّالء عن ابن بكير, عن بريد بن معاوية. 
عن محمّد بن مسلم. عن أبى عبد الله يِه قال: (إذا سلّم عليك اليهوديٌ والنصرانئٌ والمشرك فقل: 
عليك). ش 

* الأصل : 

ه أبو على الأشعري. عن محمّد بن سالم» عن أحمد بن النضر» عن عمرو بن شمر عن جابر, 
عن أبي جعفر ىه قال: (أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قومٌ من قريش فدخلوا على أبي طالب 
فقالوا: إن ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا فادعه ومره فليكفٌ عن آلهتنا ونكفٌ عن إلهه. قال: 
فبعث أبو طالب إلى رسول اله عَيْله فدعاه؛ فلما دخل النبئ ييه لم ير في البيت إلا مشركاً فقال: 
السلام على من اتّبع الهدى ثمّ جلس فخبّره أبو طالب بما جاؤوا له فقال: أو هل لهم في كلمة 
خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطأون أعناقهم ؟ فقال أبو جهل: نعم وما هذه الكلمة ؟ 
نقال: تقولون: لا إله إلا الله. قال: فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هراباً وهم يقولون: ما 
سمعنا بهذا فى الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق نأنزل الله تعالى فى قولهم: 9ص والقرآن ذي 
الذّكر» إلى قوله ‏ 9لا اختلاف21(6 . ظ 

* الشرح : قوله: (فادعه ومر فليكف عن آلهتنا ونكف عن إلهه) الظاهر أن الواو في قولهم 





.119 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب التسليم على أهل الملل فق 
ونكف عن الهه للحال عن فاعل يكف أو بمعنى الفاء لا للعطف على يكف لأنه لا يخلو عن مناقشة 
ودفعه بأن التقدير ومره ومرنا أن يكف إلى اه بعيد فليتأمل. 

(لم ير في البيت إلا مشركاً) غير أبي طالب أو المراد لم ير في البيت من الواردين إلا مشركاً أو 
المراد بالمشرك المشرك بحسب الواقع أو الظاهر وقد كان أبو طالب يخفي إيمانه منهم ويريهم أنه 
مشرك والله أعلم. 

(فقال: السلام على من اتّبع الهدى) فيه بيان لكيفية التسليم على أهل الملل الباطلة وإنما لم 
يسلم على أبى طالب وحده مع أنه كان مسلماً لئلا يفهموا بذلك إسلامه (ثم جلس فخبره أبو 
طالب يما جاء له) خبره تخبيراً بمعنى أخبره. 

فقال: أو هل له في كلمة خير لهم من هذا؟) الهمزة للإستفهام والواو للعطف على مقدر ولهم 
متعلق بمحذوف وخير خبر مبتدء والتقدير أقالوا هذا وهل لهم رغبة فى كلمة هى خير لهم من هذا 
الذى طلبوه. 

(فوضعوا أصابعهم فى آذانهم) تحاشياً من استماع هذه الكلمة الشريفة الدالة على التوحيد 
المطلق (وخرجوا هراباً) بضم الهاء وشد الراء للمبالغة في الهرب. 

(وهم يقولون ما سمعنا بهذا) الذي يقول والواو للحال (في الملة الآخرة) هي ملة آبائهم أو 
ملة عيسى التى هى آخر الملل لأن النصارى كانوا على التثليث (ان هذا إلا اختلاق) أي كذب 
اختلقه وافتراه. 

* الأصل : 

1 محمّد بن يحيى» عن عبد الله بن محمد عن علئ بن الحكم. عن أبان بن عثمان» عن زرارة» 
عن أبي عبد الله لا قال: (تقول في الرَّدّ على اليهوديّ والنصراني: سلام)17). 

* التشرح : قوله: (تقول في الرد على اليهودي والنصراني: سلام) يحتمل أن يكون سلام بفتح 
ويؤيده قوله تعالى: 9 سأستغفر لك ربي» وقوله تعالى: #وقل سلامٌ فسوف تعلمون4 والوجه في 
خرار ذلك ]انه لم رفصاو ييوة | املق السحية وزنها فصيو يه الباعهة والنش اكه وريسيمل أن يكن 
بكسر السين ويؤيده مذهب بعض العامة من أنه ينبغي أن يقول فى الرد عليكم السلام بكسر السين 
والسلام بالكسر الحجارة. 

* الاصل : 

علئٌ بن إبراهيم» عن أبيه. عن ابن أبي عمير؛ عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال: قلت لأبي 





.1149 / ١ الكافي:‎ - ١ 


١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 


الحسن موسى للا: أرأيت إن احتجت إلى متطبّب وهو نصرانئٌ أن أسلم عليه وأدعو له؟ قال: 
(نعم لا ينفعه دعاؤٌك). 





8 محمّد بن يحيى. عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن ابن محبوب؛ عن عبدالرّحمن ابن 
الحجّاج قال: قلت لأبي الحسن موسى ليّة: أرأيت إن احتجت إلى الطبيب وهو نصرانيٌ [أن] أسلّم 
عليه وأدعو له ؟ قال: (نعم إنه لا ينفعه دعاؤك). 

4 -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن محمّد بن عيسى بن عبيد. عن محمّد 
ابن عرفة.» عن أبى الحسن الرّضا لظا قال: قيل لأبى عبد الله لليلا: كيف أدعو لليهودىٌ والتصرانه ؟ 
قال: تقول له: (بارك لك فى دنياك). ١‏ 1 

١ : الأصل‎ * 

٠‏ -حميد بن زياد عن الحسن بن محمّدء عن وهيب بن حفص. عن أبي بصيرء عن 
أحدهما ليه فى مصافحة المسلم اليهوديٌّ والنصراني قال: (من وراء الثوب فإن صافحك بيده 
فاغسل يدك)(). 

* الشرح : 

قوله: (فإن صافحك بيده فاغسل يدك) وجوباً مع الرطوبة وندباً مع عدمها والظاهر أن للمؤمن 
ثواب المصافحة كما أن له ثواب الجماعة لو صلى خلف من لا يقتدى به. 

* الأصل : 

١‏ -أبو علي الأشعري؛ عن الحسن بن علي الكوفي, عن عباس بن عامر, عن علي بن معمر, 
عن خالد القلانسى قال: قلت لأبي عبد الله قلا : ألقى الذَّمّي فيصافحني قال: (أمسحها بالتراب 
وبالحائط ). قلت: فالناضيت # قال: : (اغسلها)7"©. 

* الشرح : قوله: (اسمحها بالتراب أو بالحائط ) بدون الرطوبة تطييباً للقلب وأما معها فالظاهر 
وجوب الغسل كما مر. 

* الأصل : 

١‏ -أبو علي الأشعري» عن محمّد عبدالجبّار, عن صفوان, عن العلاء بن رزين» عن محمّد بن 
مسلم. عن أبي جعفر لي في رجل صافح رجلاً مجوسيًاً قال: (يغسل يده ولا يتوضأ)7". 

* الشرح : قوله: (يغسل يده ولا يتوضاً) أما غسل اليد وجوباً مع الرطوبة وندباً بدونها فظاهر 
وما عدم الوضوء فلأنه ليس بمبطل له كملاقاة النجاسات بالبدن. 





.10٠١ / الكافى: ؟‎ ٠ .16١ / ؟ - الكافى: ؟‎ .16١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب مكاتبة أهل الذمة تفن 


باب مكاتبة أهل الذمة 

» الأصل : 

١‏ أحمد بن محمّد الكوفي؛ عن علئٌّ بن الحسن بن على؛ عن علئٌ بن أسباط. عن عمّه 
المجوسيُ أو 0 أو أن ا ا لمات 
تفضى حاجته ؟ قال: (أما ان ام ل مدا قد كان 
يكتب إلى كسرى وقيصر)(7١2).‏ 

* الشرح : قوله: (أو دهقاناً. اه) الدهقان بضم الدال وكسرها: القوى على التصرف مع حدة 
والتاجر وزعيم فلاحي العجم ورئيس الأقليم والقرية» والعلج بالكسر: الرجل من كفار العجم 
وغيرهم وقوله نقِذ: «أما أن تبدأ به فلا» محمول على الكراهة جمعاً بينة وبين ما دل على جواز 

الأصل : 

١‏ - علي بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن إسماعيل بن مرّا عن يونس عن عبد الله بن سنان» عن أبي 
عبد الله لْليِةِ عن الرّجل يكتب إلى رجل من عظماء عمّال المجوس فيبدأ باسمه قبل اسمه ؟ فقال: 
(لا بأس إذا فعل لاختيار المنفعة). 


باب الاغضاء 

* الأصل : 

١دعذة‏ من أصخابناء عو احم بن محكن غن عبدالله بن.مسحتكدن الحكال» عن معلنة بين 
ميمون. عمّن ذكره عن أبي عبدالله ليه قال: كان عنده قوم يحدَّثهم إذ ذكر رجلٌ منهم رجلاً فوقع 
فيه وشكاه فقال له أبو عبدالله نلي: (وأنى لك بأخيك كله وأ الرّجال المهذب -)2(0). 

* الشرح : قوله: (فوقع فيه وشكاه) وقع فلان في فلان سبه وثلبه وذكر عيوبه ولعل الوقوع فيه 
من باب إظهار التظلم كما يشعر به قوله ووشكاه» وهو جائز عند الحاكم. 

قوله: (فقال له أبو عبد الله ئة: وأنى ذلك بأخيك كله) أنى بمعنى أين للاستبعاد يعنى من أين 





.350١ / ١ الكافى:‎ - " .10١ / الكافي: ؟‎ - ١ 


١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١, 


لك أخوك كل الأخ أي الكامل في الأخوة المنزه عما يوجب النقص فيها ثم آكد ذلك بقوله (وأي 
الرجال المهذب) يعنى الرجل المهذب الخالص عن العيب والنقص نادر جٌداً مستبعد وجوده 
فلابد للصديق من الأغضاء والإغماض عن عيوب صديقه لثلا يبقى بلا صديق. 

* الأصل : 

١‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى» عن علىَ بن الحكم. ومحمّد بن سنان. 
عن علئّ بن أبي حمزة» عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله 9: (لا تفتش الناس فتبقى بلا 
صديق)(0), 

الشرح : 

قوله: (لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق) يعنى أن وجدت صديقاً صالحاً بحسب ظاهر حاله 
تشياك مداق ولذانسن فى باط أهره طإناك إن قحك تنعدءة فاسدا امتتركه: وقيقن: نال لد بق 
والنقا لوا عن رن وس همسن أن قينا فى التعراغرووالقدراء بو العدن» والتكاء عيش والقاء 
ياج اليه ١‏ 


باب نادر 

الأصل : 

١‏ محمّد بن يحيى. عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن سنان. عن العلاء بن 
الفضيل وحمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله 4# يقول: (انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإنَّ 
أحد كما قد أحدث) 

* التشرح : قوله: (انظر قلبك فإذا انكر صاحبك) أي أبغضه وهو لا محالة أبغضك أيضاً (فإن 
أخدكما أحدث) سببه فإن بغضك له أمرممكن ولكل ممكن سبت فإن كان احداثة منه سببا 
لبغضك له كان إحداثه منك أيضاً سبباً لبغضه لك لعدم الفرق؛ وهذا التعليل فى غاية اللطف في 
الدلالة على أن البغض من الطرفين. 

* الأصل : 

” -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن إسماعيل بن مهران. الحسن بن 
بوستك» :عن ركزنا بن محمد» عن سالح بن الحكم قال شمسه رعلا يبال با عبدالله 15 02 
الرّجل يقول: أودّك فكيف أعلم أنه يودَّنى ؟ فقال: (امتحن قلبك فإن كنت توذه فإنه يودك) : 





. 107 / الكافي: ” / 107 . ؟  الكافى: ؟‎ . 10١ / الكافى: ؟‎ ١ 


١) 50 





# الشرح : قوله: (امتحن قلبك فإن كنت توده فإنه يودك) أريد بالود الحب في الله وهو بين 
الطرفين ولا يزول إلا الله وأما الود المجازى لأغراض الذننا فيو قن لذ يكوة قن الطرفيع توكلير | أمنا 
يزول لعدم حصول تلك الأغراض 

الاصل : 

7 أبو بكر الحبّال عن محمّد بن عيسى القطّان المدائني قال: سمعت أبى يقول: حدَّئنا مسعدة 
ابن اليسع قال: قلت لابى عبدالله جعفر بن محمّد له : إنْى والله لاحبّك فأطرق ثم رفع رأسه فقال: 
(صدقت با أبا بشرء سل قلبك عمّا لك في قلبي من حبّك فقد أعلمني قلبي عمًا لي في قلبك)27. 

# التشيرح : قوله: (صدقت يا أبا بشر سل قلبك عمًا لك في قلبى من حبّك فقد اعلمني قلبي 
عما لى فى قلبك) يريد أن حبك لى مستلزم لحبى لك وبالعكس فإذا سألت قلبك الذي وجد 
الأول استدل به على وجود الثاني فيخبرك به كما أن قلبي الواجد للثاني استدل به على وجود 
الأول فأخبرنى به. 

3 ودين الحا دااع عل بر زاف عن حاكيين اباط عن الحسن بن الجهم قال: قلت 
لأبى الحسن ا2ة: لا تنسنى من الدّعاء؛ قال: ([أ] وتعلم أنى أنساك ؟) قال: تفكرت فى نفسي 
وقلت: هو يدعو لشيعته وأنا من شيعته. قلت: لاء لا تنساني؛ قال: (وكيف علمت ذلك ؟) قلت: 
إِنّى من شيعتك وإِنّك لتدعو لهم. فقال: (هل علمت بشيء غير هذا؟) قال: قلت: لاء قال: (إذا 
أردت أن تعلم مالك عندي فانظر [إلى] مالي عندك. 

ه-علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان؛ عن جرَّاح المدائني. 
عن أبي عبد الله ملي قال: انظر قلبك فإن أنكر صاحبك فاعلم أنَّ أحدكما قد أحدث7). 

* الشرح : قوله (وينصح له إذا غاب) بأن يمنع عنه المغتاب ويجلب له ولأهله المنافع ويدفع 
عنهم المضار (ويسمته إذا عطس) قال ابن الأثير التسميت بالسين والشين» والمعجمة أعلاهما 
يُقال شمت فلاناً وشمت عليه تشميتا فهو مشمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم كأنه دعاء 
للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى وقيل معناه أبعدك الله من الشماتة وجنبك ما يشمت به 
عليك. واشتقاق المهملة من السمت وهو الهيئة الحسنة أي جعلك الله على سمت حسن لأن 
هيئته تتزعج للعطاس. وقال القرطبي شمت وسمت والمعجمة أعلا. وقال ابن الأنباري كل داع 
بالخير مشمت ومسمت. وقال ثعلب والأصل المهملة من السمت وهو القصد وحسن المودة ومنه 





.1617 / الكافى: ؟‎ ١ ؟101.‎ / ١ الكافي:‎ - ١ 


فى شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





الحديث «دعا لفاطمة وسمت عليها». 


باب العطاس والتسميت 

# الأصل : 

١‏ محمّد بن يحبى؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسى» عن الحسين بن سعيد, عن النضر ابن 
سويد عن القاسم بن سليمان» عن جرّاح المدائني قال: قال أبو عبدالله : (للمسلم على أخيه 
من الحقٌّ أن يسلّم عليه إذا لقيه ويعوده إذا مرض وينصح له إذا غاب ويسمّته إذا عطس يقول: 
«الحمد لله رب العالمين لا شريك له) ويقول له: «ويرحمك الله) فيجبيبه فيقول: «يهديكم الله 
ويصلح بالكم» ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات).(1) 

* الشرح : 

(يقول: الحمد لله رب العالمين لا شريك له) الظاهر أن يقول: حال عن فاعل عطس وضميره 
للعاطس فيفيد أن استحباب التسميت مشروط بقول العاطس ذلك وساقط بدونه ونظيره موجود 
فى كتب العامة قال القرطبى: تسميت العاطس فرض كفاية وشرطه أن يقول العاطس: الحمد لله ولا 
ل أن القريية متيب طلقا لظو هنو الرؤا نأك الأب ريبا عد إذاقال القنالي للك 
(ويجيبه إذا دعاه) إلى طعامه وغيره من الأمور المشروعة كالاعانة والنصرة ونحوهما. 

* الأصل : 

80 علي بن إبراهيم» عن أبيه؛ عن هارون بن مسلم؛ عن مسعدة بن صدقة؛ عن أبي عبد الله‎ - ١ 
قال: قال رسول الله يَيُ: (إذا عطس الرّجل فسمّتوه ولو كان من وراء جزيرة» وفي رواية أخرى‎ 
ولو من وراء البحر).‎ 

* الشرح : قوله: (إذا عطس الرجل فسمتوه ولو من وراء جزيرة) دل على تأكد استحبابه 
والأحوط أن لا يترك» وقال عياض: اختلف في حكم التسميت فمذهب مالك وهو قول جماعة أنه 
فرض كفاية وقال بعض أهل الظاهر: أنه فرض عين وذهب الأكثر إلى أنه مستحب. 

* الأصل : 

الحسين بن محمّد؛ عن معلّى بن محمّد, عن الحسن بن عليء عن مثنّى» عن إسحاق ابن 
يزيد ومعمّر بن أبي زياد وابن رئاب قالوا: كنا جلوساً عند أبي عبدالله 42 إذا عطس رجلٌ فما رد 
عليه أحدٌّ من القوم شيئاً حتّى ابتدأ هو فقال: (سبحان الله ألا سمّتّم إِنَّ من حقّ المسلم على 


.16" / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب العطاس والتسميت يف 


المسلم أن يعوده إذا اشتكى وأن يجيبه إذا دعاه وأن يشهده إذا مات وأن يسمّته إذا عطس ). 

غ ‏ محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى. عن صفوان بن يحيى قال: كنت عند 
الوّضا نلق فعطس: فقلت له: صلَّى الله عليك؛ ثمّ عطسء فقلت: صِلَى الله عليك ثمّ عطس فقلت: 
صلَّى الله عليك وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك يقال له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك 
الله ؟ أو كما نقول ؟ قال: نعم أليس تقول: (صِلَّى الله على محمّد وآل محمّد ؟) قلت: بلى قال: 
(ارحم محمّد وآل محمّد؟) قال: بلى وقد صلى الله عليه ورحمه وإِنّما صلواتنا عليه رحمة لنا 
وقربة7١,‏ 

# النشرح : قوله: (عن صفوان بن يحيى قال: كنت عند الرضا نه فعطس فقلت له صلى الله 
عليك ثم عطس فقلت له صلى الله عليك ثم عطس فقلت صلى الله عليك) دل على استحباب 
السميت فى الثالقة كما دل عليه أيضاً ديت ززارة عن أبى جعفر كه فى آخخر البات إل أنه :ذل 
اننا علق عدم يدها وهر ارقا ند هب الله قال امنا حي كنات ] كمال الكدال دمي نالك ال 
أنه يسمت ثلاثاً ثم يمسكء ثم قال: وإن تكرر العطاس سقط التسميت وليقل فى الثالثة والرابعة: 
انك مزكوم وقيل: فى الثانية أيضاً لما رواه مسلم ان رجلاً عطس عند رسول الله وَيِيْهُ فقال له: 
(يرحمك اله) نم عطس أخرى فقال رسول الله َيل (الرجل مزكوم). قال المازري: يعني أنك 
لست ممن يسمت بعد هذا لأن هذا الذي بك مرضء ثم أورد عليه بأنه ان كان مريضاً كان أحن 
بالدعاء له وأجاب بأنه يستحب أن يدعى له بالعافية لا بدعاء العاطس. 

(وقلت: جعلت فداك إذا عطس مثلك من أهل العصمة عليهم السلام نقول له كما يقول بعضنا 
لبعض يرحمك الله أو كما نقول) الترديد من الراوي ولعل بناء السؤال على أن مثلكم مرحومون 
قطعاً فلا فائدة في طلب الرحمة لهم لأنه تحصيل الحاصل (قال: نعم ) قولوا كما تقولون لغيرنا ثم 
أشار إلى أن الفائدة لكم لا لنا مع البيان. (وقال: أليس يقول صلى الله عليه وآل محمد؟ قلت:بلى ) 
الإستفهام للتقرير وكذا في قوله (ارحم) أي أرحم الله (محمد وآل محمد) ثم بادرطية إلى 
الجواب والتقرير. (فقال: بلى وقد صلى ) أى وقد صلى عليه ورحمه ففائدة صلواتنا عليه ورحمتنا 
له لاتعوه ليه حمر ليها لاس القدسنما ل حل وعجه الكمان. 

(وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة) إلى الله تعالى وإليه ييه فكذلك صلواتكم لنا رحمة 
وقربة لكم وقد صرح بذلك الشهيد الثاني في شرح اللمعة حيث قال وغاية السؤال بها أي بالصلاة 
عائد إلى المصلي لأن الله تعالى قد أعطى نبيه ييْيُهُ من المنزلة والزلفى لديه ما لا يؤثر فيه صلاة 





. 507/ الكافى: ؟‎ - ١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





مصل كما نطقت به الأخبار وصرح به العلماء الأخيار. 

الاصل : 

-عنه. عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت 
الصا ىه يقول: (التشأب من الشيطان والعطسة من الله عرَّوجِلٌ )(). 

* الشرح : قوله: (سمعت الرضا نا يقول: التثأب من الشيطان والعطسة من الله عرّ وجال) 
روى مسلم بإسناده عن النبي َيه قال: «التثأب من الشيطان» وفي رواية أخرى له: «إذا تثأب 
أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل» فال عياض: الأب بعد المهزة ة والإسم 
الثوباء بالمد. وقال ابن دريد: أصله من تأب الرجل فهو مثؤوب إذا استرخى وكسل وقيل: التئأب 
بالهمز التنفس الذي ينفتح منه الفم وإنما نسبه إلى الشيطان لأنه من تكسيله وسببه وقيل: أضيف 
إليه لأنه يرضيه وقيل: إنما ينشأ من امتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس ويورث الغفلة والكسل 
وسوء الفهم ولذاكره الله تعالى وأحبه الشيطان وضحك منه. والعطاس لماكان سبباً لخفة الدماغ. 
واستفراغ الفضلات وصفاء الروح وتقوية الحواس كان أمره بالعكس ولكونه من الشيطان قيل: إنه ما 
تثأب نبى قط. 

# الأصل : 

علييٌ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد قال: سألت العالم م عن العطسة وما العلّة في 
الحمد لله عليها ؟ فقال: (إنَّئله نعم على عبده في صحّة بدنه وسلامة جوارحه وأنَّ العبد ينسى 
ذكر لله عرَّوجِلٌ على ذلك وإذا نسي أمر الله الرّيح فتجاوز فى بدنه ثمّ ه يخرجها من أنفه فيحمد الله 
على ذلك فيكون حمده عند ذلك شكراً لما نسى ). 

بده لفن السهاوا تع العمدينن ستو خا لد فو امود لقنا لودع تعر ا ا اب وريه قن 
داود , بن الحصين قال: كنا عند أبى عبدالله 9 فأحصيت في البيت أربعة عشر رجلاً فعطس أبو 
عبدالله ني فما تكلم أحدّ من القوم فقال: أبو عبد الله نفلا: (ألا تسمّتون الاكسسمةون مدن حجن 
المؤمن على المؤمن إذا مرض أن يعوده وإذا مات أن يشهد جنازته وإذا عطس أن يسمّته - أو 
قال: يسمته وإذا دعا أن يجيبه ). 

الشرح : قوله: (قال أبو عبد الله نافلا: ألا تسمتون ألا تسمتون) بالتكرير وفى ؛ بعض النسخ 
بدونه وفى بعضها بالمهملة وفى بعضها بالمعجمة. وإلا بالفتح والشد حرف تخصيص والتخفيف 
على أن يكون الهمزة للإستفهام والتوبيخ محتمل. 


.101 / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب العطاس والتسميت اح 


* الأصل : 

- أبو على الأشعري, عن محمّد بن سالم. عن أحمد بن النضر. عن عمرو بن شمر. عن جابر 
قال: قال أبو جعفر نهَةا: (نعم الشىء العطسة تنفع في الجسد وتذكّر بالله عزَّوجِلٌ ). قلت:إِنَّ عندنا 
قوماً يقولون: ليس لرسول الله ييّْيْهُ فى العطسة نصيبٌ فقال: (إن كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة 
محمد وَيِيةٌ ). 

04 علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن ن أبى عمير عن بعض أصحابه قال: عطس رجلٌ عند أبي 
جعفر ة فقال: الحمد لله. فلم يسمّته أبو جعفر لىة وقال: (نقصنا حقّناً)» ثم قال: (إذا عطس 
أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله على محمّد وأهل بيته) قال: فقال: الآجلء. 
0 

* التشيرح : قوله: (عطس رجل عند أبى جعفر 3 فقال: الحمد لله رب العالمين فلم يسمته أبو 
جعفر ني وقال: نقصنا حقنا.. اه) نقصه ونقصه بالتخفيف والتشديد بمعنى ولعل فى نقصنا حذف 
وإنضال اق تقض منا أواغلينا والحاصطل لبيعطكا جتنا زهو الصاذ غلبن وطلت الرحية ليم وقيه 
دلالة على أن استحباب التسميت موقوف على تحميد العاطس والصلاة النبى وآله عليهم السلام 
فلولم يأت بذلك لم يستحق التسميت,؛ ومن طرق العامة أيضاً دلالة على أنه لا يستحب إذا لم يأت 
من عطس بالحمد روى مسلم عن أنس بن مالك قال: «عطس عند النبى َيِه رجلان فسمت 
أحدهما ولم يسمت الآخرفقال الذي لم يسمته عطس فلان فسمته وعطست أنا فلم تسمتني فقال 
أن هذا حمد الله عرّ وجل وإِنّك لم تحمد الله عر وجل. 

* الاصل : 

٠‏ علي عن أبيه؛ عن ابن أبي عمير, عن إسماعيل البصري. عن الفضيل بن يسار قال: 
قلت لأبي جعفر ل49: إن الثاس يكرهون الصلاة على محمّد وآله فى ثلاثة مواطن: : عند العطسة 
وَعَنْكَ اللبيخة وعدن الخما فال أبواجعفر 21 (ما لهم ويلهم نافقوا لعنهم الله). 

١١‏ -عنه؛ عن أبيه. عن ابن أبى عمير» عن سعد بن أبى خلف قال: كان أبو جعفر ليه إذا عطس 
فقيل له: يرحمك الله قال: (يغفر الله لكم ويرحمكم لله) وإذا عطس عنده إنسادٌ قال: (يرحمك الله 
عزّ وجل). 

١١‏ -عنه. عن أبيه. عن النوفليئٌ» أو غيره عن السكونى؛ عن أبي عبدالله ليه قال: عطس غلامٌ 
لم يبلغ الحلم عند النبئئ ويّْهُ: فقال: الحمد لله. فقال له النبوث يليّ: (بارك الله فيك). 








.101 / ” الكافى:‎ ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 


محمّد بن يحبى» عن عبدالله بن محمّد. عن علئٌ بن الحكم. عن أبان بن عثمان. عن 
محمّد بن مسلم. عن أبي جعفر نيه قال: (إذا عطس الرّجل فليقل: الحمد لله [ربٌّ العالمين] لا 
شريك له وإذا سمّت الرّجل فليقل: يرحمك الله وإذا رد[دت] فليقل: يغفر الله لك ولناء فإنَّ رسول 
لله ييه سئل عن آية أو شىء فيه ذكر الله فقال: كلّما ذكر الله فيه فهو حسك .)١()‏ 

* الشرح : 

قوله: (فإن رسول الله يمْةٌ سئل عن آية ) يقال عند العطسة (أو شىء فيه ذكر الله فقال: كلما ذكر 
لله فيه فهو حسن) لا حلاف بين الأمة أن تحميد العاطس والتسميت له ورده للمسمت مطلوب 
والظاهر على التخيير فى عبارات جميع ذلك مثل أن يقول العاطس: الحمد لله أو يضيف إليه رب 
العالمين أيضاً على كل حال أو غير ذلك ومثل أن يقول المسمت هذه العبارات أو يرحمك الله أو 
يرحمنا وإياكم إلى غير ذلك من الألفاظ الدالة على ثناء الواجب والدعاء بالخير للعاطس. 

* الأصل : 

4 محمّد بن يحبى؛ عن أحمد بن محمّد؛ عن محمّد بن سنان» عن الحسين بن نعيم؛ عن 
مسمع بن عبدالملك قال: عطس أبو عبد الله ىه فقال: (الحمد لله رب العالمين ثم جعل أصبعه في 
أنفه فقال: رغم أنفي لله رغماً داخراً). 

0 - أبو على الأشعري, عن محمّد بن سالم» عن أحمد بن النضر, عن محمّد بن مروان رفعه 
قال: قال أمير المؤمنين ليْةِ: من قال إذا عطس: (الحمد لله رب العالمين على كلّ حال لم يجد 
وجع الأذنين والأضراس). 

١7‏ -محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد أو غيره؛ عن ابن فضّالء عن بعض أصحابه؛ عن أبي 
عبدالله لي قال: (في وجع الأضراس ووجع الأذان إذا سمعتم من يعطس فابدؤوه بالحمد). 

١‏ على ؛ بو تراش عن ابي ] عر عالت بز السنادي وطن مسعدر ين بير كن طتما0 كن ! بي 
أسامة قال: قال أبو عبد الله هلا: (من سمع عطسة فحمد الله عزَّوجِلٌ وصلَى على النَبيَ وأهل 
بيته يلم يشتك عينه ولا ضرسه.) ثم م قال: (إن سمعتها فقلها وإن كان بينك وبينه البحر). 

4م١1‏ - أبو على الأشعري. عن بعض أصحابه. عن ابن أبي نجران» عن بعض أصحايناء عن أبي 
عبدالله يليه قال: (عطس رجلٌ نصرانيٌ عند أبي عبدالله ني فقال له: القوم هداك الله فقال أبو 
عبدالله ك: فقولوا: يرحمك الله فقالوا له: إِنّه نصرانيٌ ؟ فقال: لا يهديه حتّى يرحمه). 

4 علي بن إبراهيم» عن هارون بن مسلم. .عن مسعدة بن صدقة؛ عن أبي عبدالله لق قال: قال 


.1057/ " الكافى:‎ - ١ 


(رسول الله عن : إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلّة تكون به قالت الملائكة عنه: الحمد لله 
رب العالمينء فإن قال: الحمد لله رب العالمين؛ قالت الملائكة: يغفر الله لك. قال: وقال رسول 
الله يَيِيهُ: العطاس للمريض دليل العافية وراحة للبدن. 

٠‏ محمِّدٌ بن بحيى» عن محمّد بن موسى» عن يعقوب بن يزيد. عن عثمان بن عيسى. عن 
غيل شيا ون فير وهو جد ةب امتضيور ا[عق أن عبدالله 9] قال: قال: (العطاس ينفع في 
البدن كلّه ما لم يزد على الثلاث فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم)27. 

* الشرح : 

قوله: (العطاس ينفع البدن كله ما لم يزد على الثلاث فإذا زاد على الثلاث فهو داء وسقم) 
كالزكام ونحوه وفيه مع حديث آخر الباب دلالة على ترك التسميت فى الرابعة وما بعدها وحمله 
على الرخصة ونفى التأكيد غير مستبعد وفى رواية العامة دلالة على سقوطه فى الثانية وأقوالهم فى 
الثالثة ولراك مر ال ذل السو تن جيم العرايت لظاهر قزل الفباد ف عق اقيم فر زان 
يسمته إذا عطس والأولى أيضاً أن يضيف العاطس إلى التحميد فى الرابعة وما بعدها العافية. 

الأصل : ْ 

١‏ أحمد بن محمّد الكوفي؛ عن عليٌ بن الحسن, عن عليئيٌ بن أسباط, عن عمّه يعقوب بن 
سالم؛ عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبدالله ل عن قول الله عرَّ وجلّ: 8إِنَّ أنكر الاصوات 
لصوت الحمير » قال: (العطسة القبيحة)(). 

* الشرح : 

قوله (العطسة القبيحة) هي المشتملة على الصوت الشديد المستنكر له فى السمع يعني أنها 
مندرجة تحت الاية الا ان الاية مختصة بها وفيه ارشاد للعاطس الى مراعاة الاعتدال فيها. 

* الأصل : 

محمد بن يحبى» عن أحمد بن محمّد, عن القاسم بن يحبى. عن جدّه الحسن ابن راشدء 
عن أبي عبد الله لي قال: (من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال: الحمد لله رب العالمين. 
الحمد لله حمدأ كثيرأ كما هو أهله وصلَى الله على محمّد التي وآله وسلّم خرج من منخره 
الأيسر طائر أصغر من الجراد وأكبر من الذباب حتّى يسير تحت العرش يستغفر الله له إلى يوم 
القيامة 


7 محمّدٌ بن يحيى, عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه رواه. عن رجل من العامّة قال: 








.507/ الكافى: ؟‎ ١ 0 / ” الكافى:‎ ١ 


5 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 
كنت أجالس أبا عبد الله ليه فلا والله ما رأيت مجلساً أنبل من مجالسة قال: فقال لى ذات يوم: من 
أين تخرج العطسة ؟ فقلت: من الانف, فقال لى: أصبت الخطأء فقلت: جعلت فداك من أين فقال: 
(من جميع البدن كما أن النطفة تخرج من جميع البدن ومخرجها من الإحليل) ثم قال: أفارائة 
الإنسان إذا عطس نفض أعضاؤًه وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيَام). 

* الشرح : 

قوله (وما رأيت مجلساً أنبل من مجالسه) أي أفضل أو أنجب وأعظم وأكبر من النبل وهو 
الفضل والنجابة والكبار وفعله ككرم. 

(وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام) لخروج الريح المنتشر فى الأعضاء وحصول خفه 
البدن وصفاء الروح واستقامة المزاج وميله إلى الإعتدال في الجملة. 

الاصل : 

14 - علنٌ بن إبراهيم» عن أبيه. عن النوفليئ» عن السكونئء عن أبي عبدالله ليه قال: (قال 
رسول الله يَنَهُ: تصديق الحديث عند العطاس). 

6 علي بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن النوفليٌ» عن السكونئ؛ عن أبي عبدالله يي قال: (قال 
رسول الله يي إذا كان الّجل يتحدّث فعطس عاطس فهو شاهد حقٌّ). 

3 عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعري عن ابن القدّاح؛ عن 
ابن أبي عميرء عن أبي عبدالله لي قال: (قال رسول الله كَلُ: تصديق الحديث عند العطاس. 

7 - عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن محسن بن أحمدء عن أبان ابن عثمان. عن 
زرارة» عن أبي جعفر ن#ة قال: (إذا عطس الدّجل ثلاثاً فسمّته ثم اتركه)(١).‏ 

الشرح : قوله: (تصديق الحديث عند العطاس) لعل السر فيه أن العطسة رحمة من الله 
تعالى للعبد ويستبعد نزول الرحمة فى مجلس يكذب فيه خصوصاً عند صدور الكذب فإذا قارنت 
الحديث دلت على صدقه. ١‏ 


باب وجوب إجلال ذى الشيبة المسلم 
الأصل : 
١‏ محمّدٌ بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد, وعلئنٌ بن إبراهيم.؛ عن د اننم حننا عن ابن 
محبوب, عن عبدالله بن سنانء قال: قال لى أبو عبد الله 0: (إنَّ من إجلال الله عبَّوجِلٌ إجلال 





. الكافى: ؟ / /ا10‎ ١ 


باب اكرام الكريم نقنا 


الشيخ الكبير) ١7‏ . 

* النشرح : قوله: (إن من إجلال الله تعالى إجلال الشيخ الكبير) أي توقيره وتعظيمه فى جميع 
الأحوال والأوقات بالسلام والكلام والإحترام وحسن المعاشرة والمعاملة والمعاونة والمصادقة 
والنصرة والمداراة والمحبة وترك كل ما يؤذيه من المخاصمة والمناقشة والمماراة وغيرها من 
الأمور المنافية للعظمة كل ذلك لكونه أكبر سنا وأضعف بدناً وأعظم تجربة وأكيس حزماً وأقدم 
إسلاماً وأكثر عبادة وأقرب خروجاً من الدّنيا ورجوعاً إلى المولى. 

١‏ علئئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن النوفلئ» عن السكونئ. عن أبي عبدالله ليا قال: (قال 
رسو لاله وَِيُْ: من عرف فضل كبير لسنه فوقره أمنه الله من فزع يوم القيامة). 





الأصل : 
١‏ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله يَ: (من وقّر ذا شيبة في الإسلام أمنه الله عزَّ وجل من 


-عدة من أضعاناء عن امد بن محمد بن خالدو عه محمد نو عل عو محمد ين 
نشي معن يعاق وها ركال بجعت انا القطات يعدت وعد ابر عيذات بق ذال زفلانة لا 
يجهل حقّهم إلا منافق معروف [ب] النفاق: ذو الشيبة في الإسلام وحامل القرآن والإمام العادل). 

0 -عنه؛ عن أبيه» عن أبى نهشلء عن عبدالله بن سنان قال: قال لى أبو عبد الله لَقا: (من إجلال 
لله عرَّوجلّ إجلال المؤمن ذي الشيبة ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ ومن استخفٌ بمؤمن ذي 
كبية أزيل انه الناسن يمحخت ار قل فوت 

1 -الحسين بن محمّد. عن أحمد بن إسحاق. عن سعد بن مسلم؛ عن أبي بصير وغيره» عن أبي 
عبدالله ليه قال: قال: (من إجلال الله عزَّ وجل إجلال ذي الشيبة المسلم). 


باب اكرام الكريم 
الأصل : 
١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد» عن جعفر بن محمّد الأشعري. عن عبد الله بن القدًا 3 
عن أبى عبد الله لي قال: دخل رجلان على أمير المؤمنين ن#ة: فألقى لكلٌّ واحد منهما وسادة فقعد 
عليها أحدهما وأبى الآخر فقال أمير المؤمنين 396: (اقعد عليها فإنّه لا يأبى الكرامة إلا حمار). 





.108 / الكافى: ؟‎ - ١ 


»1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





قال: (قال رسول الله َيُ: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه)(1' . 

الشرح : قوله: (فإنه لا يأبى الكرامة إل الحمار) ترغيب فى قبول الكرامة والتشريف 
والتعظيم وتنبيه على أنه لا يردها إلا الأحمق الخسيس اللثيم خصوصاً إذا كانت من الشسريف 
الكريم ولا يبعد إدراج التحف والهدايا فى هذا النحو من الإكرام لشمول التعليل وعموم الدليل. 

* الاصل : 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن النوفلئٌ» عن السكونئ؛ عن أبي عبدالله ةٍ قال: (قال رسول 
لله يً: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه). 

م بعذة من أصبحايا. عن أحمد بن أبي عبدالله. عن محمّد بن عيسى. عن عبدالله العلوى. عن 
أبيه. عن جدَّه قال: (قال أمير المؤمنين اِا: لما قدم عدي بن حاتم إلى النبئ عله أدخله 
النبى ييه بيته ولم يكن فى البيت غير خصفة ووسادة من ادم فطرحها رسول اله وَْةُ لعدي بن 
عات 

* التشرح : قوله: (لما قدم عدي بن حاتم إلى النبئ ييِِ..اه) عدي بن حاتم الطائى كان رئيس 
قبيلة بنى طى وكان من مشاهير العرب وكان هو وقومه مشركين يعبدون الأصنام فقاتلهم أمير 
المؤمنين ني بأمر النبي ييه وغلبهم وكسر أصنامهم وأخذ غنائمهم وهرب عدي إلى الشام ثم تفكر 
في أن محمداً إما سلطان أو نبي مرسل وعلى التقديرين لابد من صحبته فرجع إلى المدينة فأكرمه 
النبي ييلةُ وأدخله بيته كما ذكر فلما رأى شيئاً من أخلاق النبوة وآثارها وأسرارها أسلم. والخصفة 
بالخاء المعجمة واحدة الخصف بالتحريك فيهما من الخصف بالفتح والتسكين وهو ضم الشيء 
إلى الشيء ويطلق على الثوب الغليظ جداً وعلى الحصير المنسوج من خوص النخل ولعله المراد 
هنا. والوسادة بفتح الواو وكسرها المتكأ والمخدة والادم بضمتين جمع أديم كرغف ورغيف وهو 
الجلد أو أحمره أو مدبوغة وبالضم والسكون للجمع. 


باب حق الداخل 
* الأصل : 
١‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن النوفليئ» عن السكوني» عن أبي عبدالله نه قال: (قال رسول 
الله يييهُّ: إنَّ من حقٌّ الدّاخل على أهل البيت أن يمشوا معه هنيئة إذا دخل وإذا خرج. وقال: قال 
رسول الله يب إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم في بيته فهو أمير عليه حتّى يخرج)7" . 


.109 / الكافى: ؟ / 109. الكافى: ؟‎  " .109/ 7 الكافى:‎ ١ 


باب المجالس بالامانة يق 


* الشرح : قوله: (إنّ من حقٌ الداخل على أهل البيت أن يمشوا معه هنيئة إذا دخل وإذا خرج ) 
هنئة بالتخفيف والترحيك معناها شىء وهنيئة مصغر هنة وأصلها هنيوة أي شيء يسير قلبت الواو 
باء وأدغمت ويروى هنيهة بإبدال الياء هاء والمراد بالمشى معه عند الخروج المشايعة وعند 
الدخول الإستقبال وفى من دلالة على أن حقوق الداخل كثيرة المذكورة بعضها 

(وقال: قال رسول الله يَبلْةّ: إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم في بيته فهو أمير عليه حتى 
في مقاصده المشروعة ويسعى في أداء حقوقه وإرجاع ضمير هو إلى الأخ بناء على أن له أيضاً حقاً 
على الداخل بعيد جداً. 


باب المجالس بالامانة 

الأصل : 

بعد من أسصافا» عوسيل بن نانع احم يو معو ينها عن انق محبوب قد 
عبدالله بن سنان» عن أبي عوف. عن أبي عبدالله ليه قال: سمعته يقول: (المجالس بالأمانة). 

١‏ - عليٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن أبي عمير» عن حمّاد بن عثمان» عن زرارة» عن أبي 
جعفر نهذ قال: (قال رسول الله يَيهُ: المجالس بالأمانة)(1 . 

* الشرح : 

قوله: (المجالس بالأمانة) نهى عن إعادة ما يجري في المجالس من قول أو فعل فكان ذلك 
أمانة عند من سمعه أو رآه فإنه يجب عليه حفظه فإنه قد يترتب على إفشائه مفاسد كثيرة. 

الاصل : 

"-عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن عثمان بن عيسى, عمّن ذكره؛ عن أبي 
عبدالله لي قال: (المجالس بالأمانة وليس لأحد أن يحدّث بحديث يكتمه صاحبه إلا بإذنه إلا أن 
يكون ثقة أو ذكراً له بخير)(' . 

الشرح : قوله: (وليس لأحد أن يحدث بحديث يكتمه صاحبه إلا بإذنه ) عموماً أو خصوصاً 
لشخص ومع ذلك لابد من كتمانه إن كان في إظهار سوء عاقبة لا يعلمه صاحبه. 

(إلآ أن يكون فقهاً أو ذكراً له بخير) فإن إظهارهما لا يحناج إلى الإذن إلا أن يكون في إظهاره 
الثفة ضرر. وفي بعض النسخ «ثقة» بدل فقهاً. 





- الكافي: 7 / .11٠0‏ ؟ - الكافى: ” / .51١‏ 


- 


5 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب فى المناجات 

١ : الأصل‎ * 

١‏ محمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسى» عن الحسن بن محبوب, عن مالك ابن 
عطيّة» عن أبى بصير عن أبى عبد الله ىه قال: (إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون 
صاحبهما فإنَّ في ذلك [م] ما يحزنه ويؤذيه)(2 . 

* الشرح : 

قوله: (إذاكان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإن ذلك مما يحزنه ويؤذيه) 
وكذلك الجماعة دون الواحد للإشتراك فى العلة» ثم حزنه إما لكتمان السر عنه وعدم ايتمانه 
بحفظه أو لتوهمه أنهما يقولان فى حقه شيئاً مما يكرهه أو لتخصيص البر ومكاره الأخلاق وحسن 
المبرة ولطف المعاشرة بغيره فيقدر فى نفسه أنهما لم يرياه أهلاً لأن يشركون يشركوه فى حد يثهم 
وذلك يوحش صدره ويوجب حزنه إلى غير ذلك من تسويلات النفس وأحاديث الشيطان, لا يبعد 
تخصيص ذلك بما إذا لم يحتاجا إلى السر شراً أو عرفا أولم يعلما عدم حزن الخارج إذ لو اضطرا 
إليه في أمر الدين أو الدنيا أو علما أنه لم يحزنه كما إذاكان الخارج خادماً أو عبداً لا يتوقع أن يكون 
من أهل السرء فالظاهر أنه لا يكره وفي مفهوم الشرط دلالة على أنه إذا كان القوم أربعة أو أكثر جاز 
مناجاة الاثنين دون صاحبهما لانتفاء العلة وهى الحزن والايذاء لأن كل واحد من الصاحبين قد 
دوك نيه انيه]« لأس هيدو الكخر قاد يدكدل فر راسو وها عجر وإذاء من ميكل 
في الواحد, ثم أن هذا الحكم باق إلى يوم القيامة غير مختص عندنا بالسفر ولا بمكان الخوف ولا 
بزمان خلافاً للعامة فإنه قال بعضهم: هذا خاص بالسفر وبالمواضع التى لا يأمن الرجل فيها صاحبه 
ويخاف غدره وأما فى الحضر والعمارة فلاء وقال بعضهم: كان ذلك فى أول الإسلام حين كان 
المنافقون يفعلونه بمحضر المؤمنين ليحزنوهم قال الله تعالى: «إنما النجوى من الشيطان.. الآية »© 
وقال عبد الله بن عمرو ومالك: على العموم وهو الحق. 

الاصل : 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد أبى عبدالله. عن محمّد بن علىٌء عن يونس بن 
بعقوب. عن أبي الحسن الأوّل ني قال: (إذا كان ثلاثة فيبيت فلا يتناجى إثنان ون شاعهنا 


.11٠١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب في المناجات يفن 
فإنَّ ذلك ممّا يغمّه). 

١‏ علوي بن إبراهيم. عن أبيه. عن النوفلىّ» عن السكوني. عن أبي عبدالله لي قال: (قال رسول 
الله يَيُْ: من عرض لأخيه المسلم [المتكلم] في حديثه فكأئما خدش وجهه)!١).‏ 

* الشرح : 

قوله: (من عرض لأخيه المسلم المتكلم في حديث فكأنما خدش في وجهه) عرض له ظهر 
وبرز وعرضت له الشيء بالتخفيف فيهما أظهرته وأبرزته والمعنى على الثاني وهو الأظهر من أبرز 
كلاماً في كلام وأدخل فيه ومنعه عن اتمامه فكأنما خدش فى وجه أخيه وفعل ما يشينه لأنه عمل 
ما يوجب استخفافه واحتقاره وكسر قلبه ووضع قدره. وعلى الأول من برزله فى حديثه السر 
ليسمعه خدش في وجه نفسه لأن ذلك موجب لاستخفاف نفسه وكلاهما مذموم شرعاً أو عقلاً. 


.11١ / الكافى: ؟‎ ١ 


رذ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





باب الجلوس 

* الأصل : 

١‏ -عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد, عن النوفلئ» عن عبد العظيم بن عبدالله بن 
الحسن العلوي رفعه قال: (كان النبئ عله يجلس ثلاثاً: القرفصا وهو أن يقيم ساقيه ويستقبلهما 
بيديه ويشدٌ يده في ذراعه وكان يجثو على ركبتيه وكان يثنّى رجلاً واحدة ويبسط عليها الأخرى 
ولم بر ييه متربّعاً قط(" . 

* التشرح : 

قوله: (قال: كان النبى ييه يبجلس ثلاثاً) أي ثلاث جلسات. 

(القرفصا وهو أن يُقيم ساقيه ويستقبلهما بيديه ويشد يده في ذراعه) وفاعل قال غير معلوم 
يحتمل أن يكون كلام المعصوم والمصنف وغيره وفى القاموس: القرفصا مثلثة القاف والفاء 
مقصورة والقرفصا بضم القاف والراء على الإتباع أن يجلس على إليتيه ويلصق فخذيه على بطنه 
وبحتبى بيديه يضعهما على ساقيه أو يجلس على ركبتيه منكباً ويلصق بطنه على فخذيه وبتأبط 
كفيه. وفي الصحّاح: القرفصة أن يجمع الإنسان ويشد يديه ورجليه والقرفصا ضرب من القعود يمد 
وبقصر فإذا قيل: قعد فلان القرفصا فكأنك قلت: قعد قعوداً مخصوصاً وهو أن يجلس على إليتيه 
ويلصق فخذيه ببطنيه ويحتبى بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبى بالثوب يكون يداه مكان 
الثوب عن أبي عبيد وقال أبو المهدي: هو أن يجلس على ركبيته منكباً ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط 
كرسي سفنة الأغرانت 

(وكان يجثو على ركبتيه) جثا كدعا ورمى جثوا وجثياً بضمهما جلس على ركبتيه ففيه تجريد 
(وكان يثنى رجلا واحدة ويبسط عليها الأخرى) وهو التورك. 

(ولم ير ييه متربعاً قط) تربع في مجلسه جلس مربعاً وهو أن يقعد على وركيه ويمد ركبته 
اليمنى إلى جانب يمينه وقدمه اليسرى إلى جانب يساره ويمد ركبته اليسرى إلى جانب يساره 
وقدمه اليسرى إلى جانب يمينه. 

* الأصل : 

١‏ -علئيٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن | بن أب عمير عمّن ذكره عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت 


.11١ / الكافى: ؟‎ ١ 


نان التخلوين هرق 
علت بن الحسين 88 قاعداً واضعاً إحدى رجليه على فخذه فقلت: إن النّاس يكرهون هذه الجلسة 
ويقولون: إِنّها جلسة البَتٌ فقال: (إنّى إِنْما جلست هذه الجلسة للملالة والدَبُ لا يملّ ولا تأخذه 
سنة ولا نوم)7١‏ . ْ 

* الشرح : 

قوله: (عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت على بن الحسين عليهما السلام قاعدأ واضعاًإحدى 
رجليه على فخذه) وهى التورك والتربع وتمتار عنهما بوضع الرجل على الفخذ. 

(فقلت: إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون: هذا جلسة الرب) أراد بالناس اليهود أو 
الأعم منهم ومن العامة القائلين: بأنه تعالى جسم. والغرض من السؤال إما مجرد حكاية قولهم أو 
الشك فى أصل الكراهة لا فى استنادها إلى العلة المذكورة لأن أبا حمزة ثابت بن دينار من أكابر 
الشيعة وثقاتهم وقد روى أنه في زمانه مثل سلمان في زمانه فلا يشك أنه ليس للرب جلسة. 

(فقال: انى إنما جلست هذه الجلسة للملالة) من جلسات اخر والتحول من نوع منها إلى اخر 
سبب للإستراحة (والرب لا يمل أبداً) لأن الملال تابع لضعف المزاج والقوى الجسمانية وهو 
على الله سبحانه محال. 

(ولا تأخذه سنة ولا نوم) السنة النعاس وقيل: فتور يتقدم النوم والهاء فيها عوض عن الواو 
المحذوفة. والنوم حال يعرض للحيوان لاسترخاء أعصاب الدماغ من الرطوبات والأبخرة 
المتصاعدة بحيث تقف الإحساس ولعل المراد بيان فساد قولهم بأن اتصافه تعالى بالجلوس 
مستلزم لاتصافه بالملال» والسنة والنوم واللازم باطل بالإتفاق فالملزوم مثله. 

الاصل : 

عليٌ» عن أبيه» عن ابن أبي عميره عن محمّد بن مرازم» عن أبي سليمان لزاه عن أبي 
عبد الله مه قال: (من رضي بدون التشرّف من المجلس لم يزل الله عرّوجل وملائكته يصلون عليه 
حتّى يقوم )7 . 

* الشرح : قوله: (من رضى بدون التشرف من المجلس لم يزل الله تعالى وملائكته يصلون 
عليه حتى يقوم) صدر المجلس وأعلاه وإن كان للعالم وأهل الكمال لكنه إن جلس دونه تواضعاً 
لله وللمؤمنين وهضماً لنفسه وحفظاً لها من التفاخر والتجبر استحق الصلاة والرحمة. 

*: الاصل : 

-علئٌ بن إبراهيم» عن أبيه» عن بعض أصحابه. عن طلحة بن زيد. عن أبى عبدالله ىه قال: 








."71 / ١ ؟ - الكافى:‎ . 37١ / الكافي: ؟‎ ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 
. '١()ةلبقلا (كان رسول الله يَيْيُْ: أكثر ما يجلس تجاه‎ 

* الشرح : 

(كان رسول الله يَيُْ أكثر ما يجلس تجاه القبلة) في حال الإجتماع والإنفراد فلابد من التأسي 
فيه وفيه فوائد جمة لا تخفى على العارف والظاهر أن «ما» مصدرية. 

* الأصل : 

© أبو عبدالله الأشعري. عن معلّى بن محمّد. عن الوشّاءء عن حماد بن عثمان قال: جلس أبو 
عبدالله ني متوبّكاً رجله اليمنى على فخذه اليسرى فقال له رجلٌ: جعلت فداك هذه جلسة 
مكروهة؛ فقال: (إنّما هو شيء قالته اليهود لما أن فرغ الله عرَّ وجل من خلق السّماوات والأرض 
واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح نأنزل الله عزَّ وجل «الله لا إله إلا هو الحيّ 
القيوم لا تأخذه سنة ولانومٌ» وبقى أبو عبدالله علي متورّكاً كما هو(" . 

* الشرح : 

قوله: (فأنزل الله تعالى لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنةٌ ولا نوم) هذه الآبة الشريفة إلى 
آخرها رد عليهم لدلالتها على أنه منزه عن الوسن والنوم والتحيز والحلول والتغير والفتور والمناسبة 
بالأشباح وقبول ما تقبله ذوات الأمزجة والأرواح إلى غير ذلك من مسائل التوحيد. 

الاصل : 

1 عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد؛ عن أبيه» عن عبدالله بن المغيرة عمّن 
ذكره. عن أبى عبد الله ليه قال: (كان رسول الله يَيهُ إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين 
يدخل )7 . 

* الشرح : 

قوله: (كان رسول الله يَثِهُ إذا دخل منزلاً قعد فى أدنى المجلس إليه حين يدخل ) هذا الجلوس 
مع اشتماله على الهضم والتواضع أبعد من الأذية والكلفة وأقرب من الدعة والألفة والإستراحة من 
مؤونة الزحام وسهولة التصرف والقعود والقيام ومراعاة حق الوارد من التوسعة والتفسح والإكرام. 

* الاصل : 

محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسئ»؛ عن محمّد بن يحيى» عن محمّد بن 
يحيى. عن طلحة ابن زيد.» عن أبي عبد الله يه قال: (قال أمير المؤمنين ا2ا: سوق المسلمين 
كمسجدهم فمن سبق إلى مكان فهو أحقٌ به إلى الأّيل) قال: : (وكان لا يأخذ على بيوت السّوق 





. 115 / الكافي: ؟‎ -* . 11١ / ؟ - الكافى: ؟‎ .37١ / 7 الكافى:‎ ١ 


باب الجلوس 7 


. ١7 كراءً)‎ 

* الشرح : 

قوله: (سوق المسلمين كمسجدهم) التشبيه يفيد أن الحكم في المشبه به كان معروفاً مشهوراً 
ويمكن أن يكون المقصود إفادة الحكم فيهما لا إلحاق غير المشهور بالمشهور وأشار إلى وجه 
الشبه أو إلى الحكم بقوله: (فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل ) لأنه لسبقه اختص به وملك 
الإنتفاع فهو أحق به ما دام فيه ولا يجوز لأحد أن يقيمه ويجلس فيه ولا خلاف فيه عندنا وإليه ميل 
أكثر العامة لما رواه مسلم عن النبى يي ولا يقيمن الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه» وقال بعضهم: 
النهى للكراهة لأنه غير مملوك له قبل الجلوس فكذا بعده ولا يخفى ضعفه نعم لو قام إعراضاً أو 
تواضعاً للغير ليجلس فيه جاز ذلك للغير فإذا جلس فهو أحق به ما دام فيه. 

قوله: (وكان لا يأخذ على بيوت السوق كراءً) الكراء بالكسر والمد الأجرة والسوق يشرك فيه 
الناس بحقٌ المرور ويجوز الجلوس فيه وضرب البيوت من الشعر والكرباس ونحوهما للتجارة 
بشرط أن لا يمنع المارة ولا يضرهم ولاكراء لها لأن السوق ليس ملكاً لأحد بخصوصه. 

الاصل : 

4 -علئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن النوفليٌ؛ عن السكونيٌّء عن أبي عبدالله لظ قال: (قال رسول 
لله يَيلُْ: ينبغي للجلساء في الصيف أن يكون بين كلّ اثنين مقدار عظم الذّراع لثلا يشقّ يشقٌ بعضهم 
على بعض في الحرّ)(2 . 

* الشرح : 

قوله: (ينبغي للجلساء فى الصيف أن يكون بين كل اثنين مقدار عظم الذراع لثلا يشق بعضهم 
على بعض في الحر) من الحرارة والرائحة الكريهة من العرق وغيره وروي أيضاً وإن حريم المؤمن 
في الصو نقدار بلع و ولمن الوزاه إن الا وهر عدار جلا ادر خرن خم الاين تيكرد 
فى كل جانب ذراعات وعلى التقديرين بين الروايتين اختلاف ويمكن يمكن الجمع بأن ذلك بإعتبار 
مل الفكاد بجعا يزة يلالد راع في صنادة التماعة والنان فى بطلرها رقال: إن هد التخوين مر زان 
الاستحسان فيتخير. 

* الأصل : 

١‏ - على. »عن أبيه عن أ بن أبي عمير. عن حمّاد بن عثمان قال: رأيت أبا عبدالله ليه يجلس في 
بيته عند باب بيته قبالة الكعبة. 








.3577 / الكافي: ؟ / 377. " - الكافى: ؟‎ - ١ 


باب الاتكاء والاحتباء 

# الأصل : 

١-علىٌ‏ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن النوفلئ» عن السكونىئّ» عن ف عبدالله عليه قال: (قال رسول 
الله يَيْيةُ الاتكاء فى المسجد رهبانيّة العرب. إنَّ المؤمن مجلسه مسجده وصومعته بيته) ١7‏ . 

* الشرح : 1 

قوله: (الإتكاء فى المسجد) انتظاراً للصلاة وغيرها من الطاعات (رهبانية العرب) وهي بفتح 
الزا متموبة الى رشنة التسارف :بريادة الألقك واملياية الحوف من الرعية حينت كانوا يترهيورن 
بالتخلى من أشغال الدّنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة من أهلها وتعهد مشاقها حتى أن منهم 
من كان يخصى نفسه ويضع السلسلة في عنقه ويترك اللحم ويلبس المسوح وغير ذلك من أنواع 
التعذيب وأنحاء المشقة فنفاها يَخِيْهُ عن هذه الأمة وألزمهم لزوم المساجد والإنتظار فيها للصلاة 
وغيرها من العبادات والطاعات. 

(إن المؤمن مجلسه مسجده) للعيادة والانتظار له. 

(وصومعته بيته) عند الفراغ من العبادة للإستراحة والصومعة بيت للنصارى ويّقال لبيت: 
الخلوة أيضا. 

* الأصل : 

؟ -عنه؛ عن أبيه» عن النوفلن» عن السكونت؛ عن أبى عبدالله لذ قال: (قال رسول الله عَيلُ: 
الاحتباء فى المسجد حيطان العرف 17 ْ ١‏ 

* الشرح : 

قوله: (الإحتباء فى المسجد حيطان العرب) الإحتباء هو أن يضم الإنسان ساقيه إلى بطنه 
يجمعهمابه مع ظهره ويشده عليهما وقد يكون الإحتباء باليدين عوض الثوب وشبهه بالحيطان 
لأنه يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدار. 

الاصل : 

محمّد بن إسماعيل» عن الفضل بن شاذان, وعليئٌ بن إبراهيم: عن أبيه. جميعاً عن ابن أبي 
عميرء عن إبراهيم بن عبد الحميد؛ عن أبي الحسن لله قال: (قال رسول الله يلٌ: الاحتباء حيطان 





.117 / 7 الكافى: 1 / 317. ؟  الكافي:‎ ١ 


باب الاتكاء والاحتباء ١‏ 


العرب). 

# الأصل : 

؛ -عدةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن عثمان بن عيسىء. عن سماعة قال: 
سألت أبا عبدالله لي عن الرّجل يحتبي بثوب واحد ؟ فقال: (إن كان يغطّى عورته فلا بأس)1١‏ . 

* الشرح : 

قوله: (إن كان يغطي عورته فلا بأس) بأن يكون طويلاً يبلغ ذيله الأرض عند رفع الركبتين 
ويفهم منه البأس عند عدم التغطية سواء كان هناك ناظر أم لا. 

*: الاصل : 

ه-عنه؛ عن محمّد بن على, عن على بن أسباط. عن بعض أصحابناء عن أبي عبد الله ني قال: 
(لا يجوز للرّجلء أن يحتبى مقابل الكعبة). 





.114 / الكافى: ؟‎ ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 





باب الدعابة والضحك 

الأصل : 

١‏ - محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسىء. عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا 
الحسن ني فقلت: جعلت فداك الرّجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون ن؟ 
فقال: لاس مالم يكن )؛ فظئنت أنه عنى الفحشء ثم قال: (إنَّ رسول الله ييه كان يأتيه الأعرابى 
فيهدي له الهديّه ثم يقول: مكانه أعطنا ثمن هديّتنا فيضحك رسول اله يي وكان إذا اغتم يقول: 
ما فعل الأعرابى 00 

© الشرح:. 

قوله: (الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون فقال: لا بأس.. اه) 
المزح الدعابة وقد مزح يمزح مزحاً كمنع يمنع والإسم المزاح بالضم والمزاحة أيضاً إما المزاح 
بالكسر فهو مصدر مازح وهما يتمازحان واعلم أن أصل المزاح جائز ومزاح النبى يَيْهُ مع العجوز 
وكذا مزاح الوصي أمير المؤمنين معروف بالروايات الدالة على جواز : ثرة مستفيضة فعلى هذا 
ما ورد فى ذمه مأول مثل ما نقله السيد الرضي عن أمير المؤمنين نهذ قال: وما مزح رجل مزحة إلا 
مج عن عقله مجة) واستعار نقذ قوله مج من مج فلان الماء من فيه أي رمى به قليلاً قليلاً أراد أن 
العقل يأمر بالوقار واشتغال الأوقات بالطاعات والأذكار فإذا داعب وخالف فكأنه مجه والتأويل فيه 
على أحد الوجهين أحدهما أنه ىذ تكلم بهذا الكلام في المقام المقتضى للنهى عن المزاح 
وثانيهما ان المنهى عنه ما يسقط الوقار والمهابة» وأما ما سلم من هذا وهو الذي كان النبى عله 
عله رك الك الرسي نقذ ان اندر ومالك وتط بي لتاقن الميكا طبع ونا تيده اكور ع 
مستحبة يعظم الإحتياج إليه: وبالجملة الضحك جائز ما لم يؤد إلى خلاف الشرع فإنه حرام وإلى 
خلاف مروءة فإنه مكروه ولكن يكره الاكثار منه لأنه يميت القلب وصفة أهل البطالة المستحسن 
منه اللائق بأهل الفضل التبسم وهو كان أكثر ضحكه جَلل. 

الاصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد.» عن شريف بن سابق» عن الفضل بن أبي 
َه عن أبى عبدالله ليه قال: (ما من مؤمن إلا وفيه دعابة). قلت: وما الدّعابة ؟ قال: (المزاح )7 . 


.117 / الكافى: ؟‎ - "١ .1317 / الكافى: ؟‎ ١ 


* الشرح : 

قوله: (ما من مؤمن إلا وفيه دعابة) الدعابة بالضم والتخفيف اللعب والمزاح ورجل دعابة 
بالفتح والشد كثير المزاح واللعب. ودعب ككتف ودعيب كقنفذ وداعب لاعب مازح (قلت وما 
الدعابة قال: المزاح ) لما كان الدعابة يطلق أيضاً على معان أخر ولو مجازاً فى بعضها كالأسود 
والأحيدة والفيفنف: الدق بورق متب الضيط كان عي الور قسع رجانه 30 ان المد اعد 
المزاح., ْ 

الاصل : 

٠"‏ عنه. عن محمّد بن علىٌ» عن يحيى بن سلام؛ عن يوسف بن يعقوب. عن صالح بن عقبة. 
عن يونس الشيباني قال: قال أبو عبد الله 2: (كيف مداعبة بعضكم بعضاً ؟) قلت: قليلٌ, قال: (فلا 
تفعلوا فإنَّ المداعبة من حسن الخلق وإِنَّك لتدخل به السّرور على أخيك ولقد كان رسول اله وَبل 
يداعب الرّجل يريد أن يسرّه). 

* الأصل : 

ع - صالح بن عقبة» عن عبدالله بن محمّد الجعفى قال: سمت أنا جعفر كد يقول: (إنَّ الله 
عزَّوجلٌ يحب المداعب في الجماعة بلا رفث)(2" . 

* الشرح : 

قوله: (إن الله تعالى يحب المداعب في الجماعة بلا رفث) الرفث الفحش والقول القبيح. 

* الأصل : 

0 عدة من أصحابناء عن سهل بن زياد: عن علي بن أسباط؛ عن الحسن بن كليب» عن أب 
عبدالله يِذ قال: (ضحك المؤمن تبِسَمُ)( . 

* الشرح : 

قوله: (ضحك المؤمن تبسم) التبسم أقل الضحك وأحسنه ومن خصال الكرام وهو الذي لم 
يبلغ حد القهقهة وهى من خصال اللئام. 

* الاصل : 

120 علي بن إبراهيم عن أبيهء عن ابن أبي عميرء عن منصور عن حريز عن أبي عبدالله‎ ١ 
قال: (كثرة الضحك تميت القلب). وقال: (كثرة الضحك تميث الدين كما يميث الماء الملح).‎ 

* الشرح : قوله: (كثرة الضحك تميت القلب)أي تفسده وتهلكه بالجهل والغفلة عن الحق 





.3171 / ١ الكافى: ؟ / 177 . ؟ - الكافى:‎ - ١ 


شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
> . ٍ- ا قد اه 5 ا ثه اذا 
والغيل إلى الباصل وف ١‏ 
أذبته. 

# الأصل : 0 الله لي قال: ( [إن ] من 
)١ 0‏ قال: وكان يقول: (لا تبدينَ عن واضحة و 
ال حم "6 )00 
5 1 00 السنات )7 
الفاضحة ولا يامن البيات من عمل * 
* الشرح : 527 وكالا مجان ليه اذ 
له: (إن من الجهل الضحك من غير عجب) العجب محركة ما يتعجب منه م 
قوله: (أن من ال 1 2 . د له فبهم - 1 
فو 0 
قفبحه مع 8 000000 
أذ الماة لا يضحك من قليله م 5 . 
قل سخيف الراى وأن العاقل لا ؛ : نأفضتحة) اندحت الشترء أظيركة من 
العقل سخر 0 عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة) ابد 0 
كان يقول: لا تبدين عر | ضصحة الأسنان لاتصافها بالوضح 
9 2-0-0 «لا» فيه وفيما بعده للنهى والواضحة الا : 
[الده ا والابداء متضمن 000 لبيات هنا نزول العذاب والبلاء فى 
ٍ لبياض (ولا يأمن البيات من عمل السيئات) المراد بالبيات هنا نزول العذا ّْ 
وهو البياض و يا من و 
الليل أو مطلقاً بغته من غير علم وشعور به. 
2056 : 5 15 3.0 أ عبد الله لخِلا: 
8 -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن ابن ابي 8 
(إياكم والمزاح فإنّه يذهب بماء الوجه) . 
د أل : ل . أصله إذاكان 
3 الما فائه لعا ارت راسد يرن هر سدم 5 ١‏ ل الذلة 
قوله: (إياكم و حَ ِ 0 0 ا 0 قوط العزة والوقار والمهابة ودرو 
قبيحأ أو مع لثيم فإنه الذي يذهب بماء الوجه ويوجم 
والحقارة والمهانة. ٍ 
2 الأصل : 1 70 0 0 عبدالله لا قال: (إذا احببت رجلا 
4 -عنه؛ عن أبيه» عن ابن أبى عمير, عمّن -- 
فلا تمازحه ولا تماره). 
«الفرج : ة وكثرة المزاح والمداعبة 
* الشرح : 2200 لا تماره) اذ المماراة والمجادلة وكثر المزاح و 
قوله: (إذا أحببت رجلاً فلا تمازحه و رةاء 





. 115 / ١ الكافى:‎ ١ 


باب الدعابة والضحك 0 





تورث البغضة والعداوة وتوجب العزلة والمفارقة. 

# الأصل : 

٠‏ -عنه. عن أبيه. عن ابن أبى عمير. عن حمّاد. عن الحلبئ. عن أبي عبدالله لليلا قال: 
(القهقهة من الشيطان)230. 2 

* النشرح : قوله: (القهقهة من الشيطان) التبسم من صفات أهل النجدة والصالحين وأما القهقهة 
فهي من قهقة الرجل إذا رجع في ضحكه أو اشتد ضحكه فهي من صفات الجاهلين الغافلين وإنما 
نسبها إلى الشيطان لأنها تنشأ من تزيينه وتحسينه للباطل وإغفاله لهم عن الحق. 

* الأصل : 

١‏ -حميدٌ بن زياد. عن الحسن بن محمّد الكندي, عن أحمد بن الحسن الميثمى» عن عنبسة 
العابد قال: سمعت أبا عبدالله لفة يقول: (كثرة الضحك تذهب بماء الوجه). 

* الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعرى. عن ابن القدّاح. عن 
عن عبد الله ملكلا قال: (قال أمير المؤمنين نكا: إيٌاكم والمزاح فانّه يجرٌ السخيمة ويورث الضغينة 
وهو السبٌّ الأصغر) . 

* الشرح : قوله: (وإياكم والمزاح فإنه يجر السخيمة) وهى الحقد في النفس. 

(ويورث الضغينة) وهى الحقد والعداوة والبغضاء (وهو السبّ الأصغر) كثيراً ما يجر إلى 
السب الأكبرء واعلم أن المزاح مشروع مطلوب إلا أنه يتفاوت بإعتبار الكمية والكيفية والأزمنة 
والمقام والأشخاص والعاقل اللبيب يعلم كيفية إستعماله بحسب تلك الإعتبارات بخلاف غيره 
فلذلك ورد الأمر به تارة والنهى عنه أخرى. 

* الأصل : ْ 

١١‏ محمد بن يحيى, ؛ عن عبد الله بن محمّد عن عليٌ بن الحكمء جا سوسم 
بن طهمان» عن أبي جعفر ل قال: (إد! تهقهت فقل ين تفرع : اللّهمّ لا تمقتني )7 . 

* الشرح : قوله: (إذا قهقهت فقل حين تفرغ: اللّهمٌ لا تمقتني ) في المصباح مقته من باب قتل 
ا نقضمه القند البغض من قبيح. 

* الاصل : 

؛ ١‏ - محمّدٌ بن يحبى» عن أحمد بن محمّد بن عيسئ, عن الحجّال» عن داود بن فرقد وعليّ بن 





5 الكافى: *؟/ 3564 ١‏ - الكافى: ؟ / 1351. 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١4 
عقبة وثعلبة» رفعوه إلى أبي عبدالله وأبى جعفر أو أحدهما ليه قال: (كثرة المزاح تذهب بماء‎ 
. الوجه وكثرة الضحك تمج الايمان مجّاً)17‎ 

* الشرح : قوله: (كثرة الضحك تمج الإيمان مجاً) أي ترميه من الصدر وتقذفه من القلب من 
مج الشراب من الفم إذا رماه والمقصود أنها تنقض الإيمان وتنقصه. 

الاصل : 

6- حميد بن زياذ: عن الحسن بن محمّد» عن أحمد بن الحسن الميقمى؛ عن عنبسة العابد 
قال: سمعت أبا عبدالله يِه يقول: (المزاح السباب الأصغر). ْ 

3225 من أصحابتاء عن أحتمد ين محمدين خالد عن عمانان عيسئن: ع ان مسكان: 
عن محمّد بن مروان» عن أبى عبدالله يه قال: (إياكم والمزاح فإِنّه يذهب بماء الوجه ومهابة 
الّجال). 

محمِّدٌ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد؛ عن البرقي. عن أبي العباس. عن عمّار ابن مروان 
قال: قال أبو عبدالله 490: (لا تمار فيذهب بهاوْك ولا تمازح فيجترأ عليك). 

-علئٌ بن إبراهيم, عن ابموضو اك بو المنادي عو حدتو ين تتتر عن معاون ررانء 
عن أبي عبد الله اق قال: (لا تمازح فيجترأ عليك). 

9 -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد» عن ابن محبوب؛ عن سعد بن أبي خلف, عن أبي 
الحسن ل أنّه قال في وصية له لبعض ولده ‏ أو قال: قال أبي لبعض ولده : ياك والمزاح فإنّه 
يذهب بئور إيمانك ويستخف بمروءتك). 

٠‏ عنه؛ عن ابن فضّالء عن الحسن بن الجهم. عن إبراهيم بن مهزم؛ عمّن ذكره» عن أبي 
الحسن الأوّل كه قال: (كان يحيى بن زكريًا نليْةِ يبكى ولا يضحك وكان عيسى بن مريم ليه 
بضحك ويبكي وكان الذي يصنع عيسى لى أفضل من الذي كان يصنع يحيى 390)(" . 

* الشرح : قوله: (كان يحيى بن زكريا يبكى ولا يضحك. . اه ) كثرة بكائه مشهورة وشدة حزنه 
معروفة وفى كتب السير والتفاسير مذكورة قيل: : البكاء لغفران الذنوب فما وجه بكاء الجعصرم 
المنزه عنها وأجييوتعية بآن العارفين ايكون نوها إلى المتعيربة والمذ بين يبكون خوفاً من 
الذتوب ولذا قال بعض العرفاء: البكاء رشحات قراب القلوب عتد خرارة الشوق والعشق» على أن 
بكاء المعصوم يمكن أن يكون بملاحظة شدائد القيامة بالنظر إلى ضعفاء الأمة. 


.116 / الكافى: ؟‎  " . 1160 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب حقّ الجوار حل 


تابعدة التجوار 

* الأصل : 

١‏ -علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن أبى عمير. ومحمّد بن يحيى. عن الحسين بن إسحاق. 
عن عليٌ بن مهزيار. عن عليٌ بن فضّالء عن فضالة بن أتَوب, جميعاً. ل 
عمر بن عكرمة قال: دخلت على أبى عبدالله نه فقلت: لى جار يؤذينى ؟ فقال: (ارحمه). فقلت 
لا رحمه الله فصرف وجهه عنّىء قال: فكرهت أن أدعه. فقلت: يفعل بي كذا وكذا [ويفعل 9 
ويؤذيق) تقال؛ (أرأيت إن كامنع انتضفت دنه قلت بلى أرب عليه فقال: :زان ذا ممن 
يحسد النّاس على ما آتاهم الله من فضله فاذا رأى نعمة على أحد فكان له أهل جعل بلاءه عليهم 
وإن لم يكن له أهلّ جعله على خادمه فإن لم يكن له خادمٌ أسهر ليله وأغاظ نهاره. إِنَّ رسول 
لله ييه أتاه رجل من الأنصار فقال: إِنْي اشتريت داراً في بني فلان وإنَّ أقرب جيراني منّى جواراً 
من لا أرجو خيره ولا آمن شدّه. قال: فأمر رسول الله يَيْيُةٌ عليّاً لا وسلمان وأبا ذرٌ -ونسيت آخر 
وأظنّه المقداد - أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأنّه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه. 
فنادوا بها ثلاث ثم أومأ بيده إلى كلّ أربعين داراً من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن 
شماله)(١)‏ , 

# النشرح : قوله: (عن عمر بن عكرمة) عمر بدون الوا وكأبيه عكرمة بالكسر مجهولٌ وفى بعض 
النسخ بالواو وهو غير ثابت. 

(فقال: ارحمه فقلت: لا رحمه الله فصرف وجهه عنى) طلب منه الرحمة العفو لجاره على 
معدل التفاعة والندن تأساء الأد كر له المظلوب والانا ذيفيةه فلذلك ضرق يوحي عه زقان: 
فكرهت أن أدعه) أي أتركه ولم أذكر شيئاً من أفعاله القبيحة. 

(فقلت: يفعل بي كذا وكذا ويؤذيني) إشارة إلى بعض قبايحه المنافية لحق الجوار وفى بعض 
النسخ «كذا وكذا ويفعل بى ..0. 

(فقال: أرأيت) أي أخبرنى (إن كاشفته انتصفت منه) أى أن أظهرت العداوة له استوفيت منه 
حقك وعدلت رفقلك: بلق أرين هليه ) ذن اكيز دارنا انوا نذا دنا بو طتيسان كرون يقن ل ركنن 
الإحسان إليه والحاصل أن الصادر مني فر الاحنان دون المعاففة. ْ 





.511 / 51 الكافى:‎ - ١ 





(فقال: إِنَّ ذا ممن يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله) «ذاء إشارة إلى الجار ووجه التفريع 
أن ابذاء أحد لكاردغالا اها سنت إنذاء الجار له أو للحسد وحيث انتفى الأول تحقق الثانى فإذا 
رأئ: أ زاء أو الحانند فطلنا. 

(نعمة على أحد فكان له) أي لذلك الأحد (أهل جعل ) أي الحاسد (بلاءه عليهم) أي على 
أهل ذلك الأحد المحسود ويؤذيهم مبالغة لإيذاء المحسود. 

(وإن لم يكن له أهل جعله) أي بلاءه (على خادمه وإن لم يكن له خادم أسهر ليله وأغاظ 
نهاره) ضمير المجرور عائد إلى الأحد المحسود وتعلق الاسهار والاغاظة بالليل والنهار تعلق 
مجازى والأصل أسهره فى ليله وأعاظه فى نهاره بالإيذاء له وإيصال المكاره هذا من باب الاحتمال 
والايفل ْ ْ 

(وإن أقرب جيراني مني جواراً من لا أرجو خيره ولا آمن شره) جوازاً منصوب على التميز 
يخوز فر الحركات العلا والكسبر أفضير. 

(لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه) البوائق جمع البائقة وهى الداهية والغائلة والشر والظلم. 
والظاهر أنه خبر لادعاء ويمكن أن يراد به نفى الإيمان الكامل إذ الايمان عند أهل العصمة كأنه هذا 
عن كان قير انق انما رابجا أ رزداءجة للك لحاسو فى يكاب الكفز وال امن أن سيد 
اليزستين لله ذال و أذتن ما نركوة الس ةناها أن يحرف ان تعالنفسه قيقر لهبالطاعة: ويعرة ننية 
فيقر له بالطاعة ويعرفه أمامه وحجته على أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة فقيل يا أمير 
المؤمنين وان جهل جميع الأشياء إلأما وصفت ؟ قال نعم إذا أمر أطاع وإذا نهى انتهى» إن قلت: 
من لم يأمن جاره بوائقه إن وقعت منه إذاية أو تسبب فيها فالأمر واضحٌ وإن لم يقع فغايته أنه هم بها 
فيعارض ما مر فى باب من هم بالسيئة والحسنة ان من هم سيئة ولم يعمل لم تكتب عليه؛ قلت: أو 
لا عدم الكتابة لا يدل على عدم نقص الإيمان به وثانياً أن المراد بمن لم يأمن جاره بوائقه من 
أوصل بوائقه وأذاه إلى جاره على أن الهم الذي لا يكتب إنما هو الهم الذي لم يقع متعلقه بالخارج 
كالهم بشرب الخمر ولم يشرب وهذا وقع متعلقه بالخارج لتأذى جاره بتوقعه ذلك كالمحارب 
بكيم اليل زلم بض 

(ثم أومأ بيده.. اه) الظاهر أنه أومأ النبي ييه وهذا الخبر على تقدير صحته حجة لمن ذهب إلى 
الجار بأربعين داراً من كل جانب وسيجىء فى الباب الآتى أيضاً ونذكر الأقوال هناك إن شاء الله 
تعالى. 0 ْ 

* الأصل : 

١‏ محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن يحيئ» عن محمّد بن عيسى, عن طلحة بن زيد. 


باب حقّ الجوار انا 





عن أبي عبدالله» عن أبيه له فال: (قرأت في كتاب علي 990 أنَّ رسول الله يل كتب بسين 
المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب أنَّ الجار كالنفس غير مضارٌ ولا آثم. وحرمة 
الجار كحرمة أمّه) الحديث مختصر )١(‏ . 

* الشرح : 

قوله: (وحرمة الجار على الجار كحرمة أمّه ) فيه مبالغة عظيمة فى حرمة الجار لأن حرمة الأم 
فقرونة بخرية اه الى والروايات افق إجترآم الخانمتظافزة من طرق الخاضة والعافة "قال امير 
المؤمنين يَيُ: الله الله في جيرانكم فإنه وصية نبيكم وما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم» 
وفى خبر العامة «لا تحقرن جارة جارتها ولو فرس شاة) قيل: هو من النهى عن الشى والأمر بضده 
كن تعن الققات و التواة #الهده لاني عار: انها بارال عدي .ول انق :صفيزةةوالترشن 
عظم قليل اللحم والترغيبات فى الإشفاق على الجار ودفع المضار عنهم كثيرة وفى الفقيه قال: قال 
رسول الله ييا «ما زال جبرئيل لَيْة يوصيني بالجار حتى ظننتٌ أنه سيورثه) ومثله فى كتاب 
مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله يَيْهُ ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه 
سيورثه) قال القرطبى: لما أكثر جبرئيل يِذ من الوصية عليه غلب على ظنه يل أن الله سيحكم 
بالإرث بين الجارين وقيل: إنما خرج الكلام بذلك مخرج التأكيد والمبالغة ورجح الأبي هذا بأنه لو 
غلب على ظنه ذلك لوقع لأن ظنونه ييْهُ صادقة واقع متعلقها وما ذكره ابن الحاجب في باب 
الإجتهاد في كتابه الأصلى من اجتهاده ليس هو بمعصوم فيه لم يزل الشيوخ ينكرونها عليه قديماً 
وحديثاً. ثم قال: وهذا الحديث يدل على أنه لا شفعة للجار لأنه خرج مخرج أخص أوصاف 
الإتصاف وأخص أوصافه الارث ولوكان فى غير ذلك بينه أقول وفيه دلالة على المبالغة فى مراعاة 
أولي الأرحام. ْ ْ 

* الاصل : 

- عدّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن إسماعيل بن مهران, عن إبراهيم بن 
أبي رجاءء عن أبي عبد الله لل قال: حسن الجوار يزيد في الوٌزق7) . 

* الشرح : 

قوله: (حسن الجوار يزيد في الرزق) من حسن الجوار أن تعينه فى اموره وتقرضه ان احتاج 
اليه وتهديه بهدية من الاطعمة والاشربة والفواكه وغيرها وتدفع عنه كربه وظلمه وان لا ترفع بناء 
مشرفاً على داره ولا تنظر الى حرمه وجواريه ولا تمنع وضع خشبة على جدارك ولا تمنعه 





.1357 / ١ الكافى:‎ - ١ .1351 / الكافى: ؟‎ - ١ 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





الماعون وأن تستر عورته وعيوبه الى غير ذلك من المحاسنات القولية والفعلية. 

* الأصل : 

-عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن عليئٌ بن أسباط؛ عن عمّه يعقوب بن سالم» عن 
إسحاق بن عمّار. عن الكاهلى قال: سمعت أبا عبدالله لهذ يقول: (إنَّ يعقوب ىذ لما ذهب منه 
بنيامين نادى يا رب أما ترحمني أذهب عيني واذهبت ابني ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى لو أمنّهما 
لأحييتهما لك حتّى أجمع بينك وبينهما ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشيوتها وأكلت وفلانٌ 
وفلان إلى جانبك صائم لم تئله منها شيئاً)'" . 

* الشرح : 

قوله: (ولكن تذكر الشاة التى ذبحتها وشويتها وأكلت وفلان وفلان إلى جانبك صائم لم تنله 
منها شيئاً) الظاهر صائمان ولم تنلهما والأفراد بتأويل كل واحد وفيه تأديب على ترك إصابة الجار 
بمعروف قليلاًكان أو كثيراً والجار غنياً كان أو فقيراً ولولم يكن عنده إلا القليل المحتقر فليهده ولا 
يترك الهدية لأجل احتقاره والمهدي له مأمور بقبوله والمكافأة عليه ولو بالشكر لأنه وإن كان 
محتقراً فهو دليل المحبة وفي كتاب مسلم «عن أبي ذر قال أن خليلي يَيْةُ أوصاني إذا طبخت مرقاً 
فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منها بمعروف» قال القرطبي: هذا تنبيه لطيف 
على تيسير الأمر على البخيل إذ الزيادة إنما هى شىء لا ثمن له إذ لم يقل أكثر لحمها إذ لا يتسير 
ذلك على كل أحد وأعنى بالاكنان غير العقنيك ١‏ 

الأصل : ْ 

-وفى رواية أخرى قال: (فكان بعد ذلك يعقوب ك3 ينادي مناديه كلّ غداة من منزله على 
فرسخ: ألا من أراد الغداء فليأت إلى يعقوبء وإذا أمسي نادى: ألا من أراد العشاء فليأت إلى 
يعقوب ). 

# الأصل : 

7 علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن أبي عمير, عن إسحاق بن عبدالعزيز عن زرارة» عن أبي 
عبدالله يذ قال: (جاءت فاطمة نا تشكو إلى رسول الله َه بعض أمرها فأعطاها رسول الله عَل 
كربة/" وقال: تعلّمى ما فيها فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان 
يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو 
00 


اد الكافق: 2111/5 ١‏ - فى بعض النسخ «كريسة» مصغر الكراسة وهى الجزء من الصحيفة. 
*“ - الكافى: ١‏ / 117. 


باب حقّ الجوار نحل 


* الشرح : قوله: (فأعطاها رسول الله يَليْهُ كربة)(١)‏ الكرب بالتحريك أصول النخل الغلاظ 
أمثال الكتف والواحد بهاء. 

(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) الضيف القادم ويقع على الواحد والكثير 
والذكر والأنثى ويجمع على أضياف وضيوف وضيفان ويّقال ضفته وتضيفته إذا نزل به وضيفته إذا 
أنزلته» والمراد بإكرامه تعظيمه ورعاية حقوقه والتكلم معه والإستفسار عن حاله وإظهار حسن 
الخلق معه ولا ينقبض وجهه لديه ولا يشتم ولا يضرب خدمه عنده لئلا يضجر والضيافة ليست 
بواجبة فالأمر للإستحباب المؤكد ولكنها من أخلاق النبيين وآداب المرسلين وإجادة الطعام 
مستحبة ما لم تبلغ حد التكلف والإسراف لأنهما مذمومان اما الإسراف فظاهر وأما التكلف فلما 
فيه من المشقة ولأنه يمنع من الإخلاص والسرور بالضيف وربما ينجر ذلك الى حد يتأذى الضيف 
بذلك فهو ينافى اكرامه المأمور به بخلاف إجادة الطعام مما لا يتعذر عليه ولم يبلغ حد المشقة 
فإنها من السنة فقد ذبح إبراهيم نه لاضيافه عجلاً. 

(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليمسكت) المراد بالخير ما يتاب عليه سواء 
كان واجباً أو مندوباً فالأمر لمطلق الطلب الراجح, والمراد بالسكوت السكوت عما لا يناب عليه 
فيدخل في المسكوت عنه المباح والحرام والمكروه فالنهي أيضاً لمطلق الطلب عن الكف ولذلك 
قيل هذا الخطاب من باب التهييج أي من صفة المؤمن الكامل أن يتكلم بما يثاب عليه أو يسكت 
لأنّ من سكت نجاء والحق أن المباح يكتب لما ذكر آنفاء ونقل عن ابن عباس أنه لا يكتب إذ لا 
يجازى عليه والجواب عنه قد ذكراه آنفاً فتدبر. 

* الأصل : 

٠-عَدَّةٌ‏ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد خالد, عن أبيه. عن سعدان وعن أبى مسعود. قال: 
قال لي أبو عبدالله #ة: (حسن الجوار زيادة فى الأعمار, وعمارة الدّيار) 9 

* الشرح : 

قوله: (حسن الجوار د يعمر الديار وينسي فى الأعمار) نسأه كمنعه وأنسأه ارد و التق 
محمول على ظاهره لأن العمر مما يزيد وينقصء, واختلف العامة فقال عياض والطيبى: المراد 
أخر الاجل بقاء الذكر الجميل بعده فكأنه لم يمت دون تأخير الأجل لأن الأجل لا يزيد ولا 

ينقصء. وفال بعضهم: معنى الزيادة في العمر أنه بالبركة فيه بتوفيقه إلى أعمال الطاعة وعمارة 

أوقاته بما ينفعه في الآخرة والتوجيه ببقاء ذكره بعد الموت ضعيف ورد بعضهم هذين القولين بأن 





.1117/ / -فى بعض النسخ «كرية» مصغر الكراسة وهى الجزء من الصحيفة. ؟ - الكافى: ؟‎ ١ 


ع١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





العمر يزيد وينقص إذ قد يكون قد سبق في أم الكتاب أنه إن فعل كذا وكذا فعمره كذا وإن لم يفعله 
فكذا. 

* الأصل : 

8 -عنه؛ عن النهيكى, عن إبراهيم عن عبدالحميد, عن الحكم الخيّاط قال: قال أبو عبد الله !2 
(حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار). 

* الأصل : 

4 -عنه. عن بعض أصحابه. عن صالح بن حمزة, عن الحسن بن عبدالله. عن عبد صالح 9ه 
قال: قال: (ليمس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى). 

٠‏ - أبو على الأشعريّء عن الحسن بن على الكوفي» عن عبيس بن هشام؛ عن معاوية بن 
كان قن أن عياف 1 قال: (قال رسول الله يلُْ: حسن الجوار يعمر الدّيار وينسى في 
الأعمار). 2 

١‏ بَعَدَةٌ من أصجاننا عن أحمة بن أبن عبدالهة عن إشماعيل بن هرات عن محمد من 
حفص. عن أبي الّبيع الشامي؛ عن أبي عبدالله يلي قال: (قال ‏ والبيت غاص بأهله : (اعلموا أنه 
ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره). 

* الاصل : 

-عنه» عن محمّد بن على؛ عن محمّد بن الفضيل؛ عن أبي حمزة قال: سمعت أبا 
عبدالله لا يقول: (المؤمن هن أمر ها رميوائقة) تلت ونا بوانت #ادال: (ظلمه وغشمه)(١).‏ 

* الشرح : قوله: (ظلمه وغشمه) الغشم بفتح الغين وسكون الشين المعجمتين الجور والظلم. 

* الأصل : 

١‏ - أبو على الأشعري, عن محمّد بن عبدالجبّا. عن محمّد بن إسماعيل» عن حنان بن 
سدير عن أبيه. عن أبي جعفر ىه قال: (جاء رجل إلى النبئ يي فشكا عليه أذى من جاره فقال 
له رسول الله كيل اصبر. ثم أتاه ثانية فقال له النبِئَ َه اصبرء ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال 
النبئ يُ للّجل الذي شكا: إذا كان عند رواح النّاس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق 
حتّى يراه من يروح إلى الجمعة؛ فإذا سألوك فأخبرهم. قال: ففعل فأتاه جاره المؤذي له فقال: رد 
متاعك فلك الله علِيَ أن لا أعود). 

#الأصل: 02 


.118 / ١ الكافى:‎ - ١ 


باب حقّ الجوار ١6‏ 


١4‏ عنه. عن محمد بن عبدالجبّان عن محمّد بن إسماعيلء عن عبدالله بن عثمان. عن أبي 
الحسن البجلئ. عن عبيدالله الوصافي, عن أبي جعفر 846 قال: (قال رسول الله ييُِْ: ما آمن بى من 
بات شبعان وجاره جائع؛ قال: (وما من أهل قرية يبيتون [و] فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم 
القيامة)(١)‏ , 

* الشرح : 

قوله: (ما آمن بى من مات شبعان وجاره جايع ) فيه حث على تفقد أحوال الجار وإكرامه 
وإطعامه لما فيه من حسن العشرة وجلب المحبة والألفة ودفع الحاجة المفسدة عنه اذ قد يكون 
الجار لضعفه وكثرة عياله وصغار ولده لا يقدرعلى تحصيل ما يكفيه وقد يكون يتيماً وأرملة ثم أنه 
لولم يقدر على القيام بمطالب الجميع كان عليه تقدير الأقرب فالأقرب ولوكان الأبعد ذا رحم فلا 
يبعد القول بتقديمه. 

الأصل : 

١‏ عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد. عن ابن فضّالء عن أبى جميلة, عن سعد بن 
طريف. عن أبي جعفر ليذ قال: (من القواصم الفواقر التي تقصم الظهر جار السوء. إن رأى حسنة 
أخفاها وإن رأى سيّئة أفشاها)(") . 

* الشرح : 

قوله: (من القواصم الفواقر) الفاقرة الداهية الشديدة الكاسرة يُقال: فمرته الفاقرة أى كسرت فقار 
ظهره. ع 
*: الاصل : 

١‏ عنه. عن محمّد بن علىّ؛ عن محمّد بن الفضيل» عن إسحاق بن عمّار عن أبى عبد الله ايه 
قال: (قال رسول الله يَييةّ: أعوذ بالله من جار السوء فى دار إقامة, تراك عيناه ويرعاك قلبه. إن رآك 
بخير ساءه وإن رآك بشرٌ سدّه). ١‏ 





.1378 / الكافى: ؟‎ - " .118 / ١ الكافي:‎ - ١ 


11 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





باب حد الجوار 

الاصل : 

١‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أببه» عن ابن أبى عميرء عن معاوية بن عمّار. عن عمر بن عكرمة» عن 
أبى عبدالله نظ قال: (قال رسول الله يله كل أرتعين دارا كيان :مرو نين ايه وين ليه وقد 
ممقددوف ان ار 

* الشرح : 

قوله: (علي بن إبراهيم؛ عن أبيه عن ابن أبي عمير, عن معاوية بن عمار بن عمر بن عكرمة, 
عن أبى عبد الله ا قال: قال رسول الله يَ: كل أربعين داراً جيران من بين يديه ومن خلفه وعن 
يدينه ون ماله ) كان هد البحد ونع هو لد كور فى عر إلنات النتانق وليه فسا على لضن 
زالنيت واغلم أن اول غلية ينذا الجديف والذى بعدةءمن أن الخواز اريغوة:ذارا تو كل انب 
مذهب طائفة من أصحابنا وذهب جماعة منهم الشهيد الأول فى اللمعة إلى أنه أربعون ذراعاً 
وقال الشهيد الثاني: الأقوى في الجيران الرجوع إلى العرف لأن مستند الأول رواية عامية روتها 
عائشة عن النبى ييه أنه قال «الجار إلى أربعين داراً» والثانى وإن كان مشهوراً مستنده ضعيف 
كاده وو ل ع قافن ارو امس دوجم كد 1ل نوقاب قاس 

* الأصل : 

١‏ -وعنه؛ عن أبيه» عن | بن أبي عمير» عن جميل بن دراج عن أبي جعفر ليه قال: (حدٌ الجوار 
أربعون داراً من كلّ جانب من بين يديه ومن خلفه وعن ب يمينه وعن شماله). 


.119 / الكافى: ؟‎ - ١ .119 / الكافى: ؟‎ ١ 


باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر /ا6١‏ 





باب حسن الصحابة وحق الصاحب فى السفر 

* الأصل : ْ 

١‏ محمّد بن يحيىء عن أحمد بن محمّد. عن محمّد بن سنان» عن عمّار بن مروان قال: 
أوصانى أبو عبدالله #ة فقال: (أوصيك بتقوى الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحابة 
لمن صحبت ولا قوّة إلا بالله)7" . 

* الشرح : قوله: (وحسن الصحابة لمن صحبت) فى السفر والحضر بالحلم والرفق والصفح 
كظم الغيظ وحسن الخلق وكف الأذى وحفظ السر والدعوة إلى الزاد والقيام بالخدمة فى الصحة 
والمرض وقضاء الحوائج والاقتراض عند الحاجة والإرشاد إلى المصالح والتكلم والمزاج بما 
يوجب إنبساط القلب. 

الاصل : 

١‏ -علٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه» عن حمّاد. عن حريزء عن محمّد بن مسلم. عن أبي جعفر نه 
قال: (من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليه فافعل). 

علي بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن النوفليّ» عن السكوني, عن أبي عبدالله ليه قال: (قال رسول 
الله (ص): ما اصطحب إثنان إلاكان أعظمهما أجراً وأحبّهما إلى الله عرَّوجِلّ أرفقهما بصاحبه ). 

3 عَدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن أبي عبدالله. عن يعقوب بن يزيد. عن عدّة من أصحابناء 
عن أبي عبدالله ىذ قال: (قال رسول اله عَيل : حقٌ المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثً). 

0 - علي بن إبراعع عن هارون ين مسلم» ع سحي ودين أبي عبد الله عن أبائه 8 : 
إِنَّ أمير المؤمنين افا صاحب رجلاً ذمّياً فقال له الذمىي: أين تريد يا عبدالله ؟ فقال: أريد الكوفة 
فلمًا عدل الطريق بالذّمي عدل معه أمير المؤمنين ب فقال له الذَّمّي: النت زععت انك تريد 
الكوفة ؟ فقال له: بلى» فقال له الذمّئٌ: فقد تركت الطريق ؟ فقال له: قد علمت: قال: فلم عدلت 
معي وقد علمت ذلك ؟ فقال له أمير المؤمنين ا32: هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرّجل 
صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذلك أمرنا نبينا يَثْلُ فقال له الذَّمِينُ يُ: هكذا قال ؟ قال: نعمء قال الذّمّي لا 
جرم إِنّما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة فأنا أشهدك أن على دينك ورجع الذَّمّي مع أمير 
المؤمنين 99 فلمًا عرفه أسلم). 





.1194 / الكافى: ؟”‎ ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١4 





باب التكاتب 

الأصل : 

[عَذة فق أضتكابنا عن أحمد بق محتد: :وسيل ين :زياف حميعا عن أبن مهوتي عقن 
ذكره. عن أبي عبدالله مه قال: (التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور وف السفر التّكاتب)17). 

2 الشرح: 

قوله: (التواصل بين الأخوان في الحضر التزاور وفي السفر التكاتب) التواصل مطلوب عقلاً 
وشرعاً لحسن النظام وتحقق الالتيام وبه ينتظم أمور الدين والدنيا بين الأنام وهو يتحمق فى الحضر 
بالتزاور وبسط بساط الوفاق وفى السفر بالتكاتب وإظهار السلامة والمحبة والإشتياق والتألم 
ارد 1 

3 الأصل : 

! ابن محبوب» عن عبدالله بن سئان» عن أبى عبدالله ىه قال: (ردٌ جواب الكتاب واجبٌ 
كوجوب رد السلام» والبادي بالسّلام أولى بالله ورسوله)(" . 

* الشرح : 

قوله: (رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام) هذا من باب الحاق النظير بنظيره في 
الحكم إذ السلام تحية وتحفة من الحاضر والكتاب تحفة وتحية من الغائب فكما يجب رد السلام 
بالسلام يجب رد الكتاب بالكتاب. وأيضاً رعاية حقوق الأخوة وكمال المروءة وثبات الألفة 
مقتضية لرد الكتاب بالكتاب. 


.17١ / ؟ - الكافى: ؟‎ . 17١ / " الكافى:‎ ١ 





باب النوادر 

* الأصل : 

١‏ -محمّدُ بن يحيى» عن أحمد بن محمّد, عن الوشّاء. عن جميل بن درّاج. عن أبى عبد الله افيه 
قال: كان رسول الله َي يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسّوية. قال: ولم 
يبسط رسول الله ييه رجليه بين أصحابه قط وإن كان ليصافحه الرّجل فما يترك رسول الله يده من 
يده حتّى يكون هو التارك فلمًا فطنوا لذلك كان الرّجل إذا صافحه قال بيده فنزعها من يده)(١'‏ . 

* الشرح : 

قوله: (وكان رسول لله يي يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية) 
اللحظات النظرات وفى تسوية النظر فوائد منها عدم إنكسار قلوب بعضهم ومنها ميل القلوب إلى 
الناظر لحييك خلقة:ولظفع ينيرتة وضتها حول الشووءة وزيادة المح بين المتطورين لأن 
تخصيص بعضهم بزيادة الإلتفات يورث العداوة بينهم وقال أمير المؤمنين لذ لبعض عماله: 
«واخفض للرعية جناحك وواس بينهم فى اللحظة والنظرة والإشارة). 

قوله: (قال بيده فنزعها من يده) في النهاية: العرب يجعل القول عبارة عن جميع الأفعال 
ويطلقه على غير اللسان والكلام فيقول: قال بيده أي أخذ وقال برجله أي مشى وقالت له العينان: 
سمعا وطاعة أي أو مات وقال بالماء على يده أي قلب وقال بثوبه أي رقعة كل ذلك على سبيل 
المجاز والاإتساع. 

** الاصل : 

١‏ محمّدٌ بن يحيى, عن أحمد بن محمّد؛ عن معمر بن خلاد. عن أبى الحسن نه قال: (إذا 
كان الدّجل حاضراً فكنّه وإذ كان غائباً فسمّه ). ْ 

٠‏ - علي بن إبراهيم. عن أبيه» عن النوفلي» عن السّكونئ» عن أبي عبدالله كذ قال: قال رسول 
الله كه : (إذا أحب أحدكم أخاه المسلم فليسأله. عن اسمه. واسم أبيه واسم قبيلته وعشيرته فإنَّ 
من حقّه الواجب وصدق الاخاء أن يسأله عن ذلك وإِلا فإنّها معرفة حمق)2) . 

* الشرح : 


قوله: (وصدق الاخاء) الإخاء بالكسر والمد مصدر كالمواخاة يُقال: آخاه مؤاخاة وأخاه إذا 





.١0/١ / الكافى: ؟‎ - " . 0١/5 الكافىي:‎ - ١ 





اتخذه أخاً وصديقاً وفى الكنز: «أخا باهم برادرى داشتن). 

(وإلا فإنها معرفة حمق) الحمق ككتف الأحمق وهو قليل العقل وسخيف الرأي والحمق 
بضمتين جمع الأحمق وضمير التأنيث راجع بقرينة المقام إلى المعرفة الحاصلة بمجرد النظر إلى 
شخصه وهذه المعرفة غير مختصة بالعاقل لثبوتها للأحمق الجاهل وغيره من الحيوانات. 

الأصل : 

- عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن يعقوب بن يزيد. عن عليّ بن جعفر, 
غورهية للك وو افوامة هن انمه عل نالخدي نك قال: قال رول انه عه يونا 
لجلسائه: تدرون ما العجز قالوا: الله ورسوله أعلم, فقال: العجز ثلاثة أن يبدر أحدكم بطعام 
يصنعه لصاحبه فيخلفه ولا يأتيه. والثانية أن يصحب الرّجل منكم الرّجل أو يجالسه يحب أن 
يعلم من هو ومن أين هو فيفارقه قبل أن يعلم ذلك. والثالثة أمر النساء يدنو أحدكم من أهله 
فيقضى حاجته وهى لم تقض حاجتها) فقال عبدالله بن عمرو بن العاص: فكيف ذلك يا رسول 
الله ؟ قال: يتحوّس ويمكث حتى يأتى ذلك منهما جميعاً. قال: وفى حديث ادر قال :رسيول 
الله عله : (إنَّ من أعجز العجز رجلٌ لقى رجلاً فأعجبه نحوه فلم يسأله عن اسمه ونسبه 
وموضعه) ١7‏ . 

* الشرح : 

قوله: (فقال: العجز ثلاثة ) لعل المراد به العجز عن الإتيان بالآداب الشرعية والضعف عن الوفاء 
بحسن المصاحبة وأداء حقوق المعاشرة والمخالطة. 

(فقال: يتحوس ويمكث حتى يأتي ذلك منهما جميعاً) يتحوس أي يتحبس ويبطيء ومنه 
تحوس المسافر إذا أبطيء وأقام مع إرادة السفر وتحوس فلان إذا تحبس وأبطاء في أمره وفي بعض 
النسخ بالشين المعجمة أي يتنحى عن الحركة ويتأنى فيها. 

الاصل : 

وعنه عن عثمان بن عيسىء عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن موسى له يقول: (لا 
تذهب الحشمة بينك وبين أخيك أبق منها فإِنَّ ذهابها ذهاب الحياء)('' . 

* الشرح : 

قوله: (لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك.. اه) الحشمة بالكسر وهي الإنقباض عن بعض 
الأمور حياء وإذا ذهب الحياء منهما بالمرة وبطلت العزة والحرمة صدرت منهما أفعال وأقوال 


.107١ / ١ الكافى:‎ - ” .١0١ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب النوادر 13١‏ 


شبيهة بأفعال الأراذل واللئام وأقوالهم. 

*: الاصل : 

1 محمّدٌ بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد. عن عليٌ بن إسماعيل؛ عن عبدالله بن واصل عن 
عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله 4#: (لا تثق بأخيك كل الثقة فإنَّ صرعة الاسترسال لن 
تستقال)(21) , 

* الشرح : 

قوله: (لا تفق بأخيك كل الثقة) قال الحكماء: وجب إختبار الرجل ثم إختياره للصداقة إذ 
اختياره قبل إختباره ينجر سريعاً إلى وحشة الفراق وذل الإنكسار ثم بعد إختياره لابد من الحزم 
وعدم الوثوق به كل الوثوق فلا يظهر عليه جميع الأسرار بل يحفظ منها ما يخاف اللوم وسوء 
العاقبة من افشائه وإنتشاره. 

(فإن صرعة الإسترسال لن تستقال) في القاموس: الصرع ويكسر الطرح على الأرض صرعة 
كمنعه والصرعة بالكسر للنوع ومنه المثل سوء الإستمساك خير من حسن الصرعة. ويروي بالفتح 
بمعنى المرة. وبالضم من يصرعه الناس» وكهمزة من يصرعهم. والاسترسال الاستيناس والإنبساط 
والطمأنينة فيما يحدثه. والاستقالة طلب فسخ البيع وهذا كمثل يُقال لمن دخل في اهف عد 
تأمل وروية فوقع في محنة وبلية لا طريق إلى دفعها وإقالتها ولا سبيل إلى علاجها وإزالتها. 

* الاصل : 

1 محمّدٌ بن يحيى, عن أحمد بن محمّد, عن عمر بن عبدالعزيز, عن معلّى بن خنيس وعثمان 
بن سليمان النخّاسء عن مفضّل بن عمر. ويونس بن ظبيان قالا: قال أبو عبدالله 4: (اختبروا 
إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب: محافظة على الصّلوات في 
مواقيتها والبرٌ بالإخوان في العسر واليسر). 





.177 / الكافى: ؟‎ ١ 


حص شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 





باب (فضل البسملة) 

الأصل : 

١‏ -محمّدٌ بن يحيى, عن أحمد بن محمّد, عن عمر بن عبدالعزيز. عن جميل بن دراج قال: قال 
أبو عبدالله 4: (لا تدع بسم الله الّحمن الرّحيم وإن كان بعده شعر)( . 

* الشرح : 

قوله: (لا تدع بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان بعده شعر) سواء كتبته أو قرأته والنهى للتنزيه 
الدال على الاستحباب. 

الأصل : 

١‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن أحمد بن محمّد بن خالد. عن محمّد بن علئّ. عن الحسن بن على 
فو ووهاي بن :مود العيلاء :عن سيت بن هاروة مولن" آل سعد ةاقال: قال أن عبوان له «زاكتب 
بسم الله الرّحمن الرّحيم من أجود كتابك ولا تمدٌ الباء حتى ترفع السّين)( . 

* الشرح : 

قوله: (عن سيف بن هارون مولى آل جعدة) جعدة بالفتح والسكون اسم رجل وآل جعدة 
حي وسيف بن هارون غير مذكور فيما رأيناه من كتب الرجال والمراد بكونه مولاهم أنه غير 
العربى ونشأ فيهم منتسب إليهم. 

(اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك) أي حسن موضعه وهو الصدرء ويحتمل أن 
يراد بالكتاب المصدر ويجعل الجودة وصفاً لكتب البسملة بإظهار الحروف وترصيفها وغير ذلك 
«مما له مدخل فى جودتها). 

(ولا تمد الباء حتى ترفع السين) كما هو المعروف فى المصاحف وقبل استحباب رفع السين 
قبل مد الباء مخصوص بخط الكوفي. 

١ : الأصل‎ * 

عنه؛ عن علئ بن الحكم. عن الحسن بن السريء عن أبى عبدالله يه قال: قال: (لا تكتب 
بسم الله الرّحمن الرحِيم لفلان ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان)!" . 

* الشرح : 


.١75 / ” الكافى: ” / 1077. الكافى:‎  " . 0/7 / الكافى: ؟‎ - ١ 


باب (فضل البسملة) بلا 


قوله: (لا تكتب) فى داخل الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم لفلان) بل اكتب إلى فلان (ولا 
بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان) ليعرف من غير فتح سيما إذاكان مختوماً والفرق أن المراد 
بالأول إبلاغ الدعاء والسلام والأحوال وأرسالها إليه ومن الثاني هو الإعلام بأن الكتاب لمن. ومفاد 
هذا الحديث وتاليه واحد. 

* الأصل : 

؛ -عنه. عن محمّد بن علىَ؛ عن النضر بن شعيب. عن أبان بن عثمان. عن الحسين بن السري. 
عن أبي عبدالله ني قال: (لا تكتب داخل الكتاب لأبي فلان واكتب «إلى أبي فلان» واكتب على 
العنوان لأبى فلان). 

0 2 عثمان بن عيسى. عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله كا عن الرّجل ند بالدّجل 
في الكتاب. قال: (لا بأس به ذلك من الفضلء يبدأ الرجل بأخيه يكرمه)"!'" . 





* الشرح : 

قوله: (سألت أبا عبد الله يي عن الرجل يبدأ بالرجل فى الكتاب) بأن يكتب بعد التسمية من 
فلان إلى فلان. 

* الأصل : 


قال: (لا بأس بأن يبدأ الرّجل باسم صاحبه فى الصحيفة قبل اسمه)7) . 

* الشرح : 

(قال: لا بأس) بذلك (ذلك من الفضل يبدأ الرجل بأخيه يكرمه) قال بعض العامة: الأولى 
بداية الإنسان بنفسه فى الدعاء ونحوه من أمورالآخرة يرشد إليه قوله تعالى حكاية « ربنا اغفرلي 
ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب76) بخلاف حظوظ الدنيا فإن الأدب أن يبدأ باسم غيره 
وأما الرسائل فقيل بتقديم المكتوب إليه إلا أن يكون الكاتب الأمير أو الأب لابنه أو السيد لعبده 
وقيل بتقديم نفسه كيف كان ومنه كتبه ييه محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل ععظيم الروم 
وقوله عليه فى هذا الخبر والذى بعده «لا بأس» يشعر بالتساوي بين الأمرين والله يعلم. 

* الأصل : 

١‏ - علي بن إبراهيم. عن أبيه. عن ابن أبى عميرء عن مرازم بن حكيم قال: أمر أبو عبد الله اقه 
بكتاب في حاجة فكتب ثمّ عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال: (كيف رجوتم أن يتم هذا وليس 





.5١ : الكافي: ” / “10. - الكافى: ؟ / “/11. **"' - سورة إبراهيم‎ - ١ 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 


فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه)(1 . 

* الشرح : 

قوله: (ولم يكن فيه استثناء) ينبغى لمن قال: أفعل أو سأفعل ونحوها أن يقول: إن شاء الله 
متصلاً به أو منفصلاً إذا ذكر بعد النسيان لأن له مدخلاً عظيماً فى تيسير المقصود. 

# الأصل : ْ 

م -عنه عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر. عن أبى الحسن الرّضا نهْة أنه كان يتب الكتاب 
وان (لاأسس)20. ْ ١‏ 

* الشرح : 

قوله: (أنه كان يترب الكتاب وقال: لا بأس به) يترب أما من الاتراب أو من التتريب قال 
الجوهري ترب الشىء بالكسر أصابه التراب وتربت الشيء تتريباً فتترب أي تلطخ بالتراب وأتربت 
الشىء جعلت عليه التراب. وفي الحديث أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة وفي مجمع البحار 
معنى الحديث اجعلوا عليه التراب أو أسقطوا على التراب اعتماداً على الله تعالى فى إيصاله إلى 
المقصد أو ذروا التراب على المكتوب أو خاطبوا في الكتاب خطاباً في غاية التواضع للمكتوب 


إليه. 

# الأصل : 

4 علي بن إبراهيم؛ عن أبيه عن ابن أبي عميرء عن علي بن عطيّة أنه رأى كتبأ لأبي 
الحسن للا متدّبة. 





. 10/7“ / الكافى: ؟‎ - ١ .10/7“ / الكافى: ؟‎ ١ 


باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة لول 


باب النهى عن احراق القراطيس المكتوبة 

* الأصل : ْ 

١‏ محمّدٌ بن يحيى؛ عن أحمد بن محمّد, عن علي بن الحكم. عن عبدالملك بن عتبة. عن 
أبي الحسن ليذ قال: سألته عن القراطيس تجتمع هل تحرق بالثار وفيها شيء من ذكر الله ؟ قال: (لا» 
تغسل بالماء أوّلاً قبل)(07) . 

* الشرح : 

قوله: (يمحوه الرجل بالتفل) ان احتاج إلى محوه والتفل بالضم البصاق. 

* الاصل : 

١‏ عنه» عن الوشّاء. عن عبدالله بن سنان. قال: سمعت أبا عبدالله ليذ يقول: (لا تحرقوا 
القراطيس ولكن امحوها وحرّقوها). 

٠١‏ علي بن إبراهيم, عن أبيه. عن ابن أبي عمير. عن حمّاد بن عثمان» عن زرارة قال: سثل أبو 
عبد الله اكلا عن الاسم من أسماء الله يمحوه الرّجل بالتفل قال: (امحوه بأطهر ما تجدون). 

- عليئٌ» عن أبيه عن النوفلي» عن السكونئ, عن أبي عبدالله ليا قال: (قال رسول الله عَييهِ: 
امحوا كتاب الله [تعالى] وذكره بأطهر ما تجدون ونهى أن يحرق كتاب الله ونهى أن يمحى 
بالأقلام)7 . 

* الشرح : 

قوله: (أمحواكتاب الله وذكره باطهر ما تجدون) إن كان محوه مطلوباً بأن وقع فيه الغلط أو وقع 
في غير موضعه أو وقع في موضع يوطأ ونحو ذلك. 

(ونهى عن أن يحرق كتاب الله ونهى أن يمحى بالأقلام) النهي الأول للتحريم والثاني للتنزيه. 
وفى نسخة بالاقدام والظاهر أنه تحريف. 

الاصل : 

4 عليٌ؛ عن أبيه. عن ابن أبي عمير, عن محمّد بن إسحاق بن عمّار. عن أبي الحسن 
موسى نيه في الظهور التى فيها ذكر الله عرَّوجِلٌ قال: (اغسلها)20 . 

* الشرح : 





.10/4 / الكافى: ؟ / 80/78 . " - الكافى: ؟ / 17/4. - الكافى: ؟‎ - ١ 


535 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 


قوله: (في الظهور) أي الجلود التى فيها ذكر الله تعالى (قال: اغسلها) إن كانت غير مذكاة أو 
كانك به :والجداة نحسة أووحة قينا اخرمن أسبات' انحو التق :ذ كرتا ينضها 

١ : الأصل‎ * 

تج كتاب العشرة ولله الحمد والمئّة وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين7 . 

* الشرح : 

هذا آخر كتاب العشرة وبه تم قسم الأصول من الكافي 


نحمد الله ونشكره على جزيل نعمائه وجميل فعاله وعلى أن وقٌّقنا لإتمام هذا الأثر القيّم الخالد 


ولروّاد الفضيلة والأجلاء الذين وازرونا فى هذا المشروع لا سيّما الأستاذ العظّم العلآمة الحجّة 
(الحاج الميرزا أبو الحسن الشعراني ) دامت بركاته» شكرٌ متواصل غير مقطوع ولا ممنوع. 
على أكبر الغمّاري 


عفا الله عنه 





.175 / الكافى: ؟‎ ١ 


شرح كتاب الروضة من كتاب الكافي للكليني / 


شرح كتاب الروضة من كتاب الكافى للكليني 


كتاب الروضة 


* الشرح : 

(بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الروضة) وهي في اللغة: البستان ومستنقع الماء أيضاً مستعارة 
لهذا الكتاب بتشبيه ما فيه من المسائل الشريفة والخصايل العجيبة والفضايل الغريبة بهما في 
البهجة والصفا والنضارة والبهاء أو فى كونه سبباً لحياة النفوس كالماء. 


بسم الله الرحمن الرحيم 

* الأصل : 

١‏ -محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثني علئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه» عن ابن فضّال عن حفص 
المؤد نغ عن أبي عبدالله يه وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع» عن محمّد بن سنان. عن 
إسماعيل بن جابر, عن أبى عبد الله له أنه كتب بهذه الرّسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها 
والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها فى مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا 
فيها. 

قال: وحدٌّثني الح بو يعدن جعرين محكديويالك الكردن قر القانهم ان ابيع 
الصحّاف. عن إسماعيل بن مخلّد السرّاج» عن أبي عبدالله بلفة. قال: (خرجت هذه الرّسالة من 
أبي عبدالله ا كذ إلى أصحابه: 

بسم الله الرّحمن ن الرّحيم 

أمّا بعد: فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدّعة والوقار والسكينة وعليكم بالحياء والتنرّه عمّا 
يي م و ا ا ا 
دينوا بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام, فَإنه لابدٌ لكم من 
بج اشع رمح التتهع زمار متهم الكلاء بالضية الى مرك ال ربا ليوا ها اليك ورج 


فإذا ابتليتم بذلك منهم فانّهم سيؤذونكم وتعرفون فى وجوههم المنكر ولولا أنَّ الله تعالى 
يدفعهم عنكم لسطوا بكم وفى صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر ممّا يبدون لكم مجالسكم 
ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف. لا تحّو :. ُونهم أبداً ولا يحبّونكم غير 
أنَ لله تعالى أكرمكم بالحقٌّ وبضّركموه ولم يجعلهم من أهله فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم 
لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء وحيلهم وسواس بعضهم إلى بعض فانَّ أعداء الله إن 
استطاعوا صدوكم عن الحنٌء فيعصمكم لله من ذلك فاء نقوا الله وكّوا ألسنتكم إلا من خير. 

وإيّاكم أن تذلقوا ألسنتكم بقول الور والبهتان والإثم والعدوان فإنّكم إن كففتم ألسنتكم عمًّا 
يكرهه الله ممّا نهاكم عنه كان خيراً لكم عند ربكم من أن تذلقوا ألسنتكم به فانَّ ذلق اللسان فيما 
يكره الله وما [ي]سنهى عنه مرادة للعبد عند الله ومقثٌ من الله وصِمّ وعمى وبكم يورثه الله إِيَاه يوم 
القيامة فتصيرواكما قال الله: #إصمٌ بكم عم فهم لا يرجعون74١‏ يعني لا ينطقون لا ولا يؤذن لهم 
فيعتذرون274. 

وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم 
ويأجركم عليه وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرّع إليه والرّغبة فيما 
عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحدٌّ. فاشغلوا ألسنتكم بذلك عمًا نهى الله عنه 

من أقاويل الباطل التي تعقب تعقب أهله خلوداً في النّار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنهاء 
وعليكم بالدّعاء فإنَّ المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج عند ربّهم بأفضل من الدّعاء والرّغبة 
إليه والتضرّع إلى الله والمسألة آله] فارغبوا فيما رعَبكم الله فيه وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه 
لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله وإياكم أن : تشره أنفسكم إلى شيء ممًا حرّم الله فاه من انتهك ما 
حرّم لله عليه ههنا في الدّنيا حال الله بينه وبين الجئّة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة نمه الذائمة 
لأهل الجنّة أبد الأبدين. 

واعلموا أنّهِ بئس [الحظ] الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته فاختار أن 
ينتهك محارم الله في لذّات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنّة ولذّاتها وكرامة 
أهلها. ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرّتهم وأسوأ حالهم عند رهم يوم القيامة. 
استجيروا الله أن يخزيكو( في مثالهم أبداً وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ولا قوّ قوّة لنا ولكم إلا به. 


كو سور امقر اه #ادضؤازة المريتلات 0 
٠_كذا‏ وفى بعض النسخ «يجيركم). 


كتاب الروضضة 1 

فانّة فائّقوا لله أيّتها العصابة الناجية إن أتم الله لكم ما أعطاكم به فإنّه لا يتم الأمر حتّى يدخل 
عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحنّى تبتلوا ة في أنفسكم وأموالكم وحنّى تسمعوا 
من أعداء الله اذئ كثيراً فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتَّى يستذلوكم ويبغضوكم وحتَّى يحملوا 
[عليكم] الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدّار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ 
الشديد في الأذى في الله عرَّوجلٌ يجترمونه إليكم وحتى يكذبوكم بالحقّ ويعادوكم فيه 
ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك مهنم؛ مصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل 190 
على نبيّكم يَيْْةٌ سمعتم قول الله عزَّوجِل لنبيّكم وَيهُ: 9« فاصير كما صبر أولوا العزم من الرُسل ولا 
تستعجل لهم74١)‏ ثم قال: (وإن يكدّبوك4 «القد كذّبت رسلٌّ من قبلك فصبروا على ما كذَبوا 
وأوذوا» فقد كذَّبٍ نبي الله والرّسل من قبله واوّذوا مع التكذيب بالحقّ فإن سرّكم أمر الله فيهم 
الذي خلقهم له في الأصل ‏ أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم الله أن يخلقهم له في 
الأصل ومن الّذين سمّاهم الله في كتابه فى قوله: (وجعلناهم أثمّة يدعون إلى النَار» فتدبّروا هذا 
واعقلوه ولا تجهلوه فانّه من يجهل هذا وأشباهه مما افترض الله عليه فى كتابه مما أمر الله به ونهى 
عن اتزلك دين الله :وركب معاضيه فاستوجت ستخط اله فأكته الله على وجتهة:فن الثاز. 

وقال: أيتها العصابة المرحومة المفلحة إنَلله أتمٌ لكم ما آتاكم من الخير واعلموا أنه يس من 
علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحدٌ من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقائيس قد أنزل الله 
القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء وجعل القرآن ولتعلّم القرآن أهلاً لا يسمع أهل علم القرآن اين 
أتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقائيس أغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه 
وخصّهم به ووضعه عندهم كرامة من الله أكرمهم بها وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمّة 
بسؤالهم وهم الذين من سألهم. وقد سبق فى علم الله أن يصدّقهم ويتّبع أ أثرهم, أرشدوه وأعطوه 
من علم القرآن ما يهتدي به إلى الله باذنه إلى جميع سبل الحقٌّ وهم الذين لا يرغب عنهم وعن 
مسألتهم وعن علمهم الذي أكرمهم الله به وجعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء في 
أصل الخلق تحت تحت الأظله فأولئك الدين يرغبون عن سؤال أهل الذكر والذين آتاهم الله علم القرآن 
ووضعه عندهم وأمر بسؤالهم. وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقائيسهم حتى 
دخلهم الشيطان لأنهم جعلوا أهل الايمان في علم القرآن عند الله كافرين وجعلوا أهل الضلالة 
في علم القرآن عند الله مؤمنين وحتّى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراماً وجعلوا ما حدّم 





.”60: -سورة الاحقاف‎ ١ 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
لله في كثير من الأمر حلالاً فذلك أصل ثمرة أهوائهم وقد عهد إل رسول اله يَللْةٌ قبل موته 
فقالوا: نحن بعد ما قبض الله روج رسوله يسعنا أن تأخذ بما اجتمع عليه رأي اناس ع 
بعدما قبض الله عزَّوجِل رسوله َيه وبعده عهده الذي عهده إلينا وأمرنا به مخالفاً له 
ولرسوله يَيُْ فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممّن أخذ بذلك وزعم أنَّ ذلك يسمعه والله 
إن على جل د ييه رجموا بوتي حياة محمد 27 ويد ير ول يط أررتك اداه 
اله أن يزعموا أن أحداً ممّن أسلم مع محمد َيه أخذ بقوله ورأيه ومقائيسه؟ فإن قال: نعمء 
كذب على لله وضلّ ضلالاً بعيداً وإن قال: لالم يكن لأحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقائيسه. فقد 
أقرّ بالحجّة على نفسه وهو ممّن يزعم أنَ الله يطاع وبتبع أمره بعد قبض رسول الله يَيْْةُ وقد قال 
الله وقوله الحقّ #وما محمَّدٌ إلارسول قد خلت من قيله الرُسل أفان مات أو قتل انقليتم على أعقابكم 
ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين74١)‏ وذلك لتعلموا أن الله يطاع 
ويتّبع أمره في حياة محمد يَُّةُ وبعد قبض الله محمّد يَيْةُ وكما لم يكن لأحد من الناس مع 
محمّد ييه أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه خلافاً لأمر محمّد وَيّْةٌ فكذلك لم يكن لأحد من 
الناس بعد محمد وَيَلْةٌ أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقائيسه. 

وقال: دعوا رفع أيديكم في الصلاة إلا مرّة واحدة حين تفتتح الصلاة فانَ الناس قد شهروكم 
بذلك والله المستعان ولا حول ولا قوّة إلا بالله. 

وقال: أكثروا من أن تدعوا الله فإِنَّ لله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه وقد وعد الله عباده 
المؤمنين بالاستجابة والله مصيّر دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملاً يزيدهما به في الجنة 
فأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والّهار فانَ لله أمر بكثرة الذكر له ولله 
ذاكد لمن ذكره من المؤمنين؛ واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين ين إلا ذكره بخير 
فأعطوا لله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فانَ الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلا بطاعته 
واجتناب محارمه التي حرّم الله في ظاهر القرآن وباطنه فانَ الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله 
الحقٌّ: «وذروا ظاهر الإثم وباطنه4 7" واعلموا أن ما أمر لله به أن تجتنبوه فقد حبّمه واتّبعوا آثار 
رسول اله يبد وسئّته فخذوا بها ولا د تتبعوا أهواءكم وآراءكم فتضلُوا فان أضل النّاس عند الله من 
اببع هواه ورأيه بغير هدى من الله وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم فإن أحستتم أحسنتم 
لأنفسكم وإن أسأتم فلهاء وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم؛ عجرا «للدد ا 2ه 
ربكم وإياكم وسبٍّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عدوا بغير علم وقد ينبغي لكم أن 





اتنصورة العشهران 4 1: #-شتورة الآتقاء : 11 


كتاب الروضة ١/١‏ 





تعلموا حدٌّ سبّهم له كيف هو؟ إِنّه من سب أولياء الله فقد انتهك سبّ الله ومن أظلم عند الله ممّن 
استسبٌ لله ولأولياء الله فمهلاً مهلاً فاتّبعوا أمر الله ولا حول ولا قرَّة إلا بالله. 

وقال: أيّتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم! عليكم بآثار رسول لله يَثْهُ وسنّته وآثار الأئمّة 
الهداة من أهل بيت رسول الله ييه من بعده وسنّتهم. فإِنّه من أخذ بذلك فقد اهتدى ومن ترك ذلك 
ورغب عنه ضلّ. لأنْهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم وقد قال أبونا رسول اله عَلهُ: 
المداومة على العمل في اتّباع الآثار والسنن وإن قلى أرضى له وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد 
في الم واتباع الأهواء. ألا إن اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من : الله ضلال وكل ضلالة 
بدعة وكلّ بدعة فى النّار ولن ينال شىء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرّضا لأنَّ الصبر 
ا ال ل و 7 
وصنع به على ما أحبٌ وكره ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلااما هو أهله وهو خيرٌ له مما 
أحبٌ وكره. وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة والوسطى وقوموا لله قانتين كما أمر الله به 
المؤمنين في كتابه من قبلكم وإيّاكم؛ وعليكم بحب المساكين المسلمين فانّه من حفّرهم وتكبّر 
عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقرٌ ماقت وقد قال أبونا رسول اله يي «أمرني ري بحب 
المساكين المسلمين [منهم]» واعملوا أن من حفّر أحداً من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه 
والمحقرة ة حتّى يمقته الناس والله له أشدٌ مقتاًء فاه َقوا الله فى إخوانكم المسلمين المساكين فانَ 
لهم عليكم حقاً أن : تحبّوهم فانَّ اله أمر رسوله يَيهُ بحبّهم فمن لم يحب من أمر الله بحبّه فقد 
عصى الله ورسوله ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو من الغاوين. 

وإياكم والعظمة والكبر. فانَّ الكبر رداء الله عرَّوجل:, القن تازع الا ردان تمدة عرزل 
وأذله يوم القيامة, وإيّاكم أن يبغى بعضكم على بعض فانها ليست من خصال الصالحين فانّه من 
بغى صيّر الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بُغى عليه ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر 
من الله وإيّاكم أن يحسد بعضكم بعضاً فانَّ الكفر أصله الحسد. وإيّاكم أن تعينوا على مسلم 
مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم فانَ أبانا رسول الله يي كان يقول: «إنَّ دعوة المسلم 
المظلوم مستجابة» وليعن بعضكم بعضاً ان أبانا رسول الله يلُ كان يقول: إن معونة المسلم خيرٌ 
وأعظم أجرأ من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام» وإيّاكم وإعسار أحد من إخوانكم 
المسلمين أن تعسروه بالشىء يكون لكم قبله وهو معسرّ فإِنَّ أبانا رسول الله يي كان يقول: «ليس 
لمسلم أن يعسر مسلماً ومن أنظر معسراً أظله الله بظلّه يوم لا ظل إلا ظلّه». 

وإيّاكم أيّتها العصابة المرحومة المفضّلة على من سواهاء وحبس حقوق الله قبلكم يوماً بعد 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 
يوم وساعة بعد ساعة فانّه من عجّل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التّعجيل له إلى مضاعفة‎ 
الخير في العاجل والآجلء وإنّه من أَخَر حقوق الله قبله كان الله أقدر على تأخير رزقه ومن حبس‎ 
اله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه فأدّوا إلى الله حقّ ما رزقكم يطيب الله لكم بقيّته وينجز لكم ما‎ 
وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة التى لا يعلم عددها ولاكنه فضلها إلا الله رب‎ 
العالمين.‎ 

وقال: اثّقوا الله أيّتها العصابة وإن استطعتم أن لا يكون منكم مُحرج الأمام فإنَّ محرج الإمام هو 
الذي يسعى بأهل الصَّلاح من أتباع الإمام, المسلمين لفضله؛ الصابرين على أداء حقّه العارفين 
بحرمته. واعملوا أنّه من نزل بذلك المنزل عند الإمام فهو مُحرج الإمام , فاذا فعل ذلك عند 
الإمام أحرج الإمام إلى أن يلعن أهل الصلاح من أتباعه؛ المسلّمين لفضله. الصابرين على أداء 
حقه. العارفين بحرمته؛ فإذا لعنهم لاحراج أعداء الله الإمام صارت لعنته رحمة من الله عليهم 
وصارت اللّعنة من الله ومن الملائكة ورسله على أولئك. 

واعلموا أيّتها العصابة أنَّ السئّة من الله قد جرت فى الصالحين قبل. وقال: من سدّه أن يلقى الله 
وهو مؤمن حمَّاً فليتولٌ الله ورسوله والذين آمنوا وليبراً إلى الله من عدوّهم ويسلم لما انتهى إليه من 
نضلهم لأنّ فضلهم لا يبلغه ملك مقرَّب ولا نبي مرسلٌ ولا من دون ذلك؛ ألم تسمعوا ما ذكر لله 
من فضل أتباع الأئمّة الهداة وهم المؤمنون قال: «فأولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النبيّين 
والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق6 2١7‏ فهذا وجهه من وجوه فضل أتباع 
الأئمة فكيف بهم وفضلهم ؟ ومن سرّه أن يتم الله له إيمانه حتّى يكون مؤمنا حمّاً حقأ فليف له 
بشروطه التى اشترطها على المؤمنين فانّه قد اشترط مع ولايته وولاية رسوله وولاية أئمّة 
المؤمئين إقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وإقراض الله قرضاً حسناً واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما 
بطن فلم يبق شيء مما فسّر ممّا حرّم الله إلا وقد دخل في جملة قوله؛ فمن دان الله فيما بينه وبين 
الله مخلصاً لله ولم يرخص لنفسه فى ترك شيء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين وهو من 
المؤمنين حقّأً. وإيّاكم والاصرار على شىء مما حرّم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال الله تعالى: 
«ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون 4‏ إلى ههنا رواية القاسم بن الربيع ‏ يعني المؤمنين 
قبلكم إذا نسوا شيئاً مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنّهم قد عصوا الله في تركهم ذلك الشيء 
فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه فذلك معنى قول الله: 9 ولم يصرُوا على ما فعلوا وهم يعلمون؟ . 

واعملوا أنه إنّما أمر ونهى ليطاع فيما أمر به ولينتهى عمًّا نهى عنه؛ فمن اتّبِع أمره فقد أطاعه 





.19 : -سورة النساء‎ ١ 


كتاب الروضة نفل 


وقد أدرك كلّ شيء من الخير عنده ومن لم ينته عمّا نهى الله عنه فقد عصاه فإن مات على معصيته 
أكبّه الله على وجهه في الثار. 

واعملوا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مُقَرّبٍ ولا نبئٌ مرسل ولا من دون ذلك من 
خلقه كلهم إلا طاعتهم له. فجدٌوا في طاعة الله إن سرٌكم أن تكونوا مؤمنين حقّاً حمّأ ولا قوّة إلا 
بالله. وقال: وعليكم بطاعة ربكم ما استطعتم فانّ الله ربكم اعلموا أنَّ الاسلام هو التسليم والتسليم 
هو الإسلام فمن سلّم فقد أسلم ومن لم يسلّم فلا إسلام له ومن سرّه أن يبلغ إلى نفسه في 
الاحسان فليطع الله فإنّه من أطاع الله فقد أبلغ إلى نفسه فى الاحسان. 

وإيّاكم ومعاصي الله أن تركبوها فانّه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة إلى 
نفسه وليس بين الاحسان والاساءة منزلة؛ فلأهل الاحسان عند ربّهم الجنة ولأهل الاساءة عند 
رهم الثار. فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه واعلموا أنّه ليس يغنى عنكم من الله أحد من 
خلقه شيئاً لا ملك مقرّبٌ ولا نبِئٌ مرسلٌ ولا من دون ذلك فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشافعين 
عند اله فليطلب إلى لله أن يرضى عنه واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب رضا لله إلا بطاعته 
وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمّد صلوات الله عليهم. ومعصيتهم من معصية الله ولم 
ينكر لهم فضلاً عظم أو صغر واعملوا أنَّ المنكرين هم المكدّبون وأنَّ المكذّبين هم المنافقون 
وأنَ الله عرَّوجِل قال للمنافقين وقوله الحقٌّ: «9إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النار ولن تجد لهم 
نصيرأ» ١7‏ ولا يعرفنَ أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته وخشيته من أحد من النّاس أخرجه الله من 
صفة الحقٌّ ولم يجعله من أهلها فانَّ من لم يجعل الله من أهل صفة الحقٌّ فأولئك هم شسياطين 
الانس والجنٌ وإنَ لشياطين الانس حيلة ومكراً وخدائع ووسوسة وبعضهم إلى بعض يريدون إن 
استطاعوا أن يردوا أهل الحنٌّ عمًا أكرمهم الله به من النظر في دين لله الذي لم يجعل الله شياطين 
الأنس من أهله إرادة أن يستوي أعداء الله وأهل الحقٌّ في الشك والانكار والتكذيب اي 
سواء كما وصف الله تعالى فى كتابه من قوله: ا« ودُوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءا» 7" . ثم 
نهى لله أهل النصر بالحٌّ أن يخذوا من أعداء اله ولي لاصيا لا هوكم ول يرلكم عر 
النصر بالحقٌّ الذي خضكم لله به حيلة شياطين الانس ومكرهم من أموركم تدفعون أنتم السيّئة 
بالتي هي أحسن فيما بينكم وبينهم: » تلتمسون بذلك وجه ربّكم بطاعته وهم لا خير عندهم لا 
يحل لكم أن تظهروهم على أصول دين الله فانهم إن سمعوا منكم فيه شيئاً عادوكم عليه ورفعوه 
عليكم وجهدوا على هلاككم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصفة منهم في دول 





4 : -سورة النساء : 6غ١. "” - سورة النساء‎ ١ 


34 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الفججارء فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل فانه لا ينبغي لأهل الحقٌ أن ينزلوا أنفسهم 
منزلة أهل الباطل لأنَ الله لم يجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل ألم يعرفوا وجه قول الله في 
كتابه إذ يقول: «9أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين 
كالفجّار» أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل ولا تجعلوا الله تبارك وتعالى ‏ وله المثل الأعلى ‏ 
وإمامكم ودينكم الذي تدينون به عُرضة لأهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكواء فمهلاً مهلاً يا 
أهل الصَّلاح لا تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته فيغيّر الله ما بكم من نعمة: أحبّوا في الله من 
وصف صفتكم وابغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودّتكم ونصيحتكم [لمن وصف صفتكم] 
ولا تبتذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها وبغالكم الغوائل. 

هذا أدينا أدب الله فخذوا به وتفهموه واعقلوه ولا تنبذوه وراء ظهوركم؛ .ما وافق هداكم 
أخذتم به وما وافق هواكم طرحتموه ولم تأخذوا به؛ وإيّاكم والتجبّر على الله واعلموا أن عبد لم 
يبتل بالتجبّر على الله إلا تن تجبر على دين الله» فاستقيموا لله ولا ترتدُوا على أعقابكم فتنقلبوا 
خاسرين. أجارنا لله وإيّاكم من التجبر على الله ولا قوّة لنا ولكم إلا بلله. 

وقال ا9ذ: إِنَّ العبد إذا كان خلقه الله في الأصل ‏ أصل الخلق مؤمناً لم يمت حتّى يكرّه الله إليه 
الشبّ ويباعده عنه ومن كدّه الله إليه الشبّ وباعده عنه عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبريّة فلانت 
عريكته وحسن خلقه وطلق وجهه وصار عليه وقار الاسلام وسكينته وتخشّعه وورع عن محارم 
لله واجتنب مساخطه ورزقه الله مودّة الناس ومجاملتهم وترك مقاطعة الناس والخصومات ولم 
يكن منها ولا من أهلها في شيء. وإِنَّ العبد إذا كان الله خلقه في الأصل ‏ أصل الخلق كافراً لم 
يمت حتى يحب إليه الشرّ ويقرٌ به منه فإذا حبّب إليه الشرّ وقرّبه منه ابتلي بالكبر والجبريّة فقسا 
قلبه وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقلّ حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم ينزع 
عنها وركب معاصي الله وأبغض طاعته وأهلها فبعدٌ ما بين حال المؤمن وحال الكافر سلوا الله 
العافية واطلبوها إليه ولا حول ولا قرّة إلا بالله. صبّروا النفس على البلاء في الدّنيا فانّ تتابع البلاء 
فيها والشدّة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك 
دنا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته 
وطاعته فانَّ الله أمر بولاية الأئمة الذين سمّاهم الله فى كتابه فى قوله: 9 وجعلناهم أئمّة يهدون 
بأمرنا» ١7‏ وهم الذين أمر لله بولايتهم وطاعتهم والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمّة 
الضلالة الذين قضى الله أن يكون لهم دول فى الدنيا على أولياء الله الأئمّة من آل محمّد يعملون 





. 7: سورة الانبياء‎ - ١ 


كتاب الروضة غنا 


في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله يَيْهُ ليح عليهم كلمة العذاب وليتمٌ أن تكونوا مع نبي 
الله نه والؤّسل من قبله فتدبّروا واما قصّ الله عليكم فى كتابه ممًّا ابتلى به أنبياءه وأتباعهم 
المؤمنين؛ ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر على البلاء فى السرّاء والضرّاء والشدة والرخاء مثل 
الذي أعطاهم. وإيّاكم ومماظة أهل الباطل وعليكم بهدي الصالحين ووقارهم وسكينتهم 
وحلمهم وتخشّعهم وورعهم عن محارم الله وصدقهم ووفائهم واجتهادهم لله فى العمل بطاعته 
فالكم إن لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم. 

واعلموا أنَّ الله إذا أراد بعبد خيراً شرح صدره للإسلام, فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحقٌّ 
وعقد قلبه عليه فعمل به فاذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه وكان عند الله إن مات على ذلك الحال 
من المسلمين حقّأء وإذا لم يرد الله بعبد خيرأ وكله إلى نفسه وكان صدره ضيّقاً حرجاً. فإن جرى 
على لسانه حقٌ لم يعقد قلبه عليه وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به فإذا اجتمع ذلك 
عليه حتّى يموت وهو على تلك الحال كان عند الله من المنافقين وصار ما جرى على لسانه من 
الحنٌّ الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ولم يعطه العمل به حجّة عليه يوم القيامة» فاتقوا الله 
وسلوه أن يشرح صدوركم للاسلام وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحٌّ حنّى يتوفاكم وأنتم على 
ذلك وأن يجعل منقلبكم منقلب الصَالحين قبلكم ولا قوّة إلا بالله والحمد له رب العالمين. 

ومن سرّه أن يعلم أنَّ الله يحبّه فليعمل بطاعة الله وليتّبعناء ألم يسمع قول الله عزَّوجل لنبيه 8 : 
لاقل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم74١)‏ ؟ والله لا يطيع الله عبدٌ أبداً 
إلا أدخل الله عليه في طاعته اتّباعنا ولا والله لايتّبعنا عبدٌ أبداً إلا أحبّه الله ولا والله لا يدع أحدٌ 
اتّباعناً أبداً إلا أبغضنا ولا والله لا يغضنا أحدٌ أبداً إلا عصى الله ومن مات عاصياً لله أخزاه الله 
وأكبّه على وجهه في النار والحمد لله رب العالمين. 

* الشرح : 

(محمد بن يعقوب الكلينىي) هذا كلام الرواة عنه أو كلامه بلسانهم أو أخبار عنه بطريق 
الغيبة«عن محمد بن إسماعيل» عطف على قوله «عن ابن فضال» لأن فى مرتبته ولرواية إبراهيم بن 
هاشم عنه وعطفه على «على» بعيد جدأ كما لا يخفى (كتب بهذه الرسالة) هى بالفتح والكسر 
الكتاب والمكتوب الذي يرسل إلى الغير. 

(وأمرهم بمدارستها) أي بقراءتها وتعليمها وتعلمها (والنظر فيها) بالتفكر والتدبر أو بالبص رأو 
بهما (وتعاهدها) أي اتيانها مرة بعد أخرى وتجديد العهد بها (والعمل بها) فيما يتعلق بالعمل أو 








١‏ -سورة آل عمران: ال. 


١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 
أريد به ما يشمل الاعتقاد بحقيتها أيضاً.‎ 

(قال: وحد ثني الحسن بن محمد) الواو للعطف على «حدثني) وكانت في المنقول لا في كلام 
الناقل وإلآّ لدخلت على قال. 

واعلم أن الحديث وإنكان ضعيفاً بأسانيده الثلاثة عند المتأخرين لكنه غير مضر لأن أثر الصحة 
فى مضمونه لابح مع تأيده بالعقل والنقل. 

(بسم الله الرحمن الرحيم) دل على رجحان التسمية في صدر المكاتيب والرقاع تيمناً وتشرفاً 
وتعظيماً لمضمونها (أما بعد) التسمية الإستعانة بالله تعالى فى جميع الأمور (فاسئلوا ربكم 
العافية) من الأسقام والبلايا أو من الذنوب أو من أذى الناس قال أمير المؤمنين ني وفنسأله 
المعافاة فى الاديان كما نسأله المعافاة الأبدان). 

(وعليكم بالدعة والوقار والسكينة) الدعة الراحة والرفاهية في العيش أمر بالتزامها لا بإعتبار 
أكثار المال بل لإصلاح الحال فإن من أصلح بينه وبين الخلق صد يقاكان أو عدواً طاب عيشه وترفه 
حاله واستقر باله. والوقار بالفتح: رزانة النفس بالله وسكونها إليه وفراغها عن غيره قال الله تعالى: 
«ما لكم لا ترجون لله وَقاراً» والسكينة سكون الجوارح وهى تابعة للوقار لأن من شغل قلبه بالله 
اشتغلت جوارحه بما طلب منها وفرغ عن كل ما يليق بها وهذا أحسن من القول بترادفها. 

(وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزع عنه الصالحون قبلكم) الحياء: كيفية نفسانية مانعة من 
القبيح والتقصير في الحقوق خوفاً من اللوم وقد يتخلق به من لم يجبل عليه وهو الحياء المكتسب 
وإطلاقه على ما هو مبدأ الإنفعال من الإتيان بالحقوق على سبيل المجازكما ذكرناه فى شرح 
أحاديث العقل» والمراد بالصالحين من الأنبياء والأوصياء أو الأعم منهم وبما تنزه المنهيات وترك 
المأمورات والأخلاق الردية والآداب الذميمة وإرتكاب أمور الدّنيا التى لا حاجة إليها وبالجملة كل 
ما يصد عن السير إلى الله تعالى. ْ 

(وعليكم بمجاملة أهل الباطل ) المجاملة بالجيم: المعاملة بالجميل ولماكان هنا مظنة أن 
يقولوا: كيف نجاملهم؟ أجاب على سبيل الإستيناف بقوله: 

(تحملوا الضيم) أي الظلم (منهم) ولا تقابلوهم بالإنتقام فإن الإنتقام منهم في دولتهم لقلة 
ناصركم يوجب زيادة الظلم عليكم, وقال الفاضل الأمين الاسترآبادي: الظاهر قراءتها بالحاء 
المهملة فإن الظاهر قوله: «تحملوا الضيم» بيان لها وكذا قوله فيما يأتى: «وتصبرون عليهم» بيان 
لقوله: «فتحاملونهم» ويمكن قراءتها بالجيم كما فى بعض النسخ وعليه فقس. 

(وإياكم ومماظتهم) حذر عن منازعتهم ومناقشتهم في أمور الدين والدّنيا لأنها تميت القلب 





كتاب الروضة ١‏ 
وتثير العداوة واضطراب القلب بإستماعٌ الشبهات وهي مذمومة مع أهل الحق فكيف مع أهل 
الباطل ولذلك قال سبحانه: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»# ١7‏ إما نصحية من 
استعد منهم لقبولها فيكفيه أدنى الإشارة وأقل البيان ومن لم يستعد له لم ينفعه السيف والسنان كما 
ورد فى بعض الروايات. 

(دينوا فيما بينكم وبينهم ) فى الأمور المختلفة لأنها محل التقية؛ والدين بالكسر العادة والعبادة 
والمواظبة أى عودوا أنفسكم بالتقية أو أعبدوا الله أو أطيعوه بها أو واظبوا عليها فقوله فيما بعد: 
(بالتقية) متعلق بدينوا ثم أشار إلى زمان الحاجة إليها بقوله: 

(إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام) أي خاصمتموهم في الكلام 
المتعلق بأصول الدين وفروعه أو الأعم منه ومن المحاورات وأصل المنازعة الجذب والقلع كان 
أحد المتخاصمين يجذب الآخر ويقلعه ثم أشار إلى جواز المجالسة وما بعدها بل على رجحانها 
بقوله (فإنه لابد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم) لأجل التقية أوالأن الاسان مدني 
بالطبع يحتاج في تحصيل مطالبته وتكميل ماربه إلى بنى نوعه ولا يتم ذلك إلا بالمجالسة وإذا 
تحققت تحققت المنازعة والمخاصمة في (الكلام بالتقية التى أمركم الله أن تأخذوا بها) في قوله 
عز وجل: «أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا2'74 قال الصادق يِذ وبما صبروا على التقية). 
وفي قوله: 9يدرؤن بالحسنة السيئة4. وفي قوله: «إلا تستوي الحسنة ولا السيئة» قال 9: 
لد التقية والسيئة الاذاعة») وفى قوله: إادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه 
عداوة كأنه وليّ حميم» قال ن#ة: «التى هى أحسن التقية» وفى قوله: «إلآ من أكره وقلبه مطمئنٌ 
بالإيمان » والظاهر أنه لا خلاف في وجوب التقية عند الحاجة إليها وأن تاركها آثم ولكن أثمه لا 
يوجب دخول النارلما روي عن أبي جعفر 4 «فى رجلين من أهل الكوفة أخذا فقيل لهما: ابرئا 
من أمير المؤمنين ن#ة فبرىء واحد منهما وأبى الآخر فخلى سبيل الذي برىء وقتل الآخر 
فقال نة : أما الذي برىء فرجل فقيه في دينه وأما الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة» وقد 
أاوضحنا ذلك فى محله. 

(فإذا ابتليتم بذلك منهم) الظاهر أن حرا الشرط محذوف أى:فاعملوا بالثقية ولا تتركوها 
بدليل ما قبله وما بعده وأن قوله: 

(فإنم سيؤذونكم وتعرفون فى وجوههم المنكر) من القول والشتم والغلظة ونحوها دليل على 
الجزاء المذكور وقائم مقامه وأمثال ذلك كثيرة فى كلام الفصحاء والبلغاء. ويحتمل أيضاً أن يكون 





"6: -سورة العنكبوت :85. ؟ - سورة فصلت‎ ١ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


جزاء الشرط (ولولا أن الله تعالى يدفعهم عنكم) بتقرير التقية أو يصرف قلوبهم (لسطوا بكم) 
السطو: القهر والبطش. يُقال: سطا عليه وبه وفي كنز اللغة «السطو بعنف كرفتن وشكستن» (وما في 
صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون لكم) لأن ما يُبدون من بحر عداوتهم يلقيه 
بالتموج وبعبارة أظهر قصدهم إيصال كل فرد من أفراد الاويذاء وافراد الايذاء غير محصورة قطعاً وما 
يبدونه قليل» والبغض ضد الحب كالعداوة والبغضة والبغضاء شدته ثم استأنف كلاماً من باب 
التأكيد مشتملاً على سبب المفارقة الروحانية والمصابرة على فعالهم فقال: 

(مجالسكم ومجالسهم واحدة) لتحقق الدواعي وهي جلب النفع ودفع الضرر والتشارك فى 
الجسمية والإحتياج فى الوجود والبقاء إلى التعاون فى أمور الدّنيا فلذلك كانت مجالستهم مطلوبة 
بشروطها وهى الملاينة والمداراة والتقية لئلا يقع ضد ما هو المطلوب منها. 

(وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف) لأن ذوات أرواحكم وصفاتها نورانية ومن عليين 
ودداف أرواحهم وصفاتها ظلمانية ومن سجين ولا يقع الايتلاف بين النور والظلمة ولذلك قال 
خليل الرحمن: #وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة4 ويحتمل أن يُراد 
بالإختلاف الإختلاف الواقع في عالم الأرواح لأن أرواح المؤمنين كانت مايلة إلى الحق والطاعة 
وأرواح الكفار كانت مايلة إلى الباطل والمعصية فمن ثم وقع الإختلاف والتعارف بينهما ولا يقع 
الابتلاف أبداً كما روي: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) 
وفيه تنبيه على أن اتحاد المنازل فى العالم الجسماني لا يستلزم اتحادها في العالم الروحاني ولا 
بالفكس (لا تحبونهم أبدأ ولا يحبونكم) لأن الشيء لا بحب ضده ولا يميل إليه ولذلكترى كلاً 
من صاحب الخير والشر يميل إلى الجنة مثله ويحبه. 

(غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم من أهله) المراد بالحق جميع ما 
أنزل الله تعالى على رسوله وأمره بتبليغه وأعظمه الولاية وقد أكرمكم بجميع ذلك جعلكم على 
بصيرة منه ولم يجعلهم من أهله لسلب التوفيق عنهم لإبطالهم الفطرة الأصلية الداعية إلى الخير 
(فتجاملونهم وتصبرون عليهم) لأنكم على خصال شريفة منها المجاملة والمصابرة (وهم لا 
مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء) لفقدهم جل الفضائل بل كلها إلآما شذ ومن المعلوم أن بقاء 
المخالطة متوقف على الصبر والمجاملة بين الطرفين أو بتحققهما من أحدهما ولا يتصوران فيهم 
لما ذكر فوجبا عليكم لأنهما مطلوبان منكم ولعلمكم بأن فيهما فوائد كثيرة كنجدة النفس وإبقاء 
النظام وحوالة الإنتقام إلى الله وترقب أجر الصابرين وتوقع الأمن من القتل والأسر والبهت سيما إذا 
كان الظالم قوياً وتوقع صداقته وترحمه بمشاهدة العجز والإنكسار وفي ضدهما مفاسد كثيرة 





كتاب الروضة ١/9‏ 


ولذلك صبر جميع الأنبياء والأوصياء على ما وصل إليهم من جهلاء الأمة ثم أشار إلى أن كل واحد 
منهم لا يكتفى بما عنده من قصد الايذاء والصد عن الحق بل هم يتعاونون فيه لشدة الاهتمام به 
بقوله: (وحيلهم وسواس بعضهم إلى بعض) الحيلة المكر والروبة في الأمور والتتصرف فيها 
للترصل بها إلى المقصود والوسواس بمعنى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة» والوسوسة الصوت 
الخفى يُقال وسوس الرجل بلفظ ما سمى فاعله إذا تكلم بكلام خفي يكدره وهو فعل لازم ورجل 
موسوس بالكسر ولايُّقال بالفتح ولكن وسوس له أوإليه أي يلقى إليه الوسوسة ثم علل ذلك بقوله: 

(فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق) إذ اهتمامهم بالصد المتوقف على الإستطاعة 
يقتضى الإجتهاد فى تحصيلها من كل وجه ومن التعاون ثم أشار إلى أن تلك الحيل لا تنفعهم ولا 
توك قله (يعصمكم الله من ذلك) لأنه إما خير أو دعاء وعلى التفديرين لا يضر كيدهم مع 
عصمة الله تعالى (فاتقوا الله) لأنها حرز من المكاره الدنيوية ومن يتق الله يجعل له مخرجاً وطريقاً 
إلى المثوبات الأخروية إن الله يحب المتقين. 

(وكفوا ألسنتكم إلا من خير) وهو ما ينفع في الآخرة وفي الذّنيا أيضاً بشرط أن لا بكون مخالفاً 
للعقل والنقل وبه يخرج غير النافع ان كان مباحاً. 

(وإياكم أن تذلقوا ألسنتكم ) أي تحدوها يُقال: ذلق السكين بالذال المعجمة كنصر وفرح وذلقه 
واذلقه) إذا حده. 

(بقول الزور والبهتان والاثم والعدوان) المراد بالزور الكذب والباطل والتهمة وتدخل شهادة 
الزور قال الله تعالى: والذين لا يشهدون الزور»(١'‏ والبهتان والبهت الكذب فى حق أحد 
والإفتراء عليه وكل ما قلت مما لم يكن فيه فهو من قول الزور والكذب المطلق والإثم أريد به القول 
المقتضي له كالغيبة والأقوال الفاحشة ونقلها ونقل الأقوال الكاذبة والعدوان الظلم ولعل المراد به 
الأمر بالظلم كالقتل والضرب والحبس ونحوهاء وبالجملة حذر عن مقابح اللسان وأصولها الأربعة 
المذكورة وكل ما سواها مندرح تحت واحد منها ثم علل التحذير المذكور وحفظ اللسان بذكر 
مفاسده ومنافعه بقوله: (فإِنّكم إن كففتم ألسنتكم عمًّا يكرهه الله مما نهاكم عنه) تنزيهاً وتحريماً 
كان خيراً لكم عند ربكم في الدّنيا والآخرة والتفضيل بإعتبار فرض الخير وتقديره في المفضل عليه 
وذلك شايع والمراد به أصل الفعل. 

(من أن تذلقوا ألسنتكم فإن ذلق اللسان) أي حديد اللسان أو حدته والأخير أنسب بالأخبار 
المذكورة (فيما يكره اللّه) وهو اللغو من الكلام ومنه إكثار المباح (وفيما ينهى عنه) وهو المحرم 








١-سورة‏ الفرقان : ”لا. 


5 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
منه كالشتم والقذف ونحوهما (مرداة للعبد عند الله) بالكسرأ والفتح اسم آلة أ و مكان من ردى 
كرضي إذا هلك وأصله مردية كمفعلة قلبت الياء الفاء. 

(ومقت من الله) مقته تعالى للعبد عبارة عن سلب الإحسان والإافضال والتوفيق إلى الخيرات 
ووكوله على نفسه المشتاقة إلى الطغيان والعصيان وترك القربات حتى تؤديه إلى الجهالة والبطالة 
والتخيها :و العقوبات 

(وصم وعمى وبكم) الصم بالفتح والصم محركة إنسداد الأذن وثقل السمع. والعمى ذهاب 
البص ر كله والبكم محركة الخرس أو مع عي وبله؛ أو أن يُولد لا ينطق وإنما حملناها على المصدر 
دون الجمع كما في الآتى ليصح حملها على اسم إن ولا بصح في الجمع إلا بتكلف بعيد وحمل 
هذه الأخبار على اسم إِنّ من باب حمل المسبب على السبب للمبالغة (يورثه الله إياه يوم القيامة) 
الضمير الأول راجع إلى ذلق اللسان والثاني إلى كل واحد من الأمور الثلاثة وإنما سماها ميراثاً لأنها 
ثمرة ذلاقة لسانه تصل إليه بعد فنائها (فتصيروا) بهذه الخصال المذمومة (كما قال الله: + صم بكم 
عمى فهم لا يرجعون؟ ) الصم جمع الأصم والبكم جمع الأبكم. والعمى جمع الأعمى والمراد بهم 
في الدّنيا من لا يسمع نداء الحق فكأنه لاسمع ولا يتكلم به فكأنه لانطق له ولا يبصر طريقه فكأنه 
ل بصر له وفى الآخرة من لا يسمع نداء الرحمة ولا يقدر على التكلم بالمعذرة ولا يبصر وجه الجنة 
فلذلك قال: (يعني لا ينطقون) في الآخرة بالمعذرة لانتفائها فلذلك قال: «إولا يؤذن لهم 
فوطفة رون 4 امتح اله | نوكر اليه عار لتتزون لف اكلم يها بوم الرسض المتشوين العا ل 
يرجعون من الضلالة إلى الهدى وتفسيره لق أحسن منه بدليل ما بعده. وإنما خص التفريع بالبكم 
لأنه يعلم منه حال جاريه بالمقايسة أو أريد بهما الحقيقة (وإياكم وما نهيكم عنه أن تركبوه) أي 
تقترفوه من ركبت الذنب اقترفته أو تتبعوه من ركبت الأثر تبعته أو تعلوه من ركبت الفرس علوته وقد 
شبه المنهي عنه بالمركوب في أنه يصل صاحبه إلى مقام البعد من الحق كما يشبه الطاعة به في 
الأبضال إلى مقام القرب ولماكانت عرصة اللسان وسبعة وهو يحكي عن أحوال المبدأ والمعاد 
والشرايع والأشياء الموجودة والموهومة وعقائد القلوب وأفعال الجوارح كانت خطيئاته غير 
محصورة وزلاته غير معدودة فلذلك بالغ حفظه مكرراً وقال: 

(وعليكم بالصمت في كل شيء إلا فيما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم) وفي بعض النسخ 
«من» بدل «في» (ويأجركم عليه) مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والوعظ والنصيحة 
وإرشاد الخلق وغير ذلك فإنه راجح بل قد يكون واجباًء ولما أمر بالتكلم بالنافع إجمالاً أشار إلى 
بعضه تفصيلاً بقوله: 





كتاب الروضة 14١‏ 


(وأكثروا من التهليل) وهو قول: لا إله إلا الله (والتقديس والتسبيح ) وهما التطهير والتنزيه عن 
العيوب والنقائص والثانى تأكيد ويمكن أن يراد بأحدهما إذ إجتمعا تنزيه الصفات وبالاخر تنزيه 
الذات عن الشريك ارك 

(والثناء على الله) قيل: المفهوم من الصحاح والكشاف وغيرهما من الكتب أن الثناء هو الإتيان 
بما يدل على التعظيم والتمجيد كلاماً كان أو غيره إلآ أن فى المجمل خصه بالكلام الجميل وهو 
أنسب بهذا المقام. 

(والتضرع إليه) فى طلب الحاجات والتوفيق للطاعات والقبول لها وحفظ النفس عن المنهيات 
وعدم الركون إليها وطلب العافية وخير الخاتمة. 

(والرغبة فيما عنده) مع الإتيان بما يوجب الوصول إليه لان الرغبة فى الشىء من غير تمسك 
بأسبابه حماقة كما دل عليه بعض الأخبار. 

(من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد) أحد فاعل الفعلين على سبيل التنازع والقدر 
والتقدير بيان قدر الشىء وكميته وكيفيته؛ يُقال: قدرت الشىء قدرأ من باب ضرب وقتل وقدرته 
تقديرا بمعنى والإسم القدر يفتحتين والمراد بالخير نعيم الجنان وما فوقها وفيها ما لاعين رأت ولا 
أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, وإذا كان كذلك فكيف يقدر أحد يقدر قدره ويبين مقداره 
ويبلغ كنهه؟! 

(فاشغلوا ألسنتكم بذلك.. إلى آخره) الشغل بالضم وضمتين ضد الفراغ. شغله كمنعه وأشغله 
لغة و«ذلك» إشارة إلى ما ذكر من الكلام النافع وإكثار التهليل وما بعده وفيه إشارة إلى وجه الفرار 
من الكلام الباطل بجعل اللسان مشغولاً بما ذكر دائماً أو في أكثر الأوقات فإن شغله بذلك مانع من 
صدور ضده ضرورة لأن ما ذكر حينئذ يصير عادة وهي أيضاً مانعة منه ثم أن أريد بأقاويل الباطل 
ما يوجب الخروج من الإيمان فالخلود ظاهر, وإن أريد بها ما لا يوجبه فالمراد بالخلود طول الزمان 
واستعماله فيه شايع. 

(من مات عليها ولم يتب إلى الله) توبة خالصة يوجب الخروج تبعتها وعدم الرجوع إليها كما 
أشار إليه بقوله: 

(ولم ينزع عنها) فإن التوبة بدون ذلك غير نافعة بل هي استهزاء» وينبغي لمن ابتلى بالمعصية 
أن يناكو الله تهالى بويعد اركها بالحوية ولا رز تعره فالا خيرها مغصية اتعرى والحييي الكو كوه 
الشبان وهي تورث محبة الله تعالى وأما توبة الشيوخ وهي وإنكانت مقبولة أيضاً لكنه بعد في مقام 
التقصير. وقد قيل: إن الشيخ الهرم إذا تاب قالت له الملائكة الآن وقد خمدت حواسك وبردت 


و 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 
أنفاسك. 

(وعليكم بالدّعاء) لأنفسكم ولإخوانكم بظهر الغيب فإن الدعاء لهم في نجاح حوائجهم كما 
دلت عليه الروايات ففى بعضها «لكم مثلاً مادعوتم لهم) وفىي بعضها «مائة ألف ضعف». 

(فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج) الدنيوية والاخروية, النجاح بالفتح الظفر 
بالمطلوب واصابته والحوايج جمع الحاجة على غير قياس أو مولدة. 

(عند ربهم بأفضل من الدعاء) المقصود أن الدّعاء أفضل من غيره في إصابة الحوايج وذلك 
ظاهر لأنه من عرف أنه تعالى كريم رحيم قادرٌ بمصالح العباد وغيرها وأنه لا ينفعه المنع ولا يضره 
الإعطاء ورجع إلى العقل والنقل والتجربة والوعد علم أنه إذا رفع حاجته المشروعة إليه تعالى 
بقلب تقى نقى ونية خالصة كانت مقرونة بالإجابة وأما غيره من الوسائل مثل الإعتماد بالكسب 
والرجوع إلى الخلق فلا علم له بترتب الحاجة عليه وعلى تقدير ترتبها فهو وسيلة أيضاً بأذن الله 
تعالى فالدعاء أفضل منه وأصل لجميع الحاجات. 

(والرغبة إليه) في الخيرات كلها (والتضرع) إليه في تحصيلها (والمسألة له) هي والسؤال 
واحد (فارغبوا فيما رغبكم الله فيه ) من الأمور النافعة لكم. 

(وأجيبوا لله إلى ما دعاكم إليه) من الدّعاء بقوله إادعوني استجب لكم» وغيره؛ أو الأعم منه 
ومن غيره والأول أنسب بالمقام والثاني أنسب بقوله: 

(لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله) فإن الفلاح والنجاة منه متوقف على إجابته في جميع ما دعاه 
إليه ولما نهى عن مناهى اللسان نهى عن المناهى مطلقاً واكثارها بقوله: 

(وإياكم وإن نشره أنفسكم إلى شيء مما حرم لله عليكم) صغيراً كان أو كبيراً ظاهراً كان أو 
باطناً. والشره غلبة الحرص وفعله من باب فرح. 

(فإنه من انتهك.. اه) الإنتهاك التناول على وجه المبالغة من النهك وهو مبالغة فى كل شيء 
(وههنا) ظرف للانتهاك وفيها [فى الدّنيا] بدل منه وكرامتها كزيارة الملائكة والفيوضات الإلهية كما 
قال 8 ولدينا مزيد» أو الأعم 00 

(القائمة الدائمة لأهل الجنة) لعل المراد بقيامها ثباتها وعدم زوالها وبدوامها استمرارها بلا 
تخلل انقطاع أو العطف التفسير. 

(أبد الآبدين ) كأرضين والجمع بإعتبار القطاعات ولوكانت موهومة والأبد الزمان الذي لا نهاية 
له والاضافة للمبالغة وفى دوامها. 

(واعلموا أنه ئس الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته) الخطر الحظ 


كتاب الروضة 10 


والنصيب وما يتراهن عليه المتراهنان والمخاطرة المراهنة» ولعل المراد أن من خاطر الله واستبق 
إلى الخطر الذى أخرجته النفس الأمارة وهو ترك الطاعة وفعل المعصية وانتهى إليه ولا محالة كان 
معه علمه تعالى حتى انطبق على المعلوم فهو ذو حظ قبيح في الدّنيا والآخرة وأما من خاطره 
واستبق إلى ما جعله تعالى خطراً للعباد وهو فعل الطاعة وترك المعصية وانطبق علمه تعالى بذلك 
على المعلوم فهو ذو حظ جميل وثواب جزيل ومن الطاعة والمعصية بل أصلهما الإقرار بولاية 
على نْيْةِ وإنكارها ويحتمل أن يراد بالمخاطرة لازمها وهو المبارزة. 

رادا تخكانا على اتبيه قار نانع اللاو رجو لقو كه الى سعرن لكر الله البالرء بوك سيا ره يوز 
الخصلة الذميمة فهو بعيد (فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زايلة عن أهلها 
على خلود نعيم فى الجنّة ولذاتها وكرامة أهلها) «في)» متعلق بينتهك أو بالمحارم و «منقطعة) 
صفة للدّنيا ولذاتها. «على» متعلق باختار أى اختار هذا الرجل لفقد بصيرته وغلبة شهوته وتوهمه 
أن الحاضسر الفانى خير من الغائب الباقى أن يتناول ما حرمه الله تعالى لذات الدّنيا المنقطعة الزايلة 
زراك الوا نان الجوكه وادلة ذو سان النحياة ا جنا ورر نر ملك سس المنة رن ريشي رضيو 
إليها مع أن تلك اللذات وإن كانت حلالاً ينبغي تركها فكيف إذا كانت حراماً لبقاء خسارتها بعد 
زوالها كما أشار إليه بقوله: 

(ويل لأولئك) الويل حلول الشر والفضيحة وكلمة العذاب أو واد في جهنم أو بئر فيها أو باب 
لهاء ولاحظ في الموصول الأفراد سابقاً والجمع هنا نظراً إلى اللفظ والمعنى. 

(ما أخيب حظهم) الخيبة الحرمان ودماء للتعجب أي أي شيء عظيم قبيح لا يدرك حقيقة 
قبحه عقول العقلاء يجعل حظهم خائباً من الوصل إليهم أن أريد به الحظ المقدر لهم في الجنة 
بشرط الطاعة أو من رحمة الله أن أريد به الحظ الواصل إليهم بالمعصية ويستلزم ذلك خيبتهم منها 
أيضاً وقس عليه قوله: (أخسر كرتهم) أي رجوعهم إلى الله تعالى فإن خسران الكرة مستلزم 
لخسرانهم أيضاً وإسناد الخيبة إلى الحظ والخسران إلى الكرة اسناد مجازي . 

(وأسوء حالهم عند ربهم يوم القيامة) حين شاهدوا ما أعد لهم من العقوبة والخذلان ورأوا ما 
وصل إلى الصالحين من الكرامة والاحسان. 

استجيروا الله أن يخزيكم في مثالهم أبداً) أي اطلبوا من الله أن يجيركم ويعيذكم من أن 
يخزيكم فى صفاتهم مثل ترك الولاية ورفض الهداة والعقايد الداثرة والأعمال الخاسرة والظاهر أن 
يخزيكم من الخزي, يجزيكم من الجزاء تصحيف. 

(وأن يبتليكم بما ابتلاهم به) من الميل إلى الباطل وحب أهله والفرار من الحق وبغض أهله 


8ك شرح هون الكافي للمازندراني: ج ١‏ 
فأبطلوا بذلك فطرتهم الاصلية وقوتهم الفطرية واستحقوا الخذلان وسلب التوفيق وهو معنى 
الإبتلاء فيهم وفيه تنبيه على أنه ينبغي لطالب الحق أن لا يئق بنفسه ولا بعمله لأن النفس أمارة 
بالسوء والعمل لا يخلو من التقصير فيه بل يرجع إلى ربه ويلوذ به ويطلب منه أن يجيره من صفة 
أهل الباطل باللطف والتوفيق والامداد وصرف همته عنها. 

(ولا قوة لنا ولكم إلا به) أي لا قوة لنا على طاعة الله والفرار من معصيته والنجاة من صفة 
أعدائه وما ابتلاهم به إلا بمعونته وتوفيقه وهذه أعظم كلمة يقولها العبد لإظهار الفقر إليه وطلب 
المعونة منه على ما يحاول من الامور وهو حقيقة العبودية. 

ثم أشار إلى أنه وإن انتفى عنكم إبتلاء الفاسقين لكن ثبت فيكم إبتلاء الصالحين والفرق بينهما 
ظاهر لأن الأول يوجب زيادة الكفر والخذلان والثاني يوجب كمال القرب والإيمان فقال (فاتقو 
الله ) من العقوبة والمخالفة بالصبر على الطاعة والبلية الواردة عليكم لرفع درجتكم واعلاء منزلتكم 
(أيتها العصابة الناجية ) من العقوبة الأبدية بولاية على أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عي 
والعصب محركة خيار القوم وقوم الرجل الذى يتعصبون له والعصابة بالكسر ما بين العشرة إلى 
الأربعين وإنما سماهم بها لشرافتهم وتعصبهم في الدَّين مع قلتهم (إن أت تم الله لكم ما أعطاكم به) 
من الإيمان به وبرسوله وبأئمة الهدى (فإنه لا يتم الأمر) أي أمر الدين والشبات عليه والشواب 
والجراء اراوتية وحكن يدخل ملعم كل الدي دغل على الصسالحين لكم هر ا 
والامتحان والشدايد كما قال عرّ وجل #أم حسيتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من 
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن 
نصر الله قريب»7١)‏ (حتى تبتلوا ة في أنفسكم وأموالكم) بالمصائب والمحن والنوائب والفتن 
والأمراض والأسقام والبلايا والآلام والجهاد مع الكفار وتلف الأموال والنقص والنهب والغصب 
وأداء الحقوق الواجبة والمندوبة والإنفاق في وجوه البركما قال عز شأنه: 9 ولنبلونكم بشيء من 
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين»7' . 

(وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيراً) أى كلاماً كثيراً يؤذيكم بالسب والشتم واللعن 
والقذف والتحريش والغيبة والبهتان ونحوها. 

(فتصبروا) على ذلك كما صبر الصالحون قبلكم (وتعركوا بجنوبكم) أي تحملوا الأذى منهم 
بجنوبكم كما يحمل البعير حمله يقال هو يعرك الاذى بجنبه أى يتحمله وفيه اشارة الى قوله تعالى: 
(لنبلونكم فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا 





06 : سورة البقرة : 14١7؟. ” - سورة البقرة‎ - ١ 


كتاب الروضة 0ك 





أذئ كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور). 

(وحتى يستذلوكم ) بكل وجه يمكن أو المُراد بروكم أذلاء يقال امدق أي رآه ذليلاً 
(ويبغضوكم ) البغض ضد الحب وأشد العداوة وفعله من باب كرم ونصر وفرح. 

(وحتى يحملوا عليكم الضيم) من كل جهة توجبه (فتحملوا منهم) من التحمل بحذف 
احدى التائين يُقال حملة الأمر تحميلاً فتحمله تحملاً. 

(تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة) الجملة فى محصل النصب على الحال من فاعل 
تحملوه والإلتماس الطلب وذلك إشارة إلى الصبر على ما ذكر وتحمل الضيم والوجه الذات 
والجانب والثوابء. والدار الآخرة الجنة ومنازلها الرفيعة التى أعدت للصابرين. 

(وحىتكظموا الفيظ فى الأذئ قل الله) أى قن شبيل اش وفك العيظ تحرغة وإختمالسنية 
والفنيء له ومن القن انوا اعضو للك رفون التالوى سملن ادق اولقن ار دل بماك 
بتكظموا أو بالغيظ وهي للظرفية مجازاً أو بمعنى الباء في الأخير. ١‏ 

(تجترمونه إليكم) حال من فاعل اواو لأ عدا م بالجيم الكسب وفي القاموس اجترم 
لأهله كسب وإلى بمعنى اللام أو بمعناها مع تضمين معنى الضيم ونحوه والضمير راجع إلى الكظم 
وفيه تنبيه على أنه من جملة الأعمال الصالحة وقيل الإجترام وفى الجنايه القاموس : اجترم عليهم 
البق جريعة تحني دنه مسيداق:و3للك كله قن كاب ابل شار بذلك إلى عادضل على الساتضين 
من الإبتلاء والإفتتان والأذى والإستدلال وتكذيب الحق مع صبرهم وكظم غيظهم. 

(فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ) المقصود منه هو الترغيب في الصبر الكامل باعتبار 
أنه من خصايل أولي العزم دون إلحاق الناقص بالكامل (ولا تستعجل لهم) بالإنتقام منهم والدّعاء 
عليهم والإعراض عنهم. 

(وإن يكذبوك فقد كذبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا) الجزاء محذوف وما 
بعد الفاء قائم مقامه ودال عليه وفيه تسكين لقلبه المقدس على أذى قومه وإن كان ساكناً كما يفعل 
ذلك المحب بحبيبه (فقد كذب نبي الله) فعليكم الأسوة به. 

(فإن سركم أمر الله فيهم الذي خلقهم له فى الأصل أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم 
له أن يخلقهم له فى الأصل ) الأمر واحد الأمور وهو الفعل والموصول صفة له (الخلق) أما بمعنى 
الإيجاد والتقدير واللام فى له للعاقبة كما قبل فى قوله نىْةٍ «لدوا للموت وابنوا للخراب» أو للغاية 
المجازية وإلآّ فالغاية الحقيقية هي العبادة كما قال عرّ وجلّ: #وما خلقت الجن والإنس إلا 


81 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


ليعيدون4(١'‏ والمراد بأصل الخلق الوجود الظلي وهو عالم الأرواح أوالأعم منه والوجود العينى 
«من الكفر» بيان للموصول وهو شامل لكفر الجحود والمخالفة وتكذيب أهل الحق وإيذائهم 
ومعاداتهم وبغضهم وجميع قبايحهم المذكورة وغيرها وفي قوله: «الذي سبق فى علم الله» إيماء 
إلى أن علمه تعالى بصدور الكفر منهم اختياراً سبب لخلقهم له لوجوب المطابقة بين العلم 
والمعلوم. 

(ومن الذين سماهم الله في كتابه) في قوله تعالى: « وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار» الظاهر 
أنه عطف على فيهم وفي لفظة من إشعار بأن أمر الله نشأ من سوء أعمالهم وقبح أفعالهم ولعل 
المراد بذلك الأمر شدة العقوبة أو سوء الخاتمة أو ختم القلوب أو جعلهم أئمة ضلال بإعتبار حبهم 
للرئاسة وصرف همتهم وتحصيلها وتخليته تعالى بينه وبين ما أرادوا وعدم جبرهم على تركها 
فكأنه جعلهم أئمة» والفرق بين المعطوف عليه والمعطوف أن الأول أعم من الثانى لصدقه على 
التابع والمتبوع بخلاف الثاني فإنه صادق على المتبوع فقط (فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه) 
جزاء لقوله: «فإن سركم أمر الله والضمائر للأمر وقد عرفت شموله لجميع صفاتهم القبيحة» ودبر 
كل شىء عقبه يُقال تدبر الأمر تدبر أو دبره تدبيراً إذا نظر في عاقبته ورأى فيها ما لم يره في صدره 
وإنما أمر بتدبر وعقله أى إدراكه ونهى عن الجهل به إبتداء ونسيانه بعد معرفته مبالغة فى الإحاطة 
به والعلم بحقيقته وغايته كما هي» ووجه السرور بما ذكر أنهم أعدااءوتكال الموووه لاه موعن 
للسرور» ووجه ترتب الجزاء عليه أن السرور بنكال العدو يقتضى التدبر فى سببه ليمكن التخلص 
منه والفرار عنه. ثم علل الأمر بالتدبر فيه وفى غيره مما يجب العلم به بذكر ما يتعلق على ضده من 
المفاسد فقال: (فإنه من يجهل هذا وأشباهه) فيه وفى غيره مما يجب العلم به بذكر ما يتعلق على 
ضده من المفاسد فقال (فإنه من يجهل هذا وأشباهه) في وجوب معرفته كما دل عليه قوله: 

(مما افترض الله عليه فى كتابه مما أمر به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه) لأن جاهل 
هذا كثيراً ما يدخل فيه ويترك دين الله وجاهل أشباهه يترك الأمتثال بالأوامر والنواهي فاستوجب 
سخط الله (وأكبه الله على وجهه فى النار) استيجاب الأول أبدى دون الثاني وفى الإكباب مبالغة 
:القند يب والااة لزنه قفا لكيه راعبه اذا القاء على ويدوة ناك هر فكت معدو اكت معد رازم 
قن غتلكك التعوويه» وقبةاقرعة علق اله متكي لهل "البق أن ديعلهو كا مسخريدهن ع دين وما 
يكمل به دينهم. ١‏ 

(إن الله أتم لكم ما أتاكم من الخير ) هو دين الإسلام وإتمامه وإكماله بولاية على نَيْةِ وهوإشارة 





١-سورة‏ الذاريات :635. 


كتاب الروضة / 





إلى قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً»7١)‏ 
يعني بولاية على نىة أو هو ذكركل ما يحتاج إليه العباد فيه وهذا تمهيد لما يجيء من أنه لا يجوز 
فيه القول بالهوى والرأي والقياس بل يجب الرجوع إلى العالم 9 (واعملوا أنه ليس من علم الله 
ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله فى دينه بهوى ولا رأي ولا مقائيس) أى ليس الأخذ بما 
ذكر من علم الله المنزل إلى رسوله عَيله أرلسين من علي باه حدق فى ينه ونا أمرريه أهدا. واذا 
كان كذلك فهو باطل اخترعه أهله لزعمه أن دين الله ناقص لم ينزل فيه جميع ما يحتاج إليه الامة 
وفوض تكميلة اليهم ولئلا ينسب الجهل اليه بالسكوت عما لا يعلم ثم اشار الى أن جميع ما 
يحتاجون اليه قد أنزله الله تعالى فى القرآن بقوله: 

(قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء) حال عن الله أو استيناف لبيان أنهم لا يحتاجون 
إلى الأخذ بما ذكر لأن القرآن تبيان كل شيء يحتاجون إليه أولآً. ثم العلم كله وإن كان في القرآن 
لكن لا يعلمه كل أحد بالتجربة والإتفاق بل إنما يعلمه جماعة مخصوصون كما أشار إليه بقوله: 
(وجعل للقرآن ولعلم القرآن أهلاً) يعلمه ويدفع من لفظه ومعناه تحريف المبطلين مع إحتمال أن 
يكون العطف للتفسير. ثم أشار إلى أنه لا يجوز لأهل علم القرآن الأخذ بما ذكر فقال (لا يسع أهل 
علم القرآن الذين آتاهم الله علمه كله ) كما آتاه رسول الله عله (أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا 
مقائيس) فإذا لم يجز ذلك لهم مع كمال نفوسهم وقوة عقولهم وشمول علمهم الأحكام وعللها 
كيف يجوز ذلك لغيرهم, ثم أشار بعد التصريح بعدم جواز أخذهم بما ذكرإلى عدم احتياجهم إلى 
الأخذ به أيضاً بقوله: (أغناهم الله تعالى عن ذلك بما آتاهم الله من علمه) دل على أن هذا العلم 
موهبي والضمير للقرآن أو لله تعالى. 

(وخصهم به ووضعه عندهم) فلا يشاركهم غيرهم وهم يحفظونه ولا ينسونه أبداً (كرامة من 
الله أكرمهم بها) مفعول له لآتاهم أو ما عطف عليه والاستيناف محتمل. 

(وهم أهل الذكر) الذكر القرآن أو محمد يي (الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم) في قوله: 
«9 فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ثم رغب في الرجوع إليهم بقوله: 

(وهم الذين من سألهم؛ وقد سبق فى علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم. أرشدوه) إلى مسؤله. 
الواو للحال دون الإعتراض لأن هذه الجملة لها محل من الإعراب (وأعطوه من علم القرآن) لامن 
الهوى والرأي والقياس. 

(ما يهتدي به إلى الله باذنه) أي بتوفيقه أو بعلمه أنه يقبل الهداية وفيه حينئذ كما فى الجملة 





١-سورة‏ المائدة :"م. 


0: 





الحالية إشارة إلى أن إرشادهم للسائل واهتدائه لا يكونان إل مقروناً بعلمه تعالى فى الأزل بتصديقه 
واستعداده بقبول الهداية» ثم أشار بقوله: (وإلى جميع سبل الحق) إلى انيع كما رفون السائل 
إلى ما سأله كذلك يرشدونه إلى جميع سبل الحق لأنهم أدلاء يدلون العباد إذا وجدوهم مصدقين 
لهم إلى طرق الخيرات كلها مع السؤال وبدونه ولما ذكر الراغبين فيهم والمصدقين لهم فى علم الله 
تعالى وأنهم لا يأخذون بالهوى والرأي والقياس كما لا يأخذ بها أئمتهم أشار إلى الراغبين عنهم 
والمكذبين لهم فى علمه تعالى والأخذين بما ذكر مثل أئمتهم بقوله: 

(وهم الذين لا يرغب عنهم ولاعن مسئلتهم وعن علمهم الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم 
إلا من سبق عليه فى علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة) هي عالم الأرواح الصرفة أو 
عالم الذر وهو عالم المثال وإطلاق الظل على الروح والمثال مجاز تشبيهاً لهما بالظل فى عدم 
الكثافة وتقريبا لهما إلى الفهم. 

(فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر) بعد الوجود فى الأعيان (وأولئك الذين 
يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقائيسهم) لما ذكرناه سابقاً وشهم ينه أنالنطدة بأئمة الحق في 
الأعيان هو المصدق لهم فى علم الله وتحت الأظلة. والمكذب لهم فيها هو المكذب لهم هناك 
ويدل عليه أيضاً صربح كثير من الروايات ثم ذكر للأخذ بها غايتين أشار إلى أوليهما وهي توجب 
الغلط في الأصول بقوله (حتى دخلهم الشيطان) دخولاً تاماً يقتضي كفرهم (لأنهم جعلوا أهل 
الإيمان) المذكورين (فى علم القرآن) والظرف متعلق بأهل الإيمان بإعتبار أنه عبارة عن المؤمنين 
(عند الله كافرين وجعلوا أهل الضلالة فى علم القرآن عند الله مؤمنين) والظرف يحتمل الأمرين 
وأشار إلى الثانية وهى توجب الغلط في الفروع بقوله: (وحتى جعلوا) عطف على قوله: «حتى 
دخلهم؛ (ما أحل الله في كثير من الأمر حراماً وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالاً) كما هو 
شأن أصحاب الرأي والقياس لأن قلوبهم المنقلبة ماتلة إلى القلب في أمر الله وأحكامه. 

(فذلك أصل ثمرة أهوائهم) ذلك إشارة إلى رغبتهم عن سؤال أهل الذكر وإعراضهم عنه 
وإضافة الأولى لامية والثانية بيانية والمراد بأهوائهم مهويات نفوسهم ومشتهياتها كجعل المؤمن 
كافراً وجل الكافر مؤمنا وجعل الحلال حراماً وبالعكس وبغض المؤمن ومعاداته وقتله وأسره 
ونهب ماله وتكذيب الحق وتصديق الباطل ونحوهاء وبالجملة رغبتهم عن سؤال أهل الذكر اصل 
بنو عليه جميع أهوائهم المذكورة وغيرها إذ لو رغبوا في سؤالهم وتمسكوا بأقوالهم وأعمالهم 
وعقايدهم لم يقع منهم شىء من ذلك كما لم يقع من الشيعة» ويحتمل أن يكون الإضافة الثانية 
أيضاً لافية إلا أنه لا يفيذ صريحاً أن الأهواء أيضاً من ثمرة ذلك. 


كتاب الروضة 4مك 





(وقد عهد إليهم رسول الله َه قبل موته) أي أوصاهم بولاية وصيه ورعايتها وحفظها في 
مواضع عديدة منها يوم الغدير. 

(فقالوا: نحن بعد ما قبض الله رسوله يسعنا) «يسعنا» خبر لنحن وبعد متعلق به أو بقالوا أى لم 
يكتفوا بالرغبة عن سؤال أهل الذكر بل قالوا: يجوز لنا. 

(أن تأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس) وهو رأيهم فى خلافة الأول متمسكين بإجماعهم 
عليها وهو غير متحقق بالإتفاق كما ذكرنا فى كتاب الحجة وعلى تقدير تحققه ليس بحجة. 

مدنا حفن أن تعالح سول كعات سينا ارراخة ان ا حدم أذ لعجي كان ميقل القنارم 
وهو في بعض الإحتمال تأكيد للسابق (وبعد عهده) وهو عهد الولاية. 

(مخالفاً لله ولرسوله) حال عن فاعل اجتمع وتلك المخالفة كفر بهما لإنكار قولهما. 

(فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك وزعم أن ذلك يسعه) من التفضيلية 
متعلق بأجراً وأبين على سبيل التنازع وذلك إشارة إلى الرأي المذكور والمقصود أن كل من أخذ من 
هذه الأمة بذلك الرأي وزعم أنه يجوز له الأخذ فهو أجرأ على الله أو أبين ضلالة وخروجاً عن سبيل 
الحق من غيره مطلقاً سواء كان ذلك الغير من هذه الأمة أم من غيرها لأنه أنكر قولهما مع علمه به 
وأخذه بخلافه وهوكفر بالله العظيم بخلاف من لم يأخذ من هذه الأمة بذلك الرأى فإنه لو خالفهما 
في أفعاله لم يكن بذلك كفراً وجحوداًء وأما من أنكر قولهما فى نصب الخلافة من غير هذه الأمة 
فإنه وأن كان كافراً أيضاً لكن إنكاره ليس مسبوقاً بالعلم والفرق بين الإنكار مع العلم وعدمه واضح. 
ثم قال تأكيداً لما ذكر وتمهيداً لما يأتى: 

(والله إن الله على خلقه أن يطيعوه ويتبعوا أمره في حياة محمد يَيُ وبعد موته) لأن وجوب 
طاعته ومتابعة أمره مطلق غير مقيد بحياة محمد يل ولاابشخص دون آخر فيجب عليهم ذلك في 
حياته وبعد موته فمن أنكره بعد موته فهو كافر منكم بالرسالة والغرض المطلوب منها (هل 
يستطيع أولئك أعداء الله) الذين أخذوا بعد النبي عَلْل برأيهم ونصبوا إماماً خلافاً لأمره. 
والإستفهام على حقيقته لا على الإنكار لأنه غير مناسب لسياق الكلام وأعداء الله بدل عن أولئك 
للتصريح بأنهم خرجوا بذلك عن الدين وصاروا من الكافرين المعاندين» توضيح المقام يحتاج إلى 
تقديم مقدمة هي أن قول الرسول قول الله تعالى وأن متابعته واجبة وأن وجوبها غير مقيد بحياته 
وأن الأخذ بالرأي على خلافه في حياته غير جائز وكل ذلك أمر بيّن لا ينكره أحد إلا من خرج عن 
دين الإسلام وأنكر الرسالة» وليس الكلام معه. 

(أن يزعموا.. اه) الزعم بالضم والفتح الظن ويطلق غالباً على مالا أصل ولا سند له (مع رسول 


الله يله ومخالفة له) في أكثر النسخ وهو حال عن فاعل أخذ. 

(فإن قال: نعم) أي فإن قال قائل منهم: نعم يجوز ذلك والظاهر قالوا عدل الى الأفراد للتشبيه 
على أن اعتباره أولى من الجميع فى مقام النصح كما قال عر وجل «قل انما اعظكم بواحدة أن 
تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة». 

لإفقد كذب على الله» لما ذكرنا من المقدمات #وضل ضلالا بعيداً» أكد الفعل بالمصدر 
والمصدر بالبعد المفرط للمبالغة فيى خروجه بذلك عن حد الإسلام كما خرج الثاني بإنكار عدول 
المفرد إلى التمتع وإنكار صلح الحديبية وإنكار الأمر بإحضار الدوات والقلم. 

(وإن قال: لا لم يكن لأحد أن يأخذ برأيه وهواه ومقائيسه) لم يكن إما بدل لقوله لا أو جزاء 
الشرط والتقدير على الأول لم يكن له ذلك مع الرسول خلافاً لأمره وعلى الثاني لم يكن له ذلك بعد 
موته وقوله: (فقد أقر بالحجة على نفسه) على الأول جزاء الشرط وعلى الثاني متفرع على الجزاء 
ووجه الإقرار أن الول بعدم جواز الأخذ بالرأي فى حياة محمد يَيِةُ على خلاف أمره يستلزم 
القول بعدم جوازه بعد موته هو ظاهر لا يدكره إلأكافر وإبداء الفرق بينهما بأنه يله كان مجتهداً وأن 
قول الميت كالميت يوجب بطلان دينه بعده بالمرة ولا يقدم على إلتزامه إل ملحداً. ووجه آخر هو 
أن الدين واحد والتكليف واحد لا تختلف فى حياته وبعد موته فلا يجوز التمسك بالرأي والقياس 
مونونه غاذنا رأنر كنا لا بحرو ةلله فق انه 

(وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول الله يَيُ) الظاهر أنه حال عن فاعل 
أقر وإشارة إلى أن الاعتراف بوجوب طاعته وإتباع أمره في حياة النبى يَيْْةُ مستلزم للإعتراف به 
بعد موته كما أن الاعتراف بعدم جواز الاخذ بالرأي فى حياته مستلزم للاعتراف بعدم جوازه بعد 
موته وفى لفظ الزعم إيماء إلى أنه يلزمه ذلك وإن لم يكن مذهباً له» ولما أشار إلى الدليل إلزامي أو 
عقلى على المطلوب أراد أن يُشير إلى دليل تحقيقى أو نقلى عليه فقال (وقد قال الله وقوله الحق) 
وهو جملة حالية أو إعتراضية: وما محمد إلا رسول4 لا يجاوز الرسالة إلى التبري من الموت أو 
القتل. 
قد خلت من قبله الرسل» بالموت أو القتل اأفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم» قال 
القاضى: هذا إنكار لارتدادهم على أعقابهم عن الدين بموته أو قتله بعد علمهم بموت الرسل أو 
فقتلهم وبقاء دينهم متمسكا به. 

(ومن ينقلب على عقبيه) بإرتداده (فلن يضر الله شيئاً) بل يضر نفسه (وسيجزي اله 
الشاكرين ) على نعمة الاسلام بالثبات عليه (و ذلك لتعلموا.. اه) ذلك إشارة إلى قول الله تعالى 


كتان الزوقة 31 





ذلك القول :و نيحضله أن الآية اتدل علن وعتونت: متايعة أمره ف محياة يتخميد 1015 ونين موقة وعلى 
غندم رار الأخد بالزاى تخالناً لأمره فى بع تهرويعه موق فمن اكرشينا من ذلك فهو مرك خارج 
عن الإسلام. 

(وقال) نك: (دعوا رفع أيديكم فى الصلاة الأمرة واحدة حين تفتتح الصلاة) والأمر بترك رفع 
اليدين فى الصلاة مع أنه عندنا مستحب عند كل تكبرة والقول بالوجوب نادر إنما هو للتقية كما 
صرح به عق فى قوله: 

(فإن الناس قد شهروكم بذلك) أى برفع اليدين ويوجب ذلك لحوق الضرر العظيم بكم 
وبامامكم. وشهر اما بتخفيف الهاء أو تشديدها. 

(والله المستعان) فى رفع كيد الأعداء وإضرارهم وإنما استثنى الرفع في الإفتتاح لأن العامة 
كلهم قائلون أيضاً بإستحبابه كما صرح به المازري وإنما اختلفوا في غيره فأشهر الروايات عند 
مالك سقوطه وقال ابن القصار: لا يستحب الرفع فى شىء من الصلاة وظاهره عدم الإستحباب فى 
الإفضاح أيضاً وعلى أي تقديرهم كانؤا يتركون الرفم رغماً للشيعة وخلافاً لهم ويجعلونة من علامة 
الرفض وليس مختصاً بالرفع بل هم يتركون الصلاة على آل النبي يَيةُ وتسطيح القبور التسنيم رغماً 
لهم مع وجود الدلايل عليهما عنهم كما صرح به صاحب الكشاف وإذا كانوا كذلك وجب علينا 
ترك الرفع عند الخوف منهم. 

(وقال) ناثة: (أكثروا من أن تدعوا الله) أمر بإكثار الدعاء وهو يتحقق بالاشتغال به دائماً أو فى 
أكثر الأوقات ويورث جلاء القلب وقرب الحق ثم علل ذلك ورغب فيه بقوله: ١‏ 

(فإن الله يحب من المؤمنين أن يدعوه.. اه) فذكر أنه تعالى يحب من عباده المؤمنين 
ويستجيب لهم كما قال: إادعوني أستجب لكم» ويصيره عملاً يوجب علو الدرجة فى الجنة وأما 
دعاء الكافرين وإن كان مستجاباً فهو مبغرض وليس بعمل ينفعه يوم القيامة. 7 

(فأكثروا ذكر الله.. اه) كل عبادة لها حد إلا ذكر الله تعالى فإنه مطلوب على قدر الاستطاعة 
والقدرة منه فإن الله تعالى أمر بكثرة الذكر له بقوله: #يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كشيراً 
وسبحوه بكرة وأصيلاً» وبتوله: «إيا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم 
تفلحون»# إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والمراد به ذكره باللسان والقلب وعند المصيبة والطاعة 
والمعصية وفى جميع الأحوال. 

(ولله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين) أي مثيب له. سمي ثواب الذكر ذ كراً لوقوعه في صحبته؛ أو 
الغراة ابواذاكر له في الملاء الأعلن زمر الزوح ا تفي زثراد يكير قبي بأ هذا الفيعتى انما 


. 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(فاعطوا الله من أنفسكم الإجتهاد فى طاعته) الطاعة شاملة للذكر وغيره بل كل طاعة ذكركما 
يرشد إليه قوله تعالى: «أقم الصلاة لذكري) ثم رغب فيها بقوله: 

(فان الله لا يدرك شىء من الخير) الأخروي بالاستحقاق (عنده إلا بطاعته) أما الخير الدنيوى 
نقندية كه الكائر أيض] والكير ]ل أخروى بالقف ل كديذزك واوة الطاعة زلا أن يقالنيتتك] :لطاع 
أنه (واجتناب محارمه التى حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه) باطنه لا يعلمه كل أحد فلابد أن 
يرجع إلى العالم به ولعل المراد بالمحرمات الباطنة ولاية أئمة الجور يدل على ذلك ما ذكره 
المصنف فى باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل بإسناد عن محمد بن منصور قال: «سألت عبد 
صالحاً نيه عن قول الله عر وجلّ: «إقل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن» ١7‏ قال فقال: 
إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله تعالى في القرآن هو الظاهرء والباطن من ذلك أئمة 
الجور وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق). 

ثم استشهد لذلك بقوله: (فإن الله تعالى قال فى كتابه وقوله الحق: « وذروا ظاهر الإثم وباطنه» 
دل الإستشهاد على أن ظاهر الإثم ما ظهر تحريمه من ظاهر القرآن وباطن الإثم ما ظهر تحريمه من 
باطنه وهو على تأويل العبد الصالح ولاية أئمة الجور وقيل: ظاهر الإثم ما يعلن أو ما يصدر 
بالجوارح وباطنه ما 000 ما يصدر بالقلب وقيل: غير ذلك. 

(واعلموا أن ما أمر الله به أن يجتنبوه فقد حرمه) على أن الأوامر القرآنية للوجوب إلآ ما 
أخرجه الدليل وتخصيص الأمر بصيغة اجتنبوا أو حمل التحريم على الأعم من معناه الحقيقي 
والتنزيهي محتمل بعيد» ويمكن أن يراد بالأمر بإجتناب الطاغوت. 

(واتبعوا آثار سول الله وسنته فخذوا بها) أمر بإتباع آثاره وسنته على وجه العموم وأعظمها أثراً 
الولآية كنا ترقيك الفاكولة: 

(ولا تتبعوا أهواءكم وآراءكم ) في أصول الدين وفروعه خخصوصاً فى الأمة (فتضلوا) من الحق. 
ثم علل ذلك بقوله: 

(فإن أضل الناس عند الله من ابتع هواه ورأيه بغير هدى من الله) الظرف حال عن فاعل أتبع أي 
متمسكاً بغير هاد منصوب من قبل الله تعالى يدل على ذلك ما رواه أيضاً فى باب من دان الله عز 
وجل بغير إمام من الله بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبى الحسن لي في قول الله عر 
وجل « ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىّ من الله 76" قال: يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من 
أكمة الهلان. 'وتعهيمه يكتكولة اتازيرسئؤل الله 202 وسننه مختمل: 





.6١ : -سورة القصص‎ ١ ."## : سورة الاعراف‎ - ١ 


كتاب الروضة 3 


١و‏ حسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم) المراد بالإحسان إليها الإتيان بما ينفعها يوم القيامة 
وتهذيب الظاهر والباطن عن الأخلاق والأعمال الفاسدة وتزيينها بالأخلاق والأعمال الفاضلة. 

(فإن أ حسنتم أ حسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) رغب في الإحسان وترك الإساءة بأن النفع 
والضرر راجعان إليكم لا إلى غيركم والعلم به محرك عظيم إلى الإحسان لأن كل أحد يطلب النفع 
له ويدفع الضر عنه (وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم ) جاملوا بالجيم أو الحاء المهملة 
كما مر وفيه إشارة إلى حسن المعاشرة معهم ظاهراً ولابد منه فإن النفوس العاصية المطيعة لإبليس 
وجنوده إن وقع الإفتراق منهم بالمرة أو وقع المخالطة معهم على وجه الشقاف واظهار العداوة 
والقتل والنهب والمعاشر على هذا الوجه فرد من الطاعة مضافاً إلى الرب ظاهراً وباطناً وبه يتم نظام 
الذون و الد نا ميا كما أغتان اليه رت له: 

(تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم ) تجمعوا مجزوم بالشرط المقدر بعد الأمروذلك إشارة إلى الأمر 
الله..) إلخ أي أئمة الجور وأتباعهم. 
أسمعه إذا شتمه فدل على النهي عن شتمهم مع شتمهم إياكم فكيف مع عدمه. ' 

(فيسبوا الله عدوا بغير علم) هذه العبارة يحتمل وجهين أحدهما ما ذكر الفاضل الأمين 
الاسترابادي: وهو أنهم يسبون من رباكم ومن علمكم السب ومن المعلوم أن المربي والمعلم هو 
الله تعالى بواسطة النبي وآله عليهم السلام فينتهى سبهم إلى الله من غير علمهم به وثانيهما أنهم 
يسبون أولياء الله كما دل عليه بعض الروايات صريحاً ودل عليه أيضاً ظاهر هذه الرواية كما أشار 
إليه بقوله:(وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله) أي معناه كيف هو. 

(أنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله) أى دخل فيه وتناوله وقد عد سبهم سب الله تعظيماً 
لهم من ذلك ونظيره فى آخر كتاب التوحيد. 

(ومن أظلم عند الله ممن استسب الله ولأوليائه) قال الفاضل الاسترابادى: فيه دلالة واضحة 

(فمهلاً مهلاً) منصوب مقدر والتكربر للمبالغة» والمهل بالتسكين الرفق بالتحريك الثاني 
ويطلق على الواحد والإثنين والجمع المذكر والمؤنث (فاتبعوا أمر الله) فى جميع الأمور ومنها 


١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 

(وقال: أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم) الدنيوي والأخروي والجملة الوصفية إما دعائية 
أو خبرية وإشارة إلى أنه ينبغي التوسل بالله وحفظه في جميع الأمور وعدم الإعتماد بحولهم 
وقوتهم (عليكم بآثار رسول الله يي من بعده.. آه) أي بأحاديثه وأحاديث الأئمة عليهم السلام أو 
بطريقتهم وهى عدم التكلم في الدين بالرأي والقياس. 

(وقد قال أبونا رسول الله يَيّ: المداومة على العمل فى إتباع الآثار والسنن وإن قل أرضى لله.. 
أه) لأن القليل المداوم عليه إذا كان موافقاً للقانون الشرعي يوجب القرب ويوصل إلى المطلوب 
بخلاف الكثير المخالف له ؛ وإسم التفضيل على معناه بفرض الفعل فى المفضل عليه (إلا أنإتباع 
الأهواء )كما هو شأن أتباعهم (بغير هدئ من الله ) تأكيد لأن إتباع الأهواء والبدع يكونان بغير هدىٌّ 
من الله قطعاً (ضلال وكل ضلالة بدعة وكل بدعة فى النار) فيه ترغيب فى ترك الآراء المخترعة 
والاقراة القع يقلرة بازناقا غيم اذلة وآن الشاذلة كرحت اللاضول فى الناز لان التفيلك بها 
يقود إلى حمل أثقال الخطايا وقد ذكر نظير ذلك فى كتب العامة روى مسلم عن النبى ييه وإن شر 
الأمور محدثاتها وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة» قال المازري: البدعة ما أحدثت ولم يسبق 
لها مثال وحديث كل بدعة في النار من العام المخصوص لأن من البدع واجب كترتيب الأدلة على 
طريقة المتكلمين للرد على الملاحدة ومنها مندوب كبناء المدارس والزوايا. ومنها مباح كالبسط 


فى أنواع الأطعمة والأشرية. 
أقول: هذا إن فسرت البدعة بما ذكروا أما إن فسرت بما خالف الشرع أو بما نهى عنه الشارع فلا 
تصدق على الأمور المذكورة. 


(ولن ينال شىء من الخيرات عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا) أي الصبر على المصائب 
والمكاره وفعل الطاعات وترك المنهيات والرضا بقضاء الله لأن الصبر والرضا من طاعة الله ونيل 
انين بالظاغة أمو سيك لاايحقاجز إلى تطليل بوالقول يأنه راق بالقيي والرها بحيدهد لا يعم إلا بيات 
أنهما من الطاعة فالتعليل لبيان ذلك وحينئذ ذكرهما بعد الطاعة من قبيل ذكر الخاص بعد العام 
للعناية والإهتمام (واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه 
وصنع به) العائذ إلى الموصول وهو المفعول الأول محذوف. محبوب أن عدي إلى لكان بإلى 
ومكروه إن عدى بالباء فى الأغلب وقد يقوم كل منهما مقام الآخركما يجيء فقوله: (على ما احب 
وكزو لنت وتشر هرت والقراة /الآيثات الاسناق العامل بدلل إقامو ليلغ فرقة الرهنا لم يخرج 
معن أصل الإيمان» وفيه دلالة على أنه كما لابد في كماله من الرضا بالمكروه كذلك لابد فيه من 
الرضا بالمحبوب مثل الصحة والأمن والغنى ونحوها على تفاوت درجاتها (ولن يصنع الله بمن 


كتاب الروضة 5 
صبر ورضى عن الله إلا بما هو أهله وهو خير له) من خلافه لأنه تعالى عالم بمصالح العبد يصنع له 
ما هو يصلح له فإن أفقره كان خيراً له وإن أغناه كان خيراً له وكذلك جميع الحالات المتضادة وفيه 
دلالة على أن الخيرية مشروطة بالرضا والصبر وإلآ فجرت عليه المقادير وهو محروم عن أجر 
الصابرين. 

(مما أحب وكره) الظاهر أنه بيان للمصول وتعلقه بخير بعيد من حيث المعنى. ويؤيده أنه وقع 
«فيما» بدل «مما» فى بعض النسخ. 

(عليكم بالمحافظة على الصلوات) بإيقاعها مع شرائطها فى أوقاتها (والصلاة الوسطى) أي 
الفضل أو الواقعة فى الوسط فيها أقوال على عدد اليومية والمشهور أنها العصر ولعل السر فى 
التقانها هو الدرقيي قن تحائظة عحنيدها ْ 

(وقوموا لله قانتين) ظاهر الصدوق أنه القنرت المعروف وأنه واجب. وظاهر ابن أبى عقيل 
وجوبه في الجهرية والمشهور أنه مندوب وقيل: المراد به الخشوع والإطاعة والدّعاء مطلقاً (كما 
أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم) دل على أن خطاب القرآن شامل للحاضرين 
والغائبين وقت النزول من باب التغليب كما صرح به بعض أرباب الأصول فهو حجة على من خصه 
بالأول وأجرى الحكم في الغائب بالإجماع. 

(وعليكم بحب المساكين المسلمين) الحب: ميل القلب وهو مطلوب لجميع المسلمين 
وتخصيص المساكين بالذكر لزيادة الإهتمام بحالهم أو للكشف والإيضاح فإن المسلمين وهم 
المؤمنون كلهم مساكين في دولة الباطل على تفاوت درجاتهم ومن المحبة لهم أن تحب لهم ما 


تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك. 
هر كسى را لقب مكن مؤمن كرجه از سعى جان وتن كاهد 
تا نخواهد برادر خود را آنجه از بهر خويشتن خواهد 


(فإنه من حقرهم وتكبر عليهم ) حقره حقرأكضربه ضرباً وحقره تحقيراً إذا أذله وأهانه. وتكبر 
عليهم إذا تعظم وترفع عليهم بأن يرى نفسه أعظم وأرفع منهم والتحقير والتكبر متلازمان مهلكان 
خصوصاً إذا ظهر آثارهما بالجوارح واللسان. 

(فقاد زل عن دين الله) أي عن أصله أو عن كماله إن سلمت عاقبته (والله له حاقر ماقت) يفعل 
به ما يوجب ذله وأهانته ويعاقبه ويسلب عنه رحمته وقدكرر الأمربحب المسلمين المؤمنين لأنهم 
عياله وعيال الله وغرباء فقراء في هذه الدار فاقتضى المقام المبالغة فيه لشده الإهتمام والاغتمام 


بحالهم. 


و١‏ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

(واعلموا أن من حقر أحداً من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة) وهي بالفتح 
المذلة (حتى يمقته الناس) أو المراد بهم الأنبياء والأوصياء والصلحاء أو الأعم لأن الفساق و 
المتكبرين يمقتون المتكبر, والفاسق قد يذم الفاسق وهو غافل عن فسقه. 

(فإن لهم عليكم حقاً أن تحبوهم) أي بأن تحبوهم وحذف الجار في مثله قياس وهو بدل عن 
حقاً وهو من الغاوين الذين: أوعد الله عليهم بالنار قال: 9 فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس 
أجمعون »4 (وإياكم والعظمة والكبر) العطف للتفسير أو العظمة عبارة عن إعتبار كمال ذاته 
ووجوده وصفاته والكبر هذا مع إعتبار فضله على الغير. 

(فإن الكبر رداء الله) شبه الكبر وهو العظمة بحسب الذات والصفات والرفعة على الغير من 

جميع الجهات بالرداء في الإحاطة والشمول فهي موجودة في المشبه تخييلاً وفى المشبه به 

ع ارت الاعصاف هرد ء كل شخص مختص به لا يشاركه غيره والمقصود من هذا 
التشبيه إخراج المعقول إلى المحسوس لقصد الإيضاح والإفهام. 

(فمن نازع الله رداءه قصمه الله) أي كسره (وأذله يوم القيامة) وفى الخبر: «أنه يجعل في صورة 
الذر يتوطأه الناس حتى يفرع الله من الحساب». 

اي ال و ل ري 
إلى البغى بإعتبار الخصلة وهو الظلم والميل عن الحق والترفع والإستطالة والكذب والخروج عن 
طاعة الإمام وأصله المجاوزة عن الحد. 

(فإنه من بغى صيّر الله بغيه على نفسه) لعود ضرره إليها في الدّنيا والآخرة كما قال تعالى: «إيا 
أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم» ١7‏ . 

(وإياكم أن يحسد بعضكم بعضاً) بتمني زوال نعمته ما لاكان أو حالاً (فإن الكفر أصله 
الحسد ) كما كفر إبليس بإنكار السجود لآدم حسداً له. وكفر بعضهم بغصب الخلافة وإنكار الولاية 
كذلك والحاسد كافر بالله العظيم لنسبة الجورإليه في القسمة وكافر بنعمته لتحقيرها وكافر بمخالفة 
الأمر بترك الحسدء ومفاسد الحسد أكثر من أن تحصى. 

(وإياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم) الإعانة إذا عدى بعلى للضر وبنفسه للنفع كما سيجيء 
(إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة) دل على جوا زالدعاء على الظالم لأن التحذير من قبوله إقرار 

له وقد وقع الأمر بالدعاء عليه في بعض الأخبار ولا فرق في ذلك بين من عم ظلمه ومن خص 
بوائحدة ولا بيخ امن ركوة ظلمنه متحاوراً عن الحد ومن لآ يكوذة ولاابين أن ركو الظالم.مؤمنا أو 





0 سوره هود‎ -١ 


كتاب الروضة ١/‏ 


كافراً إلا أن الأولى ترك الدّعاء على الظالم المؤمن عم ظلمه أو لالأنه أوفر للأجر (وإياكم وإعسار 
أحد.. اه) الإعسار: طلب الحق من الغريم على عسره وضيق حاله والاعسار أيضاً الافتقار ومنه 
المعسر بمعنى المفتقر كما سيجيء. 

(ومن أنظر معسراً أظله الله بظله) أي بظل عرش أو برحمته شبهها بالظل في نجاة من استقر 
فيها من حر الشدائد واستعار لفظه. 

(يوم لا ظل إل ظله) أي رحمته كما قال تعالى: #لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم»7١)‏ 
(وحبس حقوق الله قبلكم) أمر بأداء الحقوق الموقتة فى أوقاتها والمشروطة بشروطها والمطلقة 
والثابتة في أول أوقات أمكانها وهى أعم من الواجبات والمندوبات. 

(كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير فى العاجل والآجل ) من كان لله كان الله له 
والخير فى العاجل أعم من الطاعة والفؤمة تق الأكل النواك والرعية وهنو عد على أن آذاء 
حقوق الله سبب زيادة الرزق كما قال: من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب» 
(فأدوا إلى الله حق ما رزقكم) من النعماء الظاهرة والباطنة التى لا يمكن احصاؤها وحق ذلك هو 
الطاعة والشكر والوفاء به سبب لبقاء الواصل» وحصول غير الحاصلء كما قال تعالى: # لئن شكرتم 
لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد» وزوال النعمة عذاب أيضاً وقد قيل: إن النعمة صيد 
والشكر قيد. 

(وإن استطعتم أن لا يكون منكم محرج الإمام فإن محرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح 
من أتباع الإمام, المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته) فى النهاية: أحرجه 
بالحاء المهملة أوقعه في الحرج. وفى الصحاح: أحرجه إليه الجأه. وفيه سعى به إلى الوالى إذا 
وشى به أي نقل أمره إليه ونمه ليؤذيه والظاهر أن المراد بالمحرج هنا من يسعى بأهل الصلاح 
وينهى حاله إلى الإمام باذاعة السر والإتيان بالمعصية الموبقة ونحوهاء وإحتمال سعايته إلى الوالى 
الجائر بعيد لأنه فيما بعد: «فإذا فعل ذلك عند الإمام» ينافيه فى الجملة فعلى الأول لعن الإمام إياه 
بإعتبار ما افتراه الساعي ولما لم يكن هو على ما إفتراه يرجع اللعن إلى الساعى وأما على الثاني 
فلأن الجائر يؤذيه ولما لم يكن له ناصر يدفع أذاه عنه (واعلموا أنه من نزل بذلك المنزل عند 
الإمام) هو منزل السعاية والغمز ونسبة السوء إلى المؤمن الصالح وهذا كما هو فبيح عند الاإمام 
كذلك قبيح مطلقاً. 

(يلعن الإمام أهل الصلاح) لعدم نصرتهم إياه وتخاذلهم له ويعود اللعن إلى الساعي في 








١‏ -سورة الطلاق :؟. 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





الحقيقة. 

(فإذا لعنهم لاحراج أعداء الله الإمام صارت لعنته رحمة من الله عليهم.. اه) الإمام فاعل لعنهم 
ومفعول لإحراج على سبيل التنازع وإضافة الإحراج إلى الأعداء إضافة المصدر إلى الفاعل والمراد 
ا ل لل ا ل ل 
ضمير راجع إلى الإمام. 

يي 0000 
فظلة: مجذوفة أ اننانا عقا والتكرين لوياةة الا كيك: 

( فليتول الله ورسوله والذين آمنوا وليبرأ الى الله من عدوهم) المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين 
وأولاده الطاهرون عليهم السلام وفيه دلالة على أن أصل الإيمان لا يتحقق بدون أمور أربعة وأن 
البراءة من عدوهم جزء منه كما دل عليه غيره من الأخبار. 

(ويسلم لما انتهى إليه من فضلهم) أي يصدقه تصديقاً جازماً وإن لم يعرف حقيقته. 

(لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك) تعليل لما سبق وإشارة إلى 
أن فضلهم البالغ إليه وإن كان في غاية الكمال التي يستبعده ضعفاء العقول ينبغي أن لا ينكره بل 
يسلمه ويذعنه لأن ما بلغ إليه ليس فى حد الكمال بالنسبة إلى ما هو لهم في الواقع من الفضل 
والجمال (لم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة) الإستفهام للتقرير ووصف الأئمة 
هده المع ا واحتية احرج ائذه الخبلالة نزوت العزيتوو) التابيره لكل" في العقائد والأعمال 
والأخلاق والتعريف للحصر. 

(قال: 9 أولتك4 ) قال الله ومن يطع الله ورسوله فأولئك لامع الذين أنعم الله عليهم من النبيين 
والصديقين والشهداء والصالحين174) الإشارة للموصول وهم المطيعون لله وللرسول في جميع 
الأمور وأعظمها النهى عن طاعة الأئمة الغواة والأمربطاعة الأئمة الهداة فقد ظهر أن الآبة في فضل 
أتباعهم والفرق بين الفرق الأربعة أن كل لاحق أعم مطلقاً من السابق إن أريد بالشهداء في العباد 
وأماإنا ارفك بهم الشهداء فى الجهاد فالنسبة بينهم وبين من قبلهم أعم من وجه. ويمكن أن يراد 
ا ل 0 
لاه ' ل بكلوا م كات 

(وحسن أولئك رفيقاً) في معنى التعجب ورفيقاً نصب على التميز أو الحال ولم يجمع لأنه 
يقال للواحد والجمع كالصديق أو لذنة أرية عسي كل واحد منهم رفيقاً كذا فى تفسير القاضي 


١‏ - سورة البقرة : 6غ 


كتاب الروضة حل 


(فهذا وجه من وجوه فضل إتباع الأئمة) أشار إلى أن هذا فضل واحد وأن لهم فضائل كثيرة غير 
محصورة. 

(فكيف بهم وفضلهم) أي فكيف يبلغ بذواتهم وحقيقة فضلهم أحد والإستفهام للإنكار. 

(ومن سره أن يتم الله له إيمانه. اه) دل على أن الإيمان هو التصديق بالولايات المذكورة وأن 
الأعمال خارجة عنه وشروط لكا لع اغا نوناك أ أخر (أقام الصلاة) حذفت التاء من 
المصدر للتخفيف من ثقل الإضافة. 

(وإقراض الله قرضاً حسناً) بفعل الطاعات والإحسان إلى الخلق وإقراضهم والإنفاق في وجوه 
البر وصلة الإمام. روى المصنف في باب صلة الإمام بإسناده عن أبى عبد الله يه أنه قال وما من 
شيء أحب إلى الله من إخراج الدرهم إلى الإمام وإن الله ليجعل له الدرهم فى الجنة مثل جبل 
أحد, ثم قال إن الله يقول فى كتابه: «إمن ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً 
كثيرة4 قال: وهو واللّه صلة الإمام خاصة» ولعل المقصود من قوله خاصة أن الآية نزلت قصداً 
وبالذات في صلة الامام ولا ينافي تعميمها بإدخال جميع ما ذكر فيهاء والمراد بحسنه خلوصه عن 
غير وجه الله مع طيب النفس من غير من ولا أذى وغير ذلك من موجبات النقص وإنما سمي قرضاً 
لأن الفاعل يأخذ العوض وهو الأجر الجزيل والثواب الجميل منه تعالى. 

(وإجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن) مر تفسيره ٠‏ آنفاً (فلم يبق شيء مما فسر مما حرم 
ع لا ليم ا ا 
حرم بيان لما فسر أو لشىء والأول أظهر والثانى أشمل. والمراد بالجملة على الأول الفواحش 
ا ل 
آخره فإنه شامل لجميع الطاعات أيضاً. 

(فمن دان الله فيما بينه وبين الله مخلصاً لله) أي من عنده سراً أو فى الدين الذي بينه وبين الله 
تعالى لا فى دين الرأي والقياس حال كونه مخلصاً لله منزهاً لعمله أن يكون لغير الله فيه شرك 
وصيب. 

(ولم يرخص لنفسه في ترك شىء من هذا) الذي ذكر من الولايات وشروطها والترخيص عدم 
الإاستقصاءء رخص له فى كذا ترخيصاً فترخص هو أي لم يستقص ولم يبلغ الغاية فالمراد بعدم 
الترخيص فى الترك هو المبالغة فى عدمه. 

(فهو عند الله في حزبه الغالبين) على النفس الأمارة بالكسر أو على المذاهب الباطلة بالحجة, 
أو على الأعداء بالغلبة وهم حزب الإمام المنتظر أو الأعم ومن حزب الأنبياء والرسل كما قال 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
تعالى: «كتب الله لأغلين أنا ورسلي إن الله قويّ عزيز» 17 . 

(إلى ههنا رواية القاسم بن الربيع) وما يأتى رواية حفص المؤذن وإسماعيل بن جابر وإنما لم 
يقل إلى ههنا رواية إسماعيل بن مخلد السراج لأنه لو قال ذلك لفهم أنه لم يروا الباقي وذلك ليس 
بمعلوم لجواز روايته وعدم نقله للقاسم أو نقله له وإختصار القاسم على القدر المذكور. 

(يعني المؤمئين قبلكم إذا نسوا شيئاً.. اه) الظاهر أنه كلام المصنف لتفسير الآبة المذكورة 
والنسيان كناية عن الترك ما دل عليه ما بعده وفسره أبو جعفر لهذ فى قوله تعالى: « ولقد عهدنا إلى 
آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً» بالترك, وبالجملة إطلاقه على الترك شايع فلا يرد أن النسيان 


نيدن يعقويات: 
(واعلموا أنه إنما أمر ونهى ليُطاع - إلى آخره) أعظم الأمر والنهي الامر بطاعة الأئمة الهداة 
والنهى عن طاعة الأئمة الغواة. 


(واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا من دون ذلك من 
خلقه كلهم إلا طاعتهم له فجدوا في طاعة الله) الظاهر أن ملك اسم ليس ومن خلقه متعلق بأحد 
وإحتمال جعله اسم ليس بزيادة من وجعل ملك مجروراً بدلاً عن لفظه ومرفوعاً بدلا عن محله 
بعيد فكأنه رغب كل واحد فى العلم بأن كل بلية بينه وبين الله كانت طاعتهم له ليجتهد فيها ولا 
يتخلف في السباق عنهم والأظهر أن ملك بدل من الخلق وأن اسم ليس محذوف أي ليس بين الله 
وبين أحد من الخلائق شىء نافع إلا الطاعة فجدوا فيها. 

(وقال: عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم ) أمر نية في هذا الحديث بطاعة الرب مكرراً لاقتضاء 
المقام المبالغة فيه لأن القايل بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل والناس معتكفون على العصيان 
وراغبون فى المعصية والطغيان. 

(فإن لله ربكم) أخرجكم من العدم وأفاض علكيم الوجود وتوابعه من الكمالات وأعطاكم 
نعمه ظاهرة وباطنة ورباكم في جميع الحالات وكل ذلك يقتضي طاعتكم له بقدر اللإمكان 
(واعلموا أن الإسلام هو التسليم والتسليم هو الإسلام) أي الإسلام هو التسليم لله ولرسوله 
ولأولى الأمر والإنقياد لهم في الأوامر والنواهى وليس هو بمجرد القول وفي تعريفها باللام وتوسيط 
الضمير دلالة على الحصر والتأكيد فيه هذا بناء على التلازم بينهما ويمكن حمله على إتحاد 
الحقيقة يعنى أن عرفت معنى الإسلام والتسليم وحقيقتهما فهذا ذاك فمن سلم فقد أسلم ومن لم 
يسلم فلا إسلام له لأن وجود اللازم على وجود الملزوم وعدمه على عدمه وعلى القول بالإتحاد 





.١١6: هطةروس-١‎ 


كتاب الروضة 5 
فالأمر ظاهر. 

(ومن سره أن يبلغ إلى نفسه فى الإحسان فليطع الله.. اه) الإبلاغ اللإيصال يُقال: أبلغ إليه شيئاً 
أي أوصله إليه وفى زائدة للتأكيد مثل «اركبوا فيها بسم الله مجريها ١7»‏ أو هى كإلى متعلقة بيبلغ 
بتضمين معنى الإجتهاد أو بمفعول مقدر أى من سره أن يوصل إلى نفسه إجتهاداً فى الاحسان 
فليطع الله في أوامره ونواهيه ويحتمل أن راد بالإبلاغ المبالغة وهي الإجتهاد بُقال: بالغ في كذا إذا 
اجتهد فيه. وإلى حينئذ متعلقة بالإحسان وتقديم معمول المصدر إذا كان ظرفا ونحوه جائز 
(وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها) أي تتبعوها من ركبت الأثر إذا تبعته أو تعلوها بتشبيه المعصية 
بالدابة في إيصال صاحبها لى منزل الشقاوة ونسبة الركوب إليها مكنية وتخييلية. 

(وليس بين الاحسان والإساءة منزلة فلأهل الاحسان عند ربهم الحنة ) ولأهل الإساءة عند 
ربهم الناركما قال تعالى: فريق في الجنّة وفريق فى السعير» قال الأمين الاسترابادي: قد تواترت 
الأخبار عن الأئمة الأطهار بأن الناس ثلاثة أصناف منهم من هو تحت المشية فالظاهر أن مراده قله 
أن الذي أبرم الله أمره قسمان. 

أقول: يُريد أن الذي وقع الحتم فيه قسمان لا ثالث لهما لأنه إما مقر بالولايات المذكورة متمسك 
بشروطها أو منكر لشىء منها فالأول محسن والثانى مسىء وأما المستضعف وهو من لم يقر ولم 
ينكر فهو خارج عن المقسم فلا يرد أنه قسم ثالث (واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد) أي 
لا بصرف ولا يكف عنكم أحد ممن ذكر شيئاً من عقوبة الله إلا برضاه عنكم ولم يذكر الإإستثناء 
اكور ولدولة الضريع عليه وهو قوله: (فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فيطلب 
متضرعاً إلى الله) أي فليرغب إليه من طلب إليه رغب. 

رقي الع ميا رض لاي ررمي رقي لاله ارط ل اوور اكرول 
الأمر بعده فإنه أن صدر منه حينئذ ما يُوجب سخط الله من ترك , بعض الطاعات أو فعل بعض 
المنهيات وتدركه الرحمة والشفاعة بإذن الله لرضائه عنه من وجه آخر فاستحق بذلك قبولهما. 

(واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب رضا الله بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من 
آل محمد يَيُْ) طاعتهم مع كونها سبباً للرضا سبب أيضاً لبقاء النظام بالتناصر والتعاون وقمع طمع 
الناكثين والمارقين والقاسطين والمنافقين الذين ليس لهم من الإسلام نصيب. 

(ومعصيتهم من معصية الله ولم ينكر لهم فضلاً عظم أو صغر) المراد بالفضل العظيم ما لا 
يصل إليه الفهم ويستبعده العمل ولا يعرف حقيقته» والبصغير ما هو خلاف ذلك والظاهر أن قوله: 





. 7: سورة الشورى‎ - ١ 


؟.؟ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


«ومعصيتهم» عطف على اسم «أن» وقوله «لم ينكر» على خبرها وفيه شىء لأن كثيراً من الناس 
أنكروا فضلهم بل نصبوا عداوتهم؛ ولعل المراد بعدم إنكار أحد عدم الإنكار ولو حين الاإحتضار 
ولدلالة بعض الروايات على أن المنكرين يعترفون بفضلهم حينئذ أو المراد به العلم بفضلهم وإن 
لم يصدقوا به أو المراد أنه ينبغي عدم إنكار فضلهم أو المراد بالخلق الأنبياء والأوصياء وأهل 
المعرفة من الأمم السابقة ومن هذه الأمة والله أعلم. 

(واعلموا أن المنكرين هم المكذبون.. اه) يُريد أن منكر واحد منهم ومنكر فضلهم مكذب لله 
ولرسوله فى الأمربطاعتهم ومنافق داخل (فى الدرك الأسفل من النار) قيل: أي الطبقة السفلى من 
جهنم وقيل وهى توابيت من نار تطبق على أهلها (ولن تجد لهم نصيراً) ينصرهم ويدفع عنهم 
العقوبة بالشفاعة ونحوهاء وفيه دلالة على خلودهم فى النار. 

(ولا يعرفن أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته وخشيته من أحد من الناس) «من أحد» متعلق بلا 
يعرفن على صيغة المجرد المجهول والمراد بهم المخالفون وألزم صفة لأحد والمراد به القائل 
بولاية على وأولاده الطاهرين عليهم السلام أى لا يفعل أحد منكم عندهم ما يعرف به وتميز عنهم 
وفيه ترغيب فى التقية للإحتراز من ضررهم. 

(ممن أخرجه الله من صفة الحق ولم يجعله من أهلها) إنما نسب الإخراج من صفة الحق وهي 
القول بالولاية إلى الله تعالى لعلمه أزلاً بعدم إتصافها وإضطراب قلبه من قبولها فأخرجه منها ولم 
يجعله من أهلها جبراً لأن الجبر مناف للحكمة.؛ ومنه يظهر الزامه تعالى قلب أحد طاعته وصفة 
الحق لأنه لما علم منه قبولها إختياراً وفقه لقبولها ونصره عليه وهذا معنى الإلزام فانتفى الجبر في 
الموضعين وملك كل أحد ماله بإختياره. 

(فإن لم يجعله الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس والجن فإن لشياطين الإنس 
حيلة ومكراً وخدايع ووسوسة بعضهم إلى بعض ) الظاهر أنه تعليل لقوله: «لا يعرفن أحد منكم» 
من أحد من الناس لتضمنه معنى الشيطنة التى تقتضى الحذر منهم بالتقية وحينئذ يكون قوله: «فإن 
الشياطين الانس» بياناً وتفصيلاً لما تضمنه معنى الشيطنة وإنما قلنا الظاهر ذلك لأنه يحتمل أن 
يكون تفصيلاً وبياناً لإثبات معنى آخر للمخرجين من صفة الحق وهو التمرد والشيطنة والمول 
المذكور حينئذ تعليل لقوله: «لا يعرفن» ثم أن أريد بمن الموصولة الإنس والجن فحمل شياطين 
الإنس والجن عليهم ظاهرء وإن أريد به الإنس فحمل شياطين الجن عليهم من باب التشبيه في 
التمرد والشيطنة والمراد بالحيلة إستعمال الحذق والتصرف فى الأمور للتوصل بها إلى المقصود 
انكر إبسال المكروه إن القبر ضيف لانيل الخديئةزهذ ا لقرعي أ للمسن البهانخه باظلة 





كتاب الروضة "١‏ 


بلباس الحق لإنخذاع الغير بها وبالوسوسة مشاورة بعضهم بعضاً فى تحصيل أسباب الغلبة 
والإضرار ولما كان هذا مظنة أن يُقال ما غرضهم من الحيلة وما عطف عليها أجاب على سبيل 
الإستيناف بقوله: 

(يريدون إن استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر فى دين الله الذي لم 
يجعل الله شياطين الإنس من أهله) وهو الدين الذي أنزله إلى رسوله وأكمله للناس بولاية على له 
والمراد بالنظر فيه العلم به والتصديق بحقيته. 

(إرادة أن يستوي أعداء الله وأهل الحق فى الشك والإنكار والتكذيب.. اه) مفعول له ليريدون 
لايل ل#ستتورا سور اهل الاعف عو عن المتمي الل الظاه اتيز دمهم صريحاً بنسبة العداوة 
إليهم ولعدم حاجة صحة العطف إلى الضمير الفصل والمراد بالشك دينهم الباطل أو الشك فى دين 
الحق وبالإنكار الإنكار لقول الله تعالى وبالتكذيب التكذيب لقول رسوله فى التنصيص بالولاية. 

(فلا يهولنكم ولا يردنكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله من حيلة شياطين الإنس 
ومكرهم من أموركم) في القاموس: هاله يهوله هولاً: أفزعه كهوله فاهتال فعلى هذا يجوز في لا 
يهولنكم تخفيف الواو وتشديدها ورده عن الأمر صرفه عنه فارتد هو وضمير الجمع الفاعل 
المحذوف راجع إلى أعداء الله أو إلى شياطين الإنس ولعل النهى راجع إلى الإهتيال والإرتداد 
المقصودين من الفعلين وقوله: «من حيلة شياطين الإنس» متعلق بالفعلين و «من» إما ابتدائية أو 
للتعليل أو بمعنى الباء والأصل من حيلتهم عدل عن الضمير إلى الظاهر لنسبة الشيطنة إليهم 
وتوبيخهم عليها ومن أموركم متعلق بمكرهم ومن كالمذكورة فى المعاني الثلاثة أو بمعنى في أي 
لا تخافوا ولا ترتدوا عن نصرة الحق من أجل حيلتهم ومكرهم من أموركم واخيالهم فى صرفكم 
عنها فإنهم شياطين الإنس «وأن كيد الشيطان كان ضعيفاً». 

(تدفعون عنهم السيئة بالتى هي أحسن.. اه) لعل المراد بالسيئة عداوتهم وإضرارهم وبالتي 
هي أحسن التقية وفيه ترغيب؛ فى دفع ضررهم بها. 

(لا يحل لكم أن تظهروهم على أصول دين الله) هي الولاية وعدم الجبر والتفويض وزيادة 
الصفات وجواز الرؤية ونحوها أو الأعم منها ومن الأحكام المختصة بالشيعة مثل وجوب المسح 
وإستحباب القنوت ورفع اليدين بالتكبيرات المندوبة وأشباهها. 

(فإنهم إن سمعوا منكم فيه شيئاً) من الأمور المخصوصة بكم (عادوكم عليه) وآذوكم به بل 
ربما قتلوكم (ورفعوه عليكم ) إلى الجائر أو إلى الناس بالتشهير والإفشاء (وجهدوا على هلاككم ) 
بقدر الامكان (واستقبلوا بما تكرهون) من الأقوال الغليظة وغيرها. 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(ولم يكن لكم النصفة منهم في دون الفجار) النصف والنصفة محركتين والإنصاف داد دادن 
والمنصف داد دهنده يعني أنهم وحاكمهم يجورون عليكم ولا يعدلون فيكم وفيه ترغيب بالتقية 
منهم وعدم إظهار ما يخالف مذهبهم عندهم لأنهم حينئذ يجتهدون على هلاككم وليس لكم من 
يدفع الظلم عنكم. 

(اعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل) المنزلة موضع النزول والدرجة يعني وجب 
عليكم معرفة منزلتكم فيما بين الناس وهى الاإيمان بالله وما يليق به وبالرسول وما جاء به وبالولاية 
ومن اتصف بهاء وإظهار أصول الدين وأحكامه على أهلها والإتصاف بآدابه وأخلاقه والإمتثال 
بأوامره ونواهيه ليحصل لكم التميز بينها وبين منزلة أهل الباطل والتمكن من التحرز عنها وإنطباق 
الدليل عليه وهو قوله: 

(فإنه لا ينبغى لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل) ظاهر لأن أهل الحق ينبغي أن 
يكونوا مع الحق فلا ينبغي لهم الإتصاف بالباطل كأهله؛ وهنا إحتمال أخر وهو أنه يجب عليكم 
معرفة منزلتكم فيما بينكم وهى ما ذكر ومنزلتكم فيما بين أهل الباطل وهي حسن المعاشرة معهم 
ظاهراً والتقية منهم للإحتراز من ضررهم إلا أن في إنطباق الدليل المذكور عليه خفاء إلآ أن يراد 
بأهل الباطل فى الدليل أعم من أهل الخلاف وتارك التقية لأن تاركها أيضاً في باطل والله أعلم. 

(لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ) دليل لقوله لا ينبغي وبيان لشرافة منزل 
أهل الحق وخساسة منزل أهل الباطل عنده تعالى لأن منزل أهل الحق جنات النعيم أعدها لعباده 
المؤمنين الذين تمسكوا فى الدين بالأئمة الطاهرين ومنزل أهل الباطل نار ذات عقارب وأغلال 
وذات سلاسل وأنكال فلا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا منزلهم. 

(لم يعرفوا وجه قول الله عز وجل فى كتابه: إذ يقول أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات 
كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) وهذا وصف أهل الباطل وبيان لضعف 
عقولهم حيث لم يعرفوا معنى الآية فإن قلت: أكثرهم أهل اللسان فكيف لم يعرفوا معناها ؟ قلت: 
المراد أنهم لاذهانهم السقيمة وأفكارهم العقيمة أخطأوا في المقصود منها فزعموا أنهم المؤمنون 
الصالحون المتقون وأن من عداهم ممن رفض طريقتهم هم الفجار المفسدون فقلبوا المقصود 
لفساد قلبهم ذلك مبلغهم من العلم ولذلك أدرج لفظ الوجه لأن وجه الكلام هو السبيل المقصود 
مئلة. 

(أكرموا أنفسهم عن أهل الباطل ) لعله استيناف ولذلك ترك العاطف كأنهم قالوا إذا أوجب 
علينا النزول في منزلتنا والفرار من منزلتهم فكيف نصنع إذا كنا معهم فأجاب بما ذكر يعني عظموا 


أنفسكم وشرفوها عن ظلم أهل الباطل وجورهم بالموافقة فى العمل تقية منهم (فلا تجعلوا لله 
تعالى وله المثل الأعلى ) أي الشرف الأعلى من جميع الوجوه والواو للعطف (وإمامكم ودينكم 
الذي تدينون به) أي تعبدون ربكم وتطيعونه. 

(عرضه لأهل الباطل) العرضة بالضم المنصوب تقول جعله عرضة للناس أي نصبة لهم فلا 
بزالون يقعون فيه ويذكرون عيوبه وفى كنز: «اللغة العرضة در ميان انداخته). 

(فتغضبوا الله عليكم) بفعل ما يوجب غضبه وعقوبته (فتهلكوا) على صيغة المجهول من 
الإهلاك 00 من الهاذك.وتعلة صرب ومع وعم 

تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته ) كما قال: 8 أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر 

8 (فيغيّر الله مابكم من نعمة) متفرع على الترك وقد جرت سن الله أن لا يغيّر ما بقوم من 
النعمة حتى يغيّروا ما عليهم من الطاعة كما وقع ذلك في كثير من الأمم الماضية. 

(أحبوا في الله من وصف صفتكم) أي في سبيل الله أو بسبب الله. منشأ تلك المحبة هي 
الإشتراك في دين الحق وإتحاد المطلوب والطريق الموصل إليه والرفاقة فيه وإتحاد الأصل لأن 
المؤمنين أخوة بل هم كنفس واحدة وكونها في الله مشروط بأن لا يشوب بشيء من اغراف لذن 
فإنه لا إعتناء بها ولاثبات لها وقس على ذلك البغض في الله. 

(وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم) النصيحة إرادة الخير للمنصوح له ويعتبر 
في حقيقتها الخلوص عن الغش والمراد ببذلها إرشاده إلى الخير وببذل المودة بذل آثارها ولوازمها 
ومن جملتها دفع المكاره والشر عنه وجلب المنافع والخير له. 

(وبغاكم الغوايل) أي الدواهي والمكاره وفى دستور: «اللغة الغائلة بدى). 

(هذا أدبنا أدب الله) لأنه بأمره ووحيه وهو شامل للمحاسن والمحامد كلها وفى كنز: «اللغة 
الأدب كار يسنديده) ولكل عضو منه نصيب فأدب العين النظر إلى المصنوعات مثل الاستدلال بها 
على وجود الصانع وقدرته وحكمته وأدب السمع إستماع الآيات وغيرها من الكلام الح وأدب 
التكلم التكلم بما ينبغي والسكوت عن غير من الفضول وأدب القلب معرفة الله وما يليق به ومعرفة 
الرسول والاحكام والأخلاق والإتصاف بها وقس على ذلك. 

(فخذوا به وتفهموه واعقلوه) أمر أولاً: بالأخذ به وهو تناوله وقبوله بالقلب. 

وثانياً: بتفهمه وهو معرفته ومعرفة حسنه وكماله. 

وثالثاً: بعقله وهو الغورفيه وإدراك حسن عاقبته أوإمساكه وحفظه من عقلت الشىء إذا أمسكته 
وحفظته وهذه أمور ثلاثة لابد منها في كل مطلوب (ولا تنبذوه وراء ظهوركم) النبذ الرمى ونبذه 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
كناية عن عدم الإلتفات إليه دائماً. 

(ما وافق هداكم أخذتم وما وافق هواكم طرحتموه ولم تأخذوا به) الهدى القرآن والطريق 
المستقيم أيضاً والهوى مشتهيات النفس وأمانيها وهو الهها ومعبودها كما قال عز شأنه: «أفرأيت 
من اتخذ إلهه هواه» والإضافة فيهما لامية والخبر بمعنى الأمر على الظاهر وفيه إشارة إجمالية إلى 
أنه يجب على كل عاقل أن يزن ما ورد عليه بميزان العقل والشرع فما وافق الحق يأخذه وما وافق 
الباطل يتركه. 

(وإياكم والتجبر على اللّه) حذر عن التجبر على الله لأنه مهلك والمراد به ترك الإمتثال بأوامره 
ونواهيه وآدابه وأحكامه ومواعظه نصايحه أو المراد به التجبر على أولياء الله أو على الناس كلهم. 

(واعلموا أن عبداً لم يبتل بالتجبر على الله إل تجبّر على دين الله) وهو ظاهر لأن التجبر 
بالمعنيين المذكورين يوجب ترك ما اشتمل عليه دين الله وأيضاً المتجبر يترك كل كمال وفضيلة 
حفظا لمرتنته كينا هو شأن الخبارين. 

(فاستقيموا لله) بالنبوت على ولايته وولاية الرسول والأئمة عليهم السلام والإنقياد لأوامرهم 
ونواهيهم وآدابهم (ولا ترتدوا على أعقابكم) بإنكار شىء من ذلك بعد إذ هديتم. 

(فتنقلبوا خاسرين ) كما هو حال المخالفين. وذلك هو الخسران المبين. 

(أجارنا الله وإياكم من التجبر على الله) هذا دعاء لنفوسهم القدسية ولمن تبعهم إلى يوم الدين» 
واد الى اللارسن لحف عن دا كاله ابيب 

(ولا قوة لنا ولكم إلا بلله) أي لا قوة ه فى الطاعة والتحلى بالفضائل والتخلي من الرذائل وترك 
التجبر إلا بعون الله وفيه إنقطاغ عن الغيربل عن نفنسه: وإلفجاء إلى الله تعالى وطلب لتوفيقه على 
الخيرات كلها وإظهار للعجز والمسكنة والإفتقار إليه في جميع الآمور. 

(وقال: إن العبد إذا كان خلقه الله فى الأصل الخلق مؤمناً) المراد بالخلق الإيجاد أو التقدير 
وبأصل الخلقة الوجود الظلى والعينى وقوله: «مؤمنأء حال عن مفعول خلقه أو تميز عن النسبة فيه 
واللازم على التقديرين : أن يكون خلق العبد مقروناً بإيمانه في علم الله ولا يلزم أن يكون إيمانه من 
فعله تعالى كما فى قولك: ضربت زيداً قائماً إذا كان قائماً حالاً عن زيد وهذا العبد المؤمن إذا 
ارتكب شراً وإن كان كفراً في بعض الأزمان بإغواء النفس الأمارة والشيطان (لم يمت حتى يكره الله 
إليه الشر ) كره الشر تكريهاً صيّره لديه كريهاً وذلك لأنه لحسن استعداده ونداء الملك الموكل بقلبه 
يهتدى إلى الخير وحسنه وحسن عاقبته ويعرف الشر وقبحه وقبح خاتمته فيميل إلى الخير ويحبه 
ويكره الشر ويبغضه وحينئذ يباعده الله منه بلطفه وتوفيقه وحيلولته بينه وبين الشر مع تأثر قلبه 


كتاب الروضة ا 


اللطيف من دعاء الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والأرواح القديسين. 

(ومن كره الله إليه الشر وباعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبرية) المراد بالكبر أن 
يعتقد العبد أنه أعظم من غيره وليس لأحد حق عليه بالجبرية بسكون الباء مع كسر الجيم وفتحها 
أن يظهر بأقواله وأفعاله وكلاهما من المهلكات لأنهما من أخص صفاته تعالى ومن ادعاهما فقد 
جعل لله شريكاً. 

(فلانت عريكته) أي نفسه وطبيعته, دل التفريع كالتجربة على أن حصول اللينة متوقف على 
زوال الكبرإذ المتصف به خشن فظ غليظ القلب وهذه الأمور تنافي اللينة فلعدمه مدخل في 
حصولها ويتبعها كثير من الفضايل. 

(وحسن خلقه) وهوإنما يحصل من الإعتدال بين الإفراط والتفريط في القوة العقلية والشهوية 
والغضبية ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق واللطف والمبرة وحسن 
الصحبة والمراعاة والمواساة والرفق والحلم والاحتمال لهم والإشفاق عليهم وبالجملة هو تابع 
لاإستقامة جميع الاعضاء الظاهرة والباطنة. 

(وطلق وجهه) بانبساطه وتهلله عند لقاء المؤمنين (وصار عليه وقار الإسلام وسكينته) مر 
تفسيرهما والفرق بينهماء ويمكن الفرق بينهما بوجه آخر وهو أن الوقار سكون النفس في مقتضى 
القوة التتهؤية»«والسكينة سكوتها فى :مقي القوة النضئية ورؤيذه أن المخقئ الطوسى عند الأول 
من أنواع العفة الحاصلة بإعتدال القرة الأولى؛ وعد الثاني من أنواع الجاع الداعياة بإعتدال 
الموة الثانية. 

(وتخشعه) وهو التذلل والتضرع وإنما أضاف الثلاثة إلى الإسلام لأنها من أعظم ما يقتضيه 
الاإسلام ولها فوائد جمة وإن كان الكل كذلك ثم الخضوع. والخشوع والتواضع متقاربة فى المعنى 
ويمكن الفرق بينهما بأن لينة القلب من حيث أنها توجب الخوف والخشية والعمل خشوع. ومن 
حيث أنها توجب الإنكسار والإفتقار خضوع ومن حيث أنها توجب إنحطاط الرتبة عن الغير 
وتعظيمه تواضع. 

(وورع عن محارم الله واجتنب مساخطه) هذا من آثار الحياء والحياء من آثار اللينة لأن اللين 
ينفعل قلبه سريعاً عن إرادة المحارم والمساخط فيكف نفسه عنهما خوفاً من اللوم وذلك الإنفعال 
هو الحياء والكف هو الورع (ورزقه الله مودة الناس ) المراد بهم الشيعة إذ لا ينبغي المودة لغيرهم. 

(ومجاملتهم ) في المعاملات والمحاورات والإحسان إليهم وفعل ما هو جميل لهم وهى من 
لوازم المودة. والرزق كلما ينتفع به فإطلاقه على المودة والمجاملة حقيقة ولهما منافع كثيرة لأن 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





العاقل يعلم أن مودته ومجاملته لهم يستلزم مودتهم ومودة اتباعهم وخدمهم وحواشيهم 
ومجاملتهم له فيجلب لنفسه من مودة واحد ومجاملته مودة أشخاص كثيرة ومجاملتهم له وميل 
قلوبهم إليه وأنسهم به ومدافعتهم عنه وبذلك يتم نظامه وصلاح حاله في الدّنيا وفى الآخرة (وترك 
مقاطعة الناس والخصومات) لانها موجبة لنفارهم عنه وإضرارهم إياه وبعدهم عنه وعداوتهم له 
وبذلك يفسد نظامه والمراد بالناس كلهم ولذلك أتى باسم الظاهر (ولم يكن منها ولا من أهلها في 
شىء) أي لم يكن ثابتاً في شيء من المقاطعة والخصومات» صغيرها وكبيرهاء جليلها. وحقيرهاء 
ولافى شىء من صفة أهلها من التباغض والتحاسد والتشاتم والتفاحش ونحوها. 

(وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافراً لم يمت حتى يحبب إليه الشر ويقربه 
منه) قال الفاضل الأمين الاسترابادي: معناه التخلية بينه وبين شيطانه وإخراج الملك عن قلبه وهذا 
من باب جزاء العمل فى الدّنياكما وقع التصريح به في الأحاديث وفي كلام ابن بابويه (فإذا حبب 
إليه الشر وقربه منه) بالتخلية وسلب اللطف والتوفيق لسوء استعداده وفساد قلبه (ابتلى بالكبر 
والجبرية) المندرج فيهما جميع الرذائل النفسانية. 

(فقسا قلبه) أى صلب وغلظ واسود بحيث لا يهتدي إلى الخير ولا يقبله (وساء خلقه) لأن 
المتصف بالكبر والجبرية بترك محاسن الأخلاق كلها مثل السلم والكلام والتواضع والإنصاف 
والملاينة والمداراة ونحوها ويتصف بأضدادها لزعمه أنها منافية» لمرتبته وموجبة لإنكسار عظمته 
(وغلظ وجهه) كناية عن عبوسة وتصعره وعدم انبساطه وبشاشته. 

(وظهر فحشه) هو ما اشتد قبحه من الذنوب ويندرج فيه الغيبة والبهتان وسائر أكاذيب اللسان 
(وقل حياؤه) فلا يبالى وقوع شىء من القبايح والظاهرة والباطنة. 

(وكشف الله ستره) لعل المراد بالستر هو الحجاب بين الذنوب وبين المقربين فإذا كشفه فضحه 
عندهم فيبغضونه ويلعنونه والله سبحانه ستار يستر ذنوب العبد إذا لم يتجاوز عن الحد أو المراد به 
لطف الحق وتوفيقه الحاجز بين العبد والمعصية أو الملك الموكل بقلبه لدلالته على الخيرات فاذا 
رفعه منه وقع في الشرور والفرق بينه وبين التخلية كالفرق بين اللازم والملزوم لأن كشف الستر 

(فبعد ما بين حال المؤمن وحال الكافر) «بعد» بالضم والتنوين مبتدأ و «ما» زائدة للمبالغة في 
التعظيم والظرف خبر, والفعل محتمل والمقصود أن بينهما مباينة في الذات والصفات لآن ذات 
المؤمن وصفاته نورانية وذات الكافر وصفاته ظلمانية فلا جامع بينهما (سلوا الله العافية) من حال 
الكافر أو من الذنوب والأسقام أيضاً. 


كتاب الروضة 26 


(صبروا النفس على البلاء في الدّنيا) تصبر النفس حملها على الصبر, والبلاء بالفتح الإمتحان 
وشاع استعماله فيما يختبر به مثل التكاليف والأمراض والمصائب والفقر وتحمل الأذى ونحوها 
ومما يسهل الصبر النظر فيما ورد على الصلحاء من البلاء مما يعجز عن إدراك كميته عقول الاعلام 
وعن بيان كيفيته بيان الأقلام من تدبر فيه وفي حسن عاقبته وصبرهم عليه تيقن أن ذلك ليس لأجل 
استحقاقهم واستحقارهم بل لرفع درجتهم وإعلاء منزلتهم تلقاء بالقبول تأسياً بهم (فإن تتابع البلاء 
فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك 
الدّنيا وإن طال تتابع نعيمها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته) الشدة 
بالنصب عطف على التتابع وإحتمال نصبها على المعية بعيد كإحتمال جرها عطفاً على البلاء 
والولاية بالفتح النصرة وبالكسر السلطان والإمارة» وزهرة الدّنيا زينتها وبهجتها وكثرة خيرها 
وغضارة عيش الدّنيا طيبها ولذتها يُقال: إنهم لقى غضارة من العيش أي فى خصب وخير. و«في) 
متعلق بملك الذنيا ومن متعلق بخير والتفضيل بإعتبار فرض الفعل وتقديره فى المفضل عليه 
والمقصود أن المشقة في الدّنيا مع الطاعة خير من الراحة فيها مع المعصية أما الطاعة فظاهرة وأما 
المشقة فلأن فيها ثواب وفي الراحة حساب .ء ولو قال: في طاعة الله لفهم أن المشقة في الدّنيا خير 

من الراحة فيها وليس ذلك بمقصود وإنما المقصود ما ذكر لترغيب أهل الحق ذ فت العمير علن 
المشقة والطاعة وبيان أنهما خير من الراحة والمعصية التى من جملتها ترك الولاية ورفض طاعة 
الإمام ني ولما أمر بصبر النفس على البلاء والطاعة وولاية من أمر الله بولابته ورفض ولابة من نهى 
الله عن ولايته أراد أن يُشير على وجه المبالغة إلى تحقيقه وسببه وبيان من اتصف بالولاية الأولى 
ومن اتصف بالولاية الثانية وبيان شيء من أحوالهما والغاية المترتبة على جميع ذلك. 

(فقال: إِنَ الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله وجعلناهم أئمة) بتطهير 
ظاهرهم وباطنهم عن الأرجاس كلها ونصبهم للخلافة والإمامة وهي كالرسالة من قبله تعالى إذ هي 
متوفقة على قدرة كاملة مانعة من الخطأ مطلقاً ولا يعلم تلك القوة إلا هو. 

(يهدون بأمرنا) لا بأمر الناس» يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم وقد مر في 
كتاب الحجة تفسيره بذلك عن أبي عبد الله لي أو يهدون بسبب أمرنا لهم بالهداية لا يحب الذنيا 
ورئاسة أهلها أو بسبب أمرنا فيهم وهو اللطف والعصمة المانعة من الزلل أو إلى أمرنا وهو ما جاء به 

(وهم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم) فى قوله: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر 
منكم» وفي قوله: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.. » الآية. 





(والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم) بقوله: #وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار» فإن 
الغرض منه النهى عن إعتقاد ولايتهم وبقوله «يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء» 
فإنه وإن ورد لسبب خاص يتناول النهى عن إعتقاد ولاية كل عدو لله. 

(هم أئمة الضلالة) يقدمون أمرهم وحكمهم قبل حكم الله ويتخذون بأهوائهم خلاف ما في 
كتاب الله تعالى وسنة رسوله ييه فيضلون ويضلون كما مرفي كتاب الحجة تفسيره بذلك عنه ل89. 

(الذين قضى الله لهم أن يكون لهم دول في الدّنيا) هي مثلئة جمع الدولة بالضم في المال 
والجاه وبالفتح فى الحرب. وقيل هما فيهما سواء (على أولياء لله الأئمة من آل محمد) أى حكم 
بذلك وأمر به وفي هذا القضاء حكمة لا يعلمها إل هو ولا يبعد أن يكون فيها إختبارهم وإختبار 
هذه الأمة بهم كإختبار جميع الأمم بالشيطان ليتميز الخبيث منهم من الطيب وله الحكم وهو 
المستعان. والظاهر أن الموصول الأول وهو قوله: والذين نهى الله مبتدأ والموصول الثانى وهو 
قوله: #الذين قضى الله4 صفة لائمة الضلالة وقوله: (يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية 
رسوله 836 ):خبر المبعدا ويحتمل أن يكون الموضول الثائ بياناً وتفسيراً للموضول الأول وأن 
يكون خبراً وخيتكد قوله يعملون حال غن مير لهم أ وأسفيناف كآنه قبل ,ما يطنتعون فى دولتهه 
فأجاب بما ذكر. 

(ليحق عليهم كلمة العذاب) وهي أمر الله به أو الآيات الدالة عليه كما يقال كلمة التوحيد وبراد 
بها الكلام الدال عليه أى فعل ما فعل وقضى ما قضى لتحق تلك الكلمة عليهم وعلى أتباعهم حقاأ 
مطابقة للإيمان أو ليثبت ثبوتاً ظاهراً لا يخفى استحقاقهم له عليهم ولا على غيرهم. إذ قد جرت 
حكمة الله تعالى أن لا يعذب أحداً بسبب علمه بما يوجب استحقاقهم له وحكمة الله تعالى أن لا 
يعذب له حتى يتحقق المعلوم فى الخارج ويُطابق علمه به ويظهر استحقاقه للخلق. 

(وليتم أن تكونوا مع نبي الله تعالى محمد يَيةٌ والرسل من قبله) صلوات الله عليهم لعل المراد 
بقوله: «ليتم» ليحق وإنما عدل إليه للتفنن ووجهه يعلم مما ذكرء ويمكن أن يكون فيه إيماء إلى أن 
علمه تعالى بإستحقاقهم للثواب كاف فى الإثابة ولأعمالهم مدخل في تمامها وكمالها ويؤيده ظاهر 
بعض الايات والروايات. 

(فتدبروا ما قص الله عز وجل عليكم في كتابه الكريم مما ابتلى به أنبياءه عليهم السلام 
وأتباعهم المؤمنين) يظهر ذلك بالتأمل فى أحوال الماضين من المؤمنين كيف كانوا في حال 
التمحيص والبلاء كانوا أثقل الخلايق عناء وأجهدهم بلاء وأضيقهم حالاً وأقلهم مالأ اتخذهم 
الفراعنة عبيداً وآذوهم شديداً وساموهم سوء العذاب وراموهم إلى أشد العقاب فلم تبرح الحال 


كتاب الروضة فق 


بهم فى الهلكة وقهر الغلبة» لا يجدون حيلة في إمتناع ولا وسيلة إلى دفاع وقد جرت سنة الله في 
عباده الصالحين بالإختبار والإمتحان والتمحيص وما يلقاها إلا الصابرون الفائزون وهم خير عاقبة 
عند الله تعالى فى الذّنيا والآخرة وهم المؤمنون المفلحون فتأس بهم عند نزول البلاء وقل: مرحباً 
يشعار الصالحين. 

(ثم سلوا الله أن يعطيكم الصبر على البلاء في السراء والضراء) الصبر وإن كان من فعل البعد 
ولذلك وقع التكليف به لكن التوفيق والقوة المعدة له من فعله تعالى؛ والضراء الحالة التي تضر 
وهى نقيض السراء وهما بناءان للمؤنث ولا مذكر لهما (والشدة والرخاء) لعل المراد بالفقرة 
الأرق ميقتل اليداة تيقل القييحة واللانة والأمراض :وتعوها ووالنانية نا تعن بالمال يق 
العيش وسعته وفي الرخاء والسراء أيضاً ابتلاء لكثرة ما يطلب فيهما وقد ذكرنا توضيح ذلك في 
أول كتاب الكفر والايمان. 

(مثل الذي أعطاهم ) من الصبر والتوفيق له والقوة عليه والعائد إلى الموصول محذوف. 

(وإياكم ومماظة أهل الباطل) هي شدة المخاصمة والمنازعة مع طول اللزوم في أمر الدين 
زالدتا وقد ذكرنا متاسدها اننا 

(وعليكم بهدى الصالحين) الهدى بفتح الهاء وفد تكسر وسكون الدال السيرة والطريقة 
والهيئة وأما ضم الهاء وفتح الدال هنا بمعنى الرشاد فبعيد ثم ذكر للصالحين ثمانية أوصاف هي 
أمهات الفضايل وأمر بالإقتداء بهم فيها أولها الوقار وهو أصل للسبعة الباقية لأن الوقار سكون 
النفس بالله وعدم اضطرابها لشىء مما سواه وهو فى الحقيقة يتحقق بالاعتدال فى القوة العقلية 
والشهوية والغضبية فإذا تحقق هذا حصلت سكينة الأعضاء وصفة الحلم الموجب للعفو عن الأنام 
والصفح عن الإنتقام» وصفة التخشع لله ولرسوله ولجميع المؤمنين» وصفة الورع عن المحارم 
وصدق اللسان في الأقوال كلهاء والوفاء بعهد الله وعهد الناسء والإجتهاد فى العمل لله خالصاً ثم 
رغب في الأمور المذكورة بقوله: ْ 

(فإنكم إن لم تفعلوا ذلك) المذكور من الصبر على البلاء والإحتراز عن المماظة والاتصاف 
نسيزة الصالحين. 

(لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم ) لأن تلك المنزلة المقررة للصلحاء لا ينزلها من لم 

(وأعلموا أن الله عز وجل إذا أراد بعبدٍ خيراً) لعل المراد بالخير اللطف والتوفيق لاستعداد 
العبد في قبولهماء أو خلق حب الحق وكراهة الباطل فى قلبه عند الفاضل الأمين الاسترابادي أو 


ل 


1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الأذن فى دخول الجنة عند بعض المفسرين أو الهداية إليها في الآخرة بسبب إيمانه فى الدّنيا 
وهذا مروى عن الرضا ليه فى تفسير قوله تعالى: «فمن يردٍ الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام» أو 
المززاةبالارادة ادلم يوضم إطلاقها عليه كما ذ كره تعض المضتفين وعلى التقادير ليود أيه تغالن 
أراد خير العباد كلهم فلا وجه للتخصيص ببعضهم. 

(شرح صدره للإسلام) أي بكشف الحجب المانعة منه حتى يقبله أو يبسطه ويوسعه لقبوله 
وقبول أحكامه ومعارفه والتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه ولا محالة يصير عالماً 
بها ولذلك قال: 

(فإذا أعطاه ذلك) أي شرح الصدر اللازم لإرادة الخير والمستلزم للعلم (نطق لسانه بالحق 
وعقد قلبه عليه) عقداً ثابتاً لا يزول بالشبهات وغيرها والمراد بالحق ما جاء به النبى ييهُ والإقرار 
بالولاية'وذلك لظهور أن النظىببهتوغقن القلب عليه فرع العلمافتأمل. ١‏ 

(إذا جمع الله تعالى له ذلك ) المذكور وهوإرادة الخير وشرح الصدر والنطق بالحق والعقد عليه 
والعمل به وإنما نسب الجميع إليه سبحانه مع أن أكثر ذلك فعل العبد بإعتبار توفيقه إياه ثم إسلامه 
دل على أن حق العمل خارج عن حقيقته متمم له موجب لكماله. 

(وكان عند الله عز وجل إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا حقا) مفعول مطلق لفعل 
مقدر تأكيد للحق المستفاد من مضمون الجملة لرفع إحتمال الباطل» والحال يذكر ويؤنث فلذلك 
ذكره هنا وانثه فيما ياتى. 

(وإذا لم يرد الله تعالى بعبدِ خيرأ) يعرف ذلك بما مر وإنما لم يرد ذلك له لإبطاله الاإستعداد 
الفطري والعقل النظرى بسوء أعماله واعراضه عن الإيمان بالله وبمن أمر بطاعته. 

(وكله إلى نفسه) أي خلاه مع نفسه جزاء لعمله والنفس أمارة بسوء (فكان صدره ضيقاً 
حرجاً) الحرج الضيق أو أشد أفراده فعلى الأول تأكيداً وعلى الثاني تأسيس ومبالغة في عدم قبوله 
للق :رانكا زه لاهلة: 

(فإن جرى على لسانه حق) على سبيل الإتفاق أو لغرض من الأغراض (لم يعقد قلبه) لعدم 
اعتقاده به إذا لم يعقد قلبه عليه. 

(لم يعطه الله العمل به) ولم يوفقه له ضرورة أن العمل قد يتوقف على الإعتقاد به (فإذا اجتمع 
ذلك عليه حتى يموت) دل على قبول توبته إن تاب. وإنما لم ينسب الجمع هنا إلى الله تعالى كما 
في السابق لأن ذلك من سوء صنيعه وعوج تدبيره (وهو على تلك الحال) باقياً على الباطل (كان 
عند الله من المنافقين ) الذين يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم (وصار ما جرى على لسانه من 


كتاب الروضة يدف 


الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ) لإنقلاب قلبه عنه. 

(ولم يعطه العمل به) بسبب خذلانه وسلب توفيقه عنه ووكوله إلى نفسه وهو معنى الإضلال 
فى قوله تعالى «يضل الله من يشاء». 

(حجة عليه يوم القيامة) لتصوره إياه مع عدم إعتقاده به فيلوم نفسه متأسفا بفواته. 

(فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام..اه) أمر بالإتقاء من عقوبة الله وخذلانه والتحرز 
من صفات المنافقين بالسؤال المذكور للإشعار بأن ذلك لا ينال إلا بتوفيق الله والإستعانة به. واعلم 
أن فعل العبد وإن كان منه لكن يتوقف حصوله على أسباب ومسببات وشرائط متكثرة لو انتفت 
واحدة منها أو انتقصت لم يتحقق الفعل أو انتقصء وأكثرها من الله تعالى وبعضها وإنكان من العبد 
يتوقف على توفيق ولطف واستعانة به كما روى «أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسبابها» مثلاًكف 
بصرك عن المحارم يتوقف على العلم بنفعه وضرر ضده والقدرة عليه وإلهام حتى تنتهى إلى الكف 
وكل ذلك من الله تعالى إلا الأخير وهو الإرادة الجازمة المقارنة للفعل وقد ذكرنا فى كتاب التوحيد 
عله دن كاي سن الاتعيا ل كه اشع عا شرق قاض :5للكه ونيا ار اج غلينا عقا 
ونقلاً وتجربة أن نعرف أنا نحتاج في أفعالنا إلى التوسل بالله تعالى والإستعانة به وطلب التوفيق 
واللطف منه كما فى هذه الرواية وغيرها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأخبار العلوية 
فلذلك كرر مي الأمر بالتوسل به والسؤال عنه والاستعانة منه والله ولى التوفيق. 

(وإن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم) الإنقلاب الرجوع والمنقلب بضم الميم وفتح 
اللام أما مكان أو زمان أو مصدر أي يجعل مرجعكم أو رجوعكم إلى الله تعالى في جميع الأوقات 
أو في وقت الإحتضار أو في القيامة مثل مرجع الصالحين أو رجوعهم في الإشتمال على السرور 
والكرامة والروح والراحة المعرى عن الحسرة والندامة. 

(ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا) أشارإلى أن محبة الله تعالى لعبده 
مسببة عن طاعة الله ومتابعة الأئمة عليهم السلام استشهد لذلك بقوله: 

(ألم يسمع قول الله تعالى لنبيه وَيُْ: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم 
ذنوبكم ) تطبيقه على المدعى من جهة أن متابعته متابعة النبي ييه أو سبب لها وهى سبب لمحبة 
ابل تال للعين: 


1” شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





صحيفة على بن الحسين عليهما السلام 
وكلامه فى الزهد 

١ : الأصل‎ * 

١‏ محمّد بن بحيى. عن أحمد بن محمّد بن عيسى, وعلئٌ بن إبراهيم» عن أبيه جميعاً عن 
الحسن بن محبوب, عن مالك بن عطيّة» عن أبي حمزة قال: ما سمعت بأحد من النّاس كان أزهد 
من علي بن الحسين 8ه إلا ما بلغني من علي بن أبي طالب لىف» قال أبو حمزة: كان الإمام عل بن 
الحسين 54 إذا تكلم فى ي الّهد ووعظ أبكى من بحضرته؛ قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيهاكلام 
زهد من كلام عليئٌ بن الحسين 852 وكتبت ما فيها ثم أتيت علىٌ ؛ بن الحسين صلوات الله عليه 
فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصحّحه وكان ما فيها: 

بسم الله التّحمن البّحيم 

كفانا لله وإيّاكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش الجبّارين أيها المؤمنون لا يفتنتكم 
الطواغيت وأتباعهم من أهل الرّغبة في هذه الذَّنيا المائلون إليها المفتتنون بهاء المقبلون عليها 
وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غدأء واحذروا ما حذرٌكم الله منها وازهدوا فيما زهّدكم الله 
فيه منها ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من انّخذها دار قرار ومنزل استيطان, الله إِنَّ لكم 
مما فيها عليها [ل]-دليلاً وتنبيهاً من تصريف أيّامها وتغيّر انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلهاء إِنها 
لترفع الخميل وتضع الشريف وتورد أقواماً إلى انار غداً ففي هذا معتبث ومختبد وزاجد لمتنبّه. 
إِنَّ الأمور الوارة عليكم في كلّ يوم وليلة من مظلمات الفتن وحوادث البدع وسئن الجور وبوائق 
الزّمان وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان لتثبط القلوب عن تنبّهها وتذهلها عن موجود الهدى 
ومعرفة أهل الحقٌ إلا قليلاً مّن عصم لله فليس يعرف تصرّف أيّامها وتقلّب حالاتها وعاقبة 
ضرر فتنتها إلا من عصم لله ونهج سبيل الرّشد وسلك طريق القصدء ثم استعان على ذلك بالزّهد 
فكرّر الفكر واتّعظ بالصبر فازدجرء وزهد في عاجل بهجة الدّنيا وتجافى عن لذَّاتها ورغب في 
دائم نعيم الآخرة وسعى لها سعيها وراقب الموت وشنىء الحياة مع القوم الظالمين» نظر إلى ما 
فى الدنيا بعين نيّرة حديدة البصرء وأبصر حوادث الفتن وضلال البدع وجور الملوك الظلمة. 
فلقد لعمري استدبرتم الأمور الماضية في الأيّام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيما 
تستدلُون به على تجئّب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحقٌ فاستعينوا باله 
وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممّن اتّبع فأطيع. 


صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام نل 


فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه وتالله ما صدر 
قومٌ قط عن معصية الله إلا إلى عذابه وما آثر قومٌ قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء 
مصيرهم وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان فمن عرف الله خافه وحثّه الخوف على العمل 
بطاعة الله وإنَّ أرباب العلم وأتباعهم: الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله تعالى: 
9إنّما يخشى الله من عباده العلماء» فلا تلتمسوا شيئاً مما هذه الدّنيا بمعصية الله واشتغلوا في 
هذه الدّنيا بطاعة الله واغتنموا أيَامها واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله فانّ ذلك أتلّ 
للشّعة وأدنى من العذر وأرجا للنحاة. وَكَذها أمر الله وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي 
الأمور كلّهاء ولا تقدّموا الامور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت من زهرة الدّنيا بين يدي الله 
رطاعت وطاعة ولي الامريكم واعلموا أنّكم عبيد الله ونحن معكم يحكم علينا وعليكم سيّدُ 
حاكم غداً وهو موقفكم, ومسائلكم فأعدُوا الجواب قبل الوقوف والمسائلة والعرض على رب 
العالمين» يومئذ لا تكلّم نفس إلا باذنه. واغملوا أن أن لايضد قوسد كانيا ولاكدتصادنا 
ولا يرد عذر مستحنٌ ولا يعذر غير معذور. له الحجّة على خلقه بالؤّسل والأوصياء بعد الدّسل 
فاتّقوا الله عباد الله واستقبلوا في إصلاح أنفسكم وطاعة الله وطاعة من تولونه فيهاء لعل نادماً قد 
ندم فيما فرّط بالأمس في جنب الله وضيّع من حقوق الله. واستغفروا الله وتوبوا إليه فانّه يقبل التوبة 
ويعفو عن السيّئة ويعلم ما تفعلون. وإيّاكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين وسجاورة 
الفاسقين. » احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم, واعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين 
لله واستبدٌ بأمره دون أمر ولي الله كان في نار تلتهب» تأكل أبداناً قد غابت عنها أرواحها وغلبت 
عليها شقوتهاء نهم موتى لا يجدون حرّ النار ولوكانوا أحياء لوجدوا مضض حر النار. واعتبروا 
يا أولى الأبصار واحمدوا الله على ما هداكم واعلموا أنْكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير 
قدرته وسيرى الله عملكم ورسوله ثم إليه تحشرون. فانتفعوا بالعظة وتأدّبوا بآداب الصالحين .)١(‏ 

* الشرح : 

(صحيفة على , بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد) 

الزهد ترك الدّنيا وصرف الإرادة عنها والفرار عن متاعها ومناهيها وقيل: الزهد ثلاثة أحرف 
فالزاء ترك الزينة والهاء ترك الهوى والدال ترك الدّنياء وقيل: ا 
حلال الذّنيا فضلاً عن حرامهاء وقال على , بن الحسين عليهما السلام: إن الزهد فى آية من كتاب الله 
عز وجل: «لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم». 





” / الكافى: م‎ - ١ 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغى الحاسدين وبطش الجبارين ) في النهاية: كفاه الله الأمرإذا 
قام مقامه فيه والفرق بين الثلاثة أن الظالم الخارج عن الدين مكره وخدعته لقصد إخراج الغير منه 
تابع لفساد قوته العقلية» والحاسد بغيه وعداوته في زوال نعمة الغير على الأنحاء الممكنة وإرادتها 
لنفسه تابع لفساد فوته الشهوية, والجبار تسلطه وبطشه تابع لفساد قوته الغضبية والكل خارج عن 
حن العدل داخل في رذيلة الافراط. (أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل 
الرغبة فى هذه الدنيا المائلون إليها المفتتنون بها المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها 
البائد غداً) الطاغوت: الطاغي المتمرد عن أمر الله وكل ما عبد من دون الله ويأتي للواحد والجمع 
والمراد به هنا الراغب المنهمك في الدّنيا وجمع أسبابها كسلطان الجور ومن دونه على تفاوت 
درجاتهم فلا يضلنكم ولا تمدن عينيك إلى ما هم فيه من كثرة النعم والتسلط على الغير فإنها 
حجب حائلة بين العبد والرب لو كانت مباحة فكيف إذا كانت محرمة. والحطام بالضم: «خرد 
وشكسته وريزه جيزى» والهامد: البالى المسود المتغير, واليابس من النبات والهشيم: «كياه ريزنده 
خشك درهم شكسته وضعيف)» والهاشم: الكاسر والبائد الزائل الهالك. وعدا ظرف له أو 
للهامد أيضاً وهوكناية عن وقت الموت أو قبله في أقرب الأوقات أو بعده يوم القيامة أو الجميع 
والمراد بالحطام والهشيم متاع الدّنيا سماه بهما ووصفه بما ذكر تحقيراً له وتنفيراً عنه على سبيل 
الإستعارة ووجه المشابهة أن معناهما وهو النبات اليابس كما أنه لا نفع له بالنسبة إلى ما تبقى 
خضرته ونضرته ويكون ذا ثمرة كذلك متاع الدّنيا بالنسبة إلى الأعمال الصالحة النافعة الباقية في 
الآخرة على أن في الهشيم لوكان بمعنى الهاشم إشارة إلى معنى آخر وهو أنه يكسر عقله في الذّنيا 
وقدره فى الآخرة كما أن فى وصفه بالبائد إشارة إلى انقطاعه وزواله سريعاً فلا ينبغي أن يتوجه 
العاقل إلى الكاسر له والزائل عنه وقد ذكر للطواغيب وأتباعهم أوصاف أربعة مترتبة: 

الأول: الرغبة فى الدّنيا وهى بمنزلة إرادتها بعد تصور منافعها الزائلة 

والثانى: الميل إليها وهى بمنزلة العزم لها. 

والثالث: الإفتتان بها أى إصابة فتنتها وقبول ضلالها حتى يذهب العقل الداعي إلى الخيرات 
الأخروية وبحصل القوة الداعية إلى الدّنيا وجمع زخارفها. 

والرابع: الإقبال عليها وصرف العمر فى تحصيلها وضبطها. 

(وأحذروا ما حذركم الاامنها) تتعبر الموطول معدوت ومين التانيت زاجم إلى الدقيا 
ال و ا 
فيه منها) كما لا يخفى وآيات التحذير والتزهيد أكثر من أن تحصى. 





صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام ا" 


(ولا تركنوا إلى مافى هذه الدّنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان) الركون الميل 
والسكون وفعله من نأب علم ونصر ومنع والمراد أن الدّنيا مذمومة من هذه الجهة وهى الرضا 
بذاتها وانخاذها بوط وذان اقافة كما يتحذها كذلك أكاء الدتاوالاً دون مدو من نعيك أنها 
محل العياذة واشكاة ناد لكعره رم هدي ابي للقر و ظلكهها وان هد اسار اكير وعم لك ول 
«ولنعم دار من لم يرض بها دارا ومحل من لم يوطنها محلاً». 

(والله أن لكم مما فيها عليها لدليلاً وتنبيها من تصريف أيامها وتغير انقلابها ومثلاتها 
وتلاعبها بأهلها) لعل المراد من تصريف أيامها ذهاب قوم ومجيء آخرين, لا فى الذاهبين رجوع 
إلى الدفا ولا فى الآخرين سكون فيها ويتغير انقلابها تغير الأمن والصحة والرخاء والسراء ونحوها 
إلى الخوف والسقم والشدة والضراء وبالعكس. وبمثلاتها صورها وأشكالها وشدائدها وهى جمع 
المثلة بفتح الميم وضم الثاء بمعنى العقوبة والشدائد ويتلاعبها بأهلها عرض زينتها وأسبابها عليهم 
فإذا ركنوا إليها أدبرت عنهم كما أدبرت عن الماضين أو البأس أسبابها الخسيسة بالصور الحسنة 
وتزيينها عند أهلها وهذا العمل شبيه بالملاعبة وفى الصيغة الدالة على وقوع الفعل من الطرفين 
دلالة على وقوعه منها على وجه الكمال وهذا العمل كما يسمى ملاعبة كذلك يسمى خدعة 
وغراراً على سبيل المكنية والتخييلية وفيه ترغيب لتنبيه اللبيب فى الإتعاظ من تصاريفها وتقلبها 
على أهلها وتتيواتها وكام تباتها على وحن واحد كدا :فته عليه الدواراللخاؤية والمنازل الخالة 
فإن المنتبه إذا عرف هذه الأمور اتعظ بها وعبر منها ولا يركن إليها. 

(أنها لترفع الخميل وتضع الشريف وتورد أقواماً إلى النار غداً) بإعطاء لذاتها الموجبة 
للدخول فيها ونسبة أمثال هذه الأفعال إلى الدّنيا بإعتبار أنها سبب متأدي لها والمراد بالخميل من 
خفى ذكره وصوته والساقط الذى لا نباهة له. وهذه الفقرة يحتمل أن يكون بياناً لما قبلها فإن 
تعمرها ف المفية ٠0‏ 

(وفي هذا معتبر ومختبر وزاجر) أي ما ذكر من تصريف أيام الدّنيا إلى آخره إعتبار وإختبار أو 
محل لهماء زاجر عن الميل إليها لمنتبه عاقل. وخصصه بالذكر لكونه المقصود بالخطاب وكل ذلك 
ظاهر لأن الدّنيا ماضية بأهلها على طريقة واحدة وحالها مع القرون الباقية كحالها مع القرون 
الماضية والمنتبه إذا نظر إلى آفات الدّنيا وتغيراتها والعقوبات النازلة فيها على اتخذها دار إقامة 
وشاهد أن كل ذلك أمور باطلة وأظلال زائلة ظهر فى قلبه نور يمنعه عن التقحم فيها والركون إليها. 

(ان الامور الواردة عليكم في كل يوم وليلة من مظلمات الفتن ) الظاهر أن من بيانية للأمور مع 
إحتمال أن يكون إبتدائية لبيان منشأها والإضافة من باب جرد قطيفة» وفي بعض النسخ «ممن 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





ملمات الفتن» والملمة: النازلة من نوازل الدهر والمراد بالفتنة: فتنة الخلفاء وبني أمية وأضرابهم 
وأتباعهم الجارية من صدر الإسلام إلى يومنا هذا وكونها فتنة ومحنة ظاهر لشدتها على الإيمان 
وأهله وكثرة بلوى أهل الدين فيها بالقتل والأذى ونحوهما ويكفى في عظمتها هتكهم حرمة رسول 
الله ييْيهُ وقتلهم الحسين نىْةِ وذريته وأصحابه وشيعته وسب أمير المؤمنين ل ثمانين سنة وما 
أحدثوا من البلاء على شيعتهم إلى غير ذلك من منكراتهم المعروفة الجارية إلى آخر الدهر وإنما 
وصفها بالظلمة لأن الواقع فيها لا يجد إلى الناصر سبيلاً وإلى سبيل الخلاص دليل كالساير في 
الظلمة وحمل الفتنة على الأعم محتمل. ْ 

(وحوادث البدع) البدعة كل ما أحدث في الدين مما لم يكن فى عهد سيد المرسلين وصفها 
بالحدوث للكشف والإيضاح وقد أحدث العادلون عنه أحكاماً غير محصورة خارجة من قانون 
الشرع وفع به الهرج والمرج وأنواع الشرور على أهل الإيمان (وسئن الجور) هو الظلم والضلال 
عن طريق الحق والسنة إذا أطلقت يراد بها ما جاء به النبى يَيْةُ وإذا أضيفت يراد بها معنى تقتضيه 
العا نهف النفين ذ اسه تعن ماررقة العا بو لتسيرة الشقيينة > ععببي الى رزو ا لأميزا لوك لقتو 
والإضلال وغير ذلك من أنواع الظلم والعدوان وأنحاء البغى والطغيان. (وبوائق الزمان) أي غوائله 
وشروره واحدها بايقة وهى الداهية وكل ما يصعب على النفس تحمله (وهيبة السلطان) هاب 
الى يانه ذا الاقودرالبب التهدافة واضاقتها إضيافة المفيي و الى المقنوول: 

(واوسوسة الشيطان )لمن :وجندةه آهل لها ومسنتهدا لنبولها لبرده«عن طررى النيق بالارتة دكن 
رد بعد النبى ييه كثيراً من الصحابة والتابعين والشيعة ولم يبق منهم على دين الحق إلآ أعناق 
الإسلام زأغراق الإيمان. 

(لتثبط القلوب عن تنبهها) أي تشغلها وتعوقها لكمال حيرتها ودهشتها عن فطنتها وبقظتها أو 
عن إدراكها وجه فسادها وكيفية التخلص منها وهذا فى اللفظ خبر وفى المعنى زجر عن تثبط 
القلوب بأمثال هذه الموانع عن الحق ومعرفة أهله بالتفكر في أن هذه الأمور خارجة من القوانين 
العدلية وزمانها قليل منصرم وعقوبة مخالفة الحق وأهله شديدة دائمية. 

(وتذهلها عن موجود الهدى) أي تنسيها عن الهدى الموجود بينهم وهو الإمام المنصوب من 
قبل الله تعالى أو دينه الحق والقرآن الكريم وعرفة أهل الحق وهم الأوصياء وأتباعهم ولعل الذهول 
المفهوم من الإذهال كناية عن الترك والخروج من الحق إلى الباطل (الا قليلاً ممن عصم الله) وهم 
الذين آمنوا بالله وبرسوله وبالأئمة عليهم السلام فى الميئاق وقد مر في كتاب الحجة أن من آمن بهم 


2 : 1 : 1 : ا : 


صحيفة على بن الحسين عليهما السلام ف 


(وعاقبة ضرر فتنتها) ضررها الخروج من الدين وعاقبته الدخول في النار والإضافة بيانية (نهج 
سبيل الرشد) أي سلكه والرشد الهداية والإستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه (وسلك طريق 
القصد) وهو طريق العدل وضد الافراط كالاقتصاد. (بالزهد) في فضول الدّنيا وووانوها وان كانت 
حلالاً (فكرر الفكر فى أحوالها) وانتقل إلى مآلها وتكراره يوجب ملكة الإعتبار وقوة الازدجار. 

[زاتعظ بالشير فازدجر)الإتفاظة قبول الوعظ من الراعظاالأنين والازدجان تم الفس :من 
الميل إلى الدّنيا أي اتعظ من أحوال الماضين أو من أحوال الدّنيا مع أهلها متلبساً بالصبر على 
مكارهها ونوازلها فازدجر من الركون إليها والوقوف عليها وجعل الباء صلة للإتعاظ بعيد. 

(وزهد في عاجل بهجة الدّنيا) بهجة الدّنيا نعيمها وحسنها وزينتها وإضافة العاجل إليها اما 
بيانية أو من إضافة الصفة إلى الموصوف. 

(وتجافى عن لذتها) التجافي من الجفاء وهو البعد عن الشيء (ورغب في دائم نعيم الاخرة) 
الذي لا ينقطع طول الزمان. 

(وسعى لها سعيها) فى ذكر المصدر وإضافته إلى الآخرة مبالغة وترغيب فى السعى والإجتهاد 
لها والاتيان بأسبابها وخافديا على قدر الامكان. 00 

(وراقب الموت) مراقبة الموت وإنتظاره يزعج النفوس إلى الإستعداد لأمور الآخرة وقطع 
طريق الجنة وسلوك سبيلها ومما يعين على مراقبته أن يتصور أيام عمره فراسخ وساعاته أميالاً 
وأنفاسه خطوات فكم من شخص بقيت له فراسخ وآخر بقيت له أميال وآخر بقيت له خطوات 
ولما لم يكن له علم ببقاء شيء من ذلك فليجوز وجود الموت فى الآن الموجود هو فيه وليتعوذ 
بالله من وروده على غير عدة. 

(وشنيء الحياة مع القوم الظالمين) شنأه كمنعه وسمعه شنئاً أبغضه وذلك لعلمه بأن في 
اا ل م ل ا 

(نظر إلى ما في الدّنيا بعين نيرة) ظاهرة وباطتة :هذا كالبامية السبابق ولذااى كك العاطت 
(حديدة النظر) يبلغ نظره إلى أقصى ما فيها من المفاسد والمقابح. 

(وابصر حوادث الفتن) المذكورة وغيرها مما فى الاعصار السابقة والحاضرة (وضلال البدع) 
الحادثة في الدين من ابتدع المضلين. 

(وجور الملوك الظلمة) بالقتل والأسر والنهب وغير ذلك من سيرتهم الخبيثة وسنتهم السيئة. 

(فقد لعمري استدبرتم الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة) أي فقد 
استدبرتم» حذف الفعل لوجود المفسر وقد لتقريب الماضى إلى الحال لاحضار مضمونه عند 


المخاطب وهو أدخل في التحريص على التفكر فيه واللام للإبتداء والخبر محذوف وجوباً لقيام 
جواب القسم مقامه أي لواهب عمري على حذف المضاف أو المراد به صورة القسم تأكيداً 
لمضمون الكلام وترويجه وليس المراد به القسم حقيقة فلا يرد أنه لا يقسم بغير الله والعمر بالضم 
والفتح وفى القسم بالفتح فقط البقاء والزمان المقدرله. والركم بالسكون جمع شيء فوق آخر حتى 
بصير ركاماً مركوماً كركام الرمل وارتكم الشىء وتراكم اجتمع. 

(والإنهماك فيما تستدلون به) عطف على الفتن أو على الأمور إحتمال بعيد واللام عوض عن 
الإضافة أي أنهماكهم ولجاجهم وتماديهم فيما يستدلون به من غيهم وبدعهم وبغيهم وفسادهم 
فى الأرض وما ورد عليهم بسبب ذلك من الإستيصال والنكال والعقوبات الدنيوية فإنكم إذا تأملتم 
فى قوم نوح وعاد وشداد وثمود وفي قوم لوط وفرعون وقارون وهود إلى غير ذلك مما اشتمل 
عليه القرآن الكريم والخبر وذكره أرباب الأثر والسير يمكنكم الإستدلال به (على تجنب الغواة 
وأهل البدع والبغى والفساد في الارض) بغير الحق فإن في ذلك لعبرة لاولي الابصار وازدجار 
لأهل الاعتبار. (فاستعينوا بالله) على التجنب منهم ومن صفاتهم, أو على دفع الشدائد كلها فإن 
الإنقطاع إلى الله وإلى معونته مادة كل مطلوب ووسيلة كل مرغوب والسعيد من استعان به في 
جلب الفوائد ورفع الشدائد (وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة) وهم الخبن 
والأوصياء عليهم السلام. 

(ممن اتبع فاطيع ) كالخلفاء وأضرابهم في الجور والتفريع يدل على أن الإتباع غير الإطاعة وهو 
كذلك لأن الأول اعتقاد أنه حق والثانى اقتفاؤه فى أقواله وأفعاله وسيرته المبتدعة والمراد بالإتباع 
اتباع الأولين وبالاطاعة إطاعة الأخرين كا خا يعد وبعضهم عقب بعض (فالحذر الحذر) أي 
ألزمو الحذر والإحتراز من موافقة الغواة وأهل البدع والبغي والفساد أو من مخالفة الله ومخالفة من 
وجبت طاعته أو من جميع القبايح أو من الجميع والتكرير للتأكيد (من قبل الندامة والحسرة) 
حيث لا تنفعان وهو وقت الموت وما بعده والفرق بينهما أن الندامة على فعل ما لا ينبغي والحسرة 
على ترك ما ينبغي. 

(والقدوم على الله والوقوف بين يديه) للحساب والجزاء والعطف للتفسير ويمكن أن يكون 
القدوم في البرزخ الوقوف في الحشر. 

(وتالله ما صدر قوم عن معصية الله إلاّ إلى عذابه) أي ما رجعوا عن معصية لله تعالى وما فرغوا 
منها إلاً إلى عذابه. فيدل مقارنة العذاب للمعصية من غير مفارقة بينهما ولامهلة فإن جهنم لمحيطة 
بالكافرين. 


صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام فق 


(وما آثر قوم قط الدّنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء مصيرهم) إيثارهم إما بطلب الزائد 
عن قدر الحاجة أو بطلبه من شبهة أو من غير حل أو بمنع الحقوق خوفاً من النقص أو بطلبها 
المفضى إلى التقصير فى العمل للآخرة أو إلى تركه رأساً أو إلى إنكاره وإنكار أهله سيما الإمام 
الفأفن» وسسوع لباقت سنارت وي لاتق | بتر ول )امن الاين 

(وما العلم بالله والعمل إلا الفان مؤتلفان) وفي المصباح: ألفته من باب علم آنسته وأحببته 
واسم الفاعل أليف مثل عليم وآلف مثل عالم وفى القاموس: الألف بالكسر والألف ككتف الأليف 
وعلى هذا يجوز فى الفان مد الالف وكسرها وفتحها مع كسر اللام» وفى وصفهما بالإيتلاف مبالغة 
في وجود الألفة بينهما حتى لا يرضى أحدهما وجوده بدون الآخركما روي عن أبي عبد الله 20ه: 
«العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل ومن عمل علم والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه ولا 
ارتحل عنه)». (فمن عرف الله خافه) لظهور أن من عرف عظمته وكبرياءه وغناه عن الخلق وغضبه 
وقهره وكمال قدرته عليهم وعلى تعذيبهم واهلاكهم من غير أن يسأله سائل أو يمنعه مانع أو يعود 
إليه ضرر وعرف كمال إحتياجهم إليه في الوجود والبقاء فى جميع الحالات حصلت له حالة 
نفسانية موجبة لاضطرابه تحت الهيبة وهذه الحالة تسمى خوفاً ولها مراتب غير محصورة بحسب 
تفاوت مراتب المعرفة. 

(وحثه الخوف على العمل بطاعة الله) لأن الخوف يحرك الخائف إلى ما يوجب القرب 
والإستعداد لفيضه ورفض ما يورث البعد عنه والإستحقاق لفيضه فيعمل بطاعته ويطهر ظاهره 
وباطنه عن الرذايل الموجبة للعقوبة والخذلان وبزينهما بالفضايل الموجبة للأمن والأمان (وأن 
أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله وعملوا له ورغبوا إليه) الموصول خبر ان والمراد بأرباب 
العلم الأئمة عليهم السلام أو علماء الشيعة أيضاً وبأتباعهم الشيعة وأما غيرهم فلم يعرفوا الله ولم 
يعملوا له لأن أصولهم فاسدة وطاعتهم باطلة. 

(وقد قال الله تعالى «إنما يخشى الله من عباده العلماء» ) هم العلماء الربانيون الذين لهم معرفة 
بالله وبدينه على وجه يمنعهم من الركون إلى الدّنيا وشهواتها ويزجرهم عن متابعة النفس 
ومشتهياتها ويبعثهم على عمل الآخرة وهم الموصوفون بالخشية وغيرها من الكمالات؛ ثم 
الخوف والخشية في اللغة بمعنى واحد فتم الإستشهاد بالآية إلا أن بينهما فى عرف العارفين فرقاً 
كما أشار إليه المحقق الطوسي في أوصاف الأشراف وهو أن الخوف ألم النفس من المكروه 
والمنتظر والعقاب المتوقع بسبب إحتمال فعل المنهيات وترك الطاعات» والخشية: حالة نفسانية 
تنشأ من الشعور بعظمة الرب وهيبته وخوف الحجاب عنه بسبب الوقوف على النقصان والتقصير 





1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


في أداء حقوق العبودية ورعاية الأدب فهي خوف خاص وإليه يرشد قوله تعالى: 9 ويخشون ربهم 
ويخافون سوء الحساب#. ل وي يي د 
المعصية مطلقاً ومنها الدَّنيا المانعة من الطاعة أو المفيضة إلى ترك الطهارة كبعض الأسفار للتجا 
(واشتغلوا فى هذه الدّنيا بطاعة الله) فى أوقاتها بشرايطها. 

زواعشسهرا أيامها) إ5 لمكي العذارك بعل القراع مدن الذككيا وقسمين التانيت لين واتطاعة 
(واسعوا لما فيه نجاتكم غدا) من عذاب الله من المفروضات والمندوبات. 

(فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر) أي أقرب منه والتبعة بفتح التاء وكسر الباء على أحد من 
حق الغير سمى بها لأن صاحبه يتبعه ويطلبه ويطلب منه. وفيه تنبيه على أن العبد وإن اجتهد فى 
الطاعة هو عد تل عقا التقصير إلا أن عذره لقلة تبعته قريب من القبول. (وأرجى للتجاة مين 
العقوبة) وفية إشعار بأن الغامل المطيع لا يتيغى له الجزم بنجاته والإعتماد يعمله وإثمااله ربجاء 
النجاة كما دلت عليه الآيات والروايات والله سبحانه لا يخيب رجاءه إن شاء الله. 

(وقدموا أمر الله.. اه) أمر بتقديم أمر الله تعالى وطاعة الإمام المنصوب من قبله على جميع 
الأمور الدنيوية وإن كانت مباحة ولا يتحقق ذلك إلا بمراقبة العبد جميع حركاته وسكناته (ولا 
تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت.. اه) من الأولى بيان للأمور أو ابتدائية لها وكذا 
الثانية يعطفها على الأولى من غير عاطف وتركها شايع ويحتمل أن يكون الثانية بياناً لطاعة 
الطواغيت أو ابتدائية لها والمراد بزهرة الدنيا متاعها سمى بها لحسنه وزينته ونضارته وكثرة خيره 
عند أهله وقداتين نه عن قدي :طاعة الطواغيك "من الجن ,والإنسن وتقديم زهرات الدّنيا ومنتاعها 
على أمر الله وطاعته وطاعة أولى الأمركما هو شأن أكثر الناس ذلك يوجب الدخول في النار 
رفي التعار كا تطو نه الكنات والروائات: 

(واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم) أي بين أظهركم إن أريد به المعية في الوجود أو عالمون 
بأحوالكم وأعمالكم وقد مر في الأصول أنهم عليهم السلام يعلمونها وفيه على الأول إشارة إلى أنه 
ينبغي تصحيح جميع الأعمال والأخلاق. 

(يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غداً) أي يحكم علينا من جهة الهداية والإرشاد وعليكم من 
جهة الطاعة والإنقياد سيد متول لأمور الخلائق» حاكم عليهم غداً صبح يوم القيامة لا يرد أحد 
حكمه. (وهو موقفكم ومسائلكم) عن دينكم وإمامكم وعقائدكم وأعمالكم ومكسب أموالكم 
ومصرفها لا يترك صغيرة ولاكبيرة إل وهو يسألها. 

(فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمسائلة والعرض على رب العالمين) أي فأعدوا الجواب 


صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام لفق 


النافع لكم وحاسبوا أنفسكم قبل الوقوف بين يدي الله عز وجل وقبل المسائلة والعرض عليه ولعل 
الغرض من الأمر بإعداد الجواب هو الحث على الإتيان بما فيه رضاه وفى ذكر الرب ترغيب فيه 
لأن من أخرجكم من العدم إلى الوجود ورباكم من حد النقص إلى الكمال استحق منكم الإتيان 
بمراضيه والاإجتناب من منأهيه. 

(يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه) هذه الكلمة الشريفة محركة إلى الخيرات كلها فإن كل أحد 
يتشبث يوم القيامة بأمر ينجيه من العذاب مثل الشفاعة والطاعة والإحسان إلى الخلق وغيرها مما 
فيه رضاه تعالى وكلفه به فإنه كان صادقاً يون له ويصدق وإلآ فكما أشارإليه بقوله (واعلموا أن الله 
لا يصدق يومئذ كاذباً) فإن الكذب غير مصدق خصوصاً فى ذلك اليوم الذي لا رواج للكذب فيه 
وهو يوم بروز الكامنات وظهور الفاضحات ولا يكذب صادقاً فيما توسل به كيف وهو يوم ينفع 
الصادقين صدقهم ولا يرد عذر مستحق لقبوله كمن ترك الصلاة قائماً وصلاها جالساً أو مومياً أو مع 
النجاسة لعدم القدرة أو تبرّأ من الإمام ظاهراً أو لم يظهر الإيمان للتقية وأمثال ذلك مما له عذر. 

(ولا يعذر غير معذور) عذرته فيما صنع عذراً من باب ضرب رفعت منه اللوم فهو معذور أي 
غير ملوم والإسم العذر أي يلوم ويعاقب من ليس له عذر في ترك ما أمربه من طاعته وطاعة رسوله 
وطاعة ولى الأمربعدها إذ ليس له حجة وعذر على الله بعد البيان وإنما الحجة لله عليه كما أشارإليه 
بقوله: (له الحجة على خلقه بالرسل والأوصياء بعد الرسل) فمن أعرض عنهم ورجع إلى 
الطاغوت واتبع هواه في زهرات الدّنيا وأصول الدين وفروعه محجوج معاقب يوم التناد وملوم 
معاقب على رؤوس الأشهاد ولما كانت التقوى أعظم ما ينتفع به العبد في الدّنيا والآخرة حث 
عليها بقوله: (فاتقوا الله عباد الله بلزوم خوفه) فى مراعات حقوقه وحقوق خلقه. والتقوى: ملكة 
واقية للعبد عما يورث الندامة يوم القيامة وموصلة له إلى أرفع المقام وأشرف الكرامة كما قال 
تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم». 

(واستقبلوا في إصلاح أنفسكم) فيما بينكم وبين الخالق والمخلوق وحقيقته تهذيب النفس 
عن الرذائل وتزيينها بالفضائل» وتعدية الإستقبال في بإعتبار تضمينه بمعنى السعي أو الشروع أو 
هي بمعنى على كما في قوله تعالى: «ولأصلبنكم في جذوع النخل» )١(‏ . 

(وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها) أول الطاعة معرفتهم والتصديق بما يليق بهم ثم الإنقياد 
والتسليم لهم في الأوامر والنواهي ثم الإستعانة بهم والتوصل إليهم في جميع الأمور. 

(لعل نادماً قد ندم فيما فرط بالأمس فى جنب الله وضيع من حقوق الله) الجنب يطلق على 








-١‏ سورة طه : الا 


ع" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الأمر وعلى معظم الشيء والولاية معظم أمر الله وحقوقه. ولعل كلمة رجاء وطمع وشك وإنما 
رجا ىه وجود نادم من التفريط والتضييع فيما مضى من الحقوق اللازمة لقلة وجوده؛ وقيل: معناه 
أنه يمكن أن يندم نادم يوم القيامة على ما فرط وضيع في الدّنيا وإمكان ذلك كاف في الحذر فكيف 
مع تحققه. (واستغفروا الله وتوبوا إليه) الإستغفار: طلب الغفر وهو الستر من الذنوب خوفاً من 
مخالفة رب العالمين وإكشاف القبايح عند المقربين وهو سبب للعوض في الدّنيا بإنزال البركات 
وفي الآخرة برفع الدرجات كما قال الله تعالى حكاية: #فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يُرسل 
السماء عليكم مدرارا» والتوبة: الندم على الذنب وتركه لقبحه والعزم على عدم العود إليه مع 
تدارك ما أمكن تداركه من الأعمال الفائتة ورد المظالم إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه (فإنه 
يقبل التوبة ويعفوا عن السيئة) كما دلت عليه الآيات والروايات وإجماع أهل الإسلام ولعل المراد 
بقبولها إسقاط العقاب المرتب على الذنب الذي تاب منه تفضلاً ورحمة بعباده كما ذهب إليه 
الأشاعرة والشيخ الطوسي فى الإقتصاد والعلامة فى بعض كتبه الكلامية وعلى هذا قوله: ( ويعفو 
عن السيئة»# التى تاب منها وقال المعتزلة: إن قبول التوبة واجب على الله تعالى حتى لو عاقب 
سد هاكان ظللماً وتواقفالمنتقق فى التنكريد وال الشنيخ "فى الأريعين إلى الأول حيف قال ومختار 
الشيخين هو الظاهر ودليل الوجوب مدخول (ويعلم ما تفعلون) فيه وعد بالثواب بفعل الطاعات 
ووعيد بالعقاب بفعل المنهيات وترغيب فى تركها لأن المرايد لها إذا علم أن عليه رقيباً يتركها 
0 : 

(وإياكم وصحبة العاصين ) إلأمع إرادة نصحهم مع توقع التأثير وذلك للفرار من اللعن والعذاب 
النازل عليهم ولئلا يميل الطبع إلى طبعهم. 

(ومعونة الظالمين) فى ظلمهم أو فيما يعود إليه أو يوجبه والأحوط ترك معونتهم مطلقاً لعموم 
الآية والرواية (ومجاورة الفاسقين ) بالسكنى فى دارهم أو فى جوارهم أو في بلادهم كما يظهر من 
بعض الروايات (احذروا فتنتهم) الفتنة الإضلال والفضيحة والمحنة والعذاب والإثم وهذا ناظر 
إلى الأولين أو إلى الأخير أيضاً. 

(وتباعدوا من ساحتهم ) أي ناحيتهم وفناء ديارهم وهو ناظر إلى الأخير. 

(واعلموا أنه من خالف أولياء الله) برد أقوالهم أو أفعالهم أو عقايدهم أو أوامرهم ونواهيهم 
وآدابهم أو بالشك فيها والأولياء هم السالكون طريق الحق بالمحبة الصادقة والرغبة التامة وهم 
الأئمة عليهم السلام. (ودان بغير دين الله) أي من أخذ ديناً مغايراً لدين الله أو عبد الله وأطاعه بغير 
دينه الذي جاء به الرسول ييه (واستبد بأمره دون أمر ولي الله) انفرد بأمره وعمل برأيه متجاوراً 


صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام ا" 
عن أمر ولى الله غير متمسك به. 

(كان فى نار تلتهب) قال الفاضل الأمين الاسترابادي: كان بالتشديد ليكون من الحروف 
المشيهة 0 والمراد أن حاله هكذا ي الدّنيا في نظر أولياء الله أقول الجزاء حينئذ غير مرتبط 
بالشرط وتقدير العائد خلاف الظاهر والظاهر أن كان ناقصة وأنه شبه أعماله القبيحة وأخلاقه 
الذميمة وعمقايده الفاسدة بالنار في الاهلاك واستعار لفظ النار لها ورشح بذكر الالتهاب أو 
نار محاناً مرسلاً بإعتبار أنها تصير ناراً فى القيامة. قال م ا 9 
مع تصويبه أن الحيات والعقارب والميزان في القيامة بعينها تلك الأعمال والأخلاق والعقائد 
الباطلة وإن اسم الفاعل فى قوله تعالى: #إيستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين» 
للحال وعلى حقيقته لا للإستقبال كما قيل وأن قبايحهم الخلقية والعملية والإعتقادية محيطة بهم 
في هذه النشأة وهى بعينها جهنم التى ستظهر عليهم فى النشأة الأخروية بصورة النار وعقاربها 
وحياتهاء ويحتمل أن يراد بالنار البعد والحرمان والسخط والخذلان على سبيل الاستعارة أو المجاز 
المرسل من باب تسمية السبب بإسم المسبب. (تأكل أبداناً) أي تحرقها أو تحكها أو تفسدها 
بتشبيه النار بالأكل في الفناء والإفساد وإثبات الأكل لها مكنية وتخييلية. 

(قد غابت عنها ارواحها) من باب نسبة الجمع إلى الجمع بالتوزيع والمراد بغيوبها فسادها 
بالمهلكات (وغلبت عليها شقوتها) الشقوة بالكسر ضد السعادة والشقوة الغالبة هي المخرجة عن 
الإيمان. ( فهم موتى لا يجدون حر النار) كما لم يجده الميت لفقد شرطه وهو الروح والشعور 
وبالجملة كما أنه لابد فى إدراك المعقولات من شعور خاص كذلك لابد فى إدراك المحسوسات 
أيضاً من شعور خاص ول يوجد فيهم لأنهم بمنزلة الموتى مع أن الحكينة فلن لعدم وجدانه 
(ولو كانوا احياء) كما يكون يوم القيامة (لوجدوا مضض حر النار) كما يجدون فيه والمضض 
محركة الألم والوجع (فاعتبروايا أولى الأبصار) خطاب للشيعة وإنما أمرهم بالإعتبار من أحوالهم 
للفرار من مآلهم. (واحمدوا الله على ما هداكم ) دل على أن الهداية موهبة من الله تعالى يلقيها في 
القلب ويوفق من قبلها. (واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته) لأن قدرته دائمة 
أبدية فلا مفر لكم إلى غيره ففروا إلى الله أو المراد منه سلب القدرة والقوة عن النفس والتمسك 
بقدرة الله وقوته في جميع الأمور (وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشر ون ) فيه وعد ووعيد وترغيب 

في العمل الصالح وتنفير عن القبايح روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي والحددن الرضا عدوم 
السلام «إن أعمال العباد تعرض على رسول اله ينيد والأئمة عليهم السلا 0 قوله تعالى: 
«اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» قالوا: المؤمنون على بن أبى طالب والأئمة 


افف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 


عليهم السلام وفي رواية أخرى «فلا تسوؤًا رسول الله ييه وسروه». (فانتفعوا بالعظة) هى بالكسر 
المنع من الدخول فيما منعه الله تعالى وحرمه. (وتأدبوا بآداب الصالحين) أدبه فتأدب أي علمه 
فتعلم أو الأدب كل ما فيه صلاح النفس سمي أدباً لأنه تعالى دعاهم إليه. 

* الاصل : 

٠‏ أحمد بن محمّد بن أحمد الكوفئ وهو العاصمئ. عن عبدالواحد بن الصرّاف. عن محمّد 
ابن إسماعيل الهمداني» عن أبي الحسن موسى نِىِة قال امير التزد ين ا برضي اه 
ولول أوصيكم بتقوى الله فانها غبطة الطالب الرّاجي وثقة الهارب اللأجي واستة ستشعروا التقوى 
شعاراً باطنأ واذكروا الله ذكراً خالصاً تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طريق النجاة» انظروا في 
انا نظر الزّاهد المفارق لها فانّها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المترف الآمن ولا يرجى منها ما 
تولى فأدبر ولا يدري ما هو آت منها فينتظر. وصل البلاء منها الرّخاء والبقاء منها إلى فناء. 
فسرورها مشوبٌ بالحزن. والبقاء فيها إلى الضعف والوهنء فهى كروضة اعتمّ مرعاها وأعجبت 
من يراهاء عذب شربهاء وطيب تربهاء تمج عروقها الثرى؛ وتنطف فروعها الندى؛ حتّى إذا بلغ 
الشعب إبّانه واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرّق ما انُسق فأصبحت كما قال الله: 
« هشيماً تذروه الرّياح وكان الله على كلّ شيء مقتدرً» انظروا في الدّنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة 
ما ينفعكم )١(‏ 

* الشرح : (قال: كان أمير المؤمنين لي يوصي أصحابه ويقول: أوصيكم بتقوى الله) بالتجنب 
عن المعاصي والتنزه عما يشغل القلب عنه تعالى وهى أكمل ما ينفع في الدّنيا والآخرة ولذلك بعد 
الوصية بها ذكر لها غايتين للترغيب فيها الأول أنها لعظم ثوابها فى الآخرة يتمنى الناظر إليها منزلة 
صاحبهاء الثانية أنها واقية تقى صاحبها عن المكاره والعقوبات الدقيوية والأخروية وإلى الأولى 
أشار بقوله: (فإنها غبطة الطالب الراجى) الغبطة بالكسر: النعمة والمسرة وحسن الحال من غبطته 
كفي كن هيه 3 التيياة: أ ناركن للشدهةا داكن لقديق شير أن يوون فيته :ذا يك اغا بطل رفاك 
مغبوط ولعل المقصود أن التقوى غبطة لطالب لقاء الله الراجى له ونعمة عظيمة توجب علو منزلته 
ورفع درجته إلى حد يتمنى الناظرإليه منزلته وإنما جعلنا الطالب مغبوطاً لا غابطاً لأن إضافة الغبطة 
إليه بتقدير اللام المفيدة للإختصاص تقتضى ذلك وأغباز إل الثانية بقوله: (وثقة الهارب اللاجي ) 
الثقة مصدر بمعنى: الأحكام والإعتماد وخر بنش المح والمية والظاهر أن المراد 
هنا هو الثاني بعنى أن التقوى ثقة للهارب من المكاره والعقوبات في الدّنيا والأخرة واللاجي إلى 





.١6 / الكافى: م‎ - ١ 


صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام يفف 


الله منها وإلى هاتين الغايتين أشار أمير المؤمنين نه في بعض خطبه بقوله: وفإن التقوى فى اليوم 
الحرز والجنة وفى غد الطريق إلى الجنة» أراد باليوم مدة الحياة وبالغد القيامة يعني أن التقوى في 
حال الحياة 00 المكاره وفى الآخرة حرز من العقوبات والشدائد كما ينطق به قوله تعالى: 
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب» حيث دل على أن التقوى مناط 
للخروج من المضائق والمفاسد والوصول إلى المنافع والفوائد ثم أمر بالتزامها بقوله: (واستشعروا 
التقوى شعاراً باطناً) الشعار بالكسر وقد يفتح الثوب الذي يلي الجسد لأنه يلى شعره واستشعره 
لبسه وشعاراً إما حال عن التقوى أو مفعول بتضمين معنى الجعل والإتخاذ وإطلاقه على التقوى 
على وجه استعارته من الثوب لها والوجه ملازمة الجسد والإحاطة به مع الإشعار بلزوم خفائها 
وخلوصها عن الرياء والسمعة كخفاء الشعار بالدثار وفى وصفه بالباطن لقصد الاإيضاح إيماء إليه ثم 
أمر بعد الحث على التقوى بما هو عبادة وأصل لجميع العبادات بل هو روح لها بقوله: 

(واذكر الله) بالقلب واللسان وعند الطاعة والمعصية (ذكرأ خالصا) من الرياء والسمعة فإنكم 
إن ذكرتموه (تحيوا به أفضل الحياة) في الجنة مع الأبرار أو أراد به حياة القلب بروح الأذكار 
(تسلكوا به طريق النجاة) من العقوبات وح ظ ريو لجيه نا الدحرمة كربا ماده ويب لكاره 
طريقتها سبب أيضاً لكمال غيره من العبادات الباعثة للنجاة (انظروا فى الدّنيا نظر الزاهد المفارق 
لنا) أمورجزكك الذ نيا والحتة زه ]ذا مدا الشوو تعن و لله بد كر مفاريها الغلك واسينها زقوالة 

(فإنها تزيل الثاوي الساكن ) أي تزيل المقيم الساكن المطمئن إليها عما ركن إليه منها (وتفجع 
المترف الأمن ) الفجع: الإيجاع والإيلام فجعه كمنعه أوجعه كفجعه والترفة بالضم: النعمة والطعام 
الطيب والشيء الطريف أترفته النعمة أطعمته والمترف كمكرم المتروك يصنع ما يشاء والمتنعم لا 
يمنع من تنعمه الحياء. أي الدّنيا تفجع المتنعم بها الذي خدعته بأناتها سلس :ها ركن إلية وام 
عليه زوال ماله وتغير حاله أو المراد بالأمن الأمن من الموت وما بعده فإن المترف الغافل حال 
إنهماكه في لذات الدّنيا لا يعرض له خوف الموت بل يكون في تلك الحال آمناً منه (ولا يرجى منا 
ما تولى فأدبر) أي أعرض وولى الدبر من شباب وصحة ومال وعمر ونحوها. 

(ولا يدري ما هو آت منها فينتظر) إذ لا علم بالمستقبل منها من خير فينتظر وروده ولاامن شر 
فيحترز منه (وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى فناء) وصل الشىء بالشىء وصلاً وصلة 
بلغة وانتهى إليه وفيه تحريك للغافل بأن لا يرضى بالرخاء المتصل بالفناء. 00 

(فسرورها مشوب بالحزن) أي مختلط مشبك به وفي بعض النسخ مشرب والإشراب: خلط 
لون بلون آخركان أحد اللونين سقي اللون الآخر والتشريب مثله مع المبالغة والتكثير» والمراد به 


١١ شرح أصول الكافي للمازندراني:ج‎ ١ 





هنا مطلق الخلط وهذا ناظر إلى وصل البلاء بالرخاء. 

(والبقاء فيها إلى الضعف والوهن) كماقال عز وجل: «ثم جعل من بعدٍ قوةٍ ضعفاً وشيبة» 
ولعل العطف للتفسير ويمكن أن يُراد بالضعف ضعف القوى والحواس وبالوهن وهن العظم وسائر 
الأعضاء وهذا ناظر إلى وصل البقاء بالفناء. (فهى كروضة اعتم مرعاها) اعتم النبت بشد الميم: 
اكتهل أى .اتج طوله وظهر نوره (وأعجت من يراها) بحسن منظرها وكمال زينتها. 

(عذب شربها) استعار الشرب بالكسر وهو الماء للذات الدّنيا ورشحها بذكر العذب فى ميل 
الطبع إليها (طيب تربها) لما فيه من أنواع الأشجار والأزهار والأثمار وغيرها مما يعجب النفس 
ويبعث الميل إليها. (تمج عروقها الثرى وتنطف فروعها الندى) الثرى بفتح الثاء والراء: الندى 
التراب الندى أو الذي إذا بل لم يصر طيناً لازباً ولعل المراد هو الأول والمج الرمي يُقال: مج الرجل 
الماء من فمه من باب نصرإذا رماه. ونطف الماء من باب نصر وضرب إذا قطر قليلاً قليلاً أوإذا سال 
والمقصود بيان كثرة مائها بحيث ترميه عروقها وفروعها وإنما قلنا: لعل لأنه لو أريد الثاني لكان له 
أيضاً وجه وهو أي عروقها ترمي التراب عن جنبيها وتنقب فيه لقوتها. 

(حتى إذا بلغ العشب أبانه) العشب بالضم: الكلاء ما دام رطباً وأبان الشيء وقت ظهوره وكماله 
والنون أصلية فيكون فعالاً بكسر الفاء وقيل: هي زايدة وهو فعلان من أب الشيء إذا تهيأ للذهاب. 

(واستوى بنانه) وتم قوته (هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق) حت الورق بتشديد 
التاء فركها وقشرها فانحتت وتحاتت أي سقطت والورق محركة من الشجر معروفة والواحدة بهاء 
وتطلق على جمال الدّنيا وبهجتها أيضاًء وتفرق من التفريق وعطف على تحت والمراد به تفريق 
انتظامها وإزالة إجتماعها حتى كان لم تكن كما أشار إليه بقوله: (كما قال الله تعالى 8 هشيماً» ) أى 
مهشوماً مكسوراً تذروه الرياح» أي اطارته من مكانه إلى أمكنة متفرقة « وكان الله على كل شيع 

مقتدراً» في غاية الإقتدار على إيجاده وإفنائه بلا مانع ويد يدفعه (انظروا في الدّنيا في 
كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم) ختم الكلام بعد ذم الذَّنيا والركون إليها بالنهي عن د 
ما يعجبكم منها وعلله بقلة ما ينفعكم منها وقوله: «فى كثرة» بدل لقوله: «في الدّنيا» أو «في» بمعنى 
على أو مع والله ولى التوفيق. 





لأمدو الهو هنين كف 


خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين 19 

4 الأصل : 

محمد بن علىٌ بن معمر. عن محمّد بن علىٌ بن عكاية التميمئّ»؛ عن الحسين بن النضر 
الفهريّ.؛ عن أبن عمرو الأوزاعئ. عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: دخلت عن أبس 
جعفر ليذ فقلت: يابن رسول الله قد أرمضنى اختلاف الشيعة فى مذاهبها فقال: يا جابر ألا اوقفك 
على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أيّ جهة تفرّقوا؟ قلت: بلئ يابن رسول الله. 

قال: فلا تختلف إذا اختلفوا يا جابر إِنَّ الجاحد لصاحب الرَّمان كالجاحد لرسول الله يليه فى 
أيّامهء يا جابر اسمع وع؛ قلت: إذا ششعتء قال: اسمع ودع وبلّغْ حيث انتهت بك راحلتك إِنَّ أمير 
المؤمنين ' خطب النّاس بالمدينة بعد سبعة أيَام من وفاة رسول الله يليهُ وذلك حين فرغ من 
جمع القرآن وتأليفه فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده وحجب العقول أن 
تتخيّل ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الذي لا يتفاوت فى ذاته ولا يتبعّض بتجزئة العدد 
فى كماله. فارق الأشياء لا علئ اختلاف الأماكن ويكون فيها لا على وجه الممازجة؛ وعلمها 
لابأداة. لا يكون العلم إلا بها وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالماً بمعلومه. إن قيل: كان 
فعلئ تأويل أزليّة الوجود وإن قيل: لم يزل» فعلئ تأويل نفى العدم؛ فسبحانه وتعالئ عن قول من 
عبد سواه واتّخذ إلها غيره علوٌأ كبيراً. 

نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه وأوجب قبوله على نفسه وأشهد أن لا إله إلا الله حده لا 
شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله؛ شهادتان ترفمان القول وتضاعفان العمل: خف ميزاقٌ 
ترفعان منه وثقل ميزانٌ توضعان فيه وبهما الفوز بالجنّة والنجاة من النار والجواز على الصّراط 
بالشهادة تدخلون الجنة بالصّلاة تنالون الرّحمة, أكثروا من الصّلاة على نبيّكم «اإِنَّ الله وملائكته 

يصلون على الثبي يا أيَها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً» صل الله عليه وآله وسلّم 


ها النّاس إِنّْه ل شرف أعلى من الإسلام ولاكرم أعرٌ من التقوئ ولا معقل أحرز من الورع ولا 
شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية ولا وقاية أمنع من السّلامة ولا مال أذهب بالفاقة 
من الرضى بالقناعة ولاكنز أغنى من القنوع ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الرّاحة وتبوّأ 
خفض الدّعة؛ والرغبة مفتاح التعب والاحتكار مطيّة النصب والحسد آفة الدّين والحرص داع إلى 
التفخم في الذنوب وهو داع إلئ الحرمان والبغى سائقٌ إلى الحَين والشره جامع لمساوي العيوب 


أرق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


رب طمع خائب وأمل كاذب ورجاء يؤْدّي إلى الحرمان وتجارة تؤول إلى الخسران؛ ألاومن تورّط 
في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرّض لمفضحات النوائب وبئست القلادة قلادة الذَّنبِ 
للمؤمن. 

يها النّاس إِنّه لاكنز أنفع من العلم. ولا عر أرفع من الحلم ولا حسب أبلغ من الأدب ولاانسب 
أوضع من الغضب. ولا جمال أزين من العقلء ولا سوأة أسوأ من الكذب. ولا حافظ أحفظ من 
الضمت :زولا اكت اقرت هن الموة: 

أيَها الّاس [إنه] من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره. ومن رضي برزق الله لم يأسف 
على ما فى يد غيره» ومن سل سيف البغى قتل به. ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيهاء ومن هتك 
حجاب غيره انكشف عورات بيته» ومن نسي زلله استعظم زلل غيره» ومن أعجب برأيه ضلٌ ومن 
استغنى بعقله زلٌ» ومن تكبّر على النّاس ذل ومن سفه على الناس شتمء ومن خالط الأنذال حقر 
ومن حمل ما لا يطيق عجز. 

يها الناس إِنّه لا مال [هو] أعود من العقل, ولافقر [هو] أشدٌ من الجهل ولا واعظ [هو] أبلغ من 
النصح. ولا عقل كالتدبّر, ولا عبادة كالتفكّر, ولا مظاهرة أوثق من المشاورة» ولا وحشة أشدّ من 
العجب, ولا ورع كالكفٌ عن المحارم؛ ولا حلم كالصبر والصمت. 

أيها الثاس فى الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد يخبر عن الضمير, حاكم يفصل بين 
الخطاب» وناطق يرد به الجواب» وشافع يدرك به الحاجة» وواصف يعرف به الأشياء؛ وأمير يأمر 
بالحسن, وواعظ ينهى عن القبيح, ومعرٌ تسكّن به الأحزان» وحاضر تجلئ به الضغائن» ومونق تلتذٌ 
به الاسماع. 

أيها اناس إن لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل وأعلموا أيّها النّاس 
لَه من لم يملك لسانه يندم؛ ومن لا يعلم بجهلء ومن لا يتحلّم لا يحلم, ومن لا يرتدع لا يعقل؛ 
ون عذال جوزتو يون ارت تومن لاير يريع زد حصب اي عرر تله يز 
للدم لم ا اليم 
العرّ بغير حىّ يذل ومن يغلب بالجور يُغلبء ومن عاند الحنٌّ لزمه الوهن. ومن تفقه ور ومن تكبر 
حمّر» ومن لا يُحسن لا يُحمد. 

أيّها النّاس إِنَّ المنيّة قبل الدَّنيّة» والتجلّد قبل التبلد. والحساب قبل العقاب, والقبر خيرٌ من 
الفقر. وغضٌ البصر خيدٌ من كثير من النظر, والدّهر يومان: يوم لك ويومٌ عليك فإذاكان لك فلا تبطر 
وإذاكان عليك فاصبر فبكليهما تمتحن ‏ وفى نسخة : وكلاهما سيختبر -. 

اننا النان اعحي ما فن الاتينات له وله هوا بن الحكة وأهداة دن خلانها نان شك له 





لأمير لفق تن خرف 
التّجاء أذلّه الطمع؛ وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص. وإن ملكه اليأس قتله الأسف. وإن عرض له 
الغضب اشتدٌّ به الغيظ. وإن أسعد بالرضى نسي التحمّظ. وإن ناله الخوف شغله الحذر وإن اتّسع له 
الأمن استلبته الغرّة ‏ وفى نسخة: أخذته الغرّة» وإن جدّدت له نعمة أخذته العزَّة وإن أفاد مالاً 
أطغاه الغنى. وإن عضّته فاقة شغله البلاء ‏ وفى نسخة: جهده البكاء ‏ وإن أصابته مصيبة فضحه 
الجزع, وإن أجهده الجوع قعد به الضعف. وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكلٌّ تقصير به مضرٌ 
وك دراط لهسفتسك: 

ها النّاس إِنه من قلّ ذلّ» ومن جاد ساد ومن كثر ماله رأس» ومن كثر حلمه نبل» ومن أفكر في 
ذلك الك تراد وروم أ كتزرسن شت شن يا وم كدر سرجه امعقتك بن وف كار مسدكه هيت 
هيبته. فسد حسب من ليس له أدب إِنَّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال؛ ليس من جالس 
الجاهل بذي معقول من جالس الجاهل فليستعدٌ لقيل وقال» لن ينجو من الموت غنيئٌ بماله ولا 
فقيرٌ لإقلاله. أيّها النّاس لو أن الموت يشترى لاشتراه من أهل الدّنيا الكريم الأبلج واللئيم الملهوج. 

أيّها النّاس إِنَّ للقلوب شواهد تجري الأنفس عن مدرجة أهل التفريط وفطنة الفهم للمواعظ ما 
يدعو النفس إلى الحذر من الخطرء وللقلوب خواطر للهوى, والعقول تزجر وتنهىء وفى التجارب 
علم مستأنف. والإعتبار يقود إلى التّشادء وكفاك أدباً لنفسك ما تكرهه لغيرك» وعليك لأخيك 
المؤمن مثل الذي لك عليه. لقد خاطر من استغنى برأيه» والتدبّر قبل العمل فإنّه يؤمنك من الندم. 
ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ومن أمسك عن الفضول عدّلت رأيه العقول» ومن 
حصن شهوته فقد صان قدره؛ ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته» وفى تقلّب الأحوال عُلم 
جواهر الرّجالء والأيّام توضح لك السرائر الكامنة» وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض 
في الظلمة» ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة» وأشرف الغنى ترك المنى» والصبر 
جئة من الفاقة» والحرص علامة الفقر. والبخل جلباب المسكنة, والمودَّة قرابة مستفادة» ووصول 
معدم خير من جاف مكثر, والموعظة كهف لمن وعاهاء ومن أطلق طرفه كثر أسفه. وقد أوجب 
الذّهر شكره ه على من نال سؤله وقلّ ما ينصفك اللسان في نشر قبيح أو إحسانء ومن ضاق خلقه 
مله أهله» ومن نال استطال؛ وقلّ ما تصدقك الأمنيّة» والتواضع يكسوك المهابة؛ وفي سعة الأخلاق 
كنوز الأرزاق» كم من عاكف على ذنبه في آخر أَيّامم عمره. 

ومن كساه الحياء ثوبه خفي على الناس عيبه. وانحٌ القصد من القول فإِنَّ من تحرّى القصد خمّت 
ار ل جد الود ألا ون من كلّ 
جرعة شرقاً وإنّ في كلّ أكلة غصصاًء لا تنال نعمة إلا بزوال أخرى. ولكلّ ذي رمق قوت ولكلّ حبّة 
آكل وأنت قوت الموت 


شف شرح أَعَعَول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 

اعلموا أيّها النّاس إِنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنهاء واللّيل والنهار يتنازعان. 
وفي نسخة: أخرئ يتسارعان في هدم الأعمار. 

ا ها اناس كفر النعمة لوم وصحبة الجاهل شؤْم, إن من الكرم لين الكلام» ومن العبادة إظهار 
لكان وإنشاء اندض ]ناكنوالحدوة تالياعن علق اللعسو: لبي كز طاليه يست ولاك عاك 
يؤوبء لا ترغب فيمن زهد فيكء رب بعيد هو أقرب من قريب؛ سل عن الرّفيق قبل الطريق وعن 
الجار قبل الدّار ألا ومن أسرع في المسير أدركه المقيل؛ استر عورة أخيك لما يعلمها فيك؛ اغتفر 
زلّة صديقك ليوم يركبك عدوٌّك. من غضب على من لا يقدر على ضرّه طال حزنه وعذّب نفسه. 
من خاف ربّه كف ظلمه وفي نسخة : من خاف ربّه كفي عذابه -ومن لم يزغ فى كلامه أظهر فخره 
ومن لم يعرف الخير من الشرٌ فهو بمنزلة البهيمة: إِنَّ من الفساد إضاعة الزَّادء ما أصغر المصيبة مع 
عظم الفاقة غداًء هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب» فما أقرب الراحة 

من التعب والبؤس من التعيم وما شرٌ بش بعده الجنّة وما خير بخير بعده الثار وكلٌ نعيم دون الجئّة 
سقو ركل بلاء دون الثار عافية» وعند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر تصفية العمل 0 
العملء وتخليص النيّة من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد هيهات لولا التقى لكنت 
أدهى العرب. 

أتها الّاس: إِنَّ الله تعالئ وعد نبيّه محمّداً يَيهُ الوسيلة ووعده الحنٌّ ولن يخلف الله وعده ألا 
إن الوسيلة على درج الجنّة وذروة ذوائب الزلفة ونهاية غاية الأمنيّة لها ألف مرقاة ما بين المرقاة 
إلى المرقاة حُضر الفرس الجواد مائة عام وهو ما بين مرقاة درّة إلى مرقاة جوهرة, إلئ مرقاة زبرجد 
إلى مرقاة لؤْلؤة إلى مرقاة ياقوتة» إلى مرقاة زمرّدة إلى مرقاة مرجانة» إلى مرقاة كافور, إلى مرقاة 
عنبر إلى مرقاة بلنجوجء إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة غمام, إلى مرقاة هواءء إلئ مرقاة نور قد أنافت 
على كل الجنان ورسول الله يله يومئذ قاعدٌ عليهاء مرتد بريطتين ريطة من رحمة الله وريطة من نور 
الله عليه تاج النبوّة وإكليل الرسالة قد أشرق بنوره الموقف وأنا يومئذ على الدرّجة الرفيعة وهي 
دون درجته ا ريطتان ريطة من أرجوان النور وريطة من كافور, والوُّسل والأنبياء قد وقفوا على 
المراقى, وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيمانناء وقد تجلّلهم حلل النّور والكرامة؛ لا يرانا ملك 
مقرّب ولانبئٌ مرسل إلا بهت بأنوارناء وعحجب من ضيائنا وجلائتتاء وعن يمين الوسيلة عن يعين 
الرسول ييه غمامة بسطة البصر يأتى منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحبٌ الوصئّ وآمن 
بالنبيّ المي العربي ومن كفر فالنار موعده. وعن يسار الوسيلة عن بسار الرسول َل ظلة منها 
النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحبٌ الوصئ وآمن ن بالنبي الأمي. والذي له الملك الأعلئ لا فاز 
أحد ولا نال الرّوح والجئّة إلا من لقي خالقه بالإخلاص لهما والاقتداء بنجومهماء فأيقنوا يا أهل 


لأمير المؤمنين 1 


ولابة الله ببياض وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مأبكم وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين ويا أهل 
الانحراف والصدود عن الله عرَّ ذكره ورسوله وصراطه وأعلا دي أيقنوا جعراة جرم 
ومع رت جره يبا كن تخمارت وها من وسول بات واد مه مضى إلا وقد كان مخبراً أمّته 
بالمرسل الوارد من بعذه.ومبشرا برسول الله عه وفواضياً قومه باتّباعه ومحليه عند قومه ليعرفوه 
بصفته وليتبعوه على شريعته ولئلا يَضَلوا فيه من بعده. فيكون من هلك [أأوضلٌ بعد وفوع اللإعدار 
والإنذار عن بيّنة وتعيين حجة. 
فكانت الأمم في رجاء من الرسول وورود من الأنبياء ولئن أصيبت بفقد نبىّ بعد نبئ على عظم 
مصائبهم وفجائعها بهم فقد كانت على سعة من الأمل. ولا مصيبة عظمت ولارزيّة جلت كالمصيبة 
برسول الله يييُ لأنّ الله ختم به الإنذار والإعذار وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه وجعله 
بابه الذي بينه وبين عباده ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به ولا قربة إليه إلا بطاعته. وقال فى محكم 
كتابه: # من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاأً» كرون طاعكه رولا علنة 
ومعصيته بمعصيته فكان ذلك دليلاً على ما فرّض إليه وشاهداً له على ما اتبعه وعصاه وبيّن ذلك 
في غير موضع من الكتاب العظيم, فمال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه والترغيب في 
تصديقه والقبول لدعوته: «إقل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم» 
فاتباعه ييه محيّة الله ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجئّة وفي التولّي عنه 
والاعراض محادّة الله وغضبه وسخطه والبعد منه مُسكن الثار وذلك قوله: #ومن يكفر به من 
الأحزاب فالئّار موعده» يعنى الجحود به والعصيان له فانٌ الله تبارك اسمه امتحن بى عباده وقتل 
بيدي أضداده وأفنى بسيفي جحّاده وجعلنى زلفة للمؤمنين وحياض موت على الجبّارين وسيفه 
على المجرمين وشدّ بي أزر رسوله وأكرمني بنصره وشرّفنى بعلمه وحبانى بأحكامه واختضنى 
بوصيّته واصطفاني بخلافته في أمته فقال ينظ وقد حشده 000 والألسازي يت ان 
المحافل. 
أَها الناس إِنْ عليّاً مني كهارون من موسى إلا أنه لا نب بعدي فعقل المؤمنون عن الله نطق 
الرسول إذ عرفوني أَنّى لست بأخيه لأبيه وأمّه كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأمّه ولاكنت نبياً 
فاقتضى نبرّة ولكن كان ذلك منه استخلافاً لي كما استخلف موسى هارون لله حيث يقول: 
9 اخلفني في قومي وأصلح ولاتتّبع سبيل المفسدين» وقوله يله حين تكلّمت طائفة فقالت: نحن 
موالي رسول الله يْْةُ فخرج رسول الله ع إلى ححّة الوداع ثمّ صار إلى غدير خم فأمر فأصلح له 
النير حلام وأخذ بمضدي حلى ري باض إي ام صوت ال في محفلة : من كنت 
مولاه فعلييٌّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه؛ فكانت على ولايتي ولاية الله وعلى عداوتي 


نارف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





عداوة الله. 

وأنزل الله عرَّوجِلّ فى ذلك اليوم: #اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم 
الإسلام ديناً» فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرّبٌ جل ذ آنل الله تارك وتعالى العبضاهاً 
لى وتكرّماً نحلنيه وإعظاماً وتفضيلاً من رسول الله ييه منحنيه وهو قوله تعالئ: ثم ردُوا إلى الله 
موليهم الحق ألاله الحكم وهو أسرع الحاسبين4. فىَ مناقبٌ لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها 
الاستماع ولئن تقمّصها دونى الأشقيان ونازعانى فيما ليس لهما بحن وركباها ضلالة واعتقداها 
جهالة فلبئس ما عليه وردا ولشريها دين 0 ين ويتبدّأكلّ واحد منهما 
من صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا: ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فب؛ فبئس القرين» فيجيبه الأشفئئ 
على رثوثة: باليتني لم أنخذك خليلاً؛ تقد أضللتني عن الذَّ كر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان 
خذولاً» فأنا الذَّكر الذي عنه ظل السبيل الذي عنه مال والإيمان الذي به كفر والقرآن الذي إِيّاه هجر 
والدّين الذي به كذّب واأضرزاط الذي ععة كت »ولتق ريعاءاق التحطام العتصيرم والقزور قط 
وكانا منه على شفا حفرة من الثّار لهما على شرٌ ورود» فى أخيب وفود. وألعن مورود. يتصارخان 
اليه ونا هقان باللخسر هعادو لتق لاعن عدا سايق معاد وض إن القوم هرود الراعقاة 
أصنام وسدنة أوثان» يقيمون لها المناسك وينصبون لها العتائر ويتخذون لها القربان ويجعلون لها 
البحيرة والوصيلة والسائبة والحام ويستقسمون بالأزلام عامهين عن الله عر ذكره. حائرين عن 
الرّشاد. مهطعين إلى العباد» وقد استخوذ عليهم الشيطان». وغمرتهم سوداء الجاهليّة ورضعوها 
جهالة وانفطموها ضلالة فأخرجنا الله إليهم رحمة وأطلعنا عليهم رأفة وأسفر بنا عن الحجب نورا 
لمن افتيسه وفضلاً لمن اتبعة وتأييدا لمن صدّقة. 

فتبوّوًا العرّ بعد الذلّة والكثرة بعد القلّة وهابتهم القلوب والأبصار وأذغنت لهم الجبابرة 
وطوائفها وصاروا أهل نعمة مذكورة وكرامة منشورة وأمن بعد خوف وجمع بعد كوف وأضاءت بنا 
مفاخر معد بن عدنان وأولجانهم باب الهدى وأدخلناهم دار السلام وأشلمناهم ثوب الإيمان 
وفلجوا بنا فى العالمين وأبدت لهم أيّامم الرسول آثار الصالحين من حام مجاهد ومصل قانت. 
ومعتكف زاهدء بظهرون الأمانة ويأتون المثابة حتّى إذا دعا الله عزُوجِل نبيّه يِه ورفعه إليه لم يك 
ذلك بعده إلاكلمحة من خفقة أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الأعقاب وانتكصوا على 
الأدبار وطلبوا بالأوتار وأظهروا الكتائب وردموا الباب وفلّوا الدّيار وغيّروا آثار رسول الله عله 
وكيز اغى كاه ويم وان أنوازة واد ارا تمس كلت وياد الخدوة وكات ظالمين ورعهوا إن 
من اختاروا من آل أبى قحافة أولى بمقام رسول الله يَيْيْهُ ممّن اختار رسول الله عه لمقامه وأنُ 
مهاجر آل أبى قحافة خخيرٌ من ن المهاجرىّ الأنصاريٌ الرَيّا: نع ناموس هاشم بن عبد مناف ألا وإ أوّل 


لأمير المؤمنين نا 





شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أنَّ صاحبهم مستخلف رسول الله يَيْيْةُ فلمًا كان من أمر 
سعد بن عبادة ماكان رجعوا عن ذلك وقالوا: إِنَّ رسول الله يليه مضى ولم يستخلف فكان رسول 
الله ييه الطيب المبارك أوّل مشهود عليه بالزّور فى الإسلام وعن قليل يجدون غبّ ما يعلمون 
مواطة وز لوت ها أكمية اولوق ولقه انرا فى سوريف مو لمق وشفاء ين الجن ويد 

من المنفلب واستدراج من الغرور وسكون من الحال وإدراك من الأمل فقد أمهل الله عرَّوجِل شدّاد 
ا ل م ا لور ا 
والأعمار وأتتهم الأرض ببركاتها ليذ كروا آلاء الله وليعرفوا الإهابة له والإنابة إليه ولينتهوا عن 
الاستكبار قلكاا يفوا المدة وامتعت | الأكلة أخذهم الله عرّوجلٌ واصطلمهم فمنهم من حصب 
ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من أحرقته الظلّة ومنهم من أودته الرّجفة ومنهم من أردته الخسفة 
« وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون؟ . 

ألا وإنَّ لكل أجل كتاباً فإذا بلغ الكتاب أجله لو كشف لك عمًا هوى إليه الظالمون وآل إليه 
الأخسرون لهربت إلى الله عرَّوجلٌ مما هم عليه مقيمون وإليه صائرون. ألا وإِنّى فيكم أيّها اناس 
كهارون في آل فرعون وكباب حطة بني إسرائيل وكسفينة نوح في قوم نوح ني النبأ العظيم 
والصدية الأكبر.وعن قلبل ستعلمون ما توعدون وعل إلا كلمقة الآكل ومذقة السارب وخفقة 
الوسنان, ثمّ تلزمهم المعرّات خزياً فى الدّنياء ويوم القيامة يردون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافل 
عمًا يعملون فما جزاء من تنكّب محجّته وأنكر حجّته. وخالف هداء. وحاد عن نوره واقتحم في 
ظلمه واستبدل بالماء السراب وبالنعيم العذاب وبالفوز الشقاء وبالسبّاء الضبّاء وبالسعة الضنك. 
إلا جزاء اقترافه وسوء خلافه فليوقنوا بالوعد على حقيقته وليستيقنوا بما يوعدون. «إيوم تأتي 
الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج * إِنَا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير * يوم تشقّق الأرض عنهم 
سراعاً» إلى آخر السورة 237 , 

* الشرح : قوله (خطبة لأمير المؤمنين يه وهى خطبة الوسيلة) لاشتمالها على ذكر الوسيلة 
ومقامها وكيفيتها ومن عليها. ْ 

ا ل ع ل د 
الشيعة في مذاهبها) أي ي أحرقني وأوجعني اختلافهم واختيار كل صنف منهم مذهباً حتى صاروا 
فرقا كثيرة مختلفة في الأصول والفروع. 

(فقال: يا جابر ألا أوقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أي جهة تفرقوا) قبل 





.1١7/4 الكافىي:‎ - ١ 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وقفه عليه قبل ذلك لا في هذه الخطبة. أقول: ذكر نه فيها اختلاف الصحابة بعد النبى لله 
ورجوعهم عن امي التؤنبئ ها إلى تلقاء العوووصنا ذلك يكذ لاتعثلاف الشديعة وسبياً له [ذالو 
رجعوا إليه لما ادعى الكاذب الإمامة ولم يطمعها أحد ولما حصل الاختلاف بينهم فاختلاف 
الصحابة معنى يقتضى اختلاف الشيعة ومحله وسببه. 

(قلت بلى يابن رسول الله. قال فلا تختلف إذا اختلفوا) لكثرتهم أو لشبهتهم وتلبيسهم كما 
اختلف لذلك كثير من الناس (يا جابر: إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله نيد فى 
أنآفة) رأده كدي له نينا بعادي وا كدري انان عد وير التو انس :1ل سا ما الفا ازا 
جابر اسمع وع) أمر بالمحافظة والفهم بعد السماع لأن السماع لا ينفع بدونهما ثم أمر بتبليغه 
لينشر بين أهله (قلت: إذا شئت ) بفتح التاء بمنزلة إن شاء الله لأن مشيئته مشيئة الله تعالى وفي إذا 
دلالة على وقوع المشيئة المستفاد في الأمر والجزاء محذوف بقرينة المقام أي إذا شئت أسمع أو 
بضم التاء واذن بالتنوين كما قيل. 

(إن أمير المؤمنين ل خطب الناس بالمدينة) فى مسجدها على رؤوس الأشهاد كما سيصرح 
به (حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه) وجاء به للصحابة فلم يقبلوه لاشتماله على ما ينافي 
مذهبهم صريحاً وهو عند الصاحب لله 

(فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إل وجوده) لأن الأوهام لا تدرك إلا المعاني 
الجزئية المعلقة بالمحسوسات والمواد الجسمانية كالوضع والتحيز والمقدار ونحوها والله سبحانه 
ليس شيئاً من هذه الأمور فلا يمكن للأوهام أن تدركه وتطلع على حقيقته نعم لها أن تنال وجوده 
لظهوره فى صورة وجودها ووجود سائر مدركاتها وعوارض وجوداتها والتغيرات اللاحقة بها من 
حي ار وموجدها إذ الوهم عند مشاهدة هذه المدركات المشخصة يحكم بذاته أو 
بمعونة العقل بوجوده تعالى لحاجتها إلى موجد ومقيّم ومغيّ ونسبة هذا الحكم إلى الوهم على 
الأول ظاهر وأما على الثانى فلأن العقل لما حكم بوجوده بتوسط هذه المعاني الجزئية مع مشاركة 
الوهم نسب الحكم به إليه وللعقل طريق آخر للحكم بوجوده وهو المفهومات الكلية والمعقولات 
العارية عن التشخصات فإنه يجعلها عنوانات للحكم بوجوده ومن هنا تسمعهم ينسبون الحكم 
بوجوده تارة إلى الوهم وتارة إلى العقل وظهر لك الفرق بينهما ولا يخفى عليك أن حمل الأوهام 
هنا على العقول أو الأعم منهماكما ظن غير معقول أما أولاً فلأنه مجاز لا قرينة له لجواز حملها على 
الحقيقة وأما ثانياً فلأنها فى مقابل العقول ولما بيّن مذ أن الأوهام قاصرة عن إدراكه تعالى بذاته 
وطقاته أقنار إلى أن المقول اللنشركة للكلياتة قاضرة عق اذراكه أرعا لبق بان من تداعى بإذاراكه 
لأن الادراك لا يخلو من أحد هذين الوجهين فإذا امتنعا امتنع فمال: 


لأمير المؤمنين يضف 

(وحجب العقول أن تتخيل ذاته) أي تدركها وعبر عنه بالتخيل للتنبيه على أن العقل في عدم 
قدرته على إدراك ذاته كالخيال إذ الصور العقلية كالصور الخيالية فى الحدوث والتجزى والتحليل 
والتحيز والاتصاف بالعوارض والافتقار إلى محل وعلة؛ وقدس الحق منزه عن جميع ذلك وإنما 
غاية عرفان العقل له أن يحكم بوجوده أو بالعناوين العقلية ويعرفه بصفاته الإضافية والسلبية ثم 
علل المنع والحجب بقوله: (لامتناعها من الشبه والتشاكل ) فى التحليل والتوصيف والتصوير 
والتحيز والحلول والحاجة والتكيف والتشبه بالخلق وكل ذلك ممتنع فى ذاته تعالى وبالجملة 
إدراك العقل والوهم حقيقة ذاته وصفاته يستلزم تشاكله وتشابهه بالخلق فى الامور المذكورة 
ونحوها وهى ممتنعة فى حقه تعالى بل (هو الذي لا يتفاوت فى ذاته) إشارة إلى نفى التركيب عنه 
طلقا لأن كل فركت 5 أجزاء ذهنية أو خارجية له تفاوت فى ذاته وذاكناتة البفرة والخصوص 
والمقايرة المناكة وتحوها أو إلى تش ااتصناقة بضفاف التخلق. وطن التشانه بين بيصي الأن .ذلك 
يوجب تحقق التفاوت فى ذاته وأنه بطل بيان ذلك أن هويته المستفادة من قوله «بل هو») ذاتية 
مطالنة قرو مقنافة إن النين وفك كان كلك فيو هو دافا من فيو تيدل قير فى إذاثة. شورق ذا 
طرأ عليه المعاني وصفات الخلق لزم انتقاله من هويته الذاتية إلى هوبته الإضافية فلزم التفاوت في 
ذاته وأنه محال ولما نفى التركيب واتصافه بصفات الخلق أشار إلى نفى اتصافه بصفات كماله كما 
زعمه طائفة من المبتدعة بقوله: | 

(ولم يتبعض بتجزية العدد في كماله) أي في صفات كماله أو بسببها لأن كلها عين ذاته وقد مر 
معنى العينية فى كتاب التوحيد والمراد بتجزية العدد تحليله بأجزائه المستلزم للكثرة وإنما نفى 
التبعض والتجزى للتنبيه على أنه يلزم القائلين لزيادة الصفات أن يكون الواجب مجموع الصفة 
والموصوف لأن الواجب كامل بالاتفاق والبرهان والكامل هذا المجموع لاكل واحد منها بانفراده 
بالضرورة والقول بأن المجموع واجب الوجود أقبح وأشنع للزوم التركيب والحدوث والإمكان 
والافتقار من جهات شنى وإن كان القول بأن الواجب أحدهما دون الآخر أيضاً باطلاً بالضرورة. 

(فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ) لاستحالة أن يكون له مكان ويكون البعد والفراق بينه 
وبينها مكانياً كما هو بين الأشياء المتباعدة بحسب الأمكنة بل المراد بمفارقته للأشياء مباينة ذاته 
وصفاته عن مشابهة شيء منها وهذه أمر سلبى اعتبره العقل له تعالى بعد الحكم بوجوده ولما 
كانت هنا مظنة أن يتوهم القاصرون من عدم كونه في مكان أنه غافل عن المكان وعما فيه كما يفعل 
عنها الخلق أشار إلى دفعه بقوله: 

(ويكون فيها لا على وجه الممازجة) أي المداخلة والحواية كما يقتضيهما الظرفية بل بالعلم 
والإحاطة بها وبما فيها فقوله: لا على وجه الممازجة, قرينة صارفة للظرفية عن مقتضاها إلى ما 





ولا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
ذكرنا ولما كان فى وهم القاصر أن علمه تعالى بالمكان والمكانيات كعلمنا بها فى الافتقار إلى 
الحواس والالات دفعه بقوله: 

(وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها) لأن علمه تعالى بالمحسوسات ليس من جهة الحواس 
والآلات الجسمانية والقوى البدنية كعلمنا بها وذلك لأنه منزه عن الصفات الجسمانية والأدوات 
البدنية ولاستحالة افتقاره في علمه إلى الغير لأنه من خواص الإمكان وفي قوله «لا يكون العلم إلا 
بها» إيماء إلى أن نفى كون علمه تعالى بأداة إنما يحتاج إليه في العلم بالمحسوسات لأنه محل 
الوهم لا مطلقاً. 

(وليش :بيئة وبين معلوفة علم غير اه) بالتنوين والتوصيف أي ليس بينه وبين معلومه علم 
مغاير له تعالى بسببه كان عالماً بمعلومه بل ذاته تعالى علم بمعلوماته ولو قرىء علم بالإضافة كان 
معناه ليس بينهما علم مغاير له تعالى بعلم ذلك العالم كان عالماً بمعلومه وهو حينئذ رد على من 
ذهب إلى أنه يعلم الأشياء بصورها الحالة في المبادئ العالية والعقول المجردة أو على من ذهب 
إلى أن إيجاده للخلق ليس من باب الاختراع والاهتداءء توضيحه أنه ليس إنشاؤه للخلق على وجه 
التعليم من الغير بحيث يشير عليه وجه الصواب حتى يكون أقرب إليه كما أشارإليه جل شأنه بقوله 
لاما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم» وأشار إليه أمير المؤمنين في بعض خطبه 
بقوله «مبتدع الخلائق بعلمه بلا اقتداء ولا تعليم). 

(إن قيل: كان فعلئ تأويل أزلية الوجود) لما فهم من قولنا: فلان كان موجودأء حدوث وجوده 
فى الزمان الماضى لدلالة «كان» عليه أشار عليه الصلاة والسلام إلى نفي ذلك بأن المراد به أزلية 
رجوةف والأرل عنازة عن عنذم الأولية والانذاةوذللة آم يلتق واب الرجود لبا هر وجيت 
الإعتبار العقلى وهو ينافي لحوق الابتداء والأولية لوجوده لاستحالة اجتماع النقيضين (وإن قيل: 
لم يزلء فعلى تأويل : نفي العدم) لما فهم من قولنا: لم يزل موجوداً كون وجوده في فى الزمان وعدم 
زواله عنه» أشار إلى نفي ذلك إذ لا زمان لوجوده بأن معناه نفي العدم عنه وأن وجوده ليس 
يوقا (فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلهاً غيره) أشار إلى أن من لم يعرفه على 
الوجه المذكور واعتقد أنه تعالى يدرك بالعفل والوهم بكنه ذاته وصفاته ويشابه الخلق بوجه من 
الوجوه أو يدخل التفاوت والتجزية فى ذاته أو يحيط به المكان أو يعلم الأشياء بعلم زائد أو بعلم 
ل ا 

يستحق العبودية فهو شرك بالله العظيم. 

(نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه وأوجب قبوله على نفسه) حمده بعد الحمد على 

سبيل الدوام والثبات بما يدل على التجدد والإستمرار فى جميع الأوقات للتنبيه على لزوم 


لأمير المؤمنين نا 


الاهتمام بحمده ويتجدد إرادته فى جميع الآنات لأنه من أعظم الطاعات والقربات فلا ينبغي أن 
بكون مغفولاً عنه في شيء من الساعات وأشار بالوصف الأول له إلى طلب كماله بالإخلاص 
الشافى النفس عن الرذايل الموجب للرضا والاختصاص وبالوصف الثانى إلى رجاء قبوله الموجب 
لمزيد الامتنان في الدّنيا والرضوان في الآخرة. وهو حجة على من أنكر وجوب شيء عليه. 

(وأشهد أن لا إله إلا الله) قالوا: هذه الكلمة أشرف كلمة منطبقة على جميع مراتب التوحيد 
(وحده لا شريك له) حال بتأويل منفرداً وتأكيداً للحصر (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) قدم 
العبودية لتقدمها في الواقع ولتحقق معنى الترقي ولئلا يكون ذكرها بلا فائدة وإنما لم يقل: نشهد. 
كما قال نحمد للتنبيه على قلة المشارك في الأول وكثرته في الثاني وإن من شيء إلآ يسبح 
يحمده» )١(‏ , 

(شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل) أي كل واحدة من هاتين الشهادتين من صميم 
القلب وإذعانه وهى ترفع القول إلى درجة القبول كما قال سبحانه: «إليه يصعد الكلم الطيب» 
وهى التى صدرت من جهة الإذعان وصميم القلب لا بمجرد التقول بها وهذه الشهادة موجبة 
لتضاعف العمل لأن إخلاصها أصل لقبول الأعمال والعبادات وسبب لتضاعف الحسنات ولولم 
تكن لم تقبل الأعمال فضلاً عن المضاعفة. 

(خف ميزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه) قال الشيخ في الأربعين: ثقل الميزان كناية 
عن كثرة الحسنات ورجحانها على السيئات وقد اختلف أهل الإسلام في أن وزن الأعمال الوارد 
في الكتاب والسنة هل هوكناية عن العدل والإنصاف والتسوية أو المراد به الوزن الحقيقي فبعضهم 
على الأول لأن الأعراض لا يعقل وزنها وجمهورهم على الثاني للوصف بالخفة والثقل ة في القرآن 
والحديث. 

والمؤزون ضعدائف الأغمال أو الاعمال نفسها بعد تجسمها فى تلك النشأة ثم قال: الحق أن 
الموزون في النشأة الأخرى هو نفس الأعمال لا صحايقها وما يقال من أن تجسم العرض طور 
خلاف طور العمل فكلام ظاهري عامي والذي عليه الخواص من أهل التحقيق أن سنخ الشيء أي 
أصله وحقيقته افك رود ا يج ييا علق لساري اويا جديا اه لدى المدارك 
الباطنة وأنه يختلف ظهوره في تلك الصور بحسب اختلاف المواطن والنشآت فيلبس في كل 
موطن لباساً ويتجلبب في كل نشأة بجلباب كما قالوا: إن لون الماء لون إنائه وأما الأصل الذي يتوارد 
هذه الصور عليه ويعبرون عنه تارة بالسنخ ومرة بالوجه وأخرى بالروح فلا يعلمه إلا علام الغيوب 





.14 : سورة الاإسراء‎ - ١ 


321 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
فلا بعد في كون الشيء في موطن عرضاً وفي آخر جوهراً ألا ترى إلى الشيء المبصر فإنه إنما يظهر 
نالسرا دا كاف محدو نا باللعاة بس الحمميادة ملازماً لوضع خاضو د تنظ نين ارج الس 
المفرطين وأمثال ذلك وهو يظهر بالحس المشترك عرياً من تلك الأمور التى كانت شرط ظهوره 
لذلك الحسء. ألاترى الى ما يظهر في اليقظة من صورة العلم فإنه في تلك النشأة أمر عرضي ثم أنه 
يظهر في النوم بصورة اللبن فالظاهر في الصورتين سنخ واحد تجلى في كل موطن بصورة وتحلى 
في كل نشأة بحلية وتزيا في كل عالم بزي ويسمى في كل مقام باسم فقد تجسم فى مقام ما كان 
عرضاً فى مقام آخر. 

(وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجواز على الصراط ) الحصر إما للمبالغة فى توقتف 
الأمورالثلاثة عليهما أو لأن غيرهما من الأعمال الصالحة سبب لرفع الدرجة في الجنة, ثم المراد 
بهما أن لهما هذه الفضيلة بشروطها ومن شروطها الإقرار بالولاية بل له مدخل فى تحقيق حقيقتها 
عند أهل الحق. 

واعلم أن الصراط الموعود به فى القرآن والسنة حق يجب الإيمان به وإن اختلف الناس في 
حميقته فظاهر الشريعة والذى عليه جمهور المسلمين ومن أثبت المعاد الجسماني يقتضي أنه 
جسم فى غاية الدقة والحدة ممدود على جهنم وهو طريق إلى الجنة يجوزه من أخلص لله ومن 
عصاه سلك عن جنبيه أحد أبواب جهنم وقيل: هو دين الإسلام والحق أن كلا القولين صادق 
ويؤيده ما ذكره بعض العلماء من أنه روى عن الحسن العسكري لَىْةٍ «إن الصراط صراطان صراط 
في الدّنيا وصراط فى الآخرة فأما الصراط المستقيم في الدّنيا فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن 
التقصير واستقام ولم يعدل إلى شيء من الباطل» وصراط الآخرة هو طريق المؤمنين إلى الجنة لا 
يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنة والناس في ذلك متفاوتون فمن استقام 
على هذا الصراط وتعود سلوكه مر على صراط الآخرة مستوياً ودخل الجنة أما قوله هِذِ: «فهو ما 
قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير» ما ذهب إليه بعض الحكماء في تفسير الصراط وقالوا: هو 
الوسط الحقيقى بين الأخلاق المتضادة كالسخاوة بين التبذير والبخل والشجاعة بين التهور والجبن 
والاقتصاد بين الإسراف والتقصير والتواضع بين التكبر والمهانة والعفة بين الجمود والشهوة 
والعدالة بين الظلم والانظلام فالأوساط بين هذه الأوصاف المتضادة هي الأخلاق المحمودة ولكل 
واحد منها طرفا تفريط وإفراط هما مذمومان والصراط المستقيم وهو الوسط (وبالصلاة تنالون 
الرحمة) المراد بالصلاة الصلاة على النبى يَقلْهُ وبالرحمة القرب والكرامة» ورفع الدرجة (أكثروا 
من الصلاة على نبيكم) ذكر أم لم يذكر ومرجع الإكثار العرف واختلف الأمة في وجوبها فقال بعض 
العامة وجبت في العمر مرة» وقال بعضهم: فى كل مجلس.ء وقال بعضهم: كلما ذكر. منهم 





لامش المؤعتدة ١‏ 
الزمخشري وهو منقول عن ابن بابويه من أصحابنا: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها 
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) قيل: المراد بالتسليم الانقياد له . 

وقيل: السلام عليك أيها النبي وهو المنقول من الزمخشري والقاضي في تفسيرهما ومن الشيخ 
عونل لل و0 من قال بجواز استعمال المشترك فى معنييه فإن الصلاة ة من الله 
الرحمة ومن الملائكة الاستغفار وهى مستعملة فيهما وأجاب المانع أولاً بأن المراد بالصلاة هنا 
معنى واحد وهو الاعتناء بإظهار الشرف ولو مجازاً وثانياً بتقدير فعل للأول أي: إن الله يصلى. ومثله 
شايع. 

(أيها الناس أنه لا شرف أعلى من الإسلام) يعنى متابعة الشريعة والإعراض عن الطبيعة 
وظاهر أنه ل شرف أعلى من شرف الإسلام إذ هو في الدّنيا والعقبى. 

(ولاكرم أعز من التقوى) في كنز اللغة: الكرم بزركوارى والمراد أن التقوى كرم فيها غاية عزة 
ليست في غيرها والعزة إما العظمة أو القدرة أو الغلبة والتقوى مستلزم لجميع ذلك لأنها تحمى 
أولناة اللدسجارمه والدمك قلويي رفغا حت ابدورت رايهم و الماح هر اجر رويط الأيدان 
بالعبادات من الصيام والصلاة ونحوها فصاروا بذلك من أهل العظمة والقدرة والغلبة لأنهم حزب 
ارعس العالبرم 

(ولا معقل أحرز من الورع ) المعقل كمنزل الملجأ والحصن يعني أن الورع عن محارم الله وعن 
ملاذ الدّنيا أحرز حصن وأقوى ملجأ في دفع المخاطرات ومنع أسباب العقوبات ورد سهام 
الشيطان وكيد أرباب الطغيان لأن تلك المفاسد إنما تنشأ من الميل إلى الدّنيا والورع بمعزل عنها. 

(ولا شفيع أنجح من التوبة) النجح بالضم والنجاح بالفتح الظفر بالشيء والذب يظفر بالتوبة 
النصوح بما لا يظفر به أحد من الشفاعة ونحوها لأن التوبة ماحية للذنوب كلها والشفاعة قد لا 
يتحمق ومع تحققها قد لا تقبل ومع قبولها قد لا تكون إلا بعد عقوبة شديدة في مدة طويلة (ولا 
لباس أجمل من العافية) أي العافية من الأسقام والبلاء والشدة والضراء والذنوب والكروب أجمل 
لباس وزينة والوجه فى تشبيه العافية باللباس وهو الحسن والزينة فى المشبه به حسى وفى الشبه 
عقلي. (ولا وقاية أمنع من السلامة) عن إيذاء الناس وبغضهم وغير ذلك مما يوجب التنافر بينهم 
وهي أمنع وقاية لدفع شرورهم. 

(ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقناعة) الرضا بالقناعة والاختصار بالواصل وعدم الاعتماد 
بغير الحاصل أقوى في إذهاب الفاقة من المال لأن القانع لا يفتقر إلى الغير إلى سؤاله بخلاف غير 
القانع فإنه فى فقر وفاقه دائماً وإن كان له مال. 

(ولا كنز أغنى من القنوع) أغنى من غنى بالكسر إذا ثبت وبقي يعني أن القنوع وهو الرضا 





بالقوت أثبت وأبقى من الكنز لأنه لا ينقص ولا يغني بخلاف الكنز. 

(ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة) البلغة ما تبلغ به من 
العيش, الكفاف من الرزق القوت وهو ماكف عن الناس وأغنى عنهم والدعة الخفض والسكون 
والراحة والتبوؤٌ النزول والاتخاذ يُقال: تبوأ منزلاً نزله واتخذه. والمراد به النزول فى الراحة والسعة 
والامويفا ١‏ 

(والرغبة مفتاح التعب) شبه الرغبة بالمفتاح من حيث أن الرغبة فى الزيادة عن الكفاف 
وإرادتها آلة فتح باب التعب لأن في تحصيلها وحفظها تعباً شديداً مع عدم الحاجة إليها وفيه زجر 
عنها ومنع من تحملهاء قال بعض المحققين: فيه إشارة إلى مسألة وهي أن الإتيان بالفعل الاختياري 
لا يتصورإلاً لمن رغب فيه أولاً وقد برهن عليه فى موضعه. 

(والاحتكار مطية التعيب) الاجكار اللشاحة و الظلم والاستبداد بالشيء وإساءة المعاشرة 
واحتباس الغلة لانتظار الغلاء والكل مناسب وتشبيه الاحتكار بالمطية من حيث أن النصب يرد 
عليه فكأنه يركب. 

(والحسد آفة الدين) أي مرض مفسد له لأن الحاسد يضاد إرادة الله تعالى فى التقسيم والتدبير 
والإفضال والإنعام ويحتقر نصيبه ويكفر به ويلتذ طبعه بمضار الناس وزوال نعمتهم ويغتم 
بمصالحهم ومنافعهم ويشتغل بالهم والحزن بمشاهدة انتظام أحوالهم ويصرف الفكر فى تحصيل 
أسباب زوالها حتى لا يفرغ لتحصيل ما يعود نفعه إليه من الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة 
وحفظ ما حصل له من الملكات الخيرية والصور العلمية وكل ذلك موجب لفساد الدين ولذلك قال 
أمير المؤمنين ىِة: ولا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب». 

(والحرص داع إلى التقحم في الذنوب) لأن الحريص لا يُبالي الدخول في المحارم من 
المكاسب والمآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح والحرص على المُباح أيضاً مذمومة 
ألاترى أن أبانا آدم بذ لما حمله الحرص على الأكل من الشجرة مع كونه مباحاً لحقه وذريته ما 
لحقه من المحنة والمصايب التى يعجز عن تحملها الجبال الرواسي. 

(وهو داع إلى الحرمان) الظاهر أن الضمير راجع إلى التقحم فى الذنوب لأن الدخول فيها بلا 
روية وإلماء النفس عليها من غير مبالاة داع إلى الحرمان من الرزق ولكن يكون ذلك غالبا في 
المؤمن الممتحن وقد روى: «إن الله عز وجل إذاكان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم 
فإن لم يفعل به ذلك ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل ذلك شدد عليه بالموت ليكافيه بذلك الذنب» 
ويحتمل أن يعود الضمير إلى الحرص لأن الحرمان عن المطلوب لازم للحرص إذ مراتب الحرص 
على الأمور غير محصورة وحصول تلك الأموركلها متعسر جداً فالحريص دائماً في ألم الحرمان. 


لأعئو العو هتين يق 


(والبغي سائق إلى الحين) البغي الزنا والخروج طاعة الإمام والاستطالة والكذب. والحين بفتح 
الحاء المهملة الهلاك والمحنة والبغي بالمعاني المذكورة مستلزم لهماكما دلت عليه روايات أخر. 

(والشر جامع لمساوي العيوب) في كنز اللغة: شر سوء وبدى ومساوى بديها والمقصود أن 
الشر أمركلي يندرج فيه جميع أفراد المساوي والعيوب كما أن ضده وهو الخير كلي جامع لجميع 
المحاسن والمتصف بالمحاسن والمساوي يشمله الوعد الاي تر تعالى: #فمن يعمل 
مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 2١7»‏ وقال بعض المحققين: كل واحد من الخير 
والشرإما مطلق كالعقل وعدمه وإما مقيد كالمال ونحوه وفى فى النسخ المصححة «الشره» بالهاء وفتح 
الراء وهي غلبة الحرص. 

(رب طمع خائب) الطمع بما في أيدي الناس مع كونه مهانة ظاهرة ومذلة حاضرة أكثره خائب 
والعاقل لا يرتكب العار مع الفوائد العظيمة فكيف ترتكبه مع عدمها. 

(وأمل كاذب) الأمل في المقتنيات الفانية مع كونها مانعاً من التوجه إلى الآخرة وسبب لزوال ما 
حصل من أحوالها في الذهن أكثره كاذب لا يحصل أبداً والعاقل لا يعقد قلبه عليه (ورجاء يؤدي 
إلى الحرمان) من المرجو وإن كان من الله كرجاء ثوابه والتجاوز عن عقابه مع الاستمرار في 
العضيان لأن ذلك الرجاء حماقة كما دل عليه بغشن الروايات وكذا من الخلق فإن خصول المرجو 
منهم نادر جدأًء وبالجملة الرجاء من الله حسن بشرط الطاعة ومن الخلق مذموم مطلقاً واعلم أن 
الطمع والأمل والرجاء متقاربة في اللغة ويمكن الفرق بأن المطلوب من الطمع أقرب في الحصول 
من المرجو ويؤيده أن الحرص معتبر في مفهوم الطمع والحرص على الشيء لا يكون إلا إذا كان 
ذلك الشيء ممكناً قريب الوقوع والمرجو أقرب فى الحصول من المأمول والله أعلم. 

(وتجارة تؤول إلى الخسران) كما يكون فى تجارة الدّنيا كذلك يكون فى تجارة الآخرة من 
كسب الأعمال والعقايد والأخلاق فإن العمل كثيراً ما لا يقع على الأمر المعتبر في ذاتياته وصفاته 
وشروطه ويحصل بذلك انحراف عن الدين وضلال عن الحق فيضيع العمل وكير كما لحي 
الخوارج وأضرابهم وفي هذه الفقرات توبيخ للناس على إدبارهم عن الآخرة وإقبالهم إلى الدّنيا 
وتنفيرلهم عنها بذكر الخيبة والكذب والحرمان والخسران وليست الدّنياكل من طلبها وجدهاء عن 
النبي َل «من جعل الذَّنيا أكثر همه فرق الله عليه همه وجعل فقره بين عينيه ولم يأته منها لاما 
كتب له). (ومن تورط فى الأمور) أي وقع فيها فلم يسهل المخرج منهاء والورطة الغامض والهلكة 
وكلما يعسر النجاة منه وأصله الهوة العميقة والوهدة من الأرض ثم استعيرت للأمر المذكور (غير 





.86٠ا/‎ : سورة الزلزلة‎ - ١ 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


ناظر فى العواقب) يعرف حسنها وقبحها وصلاحها وفسادها. 

(فقد تعرض لمفضحات النوائب) التى توجب فضيحته وإهانته وصعوبة التخلص منهاء وفى 
بعض النسخ «المقطعات النوائب» والتركيب على الأول من باب جرد قطيفة. وعلى الثاني من باب 
ل ا ل 

غير المقطوعة كالإزار ونحوه وإنما شبهها بها لكونها أشد اشتمالاً وأقوى إحاطة ونقل الشيخ عن 

بعض أهل اللغة فى الأربعين أن المقطعات جمع لا واحد لها من لفظه واحدها ثوب والحاصل أنه 

كان للحتاثك لعز قال «الجدك الا متطعا عب والر نحل وزن اكننا صر عرب الشني. قن 
شرح النفلية ويمكن أن يقرأ المفظعات بالفاء والظاء المعجمة جمع المفظعة بكسر الظاء من فظع 
الأمر بالضم فظاعة وهو فظيع أي شديد شنيع كما فسر بذلك بعض الأصحاب في دعاء الوضوء. 

(وبئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن) شبه الذنب بالقلادة فى لزومهم للمذنب لزوم القلادة 
للأعناق ووجه الذم العام أن الذنب مع كونه موجباً للعقوبة الأخروية والمذلة الأبدية يوجب نقص 
الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات في الذّنيا والغرض منه هو الحث على رفع 
عحب لقو ا الى قن :ل لويع او يهط بوالسفقة احقا لكا سرك رعقية. االرزة وا ار 
المعصية والانزجار عنها والتذكر للمبدأ الأول وما أعد لأوليائه الأبرار في دار المرار. 

(أيها الناس أنه لا كنز أنفع من العلم) شبه العلم بالكنز في الخفاء والنفع وميل الطبع إليه 
ورجحه عليه لكونه روح النفس وحياة القلب وكمال الإنسان وسببا لبقائه ونجاته مع زيادته 
بالانفاق والغرض منه هو الحث على تحصيل علم الدين وما يتعلق به. 

(ولا عز أرفع من الحلم) الحلم هو الأناة والتثبت فى الأمور يحصل بالاعتدال في القوة 
الغضبية ويمنع النفس من الانفعال عن الواردات المكروهة المؤذية والجزع عند الأمور الهائلة 
والطيش فى المؤاخذة وصدور حركات غير منتظمة وإظهار للمزية على الغير والتهاون في حفظ ما 
يجب حفظه شرعاً وعقلاً وهو أرفع وأعظم ما يوجب العز فى الآخرة برفع الدرجات وفي الدننا 
عند الخلائق بوجوه الإعتبا رات ولذلك قال أمير المؤمنين له: «الحلم عشيرة» يعني أن كما أن 
الرجل يتمع بالعشيرة عا باخام ويتوقر لأجله. 

(ولا حسب أبلغ من الأدب) قيل: الأدب وضع الأشياء موضعها ولا يتحقق ذلك إلا بالعلم 
والعمل؛ والحسب الشرف بالإباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم, وقيل: هو الشرف المكتسب في 
الرجل وإن لم يكن آباؤه أشرافاً والغرض منه الترغيب إلى تحصيل الأدب لأنه أشرف الكمالات 
لاد ا رد اي تلاح ير ال رص ري لاير0 
إلى أن الآباء يك ينبغى أن يورثوا الآداب. 


لأسير امو متي »> 

(ولا نصب أوضع من الغضب) النصب والتعب والنصب بالضم والضمتين الداء والبلية 
والمحنة والغضب. وهو ثوران النفس وحركتها بسبب تصور المؤذي والضار إلى الانتقام» من أخس 
أفراد النصب وأقبحه لكثرة مفاسده من الأفعال الشنيعة والأقوال القبيحة والأخلاق الذميمة 
والحركات الخارجة عن القوانين الشرعية والعقلية. 

(ولا جمال أزين من العقل) عد العقل جمالاً وهو الحسن فى الخلق والخلق ورجحه عليه فى 
الزإقئة لأذببالعفل .يمع الظاهووالتاطن :ويم الكمالات اليه والداثيوية وك كحي يضالع الخريزدبه 
تابع له والغرض منه هو الحث على تكميله بالعلوم والاداب. 

(ولا سوء أسوأ من الكذب) لأن الكذب مع أنه ليس من خصلة الصالحين يوجب خراب الذَّنيا 
والدين وقتل النفوس وفساد النظام وهلاك الأموال وغيرها من المفاسد ألاترى أن إبليس اللعين 
كيف أفسد بكذب واحد نظام آدم وأولاده إلى يوم الدين وأن الأول وناصره كيف أفسدا به دين 
سيد المرسلين. 

(ولا حافظ أحفظ من الصمت ) رغب إلى الصمت بذكر فائدته وهى أنه أقوى حافظ من آفات 
الداثنا وهداي التغرة لأن ناش لجان« وعدا ضيه لقتوة مو ا دوقن المتوجوواق والسعد وناك 
والموهومات وغيرها كثيرة جداً فمن صمت إلا عن خير نجا. 

(ولاغايب أقرب من الموت) حث على ذكر الموت وانتظاره في كل نفس لاحتمال حضوره آنا 
فآنأكما روي في قوله تعالى: « وما تدري نفس بأي أرض تموت4(١)‏ أنها لا تدري بأي قدم تموت. 
والغرض منه هو الاستعداد له والعمل للآخرة والتحرز عن الاشتغال بالدّنيا. 

(أيها الناس من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره) أمر بالكف عن عيب غيره باعتبار 
ما يعلم من عيب نفسه اتحد العيب أو اختلف بل ينبغى أن يذم نفسه ويشتغل بالتدارك ورفعه إن 
أمكن ولو لم يعلم فى نفسه عيباً فهو مع كونه عيباً فليكن الشكر شاغلاً له على معافاته مما ابتلى به 
غيره. قال الشهيد الثاني: وردت الرخصة فى غيبة المفاسق المتجاهر بفسقه كالخمار والعشار 
والمخنث الذين ربما يفتخرون بفسوقهم ولا يستحيون منها قال النبى يَلهُ: «من ألقى جلباب 
الحياء فلا غيبة له» لكن تركها إلى السكوت ونصحه إن نفع أولى. - 

(ومن رضي برزق الله لم يأسف على مافي يد غيره) الأسف محركة أشد الحزن» أسف كفرح 
وعليه غضب يعني من رضي بقسمه من رزق الله لا يتوقع الزائد عليه مما فى يد غيره فلا يحزن 
بفواته والغرض منه الأمر بالرضا بما فى يده وعدم الحزن على ما فى يد غيره فلا يحزن بفواته من 





١-سورة‏ لقمان :ع”. 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الزائد لأن في ذلك نسبة الجور إلى قاسم الأرزاق وتحقيراً لقسمته وكفراناً له وتوقع ما لا يحتاج إليه 
والتحزن بفواته وهو ألحٌ شديد. 

(ومن سل سيف البغى قتل به) يحتمل الظاهر والإضافة للملابسة ويحتمل أن يشبه البغي 
بالسيف وإضافته إليه للبيان والسل ترشيح. 

(ومن حفر لأخيه بثراً) فيها تحذير عن مكر المؤمن وخدعته وإرادته والوسوسة به وإيقاعه 
عليه بأن مثل ذلك يقع على الماكر في الدّنيا مع ما عليه في الآخرة كما قال تعالى: « ولاايحيق المكر 
السىء إلا بأهله 6( . 

روي هلك يدان غير انلشف عورا نيط قو عكرت ننه كنت عورة مو كفن عو 
غيره من المؤمنين في نفسه وعرضه روى عن النبي يَيلُ: «ألا لا تغابوا المسلمين ولا تتبعوا 
عوراتهم فمن يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ويفضحه فى جوف بيته). 

(ومن نسى زلله استعظم زلل غيره) لأن استعظام زلل الغير وانحرافه عن سبيل الحق إنما هو 
لعظمة قبحه وقبح المخالفة ولا يرتكب ذلك إلا من نسى زلل نفسه وإلا لاشتغل بإصلاحها تحرزاً 
من القبيح وخوفاً من اللوم وحياء من الله. 

(ومن أعجب برأيه ضل ) أي من أعجب برأيه وعقله من جهة كمال اكتسبه في ظنه ضل عن 
طزيئ الحيق أن الححب ضلالة ومرضن مهلك ومائع ,من الازد ياد مع اأتكمال أن يكون رايه فاهندا 
(ومن استغنى بعقله زل) عن المطلوب فى أمور الدين والدّنيا ولابد فى الأول من المشورة مع 
العقلاء الأمناء وفي الثاني إلى الرجوع إلى ماحي الغومة 

(ومن تكبر على الناس ذل) فى الدّنيا والآخرة عند المقربين والخلائق أجمعين وما يرى في 
بعض المتكبرين من استعظام الخلق له أمر اعتباري لا حقيقة له يرتكبه بعض المنافقين وأما العزة 
الحقيقة الباقية فإنها لله ورسوله وللمؤمنين الذين تنزهوا عن التكبر وكانوا من الخاشعين (ومن سفه 
على الناس شتم) السفه الخفة والطيش والاضطراب وإيذاء الناس وعدم تحمل شيء منهم وقد 
نفرعنه بذكر شىء من مفاسده وهو شتم الناس له ووقوعهم عليه والعاقل لا يرتكب مالا يليق بذي 
العرؤة 

(ومن خالط الأنذال حقر) الأنذال وهى جمع النذل وهي الخسيس المحتقر من الناس عندهم 
فى جميع أحواله. 

(ومن حمل ما لا يطيق عجز) أى من حمل من الأعمال والمطالب والمعاملة والمعاجلة التي 


١-سورة‏ فاطر :2. 


لأمير المؤمنين 1" 


لا تكون فى وسعه عجز عنها أو عن كمالها واستحق بذلك التحقير والإهانة ولا يرتكب ذلك إلا 
الأحمق كما قال نيْه: وومن الخرق العجلة قبل الإمكان» وقال «من عجز عن أعماله أدبر في 
«أحوالةه أ سارك اسخوالة سحو وتكريوة ستقاة: 

(أيها الناس»إنه ل مال أعود من العقل) أعود من العائدة وهي النعمة والمقصود أن العقل أنفع 
الأموال لأن نفعه فى الدّنيا والآخرة وبه كمال الإنسان فيهما بخلاف غيره من الأموال وفىي عد 
العقل من أفراد المال تجوز واستعارة والوجه الانتفاع وفيه ترغيب فى اكتساب العقل بالعلوم 
والآداب (ولا فقر أشد من الجهل ) لأن الفقر عدم النافع وأشد النافع هو العلم ولا فقر أشد من 
الجهل لاشتراك الفقر والجهل في العجز عن تحصيل المرام وعجز الثاني أشد لأنه في الذَّنيا 
والعقبى وعجز الأول في الدّنيا فقط وفي التنفير عن الجهل بجعله من أشد أفراد الفقر تنفير عن 
الفقر أيضاً وهذا يناقن :ها بورزة ذفن :ملام لفطو لسرا والترغيب فبه ويمكن دفعه أولاً بأن المراد 
بالفقر هنا ما يكسر الظهر ويدفع الصبر وهو الذي وقع الاستعاذة منه في بعض الروايات. وثانياً بأن 
المراد به الفقر الظاهري مع الفقر الباطني والمتصف به من جمع فيه فقر الدّنيا وغذات الآشرة. 
وثالثاً بأن المراد به الفقر المعروف المتنفر عند الناس وهذا القدركافي فى تشبيه الجهل به والتنفير 
عنة. ْ 

(ولا واعظ أبلغ من النصح) الواعظ يدعو إلى الخيرات ويمنع عن المنهيات ونصح القرآن 
والسنة أبلغ منه فهو أولى بالاستماع لأن النداء الرباني أولى بالاتباع من النداء الإنساني وإلى ذلك 
أشار أمير المؤمنين ل في بعض خطبه بقوله: «كيف يراعي النبأة من أصمته الصبيحة» ؟ أي كيف 
يحفظ الصوت الخفي من أصمته الصيحة الإلهية والنبوية؟ استعار نىة النبأة لدعائه ليه لهم وندائه 
إلى سبيل الحق والنصيحة لخطاب الله ورسوله وهى كناية عن ضعف دعائه بالنسبة إلى قوة دعاء 
الله تعالى وتقرير ذلك أن الصوت الخفى لا يسمع عند القوى لاشتغال الحواس به وكان كلامه 49 
أضعف في جذب الخلق إلى الحق من كلام الله وكلام رسوله فأجراه مجرى الصوت القوى وأجرى 
كلامه مجرى الصوت الخفيء واسناد الإصمام إلى الصيحة ترشيح له للاستعارة إذ من شأن الصيحة 
العظيمة الإصمام ذا فرعت السمع. 

(ولا عقل كالتدبر) فى العواقب ليسلم عن المكاره والنوايب والعقل قوة بها إدراك المعقولات 
والمحسوسات بتوسط الآلات وقد يطلق على الإدراك أيضاً. والتدبر النظر فى عاقبة الامر وهو 
دلبل على الغقال "عن أذ دمن لآ تدر له لأ عقل لهم ذلك تغياله عليه تورقى فيه «(ؤلا غنناةة 
كالتفكر) في الأمور من حيث الصدور وعدمه إذ بالتفكر يشاهد صور المعقولات ويبصر وجوه 
العبادات فهو مع كونه عبادة أصل للبواقي والأصل أفضل من الفرع. 


1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





(ولا مظاهرة أوثق من المشاورة) في الأمور مع الأصدقاء وأصحاب العقول والأذكياء فإن 
معاونة العقول أقرب من الوصول إلى المطلوب وأدخل في حصول الألفة بينهم ولذلك خاطب الله 
تعالى حبيبه مع كمال عقله ولطف جوهره بقوله: ! وشاورهم في الأمر». 

(ولا وحشة أشد من العجب) لأن المعجب لما رأى فى نفسه من الفضل والكمال واعتنى به 
خق اريع طون :1ل عدا لوسك من شير زود للك العير أ بقن برسي قروب و ا 
إذاكان سلطاناً أو ذا مال فتقرب منه الراغب في الدّنيا مع الوحشة للضرورة وقد مر حقيقة العجب 
وبيان أنه من المهلكات فى بابه. 

(ولا ورع كالكف عن المحارم) الورع عبارة عن لزوم الأعمال الجميلة المفيدة في الآخرة 
والغفلة معه عن الأمور الدنيونية والمصالح المتعلقة بجزئياتها ليست بضارة بل ربما كانت سبباً 
للنجاة من عذاب الآخرة له أفراد متكثرة أفضلها الكف عن محارم الله خوفاً من الله تعالى (ولا حلم 
كالصبر والصمت ) لماكان الحلم هو ملكة العفو والصفح عن الأنام والتجاوز عن الانتقام لا يحصل 
إلا بالصبر على المكاره والشدايد والسكوت فى مقام البطش عن المقابح والمفاسد عدهما أفضل 
منه لأن الأصل أفضل من الفرع, وإنما أورد يِه هذه النصايح وما يأتى في صورة الأخبار للاهتمام 
بشأنها. 

(أيها الناس فى الانسان عشر خصال يظهرها) مبتدأ لشاهد فعلى الأول المبتدأ محذوف 
وعلى الثاني فاعل بظهر ضمير راجع إلى الإنسان وهذه الخصال يحتاج إليها الإنسان في بقائه 
ونظامه والغرض من ذكرها وذكر آلاتها الترغيب فى معرفة قدرها ومنعمها وشكرها وصرفها في 


وجوه البروهى الوجوه التى طلبها المنعم. 
(لسانه شاهد يخبر عن الضمير ) فليكن ما فى الضمير لا يضره غيره ولا يوجب وباله في الذنيا 
ونكاله فى الآخرة. 


(وحاكم يفصل بين الخطاب) الحق والباطل والبليغ وغيره ويمكن أن يُراد بالفصل تقطيع 
الحروف وجعل بعضها خطاباً وبعضها خطاباً آخر واضح الدلالة على المقصود. 

(وناطقيره بهالحواب) يعد السؤال عن أمور الدين والدّنيا ولايد أننيكون الجواتب على :وس 
الصواب (وشافع يدرك به الحاجة) لنفسه ولغ ه ولابد أن تكون مشروعة لأن غيرها كفران للنعمة 
(وواصف يعرف به الأشياء ) ذواتها وصفاتها تصوراً وتصديقاً تعليماً وتعلماً (وأمير يأمر بالحسن) 
العقلى والنقلى, الدينى والدنيوي. 

(وواعظ ينهى عن القبيح ) نهى تحريم أو تنزيه كذلك (ومعز تسكن به الأحزان) من المصائب 
والنوائب والتعزية هى الحمل على الصبر بذكر ما يسهله. 


لأمد و المومتين للق 

بع ع د اس وا و ولعل المراد أنه حاضر 
يعرف وجوه الكلام يأ تى به على وجه يكشف الضغاين عن القلوب. 

(ومونق يلهى الأسماع) المونق المعجب من أنقه إيناقاً أعجبه وألهاه عن كذا أشغله ووصفه 
بالإيناق باعتبار حاله وهو الكلام وفي بعض النسخ «تلتذ به الاسماع». 

(أيها الناس لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل) دل على أن 
كتمان العلم والحق مع القدرة على إظهارهما مثل إفشاء الجهل والباطل فى الحرمة وأما بدون 
القدرة فقد يجب الكتمان كما دلت عليه الروايات المتكثرة. 

(واعلموا أيها الناس أنه من لم يملك لسانه يندم) يعنى من لم يملك لسانه وأجراه فى ميدانه 
وتكلم فى كل طور من الأسرار والعلوم والمجادلة والمخاصمة والجرح والغيبة والتهمة والكذب 
والتكذيب والمضحكة والمزاح الكثير وكل ما لا يعني من غير تفكر فى حسن حاله وقبح مآله يندم 
بالآخرة لما رآه من الإفساد وذل النفس واحتقارها وسفهها واستهزاء الحاضرين ومعاداة السامعين 
ولا ينفعه الندم وقد روى: «إن نجاة المؤمن من حفظ لسانه) وبالجملة فى كثرة الكلام وإظهار ما 
ينبغى إخفاؤه وبال الدننا ونكال الآخرة وإنما أمر بالعلم أولاً للاعتناء 0000 هذه النصيحة وليس 
المقصود مجرد العلم به بل المراد به العمل بمقتضاه. 

(ومن لا يعلم يجهل ) يعلم مجهول من التعليم والتعليم إنما يكون من معلم رباني وفيه إشارة 
إلى أن الناس يحتاجون في رفع الجهل عنهم إليه؛ أو معلوم من العلم أي من ليس له حقيقة العلم 
فهر جاهل إذ لا واسطة بينهما فوجب تحصيله أو المراد من لم يعلم قدره فهو جاهل لأن العلم 
مستلزم لمعرفته وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم ويؤيده قول أمير المؤمنين نظِةِ: وركفى 
بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره). 

(ومن لا يتحلم لا يحلم) التحلم إظهار للحلم واستعماله إياه بنوع كلفة حتى يظن أنه متصف به 
وفيه ترغيب في التحلم لتحصيل الحلم لأن الحلم المكتسب إنما يحصل به حتى يصير ملكة (ومن 
لا يرتدع لا يعقل) ردعه عنه كمنعه كفه ورده فارتدع أي من لا يرتدع عن القبايح وطريق الضلال 
ولا يكف نفسه عنهما لا يعقل أصلاً أو لا يعقل قبحها وفسادها وسوء خاتمتها إذ لو عقلها لارتدع 
عنها وفيه لوم للصحابة أيضاً حيث تركوه وأقبلوا إلى الباطل (ومن لا يعقل يهن) بالاستخفاف 
والاستحقار والاستهزاء لأن غير العاقل سفيه مستحق لجميع ذلك في الدّنيا والآخرة (ومن يهن لا 
يوقر) بالضرورة لأن الإهانة ضد للتوقير والتعظيم ووجود أحد الضدين يستلزم نفى الآخر. 

(ومن لا يتوقر يتوبخ ) وبخه توبيخا فتوبخ لامه وعذله وأنبه وهدده وقبول هذه المعاني لازم 
لعدم التوقيرء وهذه المقدمات إذا اعتبرت انتاجها ينتج أن من لم يرتدع يتوبخ وفي ١‏ بعض النسخ 


”و شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 


المعتبرة «ومن يتق ينج» بدلاً للمذكور. 

(ومن يكتسب مالآ من غير حقه) الضمير للكسب أو للمال والأخير أولى ليوافق الضمائر الآتية 
(يصرفه في غير أجره) وإن أعطاه مسكيناً أو أطعمه جائعاً لأن الواجب عليه رده إلى صاحبه 
والغرض أنه لا آجر فى صرفه وأما أنه يعاقب به فيعلم من مقام آخر. 

(ومن لا يدع وهو محمود يدع وهو مذموم) أي من لم يترك الدنيا والقبايح بالاختيار وهو 
ممدوح يتركها بالاضطرار وهو مذموم والعاقل لا يؤثر الذم على المدح لأمر يتركه بالاضطرار. 

(ومن لم يعط قاعداً منع قائما) يحتمل وجهين الأول وهو الأظهر أن يكون الفعلان مجهولين 
يعنى من لم يعط زائداً على القوت حال كونه قاعداً غير طالب له منع منه حال كونه قائماً طالباً له 
لأن المقدر يأتيه طلبه أو لم يطلبه وغير المقدر لا يحصل وإن طلبه كما دل عليه بعض الروايات. 

والثاني أن يكونا معلومين يعني من لم يعط قاعداً غير سائل منع قائماً سائلاً لاشتراكهما في علة 
المنع وهى البخل وفيه ترغيب فى إعطاء غير السائل. 

(ومن يطلب العز بغير حق يذل) عند الله في الدّنيا والآخرة كما طلبه الخلفاء الثلاثة وأضرابهم 
(ومن يغلب بالجور يغلب) وقتا ما إما في الذّنيا أو في الآخرة والإمهال في الجملة للاستدراج أو 
لغرض آخر لا ينفعه لأنه تعالى بنتقم منه لا والله عزيزٌ ذو انتقام»( '؟ ولأن المظلوم من حزب الله 
وحزب الله هم الغالبون وفيه أيضاً تعريض لمن غلبه بالخلافة. 

(ومن عاند الحق لزمه الوهن ) كما قال الله تعالى فى وصف المنافقين: 9 يحسبون كل صيحة 
عليهم» وقال فى وصف الكفار: #إتحسبهم جميعاً وقلوبهم شقى» ويحتمل أن يكون المراد أن 
طون إذا كان أمراً عظيماً كإظهار دين الحق لا يمكن حصوله إلا بعد قوتهم وتظاهر بعضهم 
ببعض وفيه تنبيه على وجوب الألفة ة والاتحاد في الدّين وعدم تشتت الآرا اء والتعاند فيه فإن ذلك 
يدعو إلى التفرق والتحزب ودخول الوهن والضعف عليهم وكل ذلك منافيٍ لمطلوب الشارع 
ألاترى أن الملك في تحصيل المُلك يحتاج إلى تعاون العساكر وتآلفهم وتظاهرهم حتى يحصل له 
القوة وتتجلى له صورة النصر وفيه أيضاً تعريض لمن ذكر. 

(ومن تفقه وقر) دل على أن التوقير والتعظيم من لوازم التفقه فى الدين والآيات والروايات 
الدالة عليه أكثر من أن تحصى ويكفى في ذلك أن الملائكة تضع أجنحتها له رضئ به وأنه من ورثة 
الأنبياء وأنه يستغفر له جميع الموجودات حتى الحوت في البحر. 

(ومن تكبر حقر) عند الله وعند الأنبياء والمرسلين بل عند جميع المخلوقين والله سبحانه 





اعشورة آل عهران: 3/7 


لأمي رالمؤمتين 01" 
يوصل إليه ضد ما قصده. 

(ومن لا يحسن لا يحمد) الإحسان ضد الاساءة يعني من لا يحسن إلى الخلائق لا يكون 
محموداً عندهم وقد اشتهر أن الإنسان عبيد الإحسان وأن الإحسان وإن كان ثقيلاً إلا أن فيه أثراً 
جميلاً وإن ذا القرنين قال لأستاذه ارسطاطاليس: انصح لى. فقال: «ملكت البلاد بالفرسان فاملك 
القلوب بالااحسان». 

(أيها الناس أن المنية قبل الدنية) المنية الموت والدنية الخصلة المذمومة يعنى احتمال 
الموت قبل احتمال ما يعيبك وخير منه. 

(والتجلد قبل التبلد) الجلد محركة الشدة والقوة والجليد القوى الشديد وجلد ككرم جلادة 
وتجلد تكلف الجلادة والتبلد ضد التجلد تبلد أي تحير فى أمره متردداً وفى كنز اللغة: تجلد جلدى 
كرون تبلد كند كشتن وبرهم زدن از يشيمانى ومتردد بدن بعروت لعل العراة أن التجلد في 
الأمور المطلوبة عقلاً ونقلاً ينبغى أن يكون قبل التبلد فيها إذ التبلد يوجب فواتها وفيه لوم لمن 
تجلد في الباطل وتبلد في الحق وحث لخلص أصحابه على الثبات والمتابعة (والحساب قبل 
الفقات )بالغيور زةاقاة ينين :تا خيرى ال القتيانة لامكا ليور التقيانةتعين المسحاسية ندا ولا مك 
التدارك حينئذ بل ينبغى تقديمه والافتفال .هف اللنيا أن نراقن المكلف أعضاءه ويعطي كل 
قو تيان الات سوبو يجيه تعدا روط اذ صرد و مده تاد لا فنا وقياتى :وا اكه بالقز الفا 
والأداء والإبراء ونحوها وهكذا يراعي حاله حتى يخرج من الدّنيا سالماً من المحاسبة في العرض 
الأكبر. 

(والقبر خيرٌ من الفقر) أي من الفقر القلبي والإفلاس الحقيقي وهو فقر الآخرة لوجود الأعمال 
الباطلة وفقد الأعمال الصالحة أو من الفقر المعروف الذي لأيكوان نيه كن ولا صبر ولا ورع 
حاجز عن المهلكات. 

(وغض البصر خير من كثير من النظر) أمر بغض البصر وترك النظر إلى ما لا بجوز النظر إليه إذ 
أكثر المفاسد والخطر إنما بحصل من إرسال النظر. 

(والدهر يومان: يوم لك ويوم عليك) بإعطاء المطالب ومنعها (فإذا كان لك فلا تبطر) البطر 
محركة النشاط والأشر والطغيان والتكبر وفعل الكل كفر. 

(وإذا كان عليك فاصبر) لأن الصبر فى مواطن المكاره والشدائد من صفات الأنبياء والأولياء 
وشو مع كركة :سب المقانات 7القلية الدرساف الرفيعة سبب أيضاً لسهولة المحئة ونزول الفرج 
(فبكليهما تمتحن) فأنت دايمأ في الاختبار أما بأسباب تبطر والبغي والاستكبار أو بأسباب الجزع 
والشكاية والاصطبار. 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

وفي نسخة : (وكلاهما ستختبر) الاستخبار الاستعلام من الخبر بالكسر والضم العلم بالشىء 
كالاختبار وإفراد الفعل باعتبار اللفظ إن كان غائباً وإن كان خطاباً يحتاج إلى إضمار. 

(أيها الناس أعجب ما في الإنسان قلبه) كل ما فى الإنسان من الجوارح والأعضاء والعزروق 
الساكنة والمتحركة والعظام الصغيرة والكبيرة والأعصاب الغليظة والدقيقة والرباطات الدقيقة 
وغيرها مما يشتمل على قليل منها علم التشريح أمر عجيب ووضع غريب يدل على قدرة الصانع 
وحكمته وتدبيره بحيث يعجز عن دركه عقول العقلاء وعن فهمه فحول العلماء وأعجب ما فيه 
قلبه وهو الجوهر المجرد المسمى بالنفس الناطقة التي خلقت له ساير الجوارح والقوى ووجه كونه 
أعجب ما أشار إليه إجمالاً بقوله: (وله مواد من الحكمة) النظرية والعملية لأن له قوة نظرية بها 
يدرك المعقولات الكلية والأسرار الالهية وصور المجردات وحقايق الأشياء كما هى ويطير بأجنحة 
الكماله:] تن اله الزوحاباك ويدرك انها قور المسومياك ووجزه المنتاعاف بعرينيط الآزات 
وقوة أخرى عليه بها بتصرف فى البدن وقواه فيأمر اللسان بالتكلم فيتكلم ويأمر البصر بالإيصار 
فيبصر وهكذا وهو بهذه القوة 5 الاستعانة بالأولى يتخلى من الرذايل ويتحلى بالفضايل إن كانت 
القوى تابعة له ومحصورة على ما يليق بها ويجعله نصيباً لهاء ثم أشار إلى أنه مع كماله وشرفه وكونه 

من العالم العلوي أمير في هذا العالم الجسماني فقير عاجز للهوى والحواس والقوى بقوله: 

(وأضداد من خلافها) منشأ هذه هو القوة العملية وأشار إلى تفسير الأضداد إجمالاً وهي 
أحواله العارضة المتولدة بعضها من بعض بقوله: 

(فإن سنح له الرجاء) من الدّنيا وأهلها (إذ له الطمع) فيها (وإن هاج به الطمع ) فيها وحركه إلى 
الرغبة إليها (أهلكه الحرص) عليها وهو عدم الرضا بالواصل وصرف العمر في تحصيل غير 
الحاصل وهذه الصفات مترتبة في الوجود ناشية من الإفراط في القوة الشهوية مذلة للنفس والنفس 
مع كونها من عالم القدس ونظرها إليه بالذات كثيراً ما تصير مغلولة أسيرة لها والنجاة من حبسها إنما 
تكون بردها إلى الوسط وتقريرها عليه. 

(وإن ملكها اليأس) من الدّنيا العالية أو السافلة (قتله الأسف) والحزن الشديد على فواتها 
والأسف على اليأس من الأولى أقبح من الثاني والكل دليل على ضعفه من حيث انقياده لتلك القوة 
المتجاوزة على الوسط إلى حد الافراط والتفريط حتى أنه يغتم بفوات مطلوبها. 

(وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ ) غضبه حركته نحو الانتقام أو انفعاله عن تلك الحركة 
ومبدؤه الطغيان في القوة الغضبية والأنفة عن تحمل ما هو ثقيل عليه والغيظ ثمرة الغضب يحصل 
د فاته عاد لصي من رسي تريب اظريا” أحكامه (وإن أسعد بالرضا) أسعده أعانه 
والمراد أنه أعين بالرضا وتهيأت له مقاصد الدّنيا على الوجه المرضي عنده. 


لأهين المؤ منين 007" 


(نسى التحفظ ) والتحرز عن مخاطرات النفس ومكائد الشيطان فيقع بذلك في مهاوي العصيان 
رحا حر رك سفاني ال لك 

(وإن ناله الخوف) من الخلق أو من فوات الدّنيا يا (شغله الحذر) من المخوف عن أمر الآخرة 
وأما خوفه من الله والحذر من موجباته فهو من كماله وقوته. 

(وإن اتسع له الأمن) في النفس والمال والجاه (استلبته الغرة) الشيطانية وأوقعته فى موارد 
الشهوة النفسانية والاستمتاع بلذات الدّنيا والاستلاب والاختلاس. والغرة بكسر الغين المعجمة 
الغفلة (وإن جددت له نعمة أخذته العزة) فى نفسه وهى العجب أو على الغير فهى الكبر وكلاهما 
من جهة نقصه في القوة العقلية وأسره في يد القوى البدنية. ش 

إن أفاقهالاً) أقادا اسسفاده: وأعظاء :فعة» والمراه نهنا الأول رأطفاة :القن )جع لطاع 
عاصياً بالعجب والتكبر والتفاخر والضلال عن الحق كما قال عز وجل إن الإنسان ليطفى أن رآه 
استغنى74١)‏ (وإن عضته فاقة) وفقر وفيه مكنية وتخييلية. 

(شغله البلاء) والمحنة والحزن على ما فاته خصوصاً بعد حصوله عن الله وعن سلوك سبيله 
والعمل الخالص لوجهه. 

(وفي نسخة : جهده البكاء) أي أتعبه لأن الفقير الطالب للدّنيا المتعلق قلبه بها يبكى على فواتها 
كبكاء «التكلى وهذا تبج من الأصل وأدل على كمال ضعفه. ْ 

(وإن أصابته مصيبة) في النفس والمال والحال (فضحه الجزع ) والاضطراب الدال على خفته 
وسفاهته حتى يكشف مساويه عند الناس. 

(وإن جهده الجوع) بكسر المزاج والطبيعة لقلة الغذاء (أقعد به الضعف) عن الحركات 
والافعال اللايقة به والغرض منه بعد إظهار عجزه وضعفه ترغيبه في رفع الجزاء برفع الشرط 
وتناول الغذاء على قدر يحتاج إليه في البقاء لارفع الجزاء مع وجود الشرط كما في النصائح 
السابقة (وإن أفرط في الشبع ) بأن جاوزه وهو حرام مع الضرر والأفضل دون الشبع. 

(كظته البطنة) أي كربته وجهدته حتى عجز عن تحمله وهضمه. والبطنة بالكسركثرة الأكل أو 
شيء يعتري من إمتلاء الطعام إنما قلنا: الأفضل دون الشبع, لأن الشبع وما فوقه يثقل البدن ويكدر 
الحواس ويجمد الشعور ولذلك قيل البطنة تذهب الفطنة وتورث القسوة والغلظة وقلة الأكل 
يوجب لطف الحواس وقلة الأبخرة المتعددة من التملي بالطعام والشراب وطهارة جوهر النفس من 
الحياة البدنية وكل ذلك سبب لاتصالها بعالمها واستشراقها الأنوار من الملأ الأعلى ثم أشار إلى 





١-سورة‏ العلق : 1. 


عه" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


كيفية التخلص من هذه الأضداد بقوله: 

(فكل تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد) في: فينبغى أن يكون بين هذا وذاك وهو الصراط 
المستقيم وسبيل الحق مت السو امزال القوى العقلية والشهوية والغضبية ملكة 
الحكمة والعفة والشجاعة وحصلت باشتباك هذه الأمور ملكة العدالة ويتأيد شرفه الذاتى بهذه 
الكمالات الشريفة وتمت خلافته في عالم الأبدان وتنقاد له جميع القوى والحواس حتى ينتهي 
سيره إلى منزل السعادة الابدية. 

(أيها الناس من قل ذل) القلة بالكسر ضد الكثرة وقل الشيء إذا لم يكثر وقله إذا أتى بقليل 
فالمعنى على الأول من قل ولم يكن له أنصار وأعوان ذل وهان عند الناس وفيه حث على اتخاذهم 
بالإحسان وحسن المعاشرة ليوم الحاجة كما يرشد إليه قول أمير المؤمنين كه أيضاً: «أيها الناس 
أنه لا يستغنى الرجل وإن كان ذا مال عن عشيرته ودفاعهم عنه)» وعلى الثاني من قل عطاؤه ذل 
وقال بعض المحققين: الموجود في النسخ المصححة قل بالقاف والظاهر أنه بالفاء وبالقاف 
تصحيف قال فى الصحاح: فله فانفل أي كسره فانكسر. 

(ومن جاد ساد) أي جل قدره عند الناس متوليأ لأمورهم يرجعون إليه وينقادون له وقد رغب 
فى الجود بذكر بعض فوائده المرغوبة. 

(ومن كثر ماله دأس) رأس رؤساً مثل قال قولاً مشي مكنكتراً وأكل كتير ورامى بريص رمسا 
مشى متبختراً والشيء : ضبطه والقوم اعتلا عليهم وقد نفر عن إكثار المال بذكر بعض خصاله 
المذمومة التابعة له. 

(ومن كثر حلمه نبل) نبل ككرم نبالة فهو نبيل نجيب كريم حسيب وقد رغب في الحلم بذكر 
شىء من منافعه المطلوبة. 

(ومن أفكر في ذات الله تزندق) الفكر بالكسر ويفتح إعمال النظر في الشيء ليعرفه فكر فيه 
وفكر وأفكر وتفكر بمعنى والزنديق بالكسر من الثنوية أو القائل بالنور والظلمة أو من لا يؤمن بالله 
وبالربوبية أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان أو هو معرب زن دين أي دين المرأة يعني من نظر في 
ذات الله بالتحديد والتوصيف والتجزئة والتشبيه والتجسيم والمقدار والغاية والنهاية وأين هو 
وكيف هو ومتى هو فقد أنكر ربوبيته وكفر بالله العظيم. 

(ومن أكثر من شىء عرف به) إن خيراً فخير وإن شرا فشر وفيه ترغيب في الخير ليعرف به 
وفى بعض النسخ: «في شي ع). 

(ومن كثر مزاحه استخف به) إكثار المزاح والمطايبة في الأمر الجايز مذموم لما ذكر من 
الاستخفاف والاستهزاء والسخرية به وأما أصل المزاح فليس بمنهي عنه مع الأصدقاء والأحباء 


ْ لأمون المؤهنين 0 


ومزاحه نيه ومزاح رسول الله يليْهُ مشهوران حتى قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا قال: دإني أمزح 
ولا أقولإلاً حقاً) ولذلك قال العلماء المنهي عنه من المزاح ما يسقط المهابة والوقار ودل على قلة 
العقل وخفته وأما الذي سلم من هذا فهو الذي كان النبي يَيْهُ يفعله وكذلك الوصى على الندرة 
لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته وهو مستحب. 

(ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته ) إكثار الضحك مذموم لذهاب هيبته وخوفه وتوقيره وتعظيمه 

عن القلوب وأما أصله فليس بمنهي عنه لمامر وقد روي أن النبى يَيْيْهُ إن ضحك لم يعل صوته 
تقلبة ذكن العوك وما بهذ ركان أكثر ضحكه التبسم وقد يفتر أحياناً ولم يكن من أهل القهقهة (فسد 
كعي هن لبن له أديك )3 اليب تنا يشم بالادي واد لس فلس عزاو ارين اللعميت تررك 
الولد باعتبار شرف الآباء ففساده بعدم الأدب أيضاً ظاهر. 

(إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال) فى النهاية العرض موضع المدح والذم من الانسبان 
سواء كان في نفسه أو في سلفه أو من يلزمه أمره وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه 
ويحامى عنه أن ينقض ويثلب وقال ابن قتيبة: عرض الرجل نفسه وبدنه لاغير وفيه ترغيب فى 
ترك المماطلة مع العزماء وصرف المال بالإنفاق وصلة الأرحام وإخراج الحقوق المالية الواجبية 
والمندوبة وإعطاء الجائر مع الخوف منه تحرزاً من اللوم والبخل والضرر وهتك السر ونحوها مما 
خنص عرص 

(ليس من جالس الجاهل بذي معقول) أي بذي علم لأن الجاهل منتهى غرضه التصرف في 
أحوال الدّنيا وكيفية تحصيلها والتمتع بها والتكلم بالفضول ولا ينفذ بصره إلى أحوال الآخرة 
والعالم على عكس ذلك فبينهما تضاد والمتضادان لا يجتمعان فى محل واحد وأيضاً المجالسة 
تقتضي المكالمة والجاهل لا يقدر أن يتكلم في المعقولات والعالم يقدر أن يتكلم في أبواب 
الجهالات فلا محالة يجرى مجراه وذلك يفسد نور علمه وأمر دنياه وعقباه وكأنه إلى هذا أشار 
بقوله: (ومن جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال) أي للتكلم بفضول ما يتحدث به المتجالسون 
الجاهلون من قولهم: قيل كذا وقال كذاء بناؤهما على أنهما فعلان ماضويان متضمنان للضمير 
والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خاليان من الضمير وإدخال حرف التعريف عليهما فى 
قولهم القيل والقال وقيل القيل الابتداء والقال الجواب. وبالجملة أمر بالاستعداد لفضول الكلام 
وكثرته مبتديا ومجيباً وحكاية أقوال الناس والبحث عما لا يجدي نفعاً بل يوجب ضياع العمر 
وجهد الكتبة وسواد القلب وسواد دفتر الأعمال والصعوبة فى الآخرة وقال: 

(لن ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لإقلاله ) الإقلال قلة الجدة والفقر ورجل مقل أي فقير 
بعني أن الموت وروده على الغني والفقير ضروري لا يقدر أن يدفعه الغني بماله ولا الفقير بفقره 


» شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





لت 
بعده ورفض كل ما هو مانع من |" 0 وتحصيل الزاد لها 

(أيها الناس لو أن الموت يشترى لاشتراه من أهل دنا الكريم الأبلج واللئيم الملهوج) 
الاشتراء خريدن وفروختن, ضد والمراد هنا الأول والكريم الشريف والأبلج الواضح المشرق 
والمراد به أهل العلم والعمل واللئيم ضد الكريم والملهوج من اللهج يُقال: لهج بالشيء كفرح إذا 
أغرى به والاغرا در حرص افتادن ودر حرص انداختن كذا في كنز اللغة» وقد رغب في توقع 
الموت ورجحه على هذه الحياة بالنسبة إلى كل أحد إما إلى الكريم فلتخلصه من آلام الدّنيا بسببه 
ووصوله إلى نعيم الأبد فلذلك قال سيد الوصيين حين ضرب بالسيف: «فزت ورب الكعبة» وأما 
بالنسبة إلى اللثيم الحريص في الدّنيا فلتخلصه منها ومما يوجب زيادة العقوبة في الآخرة وحمل 
الاشتراء على المعنى الثانى باعتبار أن الكريم يحب البقاء للطاعات واللئيم يحب الدّنيا بعيداً جداً 
لأ المقاع يفط جب الموث والعر غيب قيه. 

(أيها الناس: إن للقلوب شواهد تجري النفس عن مدرجة أهل التفريط) عن للمجاوزة 
والمدرجة الطريق ولعل المراد بالشواهد الأدلة على الصراط المستقيم والهدايات إليه لأنها تشهد 
أنه حق وأن خلافه باطل, وفيه تنبيه على أنه لابد من قبول شهادتها بإجراء النفس فيه متجاوزاً عن 
طريق أهل التفريط والتقصير مع الإيماء إلى أن تفريط الصحابة في حقه نِىةٍ كان على علم ومعرفة 
005 3 ءِ 

(وفطنة الفهم للمواعظ ما يدعو النفس إلى الحذر من الخطر) الظاهر أنه مبتدأ وخبر عطفا 
على اسم إن وخبرها والعطف على الشواهد يقتضي خلو الموصول عن الإعراب ظاهراً والفطنة 
والفهم : فى اللغة معرفة الشىء بالقلب وفي العرف جودة تهيأ الذهن لقبول ما يرد عليه من العلوم 
والمعارف فالإضافة بيانية ولو أريد بالفطنة المعنى العرفي وبالفهم المعنى اللغوي أوكان الفهم 
بكسر الهاء كانت الإضافة لامية واللام فى قوله: للمواعظ. » صلة للفهم والموعظة كلام مشتمل على 
الأمر بالخيرات والزجر عن المنهيات والخطر بالخاء المعجمة ما يخطر بالبال من الهواجس 
النفسانية وبالظاء المعجمة الحرام ولعل المراد أن فطنة الذهن وفهمه للمواعظ القرآنية والنبوية ما 
يدعو النفس إلى الاحتراز عن المخاطرات الداعية إلى الخروج عن منهج السداد والنفور عن سبيل 
الرشاد وفيه توبيخ لمن ترك مقتضى فهمه وسلك سبيل البغي والعناد. 

(وللقلوب خواطر للهوى) هو ميل النفس الأمارة بالسوء التابعة للقوى الشهوية والغضبية إلى 
مقتضى طباعها من اللذات الدنيوية إلى حد الخروج عن الحدود الشرعية وهو أشد جاذب 
للإنسان عن قصد الحق وأقوى ساد له عن سلوك سبيله. 


لأمير المؤمنين دا 

(والعقول تزجر وتنهى عنه) وقد مر في كتاب الأصول أن بين العقول الخالصة المائلة إلى 
العالم الأعلى وبين النفس الأمارة الراغبة في الدّنيا تجاذب وأن التخلص منها إنما يحصل بكسر 
هاتين القوتين وإعطاء كل واحدة منهما ما يليق بها شرعاً وعقلاً. 

(وفي التجارب علم مستأنف) أي علم جديد لأن العلوم أكثرها إنما تحصل بالتجربة وعرفها 
بعض المحققين بأنها عبارة عن حكم العقل بأمر على أمر بواسطة مشاهدات متكررة معدة لليقين 
بسبب انضمام قياس خفي إليها [إن كان] وهو أنه لوكان هذا أمراً اتقائياً لماكان دائماً ولا أكثرياً وهى 
مركبة من مقتضى الحس والعقل واجتماعهما وبهما يكمل العقل. ولذلك ورد فى الخبر: «إن 
التجارب لقاح العقول) ومما علم به عدم اعتبار الدّنيا وزهراتها ووفائها لأهلها كما قيل: 

ومن يذق الدّنيا فإنى طعمتها وسيق إلينا عذبها وعذابها 
فلم أرها إلا غروراً وباطلاً كما لاح ظهر الفلاة سرابها 

وليس الاحتياج إليها مختصاً بالجاهل بل العالم أيضاً يحتاج إليها ولذلك قالوا: لا يتم رأي العالم 
ما لم تنضم إليه التجربة وذلك أن العالم وإن علم وجه المصلحة في الأمر إلا أن ذلك الأمر قد 
بشتمل على بعض وجدمه المفاسد الذي لا يطلع عليه إلا بالتجربة مراراً ولذلك قال أمير 
المؤمنين عَْؤِة: «رأي الشيخ أحب من جلد الغلام) قيل وجه ذلك أن المشايخ يكونون أولى 
بالتجربة وأكثر رأيهم صواب والشبان وإن كانوا أصحاب فطانة فكثيراً ما يخبطون إذ لا تجربة لهم 
وأكثز الأمو و الذتيؤية التخربيات: 

(والإعتبار يقود إلى الرشاد) أي أبصار الدّنيا والإعتبار بأحوالها الحاضرة والماضية وبما ورد 
على الناس بسبب مخالفة الدين وأهله وجعلها مادة للتفكر يقود إلى الهداية والرشاد ورفض الدّنيا 
والأعمال الصالحة للآخرة والعلم بما هو المطلوب للإنسان لعلمه بأن الدّنيا متكدرة وأحوالها 
متغيرة وزهراتها متصرمة وأن الحكمة في خلق بدنه وما فيها من الآلات والمنافع إنما هي استكمال 
نفسه بتحصيل العلوم الكلية والأعمال الصالحة الحسنة وفضائل الأخلاق النفسية بتصفح جزئيات 
ومقايسات بعضها إلى بعض كالإستدلال بحدوث الممكنات وعجائب المخلوقات على وجوده 
تعالى وحكمته وقدرته وجوده فتحصل الهداية إلى عالم الملك وأسرار ا 
الأبدية التي هي قرب الحق ومن ههنا علم أن الإعتبار سبب مادي لجميع ذلك 

(وكفاك أدباً لنفسك ما تكرهه لغيرك) من الأمور الثقيلة عليه كما روى: إل مو كرف التزامة 
أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك» وهذا من أعظم الآداب الشرعية بل لايتم 
إلا بتحقق جميعها أو من الأمور المذمومة شرعاً لأن كراهتها سبب لأدب النفس وهو معرفة حقوق 
الله تعالى والاإعراض عن تلك الأمور. 


04 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


(وعليك لأخيك مثل الذي لك عليه) حقوق المؤمن كثيرة منها إشباع جوعته ومواراة عورته 
وتفريج كربته وقضاء حاجته والسؤال عن حاله عند رؤيته والزيارة والدعاء له في غيبته والاجتهاد 
والرغبة في خدمته والخلافة في أهله وولده بعد موته والإتيان بمرضاته في جميع الأحوال 
والإعانة له بالنفس واللسان والمال وغير ذلك مما هو مذكور فى كتاب الكفر والايمان. 

(ولقد خاطر من استغنى برأيه) أي من استغنى برأيه وهواه في أمور الدين والدَّنيا خخاطر 
وذهب يميناً وشمالاً وخرج عن طريق القصد من الخطر بمعنى الاهتزاز والاضطراب أو ألقى 
بنفسه فى الهلكة. 

عاك امن م ذا ألقاها فيها وفى النهاية المحدثون يسمون أصحاب القياس أصحابت 
ارام انع رالعنارن. ١‏ رالود فيذا سكين السديت ارجقاله رض فيد عه يك ولا اث عورد 

وفيه رد على من جوز استعمال الرأي في باب المعارف والأسرار والأحكام ونصب الإمام فما 
ذهب إليه بعض الصوفية ومنهم الغزالي في كتاب الكيميا من أنه يجوز انتكشاف العلوم والبلوغ إلى 
مرتبة النبوة بالرياضة والمجاهدة بلا توسط نبي وأن الفرق بينه وبين النبى أن النبي مأمور بالتبليغ 
قَوَنه أن النبي مثلنا في الإنسانية كما قال: إإنما أنا بشرٌ مثلكم74١'‏ وأن العلم بالمحسوسات 
حجاب بين العبد والربء باطل لدلالة الروايات الصحيحة على بطلانه ولأن هذا الرجل ينبغى أن 
يكون نبياً صاحب الوحي أمر بالتبليغ أولاً والعلم بالمحسوسات والانتقال منها إلى الصائع وما له 
من الحكمة والقدرة على ما قرره الشرع ليس بحجاب كيف وقد حث عليه عز شأنه فى آبات كثيرة 
منها قوله: « ويتفكرون في خلق السماوات والأرض..74' الآية ثم أنهم قالوا وجب الرجوع إلى 
المرشد وقد صرح به الغزالي في الكتاب المذكور فإن أرادوا بالمرشد النبى أو من أخذ الإرشاد منه 
فنعم الوفاق مع أنه مناقض لما مر أنه لا حاجة إلى توسط نبى وإن أرادوا غيره فهو أول البحث. 

(والتدبر قبل العمل فإنه يؤمنك من الندم) هذه كلمة جامعة للنصايح كلها إذ العمل شامل 
للأقوال والأفعال والعقائد مطلقاً والندامة أعم من ندامة الدّنيا والآخرة والمدبر قبل العمل بسبب 
ملاحظة ما يترتب عليه لا يأتى بما يضره أو غيره ويورث الندامة فيهما ويحبس كل عضو على ما هو 
المطلوب منه ولا يتحقق ذلك إلا برعاية قانون الشرع وآدابه وبالله التوفيق. 

(ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ) لعل المراد أن من استقبل بالقلب الخالص عن 
الشبهات وجوه الآراء المختلفة المتفرقة ومقدماتها الوهمية والخالية وعرفها حق المعرفة عرف 
مواقع الخطأ فيها كما بين فى موضعه مع أن مناط الرأي والقياس جمع المتشابهات في الحكم 


31517 دسوزة الكهفنا :11 ؟ دطووة: آل:غدرات‎ ١ 


لأمير المؤمنين 5 


وتفريق المختلفات فيه والأمر بالعكس في كثير من المواضع. ويحتمل أن يراد بالوجوه الأدلة 
الشرعية المنصوبة على موارد الرأى والقياس الدالة على حكم مخالف لها فإن من استقبل إليها 
وعرفها عرف مواقع خطاء تلك الآراء وفيه على التقديرين زجر عن استعمال الرأي وحث على 
الرجوع إليه ىه كما قال في بعض خطبه: «فاهدوا عنى وانظروا ماذا يأتيكم به أمري». 

(ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول) التعديل التقويم والتزكية والرأي في اللغة 
الاعتقاد مطلقاً سواء كان له مستند شرعى أم لا وإن شاع عند المحدثين إطلاقه على الثاني ولعل 
المراد أن من أمسك عن الفضول من الأفعال والأقوال وهى ما لا ينفع وإن لم يكن موجباً للعقوبة 
عدلت عقول أهل العرفان رأيه واعتقاده وحكمت باستقامته وتزكيته لآن استقامة الظاهر بسبب 
إستقامة الباطن ووجود المسبب دليل على وجود السبب. 

(ومن حصر شهوته فقد صان قدره) لعل المراد بحصر الشهوة حبسها على القدر اللايق بها 
عقلاً ونقلاً وهو الوسط بين الأفراط والتفريط المقتضى للعفة المندرجة تحتها أنواع كثيرةمن 
الفضائل كما ذكره المحقق فى علم الأخلاق ويتبعها الاعتدال فى القوة الغضبية والعقلية أما 
الغضبية فلأنها معينة للشهوية فى تحصيل مطالبها بالغلبة والتسلط فإذا اعتدلت اعتدلت, وأما 
الال قلأن سناد ها قاد امي التوقيد و علينهها غلنها فاذ| عفدل امعدلت وفيت فن الرسشط 
الجقعدين الله والشكقة ومن سنا اظهر أ0 حصي القهرةيسيية لسييانة القاذى وتحقظ المدرل عند 
الخالق والخلائق إذ قدر الرجل إنما هو باعتبار الكمال الحاصل من الاعتدال فى تلك القوى وفى 
بعض النسخ: «ومن حصن شهوته). ْ ١‏ 

(ومن امسك لسانه امنه قومه ونال حاجته) فى القاموس: الوم الجماعة من الرجال والنساء 
معاً أو الرجال خاصة أو تدخل النساء على التبعية والأمن ضد الخوف وفعله من باب فرح يعني من 
أمشك لسانة عن الأقوال المضرة بالفعل أو بالقوة كان قومه منه في أمن ونال حاجته منهم ومن 
غيرهم لميل القلوب إليه وهما فائدتان له فى الذدّنيا وفائدته فى الآخرة كثيرة. 

(وفي تقلب الأحوال علم جواهر الرجال) أي يعلم جواهر الرجال وطبايعهم وكونها حسنة أو 
قبيحة محمودة أو لثيمة بتقلب أحوالهم في الدّنيا وتغيرها وتبدلها فإن ذا الجوهر الشريف والطبع 
اللطيف والنية الصادقة والعزيمة الثابتة لا يتغير أعماله ولا تتبدل أحواله بل يكون كما كان الطريق 
المستقيم والنهج القويم ولا ينقص شيئاً من عبادته ولا يترك أمراً من عادته وإن سطا الدهر عليه 
وغلب وسلب منه ما كسب وانعكس حاله وانقلب وفيه ترغيب فى البقاء على الطاعات والصبر 
على المصيبات. 

(والأيام توضح لك السرائر الكامنة) قد شاع عند الفصحاء والبلغاء نسبة ذلك إلى الزمان 





تجورا باغسان أن الزفان من الأسبات المعدة لظهون الأسراز المستورة التي في علم الله تعالن د 
خير أو شر ولذلك قيل: الأمور مرهونة بأوقاتها وقد تتفاوت الأزمنة فى الاستعداد لقبولها ففىي 
بعضها يكون الشر أكثر سيما زمان ضعف الشريعة التى هى سبب نظام العالم أو الحياة الأبدية وفي 
بعضها يكون الخير أكثر وهو الزمان الذى تكون أحوال الخلق منتظمة فيه خصوصاً زمان قوة 
الشريعة ولعل فيه إيماء إلى ما وقع من أمر الخلافة وانقلاب أحوال الصحابة وسلطنة بني أمية وبني 
عباس وتغيير قوانين ن الشرع وشيوع الجور والظلم على أهله وترجيح المسيء على المحسن والدني 
على الشريف والجائر على العادل والباطل على الحق والرذائل على الفضايل أو الأعم منها ومن 
نوائب الدهر وفيه ترغيب م فى الصبر عليها والرضا بالقضاء. 

زوليس فى البرى الخاطت مستمتع لمن يخوض فى الظلمة) هذا تمثيل متضمن لتشبيه 
زغرات: الدّنيا وزينتها وأسبابها الطالعة من مطالعها فى سرعة زوالها وقلة الانتفاع بها واستعقابها 
ظلمة شديدة بالبرق الخاطف بالنسبة إلى من يخوض فى الليل المظلم والغرض منه التنفير عنها 
وعن الركون إليها وصرف الفكر فى تحصيلها والحث على الآخرة والأعمال الصالحة لها (ومن 
عرف الحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة) يعني المعروف بالحكمة النظرية والعملية وهي 
الغلى بالقواتين السرعية والعمن :بها نظرت إلبه الغيوزة: بالوقار لةنوالهيية نه لمظطمعة وكذلك كان 
معان الاسياء والحكماء الراسخين في العلم والعمل وحمل الهيبة على هيبته من عظمة الله بعيد 
وفيه ترغيب فى تحصيل الحكمة لما فيها من المنافع الدنيوية وأما المنافع الأخروية فظاهرة. 

(وأشرف الغنى ترك المنى ) الغنى كدإلى» ضد الفقر وفي المصباح منى الله الشيء من باب رمى 
قدره والاسم المناكدالعصا» وتمنيت كذا قيل: مأخوذ من المنا وهو القدر لأن صاحبه يقدر حصوله 
والاسم المنية والأمنية وجمع الأولى منى مثل غرفة وغرف وجمع الثانية الأماني وفيه استعارة 
حسية مرغبة فى ترك المنى حيث شبهه بالغنى وجعله أشرف أفراده باعتبار أنه يوجب النفع 
والراحة لاهن التعب والهلاك فى الدّنيا والآخرة. 

(والضين جِنّة من الفاقة) فيه ايض] النبنها زر« تخبية منرظيةا قن لصي نيت كنوه بالجنة هين 
الترس ووجه التشبيه أن بالصبر يأمن من أصابه سهام الفاقة وثوران دواعي الاحتياج إلى ارتكباب 
المحرمات المورثة للهلاك والدخول فى الناركما يأمن لابس الجُّنّة من أذى الضرب والجرح 
الموجب للهلاك. ْ 

(والحرص علامة الفقر) فى الآخرة لشغله عنها بالدّنيا أو في الدّنيا أيضاً لأنه الفقير متشاركان 
فى التعب والحزن والهم والاضطراب. 

(والبخل جلباب المسكنة) الجلباب كسرداب وسمسار القميص وثوب واسع للمرأة دون 


لانيز الم و كيه اف 
الملحفة أو هو الخمار ولعل الإضافة من باب لجين الماء والوجه هو الإحاطة والشمول والمراد أن 
البخل الحاجز للبخيل عن الإنفاق على نفسه وعياله وأهل الحاجة مسكنة محيطة به في الدّنيا 
والآخرة كما روى عنه نىة: وعجب للبخيل يستعجل الفقر الذي هرب منه ويفوته إلى الذي إياه 
طلب فيعيش في الدّنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء». 

(والمودة قرابة مستفادة) أى مودة الناس والتقرب إليهم بها وفعل ما يوده الناس لذلك الفعل 
قرابة مستفادة مكتسبة وهم كالاقارب يؤنسونه فى السراء ويعيئنونه فى الضراء وينصرونه فى الشدة 
والرخاء ويجتهدون له فى تحصيل المطالب ورفع النوائب ومن ثم قال يه: والتودّد نصف العقل» 
لأن العقل نصفان نصف عقل المعاد ونصف عقل المعاش والتودد منه (ووصول معدم خير من 
جافٍ مكثر) الوصول من الصلة والجفاء ضدها والمكثر من أكثر إذا أتى بكثير» والمعدم الفقير من 
أعدم الرجل افتقر, والمراد أن الفقير الوصول الحافظ لصلة الأرحام وغيرها خير من الجافي القاطع 
الكثير الإعطاء لأن الجفاء مذهب للعطاء والمحبة وميل القلوب إلى الوصول أكثر. 

(والموعظة كهف لمن وعاها) أى الموعظة وهى ما اشتمل عليه الآبات العظيمة والسنة 
الكريمة من الوعد والوعيد وضرب الأمثال والتذكير القروة الماضية وأحوال الأمم الخالية والآراء 
المحمودة الجاذبة للقلوب القابلة إلى سبيل الحق كهف منيع وملجأ رفيع لمن وعاها وحفظها وتأثر 
قلبه اللطيف وذهنه الشريف بها فإنها تدفع عنه شهوات النفس ومكائد الشيطان وتمنعه عن 
السلوك في سبيل البغى وموارد العصيان وتجذبه إلى صراط الحق وطريق الجنان. 

(ومن أطلق طرفه كثر أسفه) الطرف العين والطرف اللسان والفم والكل هنا مناسب وفي 
إطلاقه مفاسد كثيرة موجبة للأسف والحزن الطويل فى الدّنيا والآخرة. 

(وقد أوجب الدهر شكره على من نال تكله ) اكرنةا بعية عرد فل باعتبار تضييقه على 
المؤمن لا لتحقيره وإذلاله بل لتعظيمه وإجلاله كيلا يشغل بالدّنيا عن الآخرة ويمكن أن يراد به 
دهره لَوةٍ وما يشابهه في الشدة والصعوبة ويؤيده قوله عي فى بعض خطبه: «أيها الناس قد 
اصبحنا في دهر عنود وزمن شديد إلى قوله ولا نتخوف قارعة حتى تحل بنا) ونسبة اللإيجاب 
وأمثاله إلى الدهر مجاز شايع عند العرب وإلاً فالفاعل هو الله تعالى. 

(وقل ما ينصفك اللسان في نشر قبيح أو إحسان) النصف بالكسر والسكون العدل كالانصاف 
والرسط بين الموضعين أي قل ما يعدل بك اللسان ويقتصر على النصف عند البيان فى نشر القبيح 
واللإحسان والمدح والذم للإنسان بل هو في الأكثر فى حد التفريط والإفراط والطغيان وهذا فى 
المعنى أمر بحفظه وقد كرره لكثرة مفاسده. 

(ومن ضاق خلقه مله أهله) الملالة الضجر والسآمة؛ مله ومل منه سأمه. والخُّلق بالضم 





. 


والضمتين السجية والطبع والمروءة والدين وفي النهاية وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهى 
نبي :وا وصتاقها ومطائيها المخخضية يها تدرلة الدلق لعبورتة الظطاهؤة وأوصافها ونبعاتيها زلييها 
أوصاف حسنة وقبيحة الثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان 
بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تكررت الأحاديث في مدح الأحاديث في مدح حسن الخلق في 
غير موضع وفيه تنفيرعن سوء الخلق وترغيب في تصفية النفس عنه وعن الأمورالمؤدية إليه بذكر 
بعض مفاسده الدنيوية وأما مفاسده الأخروية فكثيرة. 

(ومن نال استطال) أي من نال الدّنيا وكثر حطامها لديه استطال على الغير وطلب العلو والترفع 
عليه وفيه تنفير عن الدّنيا وما يلزمها من الاستطالة والكبر جميعاً. 

ولوق فنا يمه قلت لأست ليخن تعفرف ادال ملو سي قل 333] ذا عاك عزناة نا قزر تجيره كان 
الأمسة مكرك ييخضولها وهى عن صادقة غالبا فكذبها ولا تلت إلبها كنا يحتمل تعنديذ هاابناء 
غلك أذ فى نهاك صرق لاستغالا وذ تداك وقيه حلن اللقكيرين معت ردكي 

(والتواضع يكسوك المهابة) أي خوفك من الله لعظمته أو خوف الناس منك لشرفك وعظمتك 
ولأنك بالتواضع لله ولأهله خايف من الله ومن خاف الله خاف منه كل شيء وفيه أيضاً مكنية 
وتخييلية. (وفى سعة الأخلاق كنوز الأرزاق) الظاهرة للبدن والباطنة للنفس كالعلوم والمعارف 
ولجنا سيعة ل علاق إخلياتها لكل انحن وحووها فو كل يتين وه مدينية لزيا ة الروق انك 
بالخاصية أو باعتبار أنها جاذبة للقلوب إلى التعاون 55-1 ١‏ 

(كم من عاكف على ذنبه في آخر أيام عمره) المراد بأيام العمر مدته وبآخرها نهايته وكم 
خبرية دالة على الكثرة وفيه إشعار بفساد أكثر الناس وتحذير لهم عن الذنوب وحيث لا يكون العمر 
معلوماً يجوز أن يكون زمان الذنب آخره. 

(ومن كساه الحياء ثوبه خفى على الناس عيبه) خفى كرضى خفاء فهو خاف إذا لم يظهر 
وذلك لانتفاء العيب لأن الحياء كما مر مراراً مانع من صدور ما بُعاب به عقلاً ونقلاً خوفاً من اللوم 
والظاهر أن المراد بثوب الحياء تغير حالة يعتري الإنسان بسبب الحياء والوجه في تشبيهه بالثوب 
هو الاحاطة والشمول وإسناد الفعل إلى الحياء مجاز عقلى. 

(وانحٌ القصد من القول فإن من تحرى القصد خفت عليه المؤن) أمر بطلب الاقتصاد من القول 
والتكلم بما فيه خير والتحرز عن غيره معللاً بأن فيه النجاة من المشقات والشدايد اللازمة للأقوال 
الغابيةة قن الذننا والآخرة. 

(وفى خلاف النفس رشدك) أي هدايتك واستقامتك على طريق الحق أمر بجهاد النفس 
الأمارة واللوامة حتى تصير مطمئنة سالكة لطريق الحق ومنهج الشرع حافظة لحدوده ومستمرة 


لأميرالمؤمنين نلف 
على ذلك حتى ترجع إلى المقصد الأولى والمرجع الأصلي ولا يتحقق ذلك إلا بوزن عقائدها 
| وأعمالها وحركاتها وسكونها وميولها بميزان الشرع والعقل ومخالفة مقتضاها وكسر هواها وآلاتها 
البدنية وسد أبواب الاغواء والوساوس الشيطانية. 

(من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد) أي من عرف الأيام وصنعها بأهلها من قلب أحوالهم 
| وخيبة آمالهم ابتلاتهم بالموت والآلام وتأديبهم بالأمراض والأسقام وأخذهم بالعقوبة والإنتقام مع 
| مشاهدة سرعة فنائها وعدم بقائها يرد قلبه عن حب الذنيا والميل إليها ولم يغفل عن الاستعداد 
لأمر الآخرة وما يوجب المقام الرفيع فيها. 
(ألاوإن مع كل جرعة شرقاً وإن في كل أكلة غصصاً) الجرعة بالفتح والضم فالضم الاسم من 
الشرب اليسير والفتح المرة الواحدة؛ والأكلة بالفتح المرة الواحدة من الأكل وبالضم اللقمة والشرق 
والغصة الشجي وما اعترض من الماء والطعام في الحلق والمراد بالجرعة والأكلة متاع الدّنيا 
وحطامها وبالشرق والغصص أن عيشها كدر وعذبها أجاج وحلوها صبر وصفوها متغير وحلالها 
مختلط بحرامها وخيرها بشرها وصحتها بسقمها وفرحها بألمها ونعمها بنقمها وحياتها بموتها وغير 
ذلك من المخاوف والنغصات التى لا يخلو منها أحد, وبالجملة شبه متاع الدّنيا بالماء واللقمة إذ 
عليهما مدار الحياة فتشابها وأثبت لهم الشرق والغصة اللذين لا يساغ بهما الشارب والأكل بل 
يُفضيان إلى هلاكهما وأوما إلى تحققهما في المشبّه أيضاً لتنفير النفس عن قبوله وطلبه وتسكين 
قلب من تركه. 1 

(لا تئال نعمة إلا بزوال أخرى) تنفير عن الدّنيا بزوال نعمها ولذاتها وعدم بقائها وثباتها 
وتوقف لاحمها على فوات سابقها إذ كل نوع من النعمة واللذة فإنما يتجدد شخص منها والالتذاذ 
بها بعد زوال مثله كلذة المأكول والمشروب والملبوس والمركوب وغيرها من الملاذ الجسمانية فإن 
نيلها يستدعي فوات أختها السابقة وما استلزم نيله مفارقة نعمة أخرى لا يعد في الحقيقة نعمة 
ملتذً بها فلابد للعاقل اللبيب من صرف عمره في تحصيل النعم الباقية من العلوم والمعارف 
| والحكمة الالهية والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة النافعة في الدا رالآخرة (ولكل رمق قوت) 
مقدريأتيه قطعاً والرمق محركة بقية الروح والحياة وآ خر النفس خصه بالذكر للتنبيه على أن الحياة 
والقوت متلازمان لا يكون أحدهما بدون الآخر زجر للطالب عن الإهتمام به وصرف العمر في 
طلبه. (ولكل حبة آكل ) معلوم مقدر عند الله تعالى ولابد من أن ينالها وإن لم يطلبها ولا ينالها غيره 
وإن طلبها (وأنت قوت الموت) شبه الموت بالسبع في الإفناء والإهلاك ونبه بأنه لا خير فى حياة 
تفنى كفناء الزاد. 

(واعلموا أيها الناس أنه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها) لاما أخرجه الدليل 





أو هوكناية عن الهلاك وهذا مع كونه ظاهراً كأنه مغفول عنه مجهول عند الأكثر فلذا احتاجوا إلى 
التذكير والتنبيه والزجر عن الركون إليها والاعتماد على البقاء فيها والحث على العمل لما ينفع في 
بطنها وبعد الخروج منها. 

(والليل والنهار يتنازعان) أي يتسارعان من التنزع وهو التسرع أو يهتمان من النزعة بالفتح 
والكسر وهى الهمة أو يتخاصمان ويتجادلان كان كل واحد منهما يريد أن يصدر الهدم منه» وفى 
نسخة أخرى: (يتسارعان) بدل: يتنازعان» وفي أخرى: «يتسارعان». 

(في هدم الإعمار) فيه مكنية وتخبيلية وتنبيه للغافلين الذين لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة 
الذنيا وهم عن الرجوع إلى الآخرة غافلون. 

(يا أيها الناس كفر النعمة لؤْم) معرفة المنعم وقدر النعمة ومنها الولاية والاعتراف بأنها منه 
تفضلاً شكر كما أن الاتيان بما يوافق ذلك الاعترف ويدل عليه من الأقوال والأفعال المطلوبة 
للمنعم والموافقة لأوامره ونواهيه شكراً أيضاً وترك شيء من ذلك كفران للنعمة وجحد للمنعم 
وتعظيمه وهو يوجب اللوم والتعنيف فى الدّنيا والآخرة والحمل للمبالغة. 

(وصحبة الجاهل شؤم) فسر له فى بعض كلامه الجاهل بأنه من لا يضع الأشياء مواضعهاء 
وقيل: هو من لا يعرف أحوال الموت وما بعده من سعادة الآخرة وشقاوتها وإنما يعرف الذّنيا وما 
فيهاء ولا خفاء في أن صحبته شوم مطلقاً سواء كان جهله مركباً أم بسيطاً لأن طبعه لئيم وذهنه عقيم 
وفعله سقيم وقوله أليم وكل ذلك علة مسرية إلى الجليس وإنكان ذا عقل شريف وطبع نظيف ففي 
صحبته مضار غير معدودة وفي تركها منافع غير محدودة. 

(إن من الكرم لين الكلام) عند معاملات الناس ووعظهم ومحاورتهم وهو من أجزاء التواضع 
وله تأثير عظيم في حسن المعاشرة وجذب القلوب وتحصيل الفوائد والكرم يطلق على سعة 
الخلق والخير والفضل والشرف والجود والعزة والصفح والعظمة والتنزه عن مخالفة الرب (ومن 
العبادة إطهار اللسان) فى كنز اللغة: اطهار ياك كردن, يريد اطهاره عن الفضل من القول ووضعه 
فيغير موضعه والغيبة والنميمة والشتم والهجو القذف ونحوه وكل ذلك في طرف الإفراط من 
العل ومهلك في الدّنيا والآخرة والظاهر أن الإظهار بالظاء المعجمة كما فى بعض النسخ تصحيف 
ولو صح كان المراد باللسان القول الحق أو التكلم عن قومه حيث عجزوا عن البيان. 

(وإفشاء السلام) مبتدئاً ومجيباً والأول أفضل مجهراً به على البر والفاجر والوضيع والشريف 
والصغير والكبير إل من أخرجه الدليل مثل اليهودي والنصراني وغيرهم من أرباب الملل الباطلة 
ولو بدؤوا بالسلام فقل: عليك أو سلام, كما وك لات وفى بعضها جواز السلام عليهم 
عند الحاجة إليهم إلآ أنه لا ينفعهم. 


لأهادق الهو متي للق 

(إياك والخديعة فإنها من خلق اللثيم) الجاهل بالله واليوم الآخر المايل إلى الدّنيا وأما الكريم 
فإنه يستنكف منها ويعدها عيباً شديداً ولذلك لم تكن من خصال الأنبياء والأوصياء والتابعين لهم. 

(ليس كل طالب يصيب) نفر عن الدّنيا وطلب حطامها بذكر غايتها وهو عدم الإصابة إما لفقد 
أسبابها أو لمصلحة أو لوجود مانع منها وأشد الموانع أن تحصيلها أكثر ما يكون بمنازعة أهلها 
عليها ومجاذبتهم إياها ومن المعلوم أن ثوران الشهوة والغضب والحرص عند المجاذبة للشيء 
وقوة بعضهم سبب لتقويته على الآخرين ووجه التنفير أن شدة السعي والتعب على الشيء مع 
عدم إصابته مكروهة للسامعين. 

(ولاكل غايب يؤوب) يحتمل وجهين أحدهما أن ما مضى من عمرك لا يرجع فاغتنم ما بقى 
وتدارك ما فات وإليه أشار ءهة بقوله: «ولو اعتبرت ما مضى حفظت ما بقى» وثانيهما أن الدّنيا بعد 
انصرافها لا ترجع فاغتنم حضورها واعمل فيها للآخرة. 

(لا ترغب فيمن زهد فيك) دل بحسب المفهوم على الرغبة في راغب فيك يدل على الأمرين 
قوله ميك «زهدك فى راغب فيك نقصان حظ ورغبتك فى زاهِدٍ فيك ذل نفس» والتجوز فى الإسناد 
المتالفة فى :البيسية والوبحهافى الأول أنالراغني فى تيحص رذ لفاله لجهانه ولة ينه حظ ونصيب 
من جهات * شتى إذا لم يزهد فيه وإن زهد فيه وأعرض عنه فات جميع ذلك فيكون ناقص الحظ 
والوجه فى الثانى أن الراغب فى الشخص المعرض عنه يصير حقيراً ذليلاً بحسب ذاته وأفعاله 
و أثوالة وساف سقاضة رفي إشسارة ]ل انق يسك :لمكا لله بيده وق لا يق : 

(رب بعيد وهو أقرب من قريب) رب للكثير وفيه تنبيه على أن البعيد بصير بالاحسان والمحبة 
وحسن المعاشرة أقرب من القريب أو على أن الآخرة أقرب من الدّنيا أو على أن الميت أقرب من 
الحي المصاحب لقرب الحي من الميت باللحاق وبعد الميت من الحي بالفراق (سل عن الرفيق 
قبل الطريق ) فإنها مخوفة دقيقة واللصوص الظاهرة والباطنة كثيرة ولذا قال عزوجل: ١‏ وابتغواإليه 
الوسيلة وجاهدوا فى سبيله# وهو كناية عن وجوب متابعة أهل البيت عليهم السلام في سفر 
الآخخرة أو الأعنة التامل للشفر الميحسومن أرقا 

(وعن الجار قبل الدار) فيجب أن يعلم الشخص أولاً حال من يصحبه فيقرب منه فإن كان 
حقيقاً بالصحبة والجوار قرب وإلآ بعد وهذا أيضاً يحتمل الأمرين. 

(ألا ومن أسرع فى المسير أدركه مقيل) ) أي من أسرع إلى السير إلى الله والتزم مراد الله تعالى 
كان له مقيل حسن غداً كما هو معلوم في السفر الحسي. 

(استر عورة أخيك لما يعلمها فيك) العورة كل ما ية يقبح ذكره ويذم به من العيوب الخلقية 
لقا رادي سبي اي لسن با رجاب د ين لسار جا لهي ١‏ طلا 


اففى شرح أصو ل الكافي للمازندراني:ج 


الأول تنبيه على أن من علم عيب نفسه ينبغي أن يشتغل عن عيب غيره وعلى الثانى على أنه 
يعامل معك مثل معاملتك معه فإن سترتها يسترها وإن أظهرتها يظهرها والإظوار جع ماانبهمن 
المذلة توجب ثوران العداوة وانقطاع النظام والألفة وغير ذلك من المفاسد. 

(اغتفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك) الصديق الحبيب الخالص المحبة للواحد والجمع 
والمؤنث وهى بهاء أيضاً ولابد لكل شخص من صديق في الرخاء للأنس بحضوره والاستلذاذ 
بصحبته وفى الضراء للإمداد والتعاونة تلو برق سمه رلدعيمدا ونه يفيس : لحاس عننه 
والاغتفار له ول فلا تجد صديقاً مرضياً من جميع الجهات. ْ 

(من غضب على من لا يقدر على ضره طال حزنه وعذّب نفسه) نفر عن الغضب عليه بذكر 
غايتين يتنفر عنهما الطبايع لأن الغضب مع عدم القدرة على إمضاء يوجب طول الحزن وعذاب 
النفس ومع ذلك يد ينتهض المغضوب عليه للانتقام وهو حزن وعذاب اخر. 

(من خاف ربه كف ظلمه وفى نسخة : من خاف ربه كفى عذابه) لأن الخوف منه تعالى إنما 
عن لجوالااحكلة عشلسية: أو [التققريي: فى أداء فق قه وكللاهها بيت لكف نعو الله على انلنية على 
غيره والكفاية من العذاب. ١‏ 

(ومن لم يزغ فى كلامه أظهر فخره) لم يزغ مثل لم يقل من زاغ الرجل مال وحاد عن الشيء 
أولم يرغ من رغا يرغو إذا لم يفصح أو من رغى البعيرإذا صوتت عند رفع الأحمال عليها أي من لم 
يمل في كلامه عما يوجب حسنه وفصاحته أو من أفصح في كلامه أو من لان قوله ولم يرفع صوته 
شديداً حتى يزجر السامعين أظهر فخره لأن جودة الكلام ولينه دليل على فخر المتلكم هذا من 
باب الاحتمال والله أعلم. 

(من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة) الخير مفهوم كلي يندرج تحته جميع ما أراد 
الله تعالى من العباد» والشر ضده: والمعنى من لم يعرفهما ولم يتميز بينهما كالجملة أو من لم يعرف 
الاحسان من الاساءة وقابله بها فهو والبهيمة سواء فى البهيمية وعدم العقل وانقطاع حقيقة 
الانسانية فيه وإن كان صورته صورة إنسان. 1 

(إن من الفساد إضاعة الزاد) أي زاد الدّنيا أو زاد الآخرة ففيه على الأول ترغيب في حفظ ما 
يحتاج إليه في البقاء والقيام بوظائف الطاعات وعلى الثاني في تحصيل الأعمال الصالحة 
والاخلاق الفاضلة لما بعد الموت. 

(ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غداً) لعل المراد أن الفاقة الأخروية وهي عدم ما يوجب 
السعادة الأبدية مصيبة عظيمة بحسب الذات وطول الزمان وكل مصيبة دنيوية صغيرة فى جنبها 
فالفرار من هذه دون الأولى سفه أو الفرار فى هذه للفرار من الأولى لازم. 


لأمير المؤمنين ا 


(هيهات هيهات) أي بعد عملكم بالآخرة وعظمة فاقتها وحقارة مصائب الدّنيا بالنسبة إليها أو 
بعد نسبة هذه المصائب إليها إذ لا نسبة بين سريع الانقطاع وأبدي البقاء . 

(وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب) أي ما تجاهلتم في أمر الدين وترك قوانينه 
وطلب ما ينجيكم من فاقة الآخرة إلا للمعاصي والذنوب المسودّة لقلوبكم المانعة من طلب 
الآخرة وترك الدّنيا ولولم يكوناكانت قلوبكم منوّرة وجوارحكم مطهرة ورأيتم الآخرة بعين اليقين 
واشتغلتم بأمر الدين والغرض بالذات في أمثال هذه الفقرات هو الرد على من تركه لكل وتمسك 
بالباطل والشبهات. 

(فما أقرب الراحة من التعب) أي راحة الآخرة من تعب الدّنيا أو بالعكس أوكلاهما في الدّنيا 
كما قال عز وجل: إإن مع العسر يُسرا» وفيه ترغيب في الصبر والصبر مفتاح الفرج (والبؤس من 
النعيم) البؤس بالضم الفقر والحاجة وهذا مثل السابق في الاحتمال والحمل على الصبر (وما شرٌ 
بشرٌ بعده الجنة وما خير بخير بعده النار) أراد بالشر شر الدّنيا وما يقل على النفس فيها والخير 
حظام: الد نيا وها اتعيل النقين اليه فتهابوكا وعد ديجا فى معوضن القناء قاذ رضن الأول دكات 
بعده الجنة ولا ينفع الثاني إذا كان بعده الثار. ١‏ 

(كل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية) صَعّر نعيم الدّنيا وبلاؤها مع سرعة 
فنائها وعظمة نعيم الجنة وألم النار مع دوام بقائهما فلا تصرف عمرك في طلب الدّنيا ونعمها ولا 
تحزن ببلائها وألمها إذا كان لك ما يوصلك إلى الجنان وينجيك من النيران (وعند تصحيح 
الضماير تبدو الكبائر) الضماير الأمور المستورة القلبية من العقايد والأخلاق وقد يطلق على 
القلوب وعلى الأمور المستورة مطلقاً وتصحيحها في يوم القيامة وذلك يوم تبلى السرائر وعند 
ذلك يتميز الصحيح من السقيم والحق من الباطل ويظهر الفرق بينهما ظهوراً تاماً لاايشتبه على أحد 
وبجد كل ما أعد له وأما الدّنيا فلكونها داركّمون )١(‏ قد يدلس المدلسون ويدّعون الحق ويذعن 
لهم القاصرون ويمكن أن يُراد تصحيحها بالمحاسبة وكونها سبباً لظهور الكبائر والفرار منها ظاهر. 

(تصفية العمل أشد من العمل) هى جعله صافياً عن المقتضيات والمفسدات الداخلة 
والخارجة وخالصاً لوجه الله تعالى غير ملحوظ فيه غيره حتى الفوز بالثواب والخلاص من العقاب 
هذه مرتبة علية ودرجة رفيعة لا يصل إليها إلا العارفون وقليل ما هم. 

(وتخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد) النية هي القصد إلى إيقاع 
الفعل المأمور به شرعاً وهذا وإنكان سهلاً في بادي النظر لكنه صعب فى نفس الأمرإذ النية ليست 





.ضومغ-١‎ 


51 شرح أصيوال الكافي للمازندراني: ج 1١.١‏ 
مجرد القول ولا مفهومه الحاصل فى الذهن بل المعتبر فيها حقيقة هو ميل القلب إلى المنوى ميلاً 
ناما حرق ل سترية ما توتضي: اده بالكلتة كال ازاءبوالنتمجة وق الفعل ووقة إلى اخبر انس والة 
ما يوجب فساد كماله كالأخلاق الذميمة وآثارها وتوجّه النفس إلى الغير عند الفعل فتحقق هذا 
الميل موقوف على تطهير القلب عن الرذايل وتزيينه بالفضايل وتنزيهه عن حب الدّنيا والميل إليها 
ولا يتحصل ذلك إلآ بمجاهدات نفسانية ورياضات بدنية فى مدة طويلة؛ ولا خفاء فى أن تخليص 
قاضو 1 الفتيناة انتد هو طرق الوا أه] ول قاذ ةماه ة النفس رزالقمطان وجاهقة دول 
يزال مخادعاً ولا ينال غرضه إلا بالخروج في زي الناصحين للأصدقاء ولا شك أن جهاد مثل هذا 
العدو أشد من جهاد عدو مظهر للعداوة . 

وأما ثانياً فلأن جهاد العدو الظاهر يقع في العمر مرة أو مرتين لا دائماً بخلاف العدو الخفي فلا 
ريب أنه أشق وأصعب وأما ثالثاً فلأن جهاد العدو الظاهر أسهل لأن القوى البدنية كالغضب 
والشهوة تثوران عند محاربته طلباً لدفعه وتصيران تابعين للمجاهد فيما يراه وبأمر بخلاف جهاد 
العدو الخفي فإنهما تابعان للعدو ناصران له وأما رابعاً فلأن مضرة العدو الظاهر دنياوية فانية ومضرة 
العدن الباط أخروية باقيةاوي و كالخ مضيرته تند واعطم كان جياة: أكبروانكة ومو هنا طهر سير 
ما روي: (نية المؤمن خيرٌ من عمله) لأنها أشق منه (هيهات) أي بعد ظنكم بى. 

(لولا التقى لكنت أدهى العرب ) الدهاء النكر والمكر والخدعة واستعمال الرأي فى تحصيل 
المطالب الدنيوية وإن كان خالا للقوانين الشرعية وكان هذا الكلام صدر منه + اراب لماكان 
يسمعه من أقوال الجاهلين بحاله ونسبتهم له إلى قلة التدبر وسوء الرأي فى أمور الدّنيا ونسبة غيره 
إلى جودة الرأي وحسن التدبر فيها لما بينهم من المشاركة فى هذا العمل فمن كان فيه أتقن وأكمل 
كان عندهم أحسن وأفضل وغفلوا أنه يِذ كان في جميع حركاته على القوانين الشرعية ورفض ما 
كان عادتهم من استعمال الدهاء ذ فى الأمورالدنيوية فأفاد لك أن تمسكه بزمام الورع والتقوى منعه 
من الققاء والستسمان كل قعل وقول :ويظ ف :عيقالت كنات والسدة والآفهو أعرف بالدهاء وطرقه 
وكيفية استعماله من غيره ولم يكن ذلك مختصاً به بل جاهل كل قوم يظن بعالمهم ذلك لأن 
العالم ملجم بلجام التقوى فطوره فى معاملة الدّنيا غير طورهم (أيها الناس إن الله تعالى وعد نبيه 
محمد يَيةٌ الوسيلة) هي فى الأصل ما يتوسل به إلى الشيء وجمعه الوسائل يُقال: وسل إليه 
وسيلة وتوسلء وذكرت فى الحديث مكرراً وفسرت بالقرب من الله تعالى وبالشفاعة يوم القيامة 
تبالنقول من منازل الاحية وهو الجراك. 

هناكما سيصرح به (ووعده الحق)كل ما وعد به في الدّنيا أو في الآخرة فهو حق مطابق للواقع 
ولن يخلف الله وعده أبداً لأن الخلف فى الوعد كذب وهو على الله محال وهو كقوله تعالى: (إن 





لأمير المؤمنين 0 


الله لا يُخلف الميعاد». 
(ألاوإن الوسيلة أعلى دُرَجٍ الجنة) للجنة درجات يستقر فيها أهلها على تفاوت مراتبهم 
وأعلى درجاتها منازل الأنبياء والأوصياء وأعلى درجاتهم نبيّنا وأوصياؤه عليهم السلام والظاهر من 
الغلو العلو الحسى ويضتدها ‏ العقلى ياغتان الغترق والرنية. 

(وذروة ذوائب الزلفة) الزلفة القربة والمنزلة وتشبيهها بالصورة الحسنة في الرغبة وإثبات 
الذوائب لها وهى الخصلة المجتمعة من الشعر على الرأس مكنية وتخييلية والذروة بالضم والكسر 
الأعلى من كل شىء وإضافتها إلى الذوائب بيانية وحملها على الوسيلة من باب التشبيه بالسنام 
للبعير في العلو والارتفاع. والحاصل أن الوسيلة هي أعلى درجات القربة والمنزلة ويحتمل أن يشير 
بالذوائب إلى تفاوت درجات الزلفة وبذروتها إلى أعلى درجاتها ووجه المشابهة تدلى درجات 
القربة من الأعلى إلى الأسفل كتدلي ذؤابة الشعر عن الرأس 

(ونهاية غاية الأمنية) المراد بالغاية هنا المسافة الوهمية لأهل الأماني والوسيلة نهايتها إذ لا 
منزلة فوقها. 

(حتى تتمنى لها ألف مرقاة) المرقاة ويكسر الدرجة والظاهر أن الضمير راجع إلى الوسيلة وأن 
مرقاتها ودرجاتها حسية فى العلوء والعقلية محتملة كما مر. 

(ما بين المرقاة إلى المرقاة حُضر الفرس الجواد مائة عام) من أعوام الدّنيا على الظاهر لأن 
العام عند الإطلاق ينصرف إليه الحضر بالضم العدو. احضر فهو محضر إذا عدى والجواد من 
الفرس الجيد المعجب السابق السريع والظاهر أن التحديد بهذه المسافة حقيقى والحمل على 
المبالغة محتمل (وهو ما بين مرقاة درة إلى مرقاة جوهرة. أه) الظاهر أن الضمير را- جع إلى حضر 
الفرس وأن التدربج من الأسفل إلى الأعلى حتى يكون مرقاة النور على المراتب والعكس محتمل 
وإن الدرة والجوهرة وباقى الأسماء محمولة على ظواهرها إذ | استبعاد فى وجودها بالنظر إلى إرادة 
الحق وقدرته الكاملة وحيلوا على ارهن القن المشتابرة بالمدكورات فى ال لواة والعتورة: أذ 
المنثورة فيها هذه المذكورات أو المسماة بها محتمل» وهنا شيء وهو أن الموعود من المرقاة ألف 
والمذكور خمس عشرة ة وأن حضر الفرس بين المرقاتين فى نسخة : مائة عام وفي آخر ألف عام. 

بين الأمرين تفاوت كثير ويمكن دفع الأول بأن في المذكور اقتصاراً أو أت المذكور أسامي بعض 
١‏ لدان د كرس ا خبلة امس ال ربت لز ير من المعدودة جملة غير معدودة 
اها ين مزلا نار وبجوهر :لتحيل هكد أ وندكن دد نئي بان لانن أحد هايا 
وأما دفعه بأن مائة عام حضر الفرس بين كل مرقاتين من الألف وألف عام حضر الفرس بين 
المرقاتين تين اللتين بينهما جملة فتتقارب النسختان ويندفع التفاوت الفاحش فبعيد والله يعلم حقيقة 


1" شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 
الحال. وفى القاموس: فى فصل اللام والجيم يلنجوج عود البخور نافع للمعدة المسترخية جداً 
والغمام جمع الغمامة وهى السحابة أو البيضاء والهواء الفضاء المرتفع بين الأرض والسماء وكان 
إضافة المرقاة إلى هذه الثلاثة باعتبار الاشتمال على الربح المخصوص واستقرار غمام الرحمة 
فوقها وارتفاعها والله يعلم حقيقة هذه الأشياء ونحن من أهل التسليم. 

(قد أنافت على كل الجنان) أناف على كذا أشرف عليه وارتفع والظاهر أن ضمير التأنيث في 
أنافت وفي عليها في قوله: «ورسول الله يَيْْةُ يومئذ قاعد عليها» راجع إلى مرقاة نور بناء على أن 
التدريج من الأسفل إلى الأعلى واحتمال رجوعه إلى الوسيلة بعيد. 

(مُرَتدٍ بريطتين) في النهاية: الريطة كل ملاءة ليست ل وقيل: كل ثوب رفيق والجمع ريط 
ورياظ والملاءة الإزاز والجمع ملاء بالضم والمد وقال بعضهم: إن الجمع ملا بالضم والقصر 
والواكحك تو زد :والاول أثبت: 

(عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة) التاج الإكليل فالعطف للتفسير والإكليل بالكسر شبه عصابة 
محيطة بالرأس مزينة بالجواهر. 

(قد أشرق بنوره الموقف) موقف القيامة يفرج ويستبشر ويستضيء بنوره كل من آمن به 
وبوصيه والظاهر أن الوسيلة وإن كانت من الجنة مشرقة على أهل الموقف. 

(وأنا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهى دون درجته) لأن الوزير دون الأمير قريب منه والظاهر 
أن هذه الدرجة مرقاة هواء وهو مؤيد لما ذكرنا من أن وصف المرقاة به باعتبار الرفعة والله يعلم. 

(وعلى ريطتان ريطة من أرجياة النور وريطة من كافور) الأرجوان بالضم الأحمر يعني 
أحدريما أخير ةالارتغو ان والاخرى أبيضن كالكافور. 

(والرسل والأنبياء قد وقفا) فى بعض النسخ «قد وقفوا» (على المراقي) الباقية على تفاوت 
درجاتهم (وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا) أريد بهم الأئمة عليهم السلام لأنهم أعلام 
ظاهرة وحجج نيرة فى العالم لدلالة الخلق على ما يتم به نظامهم في المعاش والمعاد وفيه دلالة 
على تقديمهم على سائر الانبياء. 

(وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول يَيهُ غمامة بسطة البصر) أي مد البصر ولعل المراد 
بالغمامة إما معناها الحقيقى وهي السحابة البيضاء أو طائفة من الملائكة مجتمعون كاجتماع 
الغمامة فى جو السماء يأتي منها النداء 

(يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي. اه) أي طيب العيش في هذا اليوم أو الجنة له لأنها 
يوجب طيب العيش (ومن كفر [به] فالنار موعده) أي من كفر بالنبى كفر جحود وكفر مخالفة 
بإنكار ما جاء به من الولاية وغيرها. 


لأميو الم متخ ١‏ 

(عن يسار الرسول يَيّْةُ ظلة) فى بعض النسخ: «ظلمة» فيها الاحتمالان المذكوران (له الملك 
الأعلى) وهى الجنة والسعادة العظمى. 

(والاقتداء بنجومهما) المراد بها الأئمة عليهم السلام لأنهم نجوم يهتدى بهم أهل الأرض في 
نيه الجهالة (فأيقنوا يا أهل ولاية الله يبياض وجوهكم.. اه) المراد بولاية الله ولايته وولاية من أمر 
بولايته وفيه تبشير للتابعين له نهذ بقرب المنزلة وشرف المقام وتحريض لهم على المتابعة كما أن 
ما بعده إنذار للمخالفين ببعد المرتبة وسوء المقام وتخويف لهم عن المخالفة لعله يتذكر من يتذكر 
و 

(وما من رسول سلف ولا نبى مضى إل وقد كان مخبراً أمته.. اه) قد جرت سن الله تعالى أن 
كبر كل موامن لزن انعننة إلى خا الاأنباء امه ووضيه بوستول :الى عن معاد و رش برو 
الله عي ويذكر حليته وصفته عندهم (ليعرفوه بصفته) التى وصفه بها بينهم (وليتبعوه على 
شريعته) القويمة وطريقته المستقيمة التى منها الولاية لأوصيائه . 

(ولئلا يضلوا فيه من بعد) أي في رسول الله يَيّْيْهُ من بعد ظهوره. فالضميران راجعان إليه ولو 
رجع الأول إليه والثاني إلى النبي المخبر بصفته لزم تفكيك الضمير (فيكون من هلك) بإنكاره 
(وضل) بإنكار شىء مما جاء به كالولاية مثلاً (بعد وقوع الإعذار والإنذار) من مخالفته وترك 
شريعته والإعذار بالكسر مصدر يُقال: أعذرالله إليه إذا لم يبق منه موضعاً للإعتذار فالهمزة للسلب. 

(عن بيئة وتعيين حجة ) خبر يكون أي هلك عن بينة واضحة وحجة ظاهرة حتى لا يمكن له أن 
بقول يوم القيامة: إنى كنت عن هذا من الغافلين ولذلك بعث الله تعالى رسلاً مبشرين ومنذرين لثلا 
يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. 

(فكانت الأمم) الماضية (في رجاء من الرسل) أي من مجيء بعضهم عقب بعض آخر. 

(وورود من الأنبياء) بعد من مضى منهم. 

(ولئن أصيبت بفقد نبي بعد نبي على عظم مصائبهم وفجائعها بهم) العظم بضم العين 
وسكون الظاء أو بكسر العين وفتح الظاء. والفجايع جمع الفجيعة وهي الرزية (فقد كانت على 
سعة من الأمل) لعدم انقطاع الوحي وتخبر السماء وورود الرسل. 

(ولا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله يبيُ.. إلى آخره ) أشارإلى أن الناس ما 
أصيبوا بمصيبة أعظم منها إذا انقطع بموته النبوة وأنباء الأسرار وأخبار السماء لكونه خاتم الأنبياء 
فلا يُصاب الناس بمثل تلك المصيبة أبدأً فهى مسلية لهم عن المصيبة بمن سواه وما يسكن قلوب 
الناس عن هذه المصيبة العظيمة فى الجملة هو التوسل بذيل من أقامه مقامه كما أشار إليه بعد هذا. 

(وجعله بابه الذي بينه وبين عباده) لأنه عله باب جنته وعلمه وحكمته وأسراره وتوحيده 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وَشرنعته ورتحمتة :ومن أراد أن ن يصل إلى الله وجب عليه أن يتوسل إليه ويتمسك به ولفظ الباب 
مستعار (ومهيمنه الذي لا يقبل إل به) أي رقيبه وشاهده على عباده ف فى أقوالهم وأعمالهم 
وعقائدهم (ولا قربة إليه إلا بطاعته) أي لا قربة لأحد إلى الله تعالى ولا وسيلة يتوسل بها إليه إلا 
بطاعته فيما أمر به ونهى عنه وأعظم ما جاء به هو نصب خليفة له. لئلا يضل أمته بعده : فمن أنكر 
خليفته لم يطعه (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) أي من تولى وأعرض عن طاعة الله أو 
عن طاعتك فما أرسلناك عليهم حفيظاً تحفظهم عن التولى والإعراض جبراً وإنما عليك البلاغ 
فكأن ذلك دليلاً على ما فوض الله إليه أي رد عليه أمر العباد وجعله الحاكم فيه فوجب عليهم 
الطاعة له والتسليم لأمره ونهيه والانقياد له فى جميع ما جاء به من أصول الدين وفروعه ولا يجوز 
لهم التقول فى شىء من ذلك برأيهم وفيه زجر لهم عما ارتكبوا من أمر الخلافة ونحوه من الأمور 
الدينية المخالفة للقوانين الشرعية. 

(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله.. اه) المحبة ميل القلب إلى ما يوافق والله تعالى 
منزه عن أن يميل ويُمال إليه فمعنى محبة العبد ربه طاعته وهى إنما تحصل باتباعه َيل كما أشار 
إليه بقوله: (فاتباعه ييه محبة الله) ومعنى محبة الله عبده رضاه عنة وهو سبب لغفران ذنوبه وكمال 
فوزه بالسعادة العظمى وكمال نور إيمانه ووجوب الجنة له ويمكن أن يُقال: معنى محبة العبد ربه 
هو الميل إليه حقيقة والذي يتنزه الله سبحانه عنه إنما هو الميل إليه في الحس لاشعاره بالجهة 
والمكان وليست المحبة الميل بالحس بل بالقلب ولا بمتنع ميل القلب إليه وتعلقه بهكما يتعلق به 
المعرفة ولماكانت محبته بهذا المعنى أيضاً لا تحصل إلا بمتابعة النبى يي لأنه وسيلة إليه ومبين 
لما يجوز ويمتنع عليه وجب على من أراد أن يشرب من رحيق المحبة أن يتمسك بعروة المتابعة 
التي لا انفصام لها ولا يخفى ما في جعل المتابعة واسطة بين محبة الطرفين من الإيماء إلى أنه عله 
هو المحبوب على الإطلاق وفى المقام دقايق لا يخفى على العارفين (وفي التولي عنه والإعراض 
محادة الله) أى فى التولى عن رسول الله يَيْةٌ بإنكار رسالته وفى الإعراض عنه بإنكار ما جاء به 
الى مقة الزلابة مادا اث ومخالفعه ومتازعته وفع وشبخطه والعمته) أى من رخيقه ود 
لبا ا والغضب والسخط إذا نسبا إليه تعالى يراد بهما سلب الإكرام والإحسان والعقوبة 
بالسلاسل والنيران. 

(مسكن النار) أى كل واحد من الأمور المذكورة مسكنة فى النار ونسبة الإسكان إليه مجاز 
بأغضان اه سيب للد خرن قدزا! مدو السحرك تا العيناة اله زعا زواالى أذ الكتويه امل اكد 
الجحود وكفر المخالفة بانكار ما جاء به ولما أومأ مراراً إلى أن الخلافة حق له كما أشرنا إليه في 
بعض الفقرات المذكورة أراد أن يذكر شيئاً من صفاته الكريمة ونعوته العظيمة الدالة على ذلك مع 


لأمير المؤمنين د 
التفصيل والتصريح به فقال: 

(فإن الله تبارك اسمه امتحن بى عباده) حيث كلفهم بطاعته والانقياد له والتسليم لحكمه كما 
كلفهم بطاعة رسوله (وقتل بيدي أضداده وأفنى بسيفى جحاده) أشار لي إلى غاية شجاعته 
ونصرته للدين وصبره على الجهاد والقتال مع الكافرين وكان فى قوة الحرب مشهوراً بين العرب 
والعجم ولم يكن يعادله أو يُقاربه أحد من الأمّم وكان ليذ سيفاً دامياً وشجاعاً حامياً قد تولى 
الحرب بنفسه النفيسة فخاض غمارها واصطلى نارها ورفع أوزارها وأجرى بالدماء أنهارها حتى 
قام الدين على ساقه غالباً مسروراً بعد ماكان من صدمات المشركين مغلوباً مقهوراً (وجعلني زلفة 
للمؤمنين ) لأنه حصل لهم بحبه قرب ومنزلة عند رب العالمين وحمل الزلفة للمبالغة إذ هو سبب 
لها. 

(وحياض موت على الجبارين ) الحياض بالحاء المهملة كناية عن المعارك لورود الموت 
وكثرة أسبابه فيها ومنه سمي الحوض حوضاً لأن الماء يسيل إليه ويجتمع فيه وفى نسخة بالخاء 
المعجمة وهو مصدر يُقال: خاض الماء يخوضه خوضاً وخياضاً دخله وعلى الاستيلاء والاستعلاء 
والجبار المتكبر العاتي الذي لا يرى لأحد عليه حقاً والعظيم القوي والشجاع أي جعلني موتاً على 
الجبارين إلا أنه أدرج لفظ الخياض للدلالة على سهولة ذلك والمراد بالموت إما إزهاق النفس 
بالقتل أو موتها بالمخالفة له لي والحمل على التقديرين للمبالغة. 

(وسيفه على المجرمين) إطلاق السيف عليه على سبيل التشبيه بالقطع والإهلاك والإفناء 
(وشدٌ بى أزر رسوله) الأزرالضعف والظهر وقد كان نيه ظهيراً له ييه فى المعارك كلها على أبطال 
الدرت نحق :نقل الفيخابة توس درق بداظهره واشيد دنه كرجه عل راخدا 

(وأكرمني بنصره) قد كان ط94 ناصراً له في جميع الأحوال خصوصاً فى حال هجوم الأعادي 
عليه والأبطال كما هو المشهور والمذكور فى كتب السير والآثار. 

(وَشَرّنتي بغلمة) المكنون المندزوت مثل الملم ,أسران القضاء:والقدى والتوعيد :ريما كان وما 
يكون وما هوكاين وبأحوال القيامة والجنة والنار ومن فيها وأمثال ذلك . 

(وحباني بأحكامه) أي أعطانى أحكامه الدينية يُقال: حباه كذا وبكذا إذا أعطاه وأحباه العطية 
(وقد حشده المهاجرون والأنصار) أي اجتمعوا إليه يُقَال: حشده القوم فهو محشود إذا اجتمعوا 
وخدموه (وانغخصت بهم المحافل) المحافل جمع المحفل بكسر الفاء وهو مجتمع الناس 
والانغصاص والامتلاء يُقال: منزل غاص بالقوم إذا امتلاً بهم. 

(أيها الناس إن علياً مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدي.. اه) لا بأس أن نذكر ما نقله 
العامة في صحاحهم وحكموا بصحته ونذكر أقاويلهم وتأويلاتهم وما سنح لى وما ذكره أصحابنا 


/” شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 





في جوابهم ليظهر لك أطراف الكلام فنقول: روئ مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول 
الله يِه على بن أبى طالب كرم الله وجهه في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفنى فى النساء 
والصبيان ؟ فقال «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي» وفي 
مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق وفي صحيح البخاري وغيره من صحاحهم من عدة طرق أن 
النبي ييه لما خرج إلى تبوك استخلف علياً مدينة وعلى أهله فقال على: وماكنت أوثر أن تخرج 
إلا وأنا معك ؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي 
بعدي.واستدل أصحابنا رضوان الله عليهم بهذا الحديث المتواتر عند العامة والخاصة بالتنصيص 
على خلافته لي وتوضيحه أن النبي ييه أثبت لعلى لي جميع منازل هارون من موسى واستثنى 
النبوة فبقى الباقى على عمومه لأنه قضية الاستثناء ومن جملة منازل هارون من موسى أنه كان 
خليفة لموسى 3 #اخلفني في قومي4. وقوله تعالى حكاية عن موسى: ا واجعل لي وزيراً من 
أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا 
يصيراً قال قد أوتيت سؤلك يا موسى» قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال عند شرح هذا الحديث: 
قال ابن العربى: إنما قال يَيَةٌ ذلك تأنيساً وبياناً لفضله حين قال أهل النفاق: إنما خلفه كراهية فيه. 
قاذ فل :أن هاوون كك أنشنل «الناش تكن موضى فكذ لله يكو على رضي اليه اجينه باذ 
هارون نه إنما كان أفضل الناس لأنه كان رسولاً انتهى. 0 

أقول: كما جاز أن يكون النبي أفضل من غيره لنبوته جاز أن يكون غير النبي أفضل من غيره 
لاختصاصه بفضيلة لم توجد فى غيره. فالجواب المذكور تحكم. وقال الآبي قال الآمدي: لا يخفى 
أن علياً رضى الله عنه كان مستجمعاً لخلال شريفة ومناقب منيفة بعضها كاف فى استحقاق الإمامة 
وكلةاجلي نيدايق تحنتكا الفنفاث وأنؤاع الكجالات نا شرق قن عبره من الفيخ ا ماخ قيل: إنه 
من أشجع الصحابة وأعلمهم وأزهدهم وأنصحهم وأسبقهم إيماناً وأكثرهم جهاداً بين يدي رسول 
الله عمال وأقربهم نسباً وصهراً منه كان معدوداً في أول الجريدة وسابقاً إلى كل فضيلة وقد قال فيه 
ربانى هذه الأمة ابن عباس رضى الله عنه وسأله معاوية عنه قال: كان وكان. فلم يُبقَ محمدة من 
مجامة النين :ولد نا الأ وصطه بها مه نها ورد قتنة من الآنار انيه على يعاقية.. 

وذكر ابن عبد البر بإسناده إلى ضرار الصعدانى وقال له معاوية: صف لي علياً يا ضرار؟ 

فقال: أعفنى يا أمير المؤمنين. فقال: لا بد . ْ 

فقا اما زد و لأسن عوميقه كان راف سوه لوف يسا الفدى تقول تقذ ريسك علا 
يتفجر العلم من جوانبه. وتنطق الحكمة من نواحيه. يستوحش من الذّنيا وزهرتهاء ويأنس بالليل 
ووحشته؛ وكان عزير الدمعة» طويل الفكرة» يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشنء وكان 


لأمدن امو هكين »> 
بيننا كأحدناء يجيبنا إذا سألناه» ويفتينا إذا استفتيناه» ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه 
هيبة له» يعظم أهل الدين» ويقرب المساكين, لا يطمع القوي فى باطله ولا ييأس الضعيف من عدله 
وأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله. وغارت نجومه قابضاً على لحيته 
يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا ري غيري أبي تتعرضت أم إلى 
تشوقت هيهات هيهات قد طلقتك ثلاث لا رجعة فيكِ فعمرك قصير وخطرك قليل آه من قلة الزاد 
وبعد السفر ووحشة الطريق» فبكى معاوية وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك كيف حزنك 
عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها فى حجرهاء ثم قال الآمدي: وهذه صفاته وأما إثبات 
إمامته فبإجماع الأمة عليها بعد قتل عثمان واتباعهم له ودخولهم تحت قضاياه بعده من غير منازع 
ولا مدافع انتهى. 

أقرل فانظر رحمك الله كيف اعتقد بالحق ثم أنكره من حيث لا يعلم لاتفاق جماعة من 
المنافقين على عبادة العجل وفي المقام زيادة بسط يطلب فى علم الكلام» وقال الآبى: قال عياض: 
احتجت بهذا الحديث الإمامية والروافض وسائر فرق الشيعة على أن الامامة حق لعلى بعده 
وأنه ييه استخلفه بهذا اللفظ وشبهه على سائر الأمة بعده ثم اختلفوا فكفر بعضهم ساير الصحابة 
لتركهم الحق بتقد يمهم غيره وكفر بعضهم علياً إذ لم يطلب حقه ومذهب هؤلاء أسخف من أن يُرد 
عليه ولا خفاء في كفر القائلين بهذا لأن من كف ر كل الأمة والصدر الأول فقد أبطل ثقل الشريعة 
وهدم الإسلام وأما غير هؤلاء فلا نكفرهم ثم اختلفوا فالإمامية وبعض المعتزلة يخطيهم وبعض 
المعتزلة لا يخطيهم لأنه يجوز تقديم المفضول على الفاضل ولا حجة في الحديث لأحد من 
الفريقين لأنه لم يستخلفه عموماً بل على المدينة خاصة عند سفره لتبوك كما استخلف موسى 
هارون الذي شبه به عند سفره إلى المناجاة بقوله: «اخلفني فى قومي) فلما رجع منها رجع هارون 
إلى حالته الأولى وكذلك على رضي الله عنه فالمعنى أنت خليفتى على المدينة عند سفريى كما 
كان ماروت ككة ومعين ولا بى يعد 1 أى تعد بحسن وقق. ظنن أنه ؤللقة تتبية ضلن من افترقة 
الرأنظة من تيوه على حكن يحاون يفيه إلى اناادعى أيه ال يانه رق اكرزق على رصي ال 
عنه بعض من قال ذلك فافتتن بذلك جماعة وقالوا الآن حققنا أنه الله لا يعذب بالنارإلاً اللهء وما دل 
عليه الحديث لا يحط من مزلة غيره؛ انتهى. 

أقرل: ليس فى لفظ الحديث ما يشعر باختصاص استخلافه ها على أهل المدينة فقط ولاعلى 
حال حياته فقط ولا على عزله بعد الاستخلاف بل هو نص على عموم الاستخلاف وعدم العزل 
وكونه ليه خليفة له يه فى سفر تبوك لا يقتضى تخصيص الخلافة العامة المستفادة من الحديث 
بذلك الوقت بوجه من الوجوه إذ لا منافاة بينهما. وبالجملة خلافته ل مثل خلافة هارون 390 ولا 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 
تفاوت بينهما إلا في النبوة وكما كان خلافة هارون ثابتة له ما دام حياته من غير توسط عزل من 
موسى عليه السلام كذلك خلافة على نَةِ ثابتة له ما دام حياته من غير توسط عزل من النبى عل 
وعدم بقاء خلافة هارون بعد موسى نل لموت هارون قبله لا يقتضي عدم بقاء خلافة على ليه بعد 
نبينا نل لما عرفت من أن كل واحد منهما كان خليفة فى عمره وما ذكره من أن هارون كان خليفة 
لموسى في حال سفره فقط ولما رجع عزله ورجع هارون إلى حالته الأولى يعني عدم الخلافة كلمة 
هو قائلها. لأن دعوى اختصاص خلافة هارون بحال السفر وعزله بعد الرجوع من الدعاوي الباطلة 
لا مستند له بل خخلافته كانت ثابتة له ما دام حياته كيف وقد سأل موسى ب ربه طلب خخلافته 
ووزارته فى بدء الرسالة لقوله 9 واجعل لي وزيراً من أهلى هارون أخي# وقال سبحانه « قد أوتيت 
سؤلك يا موسى20(.2(6 . 

وقوله «ومعنى لا نبي بعدي» أي بعد بعثتى غرضه من هذا التقرير تخصيص خلافة على نه 
بكونها فى حياة النبي مي وبيان عدم دلالة لا نبي بعدي على ثبوتها بعد وفاته َفة. 1 

أفول: التقدير خلاف الظاهر من غير داع لما عرفت لشبوت عموم الخلافة على أن التقدير لا 
بنافيه لأنه إذا ثبت في حال الحياة ثبت بعد الوفاة أيضاً إذ لم يتحقق العزل اللهم إلا أن يُقال: رجوع 
النبي من السفر عزل لعلى نه عن الخلافة ولا يخفى سخافة هذا القول لأن الرجوع ليس بعزل لا 
عادة ولا عرفا ولا لغة. 

قر كه سيكت أن زقون إنانا فى مساة لشو التعطرل مق انالك كفاذقة ١‏ حي بان الل هد 
بقتضي ذلك وفي الأصحاب من قال منزلة الإمامة ثابتة له في عهد النبي يله وإنما لم يسم اماما 
لوجود النبى يبلْةُ مع أن تسميته أمير المؤمنين في حياة النبي كيه وَارِدٌّ قد نقله كثير من العلماء. 
وامتناع اجتماع الخليفة والمستخلف في عصر واحد ممنوع ولا دليل عليه لا عقلاً ولا نقلاً إذا كان 
أحدهما أصلاً والآخر تابعاً فإن النبى يقيْهُ كان ينطق بالوحى وعلى نهذ كان باب مدينة علمه فإن 
3 مشكات الى سعاذ وى ع وان اح كتوم وعبوهتيا وله مرفي الك لين ةا مكلذ 

وإذا يعي اقمع إنائعة يمد فلك وله فطل ارب ل #الحرديفالمتكور ولع درط قل :ذلك 


١-سورة‏ طه:5””. 

؟ ‏ أقول: هذا كله بناءٌ على صدور الحديث قبيل غزوة تبوك فقط . ولكن الصحيح أنه صدر من فم أبى القاسم 
صلوات المصلين عليه في أكثر من موضع منها عند ولادة الحسن ومنها عند ولادة الحسين عليهما السلام» ومنها 
عند مرض النبى (ص) ومنها فى مرض موته في بيته» ومنها فى أخر خطبة خطبها في المدينة في المسجد. وقد 
فصلنا ذلك في كتابنا النصوص على آل محمد ييه (المصحح) . 


لأمير المؤمنين نا 


في شأنهم على أن الإجماع من الأمة على أن هؤلاء لا حظ لهم بعد الرسول في الإمامة فارق. 

فإن قيل هذا: الاستخلاف كان مختصاً بالمدينة فقط لا يقتضى ذلك الرئاسة العامة التى هى 
الإمامة. قلت: الحديث لا يدل على ذلك الاختصاص أصلاًكما أشرنا إليه وعلى تقدير التسليم إذا 
ثبت له الخلافة وفرض الطاعة بالنص فى بعض الأمة بعده ثبت له ذلك فى جميعهم إذ لا قائل 
بالفصل فكان الإجماع مائعا رن هنذا التتول: ْ 

قيل: دلالة الحديث على أن له منازل هارون كلها لا يدل على نفى إمامة الثلاثة قبله لأن لفظ 
بعدي يحتمل البعدية بلا فصل وبفصل فمن جعله إماماً بعد عثمان فقد عمل بموجب الخبر, 
أجيب بأنه من حيث وضع اللغة محتملة لأمرين لكن صار المفهوم منه بحسب العرف البعدية بلا 
فصل إذ لو قال قائل هذا المال بعدى للفقراء تبادر إلى الأفهام أنه أراد بعد موته بلا فصل والتبادر 
دليل الحقيقة فيكون البعدية بلا فصل حقيقة عرفية» وكذا إذا قيل فلان جلس على سرير الملك 
بعد فلان فإنه لا يفهم منه إلا ذلك فكذا فيما نحن فيه وأيضاً إذا سلم الخصم أن له جميع منازل 
هارون ومن منازل هارون أنه لم يعزله موسى لهذ عن الخلافة فكذا لم يعزل النبى يله علياً ل عن 
الخلافة فإذاكانت خلافته ثابتة مستمرة فى حال الحياة وفى حال الموت وبعد الموت فلم يبق بعد 
الوك يوذل الخاققة :التالانة. اتير اقالو بي دالقه يهن الرسول بان همل :وقرضن ظاعده كظافة الرشيول 
لم يكفر جميع الصحابة وجميع الصدر الأول وإنما كفر من بلغه النص وخالفه ولا دليل على إمتناع 
تكفير بعض الصحابة بل الأحاديث الدالة على كفر بعضهم وخروجهم فن الرتخمة الالهية موجحودة 
من طرق العامة أيضاً وقد نقلناها فى مواضع من هذا الكتاب ومن جملتها الأحاديث الدالة على 
طرد د بعضهم عن الحوض فيقول كَيةُ وأصحابي أصحابيء فيُقال: ما تدري ما فعلوا بعدك فيقول 
«وسحقاً سحقاً». وأما تكفير بعضهم علياً ةٍ لعدم طلبه حقه فهو ظاهر الفساد لأنه ةِ طلب حقه 
وهم لم يسمعوا منه وقد ذكروا في كتبهم ذلك ونقلناه منهم فى بعض المواضع من هذا الكتاب. 
نعم لم يجادلهم بالسيف لقلة ناصره. 

(وقوله وَيلْةُ ) الظاهر أنه مبتدأ خبره محذوف. أي فى ولايتى أو فى نحوه وأن هذه الجملة 
يفسرها ما بعدها وهو قوله: (قائلاً فى محفله) . 0 

(حين تكلمت طائفة فقالت: نحن موالى رسول اله يليه ؛ أى ملاك أموره ومتوليها بعده وكل 
من ولي أمره فهو مولاه ووليه أو ملاك أمور الخلوين: الفا فعوانا بها بحت عرو قله وبالجدلة ادعوا أن 
أمور الأمة والتدبير والتصرف فيها لهم. 

(فخرج رسول الله يي إلى حجة الوداع ثم صار) بعد الفراغ منها (إلى غدير خم ) هو موضع 
على ثلاثة أميال من الجحفة , بين الحرمين أو خم اسم غيضة هناك بها غدير ماء وفيها مسجد 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(فأمر فأصلح له شبه المنبر) قيل: أصلح له ذلك من جهازات الإبل روي أنه تعالى أمر 
رسوله يييةُ في حجة الوداع أن يجعل علياً لي خليفته ووصيه بمحضر الخلائق ليبلغ الشاهد 
الغائب فلما أمره بذلك ضاق به صدره وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فراجع ربه فلما 
بلغ غدير خم أوحى الله إليه: «إيا أيها الرسول بِلّغْ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت 
رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين؟» فنزل وأمر بإجتماع الناس فاجتمعوا 
وأصلح له شبه المنبر فعلاه وقال: من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله . 

فمال: (من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم والٍ من والاه وعادٍ من عاداه) ثلاث مرات فوقعت 
حسكة النفاق فى قلوب القوم وقالوا: ما أنزل الله تعالى هذا على محمد قط وما يُريد إلا أن يرفع 
بضبع ابن عمه والحديث مشهور بين العامة والخاصة في غاية البسط ونهاية المبالغة» وفى 
فوله يل «من كنتٌ مولاه فعلى مولاه) إفادة ثبوت الولاية له نلق على نحو ثبوتها له يي من غير 
تفاوت وهى أنه سيد الأمة ومقتداهم ومالك أمورهم ومتوليها وأولى بالتصرف منهم فيها والمنعم 
عليهم بالعلم والتعليم والهداية والإرشاد. وفي الفائق قال ثعلب: معناه من أحبني وتولانى فليتوله 
وفيه قوله: «اللهم وال من والاه) معناه أحب من يحبه. 

(وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم «اليوم أكملتٌ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتٌ 
لكم الإسلام ديناً» ) دل على أنها نزلت يوم غدير خم ودل عليه روايات أخر وهذا ينافى ما روأه 
المصنف فى كتاب الحجة فى باب ما نص الله تعالى ورسوله على الأئمة بإسناده عن أبى جعفر لىِه 
في حديث طويل «ثم نزلت الولاية وإنما آتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة أنزل الله تعالى «اليوم 
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي4. وروي مثله فى طريق العامة روى مسلم عن ابن شهاب 
قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال: آية في كتابكم تقرؤونها لونزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا 
ذلك اليوم عيداً. وأى آية؟ قال: #اليوم أكملت لكم دينكم » الآية . فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي 
نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله كي بعرفات فى يوم الجمعة ونحن معه. 
قال المرطبي: هو يوم عرفة فى حجة الوداع. وقال مجاهد: نزلت يوم فتح مكة . ويمكن رفع المنافاة 
بأنها نزلت مرتين. إذا عرفت هذا فنقول: الولاية آخر فريضة نزلت ولم تنزل بعدها فريضة يدل عليه 
ما رواه المصنف باسناده فى الباب المذكور عن أبى جعفر نا قال: «كانت الفريضة نزلت بعد 
الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت 
عليكم نعمتي 4 قال أبو جعفر نظِة: يقول الله تعالى لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم 
الفرائض » وذهب إليه أيضاً مجاهد قال: ودينكم معناه شرايع دينكم لأنها نزلت نجوماً وآخر ما نزل 





: ا 1/4 
لامير المؤمنين ١‏ 





منها هذه الآية. 

وكذا ذهب إليه ابن عباس قال : ولم ينزل بعد هذه الآية حكم ومعنى الآية بتفسير أهل البيت 
عليهم السلام «اليوم أكملت لكم دينكم» بولاية على ني وأتممت عليكم نعمتي بإكمال الشرايع 
بإمامته ورضيت لكم الإسلام ديناً بخلافته. والعامة لما لم يعرفوا ذلك اعترضوا على الآية بأنه 
تعالى لم يزل كان راضياً بدين الإسلام فلم يكن لتقييده باليوم. 

فائدة: وأجاب عنه القرطبى بأن معنى قوله # رضيت لكم الإسلام ديناً» أعلمتكم اليوم برضاى 
لفجدينا إلا قو سهغانه كان :داكما راضيا بذللك فلقيزه أن لأ قاتدة الشبيد. باليوم لذن رقناه وان كان 
دائماً لكن الإعلام برضاه وقع في ذلك اليوم؛ فاعرف قبح ذلك الاعتراض مع الجواب وكن من 
الشاكرين. وهو قوله: ' 

(ثم ردوا إلى الله موليهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) ثم ردوا بعد الموت أو بعد 
الحشر إلى الله أى إلى حكمه وجزائه وهو يتولى أمرهم يعدل بينهم ولا يحكم إلا بالحق وله الحكم 
يومئة لا لغيره ويحاسبهم فى أقل زمان حتى قيل: فى مقدار حلب شاة لا يشغله حساب عن 
حساب وهذه الأمور وإن كانت لله تعالى ظاهراً لكنها له ِ2ةٍ باطناً وهو سبحانه يكلها عليه ويفوضها 
إليه وإنما نسبها إلى ذاته المقدسة لأنه الآمر ولأن حكمه نِىِةِ حكم الله تعالى وكثيراً ما ينسب ما 
لوليه إلى ذاته تعالى كما مر نظيره فى آخر كتاب التوحيد. 

(في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع) أشار إجمالاً إلى ما دل على علو 
قدره من المناقب والمفاخر والكمالات التى لم يكن قليل منها لجميع الأمة وقد اتفقت عليه العامة 
والخاصة كما مر في كتاب الحجة وأوضحنا من طريق العامة أيضاً كما أشار إليه أيضاً فى بعض 
خطبه بقوله: «وينحدر عنى السيل ولا يرقى إلى الطير» كنى بالأول عن علوه وشرفه وفيضان 
العلوم والتدبيرات السياسية عنه واستعار لتلك الكمالات لفظ السيل وبالثاني إلى غاية أخرى من 
العلوإذ ليس كل مكان بحيث ينحدر عنه السيل وجب أن لا يرقى إليه الطير فكان ذلك علواً أزيد إذ 
لا تصل إليه عقول البشر ومن مناقبه هو العلم بكل شيء كما أشار إليه في بعض خطبه: والله لو 
شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه ولكن أخاف أن يكفروا فىّ برسول 
الله يي والحاصل أنى أخاف أن يغلو فى أمري ويفضلونى على رسول الله ييه بل كان يخاف أن 
يكنروا فية بأل كما ادضة التصارى فى النسيع حيث أخيرهي بالأمور'القازية ).كم ذم 'ذنا بنليناً 
للخلفاء الثلائة وأتباعهم وتفرقهم عنه وغصب الخلافة منه ومنازعتهم إياه واجتماعهم على من هو 
أولى منه مع الإشارة إلى أنهم كانوا من عبدة الأوثان فلم يكونوا مستحقين للخلافة وأمثال هذه 
الشكاية صدر منه ليد فى مواضع غير محصورة فقال: 


327 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(ولئن تقمصها دوني الأشقيان)!'' اللام دليل على قسم محذوف تأكيد لمضمون الشرط 
والجزاء والقمص لبس القميص يُقال: قمصه تقميصاً فتقمص إذا لبسه وضمير التأنيث للأمر 
المعلوم وهو الخلافة وتشبيهها بالثواب مكنية ونسبة التقمص إليها تخييلية ودون بمعنى التجاوز 
في محل النصب على الحال والاشقيان الأول والثاني والمعنى والله لئن لبس الاشقيان الخلافة 
متجاوزين عنى غير تابعين لى فيها (ونازعاني فيما ليس لهما بحق) ثابت من الله ومن رسوله ولا 
لهما أهلية له بل هو لى من قبلهما وبالاستحقاق. 

(وركباها ضلالة واعتقداها جهالة) ضلالة وجهالة بالنصب على المفعول له أو على التميز 
لنسبة الفعلين ففيه على الأول تنبيه على أن ثمرة الفعلين هى الضلالة والخروج عن الدين والجهالة 
في أحكامه وتبديلها وتغييرها وعلى الثاني على أن المتحقق من الفعلين فيهما هو هذا الفرد أعني 
ركوب الضلالة والجهالة دون الآخرأ عنى ركوب الحق والعلم (فلبئس ما عليه وردا) فى الدّنيا من 
الجيالة والضتلال: 

(ولبئس ما لأنفسهما مهدا) فى الآخرة من العقوبة والنكال وفي الذم العام دلالة على غاية 
فغائة ذلك ونهاية فظاعته بيحيث لآ يصئل إليّه عقول النشر ولا يحوم مخوله :ظائر النظن. 

(يتلاعنان فى دورهما) وهي المبور وفي دار الآخرة أو جهنم أو الجميع. 

(ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه) لشدة الغيظ منه بتحصيل الأسباب لإضلاله وتكميل 
البواعث لخسرانه ونكاله. 

(يقول لقرينه) الذى كان يضله ويغويه دائماً والقرين المقارن والمصاحب والشيطان المقرون 
للإنسان الذى لا يفارقه تدان صاحية كنيظانا له 

(إذا التقياايا ليت بينى وبينك بعد المشرقين ) أي بعد المشرق من المغرب غلب المشرق وثني 
وأضيف البعد إليهما أو بعد مشرقي رجوع الشمس وهما طرفا طول الأيام وقصرهاء (فشبئس 
القرين) أنت إذ أصابنى ما أصابنى بإغوائك وإضلالك. 

(فيجيبه الأشقى على رئوثة) أي حال كونه على قبح منظر وسوء حال ورثاثة هيئة لتغير صورته 
وتكسر جثته بألم النار وشدة الغم فى دار البوار. 

(يا ليتنى لم أتخذك خليلاً لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جاءني ) وتمكنت من الاقتداء به هذا 
كلامه عند اللقاء كما صرح به نقة وأما عند مفارقته وزوال الاقتراب وتألمه بشدة العقوبة والعذاب 


١‏ ظاهر الفقرات أن هذه الخطبة كانت بعد انقضاء دولتهما فما مر في أول الخبر من أنها كانت بعد سبعة أيام من 
وفاة النبى يَْيةُ سهو من بعض الرواة. 


لامير المؤمنين ١م58‏ 


وكمال غيظه عن صاحبه اللئيم فيقول ما ذكره الله عز وجل فى القرآن الكريم من باب الغيبة وهو 
قوله تعالى: «ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتي ليتني 
لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان ‏ يعني قرينه المضل له 
للانسان خذولاً» يؤذيه بالوسوسة والاغواء والاضلال الى الهلاك والعقوبة والنكال ثم يتركه 
روتكد كول نيوز درل فذرن الخد لان 

(فأنا الذكر الذي عنه ضل ) بعد إذ جاءه وتمكن من الاقتداء به . 

(والسبيل الذي عنه ضل ) وتمنى الأخذ به حيث لا ينفعه التمنى في قوله «يا ليتني اتخذت مع 
الرسول سبيلاً». 

(والإيمان الذي به كفر) فى قوله تعالى: « ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من 
الخاسرين» وهو لىة إيمان لأن الإيمان إنما يتحقق بالإقرار بولايته (والقرآن الذي إياه هجر) في 
قوله تعالى: « وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً» ١7‏ سمى هجره هجر القرآن 
لأنه مترجم القرآن ولسانه ولأن من هجره هجر القرآن ومقتضاه من الأمر بولايته. 

(والدين الذيبه كذب) فى قوله تعالى: #أرأيت الذى يكذب بالدين » سمى ديناً لأن بولايته 
تمام الدين (والصراط الذي عنه نكب) في قوله تعالى: (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط 
لناكبون». 

(ولئن رتعا في الحطام المنصرم) الحطام النبات اليابس واستعارة للمال ومتاع الدنيا ووجه 
المشابهة قلة الانتفاع والبقاء وسرعة الزوال والفناء ووصفه بالانصرام وهو الانقطاع للمبالغة والتأكيد 
في عدم الاعتماد عليه وتشبيه الرجلين بالبهائم مكنية وإثبات الرتع لهما تخييلية وذكر الحطام 
ترشيح. 
(والغرور المنقطع) الغرور بالفتح الدّنيا سمي به لأنها توجب غرة أهلها وغفلتهم عن الآخرة 
وأما الغرور بالضم وهى الأباطيل جمع غار فيأباه تذكير المنقطع. 

(وكانا منه على شفا حفرة من النار) الشفا طرف كل شيء وجانبه وأشفى عليه أشرف أي وكانا 
من الرتع في الحطام والغرور المقتضي لتركهما دين الحق وارتكاب الخلافة على طرف حفرة من نار 
جهنم لم يكن حاجز من الدخول فيها إلآ الموت يُقال: لمن فعل فعلاً على غير أصل أو يتوقع منه 
عقوبة لكونه على غير قانون عقلى أو طريق شرعى: إنه على شفا حفرة من الناره ونحوه قوله تعالى: 
«أمَن أسس بنيانه على شفا جرف هار ..» الآية . 








' -سورة المنافقون :”. 


ل 


ذف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
(لهما على شر ورود) على الله تعالى يوم القيامة مع السلاسل والأغلال على أقبح الوجوه 
والأحوال وهو جزاء الشرط واللام زايدة للتأكيد. 
(في أخيب وفود) الوفود إما مصدر بمعنى القدوم والورود أو جمع وافد وهم قوم يجتمعون 
ويردون البلاد أو يقصدون الأمراء للزيارة أو الاسترفاد يُقال: وفد إليه وعليه يفد وفداً ووفود ووفادة 





قدم وورد وهو وافد وهم وفود ووفد. 

(وألعن مورود) يردان عليه وهو نار جهنم أو صديدها نزلهما منزلة الماء على سبيل التهكم لأن 
الماء يراد لتبريد الاكباد وتسكين العطش والنار وصديدها بالضد وقيل مثل ذلك فى قوله تعالى: 
«إوماأمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود4 ١7‏ يُقال: ورد 
يرده وروداً إذا حضره ليشرب والورد الماء الذى يرد عليه الواردون وهو مورود. 

(يتصارخان باللعنة) أي لعنة كل واحد منهما على صاحبه والصراخ الصوت والصيحة 
الشديدة (ويتناعقان بالحسرة) على ما فرطا فى ولابة ولى الله وقصرا فى حقوقه والنعق الصيحة 
وفى التصارخ والتناعق إيماء إلى استمرار ذلك في جميع الأوقات تحقيقاً لمعنى المقارنة (ما لهما 
من راحة) من الآلام والشدائد. 

(ولاعن عذابهما من مندوحة) أى سعة وفسحة من النجاة عنه يُقال: إنه لفى مندوحة من كذا 
أن فى نو يعاق أشار إن ماكان قوم عله من لهك ونان التخاظلنة ونا أن الل ع انهه :ب رسال 
الرسول وإخراجهم عنها وكفرانهم بتلك النعمة الجليلة ورجوعهم إلى الجاهلية الأولى بقوله: 

(إن القوم لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثان) أي خدمتها جمع سادن وهو الخادم المتولي 
لأمور الغير. 

(يُقيمون لها المناسك ) هى جمع المنسك بفتح السين وكسرها وهو المذبح والنسيكة الذبيحة 
وجمعها نسك والمتعبد ويقع على المصدر والزمان والمكان ثم سميت أمور الحج كلها مناسك ثم 
اتسعت وسميت الطاعات والعبادات كلها مناسك وبه صرح الزمخشري في الفائق وبالجملة كلما 
يتقرب به العبد إلى الله تعالى يُسمى مناسك وهم ظلموا أنفسهم فوضعوها في غير موضعها. 

(وينصبون لها العتائر) أي الذبايح جمع العتيرة وهي الذبيحة التي كانوا في الجاهلية يذبحونها 
للأصنام ويصبون دمها على رؤوسها. 

(ويتخذون لها القربان) للتقرب منها (ويجعلون لها البحيرة والوصيلة والسائبة والحام) كما 
قال الله تعالى رداً وإنكاراً لما أبدعوه فى الجاهلية و: «ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة 





0 -سورة الماعون‎ ١ 


لاهو لومش يدق 
ولاحام» أما البحيرة وهى من البحر وهو الشق وفى تفسير القاضى: إن أهل الجاهلية إذا انتتجب 
الثاقةعجسنة ان لعرها دقر يجرو أذها أن هوه وخار النبيليا والاتركت ولا عات وسمرها 
البحيرة وفى النهاية: إن ابلهم إذا ولدت خمساً بحروا أذنه» وقالوا: اللهم إن عاش فقسى وإن مات 
فذكى فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة» وفى القاموس: إنهم كانوا إذا انتجت الناقة عشرة أبطن 
بحروها وتركوها ترعى وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم وأكلها الرجال وسمّوها البحيرة أوهي 
التي خخليت بلا راع أو التي إذا نتعجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والأنثى وإن 
كان أنثى بحروا أذنها فكان حراماً عليهم لحمها ولبنها وركوبها فإذا مانت حلت للنساء أو هى في 
النساء خاصة إذا نتجت خمسة أبطن بحرت وهى العزيزة أيضاً وفى الأخيرين قيل: البحيرة بنت 
البنافية وحكميا حكم: أمها وان الساقة تق الأرل أن الرخل ميهم كان يقول إن شفيت فناقتي 
سائبة ويجعلها كالبحيرة في تحربم الانتفاع بهاء وفي الثاني: كان الرجل منهم إذا جاء من سفر أو برأ 
من مرض أو غير ذلك قال ناقتى سائبة فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا تركب. 

وقيل: البحيرة بنت السائبة كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر أناث لم يركب ظهرها ولم يجز وبرها 
ولم يشرب لبنها إلآضيف وتركوها مسيبة لسبيلها وسموها السائبة فما ولدت بعد ذلك من أنثى 
شقوا أذنها وخلو سبيلها وحرم منها ما حرم من أمها وسموها البحيرة وفى الأخيرة السائبة المهملة 
والبعير يدرك نتاج نتاجه فيسيب أي يترك لا يركب والناقة تسيب في الجاهلية لنذر أو نحوه أو 
كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن أناث سيبت وكان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو نجيت دابته من 
مشقة أو جَرَب قال هي سايبة وكانت لا تمنع من ماء وكلاء ولا تركب. 

وأما الوصيلة ففي النهاية: هي الشاة إذا ولدت ستة أبطن اثنين اثنين وولدت فى السابعة ذكراً أو 
انثى قالوا: وصلت أخاها فاحلوا لبنها للرجال وحرموا على النساء؛ وقيل: إن كان السابع ذكراً ذبح 
وأكل منها الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركت مع الغنم وإن كان ذكراً وأنثى قالوا: وصلت أخاها 
ولم يذبح وكان لبنها حراماً على النساء. وفي القاموس: الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن ومن 
الشاة التى وصلت سبعة أبطن عناقين وإن ولدت فى السابعة عناقاً وجدياً قيل: وصلت أخاها فلا 
يشرب لبن الأم إلا الرجال دون النساء ويجري مجرى السائبة أو الوصيلة خاصة بالغنم كانت الشاة 
إذا ولدت الأنثى فهي لهم وإذا ولدت ذكراً جعلوا لآلهتهم فإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلت أخاها 
فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم أو هي شاة تلد ذكراً ثم أنثى فتصل أخاها فلايذبحون أخاها من أجلها فإذا 
ولدت ذكراً قالوا: هذا قربان لالهتنا. 

وأما الحامي ففي القاموس: إنه الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود أو عشرة أبطن ثم هو 
حام حمى ظهره فيترك ولا ينتفع منه بشيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى. 





250 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١‏ 


(ويستقسمون بالأزلام) الزلم محركة وكصرد قدح لاا ريش عليه والجمع أزلام سهام ثلاثة كانوا 
يستقسمون بها فى الجاهلية بيان ذلك أنهم إذا قصدوا فعلاً مهما كالسفر والزواج وغيرهما ضربوا 
ثلاثة أسهم وجعلوها في وعاء» مكتوب على أحدها أمرني ربي وعلى الثاني نهاني ربى والثالث 
وفي النهاية مكتوب على أحدهما افعل وعلى الآخر لا تفعل ولم يذكر الثالث وهو الغفل كما 
ذكره القاضى وغيره فإن خرج الاول مضوا على ذلك وإن خرج الثاني كفوا عنه وإن خرج الثالث 
أجالوها ثانياً فمعنى الاستقسام بالأزلام طلب ما قسم لهم بها وإليه أشار جل شأنه في أول سورة 
المائدة بنوله 8 حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير. -الى قوله -وآن قستقسموا بالأزلام ذلكم 
فسق اليوم» أى وحرم عليكم الاستقسام بالأقداح لأنه فسق قال القاضي: لأنه دخول في علم 
الغيب وضلال بإعتقاد أن ذلك طريق إليه وافتراء على الله إن أريد بربي الله وشرك إن أريد به الصنم 
وقال بعض المحققين منهم صاحب الكشاف: لأن فيه طلب علم الغيب من غير الله كاستعلام الخير 
والشر من الكهنة والمنجمين. 

وأما طلبه منه تعالى ففيه كلام وقد أطبقوا على جواز الإستخارة بالقرآن. 

أقول من قبيل الاستقسام بالأزلام ما اشتهر اليوم من الاستخارة بديوان بعض الشعراء ويمكن أن 
يُراد به هنا وفى الآية استقسام الجزور بالأقداح العشرة على الأنصباء المعلومة والسهام العشرة 
على هذا الترتيب كما صرح به بعض الشعراء في نظمه إياها. 
الفذ والتوأم والرقيب والنافس والمسبل2 والحلس والمعلى والسفيح والمنيح والوغد 

والثلاثة الأخيرة لا نصيب لها وكانت على مخرجها قيامة الجزور ولكل واحد من السبعة السابقة 
نصيب بتزايد واحد على السابق حتى كان للمعلى النصيب الأعلى فمن أخرج واحداً منها أخذ 
نصيبه وجعل صاحب القاموس الحلس رابعاً والنافس خامساً والمسبل سادساً أو خامسا. 

(عامهين عن الله عز ذكره) أى غافلين عنه تعالى جاهلين عما أراد منهم, في النهاية العمه في 
البصيرة كالعمى فى البصر فكما أن الأعمى لا يهتدى إلى مقاصده المحسوسة بالبصر لعدمه كذلك 
فاقد البصيرة لا يهتدى إلى مقاصده المعقولة لاختلال بصيرته؛ وفي القاموس: العمه محركة التردد 
فى الضلال والتحير في منازعة أو طريق أو أن لا يعرف الحجة وفعله كمنع وفرح. 

(جائرين عن الرشاد) أي مايلين عن طريق الحق ضالين عن منهج الصواب من جار عن الطريق 
يجور إذا مال وضل. وفى بعض النسخ: «وحائرين» بالحاء المهملة أى راجعين من الحور بمعنى 
الرجوع. 

(مهطعين إلى البعاد) الإهطاع الإسراع في العدو أي مسرعين إلى البعاد عن رحمة الله تعالى أو 


لامير المؤمنين وهنا 


عن الخير أو عن سبيل الحق أو إلى الهلاك أو إلى الخيانة أو إلى اللعن والبعاد في الثلاثة الأولى من 
البعد ضد القرب وفي الثلاثة الأخيرة من البعد بهذه المعاني وكل ذلك لجهلهم بربهم وكتابهم نبيهم 
وشريعتهم ومراشد أمورهم ومصالحها. 

(قد استحوذ عليهم الشيطان) أي استولى عليهم وألجمهم بلجامه وقادهم إلى سبيله لكون 
نفوسهم قابلة لذلك وهذه اللفظة أحد ما جاء على الأصل من غير إعلال خارجة عن أخواتها نحو 
استقال واستقام (وغمرتهم سوداء الجاهلية) الغمر التغطية يُقال: غمره الماء إذا غطاه ففيه مكنية 
وتخييلية والمراد بالسوداء إما الجاهلية على أن يكون الإضافة بيانية أو الجهالة أو الخصلة الذميمة 
على أن تكون الإضافة بتقدير في ووصفها بالسوداء للدلالة على حيرتهم فيها ولعل المراد أنهم 
كانوا غائصين في الجاهلية أو فى جهالتها أو فى خصالها الذميمة وهوكناية عن تصرفاتهم الباطلة 
على متيل مدهم بها بغرن لهم مو وجوه التصيرواق المتحيخة بويتكن .أن يكون لماه انهه كاتوا 
فى شذة وبلية وذلك لأن العرب كانت حينفل فى شذائد من ضيق المعاش والنهب والغارات 
ولك الذماء. ْ 

(ورضعوها جهالة) تشبيه الجهالة باللبن مكنية ونسبة الرضاع إليها تخييلية وفيه تنبيه على أنهم 
كانوا في أول العمر ساعين في طلب الجهالة راغبين فى تحصيل لوازمها. 

(وانتظموها ضلالة ) فى كنز اللغة: الانتظام بهم ا - وهو يفيد أنه سجىء للتعدية 
والافتعال قد يجىء لها وإن كان غالباً للمطاوعة كالاحترام والاتهام ونحوهما ولعل المعنى انتظموا 
الجهالة بالضلالة ووصلوها بها وفيه تنبيه على أن ضلالتهم وخروجهم عن الدين ثمرة جهالتهم فيه 
وفي بعض النسخ «وانفطموا) أي انفطموا عن رضاع الجهالة من أجل غذاء الضلالة شبّه الضلالة 
بالطعام بعد الفطام والمقصود بيان تمرنهم بالجهالة والضلالة حتى صار ذلك حاجباً لهم عن قبول 
الحق سابقاً والرجوع عنه لاحقاً. 

(فأخرجنا الله إليهم رحمة) لنخرجهم من الظلمات إلى النور (واطلعنا عليهم رأفة) لنهديهم 
إلى سبيل الحق وننجيهم عن دار الغرور. 

(وأسفر بنا عن الحجب نوراً لمن اقتبسه وفضلاً لمن اتبعه وتأييداً لمن صدقه) الاسفار 
الاضاءة والإشراقء والباء في «بنا» للسببية» والمراد بالحجب أغشية الجهالة المنصوبة على قلوب 
الكافرين وأغطية الغفلة المضروبة على عقول الغافلين حتى غفلوا عن الرب وصفاته وما ينتظم به 
أمر معاشهم ومعادهم وهي ناشئة من ظلمات الهيئات البدنية والمعارضات الوهمية والخيالية 
المانعة عن مشاهدة أنوار عالم الغيب والشهادة وهى قابلة للزيادة والنقصان والقوة والضعف وإليه 
أشار جل شأنه بقوله: «أو كظلمات في بحر لجّي يغشاه موجٌ من فوقه موج من فوقه سحاب ظلماتٌ 





بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور» فمثلهم كرجل 
وقع فى بحر لبي صفته كذلك فأشار به إلى مالهم في الدّنيا من الأخطاء المهلكة والموج الأول 
موج الشهوات الداعية إلى الصفات البهيمية؛ والثانى موج الصفات السبعية الباعثة على الغضب 
والعداوة والحقد والحسد والمباهاة والمفاخرة والسحاب هو الاعتقادات الباطلة والحالات 
الفاسدة التى صارت حجباً لبصيرتهم عن إدراك نور الحق إذ خاصية الحجاب أن يحجب نور 
اليس يعن الأ هار الظاه ةرذ لكايس مده تله باكزئفة هعض كود رقيات سنضها نرق 
بعضء و«نوراً» وما عطف عليه منصوب على التميز وهو في المعنى فاعل لأسف ر كما هو المقرر في 
النحو. 

والمراد به إما القرآن أو الشريعة أو العلوم الحقة أى يبصر بنورها ذو العماية ويرشد بهداها ذو 
الغواية» والمراد بالفضل إما الإحسان بهداية القلوب بعدما كانت غائصة فى ظلمات الذنوب أو 
العلم والفضيلة وهى الدرجة الرفيعة في الفضل والكمال أو النعمة الجسيمة ومنه الفواضل وهي 
الأيادى الجميلة والمراد بالتأييد التقوية والنصرة فى الدين والإعانة فى طلب اليقين من الأيد 
بمعنى القوة وملخص المعنى والله يعلم أسفر الحق أي أضاء وأشرق وكشف نوره وفضله وتأييده 
عن الحجب الظلمانية المذكورة بسبب وجودنا فوجودنا سبب لوصول تلك النعماء الجسيمة من 
الله تعالى إليهم ويمكن أن يكون أسفر باعتبار أنه بمعنى أضاء متعدياً ونوراً مفعوله والباء للسببية 
كما مر فإن أضاء قد يجىء للتعدية أيضاً. 

(فتبووًا العز بعد الذلة) أي نزلوا فى عز الدّنيا والآخرة بالهداية بعد الذلة فيهما بالغواية والقتل 
والغارة والثيي :والأسن وعاةة الأصنام بوتحونها من النبان+الثالة :والكترة يعد القلة لاجسماعية 
على دين واحد حتى كأنهم صاروا شخصاً واحداً بخلاف أحوالهم سابقاً فإنهم كانوا على مذاهب 
ميكداقة واراع فته وقلون 'متقرقة ومتازل مساعدة :ست لابقدر آنريبيت كل صنف منهم خوفا 
في بيوتهم وخيامهم ولكن في منازلهم ومقامهم. 

(وهابتهم القلوب والأبصار) لكثرة الأعوان والأنصار حتى بلغت هيبتهم إلى الأقطار والأمصار 
كنا ذلك عليه الى والاخان 

(وأذعنت لهم الجبابرة وطوايفها) في ١‏ بعض النسخ «وطواغيتها» والظاهر أن إضافة الطوائف أو 
الطواغيت إلى ضمير التأنيث بتقدير اللام وأن المراد بهم الولاة المنصوبة من قبلها. 

(وصاروا أهل نعمة مذكورة) في ألسنة العباد. هذا ناظر إلى الإذعان والانقياد (وكرامة 
منشورة) فى البلاد هذا ناظر إلى الهيبة. 

(وأمن بعد خوف) من أهل البغي والفساد هذا ناظر إلى العز (وجمع بعد كوف) من أهل 


لأمير المؤمنين ا 


العناد هذا ناظر إلى الكثرة. والكوف القطع. 

(وأضاءت بنا مفاخر معد بن عدنان) قد كانت له مفاخر كثيرة وكان بينهم إلى عدنان عشرون 
بطئاً روى عنه يَيْْهُ: إن الله اصطفى من العرب معداً واصطفى من معد بني النضر بن كنانة واصطفى 
هاشماً من بني النضر واصطفاني من بني هاشم. 

(وأولجناهم باب الهدى) إذ بهم خرج الناس من تيه الضلالة وظلم الغواية وَبّهَمٍ الجهالة 
وخلوا انا الودانة :واهةوا إلى القوانية السترعية والتؤاميشن الالية والسياسات المدنية 
والأخلاق الفاضلة النفسانية (وأدخلناهم دار السلام) أي دار الإسلام وإن 0 الجنة فالتقدير 
أدخلناهم فيما يوجب دخولها لأن الإدخال في السبب إدخال فى المسبب. 

(وأشملناهم ثوب الإيمان) أي أعطيناهم إياه يُّقال: أشمله إذا أعطاه إياه والتركيب من باب 
لجين الماء والوجه هو الاحاطة والشمول والزينة. 

(وفلجوا بنا في العالمين) أي غلبوا وظفروا أو ظهروا لأنهم كانوا فى خمول الذكر فى جهل 
الجاهلية وظلمة الكفر وبهدابتهم عليهم السلام خرجوا إلى نورالإسلام واشتهروا وظهروا في البأس 
كالساكن في الظلمة إذا خرج إلى ضوء النهار. 

(وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين ) الإبداء الإظهار فالأيام فاعله والإسناد مجاز والآثار 
مفعوله ولوكان الإبداء بمعنى الظهور أو الابتداء كانت الآثار فاعله والأيام ظرفاً له. ثم أشار إلى 

بعض أنواع من آثار صلاحهم بقوله: 

(من حام مجاهد) أي حام لنفسه وأصحابه من لحوق العار والضرر والإيذاء مجاهد في دين 
الحق مع المعاندين والأعداء. 

(ومصل قانت) أي خاشع أو قائم أو اكت عن الففيول 0 أو قانت بالقنوت المعروف 
(ومعتكف زاهد) أي معتكف في المسجد على شروطه زاهد في الدّنيا تارك لها أو قليل الأكل 
(يظهرون الأمانة) هي حفظ حقوق الخالق والمخلوق وفيه إيماء إلى أنهم لم يكونوا مستقرين فيها 
ولا موصوفين في نفس الأمر. 

(ويأتون المثابة) هي المنزل لأن أهله يثوبون إليه أي يرجعون ومنه قوله تعالى: «وإذ جعلنا 
البيت مثابة للناس4 أي مرجعاً ومجتمعاًء ولعل المراد بها بيت الشريعة أو بيت الله الحرام ويمكن 
أن يُراد بها ما يورث الثواب من الأعمال الصالحة» ثم أشار إلى سرعة انتقالهم عن الحالات 
المذكورة لعدم رسوخها واستقرارها إلى حالات منافية لها كانت راسخة فى طبايعهم في أيام 
الجاهلية والاستبعاد غير مسموع كما دلت عليه روايات العامة ها وقد ذكرنا بعضها فى شرح 
الأصول. 


584 شرح أَععون الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 

(حتى إذا دعا الله تعالى نبيّه يله ورفعه إليه) أي إلى رحمته ورضوانه (لم يك ذلك) أي 
المذكور من أحوالهم الدالة على استقامتهم ظاهراً. 

(إلا كلمحة من خفقة) الخفقة تحريك الناعس رأسه والتاء للوحدة والتنكير للتقليل واللمحة 
زَمَآن زؤية واخذة وكثيراً ما يغبر بها عن الزمان القليل ذا ولذلك فسرها بمقدذان ونان "النعاس 
القليل أو زمان اختلاس النظر منه وهذا من أحسن العبارات في إفادة قلة الزمان مع إشارة لطيفة إلى 

(أو وميض من برقة) أي لمعانها يّقال: ومض البرق يمض ومضاً وميضاً وومضاناً إذا لمع خفيفاً 
ولم يعترض فى نواحى الغيم وهذه أيضاً من أحسن البيان لإفادة قلة الزمان مع إشارة خفية إلى 
اضطرابهم. 

(إلى أن رجعوا على الأعقاب) فضلوا عن طريق الصواب والرشاد. وسلكوا سبيل الغي 
والفساد. وعدلوا بالخلافة عنه وعن أهل بيته عليهم السلام إلى خلافة أبي الفصيل والرجوع على 
الأعقاب كناية عن الرجوع عما كانوا عليه ظاهراً من الانقياد للشريعة وأمر الله تعالى ورسوله 
ووصيته بأهل بيته وقد صح من طرق العامة والخاصة أنهم لم يشتغلوا بعد رجوعه ييل إلى الحق 
بدفنه واشتغلوا بنصب الخليفة وعللوا ذلك بأنه لا يجوز بقاء الأمة بعده بلا إمام طرفة عين ولم 
يعلموا لجهلهم أنه يلزمهم ذلك لبقاء الأمة عندهم بلا إمام أكثر وأنه يلزم أن يكونوا أعلم منه يِل 
حيث لم يعلم أنه لا يجوز ذلك ومضى بلا نصب إمام, لا والله علموا جميع ذلك ولكن حب الدّنيا 
والرئاسة حملهم عليه. من أضله الله فلا هادي له. 

(وانتكصوا على الأدبار) النكوص الرجوع إلى وراء هو القهقري وبذلك قد أدبر من الدّنيا ما 
كان مقبلاً في عهده يَييْهُ من الخير وصلاح أهلها وأقبل منها ماكان مدبراً من الشرور التي أدبرت فبه 
وظهور الإسلام وإليه أشار ييهُ بقوله «الإسلام بدأ غريباً وسيعود كما بدأ» وفيه تنبيه على أن 
رجوعهم عن الدين على هذا الوجه تمويه وتدليس منهم إذ لو أدبروا عنه بالكلية وتركوه من جميع 
الوجوه لم يحصل ما هو مطلوب لهم من الرئاسة لعدم تحقق الانقياد لهم من العرب وغيرهم من 
أهل الإسلام. 

(وطلبوا الأوتار) جمع وتر وهو الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي 
ومنه الموتور الذي قتل له قتيل ولم يدرك بدمه وكأنه إشارة إلى سبب إنحرافهم عنه 94 وهو أنه 
جنى من كل قوم من العرب جنايات وقتل منهم جماعة في الحروب فصار ذلك سببأ لميلهم عنه أو 
إشارة إلى ما وقع بينه وبين معاوية وأصحاب الجمل وأهل النهروان فإن كلهم نسبوا الجناية إليه من 
قتل عثمان وغيره مما لم يفعله فيكون حينئذ إخباراً بالغيب لأنه أخبر بما سيقع وقد وقع والاتيان 


لأمرى الم كدق ل 
بالماضى للدلالة على تحقق وقوعه. 

(وأظهروا الكتائب) جمع الكتيبة وهي القطعة العظيمة من الجيش وهذا أيضاً يحتمل الأمرين 
الأول الحوقن الى سيخرحرة عليه والتالن حتفن أى بكر لانة از لطانا ضناحب يتن 
يحارب بهم كل كن خالل زوردهوانالنات ) سندوكو اراد ذاقه التتدوسة سهان الله توبات 
الشريعة وباب مدينة العلم والمراد بسده منع الناس من الرجوع إليه والدخول فيه (وفلوا الديار) 
أي كسروا دار الإسلام والشريعة وغلبوا على أهلها قهرأً وعنوة (وغيّروا آثار رسول اله عله ) وهي 
سئّته وقوانينه التي قررها بأمر الله في بضع وعشرين سنة (ورغبوا عن أحكامه) من الحلال والحرام 
وغيرهما لأن بناء تصرفاتهم في الدين على القياسات والاجتهادات والاستنباطات المخالفة لمناط 
الأحكام الشرعية وقد كان المعروف من الأحكام ما عرفوه بآرائهم وإن كان منكراً في الشريعة 
والمنكر منها عندهم ما أنكره طباعهم وإن كان معروفاً فيها. 

(وبعدوا من أنواره) وهي العلوم الإلهية والأسرار القرآنية أو الأئمة الطاهرة فخرجوا بذلك من 
طاعة الله ورسوله ورجعوا إلى الضلال القديم والجهل الذى كانوا عليه. 

(واستبدلوا بمستخلفه بديلاً اتخذوه) فيه إيماء إلى أن منشأ الاستبدال إنما هو أهواؤهم من 
غير أن يكون له أصل صحيح أو سند صريح وكانوا ظالمين في هذا الاستبدال على أنفسهم ومن 
اتبعهم إلى يوم الدين (وزعموا أن من اختاروا.. اه) فيه تصريح ببطلان اخختيارهم لأنه مضاد 
لاختيار الرسول ييه وأكثر مما يستعمل فيه الزعم فى كلام الفصحاء الكذب والباطل والشك واعلم 
أن الأحاديث المشتركة بين العامة والخاصة وصريح كلام علمائهم المشهورين دلت على أنهم 
غصبوا الخلافة منه ليذ وظلموه قال أبو عبد الله الآبي فى شرح مسلم: ونقل عن بعض أصحابه 
أيضاً أنه لم يكن بعد النبى وَل أحد يماثله ليه أو يدانيه ويقاربه فى صفات كماله وأنه كان فى كل 
واحدة من صفال الكمال فائقاً على جميع الأمة وأنه كان أولى باستحقاق الخلافة والإمامة من 
الجميع إلا أنه أجمعت الصحابة على 0 فى الشرح المذكور أن كثيراً من الصحابة 
ل ا د ني ذكرتها في شرح الأصول. 

أقول: لعل السبب لعدولهم عنه نه حب الدّنيا والرئاسة وغلبة تصرفهم في أمور المسلمين 
وأموالهم وبيت المال وطمع الفاسقين منهم فى الولايات الجزئية وشدة حسدهم وعداوتهم على 
أهل البيت عليهم السلام خصوصاً على ذاته المقدسة حيث قتل من أقربائهم جمعاً كثيراً 
واعتقادهم أن مخالفة حكم النبئ يَيلْهُ سهل كمخالفة حكم ساير الأمراء والسلاطين. 

(وإن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ) الياء فيها للنسبة والجمع إن 
كان علماً كالأنصار لا يرد إلى الواحد فى النسبة والمراد به ذاته المقدسة 4١‏ وفي النهاية الرباني 


منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة وقيل: هو من الرب بمعنى التربية كانوا يربون 
المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها والرباني العالم والراسخ في العلم والدين والذي يطلب بعلمه 
وجه الله تعالى وقيل: العالم العامل المعلم. 

(ناموس هاشم بن عبد مناف) الناموس صاحب سر الملك والحاذق وقيل: صاحب سر الخير 
وفيه إشارة إلى مفاخر هاشم وقد كان فى حسن الظاهر والباطن والكرم والأخلاق والعلم والعفاف 
مشهوراً فى العرب . 

(ألا وإن أول شهادة زور) أي كذب وافتراء (وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم 
مستخلف رسول اله يَيُّ) دل على أنهم ادعوا استخلافه ولم أطلع فى رواياتهم ما يدل عليه إلا 
مارووه من أنه يَيْةٌ استخلفه عند اشتداد المرض على الصلاة بالقوم وفيه على تقدير صحته أنهم 
نقلوا أيضاً أنه يَبلُةُ مع شدة مرضه جاء متكثاً على على ليذ وعباس إلى المسجد وعزله وصلى 
بالقوم فلعله استخلفه ثم عزله ليظهر أنه لا يستحق الخلافة للصلاة فضلاً للخلافة العامة كما 
استخلفه في تبليغ سورة البراءة ثم عزله بنصب على نقذ لذلك ومنهم من أخذته العصبية فقال لم 
يعزله واقتدى به وهذا افتراء ومخالف لقوله تعالى #يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله 
ورسوله ..» الآية . 

(فلما كان من أمر سعد بن عبادة ماكان.. اه) حيث اجتمعت طائفة من الأنصار عليه في سقيفة 





بني ساعدة وأرادوا أن يأخذوا له البيعة فحضر الأول والثاني مع أتباعهم فقالوا: إنه يَيْةُ مضى ولم 
بستخلف أحد ولابد من خليفة لحفظ بيضة الإسلام وكل واحد من الفريقين يدعي أن يكون 
الخليفة منهم ويذكر لمطلبهم مرجحات حتى علت الأصوات واشتدت المناظرة فبادر عمر وبعض 
المنافقين إلى بيعة أبى بكر واستقر الأمر فيه طوعاً وكرهاً. 

(وعن قليل يجدون غب ما يعملون) الغب بالكسر عاقبة الشىء وفيه وعيد لهم بأنهم يجدون 
جزاء عملهم عند الموت وبعده (وسيجد التالون غب ما أسسه الأولون) وعيد للتالين عن متابعة 
هذه السنة المتبعة التى أسسها الأولون وكون المراد منهم من يعرف قبحها ويحترز عنها بعيدأ جدأ 
(ولئن كانوا في مندوحة من المهل) أي من رفق الله تعالى بهم أو من تأخيرهم أو من تقدمهم في 
الدّنيا وخيراتها والمهل بالتسكين وقد بحرك والمهلة بالضم الرفق والتأخير وبالتحريك التقدم. 

(وشفاء من الأجل) الأجل يطلق على مدة العمر وعلى غايته أيضاً وهى وقت الموت ولعل 
المراد أنهم فى صحة الأجسام والأبدان من تمام العمر على أن يكون الشفاء بالكسر والمد وهو 
الدواء والبرء من المرض كناية عنها أو فى طرف من غايته على أن يكون الشفاء بالفتح والقصر 
ولكن رسم الخط يأباه أو على شقاوة منهم على أن يكون بالقاف كما في بعض النسخ والله يعلم. 


لأمدر الم تن الى 
١ 9 1 3 8 8‏ 

(وسعة من المنقلب) وهي بكسر اللام متاع الدنيا ونعيمها لأنه منقلب على أهلها وبفتحها 
انقلابهم فيه (واستدراج من الغرور) هو بالفتح الدنيا ومتاعها وبالضم مصدر بمعنى الغفول 
والخدعة والطمع بالباطل وجمع غار وهي الأباطيل وأصل الاستدراج الخدعة واستدراج الله 
تعالى العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار وأن يأخذه قليلاً قليلاً ولا يباغته 
(وسكون من الحال) هو ماكانوا عليه من رفاه الخاطر وطيب العيش وصحة المزاج وكثرة الأسباب 
والأموال ونصرة الأعوان والأنصار والمراد بسكونه ثبوته واستقراره لهم وعدم تغيره وانقلابه 
عليهم. 6 ور 
(وإدراك من الأمل) في لذات الدّنيا من المنكوح والمأكول والمشروب والمسكن والملبوس 
والمركوت:وغتيها من :فلاة الذنا كما شان التلذطين والأمزاك والشارية والمقاليع الله النا ركيد 
لقواعد الدين وأحكامه والراجعين عن صاحبه وقد أتى ليه بالشرط وحدف جزاءه لقرينة المقام 
أي فليعلموا أن الله تعالى لم يقصم جباري دهر وتاركى شرع إلا بعد تمهيل ورخاء ليستعدوا بذلك 
استعداداً تاماً للأخذ والإهلاك والعقوبة الشديدة كما قال عز وجل لا وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا 
مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً6 ١7‏ وأقام مقامه ما يدل عليه وهو قوله: 

(فقد أمهل الله عز وجل شداد بن عاد وثمود بن عبود) قال الشيخ محمد #ه عبود بفتح العين 
وشد الباءء من تاريخ المدينة» وذكر في القاموس: أيضاً عبود كتنور» وفي نسخة : من تاريخ المدينة 
بالنون المخففة ولا يخفى أنه تصحيف. 

(وبلعم بن بحور) في القاموس: بلعم كجعفر الأكول الشديد البلع ورجل معروف أو هو بلعام 
انتهى وكان أباه سمى بالبحور لكثرة ما له من تبحر فى المال إذا كثر ماله أو لكثرة حمقة أوكذبه أو 
فضوله ومنه الباحر وهو الأحمق والمكذاب والفضولي وفى بعض النسخ «باعور» بدل بحور 
(وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة) النعمة كل ما يصح الانتفاع به فإن كان من شأنها أن تنالها 
الحواس فظاهرة وإلا فباطنة, أو المراد بالظاه ر كل ما يحتاجون إليه فى الحياة الدنيوية وبالباطنة كل 
ما يحتاجون إليه فى الحياة الأخروية مثل إنزال الكتب وبعث الأنبياء وتقرير الحجة ونصب 
الأوصياء. أو المراد بالظاهرة بعث الرسول بالباطنة تكميل العقول. 

(وأمدهم بالأموال والأعمار) وهما من جلايل النعماء أما الأول فلأنها دافعة للحاجات 
والبليات وباعثة على جلب المنافع والمرغوبات ووسيلة إلى تحصيل المطالب جلها بل كلها 
ولذلك مَنَّ الله تعالى به فى مواضع عديدة وأما الثانى فلأن طول العمر سبب لزيادة التجربة 





1 -سورة الحجرات‎ ١ 


وتحصيل المعارف وتكميل النفس وتحصيل الثواب والتلذذ بنعيم الدّنيا مع الغنى والشكر له 
وتحمل الصبر والمشقة وألم الغربة مع الفقر وكل ذلك نافع في الآخرة وسبب لرفع الدرجات 
(وأتتهم الأرض ببركاتها) أي بعطاياها لهم ولإنعامهم وهوكناية عن الخصب والرخاء فيها وإسناد 
الإتيان إلى الأرض مجاز باعتبار أنها سبب مادى لها (ليذكروا آلاء الله) الظاهرة والباطئة ويؤدوا 
شكرها طلباً للزيادة في الدّنيا والفلاح فى الآخرة كما قال الله تعالى «#فاذكروا آلاء الله لعلكم 
تُفلحون# وفيه ايماء الى أن ما فعله بهم ابتلاء منهم ليبلوهم أيهم أحسن عملاً وأكثر ذ كرأء ولذكر 
الآلاء فوائد أشار إلى ثلاثة منها بقوله: 

(وليعترفوا الإهابة) (كذا) ليعترفوا بالتعظيم والتوقير له على سبيل الكناية وعلى أن أهاب 
بمعنى هاب يُقَال: هاب الشىء يهابه إذا وقره وعظمه وفى بعض النسخ بالواو والأول أنسب لما 
ستعرفه (والإنابة إليه) للخوف من أخذه والطمع فى رفده. 

(ولينتهوا عن الاستكبار) على الله وعلى أوليائه بالمعصية والمخالفة وترك المتابعة وذكر الآلاء 
للسبب للانتهاء عنه إذ من ذكر آلائه تعالى على نفسه في بدء وجوده إلى كماله علم أنه عبد ذليل 
بين يدى رب جليل فيحصل له الذل والانكسار وملكة الانتهاء عن الاستكبار» ومما ذكرنا ظهر أن 
ترتبه على قوله ليذكروا كما يقتضيه ثم أظهر من ترتبه على سوابق هذا القول كما يقتضيه الواو. 

(فلما بلغوا المدة) فى وقت الموت أو الوقت المقدر لنزول العذاب عليهم (واستتموا الأكلة) 
هي بالفتح المرة من الأكل وبالضم اللقمة والقرصة والطعمة والميع اف عستا الررق» 
(أخذهم الله تعالى ) أخذ عزيز مقتدر (واصطلمهم) الاصطلام افتعال من الصلم وهو القطع 
المستأصل وقد أشار جل شأنه إلى جميع ذلك بقوله # أفرأيت أن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا 
يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون؟. 

(فمنهم من حصب) أي رمى بالحصباء من السماء وهي الأحجار الصغار كقوم لوط أو بريح 
عاصفة فيها حصباء كقوم عاد وقوم هود. 

(ومنهم من أخذته الصيحة) وهلكوا جميعاً كأهل مدين قوم شعيب (ومنهم من أحرقته 
الظلة) كأصحاب الأيكة وقد بعث إليهم شعيب كما بعث إلى مدين فكذبوه وعتوا عن أمر ربّهم 
فسلط عليهم الحر سبعة أيام حتى غارت أنهارهم وأظلتهم السحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت 
عليهم ناراً فاحترقوا. 

(ومنهم من أودته الرجفة) أي أهلكته كقوم صالح قال الله تعالى 8 فعقروا الناقة وعتو عن أمر 
ربّهم وقالوا يا صالح اثتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين « فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم 
جائمين# الرجف والرجوف التحريك والاضطراب ومنه سميت الزلزلة رجفة لاضطراب الأرض 


لأمير المؤمنين و 


بها والمراد بالرجفة هنا إما مالحقهم في الأيام الثلاثة من التغير والاضطراب أو ما أتاهم من الصيحة 
في صحوة اليوم الرابع فتقطعت قلوبهم. 

(ومنهم من أزدته الخسفة) في الأرض كقارون وأضرابه (وما كان الله ليظلمهم) أي يعاملهم 
معاملة الظالم فيعاقبهم من غير جرم كما هو شأن الظلمة (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) يفعل ما 
بوحب عدابهع والعبصالهم: 

(ألا وإن لكل أجل كتاباً) كتب فيه ذلك الأجل ولعله اللوح المحفوظ المرقوم فيه كل شيء 
وقيل: هو العلم الإلهي المعبر عنه بالكتاب المبين. 

(فإذا بلغ الكتاب أجله) كناية عن انتهائه والظاهر أن جزاء الشرط هو قوله: 

(لوكشف لك عما هوى إليه الظالمون) أي لوكشف الحجاب بينك وبين ما هبطوا إليه ونزلوا 
فيه من نار ذات لهب ألمها شديد وقعرها بعيد. 

(وآل إليه الأخسرون) من شناعة عاقبتهم وفضاعة عقوبتهم وشدة نكالهم وعظمة وبالهم وتغير 
صورتهم وانكسار هيئتهم. 

(لهربت إلى الله عز وجل) واستعذت به (مما هم عليه مقيمون) من الكفر بالله وبرسله وكتبه 
وشرائعه وترك أوامره ونواهيه» وفيه إحضار للصورة الماضية للتنبيه على ظهورها والتنفير منها 
(وإليه صائرون) مما يعجز عن وصفه البيان ويستوحش من ذكره اللسان, ولما ذكر لهذ أن زمرة من 
الجاهلين وجملة من الجبارين الذين أماتوا سنن المرسلين وأحيوا سنن الشياطين وغلبوا العباد 
وخربوا البلاد وعسكرو العساكر وأظهروا المفاخر أمهلهم الله زماناً طويلاً ثم أخذهم أخذاً وبلا 
فصاروا إلى الآخرة وهم خاسرون وإلى العذاب وهم مشتركون. تذكرة للعالمين وتنبيهاً للغافلين 
عاد إلى إظهار حاله وبيان أنه الإمام للمؤمنين والخليفة بعد الرسول الأمين فقال: 

(ألا وإني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون) فهو خليفة الرسول ييه ووزيره كهارون 
لموسى نيه (وكباب حطة في بني إسرائيل ) أمر بئو إسرائيل بعد التيه بدخول قرية بيت المقدس 
أو أريحا على اختلاف القولين من باب ساجدين لله تعالى عند الدخول قائلين: حطة, وهى فعلة 
من الحط كالجلسة بمعنى حط عنا ذنوبنا حطة فأشار 9# إلى أنه مثل هذا الباب فى أن من تمسك 
به دخل في الدين وكان مطيعاً لله تعالى ولرسوله ومغفوراً والله سبحانه يزيد لمن يشاء منهم كما 
أشار إليه بقوله «وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سُّجداً وقولوا 
حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين؟. 

(وكسفينة نوح في قوم نوح) حديث السفينة مشهور ووجه المشابهة أن من تمسك به نجاء 
ومن تخلف عنه هلك. 


ل 


3-7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(إنى النبأ العظيم) الذي هم فيه مختلفون روى المصنف بإسناده عن عبد الله بن كثير عن أبي 
عبد الله ليه فى قوله تعالى: 9 عم يتساءلون عن النبأ العظيم » قال: النبأ العظيم الولاية. 

(والصديق الأكبر) الصديق فعيل للمبالغة فى الصدق وهو الذى يصدق قوله بالعمل ووصفه 
بالأكب الميائكة لهال بسدرءمة لطا عاذ تن اول العير إلى العره رقن البيرفاك ان الأر ل سرك 
هذا الاسم كما سرق الخلافة مع أن جهله وصرف أعظم أجزاء عمره فى عبادة الأصنام مشهور 
(وعن قليل سيعلمون ما يوعدون) (كذا) نعم كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون وفيه تنبيه على أن من 
أنكر حقه فى هذه الدار يعلم حقيقة ذلك بعلم اليقين ويجد عقوبته في دار القرار (وهل هي ) أي 
الذَّنيا أو خلافتهم. 

(الاكلعقة الأكل) لعقة كسمعة لحسة شبههما في التحقير والتقليل وقلة الانتفاع وزمانه باللعقة 
وهي بالضم ما تأخذه في الملعقة وبالفتح المرة الواحدة والغرض منه هو التنفير عنهما وعن ترك 
الآخرة بهما (ومذقة الشارب) وهي الشربة من اللبن الممذوق بالماء من المذق وهو المزج 
والخلط تقول: مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء. 

(وخفقة الوسنان) خفق رأسه حركه إذا نعسء والوسن محركة ثقل النوم أو أوله والنعاس. وسن 
كفرح فهو وسن ووسنان كذا في القاموس وفي النهاية: الوسنان النائم الذي ليس بمستقر في نومه. 
والوسن أول النوم. 

(ثم تلزمهم المعرات خزياً في الدّنيا) المعرة مفعلة العرو هي الشدة وسوء الخلق والإثم 
والأذى والغرم والدية والجناية وكل ذلك لازم للخلافة مع الجهل, والخزي ‏ رسوا شدن وخوار 
شدن وهلاك شدن -. يُقال: خزى كرضى خزياً ذل وهان وافتضح ووقع فى بلية وشهوة يذل بها 
(ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب) بحسب الكم والكيف والبقاء» والظاهر أن الواو للحال عن 
ضمير الجمع والعطف على تلزمهم محتمل. 

(وما الله بغافل عما يعملون) فيه وعد ووعيد وحث على الخير وزجر عن الشر لان العامل إذا 
علم أنه تعالى يعلم عمله ويجزيه بحسبه يجتهد فى الخير ويجتنب عن الشر. 

(فما جزاء من تنكب محجته) أى أعرض عن الطريق المستقيم والضمير إما راجع إلى الله 
تعالى أو إلى الموصول وهو أنسب وكذا فى البواقي (وأنكر حجته) هي الدليل والبرهان ولعل 
المراد بها الرسول يَب. 

(وخالف هداته) (كذا) لعل المراد بهم الأئمة عليهم السلام (وحاد عن نوره) أي رجع 
وأعرض عنه ولعل المراد به القرآن أو الشريعة إذ هما كالنور فى كشف الحجاب عن وجه 
المطلوب. (واقتحم في ظلمه) أي دخل فيه بلا روبة في سوء خاتمته ولا تفكر في قبح عاقبته. 


لأمير المؤمنين ا 


(واستبدل بالماء السراب) السراب ما تراه نصف النهار في فلاة من لمعان الشمس عليها فظن 
أناماءا يسرك أ يجرى وأراد ال بالماء تفنية القدسنية فإنها بمنزلة الماء فى كقزة الانتفاع وإتغياء 
القلوب القابلة أو العلوم الشرعية وبالسراب من انتحل الخلافة أو الجهل. 

(وبالنعيم العذاب ) أراد بالنعيم نعيم الجنة أو ذاته الطاهرة النافعة كما فسر به فى قوله تعالى: 
ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم#. 

(وبالفوز الشقاء) أي استبدل بالفوز بالسعادة والرحمة والرضوان بالشقاء الموجب للحسرة 
والخيبة والخسران (وبالسراء الضراء) السراء كما مر الحالة التى تسر والضراء نقيضها وهى الحالة 
اين تضيوه ةله المراة بالأراى اغتالة النفنين يتمييحة ا تعنافها زهان أ كانه رزوا ته و لقاب جالنها 
سخ انها نكا الكقووا ركانة رار انف 

(وبالسعة الضنك) أي استبدل بسعة العيش في الأخرة ضنكه وضيقه فيها لتركه أسباب الأول 
وتحصيله أسباب الثاني أو في الدّنيا أيضاً لأن سعة العيش فيها إنما هي بمتابعة الإمام العادل الدافع 
للظلم والجور عن النفس والمال والقسمة وضيقه بمتابعة الجائر الداعى إليها. 

(إلا جزاء اقترافه وسوء خلافه) أي اقترافه ما ذكر من التدكب وما عطف عليه أو الأعم وسوء 
خلافه مع الرسول ووصيه وأفاد بالاستثناء أنه لااظلم فى ذلك الجزاء. 

(فليوقنوا بالوعد على حقيقته) كل ما جاء به الرسول حق وله حقيقة ولا ينتفع أحد إلا 
بالتمسك بحقيقته وإلأأفهو من أهل النفاق وقد ذكرنا توضيحه فى باب حقيقة الايمان واليقين من 
كتانن الأعبول فيه كقانة المسترعف إلا آنا تقل من الوسر دق طاعوبوله تحفينة باطنة والاياة 
بالوعد لا ينفع إلا أن يكون مقروناً بالإيقان على حقيقته الذي يقتضى تأثر القلب بالخوف والخشية 
والرهبة الداعية إلى فعل الطاعات وترك المنهيات والتضرع إلى الله والفرار عن مخالفته فمن ادعى 
الإيمان بالوعد وقلبه غير متأثر به وتارك لمقتضاه فهو منافق شبيه بمن حمل الوعد على مجازه 
وهو مجرد التخويف كما يخوف أحد أحداً بما لا وجود له في الخارج. 

(وليستيقنوا بما يوعدون يوم يأتي الصيحة بالحق) قال المفسرون: الصيحة النفخة الثانية 
وبالحق متعلق بها والمراد به البعث للجزاء (ذلك يوم الخروج ) من الأرض للحساب والجزاء. 

(ِنا نحن نحيى ونميت) فى الذّنيا أو نميت في الدّنيا ونحيى فى الآخرة؛ والواو لا تدل على 
الترتيب (وإلينا المصير ) للجزاء بالأعمال والعقائد. 0 

(يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً) أي مسرعين في الخروج والرجوع إلى الله (إلى آخر السورة): 
ذلك حشرٌ علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد» 
وفى تضمين الآية الكريمة وعيد لهم بأنهم سيجدون جزاء ماكانوا يعملون. 


ًّ 


51 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الخطبة الطالوتية 

* الأصل : 

ه ‏ محمّد بن على بن معمر. عن محمّد بن على قال: حدّثنا عبدالله بن أيُوب الأشعرىٌ. عن 
عمرو الأوزاعيّ عن عمرو بن شمرء عن سلمة بن كهيل. عن أبي الهيثم بن التيّهان أنَّ أمير 
المؤمنين ني خطب الناس بالمدينة فقال: الحمد لله الذي لاإله إلا هو. كان حيّاً بلاكيف ولم يكن 
له كان ولاكان لكانه كيف. ولاكان له أين» ولاكان في شيء. ولاكان على شيء. ولا ابتدع لكانه 
مكاناً ولا قوي بعدما كوّن شيئأًء ولاكان ضعيفاً قبل أن يكوّن شيئاً؛ ولاكان مستوحشاً قبل أن 
يبتدع شيئاًء ولا يشبه شيئأ ولاكان خلواً عن الملك قبل إنشائه؛ ولا يكون خلواً منه بعد ذهابه. 
كان إلهاً حيّاً بلا حياة» ومالكاً قبل أن ينشىء شيئاً؛ ومالكاً بعد إنشائه للكون. وليس يكون لله 
كيف ولا أين ولا حدٌ يعرف. ولاشيء يشبهه ولا يهرم لطول بقائه. ولا يصعق لذعره ولا يخاف 
كما تخاف خليقته من شيء لكن سميعٌ بغير سمعء وبصير بغير بصرء وقوي بغير قوّة من خلقه لا 
تدركه حدق الناظرين ولا يحيط بسمعه سمع السامعينء إذا أراد شيئاً كان بلا مشورة ولا مظاهرة 
ولا مخابرة ولا يسأل أحداً عن شىء من خلقه أراده لا تدركه الأبصارء وهو يدرك الأبصار. وهو 
الأطيف الخبير. ١‏ 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله أرسله بالهدى 
ودين الح ليظهره على الدّين كلّه ولوكره المشركون فبلغ الرّسالة وأنهج الدّلالة عَلُ. 

أيها المّة التى دعت فانخدعت وعرفت خديعة من خدعها فأصّت على ما عرفت 
واتّبعت أهواءها وضربت في عشواء غوايتها وقد استبان لها الحنّ فصدَّت عنه والطريق الواضح 
فتنكبته. أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو اقتبستم العلم من معدنه وشربتم الماء بعذوبته 
وادّخرتم الخير من موضعه وأخذتم الطريق من واضحه وسلكتم من الحقٌّ نهجه لتبهجت بكم 
السبلء وبدت لكم الأعلام, وأضاء لكم الإسلام فأكلتم رغداً وما عال فيكم عايل ولا ظلم منكم 
مسلم ولا معاهد ولكن سلكتم سبيل الظلام فأظلمت عليكم دنياكم برحبها وسَدت عليكم 
أبواب العلم فقلتم بأهوائكم واختلفتم في دينكم فأفتيتم في دين الله بغير علم, واتّبعتم الغواة 
فأغوتكم وتركتم الأئمّة فتركوكم, فأصبحتم تحكمون بأهوائكم. إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر 
فإذا أفتوكم:قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟ رويداً عمًا قليل 
تحصدون جميع ما زرعتم وتجدون وخيم ما اجترمتم وما اجتلبتم. والذي فلق الحبّة وبرا 


الخطبة الطالوتية ا 


النسمة لقد علمتم أنّي صاحبكم والذي به أمرتم وأنّي عالمكم الذي بعلمه نجاتكم ووصيٌ 
نيكم وخيرة ربكم ولسان نوركم والعالم بما يصلحكم فعن قليل رويداً ينزل بكم وما وعدتم 
وما نزل بالأمم قبلكم وسيسألكم عزَّوجِلٌ عن أثمْتكم. معهم تحشرون. وإلى الله عزَّوجِلٌ غداً 
تضسرون ا رم أصحاب طالوت أو عدَّة أهل بدر وهم أعداؤكم لضربتكم 
بالسيف حتّى تؤولوا إلى الحقٌّ وتنيبوا للصدق فكان أرتق للفتق وآخذ بالرّفق اللّهمّ فاحكم بيننا 
بالحقّ وأنت خير الحاكمين. 

قال: لم حرج من المشدكل قمر بصنيرة فيها لخو من لانن اناءفقال؛ والله لو أنَّ لى رجالاً 
ينصحون لله عرَّوجِلٌ ولرسوله بعدد هذه الشياه لأزلت ابن آكلة الذََّان عن مُلكه. 

قال: فلمًا أمسى بايعه ثلاثمائة ة وستّون رجلاً على الموت فقال لهم أ مير المؤمنين ظة: اغدوا 
بنا إلى أحجار الزَّيت محلقين. وحلق أمير المؤمنين ليه فما وافى من القوم محلا إلا أبو ذرٌ 
والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر وجاء سلمان في آ حر العوم فرع وك الى لطا ء فتمال: 
اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارونء اللَهم فإنّك تعلم ما نخفي وما 
نعلن وما يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السّماءء توفني مسلمأ وألحقني بالصّالحين. أما 
والبيت والمفضي إلى البيت وفي نسخة: والمزدلفة والخفاف إلى التجمير ‏ لولا عهد عهده إليّ 
النبئ المي يَبْهُ لأوردت المخالفين خليج المنيّة ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت وعن 
قليل سيعلمون(). 

* الشرح : 

ل ل وأصحابه كما تسمى السور القرآنية باسم 

بعض أجزائها (عن أُ, بي الهيثم بن التيهان) فى المغررّب: حوا لا اسح ين ووو بوي والح 

شع ملق ا وهو من الصحابة وقيل: التيهان بتشديد الياء وسكونها وهو من الأنصار 
كنية أبي الهيثم واسمه مالك بن مالك؛ وقيل: بل اسم أبيه عمرو بن الحارث وهو التيهان كان أحد 
النقباء ليلة العقبة وشهد بدراً والمشهور أنه شهد صفين معه لىْةٍ وقتل بهاء وقيل: : توفى فى زمن 
رسول الله يََينهُ. 

(الحمد لله الذي لا إله إلآ هو) العايد إلى الموصول أو الموصوف محذوف ونسبة الحمد إلى 
اسم الذات وتعليقه بما يدل على التوحيد للدلالة على أنه يستحق الحمد بحسب الذات وأنه 
المتفرد بالاستحقاق لانصحار العلة فيه. 





.71/7 الكافى:‎ ١ 


ل 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

(كاناخيا بلا كف) آم أنه حى فقن اتفقث الستة الأساء والأوضياء وزير الشكهاء واليقاكة 
ؤالت الآدات الكويحة ررالرو نازع السحيةة عن الددضان حر .وها كافك قن التسلة دق نكا تددر له 
يقدح عدم العلم بحقيقتها كما لا يقدح عدم العلم بحقيقة ذاته في العلم بوجوده ولأن علمه 
وقدرته وصدور أفعاله محكمة عنه دلت على أنه حى بالضرورة ولذلك قيل: حياته تورجب صحة 
لجرو السؤرة رقا قياضي الندة: الجن جر الفطال الورك وه يعر يليت الا تجور عليه الموك 
والفناء ولا يحتاج إلى حياة زها بحتين» وقال الفطي فى بدرة الناع :نحي فه الى 'ادراك الاعنياة وهو 
لما كان عالماً بذاته ومعلوماته كما هي على الوجه الأتم الأبلغ كان حياً وليست حياته أمراً زائداً 
قائماً به بل هى عين ذاته كالعلم وسائر صفاته . 

وأما أنه بلا كيف فلأن الكيفيات على أقسامها مخلوقة محدثة والقديم الأزلي الكامل بالذات 
يمتنع أن يتصف بالمحدثات ولأنه لواتصف بها لكان الواجب بالذات إما المجموع أو الموصوف 
بدون الصفة أو العكس والكل محال أما الأول فلأنه يوجب تركيبه وحدوثه وافتقاره إلى الأجزاء 
وموجدها وإلى المؤلف والتأليف والصورة وهو منزه عن جميع ذلك وأما الأخيران فلأنهما يوجبان 
النقص والافتقار إلى الحال والمحل والتغير من حال إلى حال وأنه محال (ولم يكن له) أي ولم يكن 
الكيف ثابتاً له. والواو إما للعطف والتفسير أو للحال (كان ولاكان لكانه) أى لكونه ووجوده 
(كيف )كان أولاً تامة أو ناقصة بتقدير الخبر أي كان موجوداً فئ الأزل والواو للحال عن اسمه وثانياً 
ناقصة, وكيف بالرفع اسمه والظرف المقدم خبره يعني أنه كان أزلاً والحال أنه ماكان لوجوده كيف 
لأن الكيف حادث وإذا كان كذلك فوجب أن لا يتصف به أبداً لأن أبده كأزله وأزله كأبده ولآن 
الكيف إن كان من صفات كماله لزم نقصه فى الأزل لعدم اتصافه به وإن لم يكن منها كان نقصاً له 
فيلزم النقص بالاتصاف به في الأبد الشين تيجال 

(ولاكان له أين) أى كان فى الأزل ولاكان له أين لأن الأين أيضاً حادث فيستحيل كونه فيه 
لمثل ما مر ويحتمل رن المراد بالفقرتين أنه كان فى الأزل وماكان له استعداد الاتصاف 
كنتت ول بعك د الخميرق ان الأبن نقس رعكا من الأشعمد ان إلى التعل بع نكاد الكيتع 
زالأيق (ولاكان في شيء)كالجزء في الكل والصفة في الموصوف والصورة في المادة والعرض في 
الموضوع والمقدار في الجسم والروح في البدن والمظروف في الظرف والجسم في الهواء وذلك 
لأن معنى الحلول فى الشىء هو الحصول فيه على سبيل التبعية وهو عليه محال لأنه إن افتقر إلى 
ذلك المحل في وجوده وكماله لزم الإحتياج المنافي للوجوب الذاتي وإن لم يفتقر إليه في كماله 
كان الحلول فيه نقصاً له لأن ما ليس بكمال فهو نقص وهو منزه عنه (ولاكان على شيء) بالإستقرار 
فيه ولا بعدمه كالملك على السرير والراكب على المركوب والسقف على الجدران والجسم على 


الخطبة الطالوتية 555 


المكان والهواء على الماء والسماء على الهواء للزوم التشابه بالجسم والجسمانيات والافتقار 
والنقص والإختصاص ببعض الجهات وأنه محال (ولا ابتدع لكانه مكانا) لتقدس وجوده عن 
المكان وللزوم النقصان اللازم للإمكان وتوهم كون كل شىء في مكان باطل لأن المكان شيء ولا 
مكان له. وفي الابتداع إشعار بأنه لوكان له مكان لكان مكانه مبتدعاً حادثاً فلم يكن جل وعز قبل 
حدوثه في مكان فلا يكون بعده أيضاً فيه لما مر (ولا قوى بعدما كوّن شيئاً) ليس الغرض من 
تكوين الأشياء تحصيل القوة والاستعانة بها في سلطانه على غيره بل الغرض منه إظهار ربوبيته 
وحكمته وقدرته وإمضاء تقديره وتدبيره وعظمته (ولاكان ضعيفاً قبل أن يكوّن شيئاً) فلم يكوّنه 
لجبر ضعفه وتشديد قدرته ورفع العجز عنه كما يفعله الصانع منا لتصحيل القوة والقدرة على 
تحسين صناعته ورفع العجز منها عن نفسه لأنه إنما يحتاج إلى ذلك العاجز الناقص في القدرة 
والقوة والله سبحانه هو القادر القوي على الإطلاق (ولاكان مستوحشاً) أى مغتماً بتفرده 
والاستيحاش ضد الإستيناس (قبل أن يبتدع شيئاً) فلم يبتدعه ليستأنس به ويدفع ألم الوحشة عن 
نفسه لأن الوحشة من لوازم التغير وتوابع المزاج ولواحق الحيوان الذي يأخذ من جنسه أو من غير 
جنسه أنيساً يستأنس به وقدس الحق منزه عن ذلك (ولا يشبه شيئاً) لافي الذات ولافي الصفات 
لتنزهه عن المشابهة بخلقه إذ الوجوب الذاتي يتأبى عن المشابهة بما في عالم الإمكان. 

(ولاكان خلواً من الملك قبل إنشائه؛ ولا يكون خلواً منه بعد ذهابه) لأنه تعالى لما ليس زماناً 
ولا زمانياً ولا مكاناً ولا مكانياً ولا امتداد فيه كانت نسبته إلى ملكه وهو الموجودات العينية قبل 
إنشائها وحين إنشائها وبعد فنائها نسبة واحدة لا تقدم ولا تأخر فيها بل كلها حاضرة عنده لا باعتبار 
أنهاكانت في الأزل أو تكون معه فيما لا يزال لبطلان ذلك بل باعتبار أنه لا يجري فيه زمان واحكامه 
وأن نسبته إلى الأزل والأبد والوسط واحدة فالعقل الصحيح إذا تجرد عن ششبهات الأوهام ولواحق 
الزمان ولاحظ أنه لا امتداد في قدس وجود الحق يحكم حكماً جازماً بأنه لا يخلو من الملك قبل 
إنشائه وبعد فنائه ويمكن أن يراد بالملك سلطنته وتسلطه على ما سواه وبضميره المخلوق على 
سبيل الإستخدام والمقصود أنه لا يخلو من السلطنة قبل إنشاء الخلق وبعد ذهابه إذ سلطنته بعلمه 
وقدرته على الممكنات عند أرباب العصمة عليهم السلام سواء أوجدها أو لاء وإن أردت زيادة 
توضيح فارجع إلى ما ذكرنا في باب الكون والمكان من كتاب الأصول. 

(كان إلها) مستحقاً للألوهية والعبودية في الأزل (حياً بلاحياة) زايدة قائمة بذاته بل هى عين 
ذاته باعتبار أنه يصدر منه أفعال الأحياء وفيه تنزيه لحياته عن التشابه بحياة خلقه فإنها صفة زائدة 
عن ذواتهم منشأ لعلمهم وقدرتهم وصدور الأفعال عنهم (ومالكاً قبل أن ينشيء شيئاً) لما عرفت 
أنه لا يخلو من الملك قبل إنشائه (ومالكاً بعد إنشائه للكون) لما مر أيضاً وللكون متعلق بدمالكاً» 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
أو بالإنشاء ففيه على الأول إشعار بأنه مالك لوجود كل شىء وبيده أزمة بقائه وفنائه وعلى الثانى 
إيماء إلى الجعل البسيط بأفاضة الوجود وأما الجعل المركب فهو مسكوتٌ عنه وفيه كلام طويل 
مذكور في موضعه وإنما كرر ذكر المالك لدفع استبعاد كونه مالكاً قبل وجود المملوك وبعد فنائه 
(وليس لله كيف ولا أين) لما مر من أنهما مخلوقان فلو كانا له لزم افتقاره إلى خلقه به واتصافه به 
وانتقاله من حال إلى حال والكل محال وإنما كرر نفى الكيف والأين عنه لأن أكثر الخلق 
يتوهمونهما له (ولا حد يعرف) نفى عنه الحد العرفي وهو المتألف من أجزاء الماهية وخواصها 
والحد اللغوي وهو النهايات المحيطة بالجسم والجسمانيات لأن الأول مستلزم للتركيب 
والتوصيف والثانى من لواحق الكم وتوابعه (ولا شىيء يشبهه) لأن المشابهة بين الشيئين إما في 
الحقيقة أو في أجزائها أو فى عوارضها ولا يشبهه الممكن في شيء من ذلك أما الأول فظاهر وأما 
الأخيران فلأنه لا جزء ولا عوارض له. 0 

(ولا يهرم لطول بقائه) لأن الهرم إنما يحصل بتغير المزاج وانفعاله وانكساره بطول الزمان 
وتوارد المصايب وكل ذلك ممتنع (ولا يصعق لذعره) الذعر بالضم الخوف والضمير راجع إليه عز 
وجل أي لا يفزع أو لا يموت أو لا يغشى عليه لخوفه من شيء لأنه قاهر على كل شيء قادر على 
إعدامه في أقل من طرفة عين فكيف يصعق خوفاً منه؟ ولأن ذلك تابع للحياة الزائدة عن الذات 
فتزول بطريان أسباب الزوال وحياته ليست بزائدة (ولا يخاف كما تخاف خليقته من شيء) لأن 
الخوف تابع للانفعال وهو منزه عنه والنفى راجع إلى القيد والمقيد جميعاً (ولكن سميع بغير 
سمع وبصير بغير بصر) لأن سمعه وبصره عبارة عن العلم بالمسموعات والمبصرات فهما نوعان 
من مطلق العلم (وقوى بغير قوة من خلقه) أي قوى بذاته لا بقوة زائدة هى خلقه أو بعض خلقه أو 
للتيين نشأت من خلقه فمن على الأول وعلى الثانى للتبعيض وعلى الثالث للإبتداء والحاصل أنه 
لوكانت له قوة زائدة لزم إما اتصافه بخلقه أو الاستعانة به كما يستعين السلطان منا بقوة عساكره (لا 
تدركه حدق الناظرين) الحدق جمع الحدقة وهي العين أو الناظرة منها وفيه تنزيه له عن الرؤية 
بحاسة البصر لتنزهه عن الضوء واللون والجسمية ولواحقها من الجهة والأين وتوجيه البصر وإدراكه 
به (ولا يحيط بسمعه سمع السامعين ) لأنه يسمع بذاته ما لا يسمع السامعون من الأصوات الخفية 
التى بلغت في الخفاء حداً لا يدركه حديد السمع كحسيس النملة على الصخرة الملساء وصوت 
جناح الجرجس في الهواء . 

ثم أشار إلى تنزيه صنعه من الحاجة إلى الآلة والحيلة والمشورة والاستعانة وغيرها بقوله: (إذا 
أراد شيئا كان) ذلك الشيء كما أراد من غير تراخ ولا مهلة (بلا مشورة) من الغير ليعلم صلاح أمره 
وفساده (ولا مظاهرة) من أحد فى الإيجاد ليجيء الفعل كاملاً بانضمام القوتين (ولا مخابرة) هي 


الخطبة الطالوتية ا 


أن يعطى الرجل أيضاً أرضاً غيره ليزرع فيها على النصف والثلث والربع وغيرها , 00 
يفوض أمر ملكه وكلته إلن غيره عمل فيه ويكوة لهاتصيث :فته إما لعج عن العتفل قنية أز 
ا ا 0 
العقول العشرة وأن لها نصيباً في خلق عالم الروحانيات والجسمانيات ويحتمل أن يكون المخابرة 
من الخبر وهو العلم وهى أن بعطى كل واحد منهما الآخر ماعنده من العلم ليتحقق كمال الفعل 
بانضمام العلمين (ولا يسأل أحداً عن شيء من خلقه أراد) ليخبره ماخ نياف كفيو وين 
ويفتح عليه أبواب علمه وحكمته لأن السائل جاهل والله سبحانه عالم بجميع عر الأشتفاء لا عونت 
عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا في السماء (لا تدركه الأبصار) أى أخدات السسرة (وهو يدرك 
الأبصار) يخبط علج يوا ود كانه 

ولهذه الآبة اتفسديو آخَر اذو او اسع وهو ما رواة المضتاودني بات الرزية 0 
عن أبي هاشم الجعفري عن أبى الحسن الرضا مق قال سألت عن الله هل يوصف؟ فقال: « أما تقر 
القرآن؟ قلت: بلى, قال: أما 7 تقرأ قوله تعالى: « لا تدركه الأيصار وهو يُدرك الأبصار» قلتٌ: 1 
قال : فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلى. قال: ما هي؟ قلت: أبصار العيون, فقال: : إن أوهام القلوب أكبر 

من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام». وفيه روايات 9 أن المراد 
منها أنه لا تدركه القلوب المجردة والعقول المقدسة ويلزم منه أن لا يدركه البصر أيضاً لأن كل ما 
يدركه البصر يدركه العقل دون العكس ونفي العام يستلزم نفى الخاص وبالجملة في الآبة دلالة 
على نفي إدراكه مطلقاً وهذا أولى من نفى ادراكه بالعين. 

(وهو اللطيف الخبير) أي العالم بلطائف الأمور وخفياتها والخبير بحقايقها وحقايق ظواهرها 
وبواطنهاء ويمكن أن يكون من باب النشر المرتب أي وهو اللطيف فلا تدركه الأبصار وهو الخبير 
فهو يدرك الأبصار (أرسله بالهدى) أي بسبب هداية الخلق أو متلبساً بها أو بالقرآن أو بساير 
المعجزات (ودين الحق) الذي يوصل إليه وهودين الإسلام أو الولاية لعلى عليه السلام وقد فسره 
بها أبو الحسن الماضي عليه السلام كما مر في باب النكت من كتاب الأصول (ليظهره على الدين 
كله) أي ليغلبه على الأديان كلها عند قيام القائم عليه السلام كما صرح به أيضاً في الباب المذكور 
(ولو كره المشركون) إظهاره وغلبته على الأديان (فبلغ الرسالة) كما أمر به وذكره فى معرض 
المدح لكونها أمانة عظم قدرها وقدر تبليغها (وأنهج الدلالة صلى الله عليه وآله) أي أوضح الدلالة 
على جميع ما يحتاج إليه الخلق من أمر المبدأ والمعاد والمعاش وغيرها وأعظم ما يحتاجون إليه 
معرفة الإمام بعده كيلا يضلوا. 

(أيها الأمة التي خدعت) من النفس الأمارة وهواجسها ومن مردة الجن والإنس ووساوسها 


كه شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(فانخدعت) لاستعداد طبعها للقبول وميل نفسها إلى الفضول (وعرفت خديعة من خدعها 
فأصرت على ما عرفت) فيه مبالغة في ذمهم لأن الإصرار على الانخداع مع معرفة الخدعة 
والخادع من كمال الشقاوة (واتبعت أهواءها) أي دواعي نفوسها إلى الشهوات الخارجة عن 
حدود الله الداعية إلى ترك أمر الله ورفض ولاية ولى الله (وضربت فى عشواء غوايتها) الضرب 
السير والعشواء الظلمة أو ما بين أول الليل إلى زتعه واضانها إن القوابة وهى الضلالة من قبيل 
لجين الماء أي وسارت في غرايتها وضلالتها التي هي كالظلمة في عدم الاهتداء إلى المقصود 
والمنع من الوصول إلى المطلوبء ولوكانت في بمعنى على كما في قوله تعالى: ( ولأصلبتّكم في 
جذوع النخل# كان المراد بالعشواء الناقة التى لا ترى أمامهاء والوجه عدم الإيصال إلى 5-5 
(وقد استبان لها الحق) وهو ولايته وخلافته عليه السلام (فصدت عنه) أي صرفته أو تفرقت عنه 
واشمأزت عن قبوله (والطريق الواضح) وهى النصوص الدالة على الولاية (فتنكبته ) أي عدلت 
عنه (أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة) أي شق الحبة وخلق الإنسان وكان نه كثيراً ما يحلف به 
لدلالته على كمال الحكمة والقدرة لأن من تفكر في شق الحبة وجعل أسفلها عروقاً تخرق الأرض 
مع لطافتها ودقتها بحيث لو دلكها الإنسان بأدنى قوة صارت كالماء وجعل أعلاها شعوباً صاعدة 
فى الهواء مغتذية من الطين والماء منفصلة بالأغصان والأوراق والأثمار وجعل بعض الأثمار 
مختلفة في الطبايع كالأترج فإن قشره حار يابس ولحمه بارد رطب وحماضه بارد يابس وبذره حار 
رطب وجعل الأوراق مشتملة على خطوط مستقيمة ومعوجة صغار وكبار لحفظها ولوصول الماء 
والغذاء إلى جميع أطرافها وتفكر فى خلق الإنسان وعجائب الصنع فيه التي يعجز عن إدراك قليل 
منها عقول الأذكياء علم أن الصانع عالم حكيم قاهر قادر على جميع الأشياء. 

(لو اقتبستم العلم من معدنه) المعدن كمجلس منبت الجواهر من ذهب وفضة ونحوهما 
والمراد به هنا هو وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام بعد النبى يَيْْةُ على سبيل الاستعارة لانهم 
معادن العلو م الإلهية والأحكام الشرعية ومن صدورهم الطاهرة يخرج العلم لسر فو فى العالم كما 
أن من المعادن تخرج الجواهر وتنتشر (وشربتم الماء بعذوبته) شبه العلم بالماء في الأحياء لأن 
لعلم سيب لحياة القلوب بعد موتهاكما أن الماء سيب لحباةالأرض وأطلق المشيهبه على المشبه 
وذكر الشرب والعذوبة وهي الخلوص من الكدرة ترشيحاً للإستعارة وتنبيهاً على أن النافع من العلم 
هوا الخالض: من كدارة الشسبهات والقياسنات: 

(وادخرتم الخير من متوضي) لفذل المراد بالخير العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة 
والأخلاق الفاضلة النافعة في الذّنيا والآخرة وكيفية التخلص من أضدادها (وأخذتم الطريق من 
واضحه) أي من موضع واضح منه وهو وسطه الذي يوصل سالكه إلى المطلوب وفيه تنبيه على 


الخطبة الطالوتية | 1 
خروجهم عنه يمينا وشمالاً وإليه أشار عليه السلام فى بعض كلامه «اليمين والشمال مضلة 
والطريق الوسطى هى الجادة» وفى بعض النسخ «وأخذتم من الطريق واضحه» وهو واضح 
(وسلكتم من الحق نهجه) النهج الطريق الواضح ولعل المراد به هو ءَكّةِ وبالحق كل ما جاء به 
الرسول يه (لتبهجت بكم السبل) سبل الإسلام وهي أركانه وقوانينه وسبب تبهجها وسرورها 
ومباهاتها بهم حينئذ أنها صارت منصورة مروجة عزيزة لكثرة أعوانها وأنصارها وفيه استعارة مكنية 
وتخييلية (وبدت لكم الأعلام) الداعية إلى الله وإلى خلقه وهي القوانين الشرعية القائدة إليه وهذه 
الأعلام بأيدي الدعاة إليه وهم الرسول ومن بعده من أهل بيته والتابعين لهم بإحسان (وأضاء لكم 
الإسلام) لكشف الحجاب عنه بإيضاح إمام عالم عادل وهو هو نيه (وأكلتم رغدا) في القاموس: 
عيشة رغد أو رغداً واسعة طيبة والفعل كمنع وكرم وقوم رغد ونساء رغد محركتين فقوله: رغداً. إما 
تمييز أو حال والمفعول مقدر أو الفعل بمنزلة اللازم لأن المقصود بيان كيفية الأكل لا بيان المأكول 
وهذا الأمر ‏ وهو سعة الرزق وطيب العيش ونزول البركة فى عصر الإمام العادل ونشر العدل بين 
الخلق ‏ أمر تشهد له الآية والرواية والتجربة واتفقت عليه أرباب السير. 

(وما عال فيكم عايل) العايل الفقير عال يعيل عيلة إذا افتقر وذلك لنزول البركة وشمول 
الرحمة ولأن الإمام العادل يقسم بيت المال والحقوق المالية الواجبة والمندوبة بينهم على السوية 
ويعطي كل واحد ما يحتاج إليه ولا يصنع ما صنع الخلفاء الثلاثة من إعطاء الفاسق والكافر والغني 
ومنع المؤمن والفقير وقد نقلوا أن عثمان أعطى الحكم بن العاص طريد رسول الله ييْهُ أموالاً 
خارجة عن الحساب وكان فقراء المدينة وغيرهم محتاجين إلى قوت ليلة (ولا ظلم منكم مسلم 
ولا معاهد) فإن الإمام العادل يأخذ للمظلوم من الظالم على ما تقتضيه القوانين النبوية فيكف 
الظالم نفسه عن الظلم خوفاً منه وبالجملة الكف عن الظلم إما للخوف من الله ومن العقوبة 
الأخروية أو للخوف من السلطانء وأكثر الخلق بعيد من الأول فلابد من سلطان يخافون من سطوته 
والسلطان إن كان جائراً كثيراً ما يغمض عن الأخذ إما للرشوة أو لرعاية القرابة أو لغير ذلك فيشتغل 
الظالم بظلمه للأمن منه كما هو المعروف الآن وإن كان عالماً بالقوانين الشرعية» والسياسة النبوية 
وعادلاً يعدل بينهم ولا يترك حق أحد حصل لهم الخوف منه فيكفون عن الظلم؛ وطريق العدل مع 
المعاهد وهو رفع الظلم في النفس والمال عنه لعهده وعدم التقريب والمحبة له لكفره إذ فى عدم 
الأول نقض للعهد وفي وجود الثاني نقص في الدين. 

(ولكن سلكتم سبيل الظلام) بمتابعة الإمام الظالم الجاهل وترك متابعة الإمام العالم العادل 
والمراد بالظلام الجهالات والوجه عدم اهتداء السالك فيها إلى المقصود (فاظلمت عليكم الدّنيا 
برحبها) أي بسعتها لأفول نور الإيمان والعدل في آفاقها ودخول ظلمة الكفر والجور في أطرافها 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


فصرتم متحيرين فيها كتحيركم في الجاهلية الأولى (وسدت عليكم أبواب العلم) كناية عن خفاء 
العلم عليهم لأن ظهوره إنما هو بالتعلم من العالم الرباني والسؤال عنه وهم قد عزلوه عن التعليم 
وأعرضوا عنه (فقلتم بأهوائكم) هذا من لوازم الجهل مع الاستنكاف عن ظهوره؛ وهكذا حال 
الجاهل المستنكف فإنه إذا سئل عن أمر مبهم أو ورد عليه أمر مشكل أوضحه بأهوائه الفاسدة 
وبينه بآرائه الكاسدة لثلا يقولوا: إنه جاهل (واختلفتم فى دينكم) الذي اخترعتموه بالأهواء إذ 
الأهواء مستلزمة إلى الاختلاف قطعاً لتفاوت الأشخاص فيها (فأفتيتم في دين الله بغير علم) 
مأخوذ من صاحب الوحى ي أو ممن أخذ منه فحصل بذلك دينكم المخترع (وات تبعتم الغواة 
ا ا ا 
فإنه يجد أكثرها مخالفة للكتاب والسنة وجهل الخلفاء أمر معروف ورجوعهم عن الخطأ فى بعض 
الموارد إلى قوله نلق مشهور حتى قال عمر مراراً «لولا على لهلك عمر» وإلزام العجوزة له فى كتبهم 
مذكور وكان الأول في المنبر يقول «أنا مثلكم فإن قلت صوابأ فاتبعوني وإن أخطأت فاهدوني» وأما 
الثالث فهو الفاسق الأحمق الذى لم يعلم الهر من البر (وتركتم ال ئمة) الهداة من أهل بيت نبيكم 
الذين أخذوا العلوم من مشكاة نبوته (فتركوكم) في الضلالة لشقاوة نفوسكم وقساوة قلوبكم 
وبطلان استعدادكم عن قبول الهداية لكمال الغواية. 

(فأصبحتم تحكمون بأهوائكم ) لجهالتكم بالدين وإعراضكم عن أهل العلم واليقين (إذا ذكر 
الأمر سألتم أهل الذكر وإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعيئه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه) 
الذكر القرآن أو النبى #َيْةُ وقد روي تفسيره به فى الأصول وأهله أهل بيته لي والمراد بالأمر الأمر 
الديني أو الأعم منه ومما كان وما يكون وماهو كائن؛ وإذا للشرط في الإستقبال وقد يأتي في 
الماضي أيضاً ولعل المراد أن أهل الذكر كانوا مرجعكم فيما ورد عليكم من الأمر المبهم وأنتم 
تسالونهم عنه وهم إذا أفتوكم فيه وفسروه لكم صدقتموهم وقلتم ‏ للمدح والتحسين < هو العلم 
الحق الذى جاء به الرسول #يْهُ بعينه من غير نقص وزيادة فكيف تسألونهم عنه وتقولون هذا القول 
والحال أنكم تركتموهم وأزلتموهم عن منزلتهم ونبذتموهم وراء ظهوركم كأن لم تعرفوهم 
وخالفتموهم فيما لهم من حق الولاية والخلافة التى بناؤها على العلم والحكمة التي عندهم؛ وفيه 
توبيخ وإنكار عليهم وتعجب من حالهم حيث جمعوا , بين الضدين اللذين أحدهما من لوازم العقل 
والآخر من توابع الجهل والله أعلم. 

مد بالضم وهو هنا إما مصدر أو صفة وكونه اسم فعل بمعنى أمهله بعيد 
ومعناه على الأول كما فى كنز الغة آهسته رفتن وعلى الثانى آهسته. ونصبه بفعل مقدر أي سيروا 
بعر رودا اتنا نويه لابرط التفيوقى طريق الناطا تل يع غالة البقديه الح خالا البطء 





الخطبة الطالوتية ل 


فإنه قد يفضي إلى الشعور به والرجوع عن الباطل (عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم) من 
الأعمال والأفعال والآراء والأهواء وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الاإيضاح (وتجدون 
وخيم ما أجترمتم) أي ما اكتسبتم من ترك الولاية والرجوع إلى الإمام العالم العادل. والوخامة 
الثقل يُقال: وخحم الطعام إذا ثقل فلم يستمرىء فهو وخيم وقد تكون الوخامة فى المعانى يُقال: هذا 
الأمر وخيم العاقبة أي ثقيل رديء (وما اجتلبتم من ولاية أهل الجور. وخلافتهم ولسان نوركم) 
أي قرآنكم أو شريعتكم وهو ني لسانهما لأنه ينطق بما هو المقصود منهما (فعن قليل رويداً ينزل 
بكم ما وعدتم) من العذاب بسبب المخالفة للكتاب والشريعة وقول النبى والوصى 4 (وما نزل 
بالأمم قبلكم) بسبب مخالفتهم لكتابهم ونبيهم وأوصيائه (وسيسألكم الله تعالى عن أئمتكم) 
الهداة والضلالة فيسألكم عن ترك المتابعة للأئمة الهداة من العلم والحجة أو يسألكم عن سبب 
المتابعة لأئمة الضلالة مع عدمها والأخير أنسب بقوله (معهم تحشرون) لأن حشرهم مع أئمة 
الضلالة كما دلت عليه الرواية والآية مثل قوله تعالى :8 يوم ندعو كل أناس بإمامهم». 

(وإلى الله عز وجل غداً تصيرون) فيه وعيد بأنهم سيجدون جزاء ما كانوا يعملون ثم أبدى 
عليه السلام عذره فى ترك طلب الخلافة وعدم المنازعة والمقاتلة معهم وهو قلة الأنصار والمعاون 
بل عدم وجودهم أصلاً ومن أقدم في تلك الحال على مقاتلة الأبطال بدون إذن الرسول والملك 
المتعال ألقى نفسه إلى التهلكة فكيف إذا وقع الأمر بتركه لمصلحة جليلة كما أشار إليه آخراً فقال: 
(أما والله لو كان لى عدة أصحاب طالوت) العدة بالكسر الجماعة وبالضم الاستعداد والأهبة 
والإضافة على الأول بيانية وعلى الثانى لامية والمشهور أنهم كانوا ثلاثمائة وثلائة عشر رجلاً وقيل 
ثلاثة آلاف وقيل: ألف (أو عدة أهل 1 ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً على المشهور وزاد بعضهم 
أربعة وبعضهم اثنين» قيل: روى نصر بن مزاحم فى كتاب صفين أنه لي كان يقول: لو وجدت 
أربعين ذوي عزم (وهم أعداؤكم) متعطشون بدمائكم كأصحاب بدر وأصحاب طالوت بالنسبة 
إلى خصومهم والواو للحال ولابد من هذا القيد لأن المقاتلة لا تتمشى بدون قوم متصفين بالعداوة 
ا ل 
يي مر ل ا د ولصرحك بالبرينتا جد تؤولوا إلى 
الحق) أي حتى ترجعوا من الدين الباطل وهو الذي أخذتموه بأهوائكم إلى الدين الحق وهو ما 
جاء به الرسول يبَدْةٌ (وتنيبوا للصدق ) وهو الولاية له لىل. 

(فكان أر رتق للفتق) الفتق شق عصا المسلمين ووقوع المنازعة بينهم فى أمر الدين وأحكامه 
المبتنية على العلم واليقين والرتق ضد الفتق والظاهر أن ضمي ركان را عع إلى الأول والؤناءة زو خد 
0 والسجلة لكشو 


امك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
والتفريع ظاهر لأن الإمام إذاكان عالماً عادلاً معصوماً لم يقع بينهم شقاق في الدين ولا منازعة في 
شىء من أحكامه ولا عجلة وجور وعنف وخشونة على أحد بخلاف ما إذا كان ظالماً جاهلاً فإن 
الظلم والجهل منشآن للفتق والخرق ولواحقهما (اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت أحكم 
الحاكمين ) لا راد لحكمك ولا حيف فيه وقد حكم الله الملك الديان بذلهم وخذلانهم بسيف 
صاحب الزمان وبخزيهم وهوانهم عند الأبرار وسوء مآلهم فى الآخرة بالدخول في النار. 

(ثم خرج من المسجد فمر بصيرة) بكسر الصاد وسكون الياء المثناة التحتانية وهى حظيرة 
تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر وجمعها أي يكون جميع حركاتهم وسكناتهم لله 
ولرسوله وموافقة للقوانين الشرعية لا يكون لهم تعلقاً بالدّنيا وحياتها (لأزلت ابن آكلة الذبان عن 
ملكه) الذبان بالكسر جمع الذباب بالضم هو معروف والعرب في مقام ذم رجل ينسبونه إلى أمه 
خصوصاً إذا اشتهرت بلقب خبيث (فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلاً على الموت) على 
أن لا يفروا عند القتال وإن قتلوا (فقال أمير المؤمنين عليه السلام اغدوا بنا إلى أحجار الزيت) 
موضع بالمدينة (محلقين) أي لا بسين للحلقة وهى بسكون اللام السلاح مطلقاً وقيل: هي الدروع 
خاصة ويحتمل أن يراد بالتحليق إزالة شعر الرأس وكأنه أمرهم به ليكون شعاراً لهم وليخبرهم 
بالطاعة والامتثال لأمره والله أعلم (فما وافى من القوم محلقاً إل أبو ذر والمقداد وحذيفة بن 
اليمان وعمار بن ياسر ) والباقون تركوا التحليق أو تركوا الحضور (وجاء سلمان فى آخر القوم) لم 
يعلم أنه كان محلقاً أم لابل الظاهر عدمه (فرفع يده إلى السماء فقال اللهم إن القوم استضعفوني 
كما استضعفت بنو إسرائيل هارون) بإعراضهم عن نصحه وزجره عن عبادة العجل عند خروج 
موسى عْْةِ من بينهم حتى كادوا يقتلونه وفيه شكاية عن ترك الاصحاب نصرته وتقاعدهم عن 
متابعته» وبالجملة لم يكن له معين ولادافع لهم عنه ولا مساعد إلا قليل من أهل بيته فضن بهم عن 
المنية فصبر على القذى وجرع ريقه على الشجى وحمل نفسه على كظم الغيظ. ٍ 

وهناكلام للمخالفين لا بأس أن نشير إليه فنقول: قال المخالفون: لوكان على رضي الله عنه وصيأ 
ومستحماً للخلافة بعد النبى ييه بالوصاية لما جاز له أن يقعد عن طلبها بالسيف مع شجاعته 
وحيث قعد عنه ولم يطلبها بالسيف علم أنه لم يكن وصياً ولم يكن منكراً لخلافة من تقدمه. 

أقول: لا حجة لهم في ذلك ومنااذكزوة أونهو تق بيت الفتكيوت آنا أولا لان الله.تعالق أمر 
بثبات الواحد على الاثنين وقد كان على عليه السلام داخلاً في هذا النص غير مستثنى ولا مأمور 
بأن يقاوم الألوف وحده بالاتفاق وأما ثانياً فلأن النبى ييه وأبا بكر فرا من مكة إلى المدينة فإذا جاز 
لهما ذلك فقد جاز لعلى نه وحده بالأولوية» وأما ثالثاً فلأنه عليه السلام مع وجود النبي َل 
استحصن بالخندق ولم يبرز للأحزاب وحده مع كونه شجاعاً فإذا جازله ذلك عند حضوره جاز له 


الخطبة الطالوتية ل 
بعك فا رقكة أيقا: 

وأما رابعاً فلأنه لا يجب على الشجاع بل لا يجوز القيام بالمحاربة على العدد الكثير بدون أمر 
الله تعالى إذا ظن أو علم الغلبة لهم ولعله 9 علم أنه لا يقاومهم وحده وهو أعلم بنفسه منكم. 

وأما خامساً فلأن العياض شارح مسلم نقل في حديث الإفك عن بعض علمائكم أن النبي عَلِل 
إنما لم يحدّ عبد الله بن أبي رأس المنافقين بالافتراء على زوجته عائشة لأنه كانت منعة منه 
وبيخشى من إقامته افتراق الكلمة وظهور الفتنة فإذا جاز للنبي ييّْيْهُ ترك الحد لخوف الفتنة مع كثرة 
أعوانه وأنصاره فقد جاز لعلى نيه ترك المحاربة والمقاتلة مع عدم المعاون لمثل ذلك. وأما سادساً 
فلأنه يجوز أن يكون ترك المحاربة بأمر النبى ثيه لعلمه بمفاسد ذلك بالوحىء وأما سابعاً فلأن 
هارون كه لما لم يقاتل السامري وأتباعه مع كثرة أعوانه لزم أن يكون السامري وأتباعه محقين في 
عبادة العجل على ما ذكرتم وبالجملة ما ذكرتم من المزخرفات التى لا يرتضي به الجاهل فضلاً 
عن العاقل. 

(اللهم فإنك تعلم ما نخفى وما نعلن.. اه) كأن الفاء فصيحة أي إن فعلوا ذلك فإنك تعلم 
والغرض منه بسط الشكوى إليه تعالى لعلمه بما هم فيه من العقائد الباطلة والأعمال الفاسدة 
وشدة الشكيمة وإعراضهم عن متابعة الولى الحق ثم الاستعصام به تعالى والالتجاء إليه من مثل 
هذه البلية العظيمة الصادرة من النفوس الأمارة (أمَا والبيت والمفضى إلى البيت وفى نسخة 
والمزدلفة والخفاف إلى التحمير) الواو للقسم والمقسم به محذوف والبيت الكعبة والإفضاء 
المس يقال أفضى إلى الأرض إذا مسها براحته. والمزدلفة المشعر الحرام؛ والخفاف بالخاء 
المعجمة والفائين جمع الخف وهو النعل وقد يطلق على القدم مجازاًء والتجمير رمي الجمرة 
بالأحجار أي أما ورب الكعبة ورب من مسها بكفه والمراد به النبى ع لأنه أفضل من مسها ورب 
المزدلفة والأقدام المتحركة إلى رمي الجمرة هذا ما خطر بالبال والله أعلم بحقيقة الحال. 

وقال الفاضل الأمين الاسترآبادي: والمعنى ورب الكعبة القن :قفضى الى النيت المعموز لأنهنمًا 
متحاذيان وكأن المفضي كان فى نسخته بدون الواوء ثم قال: وفى كير من السنغ الخفاف بالخاء 
المعجمة والفائين بعدها ولم أقف على معنى يناسب ولعل صوابه الحقاف بالحاء المهملة والقاف 
والفاء بمعنى الرمال المستطيلة والله أعلم (لولا عهد عهده إلى النبى الأمى ) أى المنسوب إلى أم 
القرى وهي مكة أو أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ لعلمه بما فيه أو إلى الأم في أصل ولادته لم 
يقرأ ولم يدرس ولم يكتب وهو من أوصاف كما له لدلالته أن كمالاته التى تعجز عقول البشر عن 
الإحاطة بها كانت من فيض الحق لا من جهة الاكتساب, والمراد بالعهد هو الوصية بالصبر على ما 
فعلوا وترك المحاربة معهم لمصالح جليلة (لأوردت المخالفين خليج المنية) الخليج نهر يقتطع 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


من النهر الأعظم والإضافة من باب لجين الماء والوجه أن المنية يذهب بهم كما أن الخليج يذهب 
عند طغيان سيله بما فيه. ويحتمل أن يراد بالمنية الموت الأحمر وهو القتل وبخليجها النهر 
الجاري من دمائهم والإضافة حينئذ لامية (ولأرسلت عليهم شآبيب صواعق الموت) الشآبيب 
جمع شؤبوب وهو الدفعة من المطر وغيره والصاعقة النار التي يرسلها الله تعالى مع الرعد الشديد 
واستعيرت للصوارم القاطعة التى هي من آلات الموت لجامع الإهلاك وإزالة الحياة والإضافة إما 
لامية أو لأدنى ملابسة والمراد بشآبيبها دفعاتها وتعاقب حركاتها عليهم (وعن قليل سيعلمون) فيه 
إشارة إجمالية إلى, ما تجده نفوسهم الشريرة بعد مفارقتها من العذاب الأليم والغم الشديد 
والأحوال الموحشة فى البرزخ وفى الآخرة التى يطير منها الألباب. 

الاصل : 

ددهد مق أضحاينا عق سهل بن زناد :عه لانن بنلهان عن آبية "قال كنك عتنا أبن 
ماش يفة تدع ضليه ابو ضير وقد حقو لشي لما عدن ماني فال له ارو عيلاله ةيا آنا 
محمّد ما هذا النفس العالى ؟ فقال: جلعت فداك يا بن رسول الله كبرث ستى ودقٌ عظمى واقترب 
أجلن سم انتى البنيت ادوى نا ارده عليه رن امن احخرتي: فقال أبو عبدالله ذ: يا أبا محمّد وإنّك 
لتقول هذا! قال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا ؟! فقال: يا أبا محمّد أما علمت أنَّ الله تعالى 
يكرم الشباب منكم ويستحيي من الكهول؟ قال: : قلت: جعلت فداك فكيف يكرم الشباب 
ويستحيي من الكهول ؟ فقال: يكرم الله الشباب أن يعذّبهم ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم. 
قال: قلت: جعلت فداك هذا لنا خاصّة أم لأهل التوحيد؟ 

قال: فقال: لا والله إلا لكم خاصّة دون العالم؛ قال: قلت: جعلت فداك فانًا قد نبزنا نبزاً انكسرت 
ليوو روما تف لها انكل دار اسعدلتك السالولة: دنا ءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم, قال: فقال أبو 
عبدالله هة: الرّافضة ؟ قال: قلت: نعم قال: لاوالله ماهم سمّوكم ولكنّ الله سمّاكم به. أما علمت يا 
أبا محمّد أَنَّ سبعين رجلاً من بني اتبرائيل رفغيو قرعون تومه كنا انان لهم ضلالهم فلكو 
بموسى ني لمّا استبان لهم مداه فسمّوا في عسكر موسى الرّافضة لأنْهم رفضوا فرعون وكانوا 
أشدٌ أهل ذلك العسكر عبادة وأشدّهم حبّأ لموسى وهارون وذرّيتهما 0ك فأوحى الله عرَّوجِلٌ 
إلى موسى :3 أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فانّي قد سمّيتهم به ونحلتهم إياهء فأثبت 5 
موسى نه الاسم لهم 7 م ذخر الله عزَّوجِلٌ لكم هذا الاسم حتّى نحلكموه يا أبا محمّد رفضوا 
الخير ورفضتم الشرّء افترق النّاس كل فرقة وت ِ تشعبوا كل شبعة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم 2 
وذهبتم حيث ذهبوا واخترتم من اختار الله لكم وأردتم من أراد الله فأبشروا ثم ابشرواء فأنتم وله 


المرحومون المتقبّل من محسنكم والمتجاوز عن مسيئكم, من لم يأت الله عرَّوجِلٌ بما أنتم عليه 





الخطبة الطالوتية حن 


يوم القيامة لم يتقبّل منه حسنة ولم يتجاوز له عن السيّئة؛ .يا أبا محمّد فهل سررتك؟ قال: قلت: 
جعلك ناروت إيا |بأليخكه إن واع ريل يلاتك طون الاو ين طهون ديعا جه 
يسقط الرّيح الورق في أو ان سقوطه وذلك قوله عرَّوجل: «الذين يحملون العرش ومن حوله 
يسبّحون بحمد ربّهم... ويستغفرون للذين آمنوا» استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق. يا أبا 
محمّد فهل سررتك ؟ قال: قلت: جعلت فداك زدنى. 
قال: يا أبا محمّد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه 
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بِدّلوا تبديلاً» إِنْكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من 
ولايتنا وإنّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول جل ذكره: وما 
وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين؟ يا أبا محمّد: فهل سررتك؟ قال: قلت: 
جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمّد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: «إخواناً على سرر متقابلين» 
ولله ما أراد بهذا غيركم, يا أبا محمّد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدنيء فقال: يا أبا 
محمّد 9«الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إِلَّا المتقين» والله ما أراد بهذا غيركم. يا أبا محمّد فهل 
سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدنيء فقال: يا أبا محمّد لقد ذكرنا الله عرَّوجِلٌ وشيعتنا 
وعدوّنا فى آية من كتابه فقال: عرَّوجل: #هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر 
أولوا الألباب» فنحن الذين يعلمؤن وعد ونا الذين لا يعلهون وشيعتنا هم أولوا الالبابء يا أبا 
محمّد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني» فقال: يا أبا محمّد ولله مااستنى الله 
عزّوجِلٌ بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين طَيهة وشيعته فقال في كتابه 
وقوله الحقٌ: «يوم لا يفني مولى عن مولى شيئاً ولاهم ينصرون * إِلَا من رحم الله» يعني بذلك 
علياً لي وشيعته» يا أبا محمّد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدنيء قال: يا أبا محمّد لقد 
ذكركم الله تعالى فى كتابه إذ يقول: لإيا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ 
الله يغفر الدّنوب جميعاً إِنّهِ هو الغفور الرّحيم» والله ما أراد بهذا غيركم. فهل سررتك ياأبا 
محمد؟ قال: قلت: : جعلت فداك زدني. 
فمال: :يا أبا محمّد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: «إإنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان » والله ما 
أراد بهذا إلا الأئمّة مي وشيعتهم فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: 
يا أبا محمّد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: «فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصرّيقين 
والشهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً» فرسول اله عَييْةُ في الآية النبيّون ونحن فى هذا 
الموضع الصديقون والشهداء وأنتم الضَالحون فتسمّوا بالصّلاح كما سمّاكم الله عزو جل: يا أبا 
محمد فهل سررتك ؟ قال: : قلت: جعلت فداك زدنيء قال: يا أبا محمّد لقد ذكركم الله إذ حكى عن 


َه 





عدوكم فى الثار بقوله: « وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدّهم من الاشرار * اتّخذناهم سخرياً أم 
زاغت عنهم الابصار» والله ما عني ولا أراد بهذا غيركم. صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس 
وأنتم والله فى الجنة تحبر ون وفي الثار تطلبونء يا أبا محمّد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت 
فداك زدني» فقال: يا أبا محمّد ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة ولا تذكر أهلها بخير إلا وهى فينا 
وفى شيعتنا وما من آية نزلت وتذكر أهلها بشرٌ تسوق إلى النّار إلا وهى فى عدرّنا ومن خالفناء 
فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني؛ قال: يا أبا محمّد ليس على ملّة إبراهيم 
ال تحن وقنيقعا وسنائالتامن :من ذلك يراءةيا آنا محمد فهل سررتك ؟ وف ,زواية أختوى فقال: 
000 

* الشرح : 

قوله (عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد) العدة الناقلة عن سهل: على بن محمد بن علان 
وتحيه بو را ب فتترالك رمد ون اللعد معدن تل الكلستي بر الطاهر انا ميفينا نن إلى 
عبد الله هو محمد بن جعفر الأسدي الثقة (قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه 
أبو بصير) مشترك بين ليث بن البخترى المرادى ويحيى بن القاسم المكفوف وكنيتهما أيضاً أبو 
محمد (وقد حفزه النفس) الحفز بالحاء المهملة والزاى المعجمة بعد الفاء الحث والإعجال 
والموالاة بين الشيئين بلا مهلة (كبرت سنى ) السن مقدار العمر مؤنثة فى الناس وغيرهم والمراد 
بكبرها طولها (ودق عظمى) الذي هو أصلب أعضاء البدن وعمودها فكيف غيرها ودقته كناية عن 
الوهن والضعف اللازمين لطول العمر. 

(مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي) «ما» زائدة وفى بعض النسخ «(مع أني) 
(فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد وإنك لتقول هذا) إنكاراً لقوله «مع ما أنني.. إلى آخره» 
(قال جعلت فداك وكيف لا أقول) ذلك مع عدم علمي بمآل حالي وما أرد عليه من أمر الآخرة 
(فقال: يا أبا محمد أما علمت أن الله تعالى يكرم الشباب منكم ويستحيى من الكهول) الاستفهام 
إما للحقيقة أو للتوبيخ أو للتقرير فقال (يكرم الله الشباب أن يعذبهم ويستحيي من الكهول أن 
يحاسبهم ) الكهل من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى 
تمام الخمسين وقيل من زاد أربعاً وثلاثين إلى أحدى وخمسين ولما لم يكن في كرمه تعالى وحيائه 
نقص لزم من عدم تعذيب الشباب عدم حسابهم لثئلا يخجلوا ومن عدم حساب الكهول عدم 
تعذيبهم بل عدم حساب الشيوخ وتعذيبهم بالطريق الأولى فإذاً تدخل الشيعة كلهم بلا تعذيب ولا 


ات الكافى :5 : 


الخطبة الطالوتية ا 





حساب فى الجنة وله الحمد أولاً وآخراً (قال قلت جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل التوحيد) 
كلهم ولما لم يكن في قوله نىِةِ يكرم الشباب منكم... إلى آخره دلالة على الحصر سأله عنه. 

(قال فقال لا والله إلا لكم خاصة دون العالم) أي لا يكون هذا والله أو لا والله ليس هذا إلا لكم 
خاصة دون أهل العالم» وإنما لم يقل: دون أهل التوحيد, كما قال أبو بصير للتنبيه على أن غير 
الشيعة ليسوا من أهل التوحيد بل هم مشركون (قال قلت جعلت فداك فإنا قد نبزنا نبزا انتكسرت 
له ظهورنا.. الخ) النبز بالتحريك اللقب وقد كثر استعماله فيما كان ذم ومنه قوله تعالى: «اولا 
تنابزوا بالألقاب» التنابز التداعى بالألقاب القبيحة وإنما قال أبو بصير ذلك لزعمه أن هذا لقب 
ليح لا لشكة فى ذيئه فرقم كه رمع وبشره بأن هذا لنب تحبين لكم ولمن كان على :ين البق ذم 
بِيّن أذكل الخلق ملقب بهذا اللقب أما أنتم فلرفضكم دين الباطل وأما هؤلاء فلرفضهم دين الحق 
فهذا اللقب ممدوح لكم ومذموم لهم (افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة) التشعب التفرق 
والشعبة بالضم الفرقة والطائفة والمراد بكل فرقة وكل شعبة فرقة كثيرة وشعبة كثيرة وذلك لأن 
الباطل له طرق كثيرة فذهبت إلى كل طريق طائفة لتوافق عقولهم وتناسب آرائهم. 

(فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم) أي صرتم معهم شعبة واحدة (وذهبتم حيث ذهبوا) في 
الأصول والفروع وصرتم من أهل التسليم لهم وصرفتم عقولكم عن الأهواء والآراء كما صرفوا 
عقولهم إليها ولم يعلموا أنه لا يجوز ذلك بعد النبى يَيْيهُ كما لا يجوز معه (يا أبا محمد أن لله 
ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه) في ذكر 
الظهر إيماء إلى تشبيه الذنوب بالأثقال والأحمال المحمولة على الظهر تشبيه المعقول بالمحسوس 
لقصد الإيضاح. وفى صدر الكلام إيماء إلى أن طائفة من الملائكة مخصوصون بهذا العمل وفى 
آخره إلى أن ذنوب المؤمن غير مستحكمة لضعفها بمضادة الإيمان بخلاف ذنوب غيره فإنها 
مستحكمة لقوّتها بمواد من الكفر (وذلك قوله عز وجل «الذين يحملون العرش ومن حوله 
يسبحون بحمد ربهم... ويستغفرون للذين آمنوا» ذلك إشارة الى اسقاط الملائكة ذنوب الشيعة» 
وجه دلالة الآية عليه أن إستغفار الملائكة لهم غير مردود بل هو سبب له وجود السبب دليل على 
وجود المسبب (استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق) المراد بكاف الخطاب كل من أقر بولاية 
على عليه السلام ووصايته. وبهذا الخلق كل من أنكرها فيشمل كل من آمن وبه وأنكره من هذه 
الأمة ومن الأمم السابقة فإن ولابته عليه السلام مأخوذة على جميع الخلق من الأولين والآخرين 
كما دلت عليه الروايات فمن آمن به منهم فهو مغفور باستغفار الملائكة ومن أنكره فهو محروم منه. 

(فقال من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أي أقامو ظاهراً وباطناً وفى كنز اللغة: 
صدق راست كفتن وراست شدن وراست داشتن والمراد به هنا هو المعنى الأخير (فمنهم من 


يحض شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


قضى نحبه) فى القاموس: النحب الموت والأجل والنفس والنذر, وفى النهاية فى حديث طلحة 
من قفر تنه التعتيد ال ركانه لام نكسي ان ايداف أعدداء اله قن المحوتت قولف :دروف للكت 
الموت كأنه ألزم نفسه أن يُقاتل حتى يموت (ومنهم من ينتظر) أي نحبه (وما بدلوا تبديلاً) وأما 
غير هؤلاء من المؤمنين فقد بدلوا العهد ونقضوه بعد النبى يَيْْهُ فارتدوا وخرجوا عن الإيمان. 
والظاهر أن الجار والمجرور في المواضع الثلاثة مبتدأ على معنى بعضهم وما بعده خبر دون 
العكس لعدم الفائدة في الإخبار وإن كان العكس هو المعروف بين النحاة وقد صرح بذلك الشريف 
فى هذه الآبة وفى قوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين.» 
الآية والشيخ في الحديث الخامس والثلاثين من الأربعين في قوله «وإن من عبادي من لا يصلحه 
إلا الفقر لو صرفته إلى غير ذلك لهلك» ولجواز العكس وبيان فائدته مجال من التوجيه فتأمل (ولو 
لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم) أي لو لم تفعلوا الوفاء بالعهد وبدلتم بأولياء الله غيرهم كما بدلوا 
لدخلتم في التعيير أيضاً. 

(حيث يقول جل ذكره وما وجدنا لأكثرهم من عهد» عهد الولابة إوإن وجدنا أكثرهم 
لفاسقين4 الكاملين فى الفسق بترك الولاية؛ وان مخففة وهى تدخل الجملتين ففى الإسمية تعمل 
وتهمل. وفى الفعلية عبدعانه وحيث وجدت إن لخدا لام مفتوحة تدك بأنها مخففة 
(فقال « أخوانا على سرر متقابلين في جنات النعيم يطوف عليهم ولدانٌ مخلدون بأكواب وأباريق 
وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور 
عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءً بما كانوا يعملون» وهم مع أهل الولاية شركاء في هذه النعمة 
(فقال عز وجل هل « يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب» يعني إنه لا 
مساواة بين العالم والجاهل وأنه لا يعلم الفرق بينهما إلا ذوو العقول الصحيحة الخالصة عن 
شوائب الأوهام. 

(فنحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا هم أولوا الألباب) روي مثله أيضاً عن 
أبى جعفر له وسيجىء عن الصادق نىةٍ أيضاً قبل حديث الصيحة أن الآبة نزلت فى وصف 
على لك وذم أبي الفصيل يعني أن علياً عليه السلام لكونه عالماً بأن محمداً يَيهُ رسول الله ليبس 
مثله وهو لا يعلم ذلك ويقول باطناً: إنه ساح ركذاب (يعنى بذلك عليا وشيعته ) لعل المراد بشيعته 
كل من أقر بولايته من لدن آدم إلى آخر الدهر فإذن ليس المرحوم إل هو وشيعته وبقي المستثنى 
منه بعد الاستثناء على عمومه لعدم صدقه بعده على مؤمن ولا يتحقق الإغناء والنصرة فى غيره. 
وروى المصنف بإسناده فى كتاب الأصول عن أبى عبد الله يق في هذه الآبة قال ونحن واللّه الذي 
يرحم الله ونحن وللّه الذي استغنى الله لكنا نغنى عنهم» (قال لقد ذكركم الله عز وجل في كتابه إذ 





الخطبة الطالوتية دف 


يقول يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو 
الغفور الرحيم» والله ما أراد بهذا غيركم) لأن المخاطبين بهذا الخطاب الشريف هم المؤمنون 
باتفاق الأمة لخروج غيرهم عن هذا التشريف والإيمان لا يتحقق بالعقل والنقل إل لمن أقر 
بالأوصياء وولايتهم وهم الشيعة رضى الله تعالى عنهم (فقال «إإن عبادي ليس لك عليهم سلطان» 
والله ما أراد بهذا إلا الأئمة عليهم السلام وشيعتهم) إضافة العباد تفيد الاختصاص والمراد بهم 
المخلصون له تعالى المطيعون لأمره بقوله « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» وهم 
الأئمة عليهم السلام وشيعتهم. 

(قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال ظ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم» ) لما ذكر الله 
تعالى أهل الكتاب والمنافقين وذمهم ونصحهم قال # ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم 
لله عليهم #. فأولئك إشارة إليهم ووعد لهم بمرافقة الأخيار في دار القرار بشرط الطاعة #من 
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً© ترغيب إلى تحصيل ما يوجب 
رفاقتهم» ورفيقاً نصب على التمييز أو الحال قيل: ولم يجمع لأنه يصدق على الواحد والجمع أو 
لأنه أرية وين كل واد يمنهيه رفيا (فرسول الله صلى الله عليه وآله في الآية النبيون) الجمع 
للتعظيم أو لأن المصدق به مصدق بالجميع (ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء) 
اي ا و ل ا 
كونهم شهداء بيد الاعداء (وانتم الصالحون) فتسموا بالصلاح (كما سماكم الله عز وجل ) ترغيب 
في الصلاح والاجتهاد في العمل والورع والتقوى قسم الله عز وجل العارفين بثلاثة أقسام لأن 
العارف إما صاحب الوحي وهو الاول أو وصيّه وهو الثاني أو التابع لهما وهو الثالث قرغت غير 
الدرضني لاف فى ودرا ١‏ ا طلا لمرانية عزلاء الا حار اذ حكى يعن عددركه فى القار) جاه 
عن العدو بقوله « وقالوا مالنا لا نرى رجالاً كناه في الدّنيا « نعدهم من الأخيار » عدوهم منها 
لزعمهم أن دينهم الباطل حق وأن دين الحق وهو دين هؤلاء الرجال باطل فاسترذلوهم وسخروا 
بهم وكذلك كان حال الكفرة بالنسبة إلى أهل الإيمان في قديم الأيام أيضاً « اتخذناهم سخرياً» 
بكسر الهمزة صفة ثانية لرجال وأما بفتحها كما في بعض القراءة على الاستفهام فهو توبيخ وإنكار 
لأنفسهم في سخرية هؤلاء بالرجال واسترذالهم. والسخرية بالضم والكسر والسخرية اسم من سخر 
منه وبه إذا هزأه واسترذله وأهانه #أم زاغت عنهم الأيصار» أي مالت عنهم فلا تراهم و«أم» معادلة 
لما لاترى أئ عدم رؤيتهم فى جهنم إما لغيبتهم وعدم دخولهم فيها أو لزيغ الأبصار عنهم. ولعل 
صدور هذا القول منهم إما لتأسفهم أو لكمال دهشتهم من شدة عقوبتهم وإلآّ فقد علموا أن سبب 
دخولهم في النار ترك دين هؤلاء الرجال وفيه دلالة على أن أهل جهنم يرون كل من دخل فيها. 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


(والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم) أي ماعني الله عز وجل ولا أراد بهذا القول أو بقوله: 
(رجالاً) غيركم وفي بعض النسخ «ماعنى الله» وفيه دلالة على أن الشيعة لا تدخل الناره ويدل 
على ذلك أيضاً ما روي عن أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام من قولهم «إنما الأئمة 
قوام الله على خلقه عرفاؤه على عباده لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلاً 

من أنكرهم وأنكروه) ويظهر منه لوكا ايد ا روا عرلي ديدح لحت وير 
ذلك أن معرفة ولايتهم وحقيقة إمامتهم أعظم ركن من أركان الدين وأفخم أصل من أصول الايمان 
فمن أقرٌ بها فهو مؤمن ومن أنكرها فهو كافر (صرتم عند أهل هذا العالم) ماداموا فيه (شرار 
الناس) باعتبار أنكم تبعتم وصي نبيكم وتركتم عبادة العجل. 

(وأنتم والله فى الجنة تحبرون) الحبر بالكسر والفتح النعمة وسعة العيشء وحسن الهيئة 
والسرور يُقال: أحبره إذا أسره أي والله أنتم مسرورون فى الجنة بكثرة النعمة وسعة العيش وطيبه 
ولذته وحسن الجمال ونضارة الوجه ورضوان الحق (وفي النار تطلبون) يطلبكم أعداؤكم ولا 
يجدونكم وهذا أيضاً عذاب آخر عليهم (قال يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة ولا 
يذكر أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا.. الخ) الحصر حقيقي لما ثبت من أحاديث أهل البيت 
عليهم السلام من أنه لا يدخل الجنة إلا شيعتهم ومن أقر بولابتهم من الأولين والآخرين ولا يدخل 
النار إلا من أنكرهم, وأيضاً ثبت من طرق العامة والخاصة أن علياً عليه السلام قسيم النار والجنة 
وفى النهاية الأثيرية في حديث علي عليه السلام «أنا قسيم النار» أراد أن الناس فريقان فريقٌ معي 
فهم على هدى وفريقٌ علىَ فهم على ضلال فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار وقسيم 
فعيل بمعنى فاعل كالجليس والسمير قيل أراد بهم الخوارج وقيل كل من قاتله انتهى» وفي الفايق 
بعني أنا قاسمها فإن الناس في حقه على قسمين مهتدون وضالون فكأنه قاسم للنار فشطر لها من 
الضالين وشطر له من المهتدين (قال يا أبا محمد ليس على ملة إبراهيم إلأ نحن وشيعتنا وسائر 
الناس من ذلك براء) المراد بملة إبراهيم أصول شرايعه المشتركة كالتوحيد وأ رار وغيو ذلك ها 
لا يطرأ عليه النسخ وهذه الفائدة مثل السوابق راجعة إلينا إلا أنها أرفعها وأسناها وأجلها وأعلاها 
لكونها غاية الكمالات البشرية المقتضية لسكون العبد تحت الهوية الإلهية وفتور اضطراب قلبه 
فلذلك لما بلغ الكلام إلى هذا المقام (قال: حسبي ) لأنه ليس للعبد مطلب سواه ولا للمشتاق 


مفصد عذأه. 


حديث أبى عبدالته عليه السلام مع المنصور فى موكبه 

#؛ الاصل : 

٠‏ محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد. عن بعض أصحابه؛ وعلئٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه؛ عن 
ابن أبي عمير جميعاً. عن أبى حمزة» عن حمران قال: قال أبو عبدالله 2 وذكر هؤلاء عنده وسوء 
حال الشيعة عندهم فقال: إِنّي سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس بين 
يديه خيلٌ ومن خلفه خيلٌ وأنا على حمار إلى جانبه فقال لى: يا أبا عبدالله قد كان ينبغي لك أن 
تفرح بما أعطانا الله من القوَّة وفتح لنا من الع ولا تخبر الناس أنّك أحقٌ بهذا الأمر من وأهل بيتك 
فتغرينا بك وبهم, قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عنى فقد كذب. 

فقال لى: أتحلف على ما تقول: قال: فقلت: إنَّ النثاس شجرة بغى يحبّون أن يفسدوا قلبك على 
فلا تمكّنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا. فقال لى: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت: 
نعم طويل عريضٌ شديدٌ فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتّى تصيبوا منا دمأ 
حراماً في شهر حرام في بلد حرام؛ فعرفت أَنّه قد حفظ الحديث, فقلت: لعل الله عرَّوجِلٌ أن 
يكفيك فائّي لم أخصّك بهذا وإنّما هو حديث رويته ثم لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك 
فسكت عنى فلمًا رجعت إلى منزلى أتانى بعض موالينا فقال: جعلت فداك والله لقد رأيتك فى 
موكب أبى جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلّمك كأنك تحته فقلت 
بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدي به وهذا الآخر يعمل 
بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدّماء في الأرض بما لا يحبٌ الله وهو في موكبه وأنت على 
حمار فدخلني من ذلك شك حتّى خفت على ديني ونفسي. قال: فقلت: لو رأيت من كان حولي 
وبين يدي ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه فقال: 
اذكو فلي ١ ١ ١‏ 

م قال: إلى متى هؤلاء يملكون ؟ أو متى الرّاحة منهم ؟ فقلت: أليس تعلم أنَّ لكل شيء 
هل 13ل بلى. فقلت: : هل ينفعك علمك أنَّ هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين ؟ إِنك لو 
تعلم حالهم عند الله عزّوجلٌ وكيف هي ؟ كنت لهم أذ بغضاً ولو جهدت أو جهد أهل الأرض 
أن يدخلوهم في أشدٌ ما هم فيه من الإثم لم يقدروا فلا يستفرَّنّك الشيطان فإنَ العرَّةلله ولرسوله 
وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمونء ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى 
والخوف هو غداً في زمرتناء فإذا رأيت الحقٌّ قد مات وذهب أهله. ورأيت الجور قد شمل البلاد. 


51 شرح سول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 
ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووٌّجّه على الأهواء. ورأيت الدّين قد انكفى كما 
ينكفى الماءء ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحلٌّ. ورأيت الشبّ ظاهراً لا ينهى عنه 
تدر سحام ورأيت القسن تددظهن واك الوتحال الخال والباءبالتياء»بورارت 
المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله. ورأيت الفاسق يكذب ولا يردٌ عليه كذبه وفريته» ورأيت الصغير 
يستحقر بالكبير» ورأيت الأرحام قد تقطّعت؛ ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا 0 
عليه قولهء ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ورأيت النساء يتزوّجن النساءء ورأيت الثناء قد 
كثر؛ ورأيت الكّجل ينفق المال فى غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤٌّخذ على يديه ورأيت الناظر 
يتعوّذ بالله ممًا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد. ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع؛ ورأيت 
الكافر فرحاً لما يرى فى المؤمن. مرحاً لما يرى في الأرض من الفساد. ورأيت الخمور تشرب 
علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عرَّوجلٌ ورأيت الأمر بالمعروف ذليلاً ورأيت الفاسق 
فتجا لأ كحت أشقوثا محمودا. 

ورأيت أصحاب الآيات يحقّرون ويحتقر من يحبّهم. ورأيت سبيل الخير منقطعاً وسبيل 
الشرٌ مسلوكاً. ورأيت بيت الله قد عُطّل ويؤمر بتركه. ورأيت الرّجل يقول ما لا يفعله. ورأيت 
الّجال يتسمّنون للرّجال والنساء للنساءء ورأيت الرّجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من 
فرجهاء ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتّخذها الّجال؛ ورأيت التأنيث فى ولد العباس قد 
ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها وأعطوا الرّجال الأموال على 
فروجهم وتنوفس في الرّجل وتغاير عليه الرّجالء وكان صاحب المال أعزَّ من المؤمنء وكان 
الرّبا ظاهراً لا يعيّرء وكان الزَّنا تمتدح به النساءء ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرّجال. 
ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهنّ. ورأيت المؤمن محزوناً محتقرا 
ذليل.ء ورأيت البدع والزَّنا قد ظهرء ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزورء ورأيت الحرام يحلل 
ورأيت الحلال يحرّم؛ ورأيت الدَّين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه؛ ورأيت الليل لا يُستخفئ 
به من الجرأة على الله ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه. ورأيت العظيم من المال ينفق 
في سخط الله عزَّوجِلء ورأيت الولاة يقّبون أهل الكفر ويباعدون أهل الخيرء ورأيت الولاة 
يرتشون في الحكم ورأيت الولاية قبالةً لمن زاد. ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بِهنّء 
ورأيت الرّجل يقتل على التهمة وعلى الظنّة ويتغاير على الرّجل الذكر فيبذل له نفسه وماله 
ورأيت الرّجل يعيّر على إتيان النساء. ورأيت الرّجل يأكل من كسب امرأته من الفجورء يعلم 
ذلك ويقيم عليه ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهى وتنفق على زوجهاء ورأيت 
الرّجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدّني من الطّعام والشراب ورأيت الأيمان بالله عزَّوجِلٌ 





حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه 1 


كثيرة على الزُورء ورأيت القمار قد ظهر ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع؛ ورأيت النساء 
يبذلن أنفسهنٌ لأهل الكفرء ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بهاء لا يمنعها أحدٌ أحداً ولا 
يجترىء أحدٌ على منعهاء ورأيت الشريف يستذله الذي يُخاف سلطانه. ورأيت أقرب الناس 
من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت: ورأيت من يحبّنا يزوّر ولا قبل شهادته. ورأيت الزُور 
من القول يتنافس فيه. ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخ ف على الناس استماع 
الباطل. ورأيت الجار يكرم الجار خوفاً من لسانه. ورأيت الحدود قد عطّلت وعمل فيها 
بالأهواء. والمساجد قد زخرفت, ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب. ورأيت 
الشرّ قد ظهر والسعي بالنميمة ورأيت البغي قد فشاء ورأيت الغيبة تُستملح ويبشّر بها الناس 
بعضهم بعضأء ورأيت طلب الحجّ والجهاد لغير لله ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن. 
ورأيت الخراب قد أديل من العمران» ورأيت الرّجل معيشته من بخس المكيال والميزان. ورأيت 
سفك الدماء يستخف بهاء ورأيت الرّجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان 
ليتّقى وتسند إليه الأمور. ورأيت الصّلاة قد استخفٌ بها. 

ورأيت الرّجل عنده المال الكثير ثم لم يزكّه منذ ملكه. ورأيت الميّت ينبش من قبره ويؤذى 
وتباع أكفانه. ورأيت الهرج قد كثرء ورأيت الرّجل يمسى نشوان ويصبح سكران لا يهتمٌ بما 
الناس فيه؛ ورأيت البهائم تنكح, ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضاً ورأيت الرّجل يخرج إلى 
مصلاه ه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه؛ ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل 
الذكر عليهم؛ ورأيت السحت قد ظهر يُتنافس فيه؛ ورأيت المصلَي إِنّما يصلّي ليراه الناس؛ 
ورأيت الفقيه يتفقّه لغير الدّين يطلب الدنيا والرئاسة: ورأيت الناس مع من غلب؛ ورأيت طالب 
الحلال يذمٌ ويعيّر وطالب الحرام يمدح ويعظّمء ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبٌُ لله لا 
يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحدٌ» ورأيت المعازف ظاهرة ذ فى الحرمين. 
ورأيت الرّجل يتكلّم بشيء من الحنٌّ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه 
في نفسه فيقول: هذاعنك موضوع. 

ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرورء ورأيت مسلك الخير وطريقه 
خاليا ل يسلكه أحدٌء ورأيت الميّت يُهزأ به فلا يفزع له أحدٌء ورأيت كلّ عام يحدث فيه من الشرّ 
والبدعة أكثر ممّا كان ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء» ورأيت المحتاج يعطى 
على الضحك وبه يرحم ولغير وجه الله. ورأيت الآيات في السّماء لايفزع لها أحدٌ ورأيت الناس 
يتسافدون كما تتسافد البهائم لا ينكر أحدٌ منكراً تخوّفاً من النّاسء ورأيت الرّجل ينفق الكثير 
في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله؛ ورأيت العقوق قد ظهر واستخفٌ بالوالدين وكانا من 


11 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


أسوأ الناس حالاً عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهماء ورأيت النساء قد غلبن على الملك وغلين 
على كلّ أمر, لا يؤتى إلا ما لهنَ فيه هوى, ورأيت ابن الرّجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه 
ويفرح بموتهما ورأيت الرّجل إذا مرّ به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس 
مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كثياً حزيناً يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة 
من عمره؛ ورأيت السَلطان يحتكر الطعام. ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في ازور ويتقامر بها 
وتشرب بها الخمورء ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بهاء ورأيت الئاس 
قد استووا فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وترك التديّن به. ورأيت رياح المنافقين 
[وأهل النفاق] قائمة ورياح أهل الحقٌّ لا تحدّك؛ ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجرء ورأيت 
المساجد محتشية ممّن لا يخاف الله. يجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحقٌّ ويتواصفون 
فيها شراب المسكر. ورأيت السكران يصلّي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر 
أكرم وانّقى وخيف وقرق الا "سانب ويطة ر سكوو ورا سين اكز أموال اليتامى يُحمد 
بصلاحه. ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله. ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ورأيت 
الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون. 
ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمرء ورأيت الصّلاة قد استخفٌ 
بأوقاتهاء ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناسء ورأيت الناس همّهم 
بطونهم وفروجهم لا يبالوا بما أكلوا وما نكحواء ورأيت الدّنيا مقبلة عليهم؛ ورأيت أعلام الح 
قد درست » فكن على حذر واطلب إلى لله عزَّوجِلٌ النجاة واعلم أن الناس في سخط الله عزوجل 
وإنّما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقباً واجتهد ليراك الله عرزَّوجِل في خلاف ما هم عليه فإن نزل 
بهم العذاب وكنت فيهم عججلت إلى رحمة الله وإن أَخَرت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من 
الجرأة على الله عزَّوجِلٌ واعلم أنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين وأنَّ رحمة الله قريب من 
المحسئين. 

* الشرح : 

(حديث أبي عبد الله عليه السلام مع المنصور في موكبه) الموكب بفتح الميم وكسر الكاف 
جماعة ركاب يسيرون برفق من غير سرعة لإظهار السكينة والوقار وهم أيضاً القوم الركوب للزينة 
والتنزه وقيل: الموكب ضرب من السير (فقال: إنى سرت مع أبي جعفر ) وهو الثاني من خلفاء بني 
عباس بعد أخيه السفاح ولقب بالدوانيقي لبخله وفي بعض النسخ «مع أب جعفر المنصور ( وهو 
على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل) أي جماعة فرسان أو أفراس والأول أولى والثاني إما 
محمول على الظاهر أو على حذف مضاف أى أصحاب خيل (وأنا على حمار إلى جانبه) لا لأنه 





حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه للف 
لم يقدر على غيره بل للتذلل لله تعالى في مقابلة تكبر ذلك الطاغي عليه. 

(فقال لي يا أبا عبد الله قد كان ينبغى لك أن تفرح.. الخ ) للقرابة النسبية ولإزالة بني أمية الذين 
كانوا أعداءً لنبى هاشم وكانوا يسبون علياً عليه السلام (ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر) أي 
بأمر الخلافة (منا وأهل بيتك ) بالنصب عطف على كاف الخطاب أى ولا تخبر الناس أن أهل بيتك 
أحق بهذا الأمر منا (فتغرينا بك وبهم) أي تهيجنا على الإيذاء والإضرار بك وبهم وفى كنز اللغة: 
الإغواء در حرص انداختن وبرانكيختن (فقال: أتحلف على ما تقول) من أن الرافع كاذب أو من 
أنك لم تخبر أحداً بأنك أحق بهذا الأمر وعدم الإضرار بعدم الحلف مع طلب الطاغي إنما هو 
بلطف الله وحفظه وصرف قلبه عنه (فقلت: إن الناس شجرة بغى) أي ظلم وفساد وجور وعناد 
بيهم الفيعرة ريني بالفقزة ناكما 1ق نهر ة ابعر دمن العمعرة كزالك الخ بوالقييا فز يقر لاضن 
الناس (يحبون أن يُفسدوا قلبك على ) فينقلون منى إليك ما يوجب تغيرك على (فلا تمكنهم من 
سمعك) أي فلا تسمع قولهم فَ وعلله بقوله (فإنا إليك أحوج منك إلينا) لأن احتياجه عليه 
السلام إليه فى حفظ دمه ودم شيعته ورعاية حقوقهم وترك الجور عليهم ومراعاة الصلة وهذا أمر 
متحقق ثابت وإما احتياجه إليه عليه السلام فقد كان فى الأمور الديئية وقد أفسد الدين ولوازمه 
فكأنه لم يكن محتاجاً إليه. 

(فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك) سأل هذا الطاغى أبا جعفر 3 أيضاً فأجابه بما أجابه 
خلفه الصادق عليه السلام مع زيادة كما يجيىء فى حديث الصيحة (فقلت نعم طويل عريض 
شديد) طويل بحسب المدة والزمان» عريض بحسب المساكن والبلدان» شديد بحسب القوة 
والسلطان (فلا تزالون في مهلة من أمركم ) هو السلطنة (وفسحة من دنياكم ) الفسحة بالضم السعة 
والمراد بها السعة في الأموال والبلاد (حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام فى بلد حرام) 
وحينئذ تستحقون زوال دولتكم وفناء سلطنتكم ولا يكون لكم فى الأرض ناصر ولا فى السماء 
عاذر» قال بعض الأفاضل كأنه إشارة إلى المقتولين بفخ في ذي الحجة الحرام؛ وفخ من الحرم بين 
تنعيم ومكة, وقال الأمين الاسترآبادي: يمكن أن يكون المراد ما فعله هارون قتل فى ليلة واحدة 
كثيرأً من السادات. ويمكن أن يكون المراد قتلهم المقتولين بفخ وهو موضع قرب مكة انتهى, ونظير 
ما نحن فيه من طرق العامة عن الحسن بن علي عليهما السلام قال إن هؤلاء أخافوني وهم قاتلي 
فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يقتلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة) الفرم بالفتح والسكون 
خرقة الحيض وما يجيىء فى حديث الناس يوم القيامة عن أبى عبد الله نقذ وإن الله عز ذكره أذن 
في هلاكه بني أمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيام) ويفهم من جميع ذلك أنه لا يلزم أن يكون الزوال 
بعد فعلهم ذلك بلا فصل (فعرفت أنه قد حفظ الحديث) فيكف من إصابة دمائنا خوفاً من زوال 





في شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





ملكه. 

(فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك ) من الاصابة ومقتضاها (فإني لم أخصك بهذا) أي بزوال 
الملك من إصابة الدماء (وإنما هو حديث رويته) عن آبائي وفيه تبعيد لنفسه عن العلم بالغيب 
خوفاً منه (لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك) أي أمر الخلافة أوإصابة الدماء ويجري فيه حكم 
الله تعالى بالتغير والزوال (قد دخلنى من ذلك شك) فى التوحيد وعدله أو فى الولاية لوسوسة 
الخبيث بأن إعطاء الفاسق الدني اللعيم ومع العادل الشتريف الكريم جوراقن التسخة أويآن المذلة 
تنافى الولاية كل ذلك لعدم علمه بالحكمة (حتى خفت على دينى) بالارتداد والزوال (وعلى 
نفسي ) بالعقوبة والنكال ولما كان منشأ شكه تخيل الجور في القسمة أو تخيل الذل عليه السلام 
أشار إلى دفعه بقوله (لو رأيت من كان حولى الخ) وبيّن أن ما أعطاه خير مما أعطى المنصور لأن 
جنود الملائكة أشرف وأكرم من جنود شيطان الأنس وبذلك ظهر عزه واحتقار المنصور (فقال الآن 
سكن قلبى ) بزوال الاضطراب وذهاب الوسوسة عنه. 

(فقال: إلى متى هؤلاء يملكون؟ أو متى الراحة منهم؟) لعل الترديد من الراوي مع احتمال 
الجمع بانزيكرة الأول هؤالا عن مدة ملكهم والثاني عن نهايته أو عن بداية ظهور الصاحب عليه 
السلام (فقلت: أليس تعلم أن لكل شيء) من الأمور الممكنة (مدة قال بلى) الاستفهام لتقرير 
المنفى ولذلك أجاب به (فقلت هل ينفعك علمك) الظاهر أن الإستهفام للإنكار لأن العلم بأن 
للجور مدة وللراحة مدة والعلم بنهاية الأولى وبداية الثانية لا ينفع في رفع الجور وحصول الراحة 
قبلهما بالفعل وأما بعدهما فترتفع الجور وتحصل الراحة سواء علم أم لم يعلم فلا نفع للعلم بهما 
فلا فائدة في السؤال عنهماء ثم رغب فى انتظار الفرج والتوقع في حصوله على سبيل الاستيناف 
بقوله: (إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين) لأنه تعالى إذا أراد شيئاً يجيىء ذلك 
الشىء بلا تخلف ولا مهلة, والمراد بهذا الأمرإما زوال مدة ملكهم أو الراحة بظهور القائم عليه 
السلام ثم صرف الكلام إلى ذم الطاغي وأصحابه لتنفير المخاطب عما رآه من حسن ظاهرهم بقوله 
(إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي كنت لهم أشد بغضاً) لأن كل مالهم مما يدل 
على حسن ظواهرهم عند القاصرين فهى سموم قاتلة وحيات مهلكة وصور موحشة عند 
الصالحين ولماكان من المقرر أذ كل شخص مجتهد فى إضرار عدوه وراض بلحوق الإثم والعقوبة 
به حمل عليه السلام المخاطب على الرضا بما هم عليه من حيث أنهم أعداء له بقوله (ولو 
جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد مما هم فيه من الإثم لم يقدروا) لأن ما دخلوا 
فيه إثم وكفر يوجب الخلود في النار وعقوبة الأبد في دار البواروكل ما سواه من العقوبة التي يوصله 
العدو إلى عدوه فإنما هى عقوبة دنيوية وهي سهل بالنسبة إلى العقوبة الأخروية. ثم نفر المخاطب 


حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه 7 





عن الميل إلى مثل ما هم فيه بقوله (فلا يستفزنك الشيطان) أي فلا يستخفنك شيطان الجن 
والإنس من مقامك في الإيمان ولا يخرجنك مما أنت فيه من الدين والاويقان بالوسوسة وتزيين أمر 
مقتضي للخسران وفي بعض النسخ «فلا يغرنك» ثم أشار إلى أن ما عده جملة الناس عزة بكثرة 
الأموال والأنصار فهو أمر اعتباري لا حقيقة له وإن العزة الحقيقية الثابتة الباقية هي أمر آخر بقوله 
(فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) يعني أن العزة والغلبة لله تعالى 
لكونه مبدأ لجميع الممكنات المحتاجين إليه فى جميع الجهات ولمن تقرب إليه بالوسايل 
المشروعة على تفاوت الدرجات وأما المنافقون والجاهلون فلشدة قساوتهم وقوة جهالتهم ظنوا 
أن العزة همى حصول أسباب الذَّنيا ولذلك كل من كانت الدّنيا عنده أوفر وأكثر كان عندهم أعز 
تعلم أن من انتظر أمرنا) وهو الخلافة الظاهرة القاهرة فى عهد الإمام المنتظر عليه السلام (وصبر 
على ما يرى من الأذى والخوف) من أعدائنا الطالبين لدمائنا (هو غداً فى زمرتنا) الزمرة بالضم 
الفوج والجماعة ثم آثار إلى بعصو غلامات ظهور الصاحب عليه السلام بقوله (فإذا مات الحق 
وذهب أهله) المراد بالحق القوانين الشرعية وبموته اندراسه ونقصه وبذهاب أهله وهو العالم به أو 
كونه غير ملتفت إليه (ورأيت الجور قد شمل البلاد) منشأه طغيان القوة الشهوية فى جلب المنافع 
الدنيوية وإعانة القوة الغضبية لها فى تحصيلها ودفع الموانع منها ولو بالضرب والشتم والمتل 
ونحوها مع ضعف القوة العقلية وعجزها عن مقاومتهما لفقدها ملكة العلم والحكمة الزاجرة عن 
القبايح (ورأيت القرآن قد خَلّقّ) خلق الثوب ككرم ونصر وسمع بلى» وهوكناية عن هجره وترك 

(ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفى الإناء) أي بقى اسمه وضاع ما فيه من الأحكام وغيرها 
تقول كفأت الإناء أو أكفأته إذا كببته وقلبته لتفرغ ما فيه فانكفأ وفيه تشبيه للمعقول بالمحسوس 
لقصد الويضاح (ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق) لعل المراد بأهل الباطل الحكام 
الجائرون وبأهل الحق العلماء الراسخون وبالاستعلاء جريان أحكامهم عليهم أو عدم الطاعة لهم 
(ورأيت الشر ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر أصحابه) إما لعدم الناهى واللائم لشمول الجهل للكل أو 
لوجوده مع ترك النهى واللوم لعدم اعتنائه بالدين ومخالفة رب العالمين. 

وكل ذلك دليل واضح على ضعف الدين وتعاونهم على عدمه (ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى 
الرجال بالرجال والنساء بالنساء) كناية عن اللواط والمساحقة؛ والفسق بالكسر الشرك لأمر الله 
والعصيان والخروج عن طريق الحق أو الفجور وهو الزنا ونحوه والاجير اليا لأن الظاهر أن 


فض 5 أشفول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
اليطلت لمن 

(ورأيت المؤمن صامتاً لا يقبل قوله) لإيمانه أو لضعف حاله (ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد 
عليه كذبه وفريته) لعدم وجود الراد أو لوجوده مع عدم القدرة على الرد أو مع القدرة وعدم 
المبالاة بالكذتتن» والفرية ا ذكر الخاص بعد العام 
(ورأيت الصغير يستحقر الكبير) فى السن أو الرتبة وهو من خلاف الآداب الشرعية المطلوبة 
للتخلق بالأخلاق الحسنة ولحفظ نظام الكل. 

(ورأيت الأرحام قد تقطعت) أعظم الأرحام رحم محمد يَيهُ نم أرحام الناس وفى صلتها 
بالشفقة والرأفة والتقرب والإحسان باليد واللسان فوائد كثيرة فى الدّنيا والآخرة وفى قطعها مفاسد 
عظيمة فيهما ولذلك وقع الأمر بحفظها في الآيات والروايات كما في كتاب الأصول (ورأيت من 
يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد قوله) امتدحه امتداحاً ومدحه كمنعه مدحاً أحسن الثناء عليه, 
والمراد بالفسق كل ما هو قبيح شرعاً ولا ريب في أن مدح الفاسق بفسقه أي نوع كان وضحك 
السامع منه ونشاطه باستماعه وعدم رد قوله دليل على ضعف دينه وفساد قلبه. 

(ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة) فيه إشارة إلى فساد المفعول وذمه وفي السابق إشارة 
إلى فساد الفاعل وذمه فلا تكرار (ورأيت النساء يتزوجن بالنساء) كأن المراد به تزويج الخنئى 
بالخنثى أو بالمرأة إن أريد بالتزويج المساحقة مع أنه بعيد لزم التكرار والله يعلم (ورأيت الثناء قد 
كثر ) الروايات في ذم ثناء الناس كثيرة وهو من توابع الفساد في القوة الشهوية وميل النفس الأمارة 
إلى الدّنيا وغلبتها على القوة العقلية الحاكمة بأن المستحق للثناء ليس إلا الله عز وجل وفى بعض 
النسخ «البناء» بالنون بعد الباء الموحدة المراد بكثرته الزائد على قدر الحاجة كماً وكيفاً (ورأيت 
الرجل ينفق المال فى غير طاعة الله فلا ينهى عنه ولا يؤخذ على يديه) وجب نهى المسرف عن 
الإسراف فإن لم ينته وجب أخذ يديه من التصرف في ماله وإعطاء قوته اللايق به وإن لم يتحقق 
شىء من ذلك فقد اتفقوا على هدم الشريعة (ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من 
الاجتهاد) فى العلم والعمل والورع والتقوى وتحسين الأخلاق والناظر إليه ينبغى إليه التأسي به 
فإذا تعوذ من عمله فقد عد الخير شرا والشر خيراً وسعى في تخريب الدين وإغراء الناس 
بالصالحين (ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ) حفظ الجار ورفع الجور والأذى والظلم عنه 
واجب فمن يؤذى جاره ولا يمنعه أحد اتفقوا فى الجور ورفع الأحكام وتبديل النظام. 

(ورأيت الكافر فرحاً لما يرى في المؤمنء مرحاً لما يرى في الأرض من الفساد) الفرح 
والمرح محركة السرور والبطر والأشر والإحتيال والتبختر والنشاط» وقيل: المرح أشد من الفرح 
والمراد بالفساد إما الفساد الناشىء من الكفر لكون الحاكم العادل مقهوراً بسبب عدم الناصر له أو 





حديث أبى عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه 3-7 


الفساد الناشىء من أهل الإسلام وفيه على التقديرين إشارة إلى ضعف في الدين وذم المسلمين. 

(ورأيت الخمور تشرب علانية ) المراد بالخمركل ما أسكر سواء كان من العنب أم من البسرأم 
من التمر أم من غيرها وهو يذكر ويؤنث وشربها حرام مطلقاً. سرأ وعلانية» منفرداً أو مجتمعاً إلآّ أن 
الإعلان والاجتماع أقبح لما فيهما من التشهير والتحقير المنافيين لوجوب حفظ الشرع وتعظيمه 
(ورأيت الأمر بالمعروف ذليلاً ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قوياً محموداً) وفيه فساد لحكم 
الشارع وبطلان لدينه إذ حكمه ودينه عكس ذلك (ورأيت أصحاب الآيات يحتقرون ويحتقر من 
يحبهم ) المراد بأصحاب الآيات أو أصحاب الآثاركما فى ؛ بعض النسخ الأئمة عليهم السلام 0 
النلجاء الناعوت لين ابه والمحقر ليه قادر وإثا كان من امل ملديع كما يتين ذلك يان هذه 
الملة بالنسبة إلى علمائهم. 

(ورأيت سبيل الخير منقطعاً وسبيل الشر مسلوكاً) الخي ركل ما طلبه الشارع والشركل ما أنكره 
وترك سبيل الأول وسلوك سبيل الثاني أعم من أن يكون مع العلم والجهل ومع الإقرار والإنكار إذ 
فيه أيضاً قلب لحكم الشارع وأمره (ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه) أريد به بيت الله الحرام 
أو المسجد أيضاً وليس للقادر المستطيع تركه ولا لأحد الأمر بتركه لأنه يوجب إبطال شعائر 
الإسلام (ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله) وذلك دليل على النفاق والإستهزاء بالشرع ومشتمل 
على التضاد وخالٍ عن التأثير إذ بقوله يقول: افعل» وبفعله يقول: لا تفعل» ولذلك ورد الآية والرواية 
على ذمه (ورأيت الرجال يتسمئون للرجال والنساء للنساء) قال فى النهاية: فيه آى شن 
الحديث ‏ يكون في أخواالزمان قوم سكول أى يتكدووة ما لبين قبي ويدغرن ما لبس اليو من 
الشرف وقيل أراد جمعهم الأموال وقيل: يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن 
(ورأيت الرجل معيشته من دبر ومعيشة المرأة من فرجها) المعيشة ما يُعاش به من المطعم 
والمشرب وما يكون به الحياة وقد أشار هنا إلى خبث بعض الأزمنة من جهة الاكتساب بهذا العمل 
وفي السابق إلى خبثه من جهة هذا العمل فلا تكرار. 

الوؤرا نك الشياء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال) ينبغي للنساء أن يسكن احفظ بيت من 
بيوتهن ولا يخرجن منه كما قال تعالى #وقرن في بيوتكن» فإن في خروجهن مفاسد كثيرة 
خصوصاً إذا اتخذن مجالس معهن أو مع الرجال فإن الصالحات منهن قل ما يتخلصن من الفساد 
فضلاً عن الفاجرات ولذلك كان أهل العزة والصلاح يمنعون الأجنبيات عن الدخول على نسائهم 
(ورأيت التأنيث فى ولد العباس قد ظهر ) فى كنز اللغة: التأنيك مادة كردانيدن والمراد به عمل 
الأعره ولول انا اتمحلة اناك الرمجال وترصييع إلن النيون وقد أشسار ال فط عه ارا 
(وأظهروا الخضاب في اليد والرجل) لقصد الزينة وميل الرجال إليهم وامتشطوا الغداير للرجال 


نلف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


كما تمتشط المرأة لزوجها ولعل تخصيص ولد العباس بالذكر للتمثيل أو لبيان الواقع وإلآ فكل من 
تصنع به فهو مثلهم (واعطوا الرجال الأموال على فروجهم) يحتمل إعطاء الفاعل المفعول 
لتمكينه على ما أراد منه وإعطاء المفعول الحكام لتمكينهم له على عمله كما تعطى الفواحش من 
النساء (وتنافس في الرجل وتغاير عليه الرجال) التنافس والمنافسة الرغبة في الشيء والانفراد به 
لكونه جيداً فى نوعه والتغاير من الغيرة وهى الحمية والأنفة يُّقال: رجل تيور افوا غيور بلا هاء 
لأن فعولاً يشترك فيه الذكر والأنثى والظاهر أن فى الرجل قائم مقام الفاعل وأن ضمير عليه راجع 
إليه أي رغب في الرجل وهو مرغوب له لنوع من الحسن والجمال وتغاير عليه الرجال حسداً كما 
تغاير النساء على ضرتهن عند إرادة الزوج لها (وكان صاحب المال أعز من المؤمن) باعتبار 
ترجيح المال على الإيمان والدنيا على الآخرة لفساد الطبيعة وزوال البصيرة (وكان الربا ظاهراً لا 
يغيّر) بالغين المعجمة وفى بعض النسخ بالعين المهملة والأول أظهر (وكان الزنا تمتدح به 
النساء) وهو مضاد لحكم الله تعالى حيث أمر بالنهى عنه ومحرك لهن وللرجال على الفساد 
(ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال) المصانعة الرشوة والمداراة والمداهنة ولعل 
المراد أنها تعطيه مالاً ليرضئ' به على زناتها (ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على 
فسقهن ) بإذنهن على الخروج والبروز والصحبة مع الرجال والميل إلى الملاهي والزنا ونحوها. 

(ورأيت المؤمن محزوناً محتقراً ذليلاً) لما رآه من زوال الدين واندراس الإيمان ورواج الكفر 
وظهور العصيان وعزة أهل الفجور وغلبة أهل الطغيان وهو محتقر ذليل بينهم لا يجد ناصراً يعينه 
ولا مغيثاً يغيئه (ورأيت البدع والزنا قد ظهر) لطغيان القوة الشهوية وضعف القوة العقلية واتصافها 
بالجهل والبدعة خلاف ما نطق به الشرع على وجه العموم أو الخصوص. 

(ورايت الناس يعتدون بشهادة الزور) يعتدون إما بتخفيف الدال من الاعتداء وهو التجاوز 
عن الحد والخروج عن الوضع الشرعي أو بتشديدها من الاعتداد وفى بعض النسخ «يقتدون» 
بالقاف من الاقتداء وفى بعضها: بشاهد الزور. 

(ورأيت الحلال يحرم ورأيت الحرام يحلل) إما عدا أن رقيو أو الغبرها مو الأغرامن 
النفسانية أو خطأ لظنه أن القياس والاستحسان ونحوهما من الأمور المخترعة حجة شرعية وهذه 
الرؤية غير مختصة بالعالم لأن الحكم قد يكون ضرورياً يعرفه غيره أيضاً (ورأيت الدين بالرأي 
وعطل الكتاب وأحكامه) وإن وافق الرأى حكم الكتاب أوكان صاحب الرأي على ملة أهل البيت 
عليهم السلام بل استعمال الرأي منه أقبح (ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على اللّه) أي لا 
يترك بسبب الجرأة على الله بالزنا والقتل والنهب والسرقة ونحوها يُقال: استخفى من الشيء إذا 
استتر وتوارى منه بالبعد والفرار عنه والغرض الأصلىي من تقدير الليل وخلقه هو السكون عن 


حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه 557 


الحركات والأفعال الموافقة للقوانين الشرعية وغيرها فكما أن من ارتكب الأولى كان فى غاية 
الحرص فى الدّنيا كذلك من ارتكب الثانية كان في نهاية الشقاوة والجرأة على الله (ورأيت المؤمن 
لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه) لقوة أهل الباطل وضعف أهل الحق فلا يقدر المؤمن على إظهاره 
خوفاً من الضرر على نفسه وعرضه وعياله وإخوانه وأما الإنكار بالقلب وهو الاعتقاد بوجوب ما 
يترك وتحريم ما يفعل وعدم الرضا به مع بغض التارك والفاعل لله تعالى فهو واجب على كل مؤمن 
غير مشروط بشىء. 

(ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل) كالزنا والشرب ومعونة الظالمين 
ونحوها والفرق بينه وبين ما سبق من قوله (ورأيت الرجل ينفق ماله فى غير طاعة الله فلا ينهى ولا 
يود عل يدية) أن الغرض هنا ينان الساحامن نبعهة الإنفاق وف اليابق باته رن جارك انه 
عنه وعدم الحجر (ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير) أن أريد بالكفر جحود 
الرب والرسالة أو الولاية كان المراد بالخير الإيمان بها وان أريد به أعم من المذكور ومن كفر 
المخالفة بترك المأمور به وفعل المنهى عنه ومن كفر النعمة بترك الشكر عليها كان المراد بالخيرات 
أبضا أعتومما ذكر رمق الطاعة والشكر على النعمة فيندرج الفاسق فى الأول والصالح في الثاني 
ومنشأ صدور هذا الفعل من الولاة خروجهم من الدين أو ضعفهم فيه والغرض منه ترويج الكفر 
ورفعه وتحقير الحق ووضعه. 

(ورأيت الولاة يرتشون في الحكم) أي يأخذون الرشوة وهى مثلثة الجعل (ورأيت الولاية 
قبالة لمن زاد) الولاية بالكسر الإمارة والقبالة بالفتح مصدر بمعنى الكفالة والضمان ثم صار اسماً 
لما يتقبله العامل من المال وحملها على الولاية من باب حمل السبب على المسبب للمبالغة في 
السببية» وفي بعض النسخ «لمن أراد» (ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن) مع العلم 
بالتحريم أو عدمه أو عدم الإعتقاد بالتحريم أصلاً. 

(ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة) التهمة من الوهم وهو من خطرات القلب أو 
مرجوح طرفي المتردد فيه وقد تطلق على الظن وهو التردد والراجح بين طرفيه والاعتقاد الغير 
الجازم» والظنة بالكسر التهمة والشك (ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله) الظاهر أن 
يتغاير عطف على يقتل وأن الذكر مفعوله أي ورأيت الرجل يتغاير الذكر على رجل فيبذل لذلك 
الرجل نفسه وماله ويفديهما له والحاصل أنهما يتغايران عليه ويريد كل واحد انفراده به كما هو 
المعروف بين العشاق (ورأيت الرجل يعيّر على إتيان النساء) لتحريضه على إتيان الرجال؛ ويعير 
بحتمل المجهول والمعلوم والأول أظهر لاحتياج الثاني إلى تقدير مفعول (ورأيت الرجل يأكل من 
كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويّقيم عليه) الظاهر من الفجور هو الزنا ويحتمل الأعم منه 


فض شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وسمى ذلك الرجل مع العلم بفجورها ديوثاً وهو الذى لا يغار على امرأته إما بحفظها منه أو 
بفراقها. 

(ورأيت المرأة تقهر زوجها) أي تغلبه على ما أرادته (وتعمل ما لا يشتهى ) من الزنا وغيره 
مما لا يجوز شرعاً (وتنفق على زوجها) وهو يرضى بإنفاقها ويقبله والفساد هنا من الطرفين 
(ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب) في كنز اللغة: الكرى 
بكزاية قادق خخاروا غير آنة بّقال: كراه وأكراه وكاراه دابته إذا آجرها فإن أريد به إكراء البضع فهو 
والرضاية والاكل تنه حرام وإ أروديه إكراء العل قهوهن ختلاق الندروة الدى للا ترضبه أغل 
الدين والشرف (ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور) اليمين الكاذبة حرام مطلقاً 
خصوصاً إذا بلغت حد الكثرة من شخص واحد أو من أشخاص متعددة فإنها تدل على عدم 
إيمانهم بالله وباليوم الآخر والوعد والوعيد. 

(ورأيت القمار قد ظهر) القمار بالكسركل ماله خطركالنرد والشطرنج ونحوهما وكله حرام إلا 
ما استثنى كالسبق والرماية إلا أنه لا يسمى قماراً عرفاً (ورأيت الشراب) يعني كل مسكر من أي 
جنس كان (يّباع ظاهراً) وإنكان البايع مستحلاً له ليس له مانع لعدم وجود المانع أو لعدم القدرة 
على المنع أو لعدم المبالاة به (ورأيت النساء يبذلن أنفسهن ) بالعقد أو عدمه وبالأجرة أو عدمها 
(لأهل الكفر) ملياًكان أو حربياً إذ العقد فاسد والأجرة سحت وهي زانية والولد من الزنا (ورأيت 
الملاهى قد ظهرت) اللهو اللعب والملاهي آلاته كالطنبور والدف والطبل وغيرها وقد تطلق 
الملاهي على أنواع اللهو في كنز اللغة: الملاهي بازيها (يمربها لا يمنعها أحد أحداً) مع القدرة 

على المنع (ولا يجتري أحد على منعها) لعدم القدرة عليه لغلبة الجور على العدل (ورأيت 
الشريف ) وهو المؤمن مطلقاً أو المؤمن الصالح العابد أو العلماء أو الأعم (يستذله الذي يخاف 
سلطانه ) سوا كان من أهل ملته أم لا والأول أقبح وأشنع من الثاني والموصول فاعل ويخاف على 
صيغة المجهول أو المعلوم وضمير فاعله راجع إلى الشريت (ورأيت أقرب الناس من الولاة) 
وأعزهم لديهم (من يمتدح) أي يمدح ويثني (بشتمنا أهل البيت) وذلك إذا كانت الولاة خارجية 
أى تافسية: 

(ورأيت من يحبنا يزور) على صيغة المجهول من التزوير أي ينسب إلى الزور والكذب 
والافتراء (ولا تقبل شهادته) لاتصافه بالمحبة واتهامه بالتزوير كما هو المعروف عند المبتدعة 
فإنهم يردون شهادة الشيعة ويسمونها رافضية. 

(ورأيت الزور من القول يتنافس فيه) أي برغب فيه ويعتقد به كالمبتدعة قاطبة فإنهم يرغبون 
إلى قول الزور في الفروع والأصول وكالجهلة من الناس عموماً فإن طبايعهم مائلة إلى الأقوال 


حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه / 


الكاذبة داعية على استماعها وترويجها (ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على 
الناس استماع الباطل) سر ذلك أن القرآن بحر عميق لا يصل إلى قعره إلا العارفون ولا يستخرج 
فوائده إلا العالمون بخلاف الباطل فإنه مبتذل يعرفه الجاهلون ومن البين أنكل ما تعجز النفس عن 
إدراكه فهو ثقيل عليها وكل ما تدركه بسهولة فهو خفيف عليها فإذا ذهب العلم والعلماء وبقى 
الجهل والجهلاء كان استماع القرآن عليهم ثقيلاً واستماع الباطل خفيفاً (ورأيت الجار يكرم الجار 
خوفاً من لسانه) الظاهر من الجار هو المعنى المعروف ويحتمل إرادة المصاحب به أيضاً والذم إما 
راجع إلى الجار الأول باعتبار أن صدور الإكرام منه بسبب الخوف لا بدونه أو إلى الجار الثاني 
باعتبار قبح لسانه أو إليهما جميعاً (ورأيت الحدود قد عطلت) بتركها أو ترك كميتها وكيفيتها 
(وعمل فيها بالأهواء) المستلزمة للاختلاف إذ الحدود متعينة والأهواء مختلفة والاتفاق نادر جداً. 

(ورأيت المساجد قد زخرفت) بالذهب والنقش والصورة وظاهر كثير من الأصحاب أن 
تذهيب المساجد مطلقاً وإن لم يكن بالنقش والتصوير والنقش مطلقاً وإن لم يكن بالتذهيب 
والتصوير والتصوير مطلقاً وإن لم يكن بالذهب وصورة حيوان حرام والاحتياط ظاهر (ورأيت 
أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب) على الله والرسول وأولى الأمر وعلى سائرالناس وفى 
المحاورات (ورأيت الشر قد ظهر ) أشار هنا إلى فساد أهل الزمان باغتبارظهور الغير بيتهيم وأغبار 
بقوله سابقاً «وإذا رأيت الشر ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر أصحابه» إلى فسادهم باعتبار عدم النهي عن 
المنكر عند ظهور الشر فلا تكرار (والسعى بالنميمة) أي ورأيت السعى بالنميمة قد ظهر والنميمة 
نقل الحديث من قوم إلى قوم للافساد واثارة الشر بينهم وقناكق الحنوك تكد وركنه من راك لمت 
وضرب -نما فهو نمام والاسم النميمة» ونم الحديث إذا ظهر فهو لازم ومتعد (ورأيت البغى قد 
فشا) بين الناس والبغي الظلم والتجاوز عن الحدود الشرعية والخروج عن طاعة الإمام العادل ومنه 
الفئة الباغية (ورأيت الغيبة تستملح) أي تعد مليحة حسنة مرغوبة وكل شيء حسن مرغوب فيه 
يقول العرب: هو مليح, والغيبة بالكسر أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه-فإن لم يكن فيه 
فهو البهت والبهتان وإن ذكر في وجهه فبينهما عموم من وجه (ويبشر به الناس بعضهم بعضاً) لئلا 
يغفل أخوه الفاسق عن هذه الفضيلة التي اكتسبها هو بزعمه (ورأيت طلب الحج والجهاد لغير 
اله) بل للسمعة والرياء وإظهار التجلد والشجاعة وكسب الدّنيا وغيرها من التخيلات المفسدة 
للعبادة وكذا غيرهما من العبادات وذكرهما على سبيل التمثيل (ورأيت السلطان يذل للكافر 
المؤمن) بالضرب والشتم والقتل وغيرها إما لكفره أو لعدم علمه بأن ذلك لا يجوز شرعاً أو مع 
علمه به وعدم اعتنائه بالشرع. 

(ورأيت الخراب قد أديل من العمران) الإدالة الغلبة وكان ذلك لمهاجرة الناس من العمران إلى 


ل 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





الخراب فراراً من الجور (ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان) البخس النقص 
والظلم والغبن وهما مفعال من الكيل والوزن والميم فيهما للآلة والذهب والفضة موزونان خاصة 
بالمثاقيل والدوانيق وأما غيرهما من الأجناس المقدرة بأحدهما فكل ما كان فى عهد النبى وَل 
تقد رايا خدهنا ين علية والآ فلكل بل عتكمه :فى اعتبارهما: ْ 1 

(ورأيت سفك الدماء يستخف بها) قتلاً وجرحاً بالاستحلال أو التهوين أو الإهدار (ورأيت 
الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدّنيا) العرض بالتحريك متاع الدّنيا وحطامها وفي بعض النسخ 
بالغين المعجمة وذمه هنا من وجهين حب الذّنيا وطلب الرئاسة وقد روي عنه عليه السلام: إن من 
طلب الرئاسة هلكء. لضرورة أن الرئاسة حق العالم الربانى الخالص عن الفساد النفسانى لأن 
التصرف والتدبير في أمور الخلق وإجراء الأحكام عليهم وإقامة العدل بينهم موقوف على العلم 
بالقوانين الشرعية كلها ومعرفة مراتب أحوال الناس وطهارة النفس واتصافها بجميع الكمالات 
وتنزهها عن جميع المهلكات فمن ملك الرئاسة من الجهلة أفسد الشرع ونظام الخلق فى أول 
الوهلة (ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتق وتسند إليه الأمور) يعنى ذلك الرجل يشهر نفسه الأمارة 
وذاته المكارة بخبث اللسان التابع لفساد قواه وقوة هواه ليتقيه الناس من خبث لسانه ويسندوا إليه 
الأمور العرفية والدينية خوفاً منه فيتم له أمر الرياسة كما هو شأن الرؤساء الجاهلين والأمراء 
الفاسقين. 

(ورأيت الصلاة قد استخف بها بتركها) أو ترك شىء من شرائطها أو شيء من الأمور المعتبرة 
فيها أو عدم الإتيان بها في أوقاتها أو فعل ما ينافي كمالها أو عدم حضور القلب فيها (ورأيت 
الرجل عنده المال الكثير) وهو ما بلغ نصاباً فصاعداً (لم يزكه منذ ملكه) لعدم اعتقاده بوجوبها أو 
لبخله عن إخراجها (ورأيت الميت ينبش من قبره) النبش إبراز الشيء المستور وكشف الشيء عن 
الشيء ومنه النباش وفى بعض النسخ ينشر (ويؤْذئ وتباع أكفانه) إيذاؤه عبارة عن غضب بيته 
وإخراجه منه وإحراق عظامه وأخذ أكفانه وأمثال ذلك وذكر البيع على سبيل التمثيل والإختصار 
لأن جميع التصرفات مثله (ورأيت الهرج قد كثر) قال عياض: الهرج الإختلاط. وقال ابن دريد: 
الهرج الفتنة فى اخر الزمان. 

وقال صاحب القاموس: هرج الناس يهرجون وقعوا في فتنة واختلاط» وقال صاحب النهاية: فيه 
بين يدي الساعة هرج أي قتال واختلاط وقد هرج الناس يهرجون هرجا إذا اختلطوا وأصل الهرج 
الكثرة والاتساع؛ وقال صاحب الكنز: الهرج بسيار قتل كردن وكشتن وآشوب وفتنة شدن وسر 
كشته شدن» وروئ مسلم عن النبى عله «والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري 
القاتل في أي شيء قتل). 


حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه أطف 


(ورأيت الرجل يمشي نشوان) في النهاية: الانتشاء أول السكر ومقدماته؛ وقيل: هو السكر 
نفسه ورجل نشوان بيّن النشوة (ويصبح سكران) السكر بضم السين وسكون الكاف حالة 
السكران. وفى كنز اللغة: سكران مست (لا يهتم بما الناس فيه) من خير وشر والاهتمام إما من هم 
بالأمرإذا عزم عليه ليفعله أو من همه الأمر هما فاهتم إذا حزنه, وفى كنز اللغة: اهتمام تيماركردن 
وكوشيدن وشفقت داشتن واندوه خوردن, ولعل المراد أنه لا يعزم بما هم فيه من خير ليفعله أو لا 
يحزن بما هم فيه من شر ليدفعه عنهم وعن نفسه (ورأيت البهائم تنكح ) لتجاوز القوة الشهوية عن 
حد العدل مع ضعف القوة العقلية عن معرفة قبح ذلك وسوء خاتمته وعن درك الأحكام الشرعية 
فينسلك فى سلك البهائم. 

(ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضاً) لعله إشارة إلى خروج يأجوج ومأجوج وأكل بعضهما 
بعضاً فإنه من أشراط الساعة أو إلى كثرة الشرور حتى سرت إلى البهائم أو إلى عدم زجرها عن ذلك 
يُّقال: أفرس الرجل الأسد حماره إذا تركه له ليفترسه. وفي بعض النسخ «يورش بعضها بعضاً» وهو 
الأظهر والتوريش التحريش وهو الإغراء بين البهائم (ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع 
وليس عليه شيء من ثيابه) بالاختلاس أو السرقة أو الغصب (ورأيت قلوب الناس قد قست 
وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم) فلا يرحم على نفسه ولا على غيره ولا يبكي خوفاً من 
الآخرة ولا يذكر الله تعالى بالقلب واللسان وكل ذلك من آثار قساوة القلب وهى صلابته وغلظته 
وكطاهه الجائهة فين إدراك التخير والميل اله ١‏ 

(ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه) السحت بالضم وبضمتين الحرام الذي لا يحل كسبه 
لأنه يسحت البركة ويذهبها أو ما خبث من المفاسد فلزم عنه العار (ورأيت المصلى إنما يصلي 
ليراه الناس ) ويعتقدوا أنه عبد صالح ليسعوا في رفع حاجاته وحص مناضدة ومتمنياته 
(ورأيت الفقيه يتفقه ) أي يطلب الفقه ويتعلمه (لغير الدين يطلب الدَّنيا والرئاسة ) جواز رئاسته 
بل وجوبها في بعض الأوقات وحصول الدّنيا بسبب فقاهته من الجهات المشروعة لا يقتضى جواز 
قصده ذلك في التفقه (ورأيت الناس مع من غلب) من أهل الدّنيا على الغيركما هو شأن الجهلة 
يميلون إلى الغالب الفاسق من السلاطين والأمراء ويعرضون عن الأولياء وإن كانوا من أوصياء 
الأنبياء (ورأيت طالب الحلال يذم ويعيّر. ورأيت طالب الحرام يمدح ويعظم) فإن أهل الدّنيا إذا 
مالوا إلى دنياهم يحبون جمع المال وإن كان بالنهب والغصب وغيرهما من وجوه الحرام فمن 
خالف طوره طورهم يذمونه ويحقرونه ويسمونه سفيهاً أو ضعيفاً ومن وافق طوره طورهم 
يمدحونه ويعظمونه وبسمونه عظيماً رشيداً وهكذا حال أكثز الناس ولكن إذا بلغ ذلك حد الكمال 
كان من أشراط الساعة. 


ل 


(ورأيت الحرمين يعمل فيهما.. الخ) حرم مكة وحرم مدينة وقد يطلق عليهما وذكرهما بعد 
ذكر شمول الجور والشر للبلاد من باب ذكر الخاص بعد العام للاهتمام والتنبيه على أن الشر فيهما 
أقبح وترك النهي عن المنكر فيهما أشنع حتى عدت الصغيرة فيهما كبيرة موعودة بالنار ولذلك كره 
الفقهاء المقام فيهما. 

(ورأيت المعازف ظاهرة فى الحرمين) فى القاموس: المعازف الملاهى كالعود والطنبور 
الوااحين سد ل كرون وانها زنك لاسن يها والمخقي وفى المصباح: البعازك الات تدرب 
والمعزف بكسر الميم نوع من الطنابير يتخذه أهل اليمن وفي النهاية العزف اللعب بالمعازف وهي 
الدفوف وغيرهما مما يضرب. وفيل: لكل لعب عزف ووجه ذكر المعازف والملاهى فيهما بعد 
ذكرها وذكر ظهورها فى البلاد ما عرفت (ورأيت الرجل من أهل العلم والمعرفة يتكلم بشيء من 
الحق) فى الأصول والفروع وغيرهما من الأمور بين الناس (ويأمر بالمعروف) من يتركه (وينهى 
عن المنكر) من يفعله (فيقوم إليه من ينصحه في نفسه) أي بزعمه والآ فهو بعيد عن حقيقة 
النصيحة إذ هى طلب الخير للمنصوح وهذا يطلب الشر له. 

(فيقول: هذا عنك موضوع) زجراً له عن إظهار الحق ودفع الشر والذم هنا راجع إلى هذا 
الناصح لأنه خادع ضال مضل جاهل بأمر الله تعالى وأحكامه؛ صاد عن سبيله مفسد لدينه 
(ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور) لكون الشر أنفع وألذ وأقرب إلى 
نفوسهم الجاهلة وطبايعهم الباطلة من الخير بل إلى العالمة أيضاً إلا أنها بعلمها النافع ولطفها المانع 
ونورها الساطع يدفع ظلمة الشر عنها وتلتزم ملازمة الأخيار وتجتنب مصاحبة الأشرار (ورأيت 
مسلك الخير وطريقه خالياً لا يسلكه أحد) لا يبعد أن يُراد بطريق الخير في هذا القول طريق العلم 
وهى القوانين الشرعية وفى قوله سابقاً: «ورأيت طريق الخير منقطعاً» طريق العمل أو بالعكس لثلا 
يلزم التكرار ويمكن الفرق بوجه آخر فتأمل (ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد) أي يذكر 
بالخناء والفحش والخطأ والغيبة وغيرهما مما دل على قبح حاله فلا يفزع له ولا يغيئه ولا يدفع عنه 
أاحد. 

وف النهاية الفزع الخوف في الأصل فوضع موضع الإغاثة والنصرة لأن من شأنه الإغاثة والدفع 
عن الحريم مراقب حذر (ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان) هذا من 
أشراط الساعة لأن القوى وطبايع الإنسان فى آخر الزمان مترقبة في الفساد والطغيان ومن البيّن أنه 
إذا تكاملت العلل والأسباب جاءت المعلولات والمسببات على وجه الكمال. 

(ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء) بالتعظيم والتكلم والمصاحبة والمجالسة 
والمخالطة ويستنكفون فى جميع ذلك من الفقراء. 


حديث أبى عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه حرق 


(ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به) أي على السخرة به دون الرأفة والشفقة أو على 
فعله ما يضحك منه والله أعلم (ويرحم لغير وجه الله) كالرياء والسمعة ونحوهما. 

(ورأيت الآيات فى السماء) كالكسوف والخسوف والزلزلة من باب التغليب والريح المظلمة 
وعترساقن كوبت السماء على المشهور بين الفقهاء من أن الصلاة لجميغ ذلك واجبة (لا يفزع 
لها أحد) إلى الله بالتوبة والانابة ولا يأتى بالفريضة لها جماعة ومنفرداً (ورأيت الناس يتسافدون 
كما تتسافد البهايم ) في الطرقات وعند الحاضرين مع عدم الاستحياء من الناظرين أو هوكناية عن 
الركرب على الظهور. 

(ورأيت العقوق قد ظهر في الأرحام) أو في حقوق الأخوة أو في حقوق الوالدين وعلى هذا 
قوله (واستخف بالوالدين) للتفسير والتوضيح ويمكن أن يراد بالوالدين رسول الله ييْْةٌ وأمير 
المؤمنين نىِةِ لأنهما والدان روحانيان لأهل العلم والإيقان» روئ المصنف بإسناده عن أمير 
المؤمنين نيه يفسر قوله تعالى: 9 أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير» بذلك كما مرفي باب النكت 
من كتاب الحجة. 

(ورأيت النساء قد غلبن على الملك) إما لأنها سلطان أو إليها ميل سلطان وهواه وهكذا كان 
حال كل عصر من أعصار سلاطين الجور إلا أن ذ فى آخر الزمان كان ذلك فى غاية الشدة ونهاية 
الكمال (ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما) هذا نوع خاص 
من العقوق فذكره بعدها على بعض الاحتمال للاهتمام بذمه (ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم 
يكتسب فيه الذنب العظيم) الوصف للتوضيح لأن كل ذنب عظيم كما صرح به بعض المحققين 
ويحتمل التقييد (من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر) التقابل بين 
الجميع ظاهر إلا بين الفجور وغشيان حرام» ويمكن أن يراد بالأول الكذب والافتراء وبالثاني 
الإتيان بحرام من غشيه كرضيه غشياناً إذا أتاه فيكون تعميماً بعد تخصيص لأن الحرام يشمل 
الكذب وغيره وأن بُراد بالأول الذنوب مطلقاً وبالثاني الزنا من غشي امرأة ة إذا جامعها فيكون من 
ددر الحاض بدالا (كنيباً حزيناً) الكآبة تغير النفس بالإنكسار من شدة الهم والحزن يُقال: 
كأب كابة واكتأب فهو كئيب ومكتئب (يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره) أي ساقط أو 
خسارة لزعمه أن فائدة العمر إنما هي هذه الرذائل وأن العمر هو الذي يصرف فى تحصيلها ١‏ زيّن 
لهم سوء أعمالهم». | 

(ورأيت السلطان يحتكر الطعام) إحتكار الطعام ‏ وهو حبسه ليقل فيغلوا حرام مطلقاً على 
الأشهر. وقال الشيخ ك# : إنه مكروه سواء كان الحابس سلطاناً أم غيره وسواء اشتراه وحبسه أم 
حصل من ملكه وظاهر العلامة في المنتهى هو الأول وحسنة الحلبى عن أبي عبد الله عليه السلام 


يدل على أن الحكم في الاشتراء وإنما خص السلطان بالذكر لأن حبسه أقوى إذ لا جابر عليه فى 
البيع بخلاف غيره والمراد بالطعام الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسمن والملح؛ ولحرمته 
شروط مذكورة في الفروع (ورأيت أموال ذوي القربى تقسم فى الزور) الزور الكذب والشرك بالله 
والقوة والغلبة وفى بمعنى الباء أي بسبب كذبهم في أنها أموالهم أو بسبب شركهم بالله أو بسبب 
قوتهم واستيلائهم والمراد بذوي المربى الأئمة عليهم السلام الذين لهم قرابة مخصوصة برسول 
الله يَييةُ وهم المقصودون فى الآية الكريمة لا بنو عبد المطلب كلهم كما ذهب إليه جمهور العامة 
ولا قريش كلهم كما ذهب إليه طائفة منهم وحكم الآبة ثابت غير منسوخ عند الأمة إلا أبي حنيفة 
فإنه ذهب إلى أن حق ذوي القربى ساقط بعد النبي ييه والمراد بأموالهم الأنفال وسهامهم الثلاثة 
ف الهم 

(ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها) دل على أن التداوي بالخمر 
حرام وأنه لا يجوز للمريض الإستشفاء بها وإن حكم الطبيب الحاذق بأن فيها شفاء لمرضه. وأن 
التداوى بها لا يجوز شرباً وطلاءً وانفراداً وتركيباً ويؤيده روايات آخر والله يعلم (ورأيت الناس قد 
استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به) أي بالمذكور من الأمر والنهي 
إما لعدم وجود عالم بهما لقيام الكل على الجهل أو لوجوده مع عدم قدرته عليهما خوفاً منهم أو 
مع قدرته وعدم الاهتمام بهما (ورايت رياح المنافقين دائمة) فى بعض النسخ «قايمة» (ورياح 
أهل الحق لا تحرك) أي لا تتحرك بحذف إحدى التائين شبه الغلبة والقوة والنصرة والدولة بالريح 
واستعار لها لفظه والوجه انتشارها وسرعة سيرها فى الأقطار. ورشحها بذكر الحركة (ورأيت الأذان 
بالأجر والصلاة ) 2 الناس وعلى الناس (بالأجر) ويجوز الارتزاق م الحاجة من بيت المال من 
غير شرط. 

(ورأيت المساجد محتشية) أي ممتلية من احتشى الشىء امتلأ (ممن لا يخاف الله) وإن كان 
من أهل الإيمان» والخوف كيفية نفسانية نائعة :من ركان القنايدة (يجتمعون فيها للغيبة وأكل 
لحوم أهل الحق ) من الأحياء والأموات وفي تشبيه الغيبة بأكل لحومهم تنفير عنها (ويتواصفون 
شراب المسكر ) بتخفيف الراء أى يذكرون فيها أوصاف الشراب المسكر وخواصه وفوائده وكيفية 
تأثيره في البدن والروح عضول لقان من اد عبر ةلق بن رطاف نميه وال كاف إن 
شربه» ويحتمل تشديد الراء أي يصفون شاربه ويمدحونه (ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا 
يعقل) مثل ما فعله وليد بن عقبة بن أبي معيط أخو عثمان من أمه حين كان واليأ من قبله على أهل 
الكوفة صلى صلى الصبح بالناس وهو سكران أربع ركعات فلما فرغ قال أيها الناس إن لي نشاطأً إن شثتم 
أزيد لكم ركعات أخر (ولا يشان بالسكر) أن لا يُعاب من الشين وهو العيب (وإذا سكر اكرم) 


حديث أبي عبدالله عليه السلام مع المنصور في موكبه 55 





سك ركفرح زال عقله (واثّقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره) فيه توبيخ لأهل الدين بإكرامه 
وتعظيمه والاإتقاء والخوف منه وترك عيبه ولومه وعقوبته بإقامة الحد عليه لآن الشارب وإن كان 
والياًّذا قوة ينزجر لو اجتمعوا في منعه واتفقوا عليه. فالفساد هنا نشأ من الكل كما فى قوله (ورأيت 
من يأكل أموال اليتامى يُحمد بصلاحه) فإن الفساد من جهة أكل بعض وثناء آخرين له بالصلاح 
وفى بعض النسخ «يحدث» (ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله) لعدم علمهم به أو 
للارتشاء أو لغرض آخر (ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ) الخونة والخانة جمع الخاين وهو 
الذي يأخذ من المظلوم ويُعطي الوالي الطامع ويقضي طمعه ويبيع آخرته بالدّنيا لغيره وأما الناصح 
الأمين العادل فهو بعيد عن ذلك بمراحل فلذلك لا يأتمنه الوالى الطامع الجائر (ورأيت الميراث 
قد وضعته الولاة لأهل الفسق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون) كما يفعله 
الولاة والصدور فى عصرنا هذا فإنهم يفتشون أحوال الناس ويجدون أجهلهم وأفسقهم ويأخذون 
منه ما أرادوا ويجعلونه مسلطاً على أموال الناس ومواريثهم ويخلونه مع ما تشتهي نفسه الأمارة. 

(ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى) الدافعة للرذايل الجالبة للفضايل (ولا يعمل القائل بما 
يأمر) ليس قصده من ذلك إقامة الدين وترويج الشرع المبين بل قصده الشهرة بين الناس وصرف 
وجوههم إليه وسعيهم فى حوائجه وقيامهم بين يديه (ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها) بأن 
أخرت عن أوقاتها الفاضلة بلا عذر يقتضى التأخير (ورأيت الصدقة) الواجبة والمندوبة 
(بالشفاعة لا يراد بها وجه الله) أي ذات الله ورضاه وقربته أو أمر الله وإنما يعطى لطلب الناس 
المعروفين وقصد التقرب بهم أو الاستحياء من رد قولهم. 1 

(ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يُبالون بما أكلوا وما نكحوا) من ٠‏ الحلال أو من 
الخرام وهم سينقد مطايا الحظيناك وزوامل الانام اينيت احهالهم إل خطيئات ع 
سيئات ومن ثم قال نلا : «أبعد ما يكون العبد من الله عز وجل إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه) 
(ورأيت الذّنيا مقبلة عليهم) وهم حينئذ أهل غفلة ومعصية إذ الدُّنيا رأس كل فتئة وخطيثة ولذلك 
قال أمير المؤمنين عليه السلام : «مثل الدّنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع؛ 
يحذره الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل» إن شئت معرفة مفاسد الدّنيا فارجع إلى كتاب 
الكفر والاإيمان من الأصول. 

(ورأيت أعلام الحق قد درست ) وهى نيرق الشرعية والأحكام الإلهية أوالعلماء الراسخون 

في العلم لأنهم أعلام يوصل التمسك بهم إلى الله تعالى روى مسلم عن النبي وَل قال: امن أشراط 
الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا» وقال أيضاً: «إن بين يدي الساعة أياماً يرفع فيها 
العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج). 


مه 


نارق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

(فكن على حذر) من الله تعالى أو منهم أو من نفسك لثئلا تصير مثلهم. وهو جزاء لقوله «فإذا 
رأبت الحق قد مات» وما عطف عليه (واطلب إلى الله عز وجل النجاة) منهم ومن أطوارهم أو من 
عقوبة الله تعالى أو مما أنت فيه من الشدائد (واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل ) لاتصافهم 
بما يوجب سخطه وغضبه عليهم فى الدّنيا والآخرة. 

(وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم ) وهو الاستدراج ليأخذهم أخذاً شديداً ويعذبهم عذاباً أليماً أو 
رجوعهم من المعاصي ويؤيده ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «قد أمهلوا في طلب 
المخرج» قال المحققون: المراد أنهم أمهلوا في الدّنيا لطلب رجوعهم إلى الطاعة وخروجهم من 
ظلمات الجهل وورطات المعاصى إلى نور الحق ومتسع الجود (فكن مترقباً) لأمرنا ومنتظراً لظهور 
دولتنا أو لنزول العذاب عليهم (واجتهد ليراك الله عز وجل فى خلاف ما هم عليه) من الأخلاق 
الرذيلة والأطوار الشنيعة والأحوال الفظيعة (فإن نزل بهم العذاب) الدنيوي (وكنت فيهم ) فهلكت 
معهم (عجلت إلى رحمة الله فارغاً) من شدائد الدّنيا لأن الله تعالى يجزي فى الآخرة كلا بأعماله. 

(وإن أخرت ابتلوا) بعذاب الدَّنيا والآخرة (وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله 
عز وجل) التى توجب غضبه عليهم وسلمت منها واستوجبت الثواب الجزيل والأجر الجميل 
(واعلم أن لله لا يضيع أجر المحسنين) كما قال في القرآن المبين: #وإن رحمة الله قريبٌ من 
المحسنين» الذين حفظوا حقوق الله تعالى وامتثلوا بأوامره واجتنبوا عن نواهيه. وفيه حث على 
الاحسان لأنه منشأ لنيل الأجر والرحمة من الله تعالى. 


حديث موسى 50 


* الأصل : 

علئٌ بن إبراهيم. عن أبيه. عن عمرو بن عثمان. عن علىٌ بن ععيس, 4ر قف انان 
موسى لي ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته : 

يا موسى لا يطول في الدّنيا أملك فيقسو لذلك قلبك وقاسي القلب مني بعيد. يا موسى كن 
كمسر تي فيك فإِنَّ مسرَّتي أن أطاع فلا أعصى. وأمت قلبك بالخشية وكن خلق الثياب جديد 
القلب. تخفى على أهل الأرض وتعرف فى أهل السّماءء حلس البيوتء مصباح الليل واقنت بين 
يديّ قنوت الصابرين وصح إلىّ من كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوّه واستعن بى على ذلك 
فاني نعم العون ونعم المستعان. 

يا موسى إن أنا لله فوق العباد والعباد دوني وكلّ لي داخرونء فائّهم نفسك على نة نفسك ولا 
تأتمن ولدك على دينك. إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصَالحين. يا موسى اغسل واغتسل 
واقترب من عبادي الصالحين. 

اوت بيو لجار بريه جيك لاود ودين بان 
ليث بالود ومحري و بعد يا حب ادر الس لعب لامر سؤر فمثله في 
كتابك أنه مؤمنٌ مهيمنٌ على الكتب كلها وأنه راكع ساجدٌ» راغبٌ» راهبٌ؛ إخوانه المساكين؛ 
وأنصاره قومٌ آخرون ويكون في زمانه أزل وزلزال؛ وقتل وقلة من المالء اسمه أحمد محمّد 
المين من الباقين من ٠‏ ثلة 00 الماضين يو من بكم وَيضدق - حت الجردر ويشهد 
مات يدون فيه الصلوات آداء اعد إلى سيد تنه فصق ومتهاجه فائع فك أخواك 

يا موسى إن أمَيّ وهو عبد صدقٌ» يبارك له فيما وضع يده عليه ويبارك عليه كذلك كان في 
علمي وكذلك خلقته. به أفتح الساعة وبأمّته أختم مفاتيح الدّنيا فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا 
يدرسوا اسمه ولا يخذلوه. وإنهم لفاعلون وحبّه لي حسنة:؛ فأنا معه وأنا من حزبه وهو من حزبي 
وحزبهم الغالبون» فتمّت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ولأعبدنَّ بكلّ مكان ولأنزلنٌ 
عليه قرآنأ فرقاناً شفاء لما في الصضّدور من نفث الشيطان فصل عليه يا بن عمران فإنّي أصلي عليه 


ا 1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وملائكتي. :5 

يا موسى أنت عبدي وأنا إلهك, لا تستذل الحقير والفقير ولا تغبط الغنئّ بشيء يسير وكن 
عند ذكري خاشعاً وعند تلاوته برحمتي طامعاً وأسمعني لذاذة التوراة بصوت خاشع حزين؛ 
اطمأنَّ عند ذكري وذكّر بي من يطمئنٌ إل واعبدني ولا تشرك بي شيئاًء وتحرٌ مسرّتي إِنّى أنا 
السيّد الكبير إِنّي خلقتك من نطفة من ماء مهينء من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة 
فكانت بشراً فأنا صانعها خلقاً فتبارك وجهي وتقدّس صنعيء ليس كمثلي شيء وأنا الحييٌ الدائم 
الذي لا ازول. 

يا موسى كن إذا دعوتني خائفاً مشفقأ وجلاء عفْر وجهك لي فى التراب واسجد لي بمكارم 
بدنك واقنت بين يديّ فى القيام وناجني حين تناجيني بخشية من قلب وجلء واحي بتوراتي 
يام الحياة وعلّم الجهّال محامدي وذكّرهم آلائي ونعمتي وقل لهم لا يتمادون في غئ ما هم فيه 
فانّ أخذي أليم شديد. 

يا موسى إذا انقطع حبلك منّى لم يتصل بحبل غيري. فاعبدني وقم بين يديّ مقام العبد 
لك كر <0648460ي08ا00ا000 
لقلبك ومنيراًء وهو كلام رب العالمين جلّ وتعالى. 

يا موسى متى ما دعوتني ورجوتني فاني سأغفر لك على ماكان منك؛ السماء تسبّح لى وجلا 
والملائكة من مخافتى مشفقون والأرض تسبح لي طمعاً وكل الخلق يحون الى :داخروذة ف 
عليك بالصلاة» الصّلاة فإنّها منّى بمكان ولها عندي عهدٌ وثيق وألحق بها ما هو منها زكاة القربان 
من طيّب المال والطّعام فإنّي لا أقبل إلا الطيّب يراد به وجهي. 

وأقرن مع ذلك صلة الأرحام فإِنّى أنا لله الرّحمن الرَّحيم والرحم أنا خلقتها فضلاً من رحمتي 
ليتعاطف بها العباد ولها عندي سلطان فى معاد الآخرة وأنا قاطع من قطعها وواصل من وصلها 

يا موسى أكرم السائل إذا أتاك برد جميل أو إعطاه يسير فإنّهِ يأتيك من ليس بإنس ولا جانً» 
ملائكة الرّحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك وكيف مواساتك فيما خوّلتك ؟ واخشع لي 
بالتضرّع واهتف لي بولولة الكتاب واعلم أنّي ي أدعوك دعاء السيّد مملوكه ليبلغ به شرف المنازل. 
وذلك من فضلي عليك وعلى آبائك الأوّيين. 

يا موسى لا تنسني على كل حال ولا تفرح بكثرة المال فانَّ نسياني يقسي القلوب ومع كثرة 
المال كثرة الذنوب؛ الأرض مطيعة والسماء ء مطيعة والبحار مطيعة وعصياني شقاء الثقلين وأنا 
الّحمن الرَّحيم, رحمن كلّ زمانء آتي بالشدَّة بعد الرّخاء وبالرّخاء بعد الشدّة وبالملوك بعد 


يخرونا 
حديت موسبى 


الملوك وملكى دائمٌ قائم لا يزول ولا يخفى على شيءٌ في الأرض ولا في السّماء وكيف يخفى 
على ما منّى مبتدؤه وكيف لا يكون همّك فيما عندي وإليّ ترجع لا محالة. 

يا موسى اجعلني حرزك وضع عندي كنزك من الصّالحات وخفني ولا تخف غيري إلى 
المصير. 

يا موسى ارحم من هو أسفل منك في الخلق ولا تحسد من هو فوقك فانَّ الحسد يأكل 
الحسنات كما تأكل الثار الحطب. 

يا موسى إِنّ ابني آدم تواضعا في منزلة لينالا بها من فضلي ورحمتي فقرّبا قرباناً ولا أقبل إلا 
من المتّقين» فكان من شأنهما ما قد علمت فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ والوزير. 

يا موسى ضع الكبر ودع الفخر واذكر أنّك ساكن القبر فليمنعك ذلك من الشهوات. يا موسى 
عجّل التوبة وأخر الذنب وتأنّ في المكث بين يديّ في الصّلاة ولا ترج غيريء انُخذني جنّة 
للشدائد وحصناً لملمّات الأمور. 

يا موسى كيف تخشع لي خليقة لا تعرف فضلي عليها وكيف تعرف فضلى عليها وهى لا 
تنظر فيه وكيف تنظر فيه وهي لا تؤمن به وكيف تؤمن به وهي لا ترجو ثوابأ وكيف ترجو ثواباً 
وهي قد قنعت بالدّنيا وانُخذتها مأوى وركنت إليها ركون الظالمين. يا موسى نافس فى الخير 
أهله فانَّ الخير كاسمه, ودع الشرّ لكل مفتون. 

يا موسى اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم ولا تتّبع الخطايا 
فتندم فانّ الخطايا موعدها النار. 

يا موسى اطلب الكلام لأهل الترك للذَّنوب وكن لهم جليساً واتّخذهم لغيبك إخواناً وجدّ 
معهم يجدون معك. 

يا موسى الموت يأتيك لا محالة فتزوّد زاد من هو على ما يتزؤّد واردٌ [على اليقين]. 

يا موسى ما أريد به وجهي فكثيرٌ قليله وما أريد به غيري قليلٌ كثيره وإنَّ أصلح أيَامك الذي 
هو أمامك فانظر أيّ يوم هو فأعدٌ له الجواب فانّك موقوف ومسؤول وخذ موعظتك من الدَّهر 
وأهله فانَّ الدّهر طويله قصير وقصيره ٠‏ طويل وكل شيء فانء فاعمل كأنّك ترى ثواب عملك لكي 
يكون أطمع لك في الآخرة لا محالة فانَّ ما بقي نين إلذيا كنها ولي منهة رك عاد يسما على 
بصيرة ومثال فكن مرتاداً لنفسك يابن عمران لعلّك تفوز غداً يوم السؤال فهنالك يخسر 
المبطلون. 

يا موسى ألق كفيك ذلا بين يديّ كفعل العبد المستصرخ إلى سيّده فانّك إذا فعلت ذلك 
رحمت وأنا أكرم القادرين. 


يا موسى سلني من فضلي ورحمتي فإنْهما بيدي لا يملكهما أحد غيري وانظر حين تسألني 
كيف رغبتك فيما عندي. لكلّ عامل جزاء وقد يجزى الكفون يما ستغي. ْ 

يا موسى طب نفساً عن الدّنيا وانطو عنها فإنّها ليست لك ولست لهاء مالك ولدار الظالمين؟ 
إلا لعامل فيها بالخير فإنّها له نعم الدّار. 

يا موسى ما آمرك به فاسمع ومهما أراء فاصنع؛ خذ حقا ئق التوراة إلى صدرك وتيقظ بها في 
ساعات اللَيل والنهار ولا تمكّن أبناء الدّنيا من صدرك فيجعلونه وكرأكوكر الطير. 

يا موسى أبناء الدّنيا وأهلها فتن بعضهم لبعض فكلٌ مزيّن له ما هو فيه والمؤمن من رينت له 
الآخرة فهو ينظر إليها ما يفتر» قد حالت شهوتها بينه وبين لذّة العيش فأدلجته بالاسحار كفعل 
الراكب السائق إلى غايته يظلٌ كثيباً ويمسى حزيناً فطوبى له لو قد كشف الغطاء ماذا يعاين من 
السرور. 

يا موسى الدّنيا نطفة ليست بثواب للمؤمن ولا نقمة من فاجر فالويل الطويل لمن باع ثواب 
معاده بلعقة لم تبق تبق وبلسعة لم تدم(١)‏ وكذلك فكن كما أمرتك وكلٌ أمري رشاد. 

يا موسى إذا رأيت الغنئ مقبلاً فقل: ذنب عجّلت لى عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبلاً فقل: مرحباً 
بخعا را لضا لهند و لاعن خبارا ارما ولا نكو لظا لمي قرينا. 

لويس بسح رن كلا زاريش تزه روما له جا ري ملك إا خم مني يا رسي رح 
الكتاب إليك صراخاً بما أنت إليه صائر ة فكيف ترقد على هذا العيون؟ أم كيف تجد قوم لذة 
العيش لول التمادي في الغفلة والاتباع للشقوة والتتابع للشهوة 3؟ ومن دون هذا يجزع الصدّيقون. 

يا موسى مر عبادي يدعوني على ما كان بعد أن ب يقرّوا إلى أَنْي ي أرحم الرّاحمين؛ مسجيب 
المضطرين وأكشف السوء وأبدّل الزَّمان وآ ني بالرّخاء وأشكر اليسير وأثيب الكثير وأغني الفقير 
وأنا الداء ثم العزيز القدير: فمن لجأ إليك وانضوى | ليك من الخاطئين فقل: أهلاً وسهلاً يا رحب 
انان ريا رك العالفين (اتستدر لى زكن لق كا حدهور ذ تت علي ينا انا عاك لضي 
وقل لهم فليسألوني من فضلي ورحمتي فإنّه لا يملكها أحد غيري وأنا ذو الفضل العظيم. 

طوبى لك يا موسى كهف الخاطئين وجليس المضطرّين ومستغفر للمذنبين؛ إنك مني 
بالمكان الرّضي فادعني بالقلب النقئ واللّسان الصّادق وكن كما أمرتك أطع أمري ولا تستطل 
على عبادي بما ليس منك مبتدأه وتقرّب إلى فإنّي منك قريب فإنّي لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولا 





١‏ -كذا ولعل الصحيح لحسة. 


200117 خرف 





حمله إنما سألتك أن تدعونى فأجيبك وَأن تسألني فأعطيك وأن تتقَرّب إلىّ بما مني أخذت 
تأويله وعلىَ تمام تنزيله. 

يا موسى أنظر إلى الأرض فإنّها عن قريب قبرك وارفع عينيك إلى السّماء ء فانَّ فوقك فيها ملكا 
عظيماً وابك على نفسك ما دمت في الدّنيا وتخوّف العطب والمهالك!١'‏ ولا تغرّنّك زينة الدّنيا 
وزهرتها ولا ترض بالظّلم ولا تكن ظالماً فإنّي للظالم رصيد حتّى أديل منه المظلوم. 

يا موسى إِنَّ الحسنة عشرة أضعاف ومن السيّئة الواحدة الهلاك؛ لا 7 تشرك بىء لا يحلّ لك أن 
تشرك بي؛ قارب وسدّد وادع دعاء الطّامع الرّاغب فيما عنديء النادم على ما قدّمت يداه فانّ 
سواد اللّيل يمحوه النهار وكذلك السيّئة تمحوها الحسنة وعشوة الليل تأتى على ضوه التّهار 
وكذلك السيّئة تأتى على الحسنة الجليلة فتسوّدها. ١‏ 

* الشرح : 1 

(حديث موسى عليه السلام) (قال: إن موسى عليه السلام ناجاه الله تسبارك وتعالى) أى 
خاطبه وحدّئه وسارّه والحديث مضمر قائله غير معلوم (يا موسى لا يطول في الدّنيا أملك فيقسو 
بذلك قلبك وقاسي القلب مني بعيد) الأمل محركة الرجاء وطوله من أعظم مصائد الشيطان يصيد 
بهأقلوت:الجهلة فإن اللنؤمل: فى خطالك “الذنا لخرزال رتجددله أمارانك غيالة على فطالت وهمية 
ويذهب فكره إلى كيفية تحصيلها وضبطها فيشتغل قلبه عن ذكر الله ويحصل فيه رين يمنعه من 
التوجه إليه وظلمة صارفة له من العمل للآخرة وما يوجب القرب منه تعالى وهذا معنى القساوة 
وأكثر هذه النصايح وأمثالها راجعة إلى الأمة من باب التعريض (يا موسى كن كمسرتي فيك فإن 
مسرتي أن أطاع فلا أعصى ) المسرة مصدركالسرور يُقال: سره سروراً بالضم ومسرة أفرحه» وفي 
كنز اللغة : مسرة شادى كردن أي كن ملزوماً للطاعة وعدم المعصية كما أن مسرتى ملزومة لهما 
فإنهما سبب لهاء وحملهما عليها من باب حمل السبب على المسبب للمبالغة ونسبة المسرة إليه 
تعالى من باب التمثيل أو أريد بها لازمها وهو الإحسان والإكرام وسيأتي مثل هذه العبارة في 
حديث عيسى لَه وفيه كن لمسرتى باللام وهو أظهر والمآل واحد والله يعلم (وامت قلبك 
بالخشية) أي أمت نفسك الأمارة عن الطمع في الدّنيا ولذاتها وشهواتها بالخشية من عقوبة الله 
وبالخوف من مخالفته وهو أشد جاذب للخائف عن سبيل المعصية إلى مسلك الطاعة لأن الخائف 
من شيء هارب منه إلى جانب ضده . وأمانته بهذه المعنى توجب له حياة أبدية بالطاعة والورع 





١‏ -كذا. 


وه 


لال شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





والنتوع ونا ووك تن يعض الووا كين الام اعناته أرن به لبك نينا دكن 

(وكن خلق الثياب جديد القلب) بتغسيله عن الجهل والغفلة والرذايل وتزيينه بالعلم والذكر 
والفضائل على عكس ما عليه أبناء الزمان حيث يجعلون ثيابهم جديدة وقلوبهم كثيفة وكون ثوب 
أمير الأمة خلقاً مطلوباً خصوصاً إذا لم يجد غيره إلا بتصنع وتكلف لثلا يشق ذلك على ضعفائهم 
ولو وجد غيره على وجه مشروع كان لبسه أيضاً جائز لئلا يعيروا بذلك كما مركل ذلك فى كتاب 
الحجة (تخفى على أهل الأرض وتعرف في أهل السماء) الظاهر أنه حال والأول ناظر إلى الأول 
والثاني إلى الثاني (حلس البيوت) أي كن حلس البيوت الحلس بالكسر ويحرك كساء يلقى على 
ظهر البعير تحت القتب وبساط يبسط في البيت؛ وفي بعض النسخ «جليس البيوت» بالجيم والياء 
بعد اللام أمره عليه السلام بلزوم البيت وعدم الخروج منه إلا بقدر الضرورة وحثه على العزلة 
للاشتغال بطاعة الله تعالى والبكاء والندم على خطيئته ومنافع عزلة العالم عن شرار الخلق كثيرة 
ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام: «فطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى 
على خطيئته). 

(مصباح الليل) الإضافة بتقدير «في» والمصباح استعارة له ليِةِ والوجه هو الإضاءة والإنارة 
والغرض هو التحريص على الاشتغال بالقيام في الليل لأن العابد فيها يضيء لأهل السماء كما 
تضيء النجوم لأهل الأرض وكذلك البيت الذي يعبد فيه (واقنت بين يدي قنوت الصابرين) 
القنوت الطاعة والخشوع والصلاة والدّعاء والعبادة والقيام وطول القيام والكل هنا محتمل وله 
مراتب وأعظم مراتبه قنوت الصابرين على تحمل المشقات فى العبادات لوجه الله تعالى. 

(وصح إلى كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوه) طلباً للمستغاث وهو كناية عن البكاء 
والتضرع والدعاء والإنابة إليه والاستعانة به (واستعن بي على ذلك) في الأمر بالاستعانة به إيماء 
إلى أن صرف النفس عن المهلكات وميلها إلى الطاعات إنما يتيسر بالإستعانة منه تعالى لآن النفئس 
أمارة بالسوء (فإني نعم العون ونعم المستعان) ترغيب في الاستعانة به لأن المضطر إليها لا يتركها 
إذا علم أنه يعينه قطعاً (يا موسى إني أنا الله) هذا الحكم وإن كان معلوماً لكل عاقل لا مجال 
للإنكار فيه إلا أن العباد لما قصروا فى رعاية حقوقه صارواكأنهم منكرون له فلذلك وقع فيه التأكيد 
والحصر. 

(فوق العباد والعباد دونى ) بالقهر والغلبة والقدرة والقوة والعلية والشرف والكمال (وكل لي 
داخرون) أي صاغرون ذليلون من دخ ركمنع وفرح دخوراً صغر وذل وليس الغرض من هذا الخبر 
إفادة الحكم ولا لازمه بل الحث على طاعته وانقياده وامتثال أوامره ونواهيه ومواعظه ونصايحه 
(فاتهم نفسك على نفسك) بكشف سرك أو بكتمانه ولا تعتمد عليها فضلاً عن غيرها ففيه مبالغة 





في كتمانه بإنك إذا لم تعتمد على نفسك مع أنها أولئ بحفظ سرك فكيف تعتمد على غيرك وهذا 
نظير قول أبى الحسن ليذ فى الترغيب والمبالغة في كتمانه: «إن كان فى يدك هذه شيء فإن 
استطعت أن لا تعلم هذه فافعل) والفرق بين الفاعل والمفعولين بالاعتبار والحيثية ولهذا الكلام 
احتمال آخر بعيد وهو أن يراد بالنفس الثانية النفس المطمئنة وبالأولى النفس الأمارة وهى محل 
التهمة لأنها كثيراً ماترى أن الشر خير والخير شر ويحكم على العابد بأن عبادته مقبولة قطعاً واقعة 
على حد الكمال الموصل إلى المطلوب وهذا الوهم مبدأ للتعجب بالعبادة والتقاصر عن الازدياد 
والخروج عن التقصير وغير ذلك من المفاسد وكل ذلك من المهلكات (ولا تأتمن ولدك على 
ويكل جع العااتري اتابن يتك واتمفيع للد ققيره اراي نمام الا وان ميا بوجي الحم عي اله 
والتقية دين جميع المرسلين والصالحين والأخبار فيه كثيرة بعضها مذكور فى كتاب الآصول (إلا ان 
عون ولدك شلك يحب الضالحين )دل على جار اظهار الذين للقابلي له والفالحين وهر ذلك 
ليبقى فى الآخرين والروايات الدالة عليه بل على وجوبه أيضاً كثيرة. 

(يا موسى اغسل واغتسل واقترب من عبادي الصالحين) كأنه أمره ني بغسل الباطن من 
الرذايل والعيوب وغسل الظاهر من الأخباث والذنوب أو بالوضوء من الأصغر والغسل من الأكبر أو 
بالجميع وفيه ترغيب فى مجالسة الصالحين ومخالطتهم وهم الذين يوجب ذكر الله تعالى رؤيتهم 
ويزيد في العلم منطقهم (يا موسى كن إمامهم فى صلاتهم ) أمر بالجماعة فيها أو بتعليم أحكامها 
أو بالجميع (وإمامهم فيما يتشاجرون) أي يتنازعون من أمور دينهم ودنياهم (واحكم بما أنزلت 
عليك) الظاهر أن وجوب الحكم بما أنزله الله تعالى غير مختص بالنبي والوصي وأن من حكم 
بالإجتهاد والرأى بغيره فهو من الفاسقين كما دل عليه القرآن المبين والتخصيص لابد له من 
مخصص إلا أن يُدعئ أن الحكم الاجتهادي المخالف أيضاً مما أنزله الله تعالى. وه وكماترى مع أنه 
أيضاً يحتاج إلى دليل آخر (فقد أنزلته حكماً بين متضحاً ظاهراً غير مشتبه). 

(وبرهاناً نيراً) حجة مشرقة دلالته ظاهرة على ما فيه من الأحكام وغيرها داعية للخلق إليها 
(ونوراً ينطق بما كان في الأولين وبما هو كائن في الآخرين) النور هو الظاهر بنفسه لضيائه 
كماع والمطين لقيو لاقياءة الارنه لكيه الور راصعا له اننكل امج لا 
الاهتداء به في سلوك سبيل الله إلى المطالب الحقيقية والأسرار اليقينية والأحكام الربوبية وشبه 
دلالته على ماكان فيه بنطق الناطق واستعار له لفظ ينطق استعارة تبعية والمراد بالأولين والآخرين 
الموجودون فى عصره ني والذين يوجدون بعده إلى قيام شريعته أو من لدن آدم له إلى آخر 
الدهر (أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق ) الوصية العهد والأمر بحفظه والشفق محركة 
الشفقة والرأفة وحرص الناصح على صلاح المنصوح وهو شفيق ومشفق والتكرير للمبالغة أو 


. 


حكن شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


المراد الشفيق المشفق على الناس (بابن البتول عيسى بن مريم) سميت مريم بتولاً لانتقطاعها عن 
الرجال ولم يكن لها شهوة فيها وأما فاطمة عليها السلام فسميت بتولاً لانقطاعها عن نساء زمانها 
فضلاً وديناً ونسباً» وقيل: لانقطاعها عن الدّنيا إلى الله تعالى (صاحب الإتان والبرنس) الاتان 
الحمارة الأنثى خاصة. والإتانة قليلة» وأما الحمار فيقع على الذكر والانثى» والبرنس قلنسوة طويلة 
كان النساك يلبسونها فى صدر الإسلام وعن الأزهري كل ثوب رأسه منه تلتزق. 

(والزيت والزيتون والمحراب) الزيت دهن والزيتون شجرته أو ثمرتها أيضاً أو مسجد دمشق 
أو جبال الشام وكأنه عليه السلام كان يدهن بالأول ويأكل الثانى كما سيجىء فى حديث نادر فى 
وصف على عليه السلام وأماكونه صاحب محراب فظاهر لكثرة صلاته ولزومه له ويحتمل أن يراد 
به محراب مسجد الأقصى والله أعلم (ومن بعده) عطف على ابن البتول وجعل الواو بمعنى مع 
بعيد جداً (بصاحب الجمل الأحمر) بدل لمن بعده وعطفه عليه بحذف العاطف بعيد أيضاً أو 
متعلق بأوصيك على أن يكون «من» حرف جر (الطيب الطاهر المطهر ) فى النهاية: الطيب أكثر ما 
يرد بمعنى اللحال كما أن الخبيث كناية عن الحرام وقد يرد اطسو مم الطلافو وو الافوسس: 
الطيب الحلال وأطاب ولد بين طيبين وتزوج حلالاً ولعل المراد به الطيب في الولادة من جهة 
الآباء والأمهات لم يدنسهم الأخباث الجاهلية مثل الشرك والكفر والسفاح وغيرها والطاهر من 
العيوب الخلقية والخلقية والمطهر عن الذنوب الظاهرة والباطنة (فمثله فى كتابك) أى صورته 
وصفته أو فضله وشرفه والظاهر أن الفاء تمعنى الوا وتقكد ين الشبرط ميعتمل: أى أن شئت وصفه 
فوصفه. 

(أنه مؤمن مهيمن على الكتب كلها) أي مؤمن بحقيقة الإيمان والتصديق وهو رأس المؤمنين 
ورئيسهم من الأولين والآخرين أو مؤمن يؤمنهم في الدّنيا من الخزي والوبال وفي الآخرة من 
العقوبة والنكال فهو على الأول من الإيمان وعلى الثانى من الأمان والأمن ضد الخوف أو نفاع 
وإطلاق المؤمن عليه من باب التشبيه كإطلاقه على النهر الفائض على وجه الأرض فيسقي الحرث 
والزرع ويحيى الأرض بعد موتها وهو صلى الله عليه وآله يحيي قلوب المؤمنين بما جاء من عند 
رب العالمين بعد موتها (ومهيمن على الكتب) السماوية أي رقيب أو شاهد عليها أو أمين على أن 
يكون أصله مؤيمن بهمزتين من الأمانة قلبت الثانية ياء ثم الأولى هاء أو قائم عليها من الهيمنة وهي 
القيام على الشيء (راكع ساجد) راكع تارة ساجد أخرى فقد وصفه بالقوة العملية بعد وصفه 
بالقوة العلمية (راغب) فيهما عند الله تعالى من المقامات العالية والتقربات الإلهية والمثوبات 
الأخروية (راهب) خائف من مشاهدة عظمته وحقوق ربوبيته مع ملاحظة التقصير في أداء حقوق 
عبوديته وكلما ازدادت تلك المشاهدة ازدادت الرهبة والخشية ولذلك قال الله تعالى 9إنما يخشى 





000 رق 





الله من عباده العلماء» (إخوانه المساكين) هم المهاجرون أو الأعم وأنصاره قوم آخرون من غير 
عشيرته وقبيلته (ويكون فى زمانه أزل وزلزال وقتل وقلة من المال) الأزل الضيق والشدة أزل 
الجن بارل هو يات عرب زلا مار فى فمن وعظ هو لز ازا التدركة: رايط جد رهزالا 
مثلثة حركة والقتل الجهاد أو الأعم, والمراد بزمانه زمان بعثته أو قبله أيضاً فإن قبله أيضاً كانت هذه 
الشدائد كما مر فى الأصول (اسمه أحمد محمد) لكونه محموداً في أهل السماوات والأرضين 
(الأمين من الباقين ) الظاهر أن الأمين صفة لمحمد وأن من متعلق به وأن المراد بالباقين خلائق آخر 
الزمان وهم الأمة المدعوة والأمين منهم في أمرهم وأمر الخالق هو صلى الله عليه وآله فلذلك 
جعله رسولاً إليهم (من ثلة الأولين) صفة ثانية ومن للتبعيض والثلة بالضم الجماعة والإضافة إلى 
الأولين بيانية والمراد بهم الأنبياء والرسل عليهم السلام (يؤّمن بالكتب كلها) بإيمانه بها آمنا بها 
وإلآلما علمنا أنها كتب سماوية وزبر إلهية لأنها لم يكن معجزة بخلاف القرآن العظيم فإنما علمنا 
أنه كتاب إلهي لكونه معجزاً (ويصدق جميع المؤمنين والمرسلين) ونحن نصدقهم بتصديقه ألا 
يرى أن من لم يؤمن به أنكر بعضهم. 

(ويشهد بالإخلاص لجميع النبيين) كما نطق به القرآن المبين وأخبار الأئمة الطاهرين ولفظ 
الإخلاص يفيد أن هذه الشهادة من صميم القلب كما هو المعتبر فيها (أمته مرحومة مباركة) أي 
ابتة على الحق قائمة بأمره أو ذوو بركة ويمن وخير والمراد بأمته أمته المجيبة بجميع ما جاء به 
وأعظمه الولاية (ما بقوا فى الدين على حقايقه) لعل المراد بها أركانه التى بها يتحقق ويقوم مثل 
امعوفة بانقولومول والرلاية والتطايع اي اريسي فاه النقبلتةالمتعلقة بماد يه لوول بقلو 
شك أحد في شىء منه أو أنكره لم يكن من الأمة المذكورة وفيه دلالة على أن المعتبر هو الخاتمة 
(لهم ساعات موقوتات) في بعض النسخ «موقتات» أي محدودات معينات يُقال: وقت موقوت 
وموقت أي محدود (يؤدون فيها الصلوات ) كل صلاة بوقتها (أداء العبد إلى سيده نافلته ) النافلة 
العطية والغنمية ولعل المراد بها فوائده ومكتسباته (فبه فصدق) الظاهر أن «به» متعلق بما بعده 
وأن التقديم لقصد الحصر أو الاهتمام وأن إحدى الفاءين زائدة أو متعلق بفعل مقدر أى فصدق به 
حذف لوجود المفسر له (ومنهاجه فاتبع فإنه أخوك) في الرسالة وهو تعليل للتصديق والاتباع 
جميعا وتحريص عليهما وتحريك للشفقة به ولعل المراد بإتباع منهاجه سلوك سبيله فى الانقطاع 
إلى الله تعالى والتوسل به في المهمات كلها أو التصديق بحقيقة شرعه وحقيّته وصدق طريقته (يا 
موسى إنه أمي) منسوب إلى أم القرى وهي مكة أو إلى الأم لا يقرأ الكتاب ولا يعرف الخط وهذا 
من كماله يَيةُ لئلا يقولوا: إن كمالاته الفائقة من جهة الاكتساب والتعلم (وهو عبد صدق) لصدق 
أقواله وأعماله وظاهره وباطنه أو لشدته وقوته وصلابته فى الدّين وفى القاموس: الصدق بالكسر 





الشدة ومنه رجل صدق (يبارك له فيما وضع يده عليه) من الطعام والشراب وغيرهما والبركة 
محركة النماء والزيادة والسعادة يُقال: بارك الله لك وفيك وعليك (ويُبارك عليه) أى يدام له ما 
أعطى من ذلك وغيره من التشريف والكرامة غير منقطع عنه وفي الدّعاء: وبارك على محمد وآل 
محمد أي أدم لهم ما أعطيتهم من الشرف والكرامة والفخر والعز والفضل (كذلك كان فى علمى 
وكذلك خلقته) أي مثل الوصف المذ ر الذي عرفته كان هو فى علمى الأزلى ومثل الوصف 
المذكور خلقته أي قدرته أو أوجدته لوجوب المطابقة بين العلم والمعلوم وفيه تنبيه ععلى أن 
اتصافه بما ذكر أمر موهبي (وبه افتح الساعة ) كأنه كناية عن حشره أولاً (وبأمته أختم مفاتيح 
الدّنيا) في كنز اللغة: ختم بآخر رسانيدن هر جيزى وفيه مكنية وتخييلية وإشارة إلى أن الدّنيا تختم 
بأمته وليس بعدهم أمة يملكون مفاتيحها ويدخلون فيها (فمر ظلمة بنى إسرائيل أن لا يدرسوا 
انبمة) أى لا تمحرو من التورية (ولاً يد لوه) بالعدارة وعدم اللضيززة إذا وجتاوه:(وأنهع لفاملون) 
ما نهوا عنه فيكفرون بالله وبرسولهم وبخاتم الأنبياء بل بجميعهم لأن المنكر لواحد منهم منكر 
للجميع كما دلت عليه الروايات وظاهر , بعض الآيات (وحبه لى حسنة) تكتب فى ديوان من أحبه 
سوى حسنات أعماله ولا يبعد أن يكون حبه حسنات باعتبار استمراره وقتاً فوقتاً وعلى هذا تكون 
له حستات غير محضورة خضوصاً إذا أغطى بواحدة: غشراً كما نطقت بهالآية الكريمة (فأنا مغه) 
معيته معنوية روحانية لا معية زمانية تفكانية (وأنا من حزبه) فى النصرة والإعانة (وهو من 
حزبى) في النصرة لديني والطاعة لأمري (وحزبهم الغالبون) على الأعداء بتالحكة والتصيرة 
وضمير «حزبهم» لمحمد يهُ والجمع للتعظيم أوله ولله تعالى أولهما وللأوصياء أيضاً (فتمت 
كلماتى ) يحتمل أن بُراد بها أحكامه ومواعيده وأخباره بما قدر له من كونه مؤمناً مهيمناً وإظهار 
دينه وإنزال قرآنه وغير ذلك مما ذكر أولم يذكر. والمراد بتمامها بلوغها حد الكمال أو إبرامها 
وإحكامها بحيث لا يتطرق إليه التبدل والزوال أو انتهاؤها إليه لا تكون لأحد غيره إذ لا نبي بعده, 
ويحتمل أن راد بها هو ييه وأوصياؤه عليهم السلام للانتفاع بهم وبكلامهم ولأنهم مترجمون 
لكلامه تعالى ووحيه وقد مر فى كتاب الحجة تفسير الكلمات بهم في قوله تعالى: #9وتمت كلمة 
ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم». 

(لأظهرن دينه على الأديان كلها) بنسخه إياها أو بظهور صاحب الأمر نيه والأخير مروىي 
ولأعبدن.بكل مكان) لزوال الكفر والشرك والملل الباطلة بسيف الصاحب 9# (ولأنزلن عليه 
قرآنا اس د و ل الكتاب المبارك المنزل للإعجاز 
والهداية وإنما سمي بهما لكونه متلوأ أو جامعاً للحلال والحرام والوعد والوعيد والمواعظ 
والنصائع وكل ماكان وما يكون وما هو كائن وفارقاً بين الحق والباطل (شفاء لما فى الصدور من 


حديث موسى 30> 


نفث الشيطان) كمرض الجهل والكفر والشك والنفاق والغى والضلال والنفث مصدر مضاف إلى 
الفاعل والمفعول محذوف يُقال: نفث الشيطان شيئاً فى القلب إذا ألقاه فيه وهي بمنزلة الداء 
والقرآن بمنزلة الدواء والشفاء ولكن معرفة ذلك الدواء وكيفية استعماله إنما تحصل بتعليم أهل 
الذكر لهذ وإليه أشار أمير المؤمنين نك حين وصف القرآن بأنه النور المقتدى به بقوله: «فاستنطقوه 
ولن ينطق لكم ولكن أخبركم عنه ألا أن فيه علم ما يأتى والحديث عن الماضيى ودواء دائكم 
ونظم ما بينكم» وسر ذلك أنه ني لسان القرآن ينطق بدواء داء القلوب وذلك الداء هو الرذائل 
المنقصة ودواؤه لزوم الفضائل العلمية والعملية المشتمل عليها القرآن الكريم. ونظام ما بينهم 
إشارة إلى ما اشتمل عليه من القوانين الشرعية والحكم السياسية التى بها نظام العالم (فصلٌ عليه 
يابن عمران فإنى أصلى عليه وملائكتى) المشهور أن الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة 
الأسكنا رومن الحؤفتين الدغاء وهشورظلب الربحية ,:وفال الشتهي القانن :أشي الضياذة الناغ ينلا آنها 
ذن اللااسالى العم مجارا ررحم فلن التسهور ]1ن الحساه بير فين الا تدر له كنذا يدن لين 
الأصول ثم قال: وغاية السؤال بها عائدة إلى المصلى لأن الله تعالى قد أعطئ نبيه صلى الله عليه 
وآله وسلم من المنزلة والزلفى ما لا يؤثر فيه صلاة مصلى كما نطقت به الأخبار وصرح به العلماء 
الأخيار ولك أن تقول أن الصلاة لها تأثير فى خصول السرور له ي#َِلْهُ وهذا أيضاً فائدة. 

(يا موسى أنت عبدي وأنا إلهك) الغرض منه تحريكه إلى الإتيان بحقيقة العبودية ورعاية 
حقوق الإلوهية والانقطاع عن الغير لا مجرد الأخبار بمضمونه (لا تستذل الحقير الفقير) يمكن أن 
يراد بالحقير له أعوان وأنصار وبالفقير من ليس له أموال وأسباب واستذلاله يتحقق بترك حقوق 
لكر ومو تر كتامر في الأصول (ولا تغبط الغني بشيء يسير) أي لا تمن مثل ما في بده من 
متاع الدّنيا وهو شيء يسير بذاته وبالنسبة إلى مالك في الدّنيا والآخرة (وكّن عند ذكري خاشعاً) 
في الباطن والظاهر بصرف كل منهما فيما طلب منه والفراغ عن غيره والذكر شامل لذكر القلب 
واللسان وسائر العبادات (وعند تلاوته برحمتى طامعا) برحمتي متعلق بما بعده والتقديم 
للاهتمام أو للحصر للتنفير عن الرياء والسمعة. 

والظاهر أن الضمير المجرور راجع إلى الذكر وعوده إلى الكتاب وهو التورية بقرينة المقام 
محتمل بعيد (واسمعني لذاذة التورية) بصوت خاشع حزين. 

اللذة نقيض الألم واللذاذة مصدر فعلها لازم ومتعد يُقال: لذ بشىء لذاذة صار ذا لذة ولذذته أنا 
لذاذة التذذت به ووجدته لذيذأً وفى كنز اللغة: لذاذة خوش مزه شدن وخوش مزه يافتن فإضافتها 
إلى التوارة على الأول إلى الفاعل وعلى الثاني المفعول ثم هي في الأصل للأكل والشرب وشاع 
استعمالها في كل ما يلتذ به مثل الصوت والكلام والزمان الخالى عن الشرور ونحوها فلا يرد أن 





575 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





اللذة مدركة بالذوق لا بالسمع وخشوع الصوت خضوعه وخفضه قال الله تعالى « وخشعت 
الأصوات للرحمن فلا تسمع إِلّا همساً» أي خضعت وخفضت والهمس الصوت الخفى وحزن 
الصوت رقّته يُقال: فلان يقرأ بالتحزين أي يرقق صوته ولوكان المراد بالحزن خلاف السروركان 
اتصاف الصوت به مجازاً لاتصاف صاحبه به بقراءة ما يوجب حزنه من أحوال الحشر والنشر 
والثواب والعقاب وغيرها مما يتحير فيه أولوا الألباب أوكناية عن البكاء (اطمئن عند ذكري ) كل 
قلب صحيح طالب للحق يطمئن عند ذكره ويسكن إليه ويستقر فيه ويتخلص من الاضطراب 
لوصوله الى مطلوبه واتصاله به اتصالاً معنوباً فإذا لم يذكره أو ذكره ولم يحصل له الاطمئنان كان 
سقيماً مضطرباً متصفاً بالنفاق غير دافع عنه علايق الإمكان وغواشى الأبدان الموجبة للاضطراب 
1 بنط الفط لاوا لاعرظر الى امات متها ونة وذ رجاف مما غدة و أنؤات مشكترة لايليق 
بهذا المختصر ذكرها (وذكر بى من يطمئن إلى ) ترغيب في تذكر من يتذكر ويطمئن قلبه إلى الله 
وتعليمه لأن منع التذكير والتعليم من القابل ظلم وأما غيره من لارجاء في تذكيره وتعلمه واطمينانه 
أو خيف منه فهو جدير بالإعراض عنه. 

(واعبدني ولا تشرك بي شيئاً) شركاً جلياً وخفياً وقت العبادة وبعدها إذ العبادة الخالصة عنه 
هى التى لا يكون الغرض منها إلا الله ولا يقصد لها حامد سواه في وقت من الأوقات (وتحرٌ 
مسرتي ) أي ما يوجب سروري وفي تعميمه دلالة على طلب جميعه وهو إنما يكون بضبط جميع 
الحركات والسكنات وحصره على ما فيه رضاه؛ ثم رغب فيما ذكر بذكر أمرين مقتضيين للامتثال به 
أحدهما كمال قوته تعالى واستحقاقه لذلك والثانى كمال ضعف المخاطب واحتياجه إليه فأشار 
إلى الأول على سبيل المبالغة في التأكيد والحصر بقوله: 

(فإني أنا السيد الكبير) هو السيد أي الملك الواجب الطاعة كما صرح به في العدة والكبير لا 
بالمقدار والجسمية بل بالاستغناء عن الغير بما له من الصفات الكمالية الذاتية والشرف والعلية 
وأشار إلى الثاني بقوله: (إنيى خلقتك من نطقة من ماء مهين) الثاني بدل للأول أو من بيان لنطفة 
والمهين الحقير والضعيف والقليل (من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة) من ابتدائية 
وذليلة من الذل ؛ بمعنى الهوان والحقارة وكل شيء غيره تعالى ذليل تحت أمره وقدرته؛ وممشوجة 

من المشج وهو الخلط وهي صفة ثانية لطينة؛ والمراد بها طينة خلق الله تعالى منها آدم عليه السلام 
كما نطق به القرآن الكريم وهي مخلوطة مأخوذة من حزن الأرض وما غلظ منها ومن سهلها وما لان 
منها ومن عذبها وما طاب منها ومن سبخها وما ملح منها وبالماء العذب والماء الأجاج فخلق منها 
صورة حسنة ذات أحناء وأضلاع وذات مفاصل وأعضاء ونفخ فيها من روحه كما صرح به به أمير 
المؤمنين عليه السلام فى بعض خطبه (فكانت بشراً) كاملاً ناطقاً عاقلاً عالماً مفكراً مدركا لما في 


عالم الملك والملكوت فايقاً على الملائكة المقربين فى العلم والمناظرة (فأنا صانعها خلقاً) 
عظيماً وهو تأكيد للسابق والتأسيس محتمل (فتبارك وجهي) أي تنزه ذاتي عن النقايص 
(وتقديس صنعى ) أي تطهر عن العيوب والنواقص (ليس كمثلى شىء) الكاف زائدة أو المقصود 
نفي المثل على سبيل الكناية لأن نفي مثل مثله بعد العلم بوجوده تعالى مستلزم لنفي مثله والكناية 
أبلغ من التصريح (وأنا الحى الدائم الذي لا أزول) أي الفعال المدرك بنفسه لا بحياة قائمة به بها 
ودس اموا الو لجا ودس )ا وس اا د 
وغوت ان الطاعة والائعياه 0 أن المطيق إذاعلم أنه أبدى لا يخاف فوات مقصوده من : الطاعة 
أبداً وهو مدرك إليها (يا موسى إذا دعوتنى خايفاً مشفقاً وجلاً) لعل الخوف بملاحظة عظمته 
وغناه عن الخلق والإشفاق بملاحظة التقصير فى الدّعاء والثناء ورعاية حقوقه والوجل من صد 
النفس الأمارة سبيله وقطع نفئات الشيطات طريقه أو من رد الدعاء لعدم كونه على الوجه اللايق به 
ا اي أنه كان فى التلبية وهو على راحلته فخر مغشياً فلما أفاق عليه 
السلام قبل له ذلك فقال: خشيت أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك . والتأكيد محتمل (عفّر 
وجهك لي في التراب) العفر محركة ظاهر التراب ويسكن وعفره في التراب يعفره وعفره فانعفر 
وتعفر مرغه فيه أو دسه أو ضرب به الأرض وأكثر جزاء الشرط يتحقق بعده ويترتب عليه وقد 
يتحقق في حال تحققه ومعه كقولك: إذا جئتني فالبس ثيابك واركب فرسكء والظاهر هنا هو الثاني 

مع احتمال الأول (واسجد لى مكارم بدنك) هذا أعم من السابق لب وم عي اسه ابلا 
وفيهما غاية التذلل ونهاية الخضوع والخشوع له تعالى «واقنت بين يدي فى القيام» ذكر اليدين من 
باب التمثيل والقنوت قد مر تفسيره سابقاً (وناجنى حين تناجينى بخشية من قلب وجل لا 
يكن ذلك إلا يعقيو القلت: وتوحهة إلى شعرفهه ومقرق عن فاضي والظلاهن أذ انا العاف 
أي مع خشيته أو الظرف حال من الفاعل أي متلبساً بها (وأحي بتوراة تي أيام الحياة ) أى بتلاوتها 
وإجراء أحكامها والعمل بما فيها والأيام مفعول الإحياء مجازاً أو ظرف له والمفعول محذوف وهو 
قلبك (وعلّم الجهال محامدي) هي ما يستحق أن يحمد ويثني عليه من الفضائل وهي الصفات 
الذاتية وأما الفواضل الواصلة إلى الغير فأشار إليها بقوله: (وذكرهم آلائى ونعمتي ) العطف للتفسير 
أو المراد بالأولى النعماء الباطنة وبالثانية النعماء الظاهرة والغرض من التعليم والتذكرة المعرفة 
والقيام بوظايف الحمد والشكر ووجه تخصيص التعليم بالمحامد والتذكير بالآلاء أن المحامد 

يعني الصفات الذاتية إنما تعلم بالشرع وأما الآلاء فقد تعرف بالعقل والشرع مذكر (وقل لهم لا 
يتمادون في غيّ ما هم فيه) نهي في صورة الخبر وما هم فيه من المعصية وهي مستلزمة للغي 
والضلالة وسبب له فالإضافة وسبب له فالإضافة لامية كإضافة المسبب إلى السبب (فإن أخذي 


. 


أليم شديد) وعيد للمذنبين المصرين وتحريك لهم إلى الإنابة والرجوع (يا موسى إن انقطع حبلك 
منئ لم يتصل بحبل غيري) استعار الحبل لما يوجب القرب منه والوصول إليه والوجه أنه سبب 
لنجاة المتمسك به من وهدة الهوى إلى الدرجات العلى كالحبل ورشح بذكر الانقطاع وأشار 
بمضمون الشرط إلى أن حبله الموجب للقرب منه ماكان له خاصة فأما إذا انقطع بقصد غيره أيضاً 
أو غيره وحده فهو حبل غيره لا حبله ولاما اتصل به حبله فليس سبباً للوصول إليه فلذلك فرّع 
عليه طلب العبادة الخالصة بقوله: (فاعبدنى) لا غيرى بالاشتراك والانفراد فإن الرياء المشوب 
والخالص ليس لله فيه نصيب (وقم بين يدي للعبادة مقام العبد الفقير الحقير) الذي لا ملجأ له غير 
مولاه والمقام بضم الميم مصدر ميمى وفتحها على أنه اسم مكان بعيد. 

(وذم نفسك فهي أولى بالذم) من الشيطان إذ لاحجة له في دعوته وإنما يدع وك إلى ما لا أصل 
له فتبعته نفسك الأمارة بالسوء ولذلك يقول الخبيث يوم القيامة على سبيل الإلزام: افلا تلوموني 
ولوموا أنفسكم..» الآية. وفيه حث على حفظ النفس الأمارة وتطويعها للنفس المطمئنة القدسية 
بحيث تصير مؤتمرة لها ومتصرفة تحت أحكامها العقلية ومنصرفة عما لا أصل له من اللذات الفانية 
(ولا تتطاول بكتابي على بنى إسرائيل ) أي لا تعلو ولا تترفع عليهم بكتابي المنزل إليك أو بالعلم 
به أو بتعليمه وكل هذا وإنكان نعمة جليلة وفضيلة عظيمة توجب علو المنزلة ورفع الدرجة لكن لا 
يجوز الإستعلاء والترفع به على الغير ولما فهم من هذا ضمناً ومما مر صريحاً أنه كتاب كامل مفيد 
للكمال فرع عليه قوله (فكفى بهذا) أي بهذا الكتاب (واعظا لقلبك ومنيرا) لاشتماله على 
النصايح والمواعظ الإلهية والأحكام والأسرار الربانية والتى هى من أشعة الجلال والعظمة ولوامع 
الأنوار والحكمة فيكفى وعظه لقلبك الشريف الخبير وإنارته لطبعك اللطيف المستنير وفى وصفه 
بالمنير تشبيه له بالسراج لما فيه من العلوم الكاملة والأخلاق الفاضلة (وهو كلام رب العالمين) 
هذا بمنزلة التعليل للسابق لأن وصف ربوبيته يقتضى أن يكون كلامه المنزل لإصلاح: المربوبين 
شاد على جميع ما يحتاجون إليه كافياً لوعظ قلوبهم وإنارة صدورهم. 

(يا موسى متى ما دعوتني ورجوتنى ) حذف مفعول الفعلين للدلالة على التعميم والظاهر أن 
«متى) اسم شرط كما في قوله: متى أضع العمامة تعرفونى وأن «ما» زائدة (فإني سأغفر لك) بعد 
إجابة الدعاء وتحصيل الرجاء على ما كان منك من التقصير لأن الدعاء والرجاء حسنة والحسنة 
تدفع السيئة وفيه وعد للداعي والراجي بعد حصول مرجوه ومطلوبه بغفران ذنوبه (السماء تسبح 
لى وجلاً) دلت الآيات الكريمة والروايات الصحيحة الصريحة والاعتبارات الذوقية على أن كل 
ع مق التمكتات صامتها وناطقها صغيرها وكبيرها جوهرها وعرضها يسبح له عز وجل قال الله 
تعالى « تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن4. لإ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا 


لل 





خديت موهى احاين 


تفقهون تسبيحهم؟ قال المحققون والمفسرون أن تسبيح السماء والأرض والأشجار والأحجار 
ونحوها من المكونات الغير العاقلة عبارة عن تنزيهه تعالى بما هو فيهن من لوازم الإمكان وتوابع 
الحدوث وبواعث الإفتقار إلى الغير فى الوجود والبقاء والكماللات وغيرها مما هو ملحوظ فى 
الممكنات بلسات الحال حيت تل بإمكانها وحدوثها وافتقارها على وجود الضائع القذيم الواجب 
بالذات الغنى عن الغير من جميع الجهات المنزه عن الإتصاف بصفات الممكنات تحقيقاً للفرق 
ننن الضائع والمضفوع :أن مسبيحهم هذاإنها تفقهة من له عقل صحيد ونظ صريح لا خيرم وان 
الخطاب فى قوله تعالى: ولكن لا تفقهون تسبيحهم» لهذا الغير. 

0 أن يُقال: لجميع الممكنات تسبيح بلسان القال أيضاً ولا يبعد إعطاء هذه القدرة 
لهم من القدرة القاهرة الإلهية ويؤيده نطق الأحجار والخصى للنبى والوصى عليهما السلام 
وسماعه بعض الحاضرين ونطق الجوارح يوم القيامة كما نطق به القرآن المبين وظاهر قوله تعالى 
وجلا وتسبيحهم مع عدم الحاجة حينئذ إلى تخصيص الخطاب فى قوله « ولكن لا تفقهون» بمن 
ليس له نظر صحيح ولا إلى حمل التسبيح فى الآية على الحقيقة والمجاز أو على القدر المشترك 
بينهما والله يعلم «والملائكة من مخافتي مشفقون# لعل المراد أنهم من أجل مشاهدة العظمة 
والمهابة أو من أجل الخوف الحاصل لهم من مشاهدتهما مشفقون من نزول العذاب عليهم بسبب 
التقصير فيما أمروا به أو من زوال كمالاتهم المحتاجة إليه أو من سقوط منزلتهم لديه والفرق بين 
الوجهين أن مشاهدة العظمة سبب للإشفاق فى الأول والخوف الحاصل منها سبب له فى الثانى 
افد الال تجو باعقبال أنه ا ززند بالفيخافة :وج التكر فلن مقافي المبتلنة تقبيى بلك لقنا هد 
مجازاً وبه فسر بعض المفسرين قوله تعالى فى وصف الملائكة: هم من خشية ربهم مشفقون» 

نقل عن بعض أهل العرفان أن لله تعالى ملائكة حول العرش يسمون المخلصين تجري أعينهم 
مثل الأنهار من خشية الله فيقول لهم الرب جل جلاله: ملائكتى ما الذي يخيفكم, فيقولون: ربنا لو 
أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليه لما ساغوا طعاماً ولا شراباً ولا 
انبسطوا في فرشهم ولخرجوا إلى الصحراء يخورو نكما يخور الثور (والأرض تسبّح لي طمعاً) في 
إحيائها بإرسال القطرات وإنزال البركات وفي نسبة الطمع إلى الأرض الموضوعة والوجل إلى 
السماء المرفوعة رعاية للمناسبة. 

(وكل الخلق يسبّحون لي داخرين) متذللين تحت ظل الحاجة إلى كمال قدرته صاغرين في 
الخشوع بين يدى رحمته. 

والتسبيح هنا محمول على القدر المشترك بين النطق بالتنزيه المطلق والدلالة عليه لاسناده إلى 
ما يتصور منه النطق والى ما لا يتصور منه أو عليهما عند من جوز إطلاق اللفظ على معنييه وعلى 


. 


انان شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الإحتمال المذكور سابقاً لاحاجة إلى شيء من التوجهين وفى نسبة التسبيح إلى جميع المخلوقين 
تحريك للناس أجمعين إليه لما أعطاهم من قلب صحيح ولسان فصيح وزيادة الإحسان والإنعام 
والاكمال توجب زيادة التسبيح والتقديس والاإجلال (ثم عليك بالصلاة الصلاة) التكرير للتعظيم 
والإهتمام و«عليك» للإيجاب والالزام (فإنها منئ بمكان) قريب على منيع ومقام شريف سنى 
رفيع» والتنوين العظيم. ْ 

(ولها عندي عهد وثيق) لعل المراد به أن من حفظها وحفظ حرمتها وفعلها فى أوقاتها وراعى 
حورن را كانه مقاطو حدس ماده التقوري الثذين لاتعر تعاب ولااحم ودر ران 
من ضيّعها وضيّع حقوقها ضيعه تبارك وتعالى وجعله من الأخسرين. ثم أمر بأداء ما هو قريب من 
الصلاة في الفضل والأجر وهو الزكاة فقال: (وألحق بها ما هو منها) أي من الصلاة أو قريب منها 
وفى رواية: (إن من منع الزكاة وقفت صلاته حتى يزكي») وفى أخرئ: :وزكوا أموالكم تقبل 
صلاتكم) ولذلك قارنها عز وجل بالصلاة في القران (زكاة القربان) بيان للموصول 

أو بدل منه والقربان إما مصدر بمعنى القرب أو ما يتقرب به الى الله تعالى» والاضافة الى على 
الأول لاقئة هن بات إضافة النيت إل المسيب وعلن الثانى ببائية 'وحملة غلى فاكان تعروفاً فى 
سالف الزمان بعيد (من طيب المال والطعام) لا من خبيثه ومعيوبه إلا إذاكان المال كله أو بعضه 
معيوباً فإنه يجوز المعيوب أو الموزع حينئذ (فإنى لا أقبل إلا الطيب يراد به وجهي ) الجملة حال 
عن الطيب والقبول مشروط بأمرين إخراج الطيب وقصد القربة. 

(واقرن مع ذلك صلة الأرحام) في القاموس: الرحم بالكسر وككتف بيت منبت الولد ووعاؤه 
والقرابة أو أصلها أو أسبابها وقال بعض العلماء: المراد بالرحم قرابة الرجل من جهة طرفيه ابائه وإن 
علوا وأبنائه وإن سفلوا وما يتصل بالطرفين من الأعمام والعمات والأخوة والأخوات وأولادهم 
والظاهر أنه لا خلاف فى وجوب صلتها فى الجملة لدلالة ظاهر الآيات والروايات على العقوبة 
بتركهاء وللصلة درجات متفاوتة بعضها فوق بعض وأدناها الكلام والسلام وجوابه وترك المهاجرة 
وتختلف أيضاً باختلاف القدرة عليها والحاجة إليها فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب ومن 
وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها هل هو واصل أو قاطع فيه تأمل» وفوائدها المستفادة من 
الأخبار كثيرة فإنها توجب زيادة العمر والمال والرزق والمحبة والعون عند الحاجة والتزكية في 
العمل والسماحة وتحسين الخلق وتطييب النفس وتعمير الديار والوقاية من مصارع السوء 
والتمضة من الدنوت (فإني أنا الله الرحمن الرحيم والرحم أنا خلقتها من رحمتي ليتعاطف بها 
العباد) أشار بالجلالة إلى ذاته المقدسة الملحوظة معها الألوهية المقتضية لانقياد كل شيء له فيما 
يريد ويكره للترغيب فيه وأشار بالرحمن الرحيم إلى اتصافه بالرحمة الكاملة التي وسعت كل 


شىء, ثم أشار إلى أنه خلق الرحم من رحمته للتوالد والتناسل فضلاً على العباد وإحساناً إليهم 
ليععاطف يعضهم بعضاً وم يخلق كل واحنامق ترات كما خلى آدم عليه النلام نه لآن الأول أقوى 
فى التعاطف فلابد من اتصاف الرحم بالرحمة والتعاطف لثلا يفوت نظامهم والغرض من خلقها. 
(ولها عندي سلطان في معاد الآخرة) أي حجة مقبولة لا مرد لها وهي طلب الوصل منه تعالى 
لمن وصلها وطلب القطع لمن قطعها. ٍ 

المي عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ىذ وإن الرحم معلقة يوم القيامة 

لعرش تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني» وباسناده عن يونس بن عمار قال: قال انق 
0 : «أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يارب من وصلني في الدَّنيا فصل 
اليوم ما بينك وبينه ومن قطعني في الدّنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه». 

أقول: الرحم تصدق على رحم آل محمد ؤَيةٌ بل هى أعظمها وأحفظها روى المصنف بإسناده 
عن أبي بصير عن أبى عبد الله لي قال سمعته يقول: « إن الرحم معلّقة بالعرش تقول: اللهم صل 
من وصلنى واقطع من قطعنى وهى رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل #الذين يصلون ما أمر 
الله به أن يوصل» ورحم كل ذي رحم) وفيه أيضاً روايات آخر (وأنا قاطع من قطعها وواصل من 
وصلها) لعل المراد بوصله تعالى من وصلها رحمته لهم وعطفه عليهم بنعمه الدائمة الباقية أو 
وصله لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى أو قربه منهم وشرح صدورهم لمشاهدة عظمته أو جميع 
أنواع الإكرام والإفضال. 

(وكذلك أفعل بمن ضيّع أمري) التكويني والتكليفي لأن من ضيّع الغرض من التكوين 
والتكليف بالعصيان استحق العقوبة والخذلان (يا موسى أكرم السائل إذا أتاك) ولوكان راكباً أو 
على ثياب التجمل أو مجهول الحال إلا أن تكون العطية زكاة مفروضة فإنه لابد من تفتيش حاله 
(بردٌ جميل أو إعطاء يسير) خصوصاً إذا أتاك في الليل لما روي عن النبي ييه قال: «إذا طرقكم 
سائل ذكر بليل فلا تردوه» والمراد بالرد الجميل ما لا يؤدى إلى أذاه وكسر قلبه مثل أن يقول: الله 
يعطيك أو يعطينا الله وإياك ونحو ذلك وذكر اليسير للتسهيل وإلاّ فيجوز الكثير أيضاً ويفهم من 

بعض الروايات أن أقل ما يعطى دون الدرهم وأكثره أربعة دوانيق والروايات المرغبة فى إعطائه 
ا ة ومنافعه جليلة وأجوره جزيلة حتى روى: «لو يعلم المعطى ما فى العطية ما ردّ أحد أحدأ». 

وروى: : «لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم إلا أنه أشار إلى بعض العلل والمرغبات 
فيه بقوله: (فإنه يأتيك) بصورة إنسان معروف أو غير معروف في الليل أو النهار (من ليس بإنس 
ولا جان) في الواقع (ملائكة الرحمن) بدل عن الموصول وفي ذكر الرحمن إشعار بأن ذلك من 
باب الرحمة والشفقة ليشكروا لك إن شكرت (يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك ) أي أعطيتك 


3 


ين شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


والظاهر أن يبلونك بتخفيف النون وسكون الواوه وضمها مع شد النون محتمل. 

(وكيف مواساتك فيما خولتك) من النعم والتحويل الإعطاء والمواساة فيما خولتك من النعم 
والتخويل الإعطاء والمواساة أن تنيل غيرك من مالك وتجعله أسوة فيه وفى القاموس: واساه بماله 
موادا نال شد وتحدلة: قد النؤة ولا .كو ذللقة ]را عل كقاض تن #اقابو فشا الى وان 
(واخشع لي بالتضرع) الباء للمصاحبة أي مع التضرع أو الظرف حال عن الفاعل ولعل المراد 
بالخشوع سكون القلب والجوارح إلى الله تعالى واشتغال كل واحد منهما بما طلب منه وإعراضه 
عما سواه والتضرع إظهار الذل والمسكنة والافتقار إليه باللسان (واهتف بولولة الكتاب) الهتف 
التصويب والنداء هتف إذا صوت ونادىء, والولولة الدعاء بالويل وصوت متتابع به والاستغاثة 
والاعوال وهو الصياح ورفع الصوت بالبكاء (واعلم أني أدعوك) في الدّنيا إلى ما هو خير لك أو 
في الآخرة إلى الحساب والثواب والجزاء أو فيهما (دعاء السيد مملوكه) المطيع له الذي لا ملجأ 
له إلا إليه (ليبلغ به شرف المنازل) العالية وفيه حث له على قبول دعائه وإجابته (وذلك من فضلي 
عليك وعلى آبائك الأولين) من الأنبياء والمرسلين أو الأعم منهم ومن المؤمنين» وفيه مَنّ عليه 
وتحريك له على الشكر. 

(يا موسى لا تنسني على كل حال) حث على ذكره ظاهراً وباطناً في جميع الأحوال كحال 
الصحة والمرض والشدة والرخاء والفقر والغناء وغيرها من الأحوال الغير المحصورة للإنسان (ولا 
تفرح بكثرة المال) وإن حصل من طرق الحلال (فإن نسياني يقسي القلوب) تعليل للنهي الأول 
بأن نسيانه يوجب قساوة القلب وغلظته وظلمته المانعة عن إدراك الحق وما يوجب القرب منه 
(وفى كثرة المال كثرة الذنوب) تعليل للنهى الثاني بأن كثرة المال يوجب كثرة الذنوب كالعجب 
والتكبر والتجبر والتفاخر والتطاول على الغير والإسراف والتقتير وترك الحقوق المالية وصرف 
العقل عن تحصيل المعارف الالهية والواجبات العقلية والنقلية وحث القوة الشهوية والغضبية على 
الطغيان وتحريك النفس الأمارة إلى المخالفة والعصيان وذلك ظاهر لمن نظر في أحوال أبناء 
الزمان (الأرض مطيعة والسماء مطيعة والبحار مطيعة) لا يصدر منها العصيان في وقت من 
الأوقات والمراد بطاعتها انقيادها فى كل ما هو المقصود من إيجادها بخلاف الإنس والجن فإنهم 
يعصون الله فى كثير ما هو المطلوب منهم ويكتسبون الشقاوة كما أشار إليه بقوله (وعصياني شقاء 
الثقلين) والسر فيه أن بواعث الطاعة والمعصية موجودة فيهم وموانع الأولى قوية فلذلك صاروا 
معركة للمجاهدة الكبرى وابتلوا بالمصيبة العظمى فإن نجوا من هذه البليات صاروا من أشرف 
المخلوقات والله ولى الخيرات ومنه الاستعانة فى المهمات. 

(وأنا الرحمن الرحيم رحمن كل زمان) تحريك على الرجوع إليه في المهمات والالتجاء إليه 





في البليات والاستعانة منه في التحرز عن المنهيات لأنه برحمته ينجي من يشاء من المهلكات 
(آتى بالشدة بعد الرخاء وبالرخاء بعد الشدة وبالملوك بعد الملوك) هذا من آثار رحمته إذ لولا 
الشدة بعد الرخاء حصلت الغرة والغفلة ولولا الرخاء بعد الشدة حصل اليأس والقنوط. ولولاموت 
الملوك ادّعوا الألوهية وظلموا ظلماً عظيماً إذ ذكر الموت زاجر لهم فى الجملة وفيه أيضاً تحريك 
على الرجوع إليه. 

(وملكى دائم قائم لا يزول) لا يزول إما حال عن الفاعلين على سبيل التنازل أو خبر ثالث 
ووجه العدول إلى الفعل لإفادة الاستمرار الأبدي وفائدته ما مر سابقاً وهى صرف الدوام والقيام 
سلطنته وقوته وقدرته على جميع الممكنات وهو بهذا المعنى ثابت له قبل وجودها وبعد عدمها 
كما مر في كتاب التوحيد. 

(ولا يخفى على شيء فى الأرض ولا فى السماء) صيغراًكان أم كبيراً جلياً كان أم خفياً ظاهراً 
كان أم باطنأء وفيه ترغيب فى فعل الخيرات وترك المنهيات لأن العلم بأنه عالم بجميع الأشياء 
يكون داعياً للعبد إلى الإتيان بجميع ما كلف به على وجه الكمال (وكيف يخفى على ما مني 
مبتدؤه) أي ابتداؤه والاستفهام للإنكار والأمر في فعله تعالى واضح وكذا في فعل العباد لأن أكثر 
مقدماته من فعله تعالى كالعلم به والقوة والقدرة عليه والجزء الأخير من علته وهو الكف أو عدمه 
وإن كان فعل العبد ولكن الاقتدار عليه من فعله تعالى فوجب أن يكون له تعالى علم بذلك الفعل 
والترك» وفيه رد على من أثبت له العلم الإجمالى وعلى من نفى عنه العلم بالجزئيات وإن ششئت 
زيادة توضيح فارجع إلى ما ذكرنا فى أوايل كتاب التوحيد (وكيف لا يكون همّك فيما عندي ) من 
السعادة الأبدية والمثوبات الأخروية بفعل أسبابها (وإلئ ترجع لا محالة) يقال: لا محالة منه بفتح 
الميم أي لابد ولا فراغ منه وكيف لإنكار النفي والتوبيخ فيه لأن العاقل القاصد لمنزل يسكن فيه 
أبدأ يهيىء جميع ما يحتاج إليه في ذلك المنزل من أسباب العيش ويجتنب عن جميع ما يضره فيه 
ومن ترك الأول وفعل الثاني كان محلاً للتوبيخ (يا موسى اجعلنى حرزك) أي ملجأك الدافع عنك 
البليات والمكروهات بالدعاء والتوسل قبل نزولها وبعده» وأصل الحرز بالكسر العوذة والموضع 

(وضع عندي كنزك من الصالحات) المفروضات والمندوبات من الماليات وغيرهاء وسماها 
كنا لانها مذدخورة ليوم الحاجة كالكنز (خفني ولا تخف غيري إلى المصير ) الخوف من عقوبة الله 
يقتضي الفرار من أسبابها لأن الخائف من الشىء يفدٌ منه ومما يفضى إليه. 





ل 


(يا موسى ارحم من أسفل منك فى الخلق) بجلب الخير له ودفع الضر عنه (ولا تحسد من هو 
فوقك) مالاً وحالاً بتمنى زوال نعمته عنه (فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) 
الحاسد عدو المنعم؛ منكر لمصلحته وحكمته؛ وقائل بالجور في قسمته؛ وكافر بنعمته الواصلة إليه 
ومستحقر لهاء وعدو للمنعم عليه متعرض للإضرار به على قدر الإمكان وضرره عليه أمر معجرب 
معلوم لمن نظر في كتب السير والآثار حتى خربت به البيوتات والديار وعدو نفسه وجسده كما 
أشار إليه بعض شراح نهج البلاغة أما لنفسه فلأنه يصرف فكرها في أمر المحسود حتى لا تفرع 
اعرف انيما تموواقدة النها وي نا تعمل لقاع اعسات المهوقة فى عورهوها روضحل 
تلك الحسدات على :طول الخسد واستقال الفكو فيه وطول التحزذ والهه بالكلية وآما ده قالأنه 
تعرضن لةاعتل دوت :هذه الأعرافى للثفين طول السهر وشو الاعتذاء.ورؤاءة اللون وسيوء 
السجية وفساد المزاج وتعطيل الجوارح عن الأعمال الحسنة. 

إذا عرفت هذا فنقول استعار لفظ الأكل لكون الحسد ماحياً لما في النفس والجوارح من 
الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة التى هى الحسنات ومائعاً من صيرورتها ملكاث وذلك يسبب 
امعطراقة اقل عكال التمشسيوة وا اليه وقجد اذك بأكل التارالحظي :روي التقببيهما يشترله قنه 
الحبد والنارسن إقكاة وات زالجملن بواسدولكهها. 

(يا موسى إن ابنى آدم) من صلبه هابيل وقابيل والقول بأنهما لم يكونا من صلبه وأنهما رجلان 
من بنى إسرائيل ضعيف (تواضعا) من المواضعة وهي الموافقة في أمر, لا من التواضع بمعنى 
التخاشع والتذلل والتخاضع لعدم تحقق هذا المعنى في أحدهما وهو قابيل (فى منزلة لينالا بها 
من فضلى ورحمتى) لعل المراد بالمنزلة منزلة الكرامة والشرف والقرب بالحق (فقرّبا قرباناً) كان 
قرياة هاس عنقا من فضا أنراف فيه فقيل يترول النار البيضاء هليه واكلها لدبوكان قرياة فامل 
من أخس أفراد زرعه وأرداه فلم يقبل. 

والمراد بالقربان هنا ما يتقرب به إلى الله من الذبيحة وغيرها وهو في الأصل مصدر ولذلك لم 
بن مع أن المراد منه اثنان» وقيل: تقديره فقرب كل واحد منهما قرباناً فلا يحتاج إلى التثنية (ولا 
أقبل إلا من المتقين) فقبل من هابيل لأنه كان من أهل التقوى لا من قابيل لمعصيته وخسة قربانه 
وعدم خلوص نيته. 

قال جماعة منهم الفاضل الأردبيلي: فيه دلالة على أن قبول الطاعة مشروط بالتقوى وأن عبادة 
الفاسق غير مقبولة وإنكانت صحيحة إذا وقعت على وجههاء ثم قال هذا الفاضل: يمكن أن يُقال: 
المراد أن قبول العبادة مشروطة بالتقوى فى تلك العبادة بأن يأتى بها بحيث لا تكون عصياناً مثل أن 
قفيه الرياء ا دوهع المنسيداف: أن بالقوق عن ذنت ينافي تلك العبادة فنكوق إشارة إلى أن 





حديث موسى 2006 


الأمر بالشيء يستلزم النهى عن ضده. وقال بعض المتأخرين يمكن أن يكون المراد أن التقوي 
شرط لقبول مثل هذه العبادة المخصوصة وهي القربان بهذا الوجه وكان من شأنهما ما علمت من 
قتل قابيل هابيلاً حسداً عليه وكان ينبغى أن يقتل نفسه لأن سبب عدم القبول كان من قبله لا من 
0 : 

(فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ والوزير) يعنى لم تبق الوثوق بالأخ مع كمال قربه منك 
وحمله الثقل عنك فكيف تثق بغيره وفيه مبالغة فى الحزم وإخفاء النعم عن الغير لكثرة أهل الحسد 
(يا موسى ضع الكبر ودع الفخر) الكبر رذيلة تحت الفجور مقابل التواضع وهو أن يعتقد الإنسان 
أنه أعظم من الغير بأن يرى لنفسه مرتبة من الحال والكمال أو المال والنسب وللغير مرتبة ثم يعتقد 
أن مرتبته فوق مرتبة ذلك الغير ويوجب ذلك نفحة وهزة وتعززاً وتعظماً وركوناً إلى ما اعتقد من 
كمالها وشرفها على الغير ولو حصل لها هذه الأمور مع قطع النظرعن الغيركان ذلك عجباًء وآفات 
الكبر وثمراته الفاسدة من الأعمال الباطنة والظاهرة والتروك كثيرة غير محصورة ذكرنا بعضها في 
شرح الأصولء والفخر التمدح بالخصائل وإظهار السرور بالفضائل ونحوها والركون إليها لا من جهة 
إضافتها إلى الله عز وجل باعتبار أنها منه ومن جلائل نعمه عليه وأما لو ذكرها ونسبها إليه تعالى 
لإظهار شكره فليس ذلك بفخر ولذلك قال ي#َيهُ : وأنا سيد أولاد آدم ولا فخر» (واذكر أنك ساكن 
القبر) فى الحال أو في المآل والأول أظهر لأن اسم الفاعل فى الاستقبال مجاز وقوله عليه السلام: 
«موتوا قبل أن تموتوا) إشارة إلى هذا (فليمسلق ذلك من الشهوات) أن كر :المرت الذي هو 
هادم اللذات يمنع النفس عن الميل إلى الشهوات ويبعثها على المسارعة إلى الخيرات فكيف 
فرض حصوله بالفعل. 

(يا موسى عجل التوبة وأخر الذنب) تعجيل التوبة من الذنوب والتقصير مطلوب لدلالة 
الآيات والروايات على أنها فورية ولأن رفع سواد الذنب قبل استقراره وتمكّنه فى لوح النفس 
أسهل مع إمكان ورود الموت قبلها بغتة وهو مستلزم لشدة الحسرة وطول الندامة يوم القيامة وكذا 
تاعفير الدنن نب مطلوب فلعل الله يحول بينك وبينه ويصرف نفسك عنه برحمته ويمكن أن يكون 
تأخيره كناية عن تركه رأساً وصرف النفس عن الميل إليه قطعاً. روى «إن ترك الذنب أسهل من 
التوبة عنه). 

(وتأنَ في المكث بين يدي في الصلاة) المكث مثلثاً ويحرك اللبث والتأني التلبث فالتأني في 
المكث تأكيد ومبالغة فيه روى: «إن ملكا موكل ينادي لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل» (ولا 
ترج غيري) صرف وجه الرجاء إليه لا إلى غيره في الأمور الأخروية مثل الثواب ورفع الدرجات 
وغيرهما ظاهر ولكن لابد من العمل لها لئلا يكون ذلك الرجاء سفهاً وحمقاً كما دلت عليه 


ل 





الرؤايات: وكذا فئ :الأمور الداتيوية لأنها أما أسبات أو.مسيبات وزمام كلها بيد قدرته فلوكان فى 
حصول المرجو مصلحة حصل له في أقرب الأوقات من غير أن يذل نفسه ويضطرب برجاء غيره. 
هو من ذل وإنكسار وكل ذلك مكروه عند الله تعالى ولذلك ورد النهى عن إذلال المؤمن شم 
ووردت الروايات على ترغيب المؤمن فى طلب المطالب كلهاء قليلها وكثيرهاء عظيمها وحقيرها 

(اتخذني جنة للشدايد وخضنا لملمات الأمور) الأمور الملمة هي النازلة من نوازل الدهر 
ونوائبه الثقيلة على النفس ويتحقق الاتخاذ بالتوججه إليه عند نزولها وقبله. ففيه حث على الدعاء 
والتضرع والابتهال فى جميع الأحوال. 

(يا موسى كيف تخشع لى خليقة لا تعرف فضلى عليها؟) المراد بالخليقة الناس وبفضله 
نعمته وإحسانه ولطفه على عباده وهى باطنة وظاهرة والباطنة ما يكمل به كل شخص ويتم به 
ماهيته كالقوى وغيرها من الجوارح والأعضاء. 

والظاهرة منها ما يتوقف عليها بقاء وجوده واستمراره المقدر من المأكول والمشروب 
والملبوس وغيرها ومنها ما يتوقف عليه كمال نفسه الناطقة من الأخلاق والأعمال والأوامر 
والنواهى وإرسال الرسول وإنزال الكتاب والوعد بالثواب والعقاب وغيرها مما نطق به لسان الشرع. 
إذا عرفت هذا فنقول تخشع الناس وتذللهم لله تعالى متوقف على التصديق بفضله عليهم بالضرورة 
إذ لا يتخشع ولايتذلل أحد لمن لافضل له عليه ولا حاجة له إليه. ولهذا نفى التخشع عمن لم يكن 
له هذه المعرفة والتصديق, ثم هذا التصديق متوقف على تصور المحكوم به وهو الفضل وهذا 
التصور متوقف على الاإيمان بالفضل والإقرار بوجوده وهذا الإقرار متوقف على الرجاء بالثواب 
اللازم للفضل وهذا الرجاء متوقف على رفض الدّنيا وعدم اتخاذها دار استيطان فأشار إلى الأول 
وهو توقف هذا التصديق على تصور المحكوم به بقوله (وكيف تعرف فضلي عليها وتصدق به 
وهى لا تنظر فيه) أي فى الفضل ولا تتصوره لإنتفاء التصديق بانتفاء التصور, وأشار إلى الثاني بقوله 
(وكيف تنظر فيه) أي فى الفضل وتتصوره (وهي لا تؤمن به) أي لا تقر بوجوده وأشار إلى الثالث 
بقوله (وكيف تؤمن به وهى لا ترجو ثوابا) لأن الإقرار بوجود الفضل الذي من جملته الشرع 
مسقازء الرجاء بالثواب الموعود فيه وانتفاء اللازم يستلزم انتفاء الملزوم؛ وأشار إلى الرابع بقوله: 
(وكيف ترجو ثواباً وهى قد قئعت بالدّنيا) وغفلت عن الآخرة (واتخذتها مأوى) أي دار 
استيطان ومسكن استقرار وركنت إليها ركون الظالمين الخارجين من الدين لأن الرجاء بالثواب 
يستلزم التمسك بأسبابه والعمل للآخرة وعدم القناعة بالدّنيا والركون إليها وانتفاء اللازم دليل على 


حديث موسى /7 0 


انتفاء الملزوم» ويظهر من هذه المقدمات أن القانع بالدّنيا الغافل عن الآخرة مسلوب عنه جميع ما 
تقدم لأن انتفاء الموقوف عليه والأسباب مستلزم لانتفاء الموقوف والمسببات وليس للدّنيا وأهلها 
ذم أبلغ من هذا والله يعلم. 

(يا موسى نافس فى الخير أهله فإن الخير كاسمه) نافسه فى الأمر شاركه فى الرغبة فيه على 
وجه المباراة والمغالبة روات جامع لكل ما هو وسيلة 555 ولاعامن لاني 
والاجتهاد فى طلبه لأنه حسن خيرة من الله تعالى كاسمه من بين الأسماء والواضع لاحظ كمال 
المناسبة بينهما (ودع الشر لكل مفتون) به وبالدّنيا على قدر ما تعلق به العلم الأزلى وجرى عليه 
القضاء الإلهى كما قال يبَلْةُ وكل ميسر لما خلق له). 

(يا موسى اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم) أشار إلى أنه ينبغي عند إرادة القول من التثبت 
والتأمل فيما يريد النطق به وفيما لا ينبغى من القول بعد مراجعة الفكر وإلى أن غايته هى سلامته 
فى لقسه ونناله ولاق الغير أرقا فيهما عن الآفاك إذ ايند الكلكم اكترمن أناتحض وقد بيد 
بعلت رواحت للةذيوا عبان ولى بتتم 3:6 للك أخثار أميي ال نقرى ةبتر مواق نات المؤ من يق 
وراء قلبه وإن قلب المنافق من وراء لسانه» وقرن الأول بالإيمان للترغيب فيه والثاني بالنفاق 
للتنفير عنه (وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم) في الدّنيا بشرح الصدر وصلاح الحال وفي الآخرة 
بسعادة القرب وأشرف المآل ولم يذكر ما يغنم به للدلالة على التعميم والتعظيم. 

(ولا تتبع الخطايا فتندم) وقت الموت وبعده لمشاهدة سوء خاتمتهاء ولا تتبع من الإتباع بشد 
التاء أو تخفيفها أو من التبع يُقال: تبعه كفرح تبعاً مشى خلفه ومرٌ به فمضى معه (فإن الخبطايا 
موعدها النار) تعليل للفعلين بأن الخطايا تجر صاحبها إلى النار سواء قيل بعرضيتها أو بتجسهما 
وصيرورتها حيات وعقارب ونحوها على اختلاف القولين (يا موسى اطب الكلام لأهل الترك 
للذنوب) وبشرهم بما يعملون ولا تقل لهم ما يكرهون. ويقرب منه قول أمير المؤمنين يِذ : «ولا 
تضعوا من رفعته التقوى» وصى عليه السلام برعاية حاله وترك أذاه إما بقول كرهه والاستهزاء به أو 
بفعل كضربه أو فعل ما يستلزم إهانته أو ترك قول أو فعل يستلزم ذلك (وكن لهم جليساً) ترغيب 
في مجالسة الصالحين لأن مجالستهم نافعة في الذّنيا والدين والروايات فيه كثيرة : (واتخذهم لغيبك 
إخواناً) يدعون لك فى ظهر الغيب ويذكرونك بخير ويدفعون عنك سوءاً ويحملون ثقل أهلك 
وعيالك وفى بعض النسخ «لعيبك» بالعين المهملة أى لستره أو عفوه أو إصلاحه «إخواناً» إما بدل 
عن ضمير الجمع أو حال عنه (وجدٌ معهم يجدّون معك) أي جد معهم فى حوائجهم يجدون 
معك فى حوائجك أو الأعم منها ومن الأمور الدينية والجد الإجتهاد فى الأمر والسعى فيه. 

(يا موسى الموت لاقيك لا محالة) فيه تنفير عن المبل إلى شهوات النفس ولذات الدّنيا فإن 


و 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





من علم أنه يموت وينقل إلى منزل وحشة وببت حفرة ومسكن غربة سهل فى عينه الذّنيا وما فيها 
ثم رغب فى العمل لما بعد الموت بقوله: (فتزؤد زاد من هو على ما يتزوّد وارد على اليقين) 
المراد بالزاد ما ينفع فى الآخرة مثل التقوى وغيرها (يا موسى ما أريد به وجهى فكثير قليله) إما 
لأن ثوابه الأبدى جزيل أو لأنه تعالى ينميه ويجعله عظيماً أو لأنه يعطى به أضعافاً مضاعفة كما 
المقصود من الفقرتين صريحاً نفي القلة في الأول والكثرة في الثاني وضمناً حصر الصحة والقبول 
في الأول ونفيهما عن الثاني بناء على مقدمة ضرورية ومقدمة شرعية أما الأولى فهي أن كل ما لزم 
من وجوده عدلذمه أو وجود ضذه المستلزم لعدمه كان محالاً وعلى مذاكانت القلة فى الأول 
والكثرة فى الثانى محالين إذ لزم من فرض الأولى ضدها وهو الكثرة ومن فرض الثانية ضدها وهو 
القلة فلا توجد القلة فى الأول والكثرة في الثاني وأما الثانية فلأن العمل الواحد الصحيح المقبول 
كثير فسلب الكثرة عن الأعمال المتعددة إنما هو لعدم صحتها وقبولها (وإن أصلح أيامك هو 
أمامك) وهو يوم القيامة أو يوم حضور الموت وهو يوم خروج المؤمن من سجن الدّنيا إلى الروح 
والراحة (فانظر أي يوم هو) لتعرف شدته وعظمته المميزة له عن سائر الأيام (فأعد له الجواب 
دلت عليه الآيات والروايات وأمره بإعداد الجواب أمر بضبطه جميع حركاته النفسانية والبدنية 
ومكاسب المال ومصارف ووزنه بميزان الشرع باسقاط الزائد وإتمام الناقص فإنه إذا فعل ذلك في 
أيام عمره وسئل يوم القيامة عما صنع كان جوابه النافع حاضراً وإن كان خلاف ذلك كان جوابه 
صعباً والخروج عن عهدة الحساب مشكل وأمره خطير. 

(وخذ موعظتك من الدهر وأهله) لعل المراد من الدهر هنا عمر كل شخص وهو يذهب مع 
أهله ويبقى عليه ما اكتسبه من خير وشر وعلل الأخذ أو وعظ الدهر بقوله (فإن الدهر طويله قصير 
وقصيره طويل) لعل المراد أن طويله قصير فى نفس الأمر لسرعة زواله ولأنه الذي أنت فيه 
وقصيره طويل باعتبار طول الحساب والجزاء ولا يخفى لطف هذه العبارة للإيهام حمل الشيء على 
ضده ظاهراً مع إفادة معنى لطيف والغرض منه هو الحث على العمل للآخرة وترك الركون إلى 
البقاء فيه (وكل شىء فان) فاعمل كأنكترى ثواب عملك لكى يكون أطمع لك فى الآخرة لا 
محالة «كل شيء فَانٍ)» إما مرفوعان على الابتداء والخبر معطوفان على محل اسم إن وخبرهاكما 
وهو على اليقين كالتفسير والتأكيد للسابق وما هو المقصود منه فإن العلم بفناء كل شيء من الدهر 
وما يتعلق به يقتضى تركه وترك تعلق القلب به ويتفرع منها الاجتهاد في العمل 


حديث موسى حنان 


الخالص للآخرة وهو العمل الذي ترى ثوابه بعين البصيرة وتتيقن بحصوله فيها وثواب هذا 
العمل هو الذي يتعلق الطمع في حصوله في الآخرة قطعاًء وأما العمل الغير الخالص فالطمع في 
حصول ثوابه غير متحقق بل غير معقول لدلالة الأخبار على ذلك (فإن ما بقى بق لد ناكما ولى 
منها) كأنه تعليل لقوله «وكل شىء فانٍِ» وإشارة إلى أن الدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين 
وزدعي نوكر البانو ند كا دحي دغر الداممن كوت بغر كاوه ]| امرروبو اطواره وفشابه: 
وأفعاله وآثاره مناسبة وطبيعته التى يعامل الناس بها قديمأ وحديثاً متعاضدة يتبع بعضها بعضاً وفيه 
ينه السانفين لدتكزوا انيه أعال الخافيق وانيع الأخترو :ريم ترتكرنك لين على العدل لا بعد 
الموت واستعداد له ونسب هذه الأمورإلى الدهر جرياً على ما فى أوهام الناس وإلآفالفاعل هو الله 
تعالى. (وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال) ضرورة أن كل عامل يتوجه ذهنه إلى عمل معلوم 
ومثال متمثل في خياله سواء كان ذلك العمل مستنداً إلى وحي رباني أو اختراع نفساني أو إلهام 
شيطانى (فكن مرتادا لنفسك يابن عمران) المراد بالارتياد هنا طلب العمل على وجه التفكر فى 
أوله:واحره وعنيعة رقيجة ومورده ويأ هذه رؤاتنا امرش رظني ينذا العفل أنه الناقم كهنا تناو اليه 
بقوله (لعلك تفوز غداً يوم السؤال) وأما غيره من العمل المخترع وان اجتهد عامله فإنه يصير في 
ذلك اليوم هباء منثوراً كما نطق به القرآن الكريم وأشار إليه بقوله: (فهنالك يخسر المبطلون) 
50 و بساحي ا سحي ادي هي 
ألتي كفيك ذلاً بين يدي) كأنه أمره برفع اليدين إلى السماء فى القنوت والدعاء أو بالسجود له 
والتضرع فيه عند ورود الحاجة أو نزول البلية أو صدورالذنب (كفعل العبد المستصرخ إلى سيده) 
الذي لا ملجأ له إل إليه ولا وثوق له إلا عليه (إذا فعلت ذلك رحمت ) مجهول على صيغة الخطاب 
أو معلوم على صيغة المتكلم وحذف المفعول (وأنا أكرم القادرين ) وعد بحصول الرغبة وحث 
على ترقبه لأن القادر الكريم لا يخيب المضطرإليه ولا يمنع الخاضع لديه فكيف إذا اتصف بزيادة 
الكرم زيادة عثرت قبل الوصول إليها عقول العلماء وعجزت عن معرفة كنهها فحول الحكماء. 

(يا موسى سلني من فضلي ورحمتي فإنهما بيدي ولا يملكهما أحدٌ غيري) المسؤول إما 
الفضل والرحمة أو بعضهما على أن تكون من زائدة أو للتبعيض أو محذوف وهو خمير الدّنيا 
والآخرة على أن تكون من للتعليل والمقصود حثه على صرف وجه السؤال إليه وفراغه عن الغير 
والاتتخال بالتفبرع بين يديه فإنهمالك الفضل والرخمة يهبو+ ء له أسباب مسؤوله ومطلوبه ويفتح 
له أبواب مأموله ومرغوبه (وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي ) ترغيب في حسن الظن 
به فى قبول سؤاله ودعائه وفي بعض الأخبار عن الأئمة الأطهار: «والذي لا إله إل هو ما أعطي 
مؤمن قط إل بحسن ظنه» وفى بعضها: وأحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن 





بدي المؤمن بي إن خيراً فضياً وإن شرا فشرأ م قال لزيادةاترغيب فبه الكل عامل جزاء) في 
الدّنيا أو في الآخرة أو فيهما (وقد يُجزئ الكفور بما سعى) من خير إما في الدّنيا أو في الآخرة 
كنات العذانت (نا هوس ظح تنقيا عرو الد يا و انطو مها ) تلمن التشسر و الستور سجاوه 
عن الذنا والاتطواءزو طى الكشح عنها غاية الزهد فيها ولذلك أمره بهما وعلل الأمرين بقوله: (فإنها 
ليست لك ولست لها) فإنها باعتبار ما فيها من الزهرات واللذات للفاسقين وروحك المطهر من 
أعلى عليين» ثم حذّره عنها على سبيل الإنكار والتوبيخ في الميل إليها بقوله (مالك ولدار 
الظالمين) المغرورين بها والمشغولين بشهواتها (إلآ لعامل فيها بالخير فإنها له نعم الدار) فالدّنيا 
ممدوحة باعتبار أنها مضمار للآخرة ومحل لاكتساب الزاد لها وتحصيل مقام القرب والدرجة 
الرفيعة فيها وإنما ذمها باعتبارما فيها من الزهرات الشاغلة للمائلين إليها المفتونين بها عن الله تعالى 
وعن العمل للآخرة وظاهر هذا الاستثناء الانقطاع ويمكن صرفه إلى الاتصال بأن يكون المراد 
بالظالم العامل بالظلم وهو من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده بالظلم يصدق على العامل بالخير 
فليتأمل. (يا موسى ما آمرك به فاسمع ) كناية عن الأخذ والقبول والعمل به كما فى قولنا: إذا 
تصيحتك فاسميع (ومهما أراه فاصنع ) أي مهما أراه خيراً لك فاصنع على حذف المفعول الثاني 
لأن الرؤية بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين (خذدذ حقايق التوراة إلى صدرك) المراد بحقايقها 
المعاني الأولية وما فوقها والأسرار الإلهية والنصايح والمواعظ الربانية المذكورة فيها (وتيقظ بها 
في ساعات الليل والنهار) أي تيقظ بقراءة التوراة والعمل بأحكامها والعلم بحقايقها في جميع 
الأوقات (ولا تمكن أبناء الدّنيا) الذين يميلون وينتسبون إليها كميل الابن وانتسابه إلى أبيه (من 
صدرك فيجعلونه وك را كوكر الطير ) الوكر بالفتح والتسكين عش الطايرء وإنما نهاه عن تمكينهم من 
صدره وميل قلبه إليهم لأنهم حينئذ يجعلونه وكراً لأنفسهم ويتصرفونه ويلازمونه كما يلازم الطائر 
عقة ويتولد فتهم حت الثانيا: 

(يا موسى أبناء اليا وأهلها فتن بعضهم لبعض فكل مزين له ما هو فيه) تأكيد لما مر وتنبيه 
على ترك مودتهم ومجالستهم لأنهم يزينون زينة الذّنيا لجلسائهم قولاً وفعلاً ويتصرفوك في 
صدورهم تصرفا تاماً يقرب منه قول أمير المؤمنين ل دولا ترفعوا من رفعته الدنياء وذلك لأن من 
رفعته الدّنيا وأهلها لما كان عادلاً من التقوى كان الميل إليه والحتراقة جيه ومجالسته يستلزم 
المحبة للدّنيا والميل إليها فكان منهياً عنه وعدم توقيره ومجالسته زهداً في الذّنيا وفى أهلها وهو 
من جملة التقوى فكان مأموراً به (والمؤمن زينت له الآخرة) زينها الله تعالى بإنزال الكتاب 
وإرسال الرسول وبيان أوصافها ونعيمها (فهو ينظر إليها ما يفتر) الفتور الضعف والسكون وضد 
الحدة يُقال: طرف فاتر أى حسير كليل ليس بحاد, والمراد بالنظر النظر بالبصيرة القلبية والقوة 


العقلية الحاصلة بالعلوم الشرعية والرياضة النفسية بعد رفض العلائق وقطع العوائق فهو حينئذ 
ينظر إلى الآخرة ومقاماتها وأحوال الناس فيها ودرجاتها ويبصر نعيمها وشهواتها لا يكل ولا 
يضعف نظره ولا يسكن ولا يصرف عنها بصره (قد حالت شهوتها بينه وبين لذة العيش ) فى الدنيا 
رسو كشن عر على الذتنا وعلجة باكرا المعاء يشل على شور لاير ةو الهم لها 
واتركة لزه عيفن الدنيا (فأدلجته بالأسحار) الإدلاج بتخفيف الدال السير في أول الليل وبالتشديد 
السير في آخره ولعل التعدية باعتبار تضمين معنى التصيير أي صيّرته شهوة الآخرة مدلجاً سائراً في 
آخر الليل مشتغلاً بالعبادة لعلمه بأن تلك الشهوة لا تنال إلا به (كفعل الراكب السابق إلى غايته) أي 
مقصده وخطره؛ شبّه سير ذلك المؤمن بسير الراكب السابق إلى غايته لعلمه بأنها لا تنال إلا به. 
ويمكن أن يكون المشبه به سير الراكب المسافر والوجه هو الوصول إلى المطلوب والراحة والنجاة 
من الشدايد (يظل كثيباً ويمسي حزيناً) فهو دائماً في هم وغم وسوء حال وانكسار وحزن من ألم 
القواق والقونة والتفوق فى التمصيو اويوء الخائمة» وق المصباح ظل يفعل كذا يظل ظلولاً إذا 
فعله نهاراً. قال الخليل: لا تقول العرب ظل إلا لعمل يكون بالنهار. 

(فطوبى له) أي طيب العيش أو الجنة له. وقد يطلق على المدح وحسن الحال (ولو قد كشف 
الغطاء) المانع من المشاهدة العينية «ماذا يعاين من السرور» وموجباته المعدة لأولياء الله التى لا 
0 
استفهام وذا موصولة أو زائدة. 

(يا موسى الدّنيا نطفة ليست بثواب للمؤمن ولا نقمة من فاجر) النطفة بالضم ماء الرجل 
والماء الصافى قل أو كثر, وقليل ما يبقى من دلو أو قربة» قيل: وهو من أقرب العبارات وأعجبها 
وأفصح الكنايات عن الماء وأغربهاء والنقمة بالكسر والفتح وكفرحة المكافات بالعقوبة والجمع 
نقم ككلم وعنب وكلمات, نقم من كضرب وعلم وانتقم عاقبه (فالويل الطويل من باع ثواب معاده 
بلعقة لم تبق) في بعض النسخ «بلقطة» وهي ما يؤخذ من مال مطروح وفي بعضها بلعبة وهي 
بالضم التمثال وما يلعب به كالشطرنج ونحوه. استعارها لمتاع الدّنيا لكونه كل يوم فى يد أحد 
(وبلعقة لم تدم)' ''في القاموس: لعقة كسمعة لعقة ويضم لحسه وبالضم ما تأخذه في الملعقة شبه 
بها حطام الدّنيا في القلة والخسة والحقارة والمراد ببيع ثواب المعاد بها تبديل ما يوجبه من الزهد 
والورع والتقوى وغيرها بها وهذا التبديل يوجب الويل وهو حلول الشر والفضيحة والتفجع 
والعذاب أو هو واد فى جهنم أو بئر فيها (وكذلك) أي والحال أن الدّنيا ووصف أهلها ما ذكر لا 





١‏ -كذا ولعل الصحيح لحسة. 


و 


لس شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


ريب فيه (فكن كما أمرتك) مما فيه صلاحك مثل طيب النفس عن الدّنيا والعمل بحقايق التوراة 
وغير ذلك ثم رغبه فى أخذ ما أمره به بقوله (وكل أمري رشاد) أي طريق مستقيم يوصلك إلى ما 
فيه سرورك فى الدّين ونجاتك عن دار الظالمين. 

(يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلاً فقل ذنب عجلت لي عقوبته) أطلق الذنب على الغنى مبالغة 
لأن الغنى سبب لذنوب كثيرة مثل التكبر والتفاخر وتحقير المؤمن وعصيان الرب وترك الحقوق 
الواجبة المالية ونحوها وإلى جميع ذلك أشار جل شأنه بقوله «إإن الإنسان ليطغى أن رآه 
استغنى» ويحتمل أن يكون المراد أن الغنى مسبب عن ذنب سابق فإنه تعالى قد يغنى المذنب 
استدراجاً له فى غيه. (وإذا رأيت الفقر مقبباً فقل مرحباً بشغار العنالجين) الزتكت الست أو 
الواسع عبتتل مقدر اذ فاق سيعة أورواسها والناء للمصاحبة بمعنى أو للسببية والشعار 
بالفتح العلامة وما ولى الجسد من الثياب وفيه مبالغة في كمال لزومه والتصاقه بالصالحين حتى أن 
يتميز الصالح من الطالح (ولا تكن جباراً ظلوماً) أي متكبراً عاتياً متمرداً ظالماً على نفسك وغيرك 
(ولا تكن للظالمين قريناً) أى مقارناً مصاحباً لأن صحبتهم تميت القلب وتميل إلى الظلم والرضا 
به وتورث حبهم وعونهم وغير ذلك من المفاسد. 

(يا موسى ما عمر وإن طال يذم آخره) حث على رعاية حسن الخاتمة وتحصيل ما يوجبه في 
كل وقت من أوقات العمر لأنه يحتمل أن يكون آخره (وما ضرك ما زوي عنك إذا حمدت مغبته) 
الزي التنحية والقبض زواه عنه إذا نحاه وقبضه. والمغبة بفتح الغين عافبة الشيء كالغب بكسرها 
وفيه تسلية للفقراء بأن ما نحي عنهم وقبض من متاع الدّنيا وزهراتها لا يضرهم بل ينفعهم لأنه 
محمود العاقبة وهم يحمدون ويشكرون إذا رأوا خزي أهل الدّنيا وخسرانهم (يا موسى صرخ 
الكتاب إليك صراخاً بما أنت إليه صابر) في القيامة من عوائدها ودرجاتها المعدة لأهل الطاعة 
وشدايدها ودركاتها المقدرة لأهل المعصية وفيه استعارة مكنية وتخييلية بتشبيه الكتاب بالإنسان 
وإثبات الصراخ وهو الصيحة والصوت الشديد له أو استعارة تبعية بتشبيه دلالة الكتاب ينطق 
الناطق وصراخه واستعارة الفعل له (فكيف يرقد على هذا العيون) الاستفهام للتعجب أو التوبيخ 
بترك التيقظ والطاعة في ساعات الليل (أم كيف يجد قوم لذة العيش) في الدّنيا ويرضى بها لولا 
التمادي في الغفلة عن صراخ الكتاب وأحوال القيامة (والاتباع للشقوة والتتابع للشهوة) هذه 
الأمور الثلاثة أسباب لنوم العيون ووجدان لذة العيش لأنها حجب ظلمانية مضروية على الجوهر 
القدسى مانعة له عن رؤية أحوال الآخرة ولو قد كشفت تلك الحجب عنه لرآها بعين اليقين وعلم 
أنامن بن خا ول جاه وإلى ها يقد واسضمل مين الجوارخ فيا يججاع إلنهانقد الود فلا ينام 
ولا يجد لذة العيش شوقاً إلى درجات الآخرة ومثوباتها وخوفاً من دركاتها وعقوباتها (ومن دون 


لتنا مسن ركس 





هذا يجزع الصديقون) أي من عند تمادي الخلق في الغفلة يجزع الصديقون بمشاهدتهم مخالفة 
الرب وصعوبتها عليهم أو من غير التمادي فى الغفلة يجزع الصديقون فأهل التمادي أولئ بالجزع 
أو من غير صراخ الكتاب إلى أحوال القيامة يجزع الصديقون من التقصير لعلمهم بأنه تعالى 
مستحق للعبادة لذاته ولولم تكن الجنة والناركما أشار إليه سيد الوصيين بقوله: وما عبدتك طمعا 
في جنتك ولا خوفاً من نارك بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك» والله يعلم. 

(يا موسى مُرْ عبادي يدعوني على ما كان) من الذنوب والبلايا والحاجات مطلقا ولما كان 
الاجتهاد فى الدّعاء وحسن الظن بالله عز وجل أمراً مطلوباً ولا يتحقق ذلك إلا بأن يقر الداعي له 
على رحا ف ع لبها أشار ليها قرا (بعد أن يقروا لي أني أرحم الراحمين ) إذ لولا هذا 
الإقرار لكان الداعى غافلاً أو حاكماً بالتساوى أو مرجحاً رحمة الغير أو منكراً لرحمته تعالى والكل 
ينافي الإجتهاد وحسن الظن به تعالى (مجيب المضطرين) إذ لولا الإقرار بأنه يجيب المضطرين 
كلك تحور أن الا بجيبه تدم الفقافاة بين الأسجات والننلب الكزتريه هذا يوستب الفتون فيا ذكر 
(واكشف السوء) إذ لولم يقر بأنه يكشف السوء كله لجوّز أن لا يكشف سوءه هذا وهو أيضاً ينافي 
ما ذكر (وأَبدل الزمان وآتي بالرخاء) إذ لولم يقربأن تبدل الزمان من الرخاء إلى الشدة ومن الشدة 
إلى الرخاء وإتيان الرخاء منه تعالى لجوز أن يكون من غيره فهذا الغير أولى بالرجوع إليه وهو منافب 
لما ذكر (واشكر اليسير وأثيب الكثير وأغني الفقير) الإقرار له بقبول اليسير وإثابة الكثير وإغناء 
الفقير داع إلى ما قلنا (وأنا الدائم العزيز القديم) الإقرارله بالدوام الذي لا انقطاع له والعزة التي لا 
يغلب معها والقدرة التي لا يقدر شيء على الامتناع منها باعث على ما مر والكل ظاهر (فمن لجأ 
إليك وانضوى إليك ) أي أوى ومال وانضم إليك. وفي الفايق: ضوى إليه وأضواه آواه فانضوى (من 
الخاطئين ) بيان للموصول والظاهر أن ميله إليه عليه السلام بالتوبة والإنابة والاعتراف بالخطأ 
والتقصير (فقل: أهلاً وسهلاً) نصبهما بفعل محذوف وجوباً أي أتيت أو صادفت أهلاً وعشيرة لا 
أجانب ووطأت سهلاً من البلاد لا حَرَّناً ولا خراباً وهذا الكلام يقوله العرب لإظهار الرضا عن 
المخاطب وتعظيمه وتوقيره. 

(يا رحب الفناء بفناء رب العالمين) الرحب بالضم والسعة وبالفتح الواسع والفناء بالكسر ما 
امتد من جوانب الدار وفى كنز اللغة: «فنا» استان در. والظرف متعلق بالرحب وصف اللاجىء بأنه 
واسع الفناء في فناء رب العالمين من باب تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح والدلالة 
على تعظيمه وتوقيره فإن قولنا: فلان واسع المكان فى باب السلطان يدل على ذلك والله يعلم 
(واستغفر لهم وكن لهم كأحدهم ) من لطف الله تعالى بعباده المذنبين ورحمته عليهم ومحبته لهم 
أن 'أفروشوله الكريم بالاستغفار لهم وحسن المعاشرة معهم وترك التحشم والاستطالة عليهم 


وأمرهم بالسؤال من فضله ورحمته ورغبهم فيه بأنه ذو الفضل العظيم. فوجب عليهم أن يكفوا عن 
مخالفته ويشغلوا بطاعته أداء لشكر نعمته (يا موسى كهف الخاطئين ) لأنهم رجعوا من الباطل إلى 
الحق واهتدوا إلى الاإيمان وتخلصوا عن يد الشيطان واستظلوا في ظل الأمن والأمان بإرشاده 
وهدايته وحسن عنايته ورعايته. 

(وجليس المضطرين ومستغفر للمذنبين) المراد بالجلوس معناه الحقيقي أو هو كناية عن 
السعي في دفع شدتهم واضطرارهم والاهتمام برفع حاجاتهم وافتقارهم وفى مدحه عليه السلام 
بهذه الأوصاف حث لعلماء المؤمنين وصلحائهم على الأسوة به (إنك مئّى بالمكان الرضى) 
الرظيى اقعنا لطت مقع ل ووو مكا ند الجوة والرميالة والقرين: والتتعافةورتابهة اللااري رقا هدي 
بالقلت النتىة) أى البقالقن كين الرياء والتنعة والاكتال كير تقال اواعي ارتل كلها 7 

(واللسان الصادق) أي الموافق للقلب أو مع حضوره وفراغه عن الغير إذ لوكان قلب طالب 
الحاجة منه غافلاً عنه أو مشغولا بالغير عد كاذباً بل مستهزئاأ (وكن كما أمرتك.. الخ) قد مر شرحه 
والتكرير للتأكيد وهو مطلوب فى مقام النصح والوعظ والتذكير وقد وقع مثل ذلك فى القرآن العزيز 
في مدح العلم والعلماء وذم الجهل والجهلاء وذم الذّنيا وأهلها وغير ذلك وفيه مبالغة في نفي 
الاستطالة إذكل ما يتصور منه الاستطالة من الأمورالذاتية والعرضية والنعماء الظاهرة والباطنة فمنه 
تعالى ابتداؤه (وتقرّب إلي) بالعلم والعمل والدّعاء والتضرع ورفع الحاجات (فإني منك قريب) 
الفاء للتعليل لأن قربه تعالى من الخلق مع الاستغناء ء عنهم يقتضي تقربهم منه مع كمال الاحتياج 
إليه وتقديم الظرف لتعظيم المخا طب ولئلا يقع الفصل بينه وبين الله تعالى وإنكان لفظ القرب لأنه 
مشعر بالانفصال فى الجملة (فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولا حمله) تعليل آخر للأمر بالتقرب 
أو للدعاء والعمل المستفاد من الأمر بالتقرب والظاهر أن العطف للتأكيد والتفسير وأن فيه حملاً 
وعادتى الجلد د 1 بوذي حرتقي كما انار إل يوه (إنما سألتك أن تدعوني فأجيبك 
ار ا 
على سرعة الإجابة قال الصادق عليه السلام: «إذا دعوت فظن حاجتك بالباب» ولكن له شرا 
مذكورة فى كتاب الدعاء منها تقديم حمده تعالى ع ا ل 
وذكر الذنوب والاستغفار منها وفى حذف المفعول دلالة على التعميم فكل ما دعاه من أمور الدين 
والذّنيا وفيه صلاحه فالله يجيبه قطعاً ولو وقع التأخيركان فيه أيضاً مصلحة وقد روي عنه ن9ة : «من 
تمنّى شيئاً وهو لله رضى لم يخرج من الدّنيا حتى يعطاه (وأن تتقرٌ تتقرّب إلى بما مني أخذت تأويله 
وعَلىَ تمام تنزيله) لعل الموصول عبارة عن الكتاب وما فيه من العلوم والأسرار والأحكام كل 
ذلك أسباب للقرب إليه تعالى والمراد بتأويله بيان باطنه وباطن باطنه ولازمه ولازم لازمه وهكذا إذ 





حديث موسى نا 


للكتب الإلهية ظهور معلومة وبطون مكنونة وأسرار مصونة ولوازم مستورة وأحكام معينة تعلم 
بتعليم رباني وتأويل إلهي وبتمام تنزيله تنزيل كل ما يحتاج إليه الأمة من أمر الدّنيا والدين. 

(يا موسى انظر إلى الأرض فإنها عن قريب قبرك) أمر بذكر الموت والرجوع إلى القبر وحيداً 
غريباً فإن ذلك يبعث على ترك الدّنيا والعمل للآخرة (وارفع عينيك إلى السماء فإن فوقك فيها 
ملكا عظيماً) لعل المراد به ملكوت السماوات وهو الذى أراه خليله عليه السلام ليكون من 
الموقنين أو الجنة وهى موجودة الآن فى السماء عند جماعة منهم المحقق الطوسي وقالت طائفة 
إنما توجد في القيامة وللطرفين كلام مذكور فى موضعه. ويحتمل أن يكون ملكا بالتحريك. 
والغرض منه هو الحث على العبادة أو إظهار عظمته تعالى. 

(وابكِ على نفسك ما دمت في الدّنيا) لأنها جوهر عزيز شريف نزل من عند رب جليل لطيف 
إلى مقام الوحشة ودا ر الغربة ومنزل الكربة فصار مسجوناً فى سجن الطبيعة ومغلولاً بغل السجية 
بعد كونه في مقام العز رفيعاً وعالم القدس منيعاً فاستحق ما دام في الدّنيا البكاء على حاله والصراخ 
على ذله ونكاله إلى أن يتخلص منها ويرجع إلى مقامه الأصلى ومنزله الأول (وتخوف العطب من 
المهالك)7١)‏ لأن الإنسان ما دام في الدّنيا التى هي دار البلية والامتحان وإن كان في غاية التقوى 
ونهاية الكمال ليس بآمن من انقلاب الحال وانعكاس المآل واتباع أهواء النفس ومخاطرات 
لمحا رارك مبالكيها رلدلت اكبيد الاو و لجار فى طلب حسن العاقبة (ولا تغرنك 
زيئة الدّنيا وزهرتها) الدّنيا بزينتها وزهرتها تغر الناس وتخدعهم وتجذبهم إليها والعاقل لا يغتر 
منها لعلمه بمفاسدها وإغفالها عن الحق وعدم بقائها وسرعة انتقالها منه إلى غيره (ولا ترض 
بالظلم ) الرضا بالظلم مثله في العقوبة ومن علاماته الاستبشار به والمدح له وعدم إنكاره مع القدرة 
عليه ومصاحبة الظالم وإعانته (ولا تكن ظالماً فإني للظالم رصيد) أي مترقب منتظر لآخذه بغتة 
من رصد السبع يرصد فهو رصيد إذا رقب الوثوب على صيده (حتى أديل منه المظلوم) في 
القاموس: أدالنا الله من أعدائنا من الدولة والإدالة الغلبة وهو سبحانه يجعل الدولة والغلبة للمظلوم 
على الظالم في الدّنيا أو يوم القيامة: 

(يا موسى إن الحسنة عشرة أضعاف) قد منّ على هذه الأمة أيضاً بقوله: من جاء بالحسنة 
فله عشر أمثالها» وفيه تبشير للمحسن وترغيب له في فعل الحسنة لأنه إذا علم أنه للواحدة عشر 
يسعى لها كالتاجر (ومن السيئة الواحدة الهلاك) فيه وعيد للمسىء وتنفير له عن السيئة مطلقاً لأن 
اننفس تتنفر من المهلكات (لا تشرك بي) شيئاً جلياً وخفياً لا تحل لك أن تشرك بي لأن الشرك 





.اذك_١‎ 


ل 


اك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


ظلم لا بحل لأحد خصوصاً لمن وصل مرتبة القرب فإنه تعالى لا يساهل معه في خفيه فضلاً عن 
جليه (قارب إلىّ) بفعل الخيرات (وسدد) نفسك بترك المنهيات (وادع) فل جع الحالات 
(دعاء الطامع الراغب فيما عندي) المنقطع عن غيري لأن الدعاء مع توجه القلب إلى غيره 
والطمع فيما عنده شرك في الجملة (النادم على ما قدمت يداه) من الذنوب لأن الدعاء معراج 
السالكين وموجب العروج إلى مقام القرب وهو لا يفيد ذلك مع التقييد بأغلال الذنوب وقد ذكروا 
فى كتب الأدعية أن تقديم الندامة والتوبة والاستغفار من شرائط إجابة الدعاء (فإن سواد الليل 
يمحوه النهار) وكذلك السيئة يمحوها الحسنة لان السيئة رين القلب والحسنة جلاؤها كما قال عز 
وجل 9إإن الحسنات يذهين السيئات » وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الاإيضاح والتقريب 
إلى الفهم. وقول جارية المأمون له: «كلام الليل يمحوه النهار» كأنه مأخوذ من هذا «وعشوة الليل 
تأتى على ضوء النهار» هي بفتح العين المهلمة ظلمته (وكذلك السيئة تأتي على الحسنة الجليلة 
فتسودها) إذ اختلاط الظلمة بالنور يسوده كما أن الماء الكدر يكدر الماء الصافى, وفيه دلالة على 
الاعباتاوا كسلاتين العماة فى تتعيره تيوه وعدم ةا مشهور لسن قلا نو ميم 3 كزة: 

الاصل : 

4 -علئٌ بن محمّد, عمّن ذكره. عن محمد بن الحسين» وحميد بن زياد عن الحسن بن محمّد 
الكتدى جميعاً عن أحمد:بن الحسن الميثمى» عن رجل من أصحابه قال: قرأت جواباً من أبى 
عبدالله نه إلى رجل من أصحابه: أمَا بعد فائى أوصيك بتقوى الله فإنَّ لله قد ضمن لمن اتّقاه أن 
يحوّله عمًا يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب فإيّاك أن تكون ممّن يخاف على 
العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه فإنَ الله عزَّوجِلٌ لا يُخدع عن جنّته ولا ينال ما عنده إلا 
بطاعته إن شاء الله( ١‏ , 

* الشرح : (أما بعد) أى بعد الحمد والصلاة ونحوهما ولم يذكرهما لكونهما معلومين بحسب 
المقام أوذكرهما فى الجواب أولاً ولم يذكرهما المصنف اختصاراً لعدم تعلق الغرض بذكرهما هنا 
كما فعل مثل ذلك في كثير من المواضع (فإني أوصيك بتقوى الله) أي بفعل الطاعات وترك 
المنهيات (فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا 
يحتسب ) كما قال عز وجل 9 ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب؟ وقال أمير 
المؤمنين 9# «من أخذ بالتقوى غربت عنه الشدايد» وفيه وعد لمن اتقاه بأنه يحوله من الفتن 
والشدائد وضيق المعيشة إلى أضدادها ومن ظلمة الجهل وعداوة الخلق إلى نور العلم ومحبتهم له 





. 87 // الكافى:‎ ١ 


ون :طرق النان إلى ظريق البحنة وميك ألم الفراق من الحق إلى لذة الوصال به إلى غير ذلك وإليه 
أشار أمير المؤمنين ىه بقوله «واعلموا أن من يتقٍ الله يجعل له مخرجاً من الفتن ونورا من الظلم 
ويخلده فيما اشتهت نفسه وينزله منزل الكرامة عنده فى دار اصطنعها لنفسه» وهذه كناية عن 
الجنة ونسبها ا ا ا الحسية أشرف المقامات لأشرف 
التيخاوقات وركذا اللحنة الحعلية وه ووحات الوضول:والانتتعراق:فن المغارف الالهية التن .بها 
اللنادة:والنيجة الأدية والتقوى اعط الأسننات لهنا زإناك أن تكون معن رخاف على الغباد:من 
ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه) كمن وعظ وأمر ونهى غيره وخالف ونسى نفسه ومن اغتاب أحداً 
على ذنبه أوكرهه وهو يعمله ولايكره ذنب نفسه (فإن الله عز وجل لا يخدع عن جنته ولا ينال ما 
عنده إلا بطاعته إن شاء الله ) أشار إلى أنه تعالى ليس بجاهل ولاغافل عما يعمله العباد من الطاعة 
والمعصية فيرد المستحق للجنة والثواب ويكرم المستحق للعقوبة والعذاب كما هو شأن كثير من 
الناس بل هو عالم بكل شىء وحقيقته فنزل كل أحد فى منزله ومرتبته. 

*: الاصل : 

٠‏ -عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان. عن عيثم بن أشيم. عن 
معاوية بن عمّارء عن أبي عبدالله لي قال: خرج النبئٌ يَْْةُ ذات يوم وهو مستبشرٌ يضحك سروراً 
فقال له النّاس: أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سروراً فقال رسول الله 86: : إِنّهِ ليس من يوم 
ولا ليلة إلا ولي فيها تحفة من الله ألا وان تي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما 
مضى. إِنَّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّى السّلام وقال: يا محمّد إِنَّ الله عزَّوجِلٌ اختار من بني 

هاشم سبعة؛ لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقى: أنت يا رسول الله سيد النْبيين 
وعليٌ بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّبين والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط وحمزة 
ا جعفر ابن عمّك الطيار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم 

لقائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرّية علي وفاطمة من ولد 
ا ) 

* الشرح : (خرج النبي يَيْةُ ذات يوم) الذات في مثله بمعنى النفس يُقال: أتيت ذات يوم أي 
يوماً كما صرح به في كنز اللغة (وهو مستبشر يضحك سروراً) قيل: الضحك حالة تغير يوجبها 
سرور يغلب فينشط لها عروق القلب فيجري فيها الدم فيفيض إلى سائر عروق الجسد فيثور لذلك 
حرارة ينبسط لها الوجه ويضيق وينفتح عنها الغم وهو التبسم فإذا زاد السرور تمادى ولم يضبط 





.47 // الكافي:‎ - ١ 


و 


4 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 
الإنسان نفسه قهقه (فقال له الناس أضحك الله سنك وزادك سروراً) السن الضرس بالكسر فيهما 
وجعله مفعول الإضحاك باعتبار أن الضحك منه يظهر أو بتضمين معنى الكشف (فقال رسول 
لله يَيُ : إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولى فيها تحفة) التحفة بالضم وكهمزة البر واللطف والطرفة 
اتحفه تحفة والغرض منه إظهار الشكر له عز وجل (والحسن والحسين سبطاك سيدا الأسباط) أى 
متنا اميا ل امنا والسبط بالكسر ولد الولد ويندرج في هذا الحكم ساير الأئمة عليهم السلام. 

(وحمزة عمك سيد الشهداء) لعل المراد بهم الشهداء في عصره وَيْهُ والحكم إضافي وإلاّ 
فسيد الشهداء على الإطلاق الحسين بن على ليه (ومنكم القائم) ظهور القائم المهدي صاحب 
الزمان ونزول عيسى عليه السلام وصلاته خلفه مما اتفق عليه العامة والخاصة والروايات بين الكل 
متظافرة» أما طريق الخاصة فظاهر وأما طريق العامة ففي صحيح مسلم بإسناده عن أبى عبد الله نف 
قال «قال رسول الله يَيَة: وكيف إذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم)» قال ابن العربي: ويعني 
بمنكم من قريشء وقيل: يعني الإمام المهدي الآتي في آخر الزمان الذي صح فيه حديث الترمذي 
من طريق ابن مسعود قال: قال رسول الله يَيةُ: و لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل 
بييتي يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» ومن طريق أبي هريرة: «لو لم تبق من الدّنيا إلا يوم 
لطوله الله حتى يلي .. » وفى أبي داود عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ييه : « المهدي من عترتي 
من ولد فاطمة يعمل فى الناس بسنة نبيهم» قال ابن العربي: وما قيل أنه المهدي بن أبي جعفر 
المنصور لا يصح فإنه وإن وافق اسمه اسمه واسم أبيه اسم أبيه ؛ فليس من ولد فاطمة وإنما هو 
المهدي الآتى في آخر الزمان. فالعامة وافقونا فى أن المهدي الموعود من ولد فاطمة عليها السلام 
لكنا نقول هو موجود غايب عن الأبصار وهم يقولون أنه يتولد في آخر الزمان. 

* الأصل : 

١‏ -سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان الدّيلمي المصريء عن أبيه. عن أبي بصير, عن أبي 
عبدالله لله قال: قلت له قول الله عرّوجلٌ: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق» قال: فقال: إِنَّ الكتاب 
لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله يِه هو الناطق بالكتاب قال الله عزّوجِلٌ: هذا كتّابنا ينطق 
عليكم بالحق» قال: قلت: جعلت فداك إِنا لا نقرؤها هكذا. فقال: هكذا والله نزل به جبرئيل على 
محمد يَيلْةُ ولكنه فيما حّف من كتاب الله( ١‏ . 

* النشبرح : قوله (عن محمد بن سليمان الديلمي المصري ) هكذا في النسخ التي رأيناها وفي 
بعض كتب الرجال البصري بالباء الموحدة وفى بعضها النصري بالنون وهو وأبوه من كبار الغلاة 





. 27” / ١ الكافى:‎ ١ 


0ط 1 


(عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام (قال: قلت له: قول الله عز وجل هذا كتابنا ينطق 
عليكم بالحق» قال: فقال: إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق اه) حمل عليه السلام النطق على المعنى 
الحقيقى وهو التكلم باللسان وتقطيع الصوت بالحنجرة وتأليف الحروف على نحو ممخصوص 
يشعر بما في الذهن والكتاب بوزن الحساب لا ينطق حقيقة وإن أمكن اتصافه بالنطق مجازاً باعتبار 
أنه يظهر منه المقصود كما يظهر من النطق ولذلك حكم لَه بأنه تحريف وأن المنزل هو كتَابنا بفتح 
الكاف وشد التاء على صيغة المبالغة وهو العالم الذي بلغ علمه حد الكمال والمراد به رسول 
الله ييه والاوصياء بعده واحداً بعد واحد. ويحتمل أن يكون التحريف فى ينطق بصيغة المعلوم 
بأن يكون المنزل هو المجهول والله يعلم. 

الاصل : 

١‏ جماعةٌ. عن سهل عن محمّد, عن أبيه [عن أبى محمّد]؛ عن أبي عبدالله 9ه قال: سألته 
عن قول الله عزَّوجِلٌُ: (والشمس وضحيها» قال: الشمس رسول اله يَيةُ به أوضح الله عرّوجل 
للناس دينهم. 

قال: قلت: « والقمر إذا تليها» قال: ذاك أمير المؤمنين 946 تلا رسول الله عَيْلُ ونفثه بالعلم نفثأء. 

قال: قلت: لا والتّيل إذا يغشيها» ؟ قال: ذاك أئمّة الجور الذين استبدٌوا بالأمر دون آل 
الرسول يَيةٌ وجلسوا مجلساً كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين لله بالظّلم والجور حكن 
لله فعلهم فقال: « والثيل إذا يغشيها» قال: قلت 9« والنهار إذا جلّيها» ؟ قال: : ذلك الإمام من ذرَيّة 
فاطمة تنا يسأل عن دين رسول الله يَيْة فيجأيه لمن سأله فحكى الله عرَّ وجل قوله فقال: #والنهار 
إذا جلّيها17 . 

* الشرح : (قال سألته عن قول الله عز وجل «#والشمس وضحيها» قال الشمس رسول 
الله يي به أوضح الله عز وجل للناس دينهم ) استعار الشمس لرسول الله ييه والوجه هو الاضاءة 
والإنارة وإيضاح الدين برفع ظلمة الجهل والفتن (قال: قلت: « والقمر إذا تليها» قال: ذاك أمير 
المؤمنين 36 تلا رسول اله يِيُ) استعار القمر لعلي ني والوجه أن نور علمه مستفاد من نور علم 
النبى و كما أن نور القمر مستفاد من نور الشمس وقد أشار إليه بقوله (ونفثه بالعلم نفثاً) أى 
أوحى إليه العلم وألقاه إلى صدره اللطيف وأصل النفث النفخ (قال: قلت: 8« والليل إذا يغشيها» 
قال: ذلك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر. . الخ) أي انفردوا واستقلوا بأمر الدين والخلافة 
غاصبين شبه أئمة الجور مثل الخلفاء وبني أمية وبني عباس وأضرابهم وأعوانهم بالليل في الظلمة 





. 1٠ / 8 الكافى:‎ - ١ 


52 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وعدم اهتداء الخلق في خلافتهم إلى دين الحق وفي تغشية ظلمتهم نور النبي وهو دينه الحق كما 
بغشى ظلمة الليل ضوء النهار وإليه أشار جل شأنه بقوله « أو كظلمات في بحر لجي يغشيه موج من 
فوقه موج من فوقه سحاب» وقد مر تفسيره في كتابٌ الحجة (قال: قلت: « والنهار إذا جليها» قال: 
ذاك الإمام من ذرية فاطمة عليها السلام.. |ه) فإن نوز غلم التبيى 1205 اوديتة وقوانينه:وآدانه يتيجل 
بالإمام القائم مقامه من ذرية فاطمة عليها السلام كما يتجلى نور الشمس إذا انبسط النهار فهو عليه 
السلام يشبه النهار فى التجلية. 

١ : الأصل‎ * 

١‏ سهلء عن محمد عن أبيه» عن أبى عبد الله لذ قال: قلت: #هل أتيك حديث الغاشية» ؟ 
قال: يغشاهم القائم بالسيف. قال: قلت: (وجوه يومئذ خاشعة» ؟ قال: خاضعة لا تطيق الامتناع. 
قال: قلت: # عاملة» ؟ قال: عملت بغير ما أنزل الله» قال: قلت: ا ناصبة» ؟ قال: نصبت غير ولاة 
الأمر. قال: قلت: «تصلى ناراً حامية» ؟ قال: تصلى نار الحرب في الدّنيا على عهد القائم وفي 
الآخرة نار جهنّه17 . 

* الشرح : (سهل عن محمد عن أبيه عن أبى عبد الله مذ ) أعاده للاشارة إلى طريق آخر عنه أو 
للرواية عنه بلا واسطة وإن بعدت (قال: قلت: «إهل أتيك حديث الغاشية4 قال: يغشاهم القائم 
بالسيف) الغاشية الداهية التى يغشى الناس شدائدها أو الناركما فى قوله تعالى: # تغشى وجوههم 
النار 4 شبهه عليه السلام بالذ اهن لأنه بلاء على أعدائه يورد عليهم الشدائد من المتل والأسمو 
والنهب وغيرها أو بالثار لأنه يحرقهم بالسيف القاطع ويهلكهم كالنار (قال: قلت: « تصلى ناراً 
حامية4 أي شديد الحراة متناهية فيها (قال: تصلى نار الحرب في الذنيا.. الخ) أي تدخل تلك 
الوجوه في نار الحرب فتهلك كما يدخل الحطب في النار فتحرقه في تشبيه الحرب بالنار الحامية 
إقنارة الى كجان شوكة الصاحب نهذ ونهاية قدرته عل المحاربة مع الأعداء. 

الاصل : 

١‏ -سهلء عن محمّد. عن أبيه» عن أبى بصير قال: قلت: لأبى عبد الله لهّة: قوله تبارك وتعالى: 
« وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقًّ ولكن أكثر النّاس لا 
يعلمون» ؟ قال: فقال لى: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ؟ قال: : قلت: إِنَّ المشركين يزعمون 
ويحلفون لرسول الله يله إن الله لا يبعث الموتى قال: فقال: تبأ لمن قال هذاء سلهم هل كان 
المشركون يحلفون بالله أم باللات والعرّى ؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه . 





. 27” / ١ الكافى:‎ - ١ 


قال: فقال لى: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قومأ من شيعتنا قباع سيوفهم على 
عواتقهم فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلانٌ وفلانٌ وفلان من قبورهم وهم 
مع القائم فيبلغ ذلك قوماً من عدوّنا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم 
تقولون فيها الكذب لا وله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم 
فقال: « وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت»(١‏ . 

# الشرح : (فقال لى: يا أبا بصير ما تقول فى هذه الآية؟) الظاهر أن تقول للخطاب أي ما تقول 
نع أن بشع رق ل هه ارا قز فا تملك ذا افق كرو ارو عجونة و سلتوة اسر ل رن اه 
الله لا يبعث الموتى) أى ينكرون القيامة وحشر الناس فيها (قال: فقال: تباً لمن قال هذا) التب 
الهلاك والخسران ونصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزم الله هلاكاً وخسراناً لمن فسر الآية به 
وهذا إما خبر أو دعاء وينبغي حمله في مثل أبي بصير على التوبيخ (سلهم) أي أهل العلم 
العارفين بأحوال المشركين. 

(هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟) فإنهم يجيبونك أنهم إنما كانوا يحلفون 
بهما لا بالله فهذا التفسير ينافى قوله تعالى: #وأقسموا بالثه جهد أيمانهم» (قلت جعلت فداك 
فأوجدنيه) أي بيّن لي المطلوب من الآية وأظفرني به حتى أعرفه من أوجد فلاناً على مطلوبه إذا 
الفردوة ناته ذلنا الطاهر 1ق رتقول) [لنععلا نت لخمعاق مركو للا يسما داغانة لكايه ور بده 1ه 
«سلهم» و«تبا» لأن الظاهر أن ضمير الجمع للعامة وأن التب لهم على الحقيقة لكنه احتمال بعيد إذ 
يأباه ظاهر قول أبى بصير «أوجدنيه» مع احتياجه إلى محذوف بغير قرينة ظاهرة فإن قوله «قلت: إن 
المشركين يزعمون» تقديره حينئذ قلت: يقولون: إن المشركين فليتأمل. (قال: فقال: يا أبا بصير لو 
قد قام قائمنا بعث الله إليه قوماً من شيعتنا بعد موتهم قباع سيوفهم على عواتقهم) القباع بالكسر 
جمع قبيعة كسفينة وهو ما على طرف مقبض السيف من فضة أو حديد, وقيل: هى تحت شادتى 
السيف والعاتق المنكب (فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها 
الكذب) نسبوا الكذب إلى الشيعة في هذا القول وتعجبوا منه لزعمهم أن الرجعة باطلة وأن هذه 
الدولة القاهرة لا تحتاج إلى المعاونة بالموتى ثم قالوا ترويجاً لكذبهم على سبيل المبالغة: (لا والله 
ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة) العيش الحياة عاش يعيش عيشاً إذا حيى وأنت خبير 
بأن قولهم بإبطال الرجعة باطل إذ لا دليل لهم عقلاً ونقلاً على بطلانه مع دلالة الآبات والروايات 
على وقوعها في هذه الأمة وفي الأمم السابقة كما في حكاية عُزير وموسى وعيسى عليهم السلام 





. غ4‎ / ١ الكافي:‎ - ١ 


ل 


اذى شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


ومن البيّن أن الحكم بعد وجود شيء لا يستحيل وجوده عقلاً باعتبار عدم وجدان الدليل على 
وجوده باطل فكيف إذا وجد الدليل عليه وأما عدم احتياج هذه الدولة القاهرة إلى الاستعانة 
بالموتى فممنوع وعلى تقدير التسليم يجوز أن يكون فائدة الرجوع إدخال السرور فيهم وتُشفى 
صدورهم من مشاهدة نكال الأعداء واكتسابهم الأجر مرتين. 

* الاصل : 

6 -علئٌ بن إبراهيم» عن أبيه» عن ابن فضّالء عن ثعلبة بن ميمون» عن بدر بن الخليل الاسدي 
قال: سمعت أبا جعفر نىة يقول في قول الله عرَّوجِلٌّ: #فلمًا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون ظ لا 
تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعدّكم تسألون؟ قال: «إذا قام القائم وبعث إلى بني 
أميّة بالشام هربوا إلى الوُّوم فيقول لهم الرّوم: لا ندخلتكم حتّى تتنضًروا فيعلّقون فى أعناتهم 
الصلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب 
القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم مناء قال: فيدفعونهم إليهم فذلك قوله: «إلا تركضوا 
وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلّكم تُسئلون؟ قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بهاء قال: 
فيقولون «إيا ويلنا إِنَا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعؤيهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين» 
الي 7 

التشرح : (فلما أحسوا بأسنا.. الخ) البأس العذاب والشدة فى الحرب والركض تحريك 
الرجل ومنه «اركض برجلك» والعدو استحثاث الفرس للعدو والهرب ومنه إإذا هم منها 
يركضون؟ والترفه بالضم النعمة والطعام الطيب والشيء الطريف والمترف كمكرم المتروك يصنع 
ما يشاء ولا يمنع والمتنعم الواسع في ملاذ الذّنيا وشهواتها الذي لا يمنع من تنعمه والروم جيل من 
ولد روم بن عيصم والتنصر الدخول فى النصرانية وهى دين النصارى والصليب للنصارى معروف 
وحضرة الرجل قربه وفناؤه والحصيد الزرع والمحصود بالمنجل وإطلاقه عليهم من باب الاستعارة 
والخمود السكون والسكوت. والأموي بفتح الميم وضم الهمزة وفتحها شاذ منسوب إلى أمية 
بحذف التاء والياء الزائدة وقلب الأخيرة واواً لكراهة اجتماع أربع ياءات وثلاث أيضاً والرحبة 
بالضم قرية حد القاسية وناحية بالمدينة والشام قرب وادي القرى وبالفتح قرية بدمشق ومحلة بها 
أيضاً محلة بالكوفة وموضع ببغداد. 





١ب‏ الكافئ: 20:/7. 


رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير ا 





رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير 

١ : الأصل‎ # 

-محمّد بن يحيى» عن محمد بن الحسين» عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع» عن عمّه حمزة 
بن بزيع, والحسينٌ بن محمّد الأشعريٌ. عن أحمد بن محمّد أبى عبدالله. عن يزيد بن عبدالله. 
عمّن حدّثه قال: كتب أبو جعفر 32 إلى سعد الخير: 

بسم الله الرّحمن الرّحيم أمّا بعد: فإِنّى أوصيك بتقوى الله فإنَّ فيها السلامة من التلف والغنيمة 

ف الحمليع ٠‏ اله رجا بتو بالشرى عن اندودما رت عندعتة ويجلى بالقوق عه هنا 
وجهله. وبالتقوى نجا نوحٌ ومن معه فى السفينة وصالح ومن معه من الصاعقة. وبالتقوى فاز 
الصابرون ونجت تلك العصب من المهالك ولهم إخوان على تلك الطّريقة يلتمسون تلك 
الفضيلة, نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات؛ حمدوا ربّهم 
على ما رزقهم وهو أهل الحمد وذمّوا أنفسهم على ما فرّطوا وهم أهل الذمّ وعلموا أنَّ الله تبارك 
وتعالى الحليم العليم إِنّما غضبه على من لم يقبل منه رضاه وإنّما يمنع من لم يقبل منه عطاء 
وَإنّما يضل من لم يقبل منه هداه. ثمّ أمكن أهل السيّئات من التوبة بتبديل الحسنات؛ دعا عباده 
في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع ولم يمنع دعاء عباده فلعن لله الذين يكتمون ما أنزل 
لله وكتب على نفسه الرّحمة فسبقت قبل الغضب فتمّت صدقاً وعدلاً فليس يبتدىء العباد 
بالغضب قبل أن يغضبوه وذلك من علم اليقين وعلم التقوى وكلٌ أمّة قد رفع الله عنهم علم الكتاب 
حين نبذوه وولاهم عدوّهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحدَّفوا حدوده 
فهم يروونه ولا يرعونه والجهّال يعجبهم حفظهم للرّواية والعلماء يحزنهم تركهم للرّعاية وكان 
من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لا يعلمون فأورودهم الهوى وأصدروهم إلى الرّدى وغيّروا 
عرى الدين ثمّ ورثوه في السفه والصباء فالأمّة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك وتعالى 
وعليه يردون؛ فبئس للظالمين بدلا ولاية الناس بعد ولاية الله وثواب الناس بعد ثواب الله ورضا 
الناس بعد رضا الله فأصبحت الأمّة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة: 
معجبون, مفتنون فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم ! 

وقد كان في الوٌّسل ذكرى للعابدين إِنَّ نبياً من الأنبياء كان يستكمل الطاعة؛ ثم يعصي الله 
تبارك وتعالى في الباب الواحد يخرج به من الجنّة وينبذبه في بطن الحوت, ثم لا ينجيه إلا 
الاعتراف والتوبة» فاعرف أشباه الأحبار والرُّهبان الذي ين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه فما 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





ربحت تجارتهم وماكانوا مهتدين, ثمّ اعرف أشباههم من هذه الأمّة الذين أقاموا حروف الكتاب 
وحرّفوا حدوده فهم مع السادة والكبرة فإذا د تفرّقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا وذلك 
مبلغهم من العلمء لا يزالون كذلك في طبع وطمع لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم 
بباطل كثير يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ويعيبون على العلماء بالتكليف والعلماء في 
أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة إن رأوا تائها ضالاً لا يهدونه أو ميّتاً لا يحيونه فبئس ما يصنعون 
لأنَّالله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف وبما أمروا به وأن ينهوا 
عمّا نهوا عنه وأن يتعاونوا على البرّ والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان. فالعلماء من 
الجهّال فى جهد وجهاد., إن وعظت قالوا: طغت وإن علَّموا الحقٌّ الذي تركوا قالوا: خالفت وإن 
اعتزلوهم قالوا: فارقت: وإن قالوا: هاتوا برهانكم على ما تحدّثون قالوا: نافقت . 

وإن أطاعوهم قالوا: عصيت اله عزّوجل, نهلك جهال نينا 9 يعلمود. أمّيون فيما يتلون» 
يصدّقون بالكتاب عند التعريف ويكدذّبون به عند التحريف فلا ينكرون: أولئك أشباه الأحبار 
راذعا كاده فى الهوى:بصادة : في الرّدىء وآخرون منهم جلوسٌ بين الضلالة والهدى لا يعرفون 
إحدى الطائفتين من الأخرىء يقولون: ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو؟ وصدقوا 
تركهم رسول الله ييه على البيضاء ليلها من نهارهاء لم تظهر فيهم بدعة ولم يبدّل فيهم سئّة لا 
خلاف عندهم ولا اختلاف فلمًا غشى الناس ظلمة خطاياهم صاروا إمامين: داع إلى الله تبارك 
وتعالى وداع إلى النار فعند ذلك نطق الشيطان فعلا صوته على لسان أوليائه وكثر خيله ورجله 
وشارك فى المال والولد من أشركه فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسئة ونطق أولياء الله بالحجّة 
وأخذوا بالكتاب والحكمة فتفرّق من ذلك اليوم أهل الحنٌّ وأهل الباطل وتخاذل وتهاون أهل 
الهدى وتعاون أهل الضلالة حتّى كانت الجماعة مع فلان وأشباهه فاعرف هذا الصنف. وصئف 
آخر فأبصرهم رأي العين نجباء وألزمهم حتّى ترد أهلك. فإِنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم 
وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين. إلى ههنا رواية الحسين وفي رواية محمّد بن 
يحيى زيادة: 

لهم علم بالطريق فإن كان دونهم بلاء فلا تنظر إليه فإن كان دونهم عسف من أهل العسف 
وخسف ودونهم بلايا تنقضي ثمّ تصير إلئ رخاء ثم اعلم أن إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض 
ولولا أن تذهب بك الظنون عِنْى لجليت لك عن أشياء من الحقٌّ غطيتها ولنشرت لك أشياء من 
الحنٌّ كتمتها ولكنّى أنّقيك وأستبقيك وليس الحليم الذي لا يقي أحداً في مكان التقوى؛ والحلم 


رسالة أبي جعفر عليه السلام الى سعد الخير 0 
لباس العالم فلا تعرينَّ منه والسلام7١'‏ . 

الشرح : 

(رسالة أبي جعفر ل ) إلى سعد الخير الرسالة بالكسر والفتح اسم من الإرسال وفي كنز اللغة: 
رسالة كتاب ونامه. وسعد الصاحب لأبي جعفر نيّة كثير ولم أعرف أحداً منهم بهذا اللقب 
والمصنف نقلها بطريقين أحدها عن محمد بن يحبى إلى حمزة بن بزيع. والثاني عن الحسين بن 
محمد الأشعرى وعلى هذا كان الأنسب أن يقول: قالا: كتب أبو جعفر نيه بتثنية الضمير وإفراده 
بعيد وإن كان صحيحاً (بسم الله الرحمن الرحيم) على استحباب تصدير الرسالة والمكاتيب 
بالتسمية كما أمر. 

(أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله) تقواه تعود إلى خشيته المستلزمة للامتثال بأمره ونهيه 
والاتصاف بالكمالات النفسانية ثم رغب فيها بذكر فوائدها فقال (فإن فيها السلامة من التلف) أى 
الهلاك بالآفات والشهوات والخصومات والآمال والخزي والنكال ولفظة «في» للنظر فيه أو للسببية 
(والغنيمة فى المنقلب) أى الآخرة وهى النجاة من عقوباتها والوصول إلى مقام السعادة والنزول 
في دار الكرامة التى أعدت المقين كنا طق نه القرآن المبين» وإلى مضمون هاتين الفقرتين أشار 
أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «واستعينوا بها أي بالتقوى ‏ على الله فإن التقوى فى اليوم حرز 
وجنة وفى غَْدٍ الطريق إلى الجنة» . ثم علل مضمون كل واحدة منهما وآكده بقوله: «إن الله عز وجل 
يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله؛ أي ما بعد عن إدراكه عقله من نزي الآخرة وعقوباتها 
وافاف الذنتا وهو كاتواكها بظور جما نقد ومن التكين قن اسان الف نشيو والظ المي نوا ورة 
عليهم مما دلت عليه الآيات والروايات (ويجلى بالتقوى عنه عماه وجهله) فى القاموس: جلى 
فلاناً الأمركشفه عنه كجلاه وجلى عنه أي يكشف بسبب التقوى عن العبد حجاب الجهل ولوازمه 
فيدرك المعارف والأسرار والحقايق وما فيه صلاح الدّنيا والآخرة وبحترز من الأقوال الكاذبة 
والأعمال الفاضحة والعقائد الباطلة والأخلاق الفاسدة وهكذا يسير بعلم ويقين إلى أن يبلغ مقام 
الأنس ومنزل القرب والتقوى وإن كان حصولها موقوفاً على علم وعمل لكنه بعد العلوم وإعمال 
غير محصورة كما لا يخفى على العارفين. 

(وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة) من الغرق ونجا (صالح ومن معه من الصاعقة) في 
القاموس: الصاعقة الموت وكل عذاب مهلك وصيحة العذاب والمخراق الذى بيد الملك سائق 
لساب ولاياتن على شبووء إلا أخرقة آزدنا سقط من التعماء رفت دلالة على أن التقرى وإن لم 





١‏ - الكافى: 8 / 6غ. 


وه 


م شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


يكن في نهاية الكمال حرز من التلف والهلاك ضرورة أن تقوى قوم نوح وقوم صالح لم يكن في 
مرتبة تقواهما بل على أن التقوى هى تصديق الرسول ومتابعته فى جميع ما جاء به فالشيعة 
مشتركون في أصل التقوى وإن اختلفوا في درجاتها (وبالتقوى فاز الصابرون) الفوز النجاح والظفر 
فازمنه نجا وفاز به ظفر أى نجا الصابرون على تحمل البليات والطاعات وترك المنهيات 
والمعهيناك هه البولكات الدموية والعقويات الأخروية أو ظفروا بالكزراق الخاغيرة والمتونات 
الوافرة في الدّنيا والآخرة (ونجت تلك العصب من المهالك) العصب محركة خيار القوم وأشرافهم 
والمراد بهم نوح وصالح ومن معهما والصابرون على الشدائد من الأمم السابقة (ولهم) أي لنوح 
وصالح ومن تبعهما من الصابرين والصالحين (إخوان على تلك الطريقة) المستقيمة وهي التقوى 
والامتثال بالأوامر والنواهى وتطهير الظاهر والباطن (يلتمسون تلك الفضيلة) أى النجاة من التلف 
والغنيمة فى المنقلب والطريقة المذكورة فيكون تأكيدا أو طلباً لبقائها واستمرارها أو زيادتها ولعل 
المراة بالاخوان أرباب الإيقان من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم 
السلام ومن تبعهم إلى يوم الدين (نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات) زايدة عن قدر الضرورة 
وفى بعض النسخ «الالتذاذ» بدل الاإيراد (لما بلغهم فى الكتاب من المثلات) هي بضم الثاء 
العقوبات الواقعة على أرباب العصيان والجنايات وأصحاب الطغيان فى الشهوات كما دل عليه 
كثير من الآيات وحفظوا أنفسهم من تلك الخطرات (حمدوا ربهم على ما رزقهم) من التقرى 
والتوفيق للخيرات والعصمة من اللذات المهلكات (وهو أهل الحمد) بالذات وبما أعطاهم من 
القدرة على الطاعات والتوفيق لها وغير ذلك من الألطاف والنعم التي لا تحصى. 

(وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم) لأنهم وإن بالغوا في طاعة ربهم كانوا بعد 
مقصرين ولم يأتوا بما هو حقه ولذلك لم يكن أحد من الأولياء إلأوهو معترف بالتقصير وينبغي أن 
يعلم أن بناء الرشاد والتقوى على ثلاثة أمور: الأول قبول الهادى وهدايته وهو النبي والوصي 
عليهما السلام؛ الثاني قبول ما جاء به النبي يي من الأوامر والنواهي وغيرهماء الثالث قبول ما أراد 
بالأمر والنهى من العمل بالطاعات وترك المنهيات فأشار عليه السلام إلى الثالث بقوله: (واعلموا 
أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم) في ذكر هذين الوصفين ترغيب في قبول ما يلقى إليهم أما 
العلم فظاهر وأما الحلم فلأن أخذ الحليم شديد كما اشتهر «اتقوا من غضب الحليم» (إنما غضبه 
على من لم يقبل منه رضاه) أي ما يوجب رضاه من الطاعات وترك المنهيات؛ وأشار إلى الثاني 
بقوله (وإنما يمنع) أي الرحمة (من لم يقبل منه عطاء) وهوما جاء به الرسول ييْهُ من دينه الحق . 
لأنه عطية منه تعالى إلى عباده ومتضمن لمصالحهم وأشار إلى الطريق وأعرض عن هدايته ضل 
عنه ثم رغب في التوبة بقوله (ثم أمكن أهل السيئات من التوبة) بتبديل الحسنات في كنز اللغة: 


رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير فض 





الامكان دست دادن أي أمكن أهل السيئات مطلقاً من التوبة والندامة منها بتبديل سيئاتهم 
حسنات لأن أصل التوبة الخالصة والعفو عن السيئة بعدها والثواب بها ومحبة الله تعالى لأهلها 
وستره عليه حتى لا يعلم أحد سيئاته كيلا يخجل حسنات مبدلة من السيئات روى المصنف 
بإسناده عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: « إذا تاب العبد توبة 
نصوحاً أحبه الله فستر عليه فى الدّنيا والآخرة. فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسى ملكيه ماكتبا 
عليه من الذنوب ويوحى إلى جوارحه اكتمى عليه ذنوبه ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي عليه ما 
كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب). 

ْول انيعد أن تعال#إنه تفال رويك تلك الثاتوي هم باله ورضيه ايها لذلا سين سن مان 
بذكرها (دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع) إلى قيام الساعة في مواضع 
عديدة منها قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً» هى أن يتوب العبد من 
الذنب ثم لا يعود فيه ومنها قوله: لإ والذين لا ايدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله 
إلآ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلآ من 
تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً» (ولم يمنع 
دعاء عباده) من القبول بل وعده به فى قوله: # أمّن يجيب المضطر إذا دعاه » وفى قوله #ادعوني 
استجب لكم» وفي قوله: لإفإني قريبٌ أُجيبُ دعوة الداعي إذا دعان» (فلعن الله الذين يكتمون ما 
أنزل الله من الأمر بأداء حقوق ذوي القربى ومودتهم وإطاعتهم وولايتهم والإقرار بفضائلهم وغير 
ذلك مما ذكر في القرآن الكريم (وكتب على نفسه الرحمة) أي فرضها أو قدرها وهي تستعمل تارة 
في الرقة المجردة عن الإحسان وتارة فى الإحسان المجرد عن الرقة وهو المراد هنا لأن الله الملك 
المتعال لا يوصف برقة الطبع والانفعال. 

(فسبقت قبل الغضب ) أي سبقت الرحمة إليه تعالى من حيث الصدور أو إلى الخلق من حيث 
الوقوع قبل الغضب ووصلت قبل وصوله ألاترى أن بداية نوع الإنسان مثلاً ووجوداته وكمالاته 
بمحض الرحمة والإحسان. ثم الغرض من إيجاده وهو رجوعه إليهما وأن نزول الغضب والعقوبة 
عليه إنما هو لسوء عمله ومن هنا يظهر أن الرحمة سابقة على الغضب بمراحل (فتمت صدقاً 
وعدلاً) لعل المراد بتمامية صدق الرحمة وعدلها وقوعها فى موقعها على وجه الصواب إذ لا 
يتضون العقطأ من .رحمعة تغالى بخلافرخمة الإتسان بعظهم بعقاً ومن رمت تعالن أن حمل 
لعباده خليفة وأوجب طاعتهم له ليستقحوا بذلك الرحمة ثم أشار إلى سبقها على الغضب بقوله: 
(فليس يبتدي العباد بالغضب قبل أن يغضبوه) ويفعلوا ما يوجب غضبه وعقوبته كما يبتديهم 
بالرحمة قبل أن يفعلوا ما يوجب استحقاقهم بها كما عرفت من إحسانهم في الإيجاد وإعطائهم 


ا شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


لوازم الوجودات (وذلك من علم اليقين وعلم التقوى) أن ذلك العلم المذكور وهو العلم بأن غضبه 
على من لم يقبل منه رضاه إلى آخره من علم اليقين الذي لا ريب فيه وعلم التقوى الذي للمطيع 
الخالص عن شبهات الأوهام (وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه) أن طرحوه من 
وراء ظهورهم وحين ظرف للرفع وقيد للمبتدأ أيضاً والمراد بعلم الكتاب العلم بمواعظه ونصايحه 
ومجمله ومفصله ومحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه وناسخه ومنسوخه إلى غير ذلك 

من العلوم المندرجة فيه التي بها يتم نظام الخلق في الدَّنيا والآخرة وأعظمها العلم بالولاية 
(وولاهم عدوهم حين تولوه) أي جعل واليهم عدوهم الديني الذي يتبرؤون منه فى الآخرة 
ويلعنونه لإضلاله إياهم حين تولّوا ذلك العدو وأحبوه أو حين تولُوا الكتاب وأدبروا عنه وأعرضوا 
عن علمه فإن التولى يجىء لكلا المعنيين. والمراد بجعله والياً لهم التخلية بينهم وبين أنفسهم 
الأمارة حتى يجعلوه والياً (وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه) وكلماته وإعرابه وصححوها 
وحفظوها عن التصحيف والتحريف (وحرفوا حدوده) وأحكامه وجعلوا حلاله حراماً وحرامه 
حلالاً وولاية الحق مردودة وولاية الباطل مقبولة (فهم يروونه) بضبط حروفه ومبانيه. 

(ولا يرعونه) بحفظ حدوده ومعانيه مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً بل هو أقبح حالاً من 
الحمار لأن الحمار لا يعرف ما حمله وهم يعرفون (والجهال يعجبهم حفظهم للرواية) لظنهم أنه 
العلم (ولا يحزنهم تركهم للرعاية) لأنهم غافلون وسيورثهم حسرة يوم القيامة وهم نادمون 
والمراد بالجهال هم النابذون وإنما وضع الظاهر موضع الضمير للتصريح بأنهم الجاهلون (والعلماء 
يحزنهم تركهم للرعاية) على ما ينبغى فكم من فرق بين الجاهل والعالم؟! حيث أن الجاهل مع 
كمال جهله ونقصه فى العلم والعمل يعجبه ما ليس يعلم ولا عمل في الحقيقة والعالم مع كمال 
علمه وعمله وروايته ودرايته ورعايته محزون خوفاً من التقصير فيها (وكان من نبذهم الكتاب ان 
ولوا الذين لا يعلمون) معالم الدين أو ليس لهم حقيقة العلم وأعرضوا عن الذين يعلمون ورفضوا 
قوله تعالى: #هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ وغيره من الآيات الدالة على وجوب 
متابعة أهل العلم وفى بعض النسخ «ولوه» بالضمير وهو عايد إلى الكتاب أو الدين أو أمر الخلافة 
(فأوردوهم الهوى) النفساني وهو الباطل من العقايد والأعمال وأصله ميل النفس إلى مقتضاها 

من المشتهيات الموجبة للخروج عن الحدود الشرعية (وأصدروهم الى الردى) وهو الهلاك في 
الآخرة والاصدا رالارجاع من الصدر وهو الرجوع (وغيّروا عغرى الدين) التى هي أركانه وأحكامه 
وقوانكة الجسبهة:بالحروة :فى أن#المتسيك يها معيساك بالذون وتحامل لهات اسان إلى احم لم 
حضوا الانواة إلى الموض رالا مار إلى الردى وتغيير العرى مختصاً بأنفسهم بل جعلوه من 
القوانين» وأدرجوا في الدين وورثوه من بعدهم من المفسدين بقوله (ثم ورثوه في السفه والصبا) 





رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير اا 





في للتأكيد كما في قوله تعالى: «اركبوا فيها بسم الله مجريها» أو متعلق بالتوريث بتضمين معنى 
الجعل أو الوضع. 

والسفه محركة الجهل والخشونة والطيش وخفة العمل وضد الحلم والصبا بالكسر من الصبوة 
وهى الميل إلى الجهل وفتوة الجهلة وفعله من باب نصر وبالفتح اللعب مع الصبيان وفعله من باب 
علم وهذا الذي ذكره عليه السلام ظاهر لمن نظر في أحوالهم وأحوال خلفائهم فإنهم أورثوا جميع 
ما ابتدعوه خلفاء بنى أمية وبنى عباس وعلمائهم الأربعة ومن تبعهم إلى قيام القائم ني (فالأمة) 
التابعئون (يصدرون عن أمر الناس) مع كدورة مشربهم بعد أمر الله تبارك وتعالى بولاية وليه أمير 
المؤمنين 320 (وعليه يردون أمره) ويأخذون أمر الناس والظاهر أن الواو للحال عن فاعل يصدرون 
ثم أشار إلى الذم العام للجميع بقوله (بئس للظالمين) التى اختاروها لأنفسهم بنصب الجاهل (بعد 
ولاية اللّه) التى اختارها لهم وهي ولاية أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين الذين هم أساس الدين 
وعماد اليقين ولهم خصايص الولاية كلها (وثواب الناس) أي أجرهم وأخذ ما فى أيديهم من متاع 
الدّنيا (بعد ثواب الله ) الباقى الدائم من غير نقص ولا إنقطاع (ورضا الناس بعد رضا الله) الذي لا 
يحصل إلا بقبول أمره ونهيه وطاعته (فأصبحت الأمة لذلك) المراد بالأمة الأمة الضالة المضلة 
والتابعون لهم وأصبح بمعنى صاروا (لذلك) أو «كذلك» كما فى ؛ بعض النسخ خبره وذلك إشارة 
إلى نبذهم الكتاب وتحريفهم حدوده وغيرهما من صفاتهم الذميمة المذكورة (وفيهم 
المجتهدون) فى العبادة مثل الصلاة والحج والصوم والجهاد ونحوها وإنما سماها عبادة للصورة 
الظاهرة أو لكونها عبادة عندهم وإلآا فبينها وبين العبادة المطلوبة له تعالى بون بعيد وفيه تنبيه على 
أن عبادتهم واجتهادهم فيها لا ينفعهم كعبادة اليهود والنصارى غيرهما من أصحاب الملل الباطلة 
(على تلك الضلالة ) المبنية على الجهالة ولماكان هنا مظنة أن يُقال: ما سبب اجتهادهم فى العمل 
مع فساد عقيدتهم ؟ أجاب عنه بقوله (معجبون) بعملهم بتزيين الشيطان له ليزداد حسرتهم يوم 
القيامة حين يرونه هباء منثوراً (مفتونون) لافتتان الشيطان لهم وإضلال بعضهم بعضاً بالحث عليه 
والميل إليه (فعبادتهم فتنة لهم) أي محنة وبلية ابتلوا بها مع مشقة شديدة أو سبب لزيادة ميلهم 
عن الحق إلى الباطل من فتن المال الناس من باب ضرب فتوناً استمالهم إلى مفاسده ولمن اقتدى 
بهم كما هو شأن خلفهم من متابعة سلفهم تقليداً لأعمالهم الفاسدة وعقائدهم الباطلة من غير نظر 
إلى أن أمثالهم الماضين وشيوخهم العاصين كانوا فى ضلال مبين فصارت عبادة المتبوع فتنة وبلية 
للتابع أيضاً (وقد كان فى الرسل.. الخ) فيه حث بليغ لأرباب الذنوب على الاستغفار والتوبة 
والإعتراف بالتقصير وتحذير شديد لأصحاب المعاصى فى العقائد والأعمال من غير بنائهما على 
علم ويقين فإن من تصور ما جرى على آدم ويونس عليهما السلام بالزلة الواحدة والمعصية 


ه 


الصغيرة التى هى خلاف الأولى بالنسبة إلى الأنبياء عليهم السلام يكون على وجل شديد من 
المعاصي العظيمة خصوصاً إذا تعاقفبت وتكائرت ويحكم بأنها سبب تام للمنع من دخول الجنة 
فكيف يطمع دخولها مع بقائه على تلك المعاصي وعدم تداركه بالتوبة والاستغفار والاعتراف. 
(فاعرف أشباه الأحبار والرهبان) نفى عنهم الحبر والترهب أعني العلم والتعبد والتزهد لعدم 
اتصافهم بهما وإنما الموجود فيهم هو صورتهم المحسوسة وزيّهم وهيئتهم المقتضية لتشبيههم 
بالأحبار والرهبان (الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه) أى بكتمان مافى التوراة والإنجيل من 
الحلال والحرام وتعث النبى كَل وتخريف ذلك لإخحفاء الحق وإظهار الباطل (فما ربحت 
تجارتهم ) التجارة استعارة لأعمالهم والربح ترشيح لها أي بطل بسبب الكتمان والتحريف 
المقتضيين لكفرهم جميع أعمالهم الدينية فلا فائدة لها فى الآخرة وذلك هو الخُسران المبين (وما 
كانوا مهتدين ) إلى سبيل التجارة لأن المقصود منها طلب الربح بحفظ رأس المال وهو هنا الإيمان 
وهم قد أضاعوه (ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده) 
وانحرفوا عن منهج الاإيمان فصاروا مثل هؤلاء حذو النعل بالنعل فما كانت تجارتهم رابحة 
كتجارتهم فإن سنة الله تعالى لا تختلف بل تجري في اللاحقين كما جرت في السابقين ولن تجد 
لبنينة الله تحويلاً (فهم مع السادة والكبرة) يدورون معهم حيث داروا وينقادون لهم في كل ما 
أرادوا طمعاً فيما عندهم من متاع الذّنيا ويتبرؤون منهم يوم القيامة كما قال عز وجل حكاية: « قالوا 
رمّنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً». 
وفى بعض النسخ «والكثرة» بالثاء المثلثة (فإذا تفرقت) وتعددت (قادة الأهواء) هم 
المشغوفون بالأهواء والآراء القائدون لمن تبعهم إليها (كانوا مع أكثرهم دنياً) لأن مطلوبهم عنده 
أكثر وحصوله منهم أعظم وأوفركما هو المعروف من شأن إخوان الشيطان وأطوار أبناء الزمان وفيه 
ذم للمفتى بالرأي ومن تبعه من هذه الأمة (وذلك مبلغهم من العلم) أي غايتهم وحاصلهم منه. 
(لا يزالون كذلك في طمع) في الدّنيا ومتاعها وما في أيدي الناس (وطبع ) هو بالسكون الختم 
فى الطين ونحوه وليس هنا ختم في الحقيقة وإنما المقصود بيان أنه حدثت في قلوبهم هيئة تمنعها 
من دخول الحق فيها وقبولها إياه كالختم المانع من دخول الشيء في المختوم وبالتحريك الوسخ 
الشديد من الصدأ والدنس والشين والعيب ودناءة الخلق وقلة الحياء ثم استعمل فيما يشبه ذلك 
من الآثام والأوزار وغيرها من القبايح» وفي النهاية: «أعوذ بالله من طمع يهدي إلى طبع؛ أي إلى 
شين وعيب (فلا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير) جعل صوتهم صوت إبليس 
كأنه نشأ من نفئه في صدورهم وإلهامه في قلوبهم حتى صار صوتهم بغير الحق وإفتاؤهم بالباطل 
صوته لكماله في السببية وفى «على» دون «من» تنبيه على استيلائه عليهم وكونهم مقهورين 





رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير ين 


لحكمه : أشار إلى ذمهم بوجه آخر غير خروجهم من الدين وتخريبه بآرائهم الفاسدة وهو 
إيذاؤهم أهل العلم وتشديدهم عليهم بقوله (يصير منهم العلماء على الأذى والتعنيف) أي على 
أذيهم وإضرارهم وتعنيفهم وتشديدهم والعنف ضد الرفق عنف ككرم 0 
وأعنفه وعنفه تعنيفاً إذا بالغ في الغلظة والشدة : عليه وفى بعض النسخ «التعسف» وهو الظلم يُقال 
عسف السلطان إذا ظلم أو الميل عن منهج الصواب (ويعيبون على العلماء بالتكليف) أي 
بتكليف العلماء إياهم بالأحكام الشرعية والاتباع للحق ورفض الباطل ثم أشار إلى أن للعلماء 
امتحاناً آخر هو سبب لامتحان المذكور أعنى تحمل الأذى.والتعنيف من الجهال وهو وجوب أداء 
الأمانة بالوعظ والأمر والنهي بقوله (والعلماء في أنفسهم خانة) جمع خائن أصلها خونة قلبت 
الواو ألفاً (إن كتموا النصيحة) في أمر الدين والدنيا وهى الرشاد إلى ما هو خير وصلاح فيهما. 

(إن رأوا تائها ضالاً لا يهدونه) هداية التائه المتحير في أمره والهالك الواقع فى بلية ومصيبة 
والضال الخارج عن طريق الحق أو الواقف بين الحق والباطل واجبة على العالم مع الإمكان وهي 
من الأمانات التى تركها خيانة (أو ميتاً لا يحيونه) المراد بالميت من لم يستكمل نفسه بالكمالات 
العذانة من الطلوع والأخلاق والآداب الشرعية ولم يعمل بها ولم يزهد في الذّنيا وزهراتها المضلة 
الفانية (فبئس ما يصنعون) الذم للعلماء بالخيانة وترك النصيحة أو للجهال أيضاً بإيذائهم وعدم 
إجابتهم لأن الله تعالى كما أخذ على العلماء الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كذلك أخذ على 
الجهال القبول والإجابة وأخذ على الجميع المعاونة على البر والتقوى وعدم المعاونة على الاثم 
والعدوان. 

(فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد) أي فى جهد ومشقة من أذاهم وتعنيفهم وعيبهم وعدم 
إجابتهم وفي جهاد معهم ظاهراً وباطناً من الأقوال الناصحة لهم والكلمات الوافية والأفكار 
الصحيحة في تطويعهم إلى الحق وصرف قلوبهم من الباطل» ثم أشار إلى الجهد والجهاد بقوله (إن 
وعظت قالوا: طبعت ) أي دنست وخبثت ووسخت لزعمهم أن هذا الوعظ باطل دنسء وفي بعض 
النسخ «طغت» من الطغيان وهو الخروج عن الحق وضمير التأنيث للعلماء باعتبار الجماعة (وإن 
علموا الحق الذي تركوا قالوا خالفت) الحق لزعمهم أن باطلهم حق (وإن اعتزلوهم قالوا فارقت) 
أهل السنة والجماعة (وإن قالوا هاتوا برهانكم على ما تحدثون) من الأقاويل حتى نتبعكم إن 
كنتم صادقين (قالوا: نافقت) أي ماتت وهلكت لزعمهم أن مطلوبهم 

من ضروريات الدين حه حتى أن طالب البرهان عليه هالك أو فعلت فعل المنافق لإظهار الإسلام 
وإبطان الكفر بإنكار مطلوبهم فهو على الأول من النفوق وهو الموت وعلى الثاني من النفاق وهو 
فعل المنافق (وإن أطاعوهم قالوا) على سبيل الالزام (عصيت الله عز وجل ) فقد أشار لك إلى أن 


ل 


ذل شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


أحوال الجهال منقلبة متفرقة لا يقدر العالم على حسن السلوك معهم بوجه ذلك (فهلك جهال) 
التنكير للتحقير (فيما لا يعلمون) من فساد عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم وأطوارهم فهم جهال 
بجهلهم وهو الجهل المركب المهلك (أميون) منسوبون إلى الأم (فيما يتلون) من الكتاب ولا 
يفهمون معناه كالمتولد من الأم الذي هو فى مرتبة العقل الهيولانى (يصدقون بالكتاب عند 
التعريف ويكذبون به عند التحريف) أي تحريف معانيه وضدرنها ان غير المقصود منه كما هو 
شأنهم في تفسير كثير من الآبات الكريمة مثل آبة الطاعة وآية الولاية ونحوهما (فلا ينكرون) 
الظاهر أنه معلوم من الإنكار أو النكر والنكور والنكير وفعله من باب علم وفي القاموس: نكر الأمر 
فلان كفرح نكراً ونكراً ونكوراً ونكيراً وأنكره واستنكره وتناكره جهله والمنكر ضد المعروف وفى 
كواللفة. الكاروك بوكر المناعم وك ناهر دان أى لا سشيعرة ذلك بل ياوه 
حسناً أو لا يعلمون أنه جهل بل يعتقدون أنه علم, وإنما قلنا: الظاهر ذلك لإحتمال أن يكون 
مجهولاً من الانكار (أولئك أشباه الأحبار والرهبان) الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريف 
حدوده. 

(قادة فى الهوى سادة فى الردى) لأنهم أرباب الأهواء النفسانية وأصحاب الآراء الشيطانية 
كاندوة ليم إل المولكات الداخيرية او الاسرويةة لما أشار الى سين :ديم رجه المطناة 
والمأمومين لهم أراد أن يشير إلى صنف ثالث منهم وهم المستضعفون فقال (وآخرون منهم 
جلوس بين الضلالة والهدى) أن بين طريق الباطل وطريق الحق ولا يميزون بين أهل الهداية 
والضلالة ولا بين صلاح أحدهما وفساد الآخر (لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى) فلا 
يكونون من هؤلاء ولامن هؤلاء بل واقفون مترددون يقولون (ما كان الناس ) في عهد النبي كيه 
(يعرفون هذا) أى هذا الاختلاف بين الأمة فى أمرالدين حيث لم يكن فيهم (ولا يدرون ما هو) 
الظاهر أنه عطف على يقولون أي زلدون الالعروة الجالسون ما هذا الاختلاف ولا أي شيء 
سببه والعطف على يعرفون (وصدقوا) فى هذا القول وهو أنه لم يكن اختلاف بين الأمة في 
عهده يَيْهُ واعلم أن هذا الصنف هو الثالث فيما روي من أن علياً عليه السلام باب الله من دخل فيه 
فهو مؤمن ومن خرج منه فهوكافر ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه فهو مستضعف في مشيئة الله 
تعالى . ثم أشار عليه السلام من باب الاستيناف إلى سبب صدقهم وسبب الاختلاف بعده له 
بقوله (تركهم ) أي الأمة رسول الله يَيْهُ حين قبض (على البيضاء ليلها من نهارها) أي على الملة 
البيضاء ليلها متميزة من نهارها وهذا يحتمل وجهين الأول أن ثُراد بالنهار ظاهر الملة وبالليل باطنها 
لخفائه بالنسبة إلى الظاهر بحيث لا يهتدى إليه كل أحد. الثانى أن يراد بالنهار الحق وبالليل الباطل 
والبدعة بتشبيه الحق بالنهار والبدعة بالليل في الظلمة وإضافتها إلى الملة باعتبار أن الملة كاشفة 





رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير تدان 


مبينة لها والله أعلم (لم تظهر فيهم بدعة) هي ما لم يكن في عهده يَيْلْهُ وكان مخالفاً لما جاء به 
(ولم تبدل فيهم سنة) هي ما جاء به ييه ويمكن أن يراد بالبدعة ولاية الجور وبالسنة ولاية الحق, 
الأولى لم تكن حينئذ والثانية لم تبدل (لا خلاف عندهم) حينئذ فى السنة (ولا اختلاف) في 
الولاية والإمامة بل كانواكلهم على سنة واحدة وولاية واحدة هى ولاية على نيه طوعاً أوكرهاً أو 
غير مظهرين لخلافه. 

(فلما غشيى الناس ظلمة خطاياهم ) حين قبض النبي وَييةٌ والتغشية التغطية والغشاوة بالكسر 
الغطاء شبه الخطايا بالليل وأثبت لها الظلمة مكنية وتخييلية أو شبهها بالظلمة والتركيب من باب 
لجين الماء ووجه التشبيه هو تحير الناس فيها وعدم اهتدائهم إلى المقصود لضرب الحجاب بينهم 
وبينه (صارواإمامين: داع إلى الله تعالى ) أي إلى طريقه وأسباب التقرب منه وهو على عليه السلام 
فتن الله تغالن وام وبر له 2 (وداع إلى النار) أى إلى أسباب الدخول فيها وهو الأول وأخواه 
فعند ذلك (نطق الشيطان) في النار لحصول رجائه في إضلالهم وكمال ظنه فى إغوائهم كما قال عز 
وجل: #ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين». 

(فعلا صوته) الحادث من أوتار النغمات المنصوبة على طنبور الخيالات. المحركة إلى أنواع 
السهوات (على لسان أوليائه) من الجن والإنس ودعاهم الى الباطل وزينه في قلوبهم فمالوا إليه 
(وكثر خيله ورجله) الخيل الفرسان والمراد بهم أصحاب الشوكة والقدرة على المكر والخدعة 
واستعمال الرأي في وضع القوانين الباطلة» والرجل ككتف من لا ظهر له يركبه. والمراد بهم 
الضعفاء والتابعون لهم في باطلهم (وشارك الشيطان) في المال والولد (من أشركه فيهما) فحملهم 
على كسب الأموال من طرق الحرام والتصرف فيها فيما لا ينبغي وعلى تحصيل الولد بالسبب 
الحرام كجعل مال الإمام مهور النساء وقيم السراري وأمثال ذلك. وقد روى «إن أكثر المخالفين من 
أولاد الزنا» (فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنة) ذ ضمير «عملٍ) راجع إلى الموصول والعمل 
بالبدعة مستلزم لتركهما بالضرورة ولذلك قال سيد الوصيين: وما أحدة ثت بدعة إلا تركت بها سنة» 
(ونطق أولياء الله بالحجة) وهم الأوصياء عليهم السلام ومن تبعهم, والمراد بالحجة البرهان الدال 
على الحق (وأخذوا بالكتاب والحكمة) ) التي قال الله تعالى فى وصفها وتعظيم أهلها: #ومن يؤتَ 
الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً» وهى في لسان الشر رع العلم النافع فى الآخرة وقد يطلق على ما هو 
أعم من ذلك (فتفرق من ذلك اليوم ) الذي قبض فيه صلى الله عليه وآله وتركهم (أهل الحق وأهل 
الباطل) سلك أهل الحق مسلك الحجة والإيمان وأهل الباطل مسلك الرأى والشيطان. 

(وتخاذل وتهاون أهل الهدى) فاعل الفعلين على سبيل التنازع والمراد أن أهل الهدى تخاذلوا 
وتهاونوا وتركوا النصرة والتعاون بينهم ولولا ذلك لما غلب الضلالة عليهم وفيه نوع شكاية من 


1ك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


التابعين لعلى نه بعدم نصرتهم له كما مر مثله عنه ليه فى الخطبة الطالوتية وبعض أهل العلم غيّر 
هل السارة :وقرا فخادن ا وتهادن بالدال والهوى بالواو والظاهر أنه تحريف (وتعاون أهل 
الضلالة) وتناصروا بمقتضى القوة الشهوية والغضبية والحمية الجاهلية الغالبة فى أهل الفساد مع 
إنضمام الوساوس الشيطانية إليها حتى (كانت) أهل الضلالة هى الجماعة. 

(مع فلان وأشباهه) أراد به الأول والثاني والثالث وأضرابهم من الخلفاء المضلة وعلمائهم إلى 
قيام الصاحب عليه السلام (فاعرف هذا الصنف) من أهل الضلالة بأشخاصهم وعمقايدهم 
وأعمالهم وأطوارهم وأقوالهم الخارجة عن القوانين الشرعية (وصئف آخر فابصرهم رأى العين 
نجباء ) المراد , بهم أهل الهدى (والزمهم) ولا تفارقهم (حتى ترد أهلك) أهل الجنة والسعادة وقد 
أمر عليه السلام بمعرفة الصنفين اه 
فإنه يوجب الحياة الأبدية والورود على أهل الجنة ويمكن أ ن يكون «ترد» بتشديد الدال أي حتى 
ترد أهلك عن صنف أهل الضلالة إلى أهل الحق وهذا أنسب بقوله (فإن الخاسرين الذين خسروا 
أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) باختيار الضلالة أو ترك النصيحة والدعاء إلى الخير والأعمال 
الصالحة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (ألا ذلك هو الخسران المبين) لأن خسران الآخرة 
لقان أنذا هو الخسران المبية وأا خبيران الذنا لأنفعنائه قلي بتخبدزاق بالتظر إليه: 

(إلى ههنا رواية الحسين) ورواية محمد بن يحبى أيضاً بقرينة قوله (وفى رواية محمد بن 
يحيى زيادة ) فإن لفظ زيادة يشعر بذلك (لهم علم بالطريف) أى لصنف آخروهم أهل الحق علم 
كامل بطريقه يعرفونه ويعرفون به (فإن كان دونهم بلاء فلا تنظر إليه) ولا تلومهم ولا تفارقهم فإن 
البلاء موكل بالأولياء (فإن كان دونهم عسف من أهل العسف) أي ظلم وجور من الظالمين 
والجابرين وأهل العسف الأخذ على غير طريق وركوب الأمر من عرو ثم نقل إلى الظلم والجور 
(وخسف) أى نقصان وهوان وتغير وانكسار (ودونهم بلايا تنة عدي ا روما امكل «لرك ين 
معرض الزوال (ثم تصير إلى رخاء) وسعة ورفاهية في الآخرة بل في الدّنيا أيضاً خصوصاً في عهد 
الصاحب عليه السلام وفي كل ذلك ترغيب في مودتهم وتآلفهم ومتابعتهم (ثم اعلم أن إخوان 
الثقة ذخائر بعضهم لبعض) المراد بهم المتحابون المتدينون والتابعون له لليْةِ في الاقوال 
والأعمال وهم ذخائر بعضهم لبعض يتناصرون ويتعاونون ويتباذلون والقائمون بأوامره تعالى 
وأسراره وعلمه والذابون عنه دينه والنافعون كل واحد صاحبه فى الشدة والرخاء. 

(ولولا أن يذهب بك الظنون عنى) إلى اعتقاد الرسالة أو الألوهية كما يرشد إليه الحديث 
النبوي في مدح وصيه على عليه السلام وهو يأتي بعيد هذا (لجليت لك عن أشياء من الحق 
غطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها) لعل المراد بها العلوم الدينية والأسرار الغيبية التى لا 





رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير 1 


يعلمها إلا الله تعالى ومن ارتضاه من رسول وأوصيائه عليهم السلام وهم لا يظهرونها إل لمن يوثق 
به من خواص الأولياء وقد ظهر أدنى مراتبها لبعض القاصرين فادعوا لهم الربوبية (ولكنى أتقيك ) 
خوفاً منى ومنك (واستبقيك) على الحق كيلا تزل منه (وليس الحليم الذي لا يتقى أحداً في مكان 
التقوى) الموصول خبر «ليس» فدل على أن من لم يتق في مكان التقية ليس بحليم متأن في الأمور 
متثبت فيها (والحلم لباس العالم فلا تعرين منه والسلام) أمره بالحلم وهو التأني والتئبت في 
الأمور والتعمق فى أولها وآخرها وحسنها وقبحها ونفعها وضرها وعدم إظهار ما عنده من الأسرار 
لغيرها وشبهه باللباس فى الزينة والإحاطة والشمول وحفظ النفس ودفع الضرر. 


ول شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ل 





رسالة منه اك إليه أيضاً (الى سعد الخير ) 

* الأصل : 

١١‏ محمد بن يحيى» عن محمّد بن الحسين» عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع» عن عمّه حمزة 
ابن بزيع قال: كتب أبو جعفر نيه إلى سعد الخير: 

بسم الله الرّحمن الرّحيم » أمّا بعد: فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه وطاعة 
من رضى الله رضاه. فقلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته تعجب أنَّ رضى الله 
وطاعته ونصيحته لا تُقبل ولا توجد ولا تعرف إلا فى عباد غرباء أخلاء من الناس قد اتُخْذهم 
الناس سخريّاً لما يرمونهم به من المنكرات وكان يقال: لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون أبغنض 


إلى الناس من جيفة الحمار. 
ولولا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة النّاس كعذاب الله واعيذك بالله وإيّانا 
من ذلك لقربت على بعد منزلتك. 


واعلم ‏ رحمك الله أنه لا تنال محبّة الله إلا ببغض كثير من الناس ولا ولايته إلا بمعاداتهم 
وفوت ذلك قليلٌ يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون. 

يا أخي إن لله عزَّوجلٌ جعل في كل من الرّسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى 
ويصبرون معهم على الأذى يجيبون داعي لله ويدعون إلى الله فأبصرهم رحمك الله فإنْهم في 
منزلة رفيعة وإن أصابتهم في الذّنيا وضيعة إِنهم يحيون بكتاب الله الموتى ويضّرون بنور الله من 
العمى. »كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضالٌ قد هدوه؛ يبذلون دماءهم دون هلكة 
العباد وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار العباد عليهه7١‏ . 

* الشرح : 

(رسالة منه إليه أيضاً) كان منشؤها أن سعداً كتب إليه كتاباً مشتملاً على ذكر الولاية وطاعة 
أهلها وخفاء الحق وقلة أهله وظهور الباطل وكثرة أهله وشكا إليه من ذلك فكتب إليه عليه السلام 
قبلية لور فعا لأنسها مع وشتكا ته (أما بعد: فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه) 
وهو الولاية التى بها نظام الدين وقوام الإيمان والمؤمنين (وطاعة من رضى الله رضاه) وهو أمير 
المؤمنين عليه السلام» ورضا إما فعل أو مصدر مضاف إلى الفاعل ورضاه مفعول أو خبر والمراد أن 


١‏ الكافى: 47 /8/غ. 


رسالة أبي جعفر عليه السلام الى سعد الخير نين 
رضاه تعالى منوط برضائه عليه السلام (فقلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة) «قلت» 
على صيغة الخطاب. والتكلم محتمل دومن» للتعليل وذلك إشارة إلى ترك الأمة ولاية الحق وقلة 
أهلها وهو إما مذكور في كتاب سعد أو مفهوم من سياقه والموصول عبارة عما خطر في نفسه وهو 
التأسف والتألم والتأمل في سر ذلك وسببه حتى صارت نفسه مرتهنة به لا تعخلص إلا بزواله وكل 
ما حبس به شىء فذلك الشىء رهنة ومرتهنة (لو تركته تعجب) أي لو تركت ما خطر في نفسك 
تعجب وتسر منه لأن ذلك الخاطر يوجب الحزن الشديد للمؤمن بلا منفعة والاضطراب لغيره وكل 
ماكان كذلك كان تركه أعجب وأولىء هذا من باب الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال. 

ثم أشار إلى أن الحق ضعيف وأهله قليل لما فى طبع أكثر الخلق من الميل إلى الباطل بقوله (إن 
رضا الله وطاعته ونصيحته) أي نصيحة الله لخلقه بدعائه إلى ما هو خير لهم فى الذَّنيا والآخرة أو 
نصيحتهم لأنفسهم بالتزام مرضاة الله تعالى أو نصيحتهم لله وهى راجعة إلى نصيحتهم لأنفسهم 
وهى الاإيمان بالله ونفى الشريك وترك الإلحاد فى ذاته وصفاته وتنزيهه عن النقايص والقيام بطاعته 
والاحطاب عن فعين: واللجه لدو الركضن قله وملام لاه ومعاداة من عصاه والاعتراف 
بنعمته والشكر عليها أو نصيحتهم لأئمة المسلمين بمعرفة حقوقهم ومعاونتهم على الحق وتأليف 
قلوب الناس بطاعتهم أو نصيحة عامة الناس بإرشادهم إلى مصالحهم وكف الأذى عنهم وستر 
عورتهم وسد خلتهم وغير ذلك من حقوقهم أو الأعم من الجميع (لا تقبل ولا توجد ولا تعرف) 
النشر غير عرتنه أوكل لكل (لا في عباد غرباء) الغريب من فارق أهله أو فارقوه فكل مؤمن لم 
بجد مؤْمنأ في منزل الإيمان وفارقه الناس ومالوا إلى الكفر والعصيان فهو غريب في دا رالغربة وهى 
الدّنيا وهم عليهم السلام كانوا كذلك لمفارقة الناس عنهم وخروجهم عن مسكن الإسلام وموطن 
الايمان (أخخلاء من الناس ) الاخلاء جمع الخلى كالأشراف - جمع الشريف. والمراد بالخلى الفارغ 

من الناس والمعتزل من اشرارهم (قد اتخذهم الناس سخرياً) أي هزواً وهو بالكسر والضم مصدر 
زيدت الياء للمبالغة ولذلك لم يجمع (لما يرمونهم به من المنكرات) لزعمهم أن ماهم عليه من 
الخيرات منكرات وحمل المنكرات على الأمور الشاقة الشديدة من الأقوال وغيرها محتمل وكان 
يقال: (لا يكون المؤمن مؤمناً) كاملاً (حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار) وجه ذلك 
أن المؤمن قليل والجاهل كثير لقلة العلم وغلبة الجهل وبين العلم والجهل والعالم والجاهل تضاد 
وتعاند فالجاهلون المذمومون بلسان الكتاب والرسول يذمون المؤمن العام ومتفرة ريع 
جهلهم و| وإخفاء فضله وشرفه وكل من علمه أكثر وأتم كان بغضهم له أكمل وأعظم (ولولا أن 
يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله وأعيذك بالله وإيانا من ذلك - 
لقربت على بعد منزلتك) المراد بالبلاء هنا الفتنة والبلية الواردة من قبل الناس وقوله «فتجعل» 


و 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





تضمين لمضمون الآية الكريمة وهى قوله تعالى: 9 ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي فى الله 
جعل فتنة الناس كعذاب الله © يعني إذا أوذي بأن عذبه الكفرة على إيمانه جعل عذابهم وأذاهم في 
الصرف عن الإيمان كعذاب الله في الصرف عن الكفر, ولولا الامتناع الثاني وهو قرب المنزلة 
لوجود الأول وهو مجموع إصابة البلاء وجعل فتنة الناس كعذاب الله فيفيد أن إصابة البلاء مع البقاء 
على الإيمان وعدم التزلزل فيه خوفاً من عذاب الله سبب تام لقرب المنزلة وقوله «وأعيذك بالله 
وإيانا من ذلك ) جملة معترضة دعائية طلباً للثبات وذلك إشارة إلى الجعل المذكور. 

(واعلم رحمك الله أنه لا تنال محبة الله إلا ببغض كثير من الناس )كما أنهم لا ينالون غضب الله 
إلا ببغضنا (ولا ولايته إلا بمعاداتهم) كما أنهم لا ينالون ولاية الشيطان إلا بمعاداتنا والظاهر أن 
إضافة البغض والمعادات إلى المفعولء وكون الاضافة إلى الفاعل بعيد (وفوت ذلك قليل يسير 
لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون) أى زوال بغضهم وعداوتهم بسبب محبتهم لنيل الدنيا أو السبق 
والتبادر إليهما من قولهم: فاتنى فلان بكذا أي سبقنى به قليل يسير لدرك محبة الله وولايته والله 
أعلم (يا أخي إن الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم) هم الأوصياء عليهم 
السلام وكذلك جرت سنة الله فى الأولين والآخرين وهذا أمريقتضيه العقل الصحيح إذ لولم يكن 
للخلق حاجة إلى الرسل والأنبياء لزم من ذلك أن يكون إرسال الرسل وإنزال الكتاب عبثاً (يدعون 
بعد الرسل من ضل عن سبيلهم إلى الهدى وهو دين الحق ويصبرون معهم) أي مع من تبعهم أو 
مع الرسل أو مع الضالين (على الأذى) أي على أذاهم من جهلهم (يجيبون داعي الله) وهو 
الرسول بما جاء إليهم من الله (ويدعون إلى الله) بما يوجب القرب منه (فأبصرهم رحمك الله) 
بعين البصيرة واليقين فإنهم فى منزلة رفيعة من المنازل الإلهية والمقامات الروحانية وإن أصابتهم 
فى الدّنيا وضيعة باعتبار تخلف الخلق عنهم وأضرارهم. 

(إنهم يحيون بكتاب الله الموتى ) أي الجهال الذين ماتت قلوبهم بمرض الجهالة وداء الضلالة 
بالتعليم والتفهيم والإرشاد إلى الدين القويم وحمل الموتى على المعنى المعروف وإن كانت لهم 
قدرة أيضاً على إحيائهم باذن الله بعيد (ويبصرون بنور الله من العمى ) المراد بالنور العلم على 
سبيل الإستعارة وبالعمى ظلم الجهالات والشبهات وقد شاع إطلاقه عليها مجازاً ولعل المراد أنهم 
يبصرون بنور العلم الذي لا يضل من اهتدى به صراط الحق ودينه من ظلمات الجهالة والشبهات 
التي أحدثها الجاهلون فى الشريعة (كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد هدوه) 
«كم» فى الموضعين خبرية لبيان الكثرة» والمراد بالقتيل المنكر للرسول وبالتايه المنكر للولاية أو 
المستضعف (يبذلون دماءهم دون هلكة العباد) شفقة لهم وترجيحاً لنجاتهم من العقوبة الأبدية, 
على صب دمائهم وزوال حياتهم الدنيوية والهلكة بالتحريك الهلاك (ما أحسن أثرهم على العباد) 


رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير 3 


بالرحمة والهداية والمعونة والنصرة (وقبح آثار العباد عليهم ) بالإضرار والمخالفة والغلظة. 

الاصل : 

الو ار ا كو لي ا بوي 
بينا رسول الله ييه ذات يوم جالساً إذ أقبل أ مير المؤمنين ني فقال له رسول الله عل: إنَّ فيك شبهاً 
من عيسى بن مريم ولولا أن : تقول فيك طوائف من أَمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم 
لقلت فيك قولاً لا تم بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة. 
قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدّةٌ من قريش معهم. فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن 
عمّه مثلاً إلاعيسى ابن مريم فأنزل الله على نبيّه يَيِهُ فقال: 9 ولمّا ضُرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه 
يصدُون * وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا 
عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم (يعنى من بني هاشم) ملائكة في الأرض 
يخلفون؟. 

قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: «اللّهِمّ إن كان هذا هو الحقٌّ من عندك (أنَّ بني 
هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل) فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم). 

فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية # وما كان الله ليعذّيهم وأنت فيهم وما كان الله 
معذّبهم وهم يستغفرون؟. 

ثم قال له: يا [ابن] عمرو إمّا تبت وإمًا رحلت ؟ فقال: يا محمّد بل تجعل لسائر قريش شيئاً 
مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم. فقال له النبئٌ عَيْهُ: ليس ذلك إلىّ» 
ذلك إلى الله تبارك وتعالى. فقال: يا محمّد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك فدعا 
براحلته فركبها فلمًا صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته ثم أ تى الوحى إلى النبي عله 
فقال: # سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية على) ليس له دافع * من الله ذى المعارج» قال: 
قلت: جعلت فداك إِنّا لا نقرؤها هكذا. فقال: هكذا واللّه نزل بها جبرئيل على محمّد يل وهكذا 
هو والله مثبت في مصحف فاطمة غ8 فقال رسول لله َي لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى 
ماعكع هناها املع بد تان يلاربيل لأؤابتية ستفتحوا وخاب كل جبّار عنيد»(1 . 

* الشرح : 

(عن أبي بصير قال بينا) الظاهر أنه نقله عن المعصوم وأنه الصادق عليه السلام (فغضب 
الاعرابيان) الأول والثاني شبههما بالأعرابي لكونهما أشد كفراً ونفاقاً (فأنزل الله على نبيه وَل ) 





. 48 / 8 الكافي:‎ - ١ 


ل 


5 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


إشارة إلى سبب نزول الآية وقال جماعة من العامة سببه أن ابن الزبعرى جادل رسول الله يَبّْيْهُ فى 
قوله تعالى: إإنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم» بأن النصارى يعبدون عيسى فإنكان هو 
فى النار فلتكن آلهتنا معه فأنزل الله تعالى هذه الآبة ولا يخفى بعده فقال: «ولما ضرب ابن مريم 
مثلً» ضربه رسول الله يَيْهُ لعلى عليه السلام وعندهم ضربه ابن الزبعري (إذا قومك) كفرة قريش 
ومن تبعهم (يصدون) عن الحق ويعرضون عنه (وقالوا: آلهتنا خيرٌ أم هو) عن على لي أو 
محمد ييّْةُ حتى نعبدهما ونترك آلهتناء وقرىء بإثبات همزة الاستفهام أيضاً ولعل غرضهم منه هو 
التقرير بأن آلهتهم خيرٌ وفيه دلالة على أنهم كانوا باقين على الشرك (ما ضربوه) أى هذا القول (لك 
إلأجدلاً) أي لأجل الخصومة والمنازعة بمقتضى الحسد والحمية الجاهلية مع علمهم بأنه باطل 
(بل هم قوم خصمون) فى أعلى درجات الشدة والقوة على الخصومة ان هو إلا عبد أنعمنا 
عليه» بالنبوة والرسالة والكرامة #وجعلناه مثلاً» فيما ذكر أو أمراً عجيباً غريباً كالمثل السائر 
لالبنى إسرائيل» وأمرناهم بمتاعبته فلا يبعد أن نجل علياً مثله في الفضل والكرامة (ولو نشاء 
لجعلنا) بدلاً (منكم ‏ يعني من بني هاشم ملائكة في الأرض يخلفون» أي يخلفونكم في 
الأرض وإذا قدرنا على ذلك فكيف لا نقدر على أن نجعل واحدأً من البشر فى الفضل والكمال 
بحيث يستحق خلافتكم وبذلك أبطل إنكارهم لفضله عليه السلام. 

(قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري ) المنسوب إلى الفهر وهو بالكسر قبيلة من قريش فقال 
(اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) نسب عليه السلام هذا القول إلى الحارث وحده لأنه القائل 
به حقيقة ونسب جل شأنه إليه وإلى شركائه في التهكم والتكذيب والإصرار على الإنكار حيث قال 
«وإذ قالوا اللهم» باعتبار رضائهم بصدور الفعل عنه والراضي بالفعل فاعل مجازاً ولفظ هذا إشارة 
إلى ما ذكر من فضل على عليه السلام الدال على تقدمه على الغير واستحقاقه للخلافة ولذلك قال 
على سبيل البيان والتوسةة (إن بنى هاشم يتوارثون بعضهم بعضاً هرقلاً بعد هرقل) أي توارث 
هرقل بعد هرقل حذف المفعول المطلق وأقيم المضاف إليه مقامه وأعرب بإعرابه . 

وفى القاموس: هرقل كسبحل وزبرج ملك الروم أول من ضرب الدينار وأول من أخذ البيعة 
#فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم4 غيرها عقوبة على إنكاره وقال ذلك لكونه 
جازماً بكذب النبى عله ولوكان شاكاً لما اجترأ عليه (فأنزل الله تعالى عليه مقالة الحارث) فقال 
« وإذ قالوا اللهم..» الآية (ونزلت هذه الآية وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) بيان لماكان الموجب 
لإمهالهم والتأخير فى إجابة دعائهم على أنفسهم واللام لتأكيد النفي والدلالة على أن تعذيبهم 
بالاستيصال والنبي فيهم خارج عن رعايته غير جار في قضائه ومن بركته رفعت العقوبات الدنيوية 
الفظيعة مثل المسخ وغيره عن هذه الأمة «وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» أى وفيهم 


رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير 56 


المستغفرون من المؤمنين أو على فرض استغفارهم يعنى لو استغفروا لم يعذبوا لقوله تعالى 8وما 
كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون# كذا فسره بعض المفسرين (ثم قال له: يا عمرواإما 
فنك وإنا للك لعله كان ف سمي اسم الية ايا ون يكن الفسية يا نا هرو واتر ا وا عيدرة 
بالباء الموحدة وحذف حرف النداء محتملة أيضاً (فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش) أراد 
نفسه الخبيثة أو الأعم (شيئاً مما في يديك) من الملك والخلافة أو العز والكرامة (فقفد ذهبت بنو 
هاشم بمكرمة العرب والعجم) أي بشرفهم ومفاخرهم ومناقبهم إذ دانت لأسيافهم وانقادت لهم 
بالقهر والغلبة والسلطنة (فقال له النبي يَي: ليس ذلك إلى) حتى اجعل لسائر قريش فيه نصيباً 
(ذلك إلى الله تعالى ) يختار من يشاء وله الخيرة (فقال يا محمد قلبى ما يتابعنى بالتوبة) لكون قلبه 
وي ا ا لسن 
أرحل عنك) اختار هذا الشق لما ى أن فى ملازمة صاحب الدولة القاهرة مذلة له. 

(فدعا براحلته 0 وخرج عن محل الأمن (أتته جندلة) من 
السماء (فرضحت هامته) الجندلة الحجارة والرضح بالحاء المهملة والمعجمة الشدخ والدق 
والكسر وفعله كمنع والهامة بالتشديد الرأس ومقدمه (ثم أ تى الوحي إلى النبي ييه ) أريد بالوحي 
هنا جبرئيل عليه السلام فقال #سأل سائل بعذاب» أي دعا داع به يعني استدعاء بقوله: اللهم إن 
كان هذا هو الحق. ولذلك عدى الفعل بالباء #واقع للكافرين» وصفان لعذاب أو الثاني صلة لواقع 
ليس له داقع من الله» أي يرده من جهته تعالى لحتمه وتعلق إرادته «إذي المعارج» يعرج فيها 
العارفون أو الملائكة المقربون. واعلم أن المصنف روى في باب نكت من التنزيل بإسناده عن أبي 
بصير عن أبى عبد الله لي فى قوله تعالى: #سأل سائل بعذاب واقع» للكافرين بولاية على ليس له 
دافع ثم قال ىه (هكذا وله نزل بها جبرئيل) وعلى هذا [فإن صحت الرواية ] فالظاهر أنه سقط 
هنا قوله: بولاية علي عليه السلام من قلم الناسخ م 2١7‏ وأن قوله مق هكذا في قوله «قال: : قلت له: 
جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذاء فقال: هكذا والله نزل اه» إشارة إلى هذا الساقط. وقال الفاضل 
الأمين الاسترآبادى: إشارة إلى قوله: «ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل» فليتأمل. 

الأصل : 

1 محمد بن يحيى» عن محمّد بن الحسين, عن عليٌ بن النعمان» عن ابن مسكان عن محمّد 





١‏ احتمال السقط فى القرآن زعم باطل عند أكابر العلماء والمحدثين. ورد رواية أبي , بصير التي في طريقها 
سليمان الديلمى (الذي قيل فيه: إنه كان غالياً كذاباً وكذلك ابنه الرارى عنه كما فى «صه» و «جش» ) أولى من 
احتمال التحريف فى القرآن العظيم» ٠‏ على أن السورة مكية بالاتفاق فالقول بأنها نزلت بعد نصب أمير المؤمنين 
عليه السلام للخلافة قول باطل كما لا يخفىء ونسبته إلى الصادق ليلا فرية محضة. نستجير بالله منها. 





ابن مسلم. عن أبي جعفر نيه في قوله عرَّوجِلٌ: «ظهر الفساد في البرٌ والبحر بما كسبت أيدي 
الناس »4 قال: ذلك والله حين قالت الأنصار: منّا أميدٌ ومنكم أميرم .)١(‏ 

الشرح : 

(عن أبى جعفر ني فى قوله عز وجل «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس» 
قال: ذاك والله حين قالت الأنصار: من أمير ومنكم أمير) مجمل القول أنه لما قبض رسول الله يي 
اجتمعت الصحابة فى سقيفة بنى نجار فخطبهم سعد بن عبادة وأغراهم بطلب الإمامة وكان 
برودها لقع فلكم الحير أبااركر وعجر قجاءا ممرغيق: نتكلم أب كر فال التطار أ علموا آنا 
معاشر المسلمين أول الناس إسلاماً ونحن عشيرة رسول الله وأنتم الأنصار الذين وزراؤه وإخواننا 
فى كتاب الله وأحق الناس بالرضا بقضاء الله والتسليم لما ساق الله إلى إخوانكم؛ فدعاهم إلى بيعة 
أبى عبيدة أو عمر فقال: أما ينبغى أحد من الناس أن يكون فوقك. 

تالت الالضا معن أضحات الدذاروالافاة ل عبد اللتصلدية إلآ شوقن زاذدنا ولا عر 
الأيفات الام أسياقنا ولاجييقة الصلاة إل في مساجدنا فنحن أولى ار أبيتم فمنا أمير 
ومنكم أمير فقال عمر: هيهات هيهات لا يجتمع سيفان في غمد وإن العرب لا ترضى بأن نؤمركم 
لهذا الأمر إلى أن قال والله لا يرد على أحد إل حطمت أنفه بسيفى هذا . فقام بشر بن سعد 
اروس وكا سكعي عدا الديصل لماه اجو وفان: اتسعحيدا رع من تريش وترفة حل 
نشيرات أمزه "قل سا رعوطع عفر الأضار ققام أبى بكر يؤقال:تهذا همر:وابرعبيدة بازعوا هيا 
شئتم» فقالا: لا يتولى هذا الأمر غيرك وأنت أحق به أبسط يدك, فبسط يده فبايعاه وبايعه بشر 
والأوس كلها وحمل سعد وهو مريض فادخل منزلة وقيل : إنه بقى ممتنعاً من البيعة حتى مات . 

الاصل : 

ل 0 »عن ابن مسكان, عن ميسرء عن أبي جعفر نه قال: قلت قول 
الله عرَّوجِلٌ: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» قال: فقال: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة 
فأصلحها الله عرَّوجِلٌّ بنبيّه كيه فنقال: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» 7" . ٠‏ 

* الشرح : 

(فقال: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عز وجل بنبيه ييه فقال ولا تفسدوا في 
الأرض بعد إصلاحها) وذلك إذ بعث فى وقت كان أهل الأرض كافرين ولم يكن فيهم مؤمن ظاهراً 
أوكان الهرج والمرج والقتل والنهب والفساد شايعة بينهم كما مر تفصيل ذلك في كتاب الأصول. 


.6١ /4 الكافى: 9//8غ. " - الكافى:‎ ١ 


خطبة لأمير المؤمنين نهنا 





خطبة لأمير المؤمنين 2 

* الأصل : 

١‏ -علمٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن حمّاد بن عيسى» عن يم 
الهلالى قال: خطب أمير المؤمنين لك فحمد الله وأثنى عليه ثم صلّى على النبي عله م 

ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: لامي مايل الأ لاا لبود ان 
الحقّ وأمًا طول الأمل فينسي الآخرة, ألا إن دنا قد ترحّلت مدبرة وإنَّ الآخرة قد ترحّلت مقبلة 
ولكلّ واحدة بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدّنياء فإنَّ اليوم عمل ولا حساب 
ون غداً حساب ولاعمل وإنّما بدء وقوع الفتن من أهواء تتّبع وأحكام تبتدع؛ يخالف فيها حكم 
لله يتولى فيها رجالٌ رجالاًء ألا إن الحلّ لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف 
على ذي حجى لكنّه يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيخلّلان معاً فهنالك 
يستولي الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى؛ إِنّي سمعت رسول الله عَيْ 
يقول: كيف أنتم إذ ألبستكم فتنةٌ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير؛ يجري الناس عليها 
ويتّخذونها سنّة فإذا غيّر منها شيء قيل قد غيّرت السئّة وقد أتى الناس منكراً. م تشتدٌ البلية 
وتسبى الذريّة وتدقّهم الفتئة كما تدقٌ النار الحطب, وكما تدق الرحى بثفالها ويتفقّهون لغير الله 
ويتعلّمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة. ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته 
وخاضته وشيعته فقال: قد عملت الولاة قبلى أعمالاً خالفوا فيها رسول الله يَيةُ متعمّدين لخلافه. 
ناقضين لعهده مغيّرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها وإلى ماكانت 
في عهد رسول اله يد لتفرّق عن جندي حنّى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا 
فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عرَّوجِلٌ وسئّة رسول اله وَل أرأيتم لو أمرت بمقام 
إبراهيم لي فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله يله ؟ ورددت فدك إلى ورثة 
فاطمة لؤناء ورددت صاع رسول الله يْةُ كما كان. وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله يل لأقوام 
لم تمض لهم ولم تنفذء ورددت دار جعفر إلئ ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من 
الجور قضى بها. 

ونزعت نساء تحت رجال بغيرحقٌ فرددتهنٌ إلى أزواجهنَ واستقبلت بهن الحكم في الفروع 
والأحكام. وسبيت ذراري بنى تغلب. . ورددت ما قسم من أرض خيبر. ومحوت دواوين العطايا 
وأعطيت كما كان رسول الله يثهُ يعطي بالسويّة ة ولم أجعلها دولة بين , الأغنياء. وألقيت المساحة. 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





وسوّيت بين المناكح. وأنفذت خمس الرّسول يي كما أنزل الله عرّوجِلٌ وفرضه. ورددت مسجد 
رسول الله ييه إلى ما كان عليه. وسددت ما فتح فيه من الأبواب وفتحت ما سد منه. وحدّمت 
المسح على الخفين. وحددت على النبيذ. وأمرت بإحلال المتعتين» وأمرت بالتكبير على 
الجنائز خمس تكبيرات» وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم وأخرجت من أدخل 
مع رسول الله ييه في مسجده ممّن كان رسول اله َيهُ أخرجه وأدخلت من أخرج بعد رسول 
الله وَدنُ ممّن كان رسول الله َيِل أدخله. وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على 
السئّة» وأخذدت الصدقات على أصنافها وحدودهاء ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى 
مواقيتها وشرائعها ومواضعهاء ورددت أهل نجران إلى مواضعهم 

ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنّة نيه يل إذأ لتفرّقوا عني : 

وله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أنّ اجتماعهم 

في النوافل بدعةٌ فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معى: يا أهل الإسلام غيّرت سئّة عمر! 
ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما 
لقيت من هذه الامّة من الفرقة وطاعة أئمّة الضلالة والدّعاة إلى النّار 

وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال الله عرّوجِلٌ: إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على 
عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان؟. 

فنحن ولله الذي عنئ بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله ييه فقال تعالى: «فللّه 
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل (فينا خاضة) كيلا يكون دولة بين الأغنياء 
منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله (في ظلم آل محمّد) إنَّ الله شديد 
العقاب» لمن ظلمهم. 

رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به ووضّى به نبيه يله ولم تجعل لنا في سهم الصّدقة نصيبا. 
أكرم الله رسوله يَيْْهُ وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس فكذّبو لله وكدّبوا رسوله 
وجحدواكتاب الله الناطق بحقّنا ومنعونا فرضاً فرضه الله لناء ما لقى أهل بيت نبى من أمّته ما لقينا 
بعد نبيّنا ع وله المستعان على من ظلمنا ولا حول ولا قوّة اباك العلي المظيم 97 . 

* الشرح : 

(خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) ذكر المصنف بعضها عن سليم بضم السين (ألاإن أخوف 
ما أخاف عليكم خلتان) أي خصلتان هما أعظم مهلك للإنسان فلذلك كان الخوف منهما أشد 


.6١ الكافى: م//‎ ١ 


خطبة لأمير المؤمنين 8ظآ5 
وأزيد ولماكان عليه السلام هو المتولي لإصلاح حال الخلق في أمور معاشهم ومعادهم وكان 
صلاحهم منوطاً بهمته العالية نسب الخوف عليهم إلى نفسه القدسية (اتباع الهوى) هو ميل 
النفس الأمارة بالسوء إلى مقتضاها من اللذات الدثيوية خصوصاً إذا كانت نخارجة عن القوانين 
الشرعية (وطول الأمل) لما لا ينبغى من المقتضيات الفانية (أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ) لأن 
اتباع النفس الأمارة في مقتضياتها والاقتفاء بها في لذاتها أعظم جاذب للإنسان عن قصد الحق 
وأفخم ساد له عن سلوك سبيله (وأما طول الأمل فينسي الآخرة) لأنه يوجب شغل الفكر فيما 
يؤمله ويرجوه وفى كيفية تحصيله وضبطه بعد حصوله وكيفية العمل به ويورث سهو القلب عما 
هو أولى به من أمرمعاده ومن ذكرالله وذكرما بعد الموت من أحوال الآخرة ومحو ما تصور منها في 
الذهن وذلك معنى النسيان لها الموجب للشقاء الأبدي فيها. 

إن ديا ته حلت مدير ) الجر الاتقال رقا برج الفررقي المكادر شار رمي 
إثنارة ال :تفقى الأخوال الخاضرة ة بالنسبة إلى كل شخص من صحة وشباب وجاه ومال وكل ما 
كرن سنا اسيلا :خالهاقإن كل ذللك أجراءالكنيا لدترها نه ولمناكانت هذه الأمور أبداً ذ فى التغين 
والتقضي المقتضي لمفارقته لها وبعدها عنه لاجرم حسن إطلاق اسم الترحل والإدبار على تقضيها 
وبعدها استعارة تشبيهاً لها بالحيوان في إدبارها والغرض هو الحث على ترك الركون إليها والعكوف 
عليها وصرف العمر فيها. 

ولما نه على أن الذننا سريعة الووال أردقف ذلك“ بالنسة على سرعة لحوقالآخخزة وإقبالها بقولة 
(وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة) لماكانت الآخرة عبارة عن الدار الجامعة للأحوال التى يكون كل 
شخص عليها من سعادة وشقاوة وألم وراحة وكان تقضي العمر والدّنيا موجباً للوصول إلى تلك 
الدار والحصول فيما يشتمل عليه من خير أو شر حسن إطلاق الترحل والإقبال عليها مجازاً 
ل 0 سم الإدبار وإذا كانت متوقعة يطلق عليها 

سم الإقبال (ولكل منهما بنون) استعارا سم الابن للخلق بالنسبة إلى الدنيا يا والآخرة ولفظ الأب 
لهما ووجه الاستعارة أن الأى لمكا من شان الميل إلى الأب إما بالطبع أو بتصور المنفعة وكان 
وكان الخلق منهم من يريد الدّنيا لما يتوهم من لذة وخير فيها ومنهم من يريد الآخرة لما يتصور من 
لذة وسعادة فيها ويميل كل منهما إلى مراده شبههم بالابن وشبهها بالأب فاستعار لفظ الابن والأب 
لهم بتلك المشابهة ولماكان غرضه عليه السلام حث الخلق على الآخرة والميل إليها والرغبة فيها 
والأعراضن عه لزنا وتحطامها قال: (فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدّنيا) لدوام 
الآخرة ولذاتها فناء انا وزهراتها ثم حث على العمل في الديا لآخرة للوصرل إلى تعيمها 
ودرجاتها والتحرز عن حسابها وعقوباتها فقال (فإن اليوم عمل ولا حساب وإن غداً حساب ولا 


2 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج 1١‏ 


عمل) أراد باليوم مدة الحياة وبالغد ما بعد الموت. واليوم اسم «إن» و «عمل» قائم مام الخبر 
استعمالاً للمضاف إليه مقام المضاف أي يوم عمل وقيل: يحتمل أن يكون اسم «إن» ضمير الشأن 
واليوم جملة من مبتدأ وخبر هى خبرها وكذا «غداً حساب» ثم أشار إلى أصل الفتنة والفساد فى 
الخلق بقوله: (إنما بدء وقوع الفتن من أهواء بع وأحكام تدع يُخالف فيها حكم الله) وذلك 
لأن المقصود من بعثة الرسل ووضع الشرايع إنما هو نظام الخلق فكان كل هوى متبع وحكم مبتدع 
خارج عن حكم الله وحكم الله وحكم رسوله سببا لوقوع الفتنة وتبدد نظام الوجود في هذا العالم 
وذلك كأهواء المخالفين والبغاة والخوارج والغلاة وغيرهم, ثم أكد ذلك مع الإشارة إلى سبب 
اشتهار الفتنة وانتشارها بقوله: (يتولى فيها رجال رجالاً) أى يتولى طائفةٌ طائفةٌ فى الأهواء المتبعة 
والأحكام المبتدعة التي اتبعها وابتدعها أولاً ضال في الشريعة على خلاف حكم الله ورسوله 
ويرجونها فتشتهر بين الخلق . 

ثم أشار إلى أن أسباب تلك الأهواء الفاسدة والأحكام الباطلة امتزاج المقدمات الحقة بالباطلة 
وبين ذلك بشرطيتين متصلتين أحداهما قوله (إن الحق لو خلص) من مزج الباطل (لم يكن 
اختلاف) بين الناس ضرورة أن مقدمات الدليل التى استعملها أهل الباطل وترتيبها لوكانت حقاً 
كانت النتيجة حقا فلا يتمكنون من العناد فيه والمخالفة له فوقوع الاختلاف دل على عدم 
الخلوصء واخراهما قوله: (ولوان الباطل خلص) من مزج الحق (لم تخف) وجه بطلانه (على 
ذي حجى ) الحجى بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم العقل وذلك لأن مقدمات الشبهة إذا كانت 
كلها باطلة غير مشوبة بالحق أدرك العاقل الطالب للحق وجه بطلانها ولمّا خفى وجه البطلان علم 
عدم الخلوص وكان ذلك سبب الغلط واتباع الباطل لأن النتيجة تابعة لاعس المقكسكين ومن ثم 
قال المحقق الطوسي قد علم بالاستقراء أن المذاهب الباطلة كلها نشأت من مذهب أهل الحق إذ 
الباطل الصرف لا أصل له ولا حقيقة ولا يعتقده العاقل إل إذا اقترن بشبه الحق ثم أشار إلى ما هو 
فى حكم نتيجة هذين القياسين بقوله (لكنه يؤخذ من هذا ضغث) أي قبضة (ومن هذا ضغث 
فيمزجان فيجتمعان فيخللان معاً) التخليل إدخال الشىء فى خلال الشىء. وفي تاج اللغة: 
تخليل بوشانيدن جيزى ولفظ الضغث هو في الأصل قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس 
مستعار والمقصود هو التصريح بلزوم الآراء الباطلة والأهواء المتبعة والأحكام المبتدعة لمزج 
الحق بالباطل وخلط قول الأنبياء بقول الأشقياء ولذلك قال: (فهنالك يستوليى الشيطان على 
أوليائه ) فيزين لهم اتباع الآراء والأهواء والأحكام الخارجة عن حكم الله وكتابه وسنة نبيه بسبب 
إغوائهم عن تمييز الحق من الباطل فيما سلكوه من الشبهة (ونجا الذين سبقت لهم) في القضاء 
الأزلي (من الله الحسنى) هي السعادة والطاعة والبشر للجنة وهم الذين أخذت العناية الأزلية 





خطبة لأمير المؤمنين 5 


بأيديهم فى ظلم الشبهات وقادتهم التوفيقات الربانية في الأئمة الهداة للاستعلام عن حل 
المشكلات والمتشابهات فهدا هم إلى سبيل النجاة فاهتدوا بنور هدايتهم إلى تمييز الحق من 
الباطل والصحيح من السقيم واعلم أن غرضه عليه السلام من هذه الخطبة هو الشكاية عن الأمة 
بتركهم الاسام الهاوي الفارقريبيق الخزه والباطل وتمسكهم بعقولهم الناقصة وأهوائهم الفاسدة فصار 
ذلك سبباً لعدولهم عن القوانين الشرعية لسوء ء فهمهم وعدم وقوفهم على مقاصدها وضموا إليها 
متخيلاات أوهامهم ومخترعات أفهامهم فحملوها على غير وجوهها كأهل الخلاف فإنهم ضموا 
حقاً ‏ وهو أنه لابد لهذه الأمة من إمام إلى باطل وهو أن النبى يَيلْةُ لم ينص به فاخترعوا لأنفسهم 
إماماً وكالمجسمة فإنها ضموا حقأوهو مثل قوله تعالى: #الرحمن على العرش استوى» إلى باطل 
وهو أنه مستقر على العرش كاستقرار الملك على السرير فزعموا أنه تعالى جسم. وكالغلاة فإنهم 
ضموا حقاً وه وكرامته عليه السلام وإخباره بالغيب إلى باطل وهو أن من كان كذلك فهو إله فزعموا 
أنه إله وكذلك غيرها من أصحاب الملل الفاسدة التى بذكرها يطول الكلام فصاروا بتلك العقائد من 
أولياء الشيطان فى إضلال الناس ولو كانوا يرجعون إليه عليه السلام لخلصهم من تلك الشبهات 
ونجاهم من هذه الهلكات. 

(إني سمعت رسول الله يَيهُ يقول: كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة) أي أحاطت بكم المحنة والبلية 
الداعية إلى الضلال عن الحق وسلوك سبيل الباطل كفتن الخلفاء الثلاثة ومن تبعهم (يربو فيها 
الصغير) أي ينمو أو يرتفع وهوكناية عن امتداد زمانها أو يموت من فزع من ربا فلان إذا انتفخ من 
فزع (ويهرم فيها الكبير) لشدتها وقوتها وكثرة المشقة بها لاختلاطها وتراكم بعضها فوق بعض 
ومقاساة الخلق بسبب تبدد نظام أحوالهم (يجري الناس عليها) ويتلقونها بالقبول والإذعان 
(ويتخذونها سنة) أي قوانين كلية وطرقاً شرعية ثم أشار إلى كمال جهلهم المركب بقوله: (فإذا 
غير منها شيء قيل قد غيّرت السنة وقد أتى الناس منكرا) لزعمهم أن الحق منكر وأن المنكر 
الذي ابتدعوه حق فيردون على العالم الرباني ويعتقدون أنه ليس وراء ما ذهبوا إليه علم. ويمكن 
أن يكون قوله: «وقد أتى) كلامه عليه السلام لبيَان أن ما جاؤوا به منكر فى الشريعة ثم أشار إلى 
اشتداد تلك الفتنة فى بعض الأعصار كعصر معاوية ويزيد عليهما العذاب الشديد وسائر خلفاء 
بني أمية وبني عباس وأضرابهم بقوله (ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار 
كعنن لاه الماع والقا زيم شا وذد تشم سا8 تبس حيجرت اليد ادق لت النمل وهر بالضيه 
الدقيق سمي ثفلاً لأنه من الأقوات التى معاي لاحو ل ا ا 

من الرحى ثفالاً والباء زائدة للمبالغة في التعدية والمعنى أنها تدقهم دق الرحى للثفال أو للحب 


4 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 


فقد شبه الفتنة تارة بالنار في الإفناء والإحراق وتارة بالرحى في الكسر والهدم والصدم وأشار بهذا 
إلى البلية الواردة ة ل ل ا 
والصالحين من هذه الأمة وكفاك شاهداً ما ثبت بالتوات تر أنهم آذوا أهل الإيمان وقتلوا كثيراً منهم 
يي ا ل ال 11 
الرسول وحرمة الإسلام وهدموا الكعبة وسبوا علياً عليه السلام ثمانين سنة إلى غير ذلك من 
المنكرات التى لا يحيط بها البيان . 
ثم أشار إلى فساد قلوبهم وقبايح نفوسهم الأمارة بالسوء بقوله (ويتفقهون لغير الله ويتعلمون 

لغير العمل ويطلبون الذّنيا بأعمال الآخرة) فإن التفقه والتعلم والعمل ينبغي أن يكون للآخرة 
ونيل درجاتها والنجاة من عقوباتها وهم يجعلونها وسيلة للدّنيا وتحصيل قنياتها (ولو حملت 
الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها) نظر عليه السلام إلى التحويل وعدمه فرجح الثاني لما 
فى الأول من المفاسد العظيمة وهي رجوع الخلق عنه وخروجهم عليه مع عدم تحقق التحويل 
لإبقائهم بدع شيوخهم بحالها وما فعله عليه السلام محض الحكمة وفيه دلالة على جواز ارتكاب 
أقل القبيحين عند التعارض. 

(أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السلام) أي برده (فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه 
رسول الله ييه 4 مقامه عليه السلام كان متصلاً بجدار البيت عند الباب نقل في الجاهلية إلى 
الموضع المعروف الآن ثم رده رسول الله ييه إلى الموضع الأول ثم رده الثاني إلى الموضع الثاني 
(ورددت فدك إلى ورثة فاطمة عليها السلام) دل على أنه عليه السلام لم يرد فدك في خلافته 
لافضائه إلى الفساد والتفرقة فلا يرد ما أورده بعض العامة من أن أخذ فدك لو لم يكن حقاً لرده يل 
في خلافته (ورددت صاع رسول الله يَيْْةُ كما كان) الصاع الذي يكال به ويدور عليه أحكام 
المسلمين أربعة أمداد بالاتفاق وان اختلفوا في تفسير المد كما هو مذكور في الفروع وأما صاع 
النبي َي فقد روى الشيخ بطريقين عن سليمان بن حفص المروزي عن أبي الحسن عليه السلام 
والظاهر أنه الهادى عليه السلام وبطريق آخر عن سماعة أنه خمسة أمداد والأول ضعيف والثاني 
موثق ولو ثبت ذلك فالأمر مشكل لأن الظاهر أن الأحكام الصاعية مترتبة على صاعه وليه لا على 
صاع حدث بعده إلآ أن يُقال: أن الأئمة عليهم السلام جوزوا بناءها عليه والله أعلم (وأمضيت 
قطايع أقطعها رسول اله يب لأتوام لم تمض لهم ولم تنفذ) 

سم اك الس الو لو 7 
ويزرعوها أو يسكنوها ويستبدوا بها والإقطاع يكون تمليكاً وغير تمليك ولعل المراد هنا هو الأول 
(ورددت دار جعفر) عليه السلام (إلى ورثته وهدمتها من المسجد) كأنها غصبت وأدخلت في 


خطبة لأمير المؤمنين نظا 





السمدة: 

(ونزعت نساء تحت رجال بغير حق ) كالمعقودات بعقد فاسد والمطلقات بغير سنة أو بغير 
شتاهد أو ذ فى الحيض وغير ذلك (ورددت ما قسم من أرض خيبر) التى كانت للمسلمين كلهم 
لكونها مفتورحة عنوة (ومحوت دواؤين العطايا) أى دفاترها المكتوبة فيها عطاياهم من بيت المال 
على قدر حالاتهم وأول من وضعها الثاني (وأعطيت كما كان رسول الله عِلله يعطى بالسوية) بين 
الشريف والوضيع والعرب والعجم والمهاجرين والأنصار ولم يفضل بعضهم على بعضء وقد 
فضله الثاني خلافاً له» ففضل المهاجرين على الأنصار على غير غيرهم والعرب على العجم وبعض 
النساء على بعض. وتفضيل النبي َيلُهُ بعض المنافقين والمستضعفين في غنائم حنين بأمر الله 
تعالى به لا يقتضى جوازه لغيره مطلقاً. 

(لم أجعلها دولة بين الأغنياء) يتناولونها دون الفقراء وفي النهاية: دولة بالضم ما يتداول من 
المال فيكون لقوم دون قوم (وألقيت المساحة) المقدرة بينهم وهي بالكسر الذرع الذي يقدر به 
الجريب وهو أربعة أقفزة والقفيز مائة وأربعة وأربعون ذرعاً فالجريب عندهم خمسمائة وستة 
وسبعون ذرعاً (وسويت بين المناكح) أي بين النساء فى النفقة والكسوة والقسمة والعطية من بيت 
المال هذا من باب الإحتمال والله أعلم (وأنفذت خمس الرسول) كان الأول يملكه ويصرفه في 
أقاربه والثاني يصرفه في المسلمين ويمنع منه آل الرسول (وأمرت بإحلال المتعتين) اللتين كانتا 
حلالاً في عهد النبى يلل وحرمهما الثاني فإنه صعد المنبر وقال: أيها الناس ثلاث كن على عهد 
سول اله يي وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن وهن منعة النساء ومتعة الحيج وحي على 
خير العمل (وأخرجت من أدخل مع رسول الله علا فى مسجده) صلى الله عليه وآله (ممن كان 
رسول الله أخرجه وأدخلت من أخرج بعد رسول الله ييه ممن كان رسول الله أدخله) أدخلوا كثيراً 

من المنافقين الذين أخرجهم النبى عله وأدخل فيه الثالث الحكم , بن عاص وأولاده وكانوا طريد 
رسول الله ييْةُ وأعداؤه فزوج إحدى بنتيه مروان بن الحكم وأخريهما حارث بن الحكم وأعطاهم 
خمس غنائم أفريقية ومن بيت مال المسلمين أموالاً جزيلة ورجحهم على أعاظم الصحابة وأخرج 
أبا ذر إلى الشام ثم إلى الربذة لأنه كان يخطئه ويعد قبايحه على رؤوس الأشهاد. 

ا ا ل ل ين 
(وعلى الطلاق على السنة) وهو الطلاق الشرعي المشتمل على الشرائط المعتبرة في الشرع 
ل ا ا 0 
بدون المدة المشترطة أو في طهر المقاربة وطلاق الثلاث في مجلس واحد وأمثال ذلك والكل 
باطل عندنا (وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها) المراد بها صدقات الرسول يْهُ قال أبو 


57 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





عبد الله الآبى وهو من أعاظم علمائهم فى كتاب إكمال الإكمال ‏ صدقات النبى التى كان ملكها 
ثلاثة أوجه: الأول الهبة كالسبع الحوايط من أرض بني النضير التى أوصى له بها مخيريق اليهودي 
حين أسلم يوم أحد وكالذي أعطاه الأنصار من أرضهم وكان منه لوقه سوق المدينة, الثانى ماكان 
ملكه بالفيء كأرض بني النضير حين أجلاهم عنها وحملوا من أموالهم ما حملت الإبل إلا السلاح 
تركوها مع الأرض فكان له ويل خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكنصف أرض فدك 
الذي صالح عليها أهلها من يهود وكثلث وادي القرى الذي صالح أهله عليه فكان له ثلثه ولهم ثلثاه 
وكحصن الرضيح وحصن الإسلام ومن حصون خيبر أخذهما صلحاً على أن أجلى من فيها عنها. 
الثالث سهمه من خمس خيبر حين افتتحها عنوة وصار فى ذلك الخمس حصن الكتيبية كله فهذه 
الأشياء كانت له خاصة ومع ذلك لم يستأثر بشيء منها بل كان يصرفها فى مصالح المسلمين بعد 
إخراج ما يحتاج إليه عياله ويدل على أنها كانت ملكه إقطاعه الزبير منها إذ لا يقطع ملك غيره 
وأجمع العلماء على أنها صدقات محرمة الملك ثم ماكان بالمدينة من أموال بنى النضير دفعه عمر 
لعباس وعلى على أن يعملا فيه ويصرفا فى مصالح بنى هاشم وأما ما عدا ذلك فأمسكه عمر 
لنوائب المسلمين كما أمسك كلها قبله أبو بكر لأنه كان يرى أنه الخليفة وأنه القائم مقام النبى َيِل 
فلم ير إخراج ذلك عن نظره لأنه كان يصرفه في مصالح قرابته وغيرهم . هذا كلامه بعبارته. . 

(ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرايعها ومواضعها) من رجع إلى أصولهم 
وفروعهم وإلى أصول أهل البيت عليهم السلام وفروعهم ظهر له كيفية الاختلاف وكميته بوجوه 
عير محصورة. 

(ورددت أهل نجران إلى مواضعهم) كأنهم كانوا من أهل الذمة وهم أخرجوها عن 
مواضعهم ١7‏ ونجران موضع باليمن وبالبحرين وبقرب دمشق وبين الكوفة وواسط كذا في 
القاموس وفي النهاية: موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن (ورددت سبايا فارس وسائر 
الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله) في القاموس: فارس الفرس أو بلادهم. وفيه دلالة 
على أن تلك السبايا لم تقسم على وجه مشروع بل على أنها من حقه عليه السلام لدلالة الأخبار 
على أنها أخذه السلطان الجائر من الكفار بالحرب بغير إذن الإمام فهو له عليه السلام (إذا لتفرقوا 
عنى ) جواب للشرط وهو قوله شابقاً وأرايت لو أمرت»:. الخ» وفيه دلالة على أن أكثر أصحابه 
وعساكرهكانوا من أهل الخلاف القائلين بخلافة الثلاثة ثم أكد عليه السلام مضمون الشرط والجزاء 
بأنه أنكر أحقر منكراتهم فصار ذلك سبباً لفتنتهم حتى ترك الإنكار وأبقاهم بحالهم فكيف إنكار 


./0 إلى‎ ٠١ أخرجهم الثاني كما فى فتوح البلدان للبلاذري ص‎ - ١ 


خطبة لأمير المؤمنين 6١‏ 
أقواها أوكلها فقال (والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم 
أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادئ بعض أهل عسكري ممن يُقاتل معي: يا أهل الإسلام 
غيّرت سنة عمر..اه) النهى إما عن الجماعة فيها كما هو ظاهر كلامه عليه السلام أو عن فعلها كما 
هو ظاهر كلام المنادي والمراد بها حينئذ صلاة الضحى وهي بدعة عندنا وورد النهى عنها وروى 
بكير بن أعين وزرارة عن أبي جعفر عليه السلام أن النبي يي ما صلاها قط (ولقد خفت أن يثوروا 
فى ناحية جانب عسكري) الثور الهيجان والوثب وأثاره وثوره غيره والناحية الجانب وهى على 
الأول بالاضافة وعلى الثاتى بالتوين ويتانب:مقغول (ما لقت :من هذه الأمة) قال الفاغ الأمين 
الأصدرا اك ةا عا للحتو رلته محل وف والقدين لها لفينة: 

(وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى) الظاهر أنه عطف على لقيت وأن ذلك إشارة إلى خمس 
أوما يجب فيه الخمس بقرينة المقام وقال الفاضل المذكورإشارة إلى غنيمة كانت حاضرة فى ذلك 
الوقت وسهم ذى القربى بعد الرسول ييه ثلائة سهمهم وسهم الله تعالى وسهم رسوله يَيْةُ وثلاثة 
أسهم تصرف فى الباقين بحكم الآبة وهو ثابت مستمر إلى آخر الدهر على النحو المذكور فيها وهي 
ما أشار إليه عليه السلام بقوله قال الله عز وجل #واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فإن لله خمسه 
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل4 9إإن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على 
عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان؟ قيل: يوم الفرقان يوم بدر فإنه تعالى فرق فيه بين الحق 
والباطل والجمعان المسلمون والكفار وإنما اقتصر عليه السلام بذكر بعض الآية لأن مقصوده 
بالذات هو الإشارة إلى أن الإيمان يقتضى تسليم الخمس إلى ذي القربى وأن المانع منه ليس 
بمؤمن, قال القاضي وغيره «إن كنتم» متعلق بمحذوف دل عليه «واعلموا) أى إن كنتم آمنتم بالله 
فاعلموا أنه جعل الخمس لهؤْلاء فسلموه إليهم واقتنعوه بالأخماس الأربعة فإن العلم العملى إذا 
أمر به لم يرد منه العلم المجرد لأنه مقصود بالعرض والمقصود بالذات هو العمل. وقوله عليه 
السلام: 

(فنحن والله عني بذي القربى.. اه) رد على جماعة من العامة فقال بعضهم: ذوو القربى بنو 
هاشم وبنو عبد المطلب, وقال بعضهم: بنو هاشم وحدهم, وقال بعضهم: جميع قريش الغني 
والفقير فيه سواء. وقيل: لفقرائهم فقط. وقال بعضهم: الخمس كله لهم. وقال أبو حنيفة: سقط سهم 
الله تعالى وسهم رسوله وسهم ذي القربى بوفاته ويصرف كله إلى الثلاثة الباقية» وقال مالك: الرأى 
فيه مفوض إلى الإمام كايناً من كان يصرفه إلى من شاءء وقال بعضهم: يصرف سهم الله إلى الكعبة 
والباقي يقسم إلى خمسة. وقال بعضهم: سهم الله لبيت المال ويصرف في مصالح المسلمين كما 
فعله الشيخان. 





ل 


.ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

(فينا خاصة) الظاهر أنه متعلق بقال (رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به) الرحمة قد تطلق على 
الرقة المجردة عن الاحسان وعلى الرقة المقترنة معه وعلى الاحسان المجرد والافضال وهو المراد 
هنا وليس المراد بالغني المعنى المعروف عند الناس بل المراد به الكفاف وهو سهم ذي القربى من 
الخمس هذا إن جعل رحمة وما عطف عليه مفعولاً له لقوله: «عنى بذى القربى» أو لقوله: «قرننا» 
كما هى الظ اه رأمااإة كمل شعرلا له لشدايد العقانب #المراذييه التقل والعلم :والعمل > والمتزلة 
الرفيعة التى هى كمال النفس وغناها كما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام «لا غنى كالعقل ولا 
فقر كالجهل» وبقوله «الغنى والفقر يظهران بعد العرض» وهم عليهم السلام أغنى الأغنياء بهذه 
المعانى قد أغناهم الله تعالى بها عن غيرهم «والله المستعان على من ظلمنا» فيه إظهار للعجز وفيه 
ليع لازت وطلب النصرة منه على الظالمين والله عزيرٌ ذو انتقام ولو بعد حين (ولا حول ولا قوة 
إلا بالله العلى العظيم ) فيه استبسال وانقطاع عن الغير بالكلية وإبراز للعجز والمسكنة البشرية بسبب 
سلب الحول والقوة والحركة في جميع الأمور المطلوبة الدنيوية والأخروية عن نفسه وإثباتها لله 
تعالى تعظيماً وتوقيراً له وفيه تعليم وترغيب فى الرجوع إليه سبحانه عند توارد المصائب 
والشدائد والله ولى التوفيق. 


خطبة لأمير المؤمنين نلك 





خطبة لأمير المؤمنين 42 

* الأصل : 

١‏ أحمد بن محمّد الكوفي, عن جعفر بن عبدالله المحمدي. عن أبي روح فرج بن قر عن 
جعفر بن عبدالله. عن مسعدة بن صدقة؛ عن أبى عبد الله نه قال: خطب أمير المؤمنين ايه 
بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على التَبِيَ وآله ثم قال: أمَا بعد فإنّ لله تبارك وتعالى لم 
حدم جتار يذ لاض بعد تجهي ررخاء لم جرد ريع قن الاتو ل بعد ار وبلا اه 
الناس في دون ما استقبلتم من عطب'١)‏ واستدبرتم من خطب؛ معتب وماكل ذي قلب بلبيب ولا 
كل ذي سمع بسميع ولاكل ذي ناظر عين يبصير. ' 

عباد للها أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه ثمَّ انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا 
على سنّة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم؛ ثمّ انظروا بما ختم لله لهم بعد 
النضرة والسرور والأمر والنهي. ولمن صبر منكم العاقبة فى الجنان والله علدو ولله عاقبة 
الأمون 

فيا عجباً! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينهاء لا يقتضون 

أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصيّ ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيبء المعروف فيهم ما عرفوا 
والمنكر عندهم ما أنكروا وكلّ امرىء : ا و ا 
وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقرّباً ولن يزدادوا إلا بعداً من 
لله عزَّوجلء ؛ أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض؛ »كل ذلك وحشةٌ مما ورّث النبينٌ 
الأمى عل ونفوراً ممًا أدّى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض. 

أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وريبة» من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو 
مأمون عند من يجهله. ؛ غير المتهم عند من لا يعرفه. فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها 
ووا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودّتها اليوم, كيف يستذلٌ بعدي بعضها بعضاً وكيف 
يقتل بعضها بعضأء المتشتّة غدأً عن الأصل النازلة بالفرعء المؤمّلة الفتح من غير جهته »كل حزب 
منهم آخذ [منه] بغصن. أينما مال الغصن مال معه. 





.اذك_-١‎ 


70 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


مع أنَّالله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشرّ يوم لبني أميّة كما يجمع قزع الخريفء يؤْلف الله 
بينهم؛ ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب. 

ثم يفتح لهم أبواباً يسيلون من مستثارهم كسيل الجئتين سيل العرم حيث بعث عليه فأرة فلم 
يبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يدغدعهم الله في بطون أودية ثمّ يسلكهم ينابيع في 
الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ويمكّن بهم قومأ في ديار قوم تشريداً لبني أميّة. 

ولكيلا يغتصبوا ما غصبواء يضعضع الله بهم ركناً وينقض بهم طيَ الجنادل من إرم ويملأ منهم 
بطنان الزيتون فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ليكوننٌ ذلك وكأئّى أسمع صهيل خيلهم وطمطمة 
رجالهم. 

وأيم لله ليذوبنَ ما في أيديهم بعد العلوٌ والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار من 
مات منهم مات ضالاً وإلى الله عزّوجِلٌ يفضي منهم من درج ويتوب الله عزّوجل على من تاب 
ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتّت لشرٌ يوم لهؤلاء وليس لأحد على الله عر ذكره الخيرة بل له 
الخيرة والأمر جميعاً 

أيه النّاس إِنَّ المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثيرٌ ولو لم تتخاذلوا عن مر الحنٌّ ولم تهنوا 
عن توهين الباطل لم يتشجّع عليكم من ليس مثلكم ولم يقومن قوي عليكم وعلى هضم الطاعة 
وإزوائها عن أهلها لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى بن عمران] لي ولعمري 
ليضاعفنٌ عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل ولعمري أن لو قد استكملتم من 
بعدي مدّة سلطان بني أميّة لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة وأحييتم الباطل 
وخلفتم الحقّ وراء ظهوركم وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول 
الله وب 

ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدّة وبدا 
لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير. 

فإذاكان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج 
الّسول يَيلْةُ فتداويتم من العمى والصمم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعشف ونبذتم الثقل 
الفادح عن الأعناق ولا يبعّد الله إلا من أبئ وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له # وسيعلم الذين ظلموا 
أيّ منقلب ينقلبون» "١7‏ . 

* الشرح : (خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) ذكر فيها أنواعاً من توبيخ الأمة على اختلاف 


.07 / 8 الكافى:‎ ١ 


خظية لأمير المؤمتدن 6 


آرائهم في الدين واستبداد كل فرقة منهم بمذهب في الأصول والفروع مع وجوده عليه السلام 
بينهم وإعراضهم عنه مع علمهم بحاله ومعرفتهم بكماله (ثم قال: اما بعد فإن الله تعالى لم يقصم 
جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء) وخوف عليه السلام من اشتد عناده وامتد فساده ورغعب 
في الدّنيا ونسى الآخرة واغتر بماله وابتهج بحاله واستبد في الدين برأيه ولم يرجع إليه بالاستفاده 
منه بذكر أحوال الجبارين الذين كانوا معرضين عن دين الله ودين رسوله فمهلهم الله تعالى من باب 
الاستدراج تمهيلاً وأنعمهم جزيلاً فكانوا فى نعمة ورخاء ثم قصمهم وأخذهم أخذاً وبيلاً لعله 
يتذكر أو يخشى ثم عطف الكلام إلى المؤمنين وحملهم إلى الاتحاد والاجتماع والصبر على الشدة 
والرخاء ورجاء المعونة والقوة من الله تعالى فقال: (ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل 
وبلاء) الأزل الضيق والشدة والجدبء وجبر العظم المكسور كناية عن قوتهم بعد ضعفهم بظهر 
ذلك لمن نظر فى أتباع الأنبياء أول الأمر فإنهم كانوا في غاية الضعف والشدة ثم حصلت لهم القوة 
بالاتحاد والصبر والتناصر والتعاون وفيه ترغيب فى الصبر على النوازل وتنبيه على أن اليسر مقرون 
بالعسركما قال تعالى إن مع العسر يُسراك وعلى وجوب الإتحاد في الدّين وعدم تشتت الآراء 
وتفرق الذهن فيه لقلة أهله فإن الحق يعلو بالآخرة مع أن التشتت يوجب الوهن والضعف والعجز 
وكل ذلك ضد مطلوب الشارع . 

ويحتمل أن يُراد بالجبارين المخالفون له عليه السلام وبقوله «لم يجبر» شيعته وأنصاره فنبه 
بالأول على أن أولئك الجبارين وإن طالت مدتهم وقويت شوكتهم فهم من إمهال الله لهم ليستعدوا 
به الهلاك وبالثاني على أنكم وإن ضعفتم وابتليتم فذلك من عادة الله فيمن يريد أن ينصره وينصركم 
بظهور دولتنا القاهرة ثم إبدالهم مضمون قوله: ولم يجبر, من باب التأكيد بقوله: (أيها الناس فى 
دون) أي في أقل أو عند (ما استقبلتم من خطب) الخطب الشأن والحال والأمرعظم أو صغر وفي 
بعض النسخ: من عتبء أي من عتابى لكم وهو إشارة إلى ماكانوا فيه بعد ظهور الإسلام فى حال 
الحروب مثل حرب بدر وحرب أحد وحرب الأحزاب من الأهوال والوهن والضعف راجعين إلى 
صاحب الوحي والعلم الإلهي صابرين على أذى المشركينء ثابتين في الدين» متحدين فيه غير 
مختلفين فأيدهم الله بنصره وأزال عنهم وهنهم وجبر عظمهم بما تقرٌ به عينهم (واستدبرتم من 
خطب) وهو إشارة إلى ما كانوا فيه من الأهوال والوهن والشدة في مبدأ الإسلام مع قلتهم وكثرة 
عدوهم فلما اتحدوا ولم يختلفوا وصبروا ورجعوا إلى الرسول وَيْْةُ أيدهم الله تعالى وقواهم وجبر 
عظمهم بمن أسلم ودخل في الدين» ويحتمل أن يكون الخطب المستقبل والمستدبر واحداً وهو 
جميع ما استقبلوه ورأوه من أول الإسلام واستدبروه إلى أن قبضه ييه وإعادة الخطب يؤيد الأول 
وحذف الموصول في المعطوف يؤيد الثاني والله أعلم (معتبر) أي فى دون ذلك إعتبار لمن اعتبر 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
فكيف فيه فإنكم من ذلك الإعتبار تعلمون أنه يجب عليكم بعده الاتحاد فى الدين والتعاون 
والتناصر ومقاساة مرارة الصبر والرجوع إلى أعلمكم بالفروع والأصول رخدي 3 جا يه الرستول 
صلى الله عليه وآله والإجتماع عليه وعدم التفرق عنه بالرأي ليرد عليكم نصر الله ورحمته ويتم 
لكم دين الله ونعمته ثم حثهم على الإعتبار لئلا يعدوا ناقصين فى العقل والسمع والبصر بقوله (وما 
كل ذي قلب بلبيب) أي عاقل كامل خالص ينتفع بعقله فيما خلق لأجله بل عقل الأكثر تابع للوهم 
والخيال والنفس الأمارة التابعة للشيطان المايلة إلى شهوات الدّنيا والعصيان (ولاكل ذي سمع 
بسميع ولاكل ذي ناظر عين ببصير) إذ السميع والبصير من استعمل سمعه في المسموعات 
وبصره فى المبصرات وعمل بهما واستفاد العبرة منهما وأصلح حاله في أمر المعاد واجتنب عما 
يوجب الفساد. 

(عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه) أي يهمكم ومن حسن إسلام المرء ترك النظر فيما لا 
يعنيه ولا يهمه وفيه حث على النظر فيما ينفع فى الآخرة ومنه الاعتبار واحتمال قراءة يعينكم من 
الإعانة بعيد (ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه) العرصات جمع العرصة وهي كل 
موضع واسع لا بناء فيه ولعل المراد , بها دورهم الخربة وأراضيهم الميتة والافادة من الود وهو 
محركة القصاص وإنما سمى إهلاكه قصاصاً لأنه أمات دين الله تعالى فاستحق بذلك القصاص 
وقيل من القوداتقيطن النبترق آفى'ستفلله الها قايذ؟ لمن تيه وقولة وبطلمة بالقين المتوملة في أكتر 
النسخ وبالمعجمة في بعضها وهو الشهوة ولعل المراد بها شهوة الذّنيا وفي بعضها بعمله بتقديم 
الميم على اللام (كانوا على سنة من آل فرعون) جمع الضمير هنا باعتبار المعنى وإفراده في 
الشنابق باعكناز اللفظ زاليلة الطريقة والسيرة: 

(أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم) أي محافل مزينة ومنازل حسنة والظاهر أنه خبر بعد 
خبر لكانوا مع احتمال أن يكون بياناً للسنة (ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر 
والنهي ) أي بعد جريان أمرهم ونهيهم على الناس أو بعد أمر الله لهم بالطاعات ونهيهم عن 
المنهيات وعدم قبولهم ولفظة «ثم» هنا لمجرد التفاوت في الرتبة لأن العذاب الأخروي أقورى 
وكيك من العذاب الدنيوي وفيها دلالة على الفخامة والفظاعة. 

والنضرة النعمة والعيش الطيب وحسن الحالء والسرور الفرح اللازم لها وفي كل ذلك تحريك 
على الاعتبار لمن له قلب معتبر وعقل متفكر (ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان) أي ولمن صبر 
منكم على الثبات في الدّين وأذى الفاسقين وتحمل التكليفات الشرعية حسن العاقبة في الجنان 
والعاقبة آخركل شيء (واللّه مخلدون) أي والله أنتم تم مخلدون فيها على حذف المبتدأ (وله عاقبة 
الأمور) أي الأمور الخيرية يؤتيها من يشاء بفضله ويمنعها من يشاء بعدله والمراد أن له عاقبة أمور 


خطلءة كسس الم عفدن ا 





كل أحد إن خيراً فخير وإن شراً فشر. 

ثم تعجب عليه السلام من حال الأمة وأردفه ما هو سبب له ونادى العجب منكراً ليحضر له 
'فقال: (فياعجبا) أقبل فهذا أو أن أقبالك ويحتمل أن يكون نصبه على المصدر بحذف المنادى أن 
ياقوم عجبت عجباً. 

(ومالى لا أعجب من خطأ هذه الفرق) الاستفهام للتعجب من عدم التعجب مع حصول 
أسبابه وقوتها وهى ترك هذه الفرق ما ينبغي فعله وفعلهم ما ينبغي تركه كما يظهر مما يذكره (على 
اختلاف حججها فى دينها) أي على اختلاف قصورها أو ترددها أو سننها وطرقها أو دلايلها في 
أصول دينها وفروعه وقوله: «فى دينهاء متعلق بالخطأ أو بالإختلاف أو بهما على سبيل التنازع وإنما 
سميت مفتريات أوهامهم ومخترعات أوهامهم حججاً على سبيل التهكم (لا يقتصون أثر نبي ) 
في بعض النسخ: «لا يقتفون» وهو تفصيل لخطايا هذه الفرق والمذام التى كان إجتماعهم فيهم سببا 
لتعجبه منهم (ولا يقتدون بعمل وصى ) أراد به نفسه قطعا لعذرهم فإن الاختلاف في الدين قد 
تعرض عن ضرورة وهى عدم وجود الهادي بينهم فأما إذاكان موجوداً هو هو عليه السلام لا عذر 
لهم على الاختلاف ولا يجوز لهم القيام عليه (ولا يؤمئون بغيب) أى بالله وصفاته واليوم الآخر 
وأهواله وثوابه وعقابه وحسابه أو بما جاء به الرسول يَيإُةُ من عند الله تعالى وهو المروى عن ابن 
عباس في تفسير قوله تعالى: #الذين يؤمنون بالغيب4 أو بما هو غائب عن حواسهم مما يعلم 
بالدليل هذاكله إن جعل قوله «بغيب» صلة ليؤمنون ويحتمل أن يكون حالاً عن ضمير الجمع أي لا 
يؤمنون متلبسين بغيب يعني في حال الغيبة والخفاء كما هو شأن المنافقين (ولا يعفون عن عيب) 
أي عن زلات أخيهم أو عن عيوبه فيكون إشارة إلى الغيبة وهى فجور وعبور إلى طرف الإفراط من 
لفق 

(المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا) أي المعروف والمنكر تابعان لإرادتهم 
وميل طبعهم فما أنكرته طباعهم هو المنكر بينهم وإن كان معروفاً في الشريعة وما أرادته طباعهم 
ومالت إليه كان هو المعروف بينهم وإن كان منكراً في الدّين والواجب أن تكون إرادتهم تابعة 
للقوانين الشرعية فى اتباع ماكان فيها معروفاً وترك ماكان فيها منكراً (وكل امرىء منهم إمام نفسه 
آخذ منها فيما يرى) دل الأول على أنه أمام لنفسه والثاني على أن نفسه إمام له ولا ضير فيه لأنه 
هو نفسه ونفسه هو فهو من حيث أنه آخذ مأموم ومن حيث أنه مأخوذ منه إمام (بعرى وثيقات 
وأسباب محكمات) الظرف متعلق بآخذ أو حال عن فاعله يعني يفزع في المعضلات إلى نفسه 
وبعول فى المبهمات على رأيه ويتمسك بما تذهب إليه نفسه من الآراء كأنها عنده عرى وثيقة لا 
يضل من تمسك بها ونصوص جلية لا اشتباه فيها ولفظ العرى مستعار (فلا يزالون بجور) أي بميل 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
قلوبهم (ولن يزدادوا إلا خطأ) لأن النفس الأمارة إذا كانت إماماً كان الإمام والمأموم دائماً فى 
الجور والظلم والخطأ في الحكم لظهور أن هذا الإمام شأنه ذلك والمأموم لا محالة تابع له (ولا 
ينالون 3 ولخد م اس لس ل 0 
والاجتناب عن المنهيات والفعل منها وهم معزولون عن جميع ذلك (ولن يزدادوا إلا بعد من 
عز وجل) لأن الميل مي عر ا كم 
والاستمرار عليه يوجب زيادة البعد وقوله: من الله عز وجلء متعلق بالتقرب والبعد على سبيل 
التنازع (أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض) لتحقق الرابطة والاتحاد في الجنسية 
والتوافق في الطريق ولا أنس لهم بالله وبرسوله ولا بالوصي ولا تصديق لهم بهم لانتفاء الرابطة (كل 
ذلك وحشة. اال ا ا لو ال ار 
حمل النفور (أهل حسرات) لباطل صنعوه وحق تركوه وفي بعض النسخ: «أهل خسران» من 
الخسارة (وكهوف شبهات ) الكهف الملجأ يعنى لا يتوقفون فيما أشتبه عليهم أمره ولا يبحثون عن 
وجه الحق ولا يرجعون إلى أهل العلم بل يفتون بما قادهم إليه الهوى ويعملون به وفي بعض 
النسخ: «وكفروا شبهات». 

(وأهل عشوات وضلالة وريبة) العشوة بالفتح الظلمة وبالتثليث الأمر الملتبس وركوب أمر 
بجهل من غير بيان ومعرفة بوجهه وضلالة الإنسان خروجه عن طريق الحق وضلالة العمل بطلانه» 
والريبة بالكسر الشك والتهمة والشبهة والظنة (من وكله الله إلى نفسه ورأيه) بعدم منعه عن 
مقتضيات نفسه واستعمال رأيه أو بسلب اللطف والتوفيق عنه لإبطاله استعداده الفطرى (فهو 
مأمون عند من يجهله. ؛ غير المتهم ) بالخيانة والفساد (عند من لا يعرفه) ضمير المفعول في 
الفعلين راجع إلى الموصول الأول فيفيد أن العالم بحاله يعلم وجوه اختلاله ورجوعه إلى الله 
ل و ل ل ل ا 
إلى من نصبه الله تعالى لاقامة دينه وإجراء أحكامه وأنه المأمون دون غيره (فما أشبه هؤلاء بأنعام 
قد غاب عنها رعاؤها) وجه التشبيه هو الحيرة والهلاك وعدم الاهتداء إلى المصالح الكلية 
والجزئية والوجه فيهم آكد لأن الأنعام بلا راع قد لا تهلك وهم قد هلكوا بدواعي النفس الأمارة 
وإغواء الشيطان الذى لا يغفل عنه طرفة عين (ووا أسفا من فعلات شيعتى ) ألحق الأسف بذاته 
المقدسة وهو الحزن الشديد بسبب ما شاهده بعلم اليمين من الأحوال المتكرة اللاحقة بالشيعة 
بعده عليه السلام في دولة بني أمية وبني عباس من استذلال بعضهم بعضاً وقتل بعضهم بعضاً 
بالمباشرة والتسبب وخروجهم على هؤلاء الكفرة بلا راع فرعن الطاعة وهلاكهم بأيديهم وعير 
ذلك من المكاره الواردة عليهم (المتشتة غداً عن الأصل ) أريد بالأصل الإمام المفترض الطاعة 


خطبة لأمير المؤمنين 0 





وبالغد زمان بعده عليه السلام والمتشتة وصف للشيعة وبيان لتفرقهم بفرق مختلفة (النازلة 
بالفرع ) إشارة الى جماعة منهم خرجوا على هؤلاء الكفرة مع جماعة من العلويين والهاشميين 
وغيرهم, والمراد بالفرع خلاف الأصل وهو الرعية كزيد وأضرابه (المؤملة الفتح من غير جهته) 
وصف ثالث للشيعة وإشارة إلى خطائهم في توقيع الفتح بأيديهم لأن الفتح إنما يكون بيد الصاحب 
عليه السلام (كل حزب منهم أخذ منه بغصن ) إشارة إلى تحزبهم بأحزاب مختلفة وأخذ كل حزب 
لنفسه إماماً كما هو المشهور ولفظ «منه» موجود في أكثر النسخ والضمير راجع إلى الفرع. 

(أينما مال الغصن مال معه) تشبيه تمثيلى لقصد الإإيضاح والوجه في المشبه به حسي وفي 
المشبه عقلى أو مركب منه ومن حسى وهذا من أحسن التشبيهات في إفادة لزوم المتابعة إذكما أن 
حركة الورق إلى جهات حركة الغصن بتحريك الريح أو غيره تابعة لازمة غير منفكة كذلك حركة كل 
حزب إلى جهات حركة إمامه فى الأمور العقلية والعملية وبعد الإشارة إجمالاً إلى صولة بنى أمية 
وشوكتهم وأن الخارج عليهم مغلورب مقهور أشار إلى زوال ملكهم وتبدد نظامهم بخروج أبي مسلم 
مع أهل خراسان ومروء وساير الأعاجم عليهم بقوله (مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء) أي 
الشيعة بالمعنى الأعم أو الأعم منهم ومن غيرهم «وله الحمد» معترضة لثنائه تعالى على ذلك 
(لشر يوم لبنى أمية) وهو يوم زوال دولتهم ونزول نكبتهم (كما يجمع قزع الخريف) القزع محركة 
قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقاً غير متراكم 
ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك (يؤلف الله بينهم) فيتوافق قلوبهم على أمر واحد 
(ثم يجعلهم ركام كركام السحاب) الركام الرمل المتراكم بعضه فوق بعض وكذلك السحاب 
المتراكم وما أشبه من الركم وهو جمع شيء فوق آخر حتى يصير ركاماً. 

( ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم) في بعض النسخ «من مستثارهم) بالثاء المثلثة 
استعار الأبواب للطرق ورشح بذكر الفتح مع ما فيه من الإيماء إلى أن حدود ملك بني أمية كأنها كان 
عليها سور لشدة قوتهم من منع دخول العدو فيه وأريد المستشار موضع شورهم وهو عرض كل 
واحد ما في ضميره على غيره ليتفقوا على أمر واحد هو أحسن وأوفق لهم, وقال الفاضل الأمين 
الاسترابادي: أريد أن الشيعة بعد اجتماعهم على أبى مسلم يتفرقون إلى البلاد من محل ثورانهم 
لقمع أمراء بنى أمية من البلاد. وفيه استعارة تبعية حيث شبه سيرهم فى البلاد بالسيل الجاري إلى 
المنحدر في السرعة والإزدحام والتخريب وعدم احتمال الرجوع وابعفار له تلكا لفطل (كسيل 
الجنتين سيل العرم) المذكور في القرآن الكريم والعرم بفتح العين وكسر الراء فسر بالسد والصب 
والمطر الشديد والوادي الذي جاء السيل من قبله والجرذ الذكر. وإضافة السيل إليه لأنه نقب السد 
فجرى السيل فخرب البلدة والجنات التى تحته (حيث بعث عليه فارة) حيث للتعليل وضمير 


الجر ارات عه إلى العرم إن أريديه التد ار لي 
معروفة وهى مهموزة وقد يترك همزها تخفيفاً (فلم تنبت تثبت عليه أكمة) لأنه قلعها لشدته وقوته 
والأكمة محركة التل من حجارة» أو هي دون الجبال أو الموضع المرتفع مما حوله وهو غليظ صلب 
لا يبلغ أن يكون حجراً (ولم يرد سنئه رض طود) السئن الوجه والطريق والشدة والسير وصب 
الماء؛ والرض ا و ا المهملة كما فى , عض الحم الدبي والتيوت 
ومنه الرسيس وهو الشىء الثابت الطود الجبل أو ءذ عظيمه وفي إعتبار هذه الأوصاف فى المشبه به 
دلالة على إعتبارها فى المشبه وهو كذلك لأن الشيعة وغيرهم بعد اجتماعهم على أبي مسلم 
ساروا من محلهم إلى أمراء بنى أمية وهم مع كثرة عدتهم وشدتهم لم يقدروا على ردهم حتى 
جرى عليهم قضاء الله تعالى بالاستئصال ولما شبههم بالسيل ووصفهم بما يناسبه فقال 
(يدغدغهم الله في بطون أودية) أي بحركهم تحريكاً شديداً في طرقهم المسلوكة إلى بلاد بني أمية 
وسماها بطون أودية لمناسبة السيل والجملة حال عن فاعل يسيلون. 

(ثم يسلكهم ينابيع في الأرض) الإسلاك إدخال الشيء في الشيء وكذا السلوك إذاكان متعدياً 
يُقال: سلك المكان سلكاً وسلوكاً دخل وسلكه غيره وفيه وأسلكه إياه وفيه وعليه أدخله فيه 
والظاهر أن فى الأرض متعلق به وهى أرض بني أمية وأن ينابيع حال عن ضمير الجمع على 
تشبيههم بها في جريانهم أو في وصول المدد إليهم من غير انقطاع (يأخذ بهم من قوم حقوق قوم) 
الجملة حال عن فاعل يسلكهم أي يأخذ الله بسبب هؤلاء المجتمعين لإهلاك بنى أمية منهم 
حقوق قوم مظلومين من سطوتهم سيما الحسين عليه السلام واتباعه رضي الله عنهم (ويمكن بهم 
قوماً في ديار قوم) أي يمكنهم في ديار بني أمية بناء على أن نصب قوماً من باب التجريد للمبالغة 
كترم نض اج يلت في لجدا باح ار مه الى كوا الوا ي اعال تيت ريا سا 
أو يمكن بهم بنى عباس فى ديارهم ( تشريداً لبنى أمية ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا) مفعول له 
ليمكن أو لقوله سيجمع هؤلاء. وما عطف عليه على سبيل التنازع ولعل المراد أن غاية هذه 
الأفعال أمران : أحدهما تشريد بني أمية» والثاني أن لا يغصب هؤلاء ما غصب بني أمية من حق آل 
محمد صلى الله عليه وآله والأول وقع لكونه حتمياً والشاني لم يقع لكونه تكليفاً والله أعلم 
(يضعضع الله بهم ركناً) أي يهدمه ويذله والركن هنا مروان الحمار. 

(وينقض بهم طي الجنادل من إرم ) إرم كعنب دمشق وأيضاً أحجار يوضع بعضها على بعض 
علماً للطريق ونحوه فمن على الأول متعلق بينقض أي ينقض من دمشق طى الأحجار أو الأحجار 
المطوية وعلى الثانى متعلق به أو بالطى والنقض على التقديرين كناية عن تخريب الآثار والديار 
وهدمها (ويملاً منهم بطنان الزيتون) بطنان الشيء بفتح الباء وسطه وبضمها جمع بطن وهو 





خطبة لأمدر المؤمَنين ١‏ 
المطمئن من الأرض والغامض منها والزيتون جبال الشام ومسجد دمشق وقال الفاضل الأمين 
الاسترآبادي: فيه إشارة إلى استيلاء الشيعة على دمشق وحواليها على من كان فيهما من بنى أمية 
(فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة) قد مر أنه عليه السلام كثيراً ما كان يقسم به لدلالته على كمال 
عظمته تعالى (ليكونن) ذلك أي ذلك المذكور وهو جميع ما أخبر به عليه السلام (وكأني أسمع 
صهيل خيلهم ) الصهل محركة حدة الصوت وكأمير صوت الفرس (وطمطمة رجالهم) أي 
كلماتهم المنكرة يُقال: رجل طمطم وطمطمى بكسرهما إذا كانت في لسانه عجمة وإنما سمي 
كلماتهم طمطمة لكون لغات أكثرهم عجمية وقد نزل عليه السلام علمه بالصهيل والطمطمة بمنزلة 
سماعهما أو جعل زمانهما المستقبل حاضراً فأخبر بسماعهما (أيم الله ليذوبن ما فى أيديهم) أيم 
الله من ألفاظ القسم أصله أيمن الله بفتح الهمزة وضم الميم جمع يمين الله حذفت النون للتخفيف 
وتشبيه ما فى أيديهم بالرصاص ونحوه مكنية ونسبة الذوب إليه تخييلية ويفهم منه تشبيه عدوهم 
بالنار وفي قوله (بعد العلو والتمكين في البلاد) مبالغة في قوة أعدائهم المنصورين (كما تذوب 
الإلية على النار) شبه ما فى أيديهم بالإلية فى الذوب وهو في المشبه عقلى وفي المشبه به حسي 
والغرض منه تقرير حال المشبه في نفس السامع لأن إلف النفس بالحسيات أتم من إِلفِها بالعقليات 
أو شبه ذوبه بذويها في الظهور والغرض منه بيان إمكانه (من مات منهم مات ضالاً خارجا) عن 
دين الله عز وجل (وإلى الله عز وجل يفضي ) فيجزي بما عمل وهل يجازى إلا الكفور (منهم من 
درج) أي انقرض أو لم يخلف نسلاً وفى القاموس: درج القوم انقرضوا وفلان لم يخلف نسلاً وهو 
من أخباره عليه السلام بالغيب لأن بني أمية مع كثرتهم ليس لهم الآن نسل مشهور وإنما أتى بلفظ 
الماضي للدلالة على القطع بوقوعه فكأنه وقع هذه من باب الإحتمال والله أعلم (ويتوب الله عز 
وجل على من تاب) أي يقبل توبته ورجوعه إلى الحق ولا يعاقبه بذنوب آبائه (ولعل الله يبجمع 
شيعتي بعد التشتت لشر يوم هؤلاء)هذا إما تأكيد لما مرّ أو إخبار بالإجتماع الشيعة في عصر 
المهدي عليه السلام كما مر وسيجيء (وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة) في أمر الدين 
ونصب الامام حتى يحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء ويختار من يشاء (ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق.. 
اه) أي لو لم تتدابروا عنه وصبرتم عليه واتفقتم على توهين الباطل وإزهاقه لم يغلب عليكم أهل 
الباطل ولم يقدروا على هضم طاعة امامكم وإزوائها وإبعادها وغصبها منه (لكن تهتم وتحيرتم) 
عن أمركم وضللتم بعد نبيكم (كما تاهت بنو إسرائيل) وتحيروا على عهد موسى عليه السلام 
وتدابروا عن خليفته هارون عليه السلام وعبدوا العجل وفيه توبيخ للشيعة عن تفرقهم عن الحق 
ونصرته مع علمهم به بعد اجتماع أرباب الضلالة على باطلهم وقد وقع ذلك في عهده عليه السلام 
وبعده ثم أشار إلى أن الضلالة في هذه الأمة أكثر من ضلالة بنى إسرائيل بقوله (ولعمري) حلف 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


ببقائه وحياته لترويجح مضمون الخبر وتحقيق ثبوته. 

(ليضاعفن عليكم التيه) أي الضلالة والحيرة والفتنة (من بعدي أضعاف تاهت بنوا إسرائيل) 
أخبر عليه السلام بما يقع بعده وقد وقع فإن الشيعة وغيرهم صاروا فرقاً متكثرة ومذكورة بتفصيلها 
وتفصيل مذاهبها وعقايدها فى الكتب المعتبرة قم أنثار إلى أن لهم يعد بلية:. بنى أمية بلية أخرى 
بقوله (ولعمري أن لو قد استكملتم من بعدي مدة سلطان بني أمية) أي مدة سلطنتهم وقدرتهم 
وهى إحدى وتسعون سنة (لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة ) وهو السفاح عبد الله 
بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس أول خلفاء بني عباس ومدة سلطنتهم خمسمائة وثلاثة 
وعشرون سنة وشهران وثلاثة وعشرون يوماً (وأحييتم الباطل ) بترويجه وتقويته وتشهيره وفى 
بعض النسخ وأجبتم من الإجابة (وخلفتم الحق وراء ظهوركم) ريا بالحق الاإمام المنصوب من 
قبله تعالى أو دينه أيضاً (وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول 
الله ييه » الظاهر أن من بيان للأدنى والأبعد أو حال عنهما وأن المراد بالأدنى ذاته المقدسة 
وبالأبعد عمه العباس لأنه عليه السلام أقرب إلى الرسول من حيث الإيمان به والنصرة له فى 
المواطن كلها خصوصاً في بدر من عباس وهو من أبناء الحرب للرسول وقد أسر فيه والمعنى 
قطعتمونى وتركتم الأئمة من ذريتي ووصلتموه وأقررتم بخلافة أولاده الفسقة. 

و«أبناء الحرب» من باب الاستعارة يظهر وجهها بما ذكرنا سانقاً في أبناء الدّنيا والله أعلم 
(ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم) بما أوقده هلاكو من نار الحرب عليهم وقد أخبر به عليه 
السلام فى موضع آخر (لدنا التمحيص للجزاء) أي لقرب ابتلاء هؤلاء بغيرهم من أرباب الملل 
الباطلة كلهم لجزائهم بما كانوا يعملون (وقرب الوعد) بظهور المهدى عليه السلام (وانقضت 
المدة) المقررة لغيبته يعنى أكثرها أو بعضها أخبر مذ بأنه لابد من وقوع هذه الأمور قبل ظهور ولده 
الطيب الهادي عليه السلام ثم أخبر بقرب زمان ظهوره بناء على أن كل ماهو آت فهو قريب ولم 
يقل: إن ظهوره مقارن لانقضاء هذه الأمور بل لظهوره علامات أخر كما فى الأخبار (وبدا لكم 
النجم ذو الذنب) هذه علامة أخرى وقد طلع في زماننا سئة خمس وسبعين بعد ألف من الهجرة 
نجم ذو ذنب من قبل المشرق وامتد إلى شهر وآخر وكان ضووه وامتداده أقل من ذلك ويحتمل 
بعيداً أن يراد به الأجل أو الوقت المضروب فيكون إشارة إلى نخروج الدجال أو يأجوج ومأجوج 
مع عساكرهما واتباعهما والله أعلم (ولاح لكم القمر المنير) يحتمل أن يُراد به ظهور القايم أو 
نزول عيسى عليهما الصلاة والسلام فراجعوا التوبة لتضيق وقتها ولأنها نافعة من الهلاك (واعلموا 
أنكم إن اتبعتم تم طالع المشرق) أراد به الصاحب عليه السلام وشبهه بالشمس في النور والظهور 
والاستيلاء على العالم ورفع حجب ظلم الجهالات. 


خطبة لأمير المؤمنين ند 
وقال الفاضل الأمين الاسترآبادى: يحتمل أن يكون المراد به المهدى الموعود لا يُقال: طلوعه 
من مكة وهى وسط الأرض لأنا نقول اجتماع العساكر الكثيرة على المهدي عليه السلام وتوجهه 
إلى فتح البلاد إنما يكون من الكوفة وهي شرق الحرمين وكثير من بلاد الإسلام (سلك بكم مناهج 
الرسول صلى الله عليه وآله) الباء فى بكم للتعدية والمناهج جمع المنهج وهو الطريق الواضح 
المسشتيه: 
(فتداويتم من العمى والصم والبكم) هذه الأمراض الثلاثة من أمهات الأمراض المهلكة فإن 
عمى البصر عن رؤية آثار الصنع وعمى البصيرة عن إدراك الحق وصمم الأذن المانع عن سماع نداء 
منادي الحق وبكم اللسان المانع عن التكلم بالأقوال الصالحة مهلكة وظهور الصاحب عليه السلام 
دواء لها (وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف) أي الاضطراب والتحير فى طريق المعاش وفيى كنز 
اللغة: التعسف بر بى آرامى رفتن وذلك النزول البركة لأن الأرض وحاصلها ما له والخلق عياله 
بعطى كل أحد ما يكفيه ويستقيم حاله (ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق) الفادح الاطر الضفية 
المثقل فوصف الثقل به للمبالغة فيه (ولا يبعد الله) من رحمته وفضله (إلا من أبى) متابعته وظلم 
عليه وعلى نفسه (واعتسف) عن طريق الحق ومال عنه (وأخذ ما ليس له) من أمر الولاية وغيره 
وهذا إما دعاء أو إخبار (وسيعلم الذين ظلموا) على الأوصياء وأخذوا حقوقهم (أي منقلب 
ينقلبون) فيه وعيد عظيم لهم بأنهم سيعلمون عند الموت وبعده سوء منقلبهم وما يجدون فيه من 
الويل والندامة والحسرة على ما فرطوا فى جنب الله واحتمال أنهم سيعلمون بعده عليه السلام 
سوء منقلبهم في دولة بنى أمية وغيرهم من القتل والذل والصغار بعيد. 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





خطبة لأمير المؤمنين.19 

*: الاصل : 

7 علوي بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن محبوب. عن عليٌ بن رئاب» ويعقوب السرّاج. عن أبي 
عبدالله نل عن أمير المؤمنين :32 لمّا بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر فقال: « الحمد لله الذي 
علا فاستعلى ودنا فتعالى وارتفع فوق كلّ منظر وأشهد أن لا إله إل لله وحده لا شريك له وأشهدٌ 
أن محمّداً عبده ورسوله خاتم الثبيين وحجّة الله على العالمين» مصدّقا للوّسل الأزّيين وكان 
بالمؤمنين رؤوفاً رحيماًء فصلَى الله وملائكته عليه وعلى آله. 

أمَا بعد: أيّها النّاس فإِنَّ البغي يقود أصحابه إلى النار وإن أوّل من بغي على الله جل ذكره عناق 
بنت آدم وأوَّل قتيل قتله الله عناق وكان مجلسها جريباً [من ن الأرض] في جريب وكان لها عشرون 
إصبعاً في كلّ إصبع ظفران مثل المنجلين فسلّط الله عزَّوجلٌ عليها أسدأ كالفيل وذثباً كالبعير 
ونسراً مثل البغل فقتلوها وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا وأمات هامان 
وأهلك فرعون وقد قتل عثمان. ألا وإنَّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيّه ييه واّذي بعثه 
بالحقٌّ لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنَّ غربلة ولتساطنّ سوطة القدر حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم 
أسفلكم وليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا وليقصرنَ سابقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وشمة ولا 
كذبت كذبة, ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم. 

ألا وإنَ الخطايا يا خيلٌ شمسٌ حمل عليها أهلها وخلعت لجْمهاً فتقحمت بهم فى الثار, ألا 
وَإِنَّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة وفتحت لهم أبوابها. 
ووجدوا ريحها وطيبها وقيل لهم: إادخلوها بسلام آمنين»(١)‏ ألا وقد سبقنى إلى هذا الأمر من 
لم أشركه فيه ومن لم أهبه له ومن ليست له منه نوبة إلا بنبي يبعث. ألا ولانبيٌ بعد محمد علا 
أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به في نار جنهم. 

حقٌ وباطلٌ ولكلّ أهل» فلشن أمر الباطل لقديماً فعل ولثن قلّ الحقّ فلربما ولعلّ ولقلّما أدبر 
شيء فأقبل ولئن ردَّ عليكم أمركم أنّكم سعداء وما على إلا الجهد وإنّي لأخشى أن تكونوا على 
فترة ملتم عنْى ميلة, كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي؛ ولو أشاء لقلت: عفى الله عمًا سلف. 
سبق فيه الرجلان وقام الثالث كالغراب همّه بطنه. ويله لو قصّ جناحاه وقطع رأسه كان خيراً له 


. ١غ‎ 3 -سورة الحجر‎ ١ 


خطبة لأمير المؤمنين اد 
شغل عن الجنّة, والنار أمامه. ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس: ملك يطير بجناحيه ونبىٌ 
أخذ الله بضبعيه. وساع مجتهد. وطالب يرجوء ومقصّر في النّاره اليمين والشمال مضلَّة والطريق 
الوسطى هي الجادّة عليها ما في الكتاب وآثار النبوّة؛ هلك من ادّعى وخاب من افترى إِنّ الله أذّبِ 
هذه الأمّة بالسيف والسوط وليس لأحد عند الإمام فيهما هوادة فا ستقرٌوا في بيوتكم وأصلحوا 
ذات بينكم والتوبة من ورائكم. من أبدى صفحته للحقٌّ هلك( , 

* الشرح : 

(خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) مشتملة على التخويف بذكر أحوال الجبارين وتنكيلهم 
وعلى شدة ابتلاء الناس وذم الخلفاء الثلاثة وبيان أقسام الناس وغير ذلك (الحمد لله الذي علا 
فاستعلى) أي على كل شيء علواً عقلياً بالرتبة والشرف والعلية فاستعلى أن يكون شىيء فوقه أو 
أن يدرك كنه ذاته عقول العارفين (ودنى فتعالى) أي قرب من كل شيء قرباً معنوياً فتعالى عن 
المشابهة بالمخلوقين أوعن التحيز بحيز بل قربه بالعلم المحيط بكل شيء والتفريع يشعر بأن الدنو 
المطلق سبب لتعاليه عما ذكره لاستحالة أن يكون المشابه بالخلق والمفتقر إلى مكان قريباً من كل 
شيء في أن واحد (وارتفع فوق كل منظر) المنظر إما مصدر بمعنى النظر أو ما ينظر إليه يعني أنه 
ارتفع من جهة ذاته وصفاته وهو فوق النظر الحسي والعقلى أو فوق ما ينظرإليه الحس والعقل لأن 
مدركهما وهو الصورة المحسوسة والمعقولة من الأمور الممكنة أو فوق كل سبب والسببٍ منظر 
مجازاً لأن المسبب ينظر إليه والله أعلم. 

(أما بعد: أيها الناس فإن البغي يقود أصحابه إلى النار) البغي الظلم والتجاوز عن الحد 
والخروج عن طاعة الإمام العادل (وإن أول من بغي على الله عز وجل عناق بنت آدم) في معارج 
النبوة وهي أول من بني الفسق والفجور من النساءء وعوج بن عناق اسم أبيه سيخان واشتهر نسبته 
إلى أمه ولم ينج من الطوفان إلأعوج لطول قامته (وأول قتيل قتله الله عناق ) لفجورها المعروف من 
الفاسقات أو لبغيها على المؤمنين والمؤمنات وفيه وعيد الباغي بتعجيل عقوبته مع ما عليه في 
الآخرة (وكان مجلسها جريباً [من الأرض] في جريب ) في المغرب الجريب بالفتح ستون ذراعاً 
في ستين (وكان لها عشرون أصبعا) الظاهر أن هذه الأضابع ليديها لالمجموع يديها ورجليهاكما 
هو المعروف من نوع الإنسان وإن كان محتملاً وفي معارج النبوة: كان طول كل أصبع ثلاثة أذرع 
وعرضه ذراعين بذراع أزيد من ذراع عامة الخلائق بقبضة والقبضة أربع أصابع (في كل أصبع 
ظفران مثل المنجلين) أحدهما فى الظاهر والآخر ة في الباطن أو كلاهما فى الظاهر أحدهما فوق 





./6 / الكافى: م‎ - ١ 


و 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


الآخر والمنجل بالكسر حديدة يحصد بها الزرع وقوله «من الأرض» ليس في بعض النسخ (ونسراً 
مثل البغل) في القاموس: النسر طاير لأنه ينتسر الشيء ويقتلعه. وقيل» طائر معروف له قوة في 
الصيد لا مخلب له وإنما له ظفركظفر الدجاجة (وقد قتل الله الجبابرة) الذين جبروا الخلائق على 
ما أرادوا من الأوامر والنواهى ولم يرفقوا لفسادهم وبغيهم (على أفضل أحوالهم وآمن ماكانوا) 
من القوة والقدرة والنعمة وطيب العيش والجاه والمال والسلطنة ولم ينفعهم شيء من ذلك حين 
نزل غضب الله بساحتهم (وأمات هامان وأهلك فرعون) وقومهما لبغيهم وتجاوزهم عن الحد 
وفيه زجر لأصحاب القدرة والاقتدار عن البغى والفساد وتنبيه على أنه تعالى أشد قوة منهم وهو 
القوى العزيز (وقد قتل عثمان) لما صدر منه من الفساد فى الدّين والبغى على المسلمين (ألا وإن 
بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبئّه) أشار به إلى أن حالهم عند قيامه عليه السلام بالخلافة 
كحالهم عند بعثة النبي يه في كونهم في البلية وهي الضلالة والشبهة واختلاف الأهواء وتشتت 
الآراء وعدم الألفة والاجتماع والنصرة لدين الحق وفيه تنبيه على أنهم ارتدوا بعد النبى يَلله ولم 
يكونوا من أهل الدين والتقوى. 

ثم أشار إلى أنهم كما عادت بليتهم بعد النبى يَيلْةُ كذلك تعود بعده عليه السلام مؤكداً بالقسم 
البار بقوله (والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة) البلبلة والبلابل اختلاط الألسنة وتفريق الآراء وشدة 
الهم والبلية أي لتخلطن اختلاطاً في ألسنتكم أو لتفترقن افتراقاً فى آرائكم أو لتبتلين ببلية شديدة 
وتتحركن بالشدائد وهي إشارة إلى ما يوقع بهم بنو أمية وبنو عباس وغيرهم من أمراء الجور من 
الفتن المزعجة والبلايا المتراكمة وخلط بعضهم ببعض وخفض أكابرهم ورفع أراذلهم (ولتغربلن 
غربلة) إشارة إلى التقاط آحادهم وقصدهم بالقتل والأذى كما فعلوا بكثير من الصحابة والتابعين 
والصالحين شبه فعلهم ذلك بغربلة الدقيق لتميز بعضهم عن بعض وأستعار له لفظها (ولتساطن 
سوطة القدر) أشار إلى خلطهم بعده عليه السلام فى خلافة الجبابرة كخلط ما في القدر والسوط 
الخلط وهو أن تخلط شيئين فى قدر ونحوه وتضربهما بيدك أو بالسوط حتى يختلطا والمسوط 
خشبة تحرك بها ما فى الفدر ليختلط واستعار لفظ السوط مع غايته المذكورة لتصريف أئمة الجور 
لهم من حال إلى حال وتقليبهم من طور إلى طور وخفض شريفهم ورفع وضيعهم وتعظيم جاهلهم 
وتحقير عالمهم بجميع أسباب الإهانة والتعبير لما كانوا عليه فى ذلك الوقت من القواعد ثم أشار 
إلى بعض نتائج تقلب الزمان وتغير أحوالهم بقوله (وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرن 
سابقون كانوا سبقوا) أراد بالمقصرين الذين يسبقون قوماً لهم سابقة فى الإسلام قصروا فى نصرته 
وطاعته أولاً حين وفاة الرسول يإْةُ نم أطاعوه ونصروه فى ولايته وبالسابقين الذين يقصرون قوماً 
أطاعوه في أول الأمر ثم قصروا في طاعته وخذلوه وانحرفوا عنه. 





خطبة لأمير المؤمنين اع 





وقيل: أراد بالأول كل من هداه الله إلى طاعته وامتثال أوامره ونواهيه وزواجره بعد تقصيره في 
ذلك وبالثانى من كان فى مبدأ الأمر مشمراً فى سبيل الله مجتهدأً فى طاعته ثم جذبه هواه إلى غير 
ماكان عليه فاستبدل بسبقه في الدين تغييراً وانحرافاً ثم أقسم الصادق المصدق تأكيدا لماسق وما 
يأتى فقال (واللّه ما كتمت وشمة) هى بالشين المعجمة الكلمة وبالمهملة العلامة (ولاكذبت 
كذبة) التاء فيهما للوحدة والتنكير للتحقير (ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم) أي مقام الخلافة 
واجتماع الناس عليه. ثم صرف الكلام إلى نصحهم وزجرهم عن الخطايا وحثهم على الطاعة 
والتقوى على سبيل المبالغة فقال (ألا وإن الخطايا خيل) أى كخيل حذفت أداة التشبيه وحمل 
المشبه به على المشبه للمبالغة وقوله (شُمُس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها) ترشيح للتشبيه. 
وشمس بضمتين جمع شموس وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته ولجم ككتب 
جمع لجام ككتاب للدابة فارسى معرب (فتقحمت بهم فى النار) فى النهاية: تقحمت به دابته إذا 
ندت به فلم يضبط رأسها فربما طرحت به في أهوية وتقحم الإنسان الأمر العظيم إذا رمى نفسه فيه 
من غير رؤية وتثبت وعلى هذا فالباء فى «بهم» بمعنى مع ولفظة «فى» زائدة للمبالغة فى التعدية 
وفيه تنفير بليغ للسامعين عن الخطايا حيث صوّرها في أذهانهم بصورة فرس شموس خلع لجامها 
ومن البيّن أن العاقل يتنفر عن ركوبها لعلمه بأنها تلقيه في المهالك فكذلك يتنفر عن ركوب الخطايا 
لعلمه بأنها تلقيه في الناره فإن قلت: كل ما اعتبر في جانب المشبه به ينبغي اعتباره في جانب 
المفيية:! بها فيا عدي دري اليقطارا نمق لحنها النكاوية ْ ١‏ 

قلت شموسها ظاهرة لكونها جاذبة لصاحبها إلى خلاف نظام الشرع وقوانينه واللجم هي 
القوانين الشرعية وهى مخلوعة منها (ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها 
فأوردتهم الجنة) فيه ترغيب في التقوى والميل إلى ركوبها في السير إلى الله تعالى وإلى الغاية 
المعينة وهى الجنة حيث صوّرها بالمطية الموصوفة بالوصف المذكور الموصلة راكبها إلى الغاية 
المقصودة له وذلك الوصف كونها ذلولاً ومع زمام يتمسك به الراكب وكما أنها بهذا الوصف تلزم 
الطريق المستقيم ولا تتجاوزه وتسير براكبه حتى توصله إلى مقصده كذلك التقوى إذ سهولة طريق 
السالك إلى الله بالتقوى تشبه ذل المطية والحدود الشرعية وقوانينها التى تكون مع التقوى تشبه 
زمامهاء وإيصال التقوى صاحبها إلى السعادة الأبدية التى هى قرب الحق ودخول الجنة تشبه 
إيصال المطية المذكورة راكبها إلى مقتصده والتشبيه فيه وفى السابق تشبيه معقول بمحسوس 
لقصد الإيضاح. ١‏ 

ثم أشار عليه السلام إلى أن من سبقه في أمر الخلافة ليس مستحقاً له بوجه من الوجوه بقوله 
(ألا ومن سبقني إلى هذا الأمر) أمر الخلافة (من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له) دل على أن أمر 


624 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





الخلافة كان حقه عليه السلام (ومن ليست له منه نوبة إلا بنبي يبعث ألا ولا نبى بعد محمد يله ) 
في بعض النسخ توبة بالتاء والباء وليس لها في ظني معنى محصل وفي بعضها ثوية بالثاء المثلثة 
الس اا ل ل ا ل 
والباء الموحدة وكان المعنى على هذه النسخ أنه ليس له مقام ونوبة من أمر الخلافة الأعلى فرض 
محال وهو بعث نبى بعد نبينا صلى الله عليه وآله والموقوف على المحال محالء والفاضل الأمين 
الاسترآبادي نقل الثانية والثالثة لا غير وقال: لم أجدهما مناسباً للمقام وصوابه ومن لبس ثوبه 
وشعناة: من لبن ثوت: الآمافة:فمن عنقت «أشرق:سه على قينا تزف هانة اننهى وأنت يزان 
العبارة آبية عنه والله أعلم. ١‏ 

ولما كان هنا مظنة السؤال وهو أنه ما حال مآله أجاب عنه على سبيل الاستيناف بقوله 
(أللوشرف منه) أي من أجل هذا الأمر (على شفا جرف هار فإنهار به في نار جهنم ) شفا جرف 
ظرفه وجرف واد شقه السيل ومكان هار ضعيف رخو يتساقط بعضه على بعض وأصله هاير نقلت 
الهمزة إلى بعد الراء كما قالوا فى شايك السلاح شاكي السلاح ثم عمل به ما عمل بالمنقوص نحو 
قاض وداع. والانهيار السقوط وفيه تشبيه معقول بمحسوس للتنبيه على أن ما هو عليه فى صدد 
الوقوع فى النار ساعة فساعة ثم مصيره إليها لا محالة (حق وباطل) لما ذكر أن ههنا طريقين 
مسلوكين طريق التقوى وطريق الخطاء ذكر بعده أنهما حق وباطل كأنه قال: وهما حق وهو التقوى 
وباطل وهو الخطأ رولكل أعل) اي يراكل من الخن نوالجاطل نرم اعد الهم لقره الله والماوم 
الإلهية لسلوكهما ثم أردف ذلك بما يشبه الاعتذار لنفسه ولأهل الحق في قلته وذم أهل الباطل 
على كثرته وهو قوله (فلئن أمر الباطل) أي كثر يُقال: أمر كفرح أمراً وأمرة إذا كثر وتم (لقديماً ما 
فعل) والمراد أن كثرة الباطل فى هذا الوقت ليست بديعة حتى أجهد نفسى وأجهدتم أنفسكم في 
الانكار على أهله. ْ ْ 

(ولئن قل الحق فلربما ولعل) نبه على أن الحق وإن قل فربما يعود كثيراً وفي هذه العبارة 
الوجيزة إخبار بقلة الحق ووعد بقوته مع نوع تشكيك في ذلك وتمني لكثرته (ولقلّما ما أدبر شيء 
فأقبل) استبعاد لرجوع الح إلى الكثرة والقوة بعد الضعف والقلة على وجه كلي فإن إدبار نور الحق 
يوجب إقبال ظلمة الباطل وظاهر أن عود الحق وإضاءة نوره بعد إدباره وإقبال ظلمة الباطل أمرٌ 
بعيد فى عادة هذا الخلق ولعله يعود بقوة فتستضىء قلوب المستعدين بأنواره وماكان ذلك على 
لله بعزيز وفي ذلك تنبيه على لزوم الحق كيلا يضمحل بتخاذلهم عنه فلا يمكنهم تداركه (ولثن رد 
فلكم مركم ) آي انحل الذي كفم علمافي عواه اله 7 وصلاح أحوالكم واستقامة سيرتكم 
التي كانت لكم في زمانه (أنكم سعداء) عند الله في الذَّنيا والآخرة (وما على إل الجهد) في 


خطية لأسن المد مدن 3 


إصلاح حالكم ورد أمركم وعود ذلك الأمر إليكم. 

(وإني لأخشى أن تكونوا على فترة) هي الزمان الذي بين الرسولين وإذا أطلقت بُراد به ما بين 
عيسى عليه السلام ونبينا صلى الله عليه وآله والمراد هنا الجاهلية إطلاقاً لاسم الظرف على 
المظروف أى أخشى أن تكون أحوالكم أحوال الجاهلية إطلاقاً لاسم الظرف على المظروف أي 
أخشى أن تكون أحوالكم أحوال الجاهلية في التعصبات الباطلة بحسب الأهواء المختلفة ولماكان 
هنا مظنة أن يُقال: ما سبب تلك الخشية؟ أجاب عنه بقوله (ملتم عنى ميلة كنتم فيها عندي غير 
محمودي الرأي) وهى تقديم الخلفاء مع ووو كو و 
وما جرى فيها من الأقوال والأفعال بعيد (ولو أشاء لقلت) يفهم منه أنه لو قال لكان مقتضى قوله 
نسبة من تقدم عليه الى الظلم له وتخطئتهم فى التقدم عليه وذكر معائب تقتضى عدم استحقاقهم 
للخلافة وتقدير الكلام ولكى لا أقول فلم أكن مريداً للقول (عفا الله عما سلف) إشارة إلى مسامحته 
لهم بما سبق منهم وعدم إظهار فضايحهم إذ العادة جارية على أن يقول الإنسان ذلك فيما يسامح 
به غيره من الذنوب (سبق فيه) أى فى أمر الخلافة (الرجلان) اللذان نصب كل واحد منهما 
صاحبه وتبعهما الجاهلون (وقام الثالث) بالأمر بنصب زوج أخته لأمه عبد الرحمن بن عوف 
(كالغراب همته بطنه) وقد كان أكولاً متوسعاً في الأكل مثل الغراب وجه التشبيه أن الغراب كما لا 
هم له بشيء أكثر من الأكل ولذلك هو أكبر الطيور لطلب الغذاء كذلك لم يكن أكبر همه إلا الترفه 
لحرت فى المخلعه وبا روعاكك اد اوااماة جك امور الحباميي ودر ال ف الخيم روي إلى 
قص جناحاه) كناية عن الفقر وسلب القدرة وعدم حصول أسباب الدّنيا والإمارة له (وقطع رأسه 
كان خيرا له) إذ الأول يوجب المشقة الدنيوية والثاني يوجب زوال الحياة البدنية وهما خير له مما 
لحقته بسبب الإمارة من العقوبة الدايمة الأخروية وزوال الحياة الروحانية الأبدية (شغل عن الجنة 
والنار أمامه) أي شغل عما يوجب الدخول فى الجنة بغيره والحال أن النار أمامه لابد له من 
الخضيرإليها وقيل يعتمل أددركزة وغوه العغليل أى شفل كل أنحد بام رمن أجل :ما هو أمامة اين 
الجنة والنار يعنى جعل له شغل من أجلهما بذلك الأمر فيجب عليه أن لا يشتغل إلا به وهو ما 
بوكب القرردرا لجف و لنجاة يسن الكارو«الهراد كر تهنيا عافن أنه لكر تيجا مده عقر أذ اله شمانة 
إليه تعالى كذلك وسفره ينتهي إلى الجنة أو إلى النار فهما على التقديرين أمامه ومن كان كذلك 
وجب عليه أن لا يشتغل إلا بذلك الأمر ودشغل» على الوجهين مبني للمفعول لأن المقصود هنا 
ذكر الشغل دون الفاعل وهو الشاغل أو لكون الفاعل ظاهر لأنه في الأول هو الشيطان أو النفس 
الأمارة وفي الثاني هو الله تعالى بإيجاد الجنة والنار والترغيب فيما يوجب دخول الأولى والترهيب 
عما يوجب دخول الثانية والله أعلم ثم بعد ذكر التقوى وخلافها والخلفاء الثالثة وأحوالهم والجنة 


0 


50 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
والنار والاشتغال بهما عن غيرهما على سبيل الإجمال قسم الخلق خمسة أقسام ليعرف الناظر فيه 
مرتبته ويطلب درجته. 

(فقال: ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس) أي هم ثلاثة واثنان وإنما قال ذلك ولم يقل: 
خمسة إبتداءً للتنبيه على أن ثلاثة من أصحاب العصمة والاثنين صنف آخر (ملك يطير بجناحيه) 
أي يسير في عالم الملك والملكوت بقدرته التي خلقها الله تعالى فيه فهو استعارة تبعية مرشحة مع 
احتمال أن يُراد بالطيران والجناح معناهما الحقيقى كما يدل عليه ظاهر الآيات والروايات وإليه 
ميل أ كقن اما الإسلام حيث ذهبوا إلى أن الملائكة أجسام لطيفة قادرة على التشكل بأشكال 
مختلفة (ونبى أخذ الله بضبعيه) الضبع بسكون الباء وسط العضد. وقيل: ما هو تحت الإبط وأخذه 
كناية عن تطهيره من الأرجاس ورفع قدره بين الناس (وساع مجتهد) فى طلب الحق ومتابعة 
الرسول فى جميع ما جاء به وهو الوصى المعصوم مثله. 

(وطالب يرجو) أي طالب للحق مطلقاً أو حق النبوة والولاية وهو الشيعة يرجو من الله الرحمة 
والمغفرة والجنة وإن كان بطيئاً في الطلب والعمل وهذه الأربعة كلهم من أهل النجاة على تفاوت 
الدرجات (ومقصر في النار) وهو الذي ترك طلب الحق وتبع النفس الأمارة والشيطان وورد في 
موارد الهلاك والشقاء والبغى والعصيان وظاهر أنه فى النار له فيها زفير وشهيق ولما أشار عليه 
البلام إنن أقساء الكل اراد أن تنيز إلى .طريق الباطل 'الدى غتليها اضحات الوق واغراة 
الشياطين وطريق الحق التي عليها أعلام الهدى وأنصار المؤمنين ليجتنب السالك عن الأولى 
ويطلب الأخرى فقال (اليمين والشمال مضلة) أي المضلة لمن سلكهما عن الصواب أو موضع 
ضلال عنه والمراد بهما الافراط والتفريط (والطريق الوسطى هى الجادة) إلى الله تعالى وجنته 
(عليها باقى الكتاب) أى الباقى الذى فى الكتاب إلى آخر الدهن أو الكتاب الباقى فالإضافة إما 
بتقدير «في» أو من باب جرد قطيفة وفي بعض النسخ: ما في الكتاب بلفظ الموصول (وآثار النبوة) 
وهى ما جاء به من عند الله تعالى وأعظمه الولاية» وبالجملة طريق السالكين إلى الله تعالى إما العلم 
أو العمل فالعلم طريق القوة النظرية والعمل طريق القوة العملية وكل منهما بين رذيلتين هما طرف 
التفريط والإفراط والوسط بينهما هو العدل وهو الجادة الواضحة لمن اهتدى عليها ما فى القران من 
المقاصد الحكمية وعليها آثار النبوة التى بها يحصل النجاة فى الدّنيا والآخرة (هلك من ادعى 
وتقانت بو اففرى )هذا إناادعاء أو إغبار أى هلك ف ادعى ما اندو لة ]ها هلكا أخرويا وناب 
اكات اى سكف افظلوية ٠١‏ جدل الكلايع وتتدلة اله 

(إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط) لعلمه بأن حالهم لا يستقيم إلا بهما لقوة فظاظتهم 
وشدة غلاظتهم. 





خطنة لأمدر الهو سكين ١‏ 

(وليس لأحد عند الإمام فيهما هو أداة) أي صلح وميل وفيه كما في السابق وعيد لهم بالقتل 
والحد لمن استحقهما وردع لطمع الدافع بالقرابة وغيرها (فاستتروا فى بيوتكم) أمر بلزومها للفرار 
عن الاجتماع للمنافرات والمفاخرات والمشاجرات وقال الفاضل الأمين الاسترآبادي: أمر بالتوبة 
عما يوجب الحد قبل ثبوته عند الإمام والاستتار بها (وأصلحوا ذات بينكم) قيل أحوال بينكم 
وقيل خصومة بينكم وقيل نفس بينكم ومعناه أصلحوا بينكم (والتوبة من ورائكم) تنبيه للعصاة 
على الرجوع بالتوبة عن الجري فى ميدان المعصية واقتفاء أثر الشيطان والنفس الأمارة قبل كونها 
وراء لأن الجواذب الالهية إذا أخذت بقلب العبد فجذبته عن المعصية حتى أعرض عنها والتفت 
بوجه نفسه إلى ماكان معرضاً عنه من الندم على المعصية والتوجه إلى القبلة الحقيقية فإنه يصدق 
عليه حينئذ أن التوبة وراءه أي وراء عقلياً وهؤ أولى من قول من قال: إن وراءكم بمعنى أمامكم (من 
أبدى صفحته للحق هلك ) أي من كاشف الحق مخاصماً له هلك وهى كلمة جارية مجرى المثل أو 
من أبدى صفحته لنصرة الحق وإظهاره في مقابلة كل باطل أورد من الجهال جهلهم على مر الحق 
في كل وقت يكون فى معرض الهلاك بأيديهم وألسنتهم إذ لا يعدم منهم من يوصل إليه المكروه 
ويسعى فى ذمه. 


ف شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





حديث على بن الحسين اه 

١ : الأصل‎ 

- محمّد بن يحبى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ عن الحسن بن محبوب. عن هلاك بن 
عطيّة عن أبي حمزة» عن علي بن الحسين للك قال: كان يقول: إِنّ أحبّكم إلى الله عزوجلٌ 
أحسنكم عملا وإنّ أعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبةٌ ون أنجاكم من عذاب لله 
أشدكم خشية لله وإ أقربكم من الله أوسعكم خلقاً وإنَّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله وإنَّ 
أكرمكم على الله أتقاكم له(١)‏ . 

* الشرح : 

(حديث علي بن الحسين عليهما السلام) فضل فيه رجالاً بخصال فيهم لفظاً وأمرهم بها معنى 
(إن أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملاً) أي أصوبكم عملاً بخلوص النية وحضور القلب وقد 
فسره الصادق عليه السلام به في قوله تعالى: «ليبلوكم أيكم أحسن عملا(" قيل محبته تعالى 
لعبده إرادته لثوابه وتكميله وما هو خير له (وإن أعظمكم عملاً) أي أحسنكم إطلاقاً للمسبب 
على السبب لأن حسن العمل سبب لعظمته فكلما ازداد ازدادت (أعظمكم فيما عند الله رغبة) إذ 
عظمة الرغبة فيما عند الله من الأجر والثواب والكرامة والسعادة والنعمة والفضل والإحسان 
يوجب المبالغة فى عظمة العمل وتكثيره وحسنه وتخليصه عن شوايب النقص (وإن أنجاكم من 
عذاب الله أضدكم خشية لله) الخشية له تعالى تابعة للعلم بعظمته وقدرته وغلبته على جميع ما 
سواه وغناه عنهم وشدة حاجتهم وفقرهم وفاقتهم إليه جل شأنه ولذلك قال الله تعالى «إإنما 
يخشى الله من عباده العلماء» ومن البيّن أنها جاذبة إلى فعل الطاعات وترك المنهيات الموجبين 
للنجاة فكلما كانت الخشية أكمل وأوفى كانت النجاة أتم وأقوى (وإن أقربكم من الله أوسعكم 
خلقاً) على خلق الله والمراد بالقرب القرب المعنوى وهو السعادة العظمى والغاية الكبرى 
للسالكين إليه تعالى وبالخلق سداد النفس بفواضلهاء ومن ثم قيل: يندرج فيه كثير من الفضايل مثل 
الصلة والبر واللطف والمراعاة والمواساة والرفق وحسن الصحبة بين العشيرة وغيرهم (وأرضاكم 
عند الله أسبغكم على عياله) في الطعام والشراب واللباس كماً وكيفاً مع القدرة وعدم الاسراف 
ورضاه تعالى عن العبد يعود إلى ثوابه له. وقيل: الرضا قريب من المحبة ويشبه أن يكون أعم منها 


١‏ - الكافى: ١‏ / /ا0. ١‏ - سورة هود :لا. 


لأن كل محب راض عما أحبه ولا ينعكس فرضاه تعالى عن العبد يعود إلى علمه بموافقته لأمره 
وطاعته له (وإن أكرمكم على الله أتقاكم ) كما دلت عليه الآبة الكريمة وفي «على» دلالة على لزوم 
الإكرام عليه تعالى. 

*: الاصل : 

0 عدّة من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن موسى بن عمر الصيقلء عبن أبن النكيب 
المحاملىئ. عن عبدالله بن سليمان» عن أبى عبد الله هذ [قال:] قال أمير المؤمنين .9ة: : ليأ: تينّ على 
الناس زمانٌ يطرف فيه الفاجر ويقّب فيه الماجن ويضعًف فيه المصنف. قال: فقيل له: متى ذاك 
يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إذا انَخذت الأمانة مغنماً والزكاة مغرماً والعبادة استطالة» والصلة منَأ 
قال: فقيل: متى ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إذا تسلّطن النساء وسلّطن الاماء وآمّر الصبيان(" . 

* الشرح : 

(ليأتين على الناس زمان يطرف فيه الفاجر) أي يدعى طريفاً أي شريفاً كريماً وينسب إليه 
الطرافة والفاجر هو المنبعث في المعاصى والمحارم (ويقرّب فيه الماجن) فى القاموس: مجن 
مجوناً صلب وغلظ ومنه الماجن لمن لا يُبالي قولاً وفعلا كأنه صلب الوجه وفي بعض النسخ: 
«الماحل» وهو الذي يمكر ويكيد ويسعى بالناس إلى السلطان يُقال: محل به أى سعى به الملك 
فهو ماحل ومحول والمماحلة المماكرة والمكائدة وتمحل إحتال (ويضعف فيه المنصف ) العادل 
المتمسك بالشريعة المستقيمة المجتنب عن الباطل (قال: قيل له: متى ذاك يا أمير المؤمنين فقال 
إذا اتخذت الأمانة مغنماً) أي غنيمة كأنها خالص أموالهم (والزكاة معزماً) كأنها غرامة يغرمها 
وعد ذلك فى طريق العامة «من شرائط الساعة» (والعبادة استطالة) على الناس يستطيلون بها 
عليهم (والصلة منا) يمنون بها على من وصوله أو على الله تعالى والمنة تذكير المنعم للمنعم عليه 
بنعمته والتطاول عليه بها والمن يستلزم إعتبار الكثرة والكبر والفخر والتطاول وتوقع الجزاء عليه 
ويؤدي المنعم عليه ويبطل استعداد المنعم لقبول رحمة الله وجزائه ولذلك ورد النهى عنه في 
قوله:تعالى :ف يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنَ والأذى»7") واعلم أن قوله «قال فقيل.. 
إلى قوله.. منأ» ليس في أكثر النسخ (قال: فقيل: متى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال:إذا تسلطن 
النساء وسلطن الاماء وأمر الصبيان) أمره عليه مثلثة إذا ولي والاسم الإمرة بالكسر وكل هؤلاء 
لضعف عقولهن ونقصان تدبيرهن وعدم علمهن بقبح الأشياء وحسنها يقدمن من أخره الشرع 
ويؤخرن من قدمه وللتناسب بينهن وبين ضعفاء العقول وقد وقع ذلك في أزمنة سلاطين الجور 








.77118 : -سورة البقرة‎ ١ . /اه‎ / ١ الكافى:‎ - ١ 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


كثيراً فإنهم سلطوا بعض النسوان والجوارى وأجروا أحكامها الناقصة على عباد الله وقوله (إذا 
تسلطن النساء) بحذف إحدى التائين من مضارع التفعل والظاهر تسلط بدون النون وكذا الظاهر 
من قوله سلطن أو تسلطن على اختلاف النسخ لوجوب إفراد الفعل إذا أسند إلى الظاهر وحمل 
النون على التأكيد غير مناسب سيما في نسخة الأصل وهي سلطن بلفظ الماضي فلابد من ارتكاب 
اذى الأولين قا .أن يدا الترو هرا والاعان حيفقية القام لقنم ذ كوه ان بأف بيهم لتقل 
خيراً مقدما على الميعدا وهو انيم الظاهر والسلاطة القهر وقد سلطه الله فتسلط عليهم ومنه 
السلطان وهو الوالى يذكر ويؤنث ثم المراد بتسلط النساء والإماء وغلبتهن على الرجال إمارتهن 
عليهم على ما هو الظاهر ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك وهو دخول الرجال تحت حكمهن 
سواء كن سلاطين أو لم تكن وسلطن يجوز أن يكون من المجرد المعلوم وأن يكون من المزيد 
المجهولء ويمكن أن يكون المراد تسليط الاماء على الحراير. 

الأصل : 

7 عدَّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد. عن محمّد بن جعفر العقبي 
رفعه قال: خطب أمير المؤمنين لق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الّاس إِنَّ آدم لم يلد عبداً 
سار 0 ١‏ مسي عي جا الو اي 

يمنّ به على الله عرّوجل. ألا وقد حضر شيء ونحن مسرٌون فيه بين الأسود والأحمرء فقال مروان 

لطلحة والزبير: ما أراد بهذا غيركماء قال: فأعطى كل واحد ثلاثة ة دنانير وأعطى رجلاً من الأنصار 
ثلاثة دنانير وجاء بعد غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير فقال الأنصاري: يا أمير المؤمنين هذا غلام 
أعتقته بالأمس تجعلني وإيّاه سواء ؟ فقال: إِنّي نظرت في كتاب الله فلم أجد لولد إسماعيل على 
ولد إسحاق فضلة() . 

* الشرح : 

(إن آدم لم يلد عبداً ولا أمة وإن الناس كلهم أحرار) دل على أصالة الحرية ولذلك قدم بعضهم 
قول المنكر للعبودية وهذا تمهيد للتسوية في القسمة ورفع توهم من يتوقع التفاضل من أهل 
الشرف (ولكن الله خول) أى أعطى بعضكم بعضاً من باب التمليك تفضلاً بالحكمة الداعية له 
(فمن كان له بلاء فصبر فى الخير فلا يمنّ به على الله عز وجل ) أي فمن كان له بلاء واختبار فصبر 
عليه ابتأ في الخير بأن يرضى ولا يشكو فلا يمنّ به على الله عز وجل بل لله عليه المن حيث وفقه 
له ولطف به وأحسن إليه وأجزل ثوابه ورفع درجته. وفيه حث على الصبر على البلاء مطلقاً 





١‏ - الكافى: 8 / /ا0. 


حديث علي بن الحسين اي 


خصوصاً للشريف المبتلى بالتسوية بينه وبين الوضيع في الإعطاء كما ابتلى بالتسوية بينهما في 
الذماء (إلا وقد حضر شىء قليل) من الدراهم والدنانير (ونحن مسوّون فيه بين الأسود والأحمر) 
أي بين العرب والعجم أي بين الناس كلهم وفى بعض النسخ: «مستوون» (فقال مروان لطلحة 
والزبير ما أراد بهذا غيركما) قال المخذول ذلك حثاً لهما على المخالفة وإنكار حكمه وهو مروان 
بن الحكم بن العاص زوج بنت عثمان ولى الخلافة بعد معاوية بن يزيد بن معاوية أربعة أشهر 
وعشراً ونقل ستة أشهر وهو أبو الخبائث الأربعة عبد الملك ولي الخلافة بعده وعبد العزيز ولى 
مصر وبشر ولى العراق ومحمد ولى الجزيرة ثم بعد عبد الملك ولى الخلافة بنوه الوليد وسليمان 
ريه قفا ولم نيل اللقالاقة أريعه أخوة إلا هم (فقال: إني نظرت في كتاب الله فلم أجد لولد 
إسماعيل على ولد إسحاق فضلاً) قال الفاضل الأمين الاسترابادى: يعنى مع أن النبي يَيْلْهُ والأئمة 
وبني هاشم وقريش من ولد إسماعيل واليهود من ولد إسحاق إذا كانا مسلمين سواء في الغنايم 
وشبهها بمقتضى كتاب الله فثبت المساواة بين غيرهما من باب الأولوية. 


هد شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





حديث النبى حين عرضت عليه الخيل 
الأصل : ْ 

- أبو على الأشعري, عن محمّد بن سالم وعلييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. جميعاًء عن أحمد بن 
النضر؛ ومحمّد بن يحيى؛ عن محمّد بن أبي القاسم. عن الحسين بن أبي قتادة جميعاً عن عمرو بن 
شمرء عن جابر عن أبي جعفر ىذ قال: خرج رسول اله ع لعرض الخيل فمرّ بقبر أبي أحيحة 
فقال أبو بكر: لعن الله صاحب هذا القبر فوانه إن كان ليصدٌ عن سبيل الله ويكذّب رسول اله يلل 
فقال: خالد إبنه. بل لعن الله أبا قحافة فوالله ماكان يقري الضيف ولا يقاتل العدوّ فلعن الله أهونهما 
على العشيرة فقدأء فألقى رسول الله يَيِيْهُ خطام راحلته يَيْيْهُ على غاربها : ثم قال إذا أنتم تناولتم 
المشركين فعموا ولا تخصّوا فيغضب ولده. ثم وقف فعرضت عليه الخيل فمرّ به فرس فقال 
عيينة بن حصين: انَّ من أمر هذا الفرس كيت وكيت. فقال رسول الله يَيُِ: ذرنا فأنا أعلم بالخيل 
منك. فقال: عيينة وأنا أعلم بالرّجال منك؛ فغضب رسول اله يب حنّى ظهر الدّم في وجهه فقال 
له: فأيّ الرّجال أفضل ؟ فقال عيينة بن حصين: رجالٌ يكونون بنجد يضعون سيوفهم على 
عواتقهم ورماحهم على كواثب خيلهم ثم يضربون بها قدماً قدمأء فقال رسول الله يَيْلةُ دكذبت بل 
رجال أهل اليمن أفضلء الإيمان يمان والحكمة يمانيّة ولولا الهجرة لكنت امرءاً من أهل اليمن. 
الجفا والقسوة في الفدّادين أصحاب الوبر ربيعة ومضرء من حيث يطلع قرن الشمسء ومذحج 
أكثر قبيل يدخلون الجنئّة وحضرموت خيرٌ من عامر بن صعصعة (روى بعضهم: خيرٌ من الحارث 

بن معاوية) وبجيلة خير من رعل وذكوان وإن يهلك لحيان فلا أبالي. 
ثم قال: لعن الله الملوك الأربعة جمداً ومخوساً ومشرحاً وأبضعة وأختهم العمردة, لعن الله 
000 ومن يوالى غير مواليه ومن ع ادّعى نسباً لا يعرف. والمتشبّهين من الرّجال 
بالنساءء والمتشبّهات من النساء بالرّجال. ومن أحدث حدثا في الإسلام أو آوى محدثأء ومن 
قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه. ومن لعن أبويه فقال رجل: يا رسول الله أيوجد رجلٌ يلعن 
أبويه ؟ فقال: نعم يلعن آباء الرّجال وأمّهاتهم فيلعنون أبويه؛ لعن الله رعلاً وذكوان وعضلاً 
وليحان والمجذدّمين من أسد وغطفان وأبا سفيان بن حرب وشهيلاً ذا الأسنان وابنى مليكة بن 


حزيم ومروان وهوذة وهونة(١'‏ . 


.08 / 8 الكافى:‎ ١ 


حديث النبي حين عرضت عليه الخيل 1 


* الشرح : 

(حديث النبى صلى الله عليه وآله حين عرضت عليه الخيل) الخيل الأفراس والفرسان 
(يعرض الخيل) أي يأتيها وبيقصدها ليعرف حالها وفى بعض النسخ «لعرض الخيل» (فمر بقبر 
أبي أحيحة) بالحائين المهملتين مصغراً (بل لعن الله أبا قحافة) عثمان بن عمرو والد أبي بكر (ما 
كان يقري الضيف) قري الضيف قرى بالكسر والقصر والفتح والمد إضافة وأحسن إليه كاقتراه 
(فلعن الله أهونهما على العشيرة فقداً) عشيرة الرجل من يعاشرهم ويعاشرونه من العشرة وهى 
الصحبة والفقد الغيبة والعدم والموت يُقال: فقده يفقده فقدأً عدمه فهو فقيد ومفقود وافتقده 
وتفقده طلبه عند غيبته» ولعل المقصود أن عدمه هين على العشيرة لكونه غير نافع لهم في حال 
انه (فألقى رسول الله صلى الله عليه وآله خطام راحلته على غاربها) الخطام بالكسر ما وضع 
على أنف البعير لينقاد به والغارب الكاهل أو ما بين السنام والعنق. 

(ثم قال إذا تناولتم المشركين فعموا ولا تخصوا فيغضب ولده) مثله رواه العامة عنه صلى الله 
عليه وآله قال: «لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء» نهى عن سب الميت المشرك بخصوصه لأنه 
يؤذي قريبه الحى من المؤمنين فى الحال بتألم قلبه إما لغضاضة تلحقه في حسبه أو لألم يتحذر له 

من أجله وأذى المؤمن لا يجوز تقول عرضت عليه الشىء إذا أريته إيله وأظهرته ليراه ويعلم حاله. 
(فمر به فرس فقال عي عييئة بن حصن) الفزاري كان من رؤساء المشركين وكان أمير غطفان في حرب 
الأحزاب كما سيجيء (إن من أمر هذا الفرس كيت وكيت) في النهاية: هي كناية عن الأمر نح وكذا 
وكذا قال أهل العربية: إن أصلها كية بالتشديد والتاء فيها بدل من إحدى اليائين والهاء التى فى 
الأصل محذوفة وقد تضم التاء وتكسر(فقال عيينة: وأنا أعلم بالرجال منك) كذب عدو الله بادعاء 
زيادة العلم لأنه كان أجهل الناس بالناس ونسب الجهل إلى معدن العلم والصفوة (فغضب رسول 
لله صلى الله عليه وآله حتى ظهر الدم في وجهه) القوة الغضبية إذا تحركت تحركت الروح 
الحيواني والعروق وما فيها وما في البدن من الدماء فيتخلخل وينتشر ويتصاعد مع مصاحبة بخار 
إلى أن بنصب في الوجه ونحوه فيحمر (فقال له فأي الرجال أفضل؟) الغرض من هذا السؤال 
إظهار جهله وتنبيهه على خطئه فيمن يعتقد أنه أفضل (فقال عينية بن حصن رجال يكونون بنجد) 
أي في نجد وأهله يومئذ كانوا مضر وربيعة وكانوا مشركين وصفهم ابن حصن بالشجاعة حيث قال 
( يضعون سيوفهم على عواتقهم ورماحهم على كوائب خيلهم) الكاثبة من الفرس مجتمع كتفه قدّام 
السرج (ثم يضربون بها قدماً قدماً) الظاهر أنه حال والقدم محركة وبالضم بضمتين الشجاع وقد 
يكون , بمعنى المتقدم فى الحرب يُقال: : مضى قدماً إذا تقدم ولم يعرج لم يقم ولم ينعطف (فقال 
رسول الله صلى الله عليه وآله :كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل والإيمان يماني والحكمة يمانية 


6.24 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من أهل اليمن ) كذّبه يةٌ وأشارإلى أن أفضل الرجال ليس ما ذكره سيما 
إذاكان من الحمية الجاهلية بل فضلهم هو الاإيمان والحكمة وهو غير موجود فيهم بل هو فى رجال 
أهل اليمن قيل: المراد بهم الأنصار الذين استجابوا لله ولرسوله طوعاً ونصروه وهم زمانن انس 
وقيل: المراد بهم أهل مكة أي بعضهم إما لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن أو لأنه قال: هذا 
وهو بتبوك ومكة بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وأراد مكة ويؤيده قوله «ولولا الهجرة 
لكنت امراً من أهل اليمن» فإنه صريخ فى أن 'المراه باليمن مكة بالحد الوجهين المذكورين وقوله 
«الإيمان يمانى» أى منسوب إلى اليمن معناه على القول الأول أن قوة الإيمان واشتهاره من أهل 
اليمن لكونهم من أنصار الدين وعلى القول الثاني أن مبدأه مكة والمشهور في يماني تخفيف الياء 
0١‏ تيده القن ياه النيدة انالا يسيم ينهدا سكن السرة وعديو نه عدن تعن لكر 
التشديد فيها وهذه الوجوه تجرى فى قوله «والحكمة يمانية» والحكمة لغة ما يمنع من الجهل 
والحكيم من منعه عقله عنه وفى العرف الفمه فى الدين وهو العلم النافع المصحوب بإنارة البصيرة 
وتهذيب النفس وبه فسر قوله تعالى: 9ومن يؤْتَ الحكمة فقد أوتيخيراً كثيراً» ( '' (الجفا والقسوة 
في الفدادين أصحاب الوبر ربيعة ومضر من حيث يطلع قرن الشمس) الجفاء بالمد خلاف البر 
وهى كيفية للنفس تمنع من إيصال النفع إليها أو إلى غيرها وهي تتفاوت فى الأشخاص والقسوة 
والقساوة غلظة القلب وشدته وأعظم اانه الذنوب وهي كيفية تمنع القلب من قبول للخير 
والموعظة, والفدادين ضبطه بعضهم بتخفيف الدال جمع فدان بتشديدها وفسره ببقر الحرث 
ورده أبو عبيد بأن العرب لم تكن تعرف الحرث وإنما هو فى الروم والشام وهى إنما فتحت بعد 
وفاته صلى الله عليه وآله وفيه نظرء ثم قال: وإنما هى بالتشديد جمع فداد بالتشديد أيضاً فسره 
بالمكثر من كسب الابل والكسب من المائتين إلى الألف من الفديد وهى الإبل الكثيرة وفسره 
الأصمعي بأنه الذي يرفع صوته فى حرثه وماشيته من فد الرجل فديداً إذا اشتد صوته؛ وقال ابن 
دريد: هو رجل شديد وطؤه للأرض مومع أو سرعة؛ وقال بعضهم: هو المكثر من غير تقييده 
بكسب الابل لأن الاكثار موجب للفخر والخيلاء واحتقار الناس وهى مستتبعة للجفاء والقساوة. 
وقاق عليه القد افر ف الك لون بو قارو قار سمال تنو الرهيا 7 

أقول: أقرب المعانى ههنا ما ذكره أبو عبيد لأن قوله صلى الله عليه وآله «أصحاب الوبر» بدل من 
الفدادين والوبر بكسر الباء الإبل وبفتحها ما للإبل كالصوف للغنم والشعر للمعزء قال في الصحاح 
الوبر للبعير بالتحريك الواحدة وبرة وقد وبر البعير بالكسر وهو وبر قوله «ربيعة ومضره أما بدل من 





الفشورة الشر ةم 


حديث النبي حين عرضت عليه الخيل هد 


الفدادين أو من أصحاب الوبر وهما إخوان ابنى نزار بن معد بن عدنان معروفان فى كثرة العدد 
وغلبة العدد وفى الكفر وعداوة الرسول وكانا ساكنين في النجد وهى شرقي المدينة وتبوك كما 
أشار إليه صَيْل ا «من حيث يطلع قرن الشمس» أي من جانب المشرق وعني به نجدأً والقرن 
جانب الرأس وإثباته للشمس من باب الاستعارة المكنية والتخييلية (ومذحج أكثر قبيل يدخلون 
الجنة) في القاموس: مذحج كمجلس أكمة ولدت ما لكأ وطيئا أمهما عندها فسموا مذحجاً 
(وحضرموت خير من عامر بن صعصعة) حضرموت وتضم الميم بلد وقبيلة وعامر بن صعصعة 
أبو قبيلة وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن (وبجيلة خير من رعل وذكوان) بجيلة 
كسفيئة حى باليمن من معد والنسبة بجلى محركة ورعل وذكوان قبيلتان من سليم وهم الذين قتلوا 
أصحاب رسول الله يله في بثر معونة وكان الأصحاب أربعون رجلاً على ما في السيّر وسبعون 
رجلاً فى كتاب مسلم ولم ينح منهم إل عمرو بن أمية الضمري فجاء وأخبره صلى الله عليه وآله 
وقد أخبره جبرئيل عليه السلام قبل وروده فتوجع بقتلهم وأقام شهراً يدعو فى صلاة الغداة على 
الي ورياك لحا قاد الي لا رايا عر كرا زوالا رك (ثم قال: لعن الله 
الملوك الأربعة جمداً ومخوساً ومشرحاً وأبضعة وأخد ختهم العمردة) جمداً بسكون الميم وفتحاً 
ومحوس كمنبر ومشرح بضم الميم وفتح الراء المشددة على الظاهر وأبضعة بفتح الهمزة وسكون 
الباء وفتح الضاد المعجمة وقيل: بالصاد المهملة. بنو معد كرياسن ملوله ده وفى القاموس: 
وهو معد يكرب من الملوك الأربعة لعنهم النبي عله ولعن أعدهم الغمردة وفدوا مم الأشعث 
وال ل 

(لعن الله المحل والمحلل له) كأنه لعن الملوك الأربعة ومن تبعوه واعتقدوا بحكمه وهو جنادة 
بن عوف الكندي وكان مطاعاً في الجاهلية وكان يقوم فى الموسم ويقول بأعلى صوته: إن الهتكم 
قد أحلت لكم المحرم فأحلوه: ثم يقوم في القابل يقول: إن الهتكم قد حرمت عليكم المحرم 
فحرموه. 

ومثله في تفسير علي بن إبراهيم بعبارة أخرى قال: «كان رجل من كنانة يقف في الموسم فيقول: 
قد أحللت دماء المحللين طي وخثعم فى شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله صفر فإذاكان العام 
المقبل يقول قد أبطلت صفر وأنسأته وحرمت بدله شهر المحرم» وفى النهاية: معنى قوله صلى الله 

عليه وآله: لعن الله المحلل والمحلل له. أن يطلق الرجل امرأته ثلاثاً فيتزوجها رجل آخر على 
شريطة أن يطلقها بعد وطيها لتحل لزوجها الأول وقبل: سمي محللاً بقصده إلى التحليل كما 
تسم معزي إذااقصين الشتراء (ومن يوالى غير مواليه) لعل المراد بالمولى هنا المنعم عليه وهو 
المعتق بفتح التاء وكان ولاؤه لمن اعتقه يرئه هو أو وارثه وهو كالنسب فلا يزال بالإزالة ولا يجوز 


د شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


بيعه وهبته واشتراطه للغير نفيه كما لا يجوز ذلك فى النسب وكانت العرب تبيعه وتهبه فلعن ويه 
عليهم؛ ويحتمل أن يُراد بالمولى المنعم وهو هو صلى الله عليه وآله وأوصياؤه الطاهرون فلعن 
على من يوالى غبرهم :والله أعلم :ومن ادع تسا لا يعراك) بأن تنيت نفسه إلى غير نسيه وهو 
حرام استحق به اللعن» روى المصنف بإسناده عن أبي بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: «كفر 
بالله من تبرا من نسب وإن دق»). (والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء 
بالرجال) المروي عن أبي عبد الله عليه السلام: دإنهم المخنثون واللاتي ينكحن بعضهن بعضاً 
ويمكن إرادة التشابه في الحلي واللباس وغيرهما من المختصات أيضاً (ومن أحدث حدثاً في 
الإسلام أو آوى محدثاً) ورد في بعض رواياتنا تنسين الحريف بالقكل وتنسير المحدت بالقانا. 
وهذا الكلام رواه العامة عنه صلى الله عليه وآله أيضاًء قال القرطبىء المراد بالحدث حدث الدين 
وبالمحدث من يأتى بفساد في الأرض. وقال صاحب النهاية الحدث الأمر الحادث المنكر الذي 
ليس بمعتاد ولا بمعروف فى السنة والمحدث يروي بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول 
فمعنى الكسر من نصر جانياً وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه والفتح هو 
الأمرالمبتدع نفسه ويكون معنى الويواء فيه الرضا به والصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها 
ولم ينكرها عليه فقد آواه (ومن قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه) ضمير قاتله للمصول باعتبار 
أنه قاتل مورثه وفيه زجر للناس عن القتل والضرب ظلماً خصوصاً للعرب حيث كانوا يقتلون 
ويضربون لقتل واحد من ضرب واحد كثيراً (ومن لعن أبويه فقال رجل يا رسول الله أيوجد رجل 
لعن أبويه.. الخ) مثله موجود في طرق العامة أيضاًء ولعل بقاء السؤال على استبعاد أن يقع ذلك من 
أحد وهو دليل على أن ذلك ماكان فى عهدهم وفي الجواب دلالة على أن فعل السبب كفعل 
المسبب فيمكن أن يستنبط منه حرمة بيع العنب لمن يعمل خمراً أو الحرير لمن لا بحل لبسه 
وأمثال ذلك إلا أنه بالقياس أقرب وهو غير معمول عندنا (لعن الله رعلاً وذكواناً وعضلاً ولحيان) 
عضلاً بالتحريك ابن الهون بن خزيمة أبو قبيلة. 

(والمجذمين من أسد وغطفان) ) أي المسرعين منهم إلى قطع المودة والصلة من الإجذام وهو 
الإسراع والمجذام رجل سريع القطع للمودة.» وغطفان بالتحريك حي من قيس (وأبا سفيان بن 
حرب وشهيلاً ذا الأسنان وابني مليكة بن جزيم ومروان وهوذة وهونة) شهيل في بعض النسخ 
المقروة بالشين المعجمة والباء الموحدة؛ وفى بعضها بالياء المثناة التحتانية كأمير أو زبير مصغر 
شهل لقب رجل كأنه لقب به لزرق أو حمرة في حدقته وفي بعضها بالسين المهملة والياء المثناة 
التحتانية وكأنه سهيل بن عمرو من رؤساء المشركين وهو الذي منع من أن يكتب في كتاب صلح 
الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم وقال: ما أدري الرحمن الرحيم إلا أني أظن هذا الذى باليمامة؛ 





حديث النبي هين عرضت عليه الخيل 1 ك3 
وعنى به مسيلمة الكذاب. وأن يكتب فيه: هذا ماقاضى رسول الله. وقال : إنما نقاتلك لادعائك 
الزبسوانةة ايكذ اانا تاضى عومدو عيذ الله 

و«دجريم» فى بعض النسخ بالجيم والراء المهملة اسم لرجل وكأنه لقب به لكثرة ذنوبه أو لعظمة 
جسده. وفى بعضها بالزاي المعجمة وكأنه لقب به لكونه قاطعاً للأرحام أو للإسلام وفي شق منه 
وفي بعضها حريم كأمير أو زبير بالحاء والراء المهملتين لقب لرجال وكأنه لقبوا به لكونهم محرومين 
ممنوعين من الخير, وهونة وهوذة بالذال المعجمة وفى بعض النسخ بالدال المهملة وقيل هو 
تصحيف اسمان لرجلين والله أعلم. 

* الأصل : 

.علي بن إبراهيم» عن محمّد بن عيسى» عن يونس» عن بعض أصحابه. عن أبي عبد الله ]12 
قال: إِنَّ مولى لأمير المؤمنين نىةِ سأله مالاً فقال: يخرج عطائي فأقاسمك هوء فقال: ولا أكتفي. 
وخرج إلئ معاوية فوصله فكتب إلى أمير المؤمنين لذ يخبره بما أصاب من المال فكتب إليه أمير 

أمّا بعد: فإنَّ ما فى يدك من المال قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلئ أهله بعدك وإِنّما لك منه 
ما مدت لنفسك فآثر نفسك على صلاح ولدك فإما أنت جامع لإحد رجلين:إمّا رجل عمل فيه 
بطاعة الله فسعد بما شقيت شقيت وإمًا رجل عمل فيه بمعصية الله فشقى بما جمعت له. وليس من هذين 
اب بهل أن نز لزه على تفلك ولا ره لاتعلى هر لاه قارع لمر قيس رححفة اذه ون لقنيو 
001 

* الشرح : 

(إن مولى لأمير المؤمنين عليه السلام) المراد بالمولى إما الناصر أو المحب أو التابع (إما رجل 
عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت) أي بسبب ما شقيت به أما سعادته فلأنه وجد مالاً بلا تعب 
وسرقلاتي وخر الرافاه ما ومحري المكتر ابرواما تظار؟ ا اجات 110ل سيوع تن وها حرام أن 
حلال ولم يخرج واجباته أو أخرجها ولم يخرج مندوباته فظاهرة لأن عليه في الأولين عقوبات 
وفى الأخير حسرات بسبب رؤية ثواب ماله فى ميزان غيره (وأما رجل عمل فيه بمعصي الله 
ل ا 

ان تؤثره على نفسك) هذا ناظر إلى الأول (ولا تبرد له على ظهرك) هذا ناظر إلى الثاني وفي 
الصحاح: ما برد لك على فلان أي ما تثئبت ووجب وبرد لى عليه كذا من المال ولى عليه ألف بارد 





.09 / الكافى: 8م‎ - ١ 


ضرق شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


وسموم بارد أي ثابت لا يزول» والظاهر أن تبرد معطوف على تؤثره ودلا» زائدة لتأكيد النفي 
والمعنى ليس أحد هذين بأهل أن تثبت له مالاً أو ثقلاً أو عقوبة على ظهرك فقد نهاه عليه السلام 
من إبقاء المال بعد الانتقال ونبهه على أنه إأن ترك فإما عليه الحساب ولغيره الثواب وإما عليه 
العقاب كما على غيره؛ وقد ذكر مثل هذا الحديث في نهج البلاغة بلا تفاوت إلا في قوله: «ولا تبرد 
له على ظهرك» فإنه فى النهج: «ولا تحمل له ظهرك» قال بعض الشارحين: ولا تحمل معطوف على 
تؤثره أي وأن لا تحمل ثقلاً لأجله على ظهرك (وثق لمن بقى برزق الله) الرزق كل ما ينتفع به أوكل 
ما يصح أن ينتفع به فالحرام رزق على الأول كما هو مذهب الأشاعرة دون الثاني كما هو مذهب 
المعتزلة. 


كلام على بن الحسين عليه السلام رارك 





كلام على بن الحسين عليه السلام 

* الأصل : ْ 

4 حدّئنى محمّد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ وعلئٌ بن إبراهيم. عن أبيه 
جميعاً. عن الحسن بن محبوب, عن عبدالله بن غالب الأسدي. عن أبيه عن سعيد بن المسيّب 
قال: كان علي بن الحسين 59 يعظ الناس ويزمّدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا 
الكلام في كلّ جمعة في مسجد رسول الله ييه وحفظ عنه وكتب كان يقول: 

أيّها الناس ا تقوا لله واعلموا أنّكم إليه ترجعون فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدَّنيا من 
خير محضراً وما عملت من سوء تودٌ لو أنَّ بينها وبينه أمدأ بعيداً ويحذّركم الله نفسه. ويحك 
يابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه. 

يابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليكء قد أقبل نحوك حثيثاً يطلبك ويوشك أن يدركك وكأن 
قد أوفيت أجلك وقبض الملك روحك وصرت إلى قبرك وحيداً فردٌ إليك فيه روحك واقتحم 
عليك فيه ملكان ناكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك. ألا وإِنَّ أوَّل ما يسألانك عن ربّك الذي 
كنت تعبده وعن نبيّك الذي أرسل إليك وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت 
تتلوه وعن إمامك الذي كنت تتولاه. ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته ومالك من أين اكتسبته وفيما 
أنت أنفقته. فخذ حذرك وانظر لنفسك وأعدٌ الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار فإن تك 
مؤمناً عارفاً بدينك. متّبعاً للصادقين, موالياً لأولياء الله لفاك الله حجّتك وأنطق لسانك بالصَّواب 
وأحسنت الجواب وبشّرت بالرضوان والجنّة من الله عزَّوجِلٌ واستقبلتك الملائكة بالرّوح 
والريحان وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجّتك وعييت عن الجواب وبشرت 
بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم. 

واعلم يا , بن آدم إن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة: ذلك يوم مجموعٌ له 
الناس وذلك يومٌ مشهودٌ يجمع الله عزَّوجلٌ فيه الأوّلين والآخرين ذلك يوم ينفخ في الضَّور 
وتبعثر فيه القبور وذلك يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين وذلك يومٌ لا تقال فيه عثرة 
ولا تؤخدذ من أحد فدية ولا تقبل من أحد معذرة ولا لأحد فيه مشتقبل توبة» ليس إلا الجزاء 
بالحسنات والجزاء بالسيّئات فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من خير 
وجده. ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من شر وجده. 

فاحذروا أيّها الئاس الذّنوب والمعاصي ما قد نهاكم لَه عنها وحذّركموها في كتابه الصَّادقَ 


ننه شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 


والبيان الناطق ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتهديده عند ما يدعوكم الشيطان اللّعين إليه من 
عاجل الشّهوات واللّذات في هذه الدّنيا فإنَ الله عرّوجِلٌ يقول: 9 إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من 
الشيطان تذكروا فإذا هم ميصرون» وأشعروا قلوبكم خوف الله وتذكّروا ما قد وعدكم الله في 
مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوّفكم من شديد العقاب فإِنّه من خاف شيئاً حذره ومن 
حذر شيئاً تركه ولا تكونوا من الغافلين المائلين إل زهرة الحياة الدّنيا الذين مكروا السيّئات فانَّ 
لله يقول فى محكم كتابه: «أفأمن الذين مكروا السيّئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب 
من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخؤّف4 فاحذروا 
ما حذّركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين 
فى الكتاب. 
. ولله لقد وعظكم لله تعالى في كتابه بغيركم فإنّ السعيد من وعظ بغيره ولقد أسمعكم لله في 
كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: «#وكم قصمنا من قرية كانت 
ظالمة4 وإِنّما عنى بالقرية أهلها حيث يقول: 8 وأنشأنا بعدها قوماً آخرين» فقال عرّوجلٌ: 9 فلمًا 
أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون * (يعنى يهربون قال:) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه 
ومساكنكم لعلّكم تسألون * (فلمًا أتاهم العذاس) قالوا يا ويلنا إِنَا كنا ظالمين * فما زالت تلك 
دعويهم حتّى جعلناهم حصيداً خامدين» وأيم الله إِنَّ هذه عظة لكم وتخويف إن اتُعظتم وخفتم؛ 
ثمّ رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب فقال عرّوجل: إولئن متهم 
نفحة من عذاب ربّك ليقولنٌَ يا ويلنا إنَا كنا ظالمين4 فإن قلتم أيّها النّاس: إِنّ الله عرّوجِلٌ إِنّما عنى 
بهذا أهل الشرك فكيف ذلك وهو يقول: إ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً 
وإن كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين» .)١(‏ 

اعلموا عباد الله أنّ أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين ولا ينشر لهم الدواوين وإِنّما يحشرون 
إلى جهنم زمراً نما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام. 

فائّقوا لله عباد الله واعلموا أنَ لله عزّوجل لم يحبٌ زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم 
يرغُبهم فيها وفى عاجل زهرتها وظاهر بهجتها وإِنّما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم 
أحسن عملاً لآخرته وأيم الله لقد ضرب لكم فيه الأمئال وصرّف الآيات لقوم يعقلون ولا قوّة إلا 
بالله. 

فازهدوا فيما زهّدكم الله عرّوجِلٌ فيه من عاجل الحياة الدّنيا فإنَّ الله عرَّوجِلٌ يقول ‏ وقوله 





سفن الاساء 511١:‏ . 


كلام على بن الحسين عليه السلام هم 
الحقٌّ ‏ 9 إِنّما مثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل النّاس 
والأنعام حنّى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتيها أمرنا ليلا أو نهاراً 
فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفقرون74١).‏ 

فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكّرون ولا تركنوا إلى الدنيا فإنّ الله عرّوجلٌ قال 
لمحمد يَيهُ: 9 ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار 74" ولا تركنوا إلى زهرة الدّنيا وما فيها 
ركون من اتَخذها دار قرار ومنزل استيطان فإنّها دار بلغة ومنزل قلعة ودار عمل. فتزوّدوا الأعمال 
الصالحة فيها قبل تفرّق أيّامها وقبل الإذن من الله فى خرابها فكأن قد أخربها الذي عمّرها أَوَّل 
مرّة وابتدأها وهو ولي ميراثها فأسأل الله العون لنا ولكم على تزوٌّد التقوى والزُهد فيها: جعلنا لله 
وإيّاكم من الزّاهدين فى عاجل زهرة الحياة الدنياء الراغبين لأجل ثواب الآخرة فَإِنّما نحن به وله 
وصلّى الله على محمّد النبئّ وآله وسلّم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته0" . 

* الشرح : 

(كلام علىبن الحسين عليهما السلام) ذكر فيه من المواعظ والنصايح والترغيب والترهيب 
والتزهيد في الدّنيا ما لو لم يكن غيره فى هذا الباب لكان كافياً لأولي الألباب (قال كان علي بن 
الحسين عليهما السلام يعظ الناس ) الوعظ الأمر بالطاعة والوصية بها وقيل هو تذكير مشتمل على 
زجر وتخويف وحمل على طاعة الله بلفظ يرق له القلب والاسم الموعظة (ويزهدهم في الدّنيا) 
أي بحقرها ويقللها في أعينهم ويأمرهم برفض الوغول فيها وعلامة الزاهد أن لا يغلب الحلال 
شكره ولا الحرام صبره (ويرغبهم في أعمال الآخرة) علامة الراغب فيها أن يقنع من حلال الدّنيا 
بما تكفيه ولا يصرف عمره فيما لا يعنيه إن وجد الحلال شكر وإن لم يجده صبر وتشتاق نفسه إلى 
فعل الطاعات وتضطرب بالوقوع في أدنى المنهيات (أيها الناس اتقوا الله) بفعل الطاعات وترك 
المنهيات والمخالفة له فيما أمر به من طاعة أوليائه (واعلموا أنكم إليه ترجعون) فيه وعد ووعيد 
بوجدان جزاء العمل إن خيراً فخير وإن شراً فشر كما أشار إليه اقتباساً للآية الكريمة بقوله (فتجد) 
انايرع تخد رركا ني جا اعمك صن حدر مخقازا ودا قلت هن صو ال محف 1د لد 
للاختصار ولدلالة العطف وما بعده عليه » ومن مزيدة للمبالغة في عموم الخير والسوء ء لجميع 
الأفراد وإنكان في غاية الحقارة كما نطق به قوله تعالى: #فمن يعمل متقال ذرة خيراً يره ومن يعمل 
مثقال ذرة شرا يره » (تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً) تود استيناف أو حال عن فاعل ما عملت 
«ولو» للتمني وللمبالغة فيه وضمير التأنيث للنفس وضمير التذكير ليوم أو لسوء على احتمال» ومن 





اد ستوزة توتس 2 4 "- سورة هود: .١7‏ - الكافى: 4// .3١‏ 


فد شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
المفسرين من جعل ما علمت مبتدأ وتود خبراً له وتجد مقصوراً على ما عملت من خير وعلى هذا 
لاحذف فيه (ويحذركم الله نفسه) فلا تتعرضوا لسخطه بمخالفة أحكامه وأوليائه وموالاة أعدائه. 
قال بعض المفسرين: هذا تهديد عظيم مشعر بتناهي المنهى فى القبح وذكر النفس ليعلم أن 
المحذر منه عاب يصدر منه فلا يؤبه دونه بما يحذر من الكفرة. وقال الغزالى: خوف العوام من 
دان تحرف الكوا ين مو بلقم 

(ويحك يا بن آدم الغافل) عما يُراد منه ويفعل به (وليس بمغفول عنه) لأنه تعالى يعلم ما 
يفعله من الخير والشر كما قال: « إن تخفوا ما في صدو ركم أو تُبدوه يعلمه الله76١)‏ مع أنه جعل 
عليهم من الملائكة حفيظاً رقيباً وفيه تنفير عن معصية الله والغفلة عما يراد منه من الأمور النافعة 
عد الموتة ؤظاهر أن تلك“ الأمون سمااعفا عنها اكترالناس قن الذنياتنا دافا قن سكن الابدان 
لاعت عه تلك العندت:اطلطرا عاونا تدرا مز ضير اركتروفا اع لك نه لايق 
سعادة أو شقاوة كما دلت عليه الآية المذكورة وغيرها (ابن آدم إن أجلك اسرع شيء إليك ) الأجل 
محركة غاية الوقت في الموت ومدة العمر أيضاً والثاني كالمسافة للأول لأن الأول يقطعه بأقدام 
الآنات والأنفاس فمرور كل آن ونفس يقرب منك وليس شىء أسرع من مرورهما وفيه مكنية 
وتخييلية وترشيح (قد أقبل نحوك حثيثاً) أي سريعاً (يطلبك ويوشك أن يدركك) لأن الطالب إذا 
كان سريعاً والزمان يسيراً والمسافة قليلة كان وصوله قريباً وفيه تذكير بالموت وقرب ما يخاف من 
أهوال الآخرة والوصول إليه وتحذير عن الإصرار على المعصية وترغيب في الطاعة باعتبار أن كل 
عامل سيجد ثمرة عمله. ش 

(وكأن قد أوفيت أجلك) وفى الشيء تم وكمل وأوفى فلاناً حقه إذا أعطاه وافياً تاماً أو في فلاناً 
إذا أتاه فأوفيت إما مبنى للمفعول أو للفاعل وفيه تحريك على فرض ما هو قريب الوقوع واقعاأ 
والغرض منه هو الحث على الاستعداد له قبل نزوله (وقبض الملك روحك) إما بسهولة أو 
بصعوبة باعتبار التفاوت فى الإيمان والأخلاق والأعمال ولا يبعد أن يجعل هذا وجه الجمع بين 
الروايات المختلفة في عو قبض الروح وسهولته (وصرت إلى قبرك وحيداً) أي متفرداً عن 
الأهل والأقارب وفيه إشارة إلى وحشة القبر وترغيب فى فعل ما يزيلها وما يستأنس به النفوس 
ينكد زهو الأعمان المبالكة والأغلؤق:الفاضلة لمااروى أنهسا بظهراة لمناسيها بصنور حسية (فره 
إليك فيه روحك) سؤال الميت وتعذيبه فى القبر مذهب أهل الإسلام والروايات فيه من طريق 
العامة والخاصة كثيرة» قال عياض: خالفنا في ذلك الخوارج ومعظم المعتزلة وبعض المرجئة؛ 





أبسويرة العهران 944 


كلام على بن الحسين عليه السلام 1 


والمعذب عند أهل الحق الجسد بعينه أو جزء منه بعد رد الروح إليه أو إلى جزء منه وخالف 
محمد بن جرير وعبد الله بن كرام وقالوا: لا يشترط إعادة الروح في تعذيب الميت وهو فاسد لأن 
الألم والإحساس إنما يكون فى الحي وليس لأحد أن يمنع من عذاب القبر ويقول: إنا نشاهد هذا 
الجسم على هيئة غير مغير ولا معذب فإن لذلك نظيراً في الخارج وهو النائم فإنه يجد لذة وألما 
ونحن لا نحسن من ذلك وكذلك اليقظان يجد لذة وألمأ بما يسمع ويتفكر فيه ولا يشاهد ذلك 
جليسه وكذلك كان جبرئيل عليه السلام يأتيه صلى الله عليه وآله بالوحي ولا يدركه الحاضرون. 

(واقتحم عليك ملكان ناكر ونكير) فتانا القبور والروايات فى غلظتهما ورقتهما وفى حسن 
الصورة وقبحها مختلفة ولعل ذلك باعتبار حسن عمل الميت وقبحه (فخدذ حذرك) الحذر بالكسر 
ويحرك الاحتراز ولا يحصل ذلك إل بمحاسبة النفس قبل الموت وحملها على فعل ما ينبغى وترك 
مالا قنق كينا أقنار لبد تتولة رؤانظة الشملة يواعد الجراي قب الانتسان.والمسادلة وال عار 
فإن النظر لها يبعث على طلب ما ينفعها بعد فراغها وطلب ذلك لا يتحقق إلا بمعرفة الرب 
والرسول والإمام والدين والكتاب وصرف العمر فيما ينفع من الأعمال وتحصيل المال من طرق 
الحلال وانفاقه فى وجوه البر. وبالجملة ذلك الطلب لا يتحقق إلآّ بتكميل القوة النظرية والعملية 
وكل من بلغ هذه المرتبة يرتفع عنه الشك ويسهل له الجواب عند اختبار الملكين وفيه إشعار بأن 
سؤالهما إنما هو للاختبار والتنبيه على الخطأ والصواب ليترتب عليه الثواب والعقاب وقد جرى 
قضاء الله تعالى على اختبار الخلائق فى بدء التكليف إلى أن يستقروا فى دار القرار أو دار البوار 
(فإن تك مؤمناً عارفاً بدينك متبعاً للصادقين موالياً لأولياء الله) هم الأئمة عليهم السلام قال الله 
تعالى + واتقوا الله وكونوا مع الصادقين»7١)‏ قال أبو جعفر عليه السلام في تفسيره «إيانا عنئ) 
(لقاك الله حجتك) أى أفاضها عليك وألهمك إياها. 

(وبشرت بالرضوان والجنة من الله عز وجل) أي برضاء الله عنك وهو والرضوان بالكسر 
والضم ضد السخط إلا أن الرضا لغة أهل الحجاز والرضوان لغة قيس وتميم. والجنة بالفتح الحديقة 
ذات الشخرة وقيل:اذاتث النخلاعوالمزاد بها إما جنة الآخيرة أو بحية الدّنيا المعدة لنزول أرواح 
المؤمنين كما دل عليه بعض الروايات (واستقبلتك الملائكة بالرّوح والريحان) الروح بالفتح 
الراحة والرحمة ونسيم الريح وبالضم الحياة الدائمة وحكم الله تعالى بالبقاء والسعادة والريحان 
الرزفق (وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب) أي فردد 
لسانك وبطلت حجتك وعجزت عن الجواب (وبشرت بالنار) في لفظ البشارة تهكم واستهزاء 





.١١9 : سورة التوبة‎ -١ 


- 


كر شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





(واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم) النزل بضمتين الطعام وما أعد 
للضيف النازل؛ والحميم الماء الحار. والجحيم النار الشديدة التأجج وكل نار بعضها فوق بعض 
والمكان الشديد الحر والتصلية الإحراق والإدخال في النار, قال القاضى: وذلك ما يجد فى القبر 
من سموم النار ودخانها (ذلك يوم مجموع له الناس) يجتمعون فيه لأجل ساني زاف 2 
«9وذلك يوم مهود» أ مشهود فيه لأن الخلق يشهدون أي يحضرونه للخروج عن عهدة ماكلفوا به 
فى الدنيا (ويجمع الله فيع الأولين والآخرين) تفسير وبيان لما ذكر ولعل المراد بالأولين الأمم 
السابقة وبالآخرين هذه الأمة مع احتمال أن يراد بهم هذا النوع بالأولين من قبله. 

(يوم ينفخ فى الصور) فى النهاية: هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام عند بعث 
الموتى إلى الحشرء وقيل: الصور جمع صورة يريد صور الموتى ينفخ فيها الأرواح» والصحيح: 
الأول لأن الأحاديث تعاضدت عليه تارة بالصور وتارة بالقرن (وتبعثر فيه القبور) فى النهاية: 
تبعثرت النفس جاشت وانقلبت وغثت. وفى القاموس: بعثر الشىء فرقه وبدده وكشفه وأثار ما 
فيه. والفعل إما ماضٍ معلوم من باب التفعلل على تشبيه القبر بإنسان أكل طعاماً فلم يستقر في 
معدته فرده أو مضارع مجهول من الرباعي المجرد (وذلك يوم الأزفة) أزف الوقت كفرح دنا وقرب 
والأرك محكة الضيق :وسوء الغيفن سفيت القنامة آزقة لقنن ختضوزها أو لفق ضيقن أكثر الناسن 
فيها (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ) من الغم وهو حال عن القلوب أو عن أصحابها المعلومة 
بقرينة المقام» والحناجر جمع الحنجرة وهى الحلق وفيه إشارة إلى اضطراب القلوب في ذلك اليوم 
وأنها ترتفع من الغم والخوف عن محلها فتلصق بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا ولا تخرج فيستريحوا. 

(وذلك يوم لا تقال فيه عثرة) إقاله الله عثرته وافقه فى نقض العهد وأجابه إليه إذ وقع العهد بين 
العبد وبينه تعالى فى أنه إذا عصاه يعاقب فإذا استقال العاصى فى ذلك اليوم وندم من ذلك العهد 
ولي ننه نينا لك أن وقاقية النمغامن عن المقات لذ لقا لول يانه لأن اليد تيرد اسمن 
بالاقالة (ولا تؤخد من أحد فدية) هى ما يعطيه لينقذ به نفسه من مال أو نفس آخر (ولا تقبل من 
أخد عار أن كدر عي نكو وإلا قاش سيضانة أعذل وأكرم من أن لا يقبل معذرة المحق . أو 
المراد به ليس له معذرة في المخالفة حتى تقبل لأنه تعالى قطع الأعذار ببعث الرسول وإنزال 
الكتاب ونصب الوصى والهداية إلى سبيله (ولا لأحد فيه مستقيل توبة) أي ليس لأحد مستقفيل 
طالب للرجوع إلى الدّنيا توبة ورجوع إيها ليفعل فيها ما يكفره أو المراد أنه ليس لطالب غفران 
الذنب فى ذلك اليوم توبة منه لفوات محلها وهو الدّنيا. 

(ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات) لأن دفع العثرة إما بالإقالة أو بالفدية أو بإبداء 
النعنازة أو بالقيتفالة انعد الوجهية ولا يكون شىء منها في ذلك اليوم فلم يبق إلا الجزاء ثم أشار 


كلام علي بن الحسين عليه السلام كردق 
إلى نتيجة ما ذكره بقوله (فمن كان من المؤمنين) إما غيرهم فسيذكر حالهم فى قوله «واعلموا عباد 
الله» (عمل في هذه الدنيا مثال ذرة من خير وجده.. الخ) كما دلت عليه الآيات والروايات في 
مواضع عديدة وقيل ذلك مشروط بعدم التوبة والتكفير عنه بالمصائب ونحوها وعدم الإحباط 
والمغفرة» والذرة النملة الصغيرة أو الهباء (فاحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصى) يمكن 
تخصيص أحديهما بالكبائر والأخرى بالصغائر أو العطف للتفسير (ما قد نهاكم الله عنها 
وحذركموها فى كتابه الصادق والبيان الناطق) العطف للتفسير أو المراد بالمعطوف بيان أهل 
الذكر عليهم السلام لأن مناهى الكتاب وتحذيره بعضها ظاهر وبعضها باطن يظهر ببيانهم» ووصف 
البيان بالناطق مجاز باعتبار أنه مظهر للمقصود كالنطق (ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتهديده) 
المكر من النار الخديعة وهى أن يوهم غيره خلاف ما يخفيه من المكروه وإيصال السوء وإذا نسب 
إليه تعالى يُراد به لازمه وهو العقوبة وإيصال المكروه كناية» وقيل: هو إستعارة لاستدراج العبد 
وأخذه من حيث لا بحتسب وقيل هوإيصال المكروه إلى الغير على وجه يخفى فيجوز صدوره منه 
تعالى. ثم أشار إلى تعليل ذلك فى الحث على ذكر الله تعالى عند دعوة الشيطان إلى معصيته بقوله 
(فإن الله عز وجل يقول: لإإن الذين اتقوا» من عذاب الله إإذا مسهم طائف من الشيطان ١74‏ من 
الطواف كأنه يطوف حولهم ليؤثر في قلوبهم بميلها إلى المعصية 9تذكروا» الله وما أمر به ونهى 
عنه «إفإذا هم مُبصرون» بسبب التذكر موارد الخطأ ومكايد الشيطان فيحترزون منها. 

سئل الصادق عليه السلام عن هذه الآية فقال: «هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك فذاك 
قوله: « تذكروا فإذا هم مُبصرون») . (وأشعروا قلوبكم خوف الله) أي اجعلوا خوفه شعارها شبه 
007 بالشعار فى اللزوم والاختصاص كلزوم الشعار للسجد واختصاصه به أو اجعلوا خوفه 

شعاراً وعلامة لقلوبكم غير مفارق عنها واجعلوا قلوبكم شاعرة غير غافلة من خوفه (ولا تكونوا 
من الغافلين) عن الله تعالى وعن أوامره ونواهيه ومواعظه وأحوال الآخرة وإصلاح أنفسكم. 

(المايلين إلى زهرة الحياة الدنيا) أي حطامها ومتاعها لحسنها ونضارتها وبهجتها المغفلة عن 
الآخرة وأعمالها (الذين مكروا السيئات) أي مكروا المكرات السيئات مع الله والرسول والوصي 
بالمخالفة والإنكار مع المؤمنين بالأذى واللإضرار وصدهم عن الإيمان والإقرار» ثم أشار إلى سوء 
خاتمة المكر مستشهداً بالآية الكريمة بقوله (فإن الله يقول فى محكم كتابه «أفأمن الذين مكروا 
السيئات» ) الإستفهام للإنكار والتوببخ «إان يخسف الله بهم» كما خسف بقارون وغيره من أهل 
الخسف «اأو يأتيهم العذاب» بغتة من السماء من حيث لا يشعرون# كما فعل بقوم لوط أو 





. 5١١: سورة الاعراف‎ -١ 


غ6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


قرم صالح «أو يأخذهم في تقلبهم» أي حال سفرهم ومسيرهم في الحوائج أو في تقلبهم من 
اليقظة إلى النوم «إفما هم بمعجزين4 لله تعالى عما أراد منهم من أنحاء العقوبة «أو يأخذهم 
على تخوف» أي على مخافة بأن يهلك قوماً فتخوفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوفون. أو على أن 
ينقص شيئاً بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفه وتنقصه كذا قاله بعض 
المنسروية (فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة فى كتابه) كفرعون وهامان وقارون وقوم عاد 
وهود وقوم صالح وغير هؤلاء فإن فعله تعالى بهم لأجل ظلمهم وإنكارهم للحق وعنادهم لأهله 
كاف في تحذير غيرهم ممن له بصيرة الإعتبار فاعتبروا يا أولي الأبصار (ولا تأمنوا أن ينزل بكم 
بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب) من العقوبة الدنيوية وهذا نظير قوله تعالى حكاية 
عن مؤمن آل فرعون للترغيب في متابعة موسى عليه السلام: «وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي 
يعدكم» يعنى لا أقل من أن يصيبكم بعضه. قال القاضى وغيره: فيه مبالغة فى التحذير وإظهار 
لتساك وضع النصيي أو يتزل كم مائو عياهن (أناتعداريا الذما وهو بنقى حارفرفه ويه كان 
خوفهم بما أقرب وقوعاً وأعظم قدراً عندهم لأن عذاب الدنيا عند الغافلين أعظم من عقاب 
الآخرة لغفلتهم عنها فضلاً عن عذابها (والله لقد وعظكم الله فى كتابه بغيركم) من الظالمين بسبب 
ظلمهم وخروجهم عن طاعة الله وطاعة رسوله (فإن السعيد من وعظ بغيره) قد صارت هذه 
القضية فى معنى المثل أي السعيد فى الآخرة من اعتبر حال غيره فشاهد بعين بصيرته مصير 
الظالمين فخاف عاقبتهم فعدل عن طريقتهم وتذكر مآل المتقين فمال إلى سيرتهم ورغب في 
الاتعاظ بالغير بذكر استلزامه للسعادة» وإنما عني بالقرية أهلها هذا ظاهر في نفسه ومع هذا دل 
عليه الدليل المذكور ويؤيده نسبة الظلم إلى القرية مجازاً باعتبار ظلم أهلها. 

(وقال عز وجل #فلما أحسوا بأسنا» ) أي شدة عذابنا وقد مر تفسيره عن أبى جعفر عليه 
السلام قبل رسالته إلى سعد الخير متصلاً بها 9إذا هم منه يركضون يعني يهربون4 قال القاضي 
يهربون مسرعين راكضين دوابهم أو متشبهين بهم فى فرط إسراعهم لإقال لا تركضوا» على سبيل 
الاستهزاء ولفظ قال من كلامه عليه السلام للتنبيه على أنه لابد من تقدير القول أي قال ذلك بلسان 
الحال أو المقال أو القائل ملك أو من ثم من المؤمنين 9« وارجعوا إلى ما اترفتم» من التنعم والتلذذ 
والإتراف إبطار النعمة «ومساكنكم» التى كانت لكم «العلكم تسألون» عن كنوزكم وذخايركم 
كما مر. 

وقال القاضى وغيره: تُسألون غدأً عن أعمالكم وفيه أنه لا مدخل للرجوع عن هذا السؤال 
«قالوا ياويلنا» أقبل فهذا أوان إقبالك «#إنا كنا ظالمين؟ اعترفوا بظلمهم بعد نزول العذاب 
فلذلك لم ينفعهم «فما زالت تلك دعواهم» يكررونها لشدة التحسر والتأسف «حتى جعلناهم 





كلام على بن الحسين عليه السلام 6:١‏ 


حصيداً» أى محصوداً «خامدين4 ميتين» خمدت نفوسهم كخمود النار. واعلم أن هذه القضية 
قضية بنى أمية وقتلهم بسيف الصاحب عليه السلام وعساكره المنصورة لما فعلوه بالحسين عليه 
السلام وأصحابه ورضائهم بذلك كما مر عن الباقر عليه السلام. وقال المفسرون من العامة: إنها 
قضية بني إسرائيل وبخت نصر لقتلهم نبيهم فغضب الله عليهم وسلطه على استيصالهم وليس في 
لفظ الماضي ترجيح لهم لأن متحقق الوقوع فى عرف البلغاء يعبر عنه بالماضى «ولئن مستهم 
نفحة» أدنى شىء #من عذاب ربك# قال القاضى وغيره : وفيه مبالغات ذكر المس وما فى 
النفحة من معنى القلة فإن أصل النفح هبوب رائحة الشيء والتاء الدالة على المرة «اليقولن ياويلنا 
إنا كنا ظالمين )١(4»‏ على أنفسنا بمخالفة الرب. 

(فإن قلتم أيها الناس إن الله عز وجل إنما عني بهذا) وأمثاله مما دل على عقوبة الظالمين (أهل 
الشرك) بالله لا أهل الإسلام لأنهم غير معاقبين وهذا القول غلط واضح (فكيف ذلك) أي 
اختصاص العقوبة بأهل الشرك (وهو يقول «#ونضع الموازين القسط»4 ) أي العدل لوزن الأعمال 
أو صحايفها على اختلاف القولين عند المحققين القائلين بتجسم الأعمال فى النشأة الآخرة» وقيل: 
الأعمال أعراض لا يعقل وزنها ووضغ الميزان كناية عن 'العدل والإنصاف في الوا ان 
توضيح ذلك سابقاً ليوم القيامة » أي لجزائه أو لأهله أو فيه إفلا تظلم نفس شيئاً» من حقه أو 
من الظلم «وإن كان» العمل حقاًكان أو باطلاً لإمثقال حبة من خردل أتينا بها من غير زيادة 
ونقصان «وكفى بنا حاسبين4 إذ لا يقع الغلط فى حسابنا ولا يدخل الجهل في علمنا. 

(اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين ولا ينشر لهم الدواوين) هي دفاتر 
أعمالهم وصحائف أفعالهم (وإنما يحشرون إلى جهنم زمراً) الزمرة الجماعة من الناس والزمر 
الجماعات (وإنما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام) ليتبين قدر حسنات كل أحد 
وسيئاته فيثاب من زادت حسناته ويُعاقب من زادت سيئاته فلا فائدة فى وضعها لأهل الشرك 
(فاتقو تقوا الله عباد لله) من مخالفة الله ومخالفة أوليائه (واعلموا أن لله عز وجل لم يحب زهرة الدّنيا 
وعاجلها لأحد من أوليائه) هم الأنياء والأوصياء والتابعون لهم وفيه تنبيه على حمارة الدّنيا إذ لو 
كان لها قدر عنده تعالى لأحبها لخلص عباده وترغيب في رفضها كما رفضوها (ولم يرغّبهم فيها 
وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها) إذ صرف الفكر فيها وبذل التدبير في تحصيلها ليس مطلوباً له 
تعالى لأنه يمنعهم عن التقرب به. 

(وإنما خلق الدّنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملاً لآخرته) أي ليختبرهم ونسبة 





اث شور لماه ا 


له شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
الاختبارإليه ليست من باب الحقيقة إذ هو طلب الخبر بالشيء ومعرفته حيث لا يكون معلوماً وكان 
ات عانتمالا مستي انه اناوه وكفانها القرو بترن المطيع من العاصي بل من باب 
الاستعارة باعتبار أن ثوابه وعقابه للخلق لما كانا موقوفين على تكليفهم بما كلفوا به فإن أطاعوه 
أثابهم وإن خالفوه عاقبهم أشبه ذلك اختيار الإنسان لعبيده وتمييزه للمطيع منهم من العاصي 
فأطلق عليه لفظ الاختبار مجازاً (وأيم الله لقد ضرب لكم فيه الأمثال وصرف الآيات لقوم يعقلون) 
أي ضرب لكم الأمثال للدّنيا والآخرة والمطيع والعاصي وصرف الآيات الدالة على أحوال كل 
واحد منهما وكررها بوجوه مختلفة زيادة للتقرير والبيان لقوم يعقلون الغرض من تلك الأمثال 
والآيات ويتفكرون فيما هو المقصود منهما فيعكفون عليه ويتمسكون به (ولا قوة إلآ بالله) أى لا 
قوة لنا على الاإتيان بالطاعات والاجتناب عن المنهيات والامتثال بجميع الخيرات إلا عر ال 
وهذا غاية الإبتهال وإظهار إليه تعالى (فازهدوا فيما زهدكم الله عز وجل فيه) الزهد ترك حب 
الدّنيا والركون الفقر إليها وهو من أعظم أسباب السلوك إلى الله تعالى والبلوغ إلى درجة الأبرار وله 
رانك اعلاها حلاف كل شاغل من التوجه إلى حضرة الحق (فان الله عز وجل يقول) للتزهيد في 
الذَّنيا (وقوله الحق) الثابت الذى لريب فيه «إإنما مثل الدنيا» فى سرعة زوالها بعد إقبالها وإقبال 
لقان اليا | 

لإكماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض» وامتزج حتى بلغ حد الكمال أو اشتبك 
بسببه حتى اختلط بعضه ببعض لامما يأكل الناس والأنعام» من الثمرات والحبوبات وأنواع 
النباتات حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها» بالتمتع 
والتلذذ بها وبحاصلها «أتاها أمرنا» بهلاكها «اليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدا ١74‏ من أصولها 
9 كأن لم تغن بالأمس» ولم تقم قريباً من وقت الزوال والفناء من غنى كرضى إذا قام وعاش وهذا 
مثل فى سرعة زوال الشيء بعد وجوده لإكذلك نفصل الآيات» الدالة على سرعة زوال الذنيا 
وفنائها ولقوم يتفكرون4 فيها ويجدون ما هو المقصود منها. 

واعلم أن أهل العربية قالوا الأصل في الكاف أن يليه المشبه به مثل زيد كالأسد إلا أنه قد يليه 
غيره كما في هذه الآبة إذ ليس المقصود تشبيه حال الدّنيا بالماء بل المراد تشبيه حالها في خضرتها 
وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والفناء بحال النبات الحاصل من الماء يكون أخضن ناضرا قنديدة 
الخضرة ة ثم بيبس فتطيره الرياح كأن لم يكن ثم أشار إلى نتيجة هذا التفكر بقوله (فلا تركنوا إلى 
الدّنيا) الركون إليها شامل للركون إلى أهلها الظالمين الذين اتخذوها دار قرار طلباً لما في أيديهم 





.548 : سورة يونس‎ -١ 


كلام على بن الحسين عليه السلام بق 
كما أشارإليه بقوله (فإن الله عز وجل قال لمحمد صلى الله عليه وآله # ولا تركنوا إلى الذين ظلموا 
فتمسكم النار» قد أراد بهذا غيره لأنه يَيهُ أرفع من أن يركن إليهم ثم أكد الزجر عن الركون إليها 
بقوله (ولا تركنوا إلى زهرة الدّنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان) فيه تنبيه 
على أن الركون إليها لا بهذا الاعتبار بل باعتبار تحصيل الكفاف المتوقف عليه بقاء الحياة وفعل 
الطاعات غير مذموم بل هو من العبادات أو مقدماتها إلاً أنه ليس بركون حقيقة (فإنها دار بلغة) في 
المصباح البلغة: ما يتبلغ به من العيش ولا يفضلء يُقال: تبلغ به إذا اكتفى به وفي هذا بلاغ وبلغة 
وتبلغ أي كفياة (ومنزل قلعة) أي تحول وارتحال وتقلع منها إلى الآخرة وفى القاموس: القلعة 
بالضم العزل كالقلع والمال العارية وما لا يدوم والضعيف الذى إذا بطش به لم يثبت» وهذا منزل 
قلعه بالضم وبمضتين وكهمزة أي ليس بمستوطن كأنه يقلع ساكنه أو معناه لا يملكه أي لا يدري 
متى يتحول عنه والدّنيا دارقلعة أي انقلاع وهو على قلعة أي رحلة؛ وفيه تنبيه على أن الدّنيا ليست 
بدارلهم ليلتفتوا عن الركون إليها ويتوقعوا الارتحال والخروج منها (ودار عمل) يجب فيها المبادرة 
إليه والآخرة دار جزاء فلذلك أمر باتخاذ العمل زاداً قبل انصرام الدّنيا وخرابها بقوله (فتزودوا 
الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها وقبل الإذن من الله في خرابها) المراد بأيامها أيام عمركل 
شخص وبخرابها انقضاء تلك الأيام» وإنما شبه العمل بالزاد لاشتراكهما فى التسبب للحياة والوجه 
في المشبه به أجلى وأظهر وفى المشبه أقوى وأكمل لأنه سبب للحياة الأبدية وهو (ولى ميراثها) 
لأنها تفنى وهو يبقى كالوارث (فإنما نحن به وله) أي إنما نحن موجودون بالله تعالى وله ففي الأول 
إشارة إلى تفويض الأموركلها إليه وفي الثانى إشارة الى طلب التقرب منه بالاتيان بالمأمورات 
والاجتناب عن المنهيات وبهما يتم النظام في الدارين وعلو المنزلة في النشأتين. 





حديث الشيخ مع الباقرءكة 

الاصل : 

محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى.؛ عن محمّد بن سنان» عن إسحاق بن 
عمّار قال: حدّئني رجل من أصحابناء عن الحكم بن عتيبة قال: بينا أنا مع أبى جعفر له والبيت 
غاص بأهله إذ أقبل شيخ يتوكؤ على عنزة له حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا بن 
رسول الله ورحمة الله وبركاته ثمَّ سكت فقال أبو جعفر نيْة: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثمَ 
أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم . ثم سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا 
عليه السلام. ثمّ أقبل بوجهه على أبي جعفر ك4 ثم قال: يا بن رسول الله أدنني منك جعلني الله 
فداك فوالله إني لأحبّكم وأحبٌ من يحبكم ووالله ما أحبّكم وأحبٌ من يحبكم لطمع في دنيا ولالله] 
ّي لابغض عدوٌكم وأبرأ منه ووالله ما أبفضه وأبرأ منه لوتركان بيني وبينه والله إنّي لحل حلالكم 
وأحرّم حرامكم وأنتظر أمركم فهل ترجو لي جعلني الله فداك ؟ فقال أبو جعفر لية: إلىّ إلى حتّى 
أقعده إلى جنبه ثمّ قال: أيّها الشيخ إِنَّ أبى على بن الحسين 29« أتاه رجل فسأله عن مثل الذي 
سألتنى عنه فقال له أبي ل3#: إن تمت ترد على رسول الله ييه وعلى علي والحسن والحسين 
وعليٌ بن الحسين ويثلج قلبك ويبرد فؤادك و تقرٌ عينك وتستقبل بالرَّوح والريحان مع الكرام 
الكاتبين لو قد بلغت نفسك ههنا وأهوى بيده إلى حلقه وإن تعش تر ما يقر به الله به عينك 
وتكون معنا فى السنام الأعلى. 

[ف]قال الشيخ: كيف قلت يا أبا جعفر ؟ فأعاد عليه الكلام؛ فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر إن 
أنا مث أردُ على رسول الله ييْْهُ وعلى على والحسن والحسين وعليٌ بن الحسين نك وتقرٌ عيني 
ويثلج قلبى ويبرد فؤادي وأستقبل بالرّوح والرّيحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى ههنا 
وإن أعش أرما يقدٌ به عيني فأكون معكم في السّنام الأعلى ؟!! ثم أقبل الشيخ ينتحب ينشج هاهاها 
حبّى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ وأقبل أبو 
جعفر ىه يمسح باصبعه الدّموع من حماليق عينيه وينفضهاء ثمّ رفع الشيخ رأسه فقال لأبي 
جعفر لهْةِ: يابن رسول الله ناولنى يدك جعلنى الله فداك فناوله يده فقيّلها ووضعها على عينيه 
وخدّه. ثمَّ حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره. ثم قام فقال: السلام عليك وأقبل 
أبو جعفر ىه ينظر في قفاه وهو مدبر ثمٌ أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحبٌ أن ينظر إلى رجل 


حديث الشيخ مع الباقر فت 
من أهل الجنّة فلينظر إلئ هذا. فقال الحكم بن عتيبة: لم أرَ مأتماً قط يشبه ذلك المجلس "١(.‏ . 

* الشرح : 

(حديث الشيخ مع الباقر عليه السلام) يذكر فيه فضيلة المحبة للأئمة عليهم السلام وحصول 
النجاة بها وشيئاً من الآداب (والبيت غاص بأهله) أي ممتلى بهم (إذا أقبل شيخ يتوكؤ على عََرَةٍ 
له) العنزة بالتحريك أطول من العصاء وأقصر من الرمح فيها زج كزج الرمح. 

(فقال: السلام عليك يا بن رسول الله. .أه) فيه شىء من آداب التسليم إذ دل على أنه ينبغى أن 
اا ا ل ال 
الرحمة والبركة ويصبر حتى يسمع الجواب ثم يسلم على الحاضرين بإسقاط الضميمة (ووالله ما 
أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في الدّنيا. . اه) أشار إلى حبه لله وبغضه لله وهذا من صفات 
المؤمن الخالص العارف بمناهج الخير والشر المالك لزمام نفسه يسوقها إلى امتثال أوامر ربه (لوتر 
كان بيني وبينه) الوتر بالكسر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي 
(وانتظر أمركم) وهو ظهور الدولة النبوية بيد إمام عادل منتظر منهم والانتظار لهذا من أفضل 
العبادات كما نطقت به الروايات (فهل ترجو لي ) مفعول «ترجو» محذوف وهو النجاة والرحمة أو 
نحوهما وأشار بذلك إلى أنه مع ماذكر خائف من التقصير راج من الله النجاة والعفو عنه وهذا من 
لوازم الاإيمان الكامل (فقال أبو جعفر عليه السلام: إلى إل ) أي سر أو امش إلى والتكرير للتأكيد 
وتنشيط المخاطب وتفريحه (ويثلج قلبك) ثلج صدره بالأمر كنصر وفرح ثلوجاً وثلجاً اطمأن 
وسكن فيه ووثق به (ويبرد فؤادك) برد الفؤاد برودة مثل سهل سهولة إذا سكت حرارته وهوكناية 
عن زوال كل مكروه يوجب غيظ القلب وحرراته (وتقر عينك) قرت العين قرة بالضم وقروراً 
بردت سروراً وأقرالله العين بالولد وغيره إقراراً في التعدية والأصل فيه أن دمعة الحزن حارة فقرة 
العين كناية عن السرور (ويستقبل بالروح والريحان) مر تفسيرهما فى الحديث السابق (لو قد 
بلغت نفسك) النفس بالتسكين الروح وبالتحريك معروف والأول أنسب (وإن تعش تر ما يقر الله 
به عينك ) أقر الله عينه أعطاه من موجبات السرور حتى تسر وحاصله مع السابق أن لك إحدى 
الحسنيين إما أن تموت فى طاعة الله وطاعة الإمام فترد على رسول الله إلى آخره أو تعيش إلى أن 
تدرك ظهور إمام منا. 

(وتكون معنا في السنام الأعلى ) استعار لفظ السنام لأشرف مرتبة من المراتب الإنسانية وأرفع 
درجة من درجات الكرامة الربانية ثم وصفها بالأعلى ترشيحاً لها وتصريحاً بعلوها (فقال الشيخ 





. 717/8 الكافي:‎ - ١ 


5-5 شرح ابول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
كيف قلت يا أبا جعفر؟) ليس السؤال لعدم الفهم أولاً بل لانبساط القلب وسروره باستماعه تارة 
اشرق (فقال الشيخ الله أكبر) للتعجب فيما سمعه وتعظيمه (ثم أقبل الشيخ ينتحب وينشج) 
النحب والانتحاب البكاء بصوت طويل والنشيج صوت معه توجع وبكاء كما يردد الصبى بكاءه 
فى حلقه وفعله من باب نصر (هاهاها) حكاية عن صوت معروف ممن اشتد بكاؤه (وأقبل أبو 
وكعصفور باطن أجفانها الذى يسود بالكحل أو ما غطته الأجفان من بياض المقلة أو باطن الجفن 
الأحمر الذى إذا قلب للكحل به بدت حمرته أو مالزق بالعين من موضع الكحل من باطن والجمع 
حماليق (ثم قام: فقال السلام عليكم ) دل على أنه ينبغي للخارج عن المجلس أن يسلم على أهله 


قصة صاحب الزيت مع النبى 

* الأصل : ْ 

١‏ عنه. عن أحمد بن محمّد بن عيسى, عن عليٌ بن الحكم. عن بعض أصحابنا عن أبي 
عبدالله ىه قال: كان رجلٌ يبيع الزّيت وكان يحبّ رسول الله يليه حبّأً شديداً كان إذا أراد أن 
يذهب فى بخاجنة لم يض حتى ينظر إلق رسول 1ن 312 وقد غرف ذلك نه فإذا جاءاتطاول له 
حتى ينظر إليه. حتّى إذا كانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله يَيْْةُ حتّى نظر إليه ثم 
مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلمًا رآه رسول الله َيْةُ قد فعل ذلك أشار إليه بيده 
اجلس فجلس بين يديه فقال: ما لك فعلت اليوم شيئاً لم تكن تفعله قبل ذلك ؟ فقال: يا رسول الله 
والذي بعثك بالحقٌ نبيّاً لغشى قلبى شىء من ذكرك حنّى ما استطعت أن أمضى فى حاجتى حنَّى 
رجعت إليك. فدعا له وقال له خيراً. ثمّ مكث رسول اله يي أيَاماً لا يراه فلمًا فقده سأل عنه 
فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيَام, فانتعل رسول اله ييْْةُ وانتعل معه أصحابه وانطلق حتَّى أتوا 
سوق الزَّيت فإذا دكان الرّجل ليس فيه أحد. فسأل عنه جيرته فقالوا: يا رسول الله مات ولقد كان 
عندنا أميناً صادقاً إلا أنه قدكان فيه خصلة:؛ قال: وما هي ؟ قالوا: كان يرهق يعنون يتبع النساء ‏ 
فقال رسول الله يي رحمه الله واللّه لقد كان يحبّنى حبّاً لوكان نخّاساً لغفر الله له( , 

* الشرح : 

(قصة صاحب الزيت) هذا فى بعض النسخ يذكر فيها أيضاً فضل المحبة (فتطاول له) تطاول 
واستطال ارتفع ومد عنقه لينظر إلى شيء يبعد عنه (منذ أيام) وفي كنز اللغة: مذ ومنذ لابتداء 
زمان وبمعنى في أيضاً (قالوا كان يرهق) رهق كفرح غشيه ولحقه أو دنا منه سواء أخذه أم لم 
يأخذه والرهق محركة السفه والنوك والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم واسم من 
الإرهاق وهو أن يحمل الإنسان على ما لا يطيقه والكذب والعجلة. 

ورهق كفرح في الكل ولماكان الرهق يجيء ء لهذه المعاني بينه عليه السلام بقوله (يعنون يتبع 
النساء) لعل المراد أنه كان مايلاً إلى ملامستهن لا يلزم أن يكون ذلك على وجه الحرام مع إحتماله 
(لوكان نخاساً لغفر الله له) النخاس بياع الرقيق وهو فظ غليظ القلب فاجر فاسق لا يُبالي بالفسوق 
والتدليس والمكر وقد وردت فى ذمه روايات كثيرة ة منها ما روى عن الباقر عليه السلام «(إن رسول 





. 14 / 8 الكافى:‎ - ١ 


ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
لله صلى الله عليه وآله قال: إن شر الناس من باع الناس» 

* الاصل : 

77 علئيٌ بن محمّد, عن أحمد بن أبي عبدالله. عن عثمان بن عيسىء؛ عن ميسر قال: دخلت 
على أبي عبدالله ىذ فقال: كيف أصحابك ؟ فقلت جعلت فداك لنحن عندهم أشدٌ من اليهود 
والنصارى والمجوس والذين أشركواء قال: وكان متّكئاً فاستوى جالساًء ثم قال: كيف قلت ؟ قلت: 
والله لنحن عندهم أشرٌ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا فقال: أما والله لا يدخل النّار 
منكم اثنان لا والله ولا واحد. واللّه إنْكم الذين قال الله عزَّوجِلٌ: « وقالوا ما لنا لا نرئ رجالاً كنا 
نعدّهم من الاشرار * اتّخذناهم سخريّاً أم زاغت عنهم الأبصار * إِنَّ ذلك لحق تخاصم أهل النَّار» ثهَ 
قال: طلبوكم والله في الثّار فما وجدوا منكم أحداً!١'‏ . 

* الشرح : 

(فقال: أما والله لا يدخل النار منكم اثنان.. اه) فإن قلت قال الله تعالى «وإن منكم إلا واردها» 
قلت: قال الله تعالى « ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً 257 توضيح الجواب أن عموم 
الورود مسلم لكن المراد بالورود العبور لا ورود الدخولء بيان ذلك: أن جهنم محيطة بأرض 
المحشر وعلى متنها الصراط وليس للناس طريق إلى الجنة إلا عليه فلابد لكل من ضمه المحشر من 
الجواز عليه» فمخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم وناج مسلم وهو موافق لقوله تعالى 9إن 
الذين سبقت لهم منا الحسنى.74) الآية وقوله تعالى: #وقالوا مالنا لانرى رجالاً.» الآية فإذا 
امتحنوا بالجواز على الصراط ينجى من سبقت له الحسنى ويسقط فيها الكفار ومن أراد الله سبحانه. 
لا يقال: التنجية إنما يكون بعد الوقوع في المهالك. لأنا نقول: التنجيه كما قيل حقيقتها أن لا تلحن 
المكروه إذ لا يُقال: نجى فلان من الأمير بعد أن وقع به المكروه وإنما يُّقال: نجى عنه إذا لم يلحقه 
مكروه أصلاً ولو سلم فلا خفاء في أن أصل المرور عليه وخوف السقوط مكروه عظيم إن ذلك 
لحق تخاصم أهل النار» أى الذي حكينا عنهم لحقٌّ لابد أن يتكلموا به ثم بيّن ما هو فمال: 
وتخاصم أهل النار» وهو بدل من حق أو خبر مبتدأ محذوف وقرىء تخاصم بالنصب على 
ادلم ذللق كذ | أذكره بعطئ المتسترين: 





.٠١١ : الكافى: 7/7 1. - سورة مريم : "ل. #'- سورة الانبياء‎ ١ 


وصية النبى لأمير المؤمنين ]ع 





وصية النبى لأمير المؤمنين260 

# الأصل : ْ 

٠‏ محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن على بن النعمان. عن معاوية بن 
عمّار قال: سمعت أبا عبدالله يِه يقول: كان في وصيّة النّبي ييه لعلى نيه أن قال: يا على أوصيك 
في نفسك بخصال فاحفظها عنّى ثم قال: اللّهم أعنه. أمَا الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك 
كذبة أبدأء والثانية: الورع ولا تجترىء على خيانة أبداً. والثالثة: الخوف من الله عزَّ ذكره كأنّك 
تراه. والرابعة: كثرة البكاء من خشية الله يبنى لك بكلّ دمعة ألف بيت فى الجنّة. والخامسة بذلك 
مالك ودمك دون دينك. والسادسة الأخذ بات فى صلاتى وصومي وصدقتي أمَا الصَّلاة 
فالخمسون ركعة وأمًا الصيام فثلاثة يام في الشهر: الخميس في أوَّله والأربعاء في وسطه 
والخميس فى آخره. وأمًا الصدقة فجهدك حتّى تقول: قد أسرفت؛ ولم تسرف وعليك بصلاة 
اليل وعليك بصلاة الرّوال وعليك بصلاة الزَّوالء وعليك بصلاة الزَّوال وعليك بتلاوة القرآن 
على كلّ حال وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهماء وعليك بالسواك عند كلّ وضوء وعليك 
بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوي الأخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومنّ إلا نفسك( . 

* الشرح : 

(وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام) ذكر فيها خصالاً شريفة وأعمالاً 
جليلة ترغيباً للمؤمن فى العكوف عليها (والثالثة الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه) هذا إشارة 
إلى مقام المشاهدة أي خف منه تعالى وأنت من أهل الرؤية المعنوية إلا أنه شبهها بالرؤية العينية 
في الظهور والكمال للإيضاح وهذا مقام عال في مقامات السالكين لا ينزل فيه إلا الخواص الذين 
استغرقوا فى بحار وجوده وقدرته وكماله بحيث لا ينظرون إلا إليه وهذه مرتبة الأنبياء والأوصياء 
رمق عضمه الله اسالن م الزلل والخطأ وؤوثة مقامان أخران أحدهما عقاء'الحراقية وشو ان اتسناذن 
منه كأنه يراك وهو مقام من بلغ في تكميل النفس إلى حد يعرف أنه تعالى يطلع عليه في جميع 
الأحوال ويعلم بحقيقة البصيرة أنه تعالى يراه ولكن قصرت بصيرته عن مشاهدته تعالى ولو عاونته 
العناية الأزلية لأمكنه الانتقال من هذا المقام إلى المقام المذكور وثانيهما أن تخاف منه تعالى ولكن 
لم تبلغ إلى حد تراه أو تعلم أنه يراك وهذا مقام أكثر العابدين الذين يعبدونه على الوجه الذي 





.3571 7/7 الكاقى:‎ - ١ 


2 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





يسقط معه التكليف مع الشرائط والأركان ومن ليس له شىء من هذه المقامات فهو منحرف عن 
سبيل النجاة وداخل :فىسلك سائر الحيوانات بل هو أضل. 

* الأصل : 

:6 عدّةٌ من أصحابناء عن سهل بن زياد. عن بكر بن صالح, عن الحسن بن على» عن عبدالله 
ابن المغيرة قال: حدذثني جعفر بن إبراهيم [بن محمّد بن عليٌ بن عبدالله بن جعفر الطيّار] عن أبي 
عبدالله. عن أبيه يانه قال: قال رسول الله يَبْيْةٌ حسب المرء دينه ومروءته وعقله وشرفه [و]جماله. 
وكرمه وتقواه( ١‏ . 

* الشرح : 

(حسب المرء دينه ومروته وعقله وشرفه جماله) وفى بعض النسخ «وجماله» بالواو (وكرمه 
وتقواه) أى من له اعتقاد بالدين ومروة داعية لرعاية حقوق المؤمنين وعقل مدرك لما ثبت فى 
الشرع من القوانين وجمال أي حسن ظاهر بالأعمال الصالحة وحسن باطن بالأخلاق الفاضلة 
ومن لم يكن له هذه الخصال وإن كان ذا حسب بالآباء والجاه والمال فهو خسيس دنى لثيم فرب 
عبد ب خيرٌ من رجل هاشمى. 

الاصل : 

0" عنهم» عن سهل بن زياد عن الحسن بن على بن فصّالء عن على بن عقبة» وثعلبة بن 
ميمون؛ وغالب بن عثمان» وهارون بن مسلمء عن بريد بن معاوية قال: كنت عند أبى جعفر نا في 
فسطاط له بمنى فنظر إلئ زياد الأسود منقلع الرّجل فرثا له فقال له: ما لرجليك هكذا ؟ قال: جئت 
على بكر لى نضو فكنت أمشى عنه عامّة الطريق» فرثا له وقال له عند ذلك زياد: إِنّى ألم بالذنرب 
حنّى إذا ظننت أَنّي قد هلكت ذكرت حبّكم فرجوت النجاة وتجلى عنّىء فقال أبو جعفر 9ة: وهل 
الدّين إلا الحبّ ؟ قال الله تعالئ: «احبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم»7'' وقال: «إإن كنتم 
تحبّون الله فاتبعوني يحبيكم الله» وقال: 9 يحبّون من هاجر إليهم» إن رجلا أتى النبئ وياد فقال: 
يا رسول الله أحبٌ المصلّين ولا أصلَى وأحبٌٍ الصرّامين ولا أصوم ؟ فقال له رسول الله ييُ: أنت 
مع من أحببت ولك ما اكتسبت وقال: ما تبغون وما تريدون أما إِنّها لوكان فزعة من السماء فزع 
كلّ قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلئ نبيّنا وفزعتم إلينال" . 

* الشرح : (فنظر إلى زياد الأسود منقطع الرجلين فرثا له) أي رق وتوجع له وفي بعض 


.17 / 8 سورة الحجرات :ل . *' - الكافي:‎ - ١ . 11/47 الكافى:‎ ١ 


وَظِسة التبى لأمين العو دين 6١‏ 


النسخ «منقلع» وهو حال عن زياد (قال: جئت على بكر لى نضو) البكر بالفتح الفتى من الاوبل 
بمنزلة الغلام من الناس والأنثى بكرة. والنضو بالكسر الدابة التي هزلتها الأسفار وأذهبت لحمها 
(إنى ألم بالذنوب.. اه) أي أنزل بها واقترفها أو اقرب منها وأكاد اقترفها فذكر المحبة على الأول 
سبب لرجاء النجاة من العقوبة وتجلى ظن الهلاك بها وعلى الثانى سبب لرجاء النجاة من الذنوب 
وتجليها عنه والله أعلم (وهل الدين إلا الحب) أى ليس الدين إل حبنا ولا يتحقق الأبه لأنه أصل 
يثبت الدين بثبوته وينتفى بانتفائه ولا يغتفر التقصير فيه (قال الله تعالى: « حبب إليكم الإيمان وزيّنه 
في قلوبكم» الدين هو الاإيمان أعني الإقرا ر بالله وبالرسول والأوصياء والإيمان لا يتحقق إلآ بحكم 
الآية فالدين لا يتحقق إلا بحبهم وبعبارة ات الإيمان هو الإقرار بعلي أمير المؤمنين وأوصيائه 
عليهم السلام لأن الإقرار يستلزم الإقرار بالله برسوله دون العكس وهو لا يتحقق إلا بحبهم والتقرب 
على التقديرين واضح. 

(وقال: 9إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الدين وهو متابعة النبى فيما جاء به الذي 
أعظمه الولاية متوقف على المحبة وثمرته المحبة بدليل الشرط المذكور والمقدر فهو محفوف 
بالمحبتين محبة العبد له تعالى ومحبة الله تعالى فلا يتحقق إلا بها وهو المطلوب (وقال:١ا‏ يحبون 
من هاجر إليهم» مدحهم بحب المهاجرين ليس إلا بحبهم للدين وهو المطلوب (إن رجلاً أتى 
النبى صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله أحب المصلين.. اه) الظاهر أن الرجل كان مؤمناً وأن 
المراد بالصلاة والصيام المندوبات مع احتمال الأعم وأن المراد بقوله (أنت مع من أحببت) أن 
المحبة سبب للنجاة وأن قوله (ولك ما اكتسبت) إشارة إلى أن أعمال الخير سبب لرفع الدرجات 
والله أعلم (وقال: ما تبغون وما تريدون) بعد أن كان لكم أصل يُورث نجاتكم وفيه بشارة عظيمة 
للشيعة المحبين لهم عليهم السلام (أما أنها لو كانت فزعة من السماء.. اه) الفزعة بالضم ما يفزع 
منه ويخاف كالضحكة بالضم وما يضحك منه ولعل المراد بها الصور أو زلزلة الساعة. 

* الاصل : 

- سهلٌ. عن ابن فضّالء عن على بن عقبة» وعبدالله بن بكير. عن سعيد بن يسار قال: 
سمعت أبا عبدالله نيه يقول: الحمد لله صارت فرقةٌ مرجئة وصارت فرقةٌ حروريّة وصارت فرقة 
قدريّة وسمّيتم الترابيّة وشيعة علئء أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله ييه وآل 
رسول الله وشيعة آل رسول الله يي وما الناس إلا همء كان علي 3 أفضل الناس بعد رسول 
الله ييه وأولى الناس بالناس حتّى قالها ثلاناً )١(‏ , 





١‏ - الكافى: ///ا1. 


مع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 

* الشرح : 

(سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله صارت فرقة مرجئة) الحمد لوجود الفرقة 
الناجية وهم الترابية الآنية لا بوجود الفرق الضالة المضلة لأن وجود الناجية مع افتراق الأمة نعمة 
عظيمة من الله تعالى يستحق الحمد بها. والمرجئة كما يطلق على طائفة يؤخرون العمل عن النية 
والعقد وعلى طائفة يؤخرون حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة ولا يقضون عليه بحكم ما فى 
الذّنيا وهم والوعيدية فرقتان متقابلتان كذلك تطلق على من أخر علياً عليه السلام من الدرجة 
الأولى إلى الرابعة وهم الشيعة فرقتان متقابلتان كما فى الملل والنحل . 

(وصارت فرقة حرورية) هم الخوارج الذين خرجوا على على عليه السلام ولما كان 
اجتماعهم فى قرية حرورا قرب الكوفة سماهم عليه السلام حرورية وقصتهم مشهورة (وصارت 
فرقة قدرية) هم الجبرية الذين ذهبوا إلى أن أفعال العباد خيرها وشرها صادرة عنه تعالى وهما 
صنفان صنف يقولون ليس للعبد قدرة على الفعل أصلاً. وصنف يقولون: له قدرة عليه وإذا 
توجهت قدرتهم إلى الفعل بادرت القدرة الإلهية إليه فتوجده (وسميتم الترابية) للنسبة إلى أبي 
تراب وهو من أسماء على عليه السلام قيل: وجه تسميته به أن النبي كيه جاء إلى بيت فاطمة 
عليها السلام فلم يجد علياً عليه السلام فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: خرج. فقال النبي صلى الله 
عليه وآله لانسان: انظر أين هو فقال يارسول الله هو فى المسجد راقد فجاءه رسول الله يله وهو 
مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله يله يمسحه عنه ويقول: قم أبا 
تراب. 

(أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له) لعل ضمير هو راجع إلى الحق أو إلى من وجبت 
طاعته بقرينة المقام (ما الناس إلا هم) الضمير للرسول إلى آخره والمراد بالناس هذا الهيكل مع 
كمال صورته الظاهرة بالأعمال الصالحة وصورته الباطنة بالعلم والإيمان والأخلاق الفاضلة دون 
الهيكل فقط لأنه بدون الصورة المذكورة عند أهل الحق فى الظاهر كالناس المصنوع من الخشب 
كما قال تعالى «كأنهم خشبٌ مسندة» وفى الباطن كالكلب أو كالحمار كما قال عز وجل «فمثله 
كمثل الكلب» وقال # مثلهم كمثل الحمار» (كان علي أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه 
وآله) أي أفضل كل من سواء. كما فى قولنا: زيد أفضل أهل البلد. فلا يلزم تفضيل الشيء على 
نفسه. والمراد بالناس هنا وفيما بعد أعم ممن ذكر وهذا الحكم أمر قال به أيضاً جمهور علماء أهل 
السنة وقد ذكرناهم في شرح الأصول (وأولى الناس بالناس) أى بأمر الناس وإمارتهم وهذا الحكم 
أيضاً نقله أبو عبد الله فى شرح مسلم عن جماعة من علمائهم إلا أنهم قالوا: كيف نصنع وقد 
اجتمعت الأمة على خلافة أبي بكر؟ وقد ذكرنا في شرح الأصول عدم تحقق الإجماع عندهم 





وصية النبي لأمير المؤمنين 0ع 
لمخالفة كثير من أهل الفضل من الصحابة (حتى قالها ثلاثا) أي قال هذه الكلمة ثلاث مرات وهي 
قوله «كان على أفضل الناس إلى آخره). 

# الأصل : 

عنه» عن ابن فضّالء. عن عليئٌ بن عقبة. عن عمر بن أبان الكلبي؛ عن عبدالحميد 
الواسطى. عن أبى جعفر اق قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انعظاراً لهذا الأم رحس 
ترفك قفا ييا الايسال فى بد كتالرا زأنا] عب اميد ا درق هى حتس افيه عل الل 
يجعل الله له مخرجاً ؟ بلى والله ليجعلنّ الله له مخرجاًء رحم الله عبداً أحيا أمرنا؛ قلت: أصلحك 
الله إنَّ هؤلاء المرجئة يقولون: ما علينا أن نكون على الذى نحن عليه حبّى إذا جاء ما تقولون كنا 
نحن وأنتم سواء ؟ فقال: يا عبدالحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه ومن أسرّ نفاقاً فلا يرغم الله 
إلا بأنفه ومن أظهر أمرنا أهراق الله دمه يذبحهم الله على الإسلام كما يذبح القصَاب شاته . 

قال: قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء ؟ قال: لا أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها لا يسعنا 
في ديننا إلا ذلك؛ قلت: فإن مث قبل أن أدرك القائم يِذ ؟ قال: إِنَّ القائل منكم إذا قال: إن أدركت 
قائم آل محمّد نصرته كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان(1) . 

* الشرح : 

(لقد تركنا أسواقنا إنتظاراً لهذا الأمر) قال الفاضل الأمين الاسترآبادي: كأنه ناظر إلى ما نطقت 
به الأحاديث من أن الله تعالى قدر أولاً أن يكون ظهور الأمر على يد الصادق عليه السلام ثم قدر 
تقديراً آخر أن يكون على يد المهدي عليه السلام فهذه الجماعة كانوا غافلين عن التقدير الآخر 
فاشتغلوا بأخذ السلاح وتعلم آداب الحرب وما أشبه ذلك (إن هؤلاء المرجئة) لعل المراد بهم من 
أخر علياً عليه السلام عن الثلاثة (يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما 
تقولون كنا نحن وأنتم سواء ) كأنهم قالواما نحن عليه من الاعتقاد بخلافة الثلائة على تقدير بطلانه 
كما زعمتم لا يضرنا إذا جاء ماتقولون من ظهور المهدي المنكر لخلافتهم فإنا إذا علمنا أنه أيضاً 
ينكرها كما تنكرونها نؤمن به ونتوب عما كنا فيه والتوبة تمحو تلك الخطيئة عنا وحينئذ نحن كنا 
وأنتم سواء في الدين وأمر الخلافة فأجاب عليه السلام بأنهم في القول صادقون فإن (من تاب) 
منهم توبة خالصة (تاب الله عليه) وقبل توبته ورفع عنه خطيئة (ومن أسر نفاقاً) وأبطنه وأظهر 
مانا لسناناً (فلا يرغم الله إلا بأنفه) الرغم مصدر وفي رائه الحركات الثلاثة والمشهور منها الفتح 
وهو من الرغام بالفتح وهو التراب فمعنى أرغم الله أنفه ورغم الله بأنفه ألصقه بالتراب هذا معناه 





. /ا3‎ / ١ الكافى:‎ ١ 


0 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





بحسب اللغة ثم استعمل في الذل مجازاً أ فأرغم الله أنفه معناه أذله من باب إطلاق السبب على 
المسببء وقيل: إنه مأخوذ من المراغمة وهى الاضطراب والتحير ومنه قوله تعالى: #يجد فى 
الأرض مراغماً كثيراً وسعة» أي ا 0 تان أذله لدان 
الذقاروالكضزة وهل النائق جيل ان مقطا فبهها: 

(ومن أظهر أمرنا أهراق الله دمه) دعاء على من أظهر أمرهم من أهل النفاق عند أعدائهم 
ار يي ا نيوا ار موادا او رار امري اق 0 
أبدلت الهمزة هاء؛ فقيل: هراقه بفتح الهاء يهريقه هراقة ثم جمع بين البدل والمبدل منه فقيل: 
أهراق» وإفراد ضمير الموصول هنا 0506 وجمعه باعتبار المعنى فى قوله (يذبحهم الله على 
الإسلام كما يذبح القصاب شاته) الظاهر أن الشظرف حال عن المفعول وان على للاستيلاء 
والاستعلاء. 

(قال: قلت فنحن يومئذ والناس فيه سواء) يعنى نحن معاشر الشيعة والناس والمخالفون لنا إذا 
تابوا فى عهد الصاحب عليه السلام سواء في المنزلة والدرجة عنده؛ هو متفرع على قولهم: وكنا 
نحن وأنتم سواءء وقوله عليه السلام «صدقوا» (قال: لاء أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها) سنام 
كل شىء أعلاه وهو كناية عن شرف الشيعة يومئذ ورفعة قدرهم وجريان حكمهم على أهل 
الأرض (قال: إن القائل منكم إذا قال: إن أدركت قائم آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه 
والشهادة معه شهادتان) فله ثواب شهيدين بشهادته معه ولكونه مؤمناً منتظراً لأمره لما روي: «إن 
المؤمن شهيد وإن مات على فراشه) أو المراد أن الحضور معه حضوران بالقصد والفعل؛ قال بعض 
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام حين أظفره الله بأصحاب الجمل: وددت أن أخي فلاناً كان 
شاهدنا ليرى ما نصرك الله على أعدائك. فقال عليه السلام: أهوى أخيك معنا؟ أي محبته وميله 
معنا قال: نعم. فقال : شهدنا ‏ أي حضرنا ‏ والله لقد شهدنا فى عسكرنا هذا قوم في أصلاب 
الرجال وأرحام النساء. أشار عليه السلام إلى أن من سيوجد من أنصار الحق شاهدون معه عليه 
السلام أيضاً فدل على أن من لم يوجد من أنصاره فهو بمنزلة الموجود بالفعل في نصرته له. 

الاصل : 

- عنه عن الحسن بن علىٌ» عن عبدالله بن الوليد الكندىّ فال: دخلنا على أبى عبدالله يه 
في زمن مروان فقال: من أنتمء فقلنا: من أهل الكوفة؛ فقال: مامن بلدة من البلدان أكثر محبّاً لنا من 
أهل الكوفة ا ا ام لأمر جهله الناس وأحببتمونا وأبغضنا 
الئاس واتّبعتمونا وخالفنا النّاس وصدَّقتمونا وكذّبنا الناس فأحياكم الله محياناً وأماتكم إ|الله] 
مماتنا فأشهد على أبي أنّه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر لله به عينه وأن يختبط إلا 


وصية النبي لأمير المؤمنين تند 





أن تبلغ نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه ‏ وقد قال الله عزَّوجِلّ في كتابه: « ولقد أرسلنا رسلا من 
قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرَّيّة4 فنحن ذرّيِّة رسول الله وي ١7‏ . 

* الشرح : 

(فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا) أحياه جعله حياً وفي النهاية: المحيا مفعل من الحياة. 
ويقع على المصدر والزمان والمكان أي جعل حياتكم وموتكم كحياتنا وموتنا فى الميل إلى 
الخيرات والفوز بالسعادات. 

* الأصل : 

4 حميد بن زياد» عن الحسن بن محمد الكندىّ» عن أحمد بن عديس. عن أبان بن عثمان. 
عن أب الصّباح قال: سمعت كلاماً يروى عن النّبِنَ يي وعن علئ لي وعن ابن مسعود فعرضته 
على أبي عبد الله ني فقال: هذا قول رسول الله يي أعرفه قال: قال رسول الله يي الشقينٌ من شقي 
قو نظن أعه«والسعيد مق رفظ بغيرة راس الكيين لتقن واحفق الحفق انحور وده الووئ 
زوق الكلاب وكرة الأنوى مجدنانها وأعمى العفن عن التللي وس الغدامة ترامة يزه القنافة 
لحو و ب حم الحو ل ا ل 1 

حسن الزينة - زيئة الوّجل - هدي حسنٌ مع | يمان وأملك أمره به وقوام خواتيمه ومن يتّبع 
ال لي ا ا ا ل 1 
يعر فه ينكل؛ والرّيب كفرٌ ومن يستكبر يضعه الله ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعدّبه 
اله ومن يشكر يز[ي]ده الله ومن يصبر على الدَزْيّة يعنه الله ومن يتوكل على الله فحسبه الله لا 
تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من الله فإنّ الله عرّوجل 
ليس بينه وبين ن أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتّباع مرضاته 
وَإنَّ طاعة الله نجاح من كلّ خير يُبتغى ونجاة من شرٌ يتّقى وإنَ الله عرَّ ذكره يعصم من أطاعه 
ولا يعتصم به من عصاه ولا يجد الهارب من الله عزَّوجِلٌ مهربء وإنَّ أمر الله نازل ولوكره الخلائق, 
وكل ما هو آت قريبٌ, ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن» فتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا 
على الإثم والعدوان واتّقوا لله إنَّاللّه شديد العقاب() . 

* الشرح : 

(قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشقى من شقى فى بطن أمه) روى: «السعيد سعيد فى بطن 
أمه والشقي شقي في بطن أمه» وذلك أن الله سبحانه علم سعادة كل شخص وهي ثباته في سبيل 





.58 / -الكافى: 18/8 . ؟ - الكافى: م‎ ١ 


6 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


الله وسلوكه فيه وعلم شقاوة كل أحد وهى سلوكه فى سبيل الطاغوت وثباته فيه فالسعيد سعيد فى 
الأزل والشقي شقي في الأزل ولكن لماكان وجوده العيني وانطباق العلم بالمعلوم فى هذا الوقت 
وهو أول وجوده فى بطن أمه نسب فى هذا الوقت إليه السعادة والشقاوة. 

قيل: روي أن الملك المصورإذا وقعت النطفة في الرحم يأخذها ويقول يا رب أسعيد أم شقى؟ 
أغنى أم فقير ؟ عالم أم جاهل وهكذا فيجيبه بما يعلم فيكتبه الملك فإذا رجع وجد كل ذلك 
مكتوباً فى اللوح المحفوظ (والسعيد من وعظ بغيره) السعيد في الآخرة من اعتبر حال غيره 
فشاهد بعين البصر والبصيرة حال الظالمين فخاف عاقبته فعدل عن طريقتهم وتذكر حال المتقين 
فمال إلى سيرتهم وسلك مسالكهم فرغب فى الاتعاظ بالغير بذكر ما يستلزمه من السعادة 
والشقاوة. (وأكيس الكيس التقئ) الكيس بالتخفيف الفطنة والعقل وهو مصدر كاس كيساً 
وبالتشديد اسم فاعل والجمع أكياس مثل جيد وأجياد ومعنى التفضيل ظاهر لأن الكيس هو الفطن 
العاقل العالم بالشرع وأفضله التقي العامل بالأوامر والتارك للنواهي (وأحمق الحمق الفجور) 
الحمق فساد فى العقل حمق يحمق فهو حمق من باب تعب وحمق بالضم فهو أحمق وهي حمقاء 
والحماقة اسم منه وفى النهاية: حقيقة الحمق وضع الشىء في غير موضعه مع العلم بقبحه. 
والفجور بالفتح اسم فاعل من فجر العبد فجوراً بضم الفاء من باب قعد قعوداً فسق وزنا ووجه 
التفضيل ظاهر لأنه جمع بين الجهل والفسق وعليه لوم من وجهين (وشر الروي روي الكذب) 
الروي فعيل بمعنى فاعل إما من الرؤية وهى ما يرى أحد في نفسه من التزوير في القول والفعل أو 
من الرواية وفى النهاية: الروايا جمع روية وهي ما يرى الانسان في نفسه من القول والفعل أي يزور 
ويفكر وأصله الهمز يُّقال: روأت في الأم وقيل: هى جمع راوية للرجل الكثير الرواية والهاء 
للمبالغة وقيل جمع رواية أي الذين يروون الكذب وتكثر رواياتهم فيه. 

أقول؛ كوه شرا ظاهر لأنه مقيكة عظيية قن الذيا والدين وامل للثثاق. سيت لسواة القلت 
وعدم قبوله لصورة الحق والصدف والإليانات وموك لخراب البلاد وتفرق العباد وقتل النفوس 
وسفك الدماء ونهب الأموال وغيرها من أنواع الظلم ولذلك اتفق أهل العلم من أرباب الملل 
وغيرهم على تحريمه وادعت المعتزلة قبحه بالضرورة لذاته وهو رذيلة متقابلة للصدق وداخلة 
تحت رذيلة الفجور (وشر الأمور محدثاتها) المحدئات جمع محدثة بفتح الدال وهي ما لم يكن 
في الدين ولا معروفاً في الكتاب والسنة من الأمور المنكرة في الشريعة كخلافة الثلاثة وما أحدثها 
أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم بقياساتهم الباطلة وآرائهم الفاسدة وشبهاتهم الكاسدة ونحوها 
ومقابلها الأمور القديمة وهى ماكان من أمور الدين فى عهده صلى الله عليه واله . 

وبالجملة الأمر إما حق أو باطل والأول هو الأمر القديم والثاني إما متعلق بالعقائد الدينية 





وصية النبى لأمير المؤمنين ١ع‏ 


والأحكام الشرعية أو بنفس العمل والأول وهو المراد بالمحدث أشد شرا من الثاني لأنه يفسد 
أصل الدين بخلاف الثانى (وأعمى العمى عمى القلب) عمى كرضي عمى ذهب بصره وهي 
00 والجمع مى من بات الغمز وحمر وعميات أيضاً ولا بقع العينى إلا عتلى 
العينين جميعاً ويستعار القلب كناية عن الضلالة وعدم الإدراك والعلاقة عدم الاهتداء للمقصود 
وهو فى الفرع أشد من الأصل لأن المطلوب فيه أكثر وأعظم والضرر اللاحق بفواته أفخم وأدوم. 

(وشر الندامة ندامة يوم القيامة) وذلك لأن الندامة على ترك الشيء أو فعله إنما هي على قدر 
نفع ذلك الشىء أو ضره ومن البين عقلاً أو نقلاً أن نفع يوم القيامة وضره أشد وأبقى من نفع الدّنيا 
وضرها فلذلك تكون ندامة القيامة أشد وأقوى (وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذب) لما عرفت 
من أن الكذب خطيئة متضمنة لخطايا غير محصورة وعد لسان الكذاب خطيئة مجاز من باب 
تسمية المحل بإسم الحال أو المراد باللسان الكلام وهذا شايع كما يقال: أنا لا أعرف لسان فلان 
(وشر الكسب كسب الربا) سواء انتفع به بالأكل وغيره أم لا وتخصيص الأكل بالذكر في قوله 
تعالى: « والذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس» أي لا 
بقومون من قبورهم إلا قياماً كقيام المصروع الذي يتخبطه الشيطان فيصرعه بزعم العرب للتنبيه 
بذكر الاكل على سائر وجوه الانتفاع أو لأن الأكل أعظم المقاصد من تحصيل المال وقد عد 
الصادق عليه السلام درهماً من الربا أعظم من سبعين زنية بذات محرم فى بيت الله الحرام ومما 
ذل علي أنداتبر لعي كل كنسي نض بيه لخر و التركة نو السام وذ حب ولا ركه ولا ادقن 
الربا بل هو يذهب ويذهب المال ويوجب محقه ونقصانه كما قال تعالى «إيمحقٌ الله الربا ويُربِي 
الصدقات» والمحق هو نقصان الشيء حتى يذهب على أن فيه ظلماً على المحتاج الفقير بأخذ 
زائد على ما عليه مع أنه يشيد فقره ويزيده ويسد باب المواساة والمعروف والاحسان وقرض 
الحسنة إذ لو حل الربا لشق على النفس جميع ذلك لإمكان الزائد به وإذا حرم سهل عليه ففي 
تحريمه حكمة بليغة فمن أخذه بعده فهو دافع لتلك الحكمة. 

(وشر المأكل أكل مال اليتيم ) الظاهر أن المأكل مصدر ميمي بقرينة حمل المصدر عليه وقد مر 
تفسيره في باب الكبائر وغيره (وأحسن الزينة زيئة الرجل هدى حسن مع إيمان) زينة الرجل بدل 
من الزينة وتخصيصه بالذكر للتمثيل وهدي بالفتح والسكون السيرة والطريقة ورفعه علئ الخبر 
ووصفه بالحسن للاحتراز عن الهدي القبيح وتقييده بالإيمان للدلالة على أنه لا ينفع بدونه وفيه 
ترغيب في تحصيله (واملك أمره به وقوام خواتيمه) الملاك بالفتح والكسر قوام الشيء ونظامهم 
وما يعتمد عليه فيه وضمير أمره وخواتيمه راجع إلى الرجل وضمير به إلى الهدي الحسن مع 
الإإيمان وفيه أيضاً ترغيب فيه إذ به يستقيم أمره ما دام العمر وينتظم خواتيمه عند الموت وما بعده 





4 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





(ومن يتبع السمعة يسمّع الله به الكذبة) السمعة وتضم وتحرك ما نوه بذكره ليرى ويسمع وتسميع 
الشىء إذاعته وتشهيره ليقوله الناس وضمير به راجع إلى الموصول والكذبة مصدر, ولعل المراد 
بها كذبة نفسه يُقال: كذبته نفسه إذا منّته الأمانى وخيلت إليه من الآمال فتنشطه وتبعثه على نقل ما 
بُفضى إليها من الأعمال. ولعل المراد أن من أراد بعمله المشتغل به السمعة أو أظهر عمله الذى 
تكله فى لبر يفيض اناس ويحمدوه عليه يشهر الله به أمانيه وآماله وليو لالت ريه ران 
عمله كان للسمعة والرياء ولم يكن خالصاً لله أو المراد أن من ذكر لنفسه عملاً لم يفعله ونسب إلى 
فبعكي ا له ضععة يتهر الوب الاين كذية ورتشنيهة :رومن يكول الدنيا يعجد عنتها) فإ أمورها 
جلها أوكلها صعب إما بالذات أو لكثرة الموانع وإليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «من 
ساعاها» أى سعى للدّنيا «فاتته» قيل: أقوى أسباب الفوت أن تحصيل الدّنيا أكثر ما يكون بمنازعة 
أهلها ومجاذبتهم إياها ومن البيّن أن ثوران الشهوة والغضب والحرص عند المجاذبة للشيء وقوة 
منع الإنسان له سبب لتفويت بعضهم له على بعض وفيه تنبيه على وجوب ترك الحرص عليها 
والإعراض عنها إذ كان فواتها اللازم عن شدة السعى فيها مكروهاً للسامعين. 

(ومن يعرف البلاء يصبر) لأنه عاقل حيث يعرف أنه من تقدير الرب تبارك وتعالى على العبد 
لمنافع تعود إليه فلا محالة يصبر عليه أو المراد أن من يعرف البلاء قبل نزوله وهياً نفسه لقبوله يصبر 
بعد وصوله كما يرشد إليه بعض الروايات (ومن لا يعرفه ينكل) أي يجبن ويضعف وفيه أمر 
بحسن الاستعداد لقبوله لئلا يعجز عند نزوله (والريب كفر) أي الشك في أصول الدين وفروعه أو 
في نصح الإمام العادل أو القلق والاضطراب لدى الحق كفر (ومن يستكبر يضعه الله) أى من 
ستكر على اله وعلى امول وأولى الأمر فى قبول الأمر والنهي والطاعة أو على المؤمنين أو 
على قبول الحق مطلقاً يضعه الله في الدّنيا والآخرة (ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله 
يعذبه الله) دل بالأول من الشكل الأول على أن من يطع الشيطان يعذبه الله أما الصغرى فظاهرة لآن 
أمر الشيطان مخالف لأمر الله وأما الكبرى فينبغى تقييدها بعدم التوبة والعفو والإحباط والتكفير أو 
مخض التناعة بدا حفس لكك ومن لكر ووه افير 

ربط الظاهر والباطن لعن الحق صرفهما فيما خلا له» وهو تابع لمعرفته وسبب لزيادة النعمة 
والطاعة كما قال تعالى # ولئن شكرتم لأزيدنكم» وفى بعض النسخ «يزيده الله وهو ضعيف لآن 
الشرط والجزاء إذا كانا مستقبلين كان الأحسن جزم الجزاء فرفعه ضعيف. 

(ومن يصبر على الرزية يعنه اله) بالتوفيق للخيرات كلها والوصول إلى أعلى مقامات الرضا 
بقضاء الله والصبر يفضى إلى غاية الكمال وإليه يرشد ما نقل من أنه يقول الله تعالى «لو أن ابن آدم 
قصدني في أول المصائب لرأى من العجائب ولو انقطع إلى في أول النوائب لشاهد مني الغرائب 


وصية النبي لأمير المؤمنين 0 
ولكنه انصرف إلى أشكاله فردٌ فى أشغاله» وفيه حث بليغ على الصبر عند ورود المصائب وزجر 
عن الجزع بنزول النوائب وفى بعض النسخ «يعينه الله» وهو أيضاً ضعيف لما مر (ومن يتوكل على 
الله فحسبه الله ) كما قال تعالى « ومن يتوكل على الله فهو حسبه» أي من توكل على الله وانتقطع عن 
غيره ورجع إليه بصدق النية فالله حسبه وكافيه في إيصال النفع ودفع الضر لأن الوكيل إذا كان أميناً 
عالماً حكيماً قادراً يفعل لموكله كل ما هو خير له بالضرورة (ولا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه) 
طلبأ لرضائهم كاتباع السلاطين والجائرين فى جورهم وأقوالهم وأفعالهم والثناء لهم والتكلم على 
وفق مرادهم والنصرة لهم ويندرج فيه الحمية بالباطل للحميم وشهادة الزور ورعاية أحد 
المتخاصمين لصداقته وموافقة الرفقاء فى الغيبة ليرضوا عنه ويميلوا إلى صحبته (ولا تقربوا إلى 
أحد من الخلق تتباعدوا من الله) نهى عن التقرب من الخلق والتوسل بهم فإنه سبب للبعد من الله 
الذين هم وجه الله تعالى تقرب إلى الله كما دلت عليه الروايات المعتبرة ولماكان المذكور دالاً على 
النهى عن طاعة الخلق وطلب مرضاتهم والغرض منه طلب طاعة الله وطلب مرضاته عذّله بقوله: 
(فإن الله عز وجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً ولا يدفع به عنه شراً إلا 
بطاعته واتباع مرضاته) لعل المراد بالخير الأعم منهما والمراد أنه ليس بين الله وبين الخلق شىء 
يوجب الوصول إلى الخير ودفع الشر إلا طاعته واتباع مرضاته وهما لا يتحققان فيمن تقرب بشرار 
الخلق وطلب رضاهم بما فيه سخط الله تعالى» ثم رغب في الطاعة بذكر ثمرتها التى هي أعظم 
الثنمرات وأكمل الفوائد بقوله (إن طاعة الله ) فيما أمرونهى (نجاح من كل خير يبتغى) أي يطلب 
في الدنيا والآخرة (ونجاة من كل شر يُتقى) أى يحترز منه فإن المطيع لله فائز بكل خير وعده 
للمطيعين وناج من كل شر أوعده للعاصين ثم عذّل الحكمين بأن المطيع فى وقاية الله بفضله وإن 
لم يقصد من الطاعة ذلك والعاصي لا يقدر على الامتناع من عقوبته كما أشار إليه بقوله (وإن الله عز 
ذكره يعصم من أطاعه) أى يحفظه ويقيه عن كل مكروه وشر (ولا يعتصم به) أي يمتنع بالله (من 
عصاه) لعدم قدرته عليه وعدم وجود ما يعتصم به عن الطاعة ولما بقى احتمال آخر وهو أن 
يهرب من الله أشار إلى امتناع هذا الاحتمال بقوله (ولا يجد الهارب من الله مهرباً) إذكل مهرب 
يمرض فهو داخل فى قدرة الله وسلطانه. وبالجملة تخلص العاصى إما بامتناعه وقدرته أو بفراره 
ولا يتصورشيء منهما هنا ثم أشار على سبيل التأكيد إلى الخلق مسخر لأمره تعالى بقوله (وأن أمر 
الله نازل ولو كره الخلائق) وليس لهم الإباء عن نزوله وإن لم يوافق طباعهم وإذا كان كذلك وجب 
عليهم الإتيان بما فيه رضاه والاجتناب عما فيه سخطه ولعل المراد بأمر الله الموت كما قيل فى 


3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 





تفسير #9 فإذا جاء أمر الله# 8 لا مرد له #. ويحتمل الأعم منه ثم رغب فى الطاعة وزجر عن 
المعصية بانقطاع زمانهما سريعاً وترتب ما لكل منهما عليه عن قريب في قوله (وكل ما هو آت 
قريب) أراد به الموت وما بعده أو الأعم (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) دل على أنه يشاء كل 
ما يكون وهذا في فعله تعالى ظاهر وأما فى فعل العباد فبإعتبار أنه لما أعطاهم القوة على الطاعة 
والمعصية ولم يجبرهم على شيء منهما تحقيقاً لمعنى الاختيار والتكليف فقد شاء صدورهما 
منهم إذ لولم يشأ لما أعطاهم القوة ولجبرهم على الطاعة أو باعتبار أنه لما شاء مشيئتهم فقد شاء 
أفعالهم وبهذا فسر بعض المفسرين قوله تعالى: 9وما تشاؤون إلآ أن يشاء الله» وهذا قريب من 
الأول وقيل المراد بالمشيئة العلم وهذا التوجيه وإن كان بعيداً لغة وعرفاً لكنه أنسب معنى إذ لا 
بحتاج إلى التوجيه أصلاً وعلى التقادير يظهر سر ما روي من أنه شاء ولم يرض وقد ذكرنا في شرح 
التوحيد فى باب المشيئة وغيره ما ينكشف به الغطاء. 

(فتعاونوا على البر والتقوى) الظاهر أن الفاء فصيحة أى إذا عرفتم ما ذكر من المواعظ 
والنصايح ولزوم الطاعة والتحرز عن المعصية «فتعاونوا على البر والتقوى» وإنما أمر بالتعاون فإن 
نظام الدين وقوامه لا يحصل إلآ به كما ستعرفه فى خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ولعل المراد 
البر الاتحينان إلى الكل مقن الغقاو والكطساءوضرهنا والاننان بالمامور بهو التقوى الاجعداب عن 
المنهى عنه. ويمكن تخصيص البر بالإحسان وتعميم التقوى وشمولها للامتثال والاجتناب (ولا 
تعاونوا على الإثم) بترك الأوامر وفعل المناهي (والعدوان) بالتشفي والانتقام وترك الإحسان 
(واتقوا الله إن الله شديد العقاب) وعيد عظيم بأنه يعذب من خالفه عذاباً شديداً لشدة شكيمته 
وعظمة جريمته. 

* الأصل : 

٠غ‏ - وبهذا الاسناد. عن أبان. عن يعقوب بن شعيب أنه سأل أبا ععبدالله لي عن قول الله 
عرَّوجِلَّ كان النّاس أمّة واحدة» فقال: كان النّاس قبل نوح أمّة ضلال فبدا لله فبعث المرسلين 
وليس كما يقولون لم يزل وكذبواء يفرق لله في ليلة القدر ماكان من شدّة أو رخاء أو مطر بقدر ما 
يشاء الله عرَّوجِلٌ أن يقدٌّر إلى مثلها من قابل 7" . 

* الشرح : 

(كان الناس أمة واحدة) فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب. قال القاضي: 
أريد به الجنس ولا يريد أنه أنزل مع كل واحد كتاباً يبخصه فإن أكثرهم لم يكن له كتاب يخصهم 


16 الكافى: م/‎ -١ 


وصية النبي لأمير المؤمنين ١‏ 
وإنماكانوا يأخذون بكتب من قبلهم وعن كعب: الذي علمته من عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرون 
ألفاً والمرسل منهم ثلاثماثة وثلاثة عشر والمذكور في القرآن باسم العلم ثمانية وعشرون (فقال 
كان قبل نوح أمة ضلال) كان بين آدم ونوح عشرة آباء وأنبياء وأوصياء إلا أنهم كانوا مستخفين 
للعلم والإيمان وميراث النبوة وذلك لأن قابيل بعد موت آدم قال: يا هبة الله .وهو شيث وصي آدم 
عليه السلام -إني قد رأيت أبى قد خصك من العلم وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل 
قربانه وإنما قتلته كيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فإن أظهرت العلم قتلتك كما قتلت 
أخاك فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم وغيره من آثار النبوة وشاع الجهل 
والضلالة حتى بعث الله نوحاً فأظهر الدعوة (فبدا لله فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل 
وكذبواء يفرق الله في ليلة القدر.. اه) قال الفاضل الأمين الاسترآبادي: فحدثت لله إرادة متعلقة 
ببعث نوح عليه السلام ومن بعده من الأنبياء لهداية الناس فإرادة الله تعالى حادثة وليست قديمة 
كما زعمت الفلاسفة ومولعوا فن الكلام من علماء الإسلام وكيف تكون قديمة وفى ليلة القدر من 
كل سنة يقدر الله ما يقع في تلك السنة والبداء في حقه تعالى حدوث إرادته وفى حق غيره حدوث 
علمه. 


د شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





حديث البحر مع 

# الأصل : 

١؛‏ -علييٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه» عن بن محبوب, عن عبدالله بن سنان» عن معروف بن خرَّبوذ 

عن الحكم بن المستورد عن عل بن الحسين 52 قال: إِنَّ من الأقوات التى قدَّرها الله للئاس ممّا 
يحتاجون إليه البحر الذي خلقه الله عرَّوجِلٌ بين السماء والأرضء قال: وإنَّ الله قد قدَّر فيها 
مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب وقدَّر ذلك كله على الفلك. ثمّ وكل بالفلك ملكا 
ومعه سبعون ألف ملكء فهم يديرون الفلك فإذا أداروه دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب 
معه فنزلت في منازلها التى قدّرها الله عزَّوجِلٌ فيها ليومها وليلتها فإذاكثرت ذنوب العباد وأراد الله 
تبارك وتعالى أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه 
مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوه عن 
مجاريه؛ قال: فيزيلونه فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري في الفلك قال: فيطمس ضوؤها 
ويتغيّر لونها فإذا أراد الله عرّوجِلٌ أن يعظم الآية طمست الشمس ف فى البحر على ما يحب الله أن 
يخوف خلقه بالآية قال: وذلك عند انكساف الشمسء قال: وكذلك يفعل بالقمرء قالا فإذا أراد اله 
أن يجليها ويردّها إلى مجراها أمر الملك الموكّل بالفلك أن يرد الفلك إلى مجراه فيردٌ الفلك 
فترجع الشمس إلى مجراهاء قال: فتخرج من الماء وهى كدرة, قال: والقمر مثل ذلك. قال: ثمّ قال 
علئّ بن الحسين (ع): أمَا إِنّه لا يفزع لهما ولا يرهب بهاتين الآيتين إلا من كان من شيعتناء فإذا 
كان كذلك فافزعوا إلى الله عرّوجل ثم ارجعوا إليه. 

* الشرح : 

(حديث البحر مع الشمس 2١()‏ هذا الحديث غريب متشابه لا يعلم تأويله إلآّالله والراسخون 

في العلم (إن من الأقوات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه البحر. ه) الأقوات جمع قوت 
يحوها رركن السك الرمق والبسر قوق ارا ليسي أو يعقفة ان ربد هالقرت ما رسريية يفا 
لأن مياه الأرض من ذلك البحر لدلالة بعض الأخبار على أنه ينزل منه ماء والسحاب بمنزلة غربال 


١‏ دهذا الخب و مجهول يحكواين المستوزة ولا يرد فى كيه الرجال هذا العنوان وما رت عليه فى الكانى عير 
هذا المورد على ما أظن. وأورد الصدوق رحمه الله هذا الحديث عن على بن الحسين عليهما السلام في الفقيه 
مرسلاً بدون ذكر السند. 


له (وإن الله تعالى قد قدر فيها) أى فى السماء أو فى البحر باعتبار أنه آية (مجاري الشمس والقمر 
والنجوم والكواكب) العطف للتفسير أو للتعميم (وقدر ذلك كله على الفلك) الظاهر أنه الذلك 
الأعظم الذي به قوام الحركة اليومية والجنس محتمل فيشمل الخوارج المراكز بل التداوير أيضاً ولا 
ببعد أن يكون للشمس أيضاً تداوبر وإن لم يثبتوه (ثم وكّل بالفلك ملكا ومعه سبعون ألف ملك) 
حمل الملك على الظاهر أظهر فدل على أن حركة الفلك قسرية وحمله على نفس فلكيه متبوعة 
لنفوس كثيرة معينة لها فى تحصيل ما هو المطلوب منها محتمل وهذه النفوس بالنسبة إليها كالقوى 
بالنسبة إلى النفس الانسانية (وأراد الله تعالى أن يستعتبهم) أي يلومهم ويخوفهم بآية من آياته 
ليرجعوا عن الذنوب والاساءة (فتصير الشمس) أي بعضها (في ذلك البحر) الظرفية إما حقيقية أو 
مجازية باعتبار أنها تصير بحذائه وبالأخير صرح بعض المحققين (فيطمس ضوءها) أي 

دخو عفن ضوتها ورتير لونها بطموسن ضوئها (فإذا أراد الله أن يعظم الاية) لاصرار العباد 
على الذنوب (طمست الشمس ) كلها (في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية) أي 
على مقدارما يحب من طمس الكل أو البعض وقلة المدة وكثرتها (وكذلك يفعل بالقمر) أى مثل 
ما يفعل بالشمس يفعل بالقمر من أجزاء كله أو بعضه في ذلك البحر أو بحذائه لينخسف بعضه أو 
كله على قدر ما أحب من التخويف (أما انه لا يفزع لهما ولا يرهب بهاتين الآيتين إلا من كان من 
شيعتنا) المعتقدين بأن الكسوف والخسوف من الله تعالى لتخويف العباد بهما وقد أخبر عليه 
السلام بأنه لا يخاف بهاتين الآبتين إلى قيام الساعة على وجه يوجب صلاتهما إلا الشيعة. 

وهذا من إخباره بالغيب لأنه لم يقل بوجوب هذه الصلاة من العصر إلى هذا الزمان أحد من 
المخالفين مع تواتر أخبارهم بأنه صلى الله عليه وآله صلاها وأمر بها يظهر ذلك لمن تتبع أصولهم 
وفروعهم. قال الآبي من مشاهير علمائهم: هذه الصلاة سنة عند الجميع وقد بسطنا الكلام فيه في 
موضعه. قال الأمين الاسترآبادي:كان العلة في أن الشيعة يرهبون بهما دون غيرهم أن مضمون هذا 
الحديث لا يصدق به إلآ الشيعة لأنه منقول بطريق أهل البيت عليهم السلام وغير الشيعة يقول 
العلة فى الكسوف والخسوف الحيلولة التى من مقتضى الحركات الفلكية (وإذا كان كذلك 
فافزعوا) أي الجأوا واستغيثوا (إلى الله عز وجل) بالصلاة (ثم ارجعوا إليه) بالتوبة والاستغفار 
والتضرع والخشوع قال الصدوق رحمه الله «إن الذى يخبر به المنجمون من الكسوف فيتفق على ما 
يذكرونه ليس من هذا الكسوف في شيء وإنما يجب الفزع إلى المساجد والصلاة عند رؤيته لأنه 
مثئله في المنظر وشبيه له في المشاهد كما أن الكسوف الواقع مما ذكره سيد العابدين عليه السلام 
إنما وجب الفزع فيه إلى المساجد والصلاة لأنه آية تشبه آيات الساعة فأمرنا بتذكر القيامة عند 
مشاهدتها والرجوع إلى الله تبارك وتعالى بالتوبة والإنابة والفزع إلى المساجد التى هى بيوته في 


0ك شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
الأرض والمستجير محفوظ فى ذمة الله تعالى). 

أقول: كأن الصدوقف حمل البحر على حقيقته ويرفع استبعاد ذلك الله تعالى قادر على جميع 
الممكنات وأن وجود البحر على الوجه المذكور ممكن عقلاً وكذا زوال الفلك عن مداره سواء 
كانت حركته عليه إرادية أو قسرية أو طبيعية أما على الأولين فظاهر وأما على الأخير فلجواز مفارقة 
مقتضى الطبع عنه من باب خرق العادة بأمر الخالق له كما يشهد عليه صيرورة نار نمرود برداً 
وسلاماً لخليل الرحمنء فإذا أخبر المخبر الصادق على وجوده وجب علينا التسليم والقبول وإن لم 
نعرف حقيقة ذلك البحر وكميته وكيفيته وضعه وموضعه ووحدته وتعدده على أن يكون أحدهما 
بين سماء الدّنيا والأرض والآخر بين السماء فإن العلم بذلك موضوع عنا كما في ساير الأسرار 
الفيسة: 

ثم أقول: يمكن أن يأول بوجهين الأول أن يراد بالبحر الأرض مع ظلها المخروطي الداير في 
الؤواء وجدرم التعرمة طله الذا يزان التماة فبالأول يتحقق خسوف القمر والنجوم إذا وصل الخط 
المخرج من مركز الشمس ورأس الظل الأول إلى مركز القمر والنجوم وبالثاني يتحقق الكسوف إذا 
وصل الخط الشعاعى إلى مركز القمر والشمس. الثانى أن يراد بالبحر الغضب على سبيل الاستعارة 
قا زه ضغط بالشلات رصل لزه إلنها بالأملاك والاستعصال وغترهما وبالعلريات ينين 
أنوارها والملائكة واسطة فى إيصال أثره إليهما كما هو معروف في قصة قوم لوط وطمس أعينهم 
وغيرها مما وقع فى الأمم السابقة وإزالتهم الفلك عن مجاريه وصيرورة النجوم في ذلك البحر 
وخروجها منه عبارة عن تغير حالها إلى حال ووصفها إلى وصف والله يعلم حقيقة كلام وليه. 

الاصل : 

5 -علييٌ بن إبراهيم. عن أبيه» عن محمّد بن سليمان؛ عن الفضل بن إسماعيل الهاشميٌ» عن 
أبيه قال: شكوت إلى أبى عبد الله مه ما ألقى من أهل بيتي من استخفافهم بالدّين» فقال: يا 
إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك فا الله تبارك وتعالى جعل لكل أهل بيت حجّجة يحتجٌ بها 
على أهل بيته فى القيامة فيقال لهم: ألم تروا فلاناً فيكم, ألم تروا هديه فيكم ألم تروا صلاته 
فيكم. ألم تروا دينه» فهلا اقتديتم به. فيكون حجّة عليهم في القيامة م2173 , 

الشرح : 

(يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك.. اه) أشار إلى أن استخفافهم بالدين لا يضرك وأنه غير 

مختص بهم بل هو في كل أهل بيت وأنك حجة على أهل بيتك كما أن في كل أهل بيت من هو 





.7١ / 8 الكافى:‎ ١ 


حديث البحر مع النشمس ع 


+ع د عنهء ع موعن مده برعي اللخامن ين متعاريه من عجار تانر سيت أن 
عبد الله علا يمول: إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتجٌ الله عزّوجِلٌ يوم القيامة على جيرانه 
[به] فيقال لهم: ألم يكن فلان بينكم. ألم تسمعواكلامه ألم تسمعوا بكاءه في الليل» » فيكون حجّة 
لله عليهه(1 . 

* الشرح : 

(إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله يوم القيامة على جيرانه به.. اه) دل على أنه 
ينبغي لكل فرقة وقبيلة الاقتداء بالصالح منهم لئلا يجعله الله تعالى حجة عليهم يوم القيامة. 

الاصل : 

8 محمّد بن بحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ عن الحسن بن محبوب؛ عن جميل بن 
صالح؛ عن أبي مريم» عن أبي جعفر له قال: سألته عن قول الله عرَّوجِلٌ «وأرسل عليهم طيراً 
أبابيل * ترميهم بحجارة من سجّيل» 7" قال: كان طير سافٌ جاءهم من قبل البحر, رؤوسها 
كأمثال رؤوس السباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير» مع كلّ طائر ثلاثة أحجار: فى رجليه 
حجران وفى منقاره حجر. فجعلت ترميهم بها حتّى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وماكان قبل 
ذلك رئي شية من الجدريّ ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال: ومن أفلت منهم 
يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن» أرسل الله عليهم سيلاً فغرتهم 
أجمعين قال: وما رئي في ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمسة عشر سنة» قال: : فلذلك 
سمّي حضرموت حين ماتوا فيه7" . 

*: الشرح : 

(أرسل عليهم طيراً أبابيل) الطير جمع طائر وقد يقع على الواحد وأبابيل جمع بلا واحد 
بمعنى الجماعات, وقيل: جمع إبالة كإجانة وقد تخفف وهي في الأصل الحزمة الكبيرة من 
الحشيش والمراد هنا القطعة الكبيرة من الطير والجماعات على تشبيهها بالحزمة فى تضامها 
وتلاصق بعضها ببعض 9« ترميهم بحجارة من سجيل؟ في القاموس: سجيل كسكيت حجارة كالمدر 
معرّب سنك وكل أوكانت طبخت بنار جهنم وكتب فيها أسماء القوم وقوله تعالى: #من سجيل» 
أي من سجل أي مماكتب لهم أنه يعذبون بها (قال:كانت طير ساف ) بتشديد الفاء من سف الطاير 





١‏ - الكافي: 8 / .١‏ ؟ - سورة الفيل : 1. ٠‏ الكافى: 2 / الا. 


و 


إذا دنا من الأرض في طيرانه أو بتخفيفها من سفا يسفوا سفوا إذا أسرع في المشى أو الطيران 
(رؤوسها كأمثال رؤوس السباع ) من الطير بقرينة ما يأتي والسباع ما يفترس التخيران ويأكله قهراً 
وقسرأ (حتى جدرت أجسادهم) الجدر خروج الجدري بضم الجيم وفتحها وفتح الدال فيهما 
قروح تنقط من الجلد بقيح وقد جدر وجدركغنى ويشدد فهو مجدور وبالتحريك سلع يكون في 
البدن خلقه أو من ضرب أو من جراحة كالجدر كصرد واحدتها بهاء (حتى إذا بلغوا حضر موت) 
بفتح الميم وضمها قرية وبلد باليمن بقرب عدن والنسبة إليها حضرمي. 

* الاصل : 

0 محمّد بن يحيى» عن أحمد بن محمّد بن عيسىء عن ابن فصّالء عن عبدالله بن بكي 
وثعلبة بن ميمون؛ وعلىي بن عقبة» عن زرارة» عن عبدالملك قال: وقع بين أبي جعفر وبين ولد 
الحسن يي كلام فبلغني ذلك فدخلت على أبى جعفرنيةِ فذهبت أتكلم فقال لي: مه لا تدخل 
فيما بيننا فإنّما مثلنا ومثل بني عمّنا كمثل رجل كان في بنى إسرائيل؛ كانت له ابنتان فزوج 
إحداهما من رجل زرّاع وزوّج الأخرى من رجل فخّارء ثم زارهما فبدأ بامرأة الزرّاع فقال لها: 
كيف حالكم ؟ فقالت, قد زرع زوجي زرعاً كثيراً فإن أرسل الله السماء فنحن أحسن بنى إسرائيل 
حالاً. ثمّ مضى إلى امرأة الفخّار فقال لها: كيف حالكم ؟ فقالت: قد عمل زوجي فخاراً كثيراً فإن 
أمسك الله السماء فنحن أحسن بنى إسرائيل حالاً. فانصرف وهو يقولء اللّهمَ أنت لهماء وكذلك 
نبحد(3), 

* الشرح : (وزوج الأخرى من رجل فخار) الفخار عامل الفخار بالفتح والشد فيهما والأخير 
جمع الفخارة كالجبانة وهىي ضرب من الخزف معروف يعمل منه الجرار والكيزان وغيرها (اللهم 
أنت لهما) كما أن متصدهما أنت ونظرهما إليك وإلى إحسانك في الرزق وغيره فكن أنت لهما 
سداد بتاسشهيا واد كانت لومي جل اد كدوول: الحظى وعدم وله تإنلته قاة رضاى ذلك 
(وكذلك نحن) قال الأمين الاسترآبادي: أي نريد الخير لبنى عمنا كما نريد لأنفسنا ولا نرضى 
بالشر في حقهم فلا نكلم عليهم وإنما جهالتهم بحقنا تسبب لما جرى بيني وبينهم كما أن الرجل 
يريد خير بنتيه انتهى. 

والأولى أنه أراد لا تدخل بينى وبين عمى فإنى لا أريد أن يدخل بيننا ثالث غير الله تعالى. 

* الأصل : 1 0 

1 محمّدء عن أحمدء عن ابن محبوب» عن جميل بن صالح؛ عن ذريح قال: سمعت أبا 





١‏ الكافى: 2 / الا. 


حديث البحر مع الشمس لاع 
عبدالله بلي يعوّذ بعض ولده ويقول: وعزمت عليك يا ريح ويا وجع.كائناً ماكنت بالعزيمة التي 
عزم بها على بن أبي طالب أمير المؤمنين 9 رسول الله يَيْْهُ على جنّ وادي الصبرة فأجابوا 
وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن ابنى فلان ابن ابنتى, السّاعة الساعة». 

١ ْ : الشرح‎ * 

(سمعت أبا عبد الله عليه السلام يعوّذ بعض ولده) دل على أن العوذة والرقية على الجن جائزة 
إذا كانت بكتاب الله تعالى أو بأسمائه وسيجىء تعويذ جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله 
علههو لتويك بانيداقه عو ول وضعرض تعفى العامة الداكره الخولةةرو زرف ارما من لأسا 
العجمية لأنها كانت العرب تفعل في الجاهلية وكانوا يعتقدون أنها تدفع عنهم الجن واختلف في 
رقيا الكتابي المسلم فأجازها مرة إذا رقي بكتاب الله عز وجل ومنعها مرة وقال : لا نعلم ما رقي 
الكتابي به (ويقول: عزمت عليك ياريح وياوجع كاينا م كنت.. اه) عزمت على الرجل أقسمته 
والعزيمة آية أو دعاء تقرأ على المكروب لدفع كربه (على جن وادي الصبرة) هي بالضم الحجارة 
الغليظة المجتمعة وفيه دلالة على وجود الجن وتأثيره في بني آدم والمنكر لهما مكابر لصريح 
القرآن وكثير من الروايات (لما أجبت وأطعت.. اه) لما بمعنى إلاء يُقال: سألتك لما فعلت أى إلا 
فعلت ومنه لإإن كل نفس لما عليها حافظ 4 لا وان كل لما جميع لدينا محضرون4 2١7‏ «إن كل كذب 
الرسل». 

الأصل : 

/اغ - محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمّد؛ عن ابن فضّالء عن ابن سنان» عن أبي الجارود عن 
أبي جعفر لىة قال: قال رسول لله ييه من يتففّد يفقد. ومن لا يعدٌ الصبر لنوائب الدّهر يعجز يعجز. ومن 
رحن لكين ترضوة ومن تركهع لع بت كرو ثبل لمت ماذا باارسيو لقال افرش مر 
عرضك ليوم فقرك/" . 

* الشرح : 

(من يتفقد يفقد) افتقده وتفقده طلبه أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه 
لأن الخير في الناس قليل (ومن لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز) أي من لم يجعل الصبر ملكة 
لنوائب الدهر يعجز عن تحملها والصبر عليها ومنع النفس من الاضطراب والاختناق والإتيان بما 
يوجب نقص الأجر أو فساد الإيمان وفيه ترغيب للمؤمن على أن يجعل الصبر ملكة حصينة وكيفية 
متينة ليحصل له الثبات والتمكن والرزانة عند المكاره والحدثان ولا يعجز عن تحملها ولا يجزع 





./7١ / 2 سورة يس : 77. ؟ - الكافى:‎ -١ 


1 شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 





جزع المجانين والصبيان (ومن قرض الناس قرضوه) قرضه يقرضه قطعة وجازاه أي من سب 
الناس ونال منهم سبوه ونالوا منه ووقعوا فيه (ومن تركهم لم يتركوه) لفساد طبعهم وكساد عقلهم 
وخروجهم عن سبيل الرشاد ومنهج السداد. فالاعتزال منهم أحسن (قيل: فأصنع ماذا يا رسول 
لله؟ قال: اقرضهم من عرضك ليوم فقرك) عرض الرجل جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه 
ويحامي عنه أن ينتقص أي إذا نال أحد من عرضك فلا تجازه ولكن اجعله قرضاً فى ذمته لتأخذه 
منه يوم حاجتك إليه يعنى يوم القيامة. 

١ : الأصل‎ # 

8 -عنه. عن أحمد, عن البرقئ» عن محمّد ين يحيى» عن حمّاد بن عثمان قال: بينا موسى بن 
عبس نى#داره التق فى المسيكن يعرف على المسفى اذراى أبا الحم موفي 1 قبلا مين 
المروة على بغلة فأمرابن هياج رجلاً من همدان منقطعاً إليه أن يتعلّق بلجامه ويذدَّعى البغلة فأتاه 
فتعلّق باللّجام وادَّعى البلغة فثنّى أبو الحسن نه رجله فنزل عنها وقال لغلمانه: خذوا سرجها 
وادفعوها إليه. فقال: والسرج أيضاً لي. فقال أبو الحسن نهة: كذبت عندنا البيّئة بأنه سرج محمّد 
بن علئ وأما البغلة فنا اشتريناها منذ قريب وأنت أعلم وما قلت( . 

* الشرح : 

(فثنى أبو الحسن عليه السلام رجله.. اه) إن قلت هو عليه السلام كان عالماً بماكان وما يكون 
وما هوكاين إلى يوم القيامة فكيف ركب البغلة المسروقة» قلت: البغلة لم تكن مسروقة وكانت ملكه 
عليه السلام والمدعى كان كاذباً إلا أنه عليه السلام دفعها إليه لأنه أحب ترك المناقشة معه وإنما لم 
يدفع السرج إليه لأنه ملكه بالارث من جده عليه السلام فأمسكه تيمناً وتبركاً. 

*: الاصل : 

ا -عنه» عن أحمد بن محمّد, عن محمّد بن مرازم» عن ٠‏ أبيه قال: خرجنا مع أبي عبد الله ايه 
حي حرم بز ند ابي عبر المتصووس العينه فتخرج ساعة أذن لوانتم إلى السالحين فى 
أرّل اليل فعرض له عاشرٌ كان يكون في السّالحين في أرّل اليل فقال له: لا أدعك أن تجوز فألحّ 
عليه وطلب إليه. فأبى إباء وأنا اناد انهف تال لمتعياناك ماف فذاك لبن هذا كلب قد 
آذاك وأخاف أن يردّك وما أدري ما يكون من أمر أبى جعفر وأنا ومرازم أتأذن لنا أن نضرب عنقه. 
م نطرحه في النهر؟ فقال: كف يا مصادف» فلم يزل يطلب إليه حمّى ذهب من اليل أكثر فأذن له 
فمضى فقال: يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه؟ قلت: : هذا جعلت فداكء فقال: إِنَّ الرجل يخرج 


.89 //7 الكافى:‎ ١ 


من الذلٌ الصغير فيدخله ذلك فى الل الكبير(١)‏ 

* الشرح : ْ 

قوله (خرج من عند أبى جعفر من الحيرة) أبو جعفر الدوانيقي ثاني خلفاء بني العباس 
والحيرة ‏ بالكسر ‏ بلد قرب الكوفة (وانتهى إلى السالحين) في المغرّب: السالحون موضع على 
أربعة فراسخ من بغداد إلى المغرب وأما السيلحون فهو مدينة باليمن وقول الجوهرى سيلحون 
قرية والعامة تقول سالحون وفيه نظر (فعرض له عاشر) في المصباح عشرت المال عشرا من باب 
قتل وعشوراً أخذت عشره واسم الفاعل عاشر وعشار. 

الاصل : 

6٠‏ -عنه. عن أحمد بن محمّد؛ عن الحجّال عن حفص بن أبى عائشة قال: بعث أبو 
عبدالله نيه غلاماً له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبدالله ليه على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائماً 
فجلس عند رأسه يروّحه حتى انتبه قال له أبو عبدالله 2ة: يا فلان واللّه ما ذاك لك تنام الليل 
والنّهار. لك اليل ولنا منك التهار9" . 

* الشرح : 

قوله (فجلس عند رأسه يروّحه) دل أنه ينبغى الرفق على الخدم والعبيد وإن صدر منهم ما 
يوجب التأديب شرعاً فإن العفو من صفة الكرم. ْ 

* الاصل : 

١-عنه.‏ عن أحمد بن محمّد؛ عن على بن الحكم. ا مو 
عبد الله ليا يقول: لا تذكروا سرّنا بخلاف علانيتنا ولا علانيتنا بخلاف سرّناء حسبكم أن تقو 
تقول وتصمتا نا نصمت.إلكم قد رأيتم أ 4 مط جل لم يجمل لأحد من اماس ني 
خلافنا خيراًء إِنَ الله عزَّوجِلَ يقول: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم 
عذاب أليم 27 . 

الشرح : 

(قوله: (قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تذكروا سورّنا بخلاف علانيتنا ولا 
علانيتنا بخلاف سرّنا) كأن قوله «بخلاف» متعلق بلا تذكروا أو حال عن مفعوله والسر عبارة عن 
العقائد الحقة والأحكام الإلهية الواقعة في نفس الأمر وهم عليهم السلام قد يتكلمون بخلافها عند 
التقية وقد يتكلمونها عند عدمها فنهى أولاً أن يذكروا سرهم بخلاف علانيتهم وهى ما تكلموا به 








. ”ل‎ / ١ الكافى:‎ - * ./“ / ١ ؟ - الكافي:‎ ./" / ١ الكافي:‎ - ١ 


ل" 


شرح أصول الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 
خوفاً على نفسه وعليهم ونهى ثانياً أن يذكروا علانيتهم بخلاف سرهم لعدم الخوف ووجوب 
حفظ التكلم بما تكلموا به والسكوت عما سكتوا عنه ولذا قال عليه السلام (حسبكم أن تقولوا ما 
نقول وتصمتوا عما نصمت) لأنا أعرف بمواضع القول والسكوت #افليحذر الذين يخالفون عن 
أمره» أى عن أمر الله تعالى أو أمر الرسول والأئمة عليهم السلام لأن أمرهم أمره تعالى «أن 
تصيبهم فتنة» من الناس بترك التقية 9 أو يصيبهم عذابٌ أليم » بترك حكم الله تعالى في الواقع 
عند عدمها ولعل القصد أن الآية متضمنة لما ذكر. 


7 


حديث الطبيب ١ع‏ 





حديث الطبيب 

# الأصل : 

7 محمد عن أحمد بن محمّد, عن علئ بن الحكم, عن زياد بن أبى الحلال» عن أبي 
عبدالله لة قال: قال موسى ل#: يا رب من أين الدَّاء ؟ قال: منّىء قال فالشفاء ؟ قال: منّي قال: فما 
يصنع عبادك بالمعالج ؟ قال: يطيّب بأنفسهم. فيومئذ سمّى المعالج الطبيب( . 

الشرح : 

قوله (حديث الطبيب ) الطبيب فى الأصل الحاذق بالأمور العارف بها (قال فما يصنع عبادك 
بالمعالج قال يطيب بأنفسهم فيومئذ سمي المعالج الطبيب) طب طباً من باب قتل داواه والاسم 
الطب بالكسر والفاعل طبيب والجمع أطباء وفلان يستطب لوجعه أو يستوصف الدواء أيها يصلح 
لدائه وفى وجه التسمية مناقشة لأن الطيب أجوف والطبيب مضاعف لا يدل على طيب النفس 
وسطكن دندها ,أن النطو اذ 1ت فقا دمن لفقل إلى معن لقا التو اعفار اج خناسة هيا وهنا 
كذلك لأن الطبيب بدل على الطيب باعتبار اشتماله على حروفه مع زيادة وهى الباء الأولى وهذا 
القدركافي فى وجه التسمية ونظيره ما روي عن أبي الحسن عليه السلام قال «سمى على عليه 
السلام أمير المؤمنين لأنه يميرهم العلم فإن يمير أي بُعطي أجوف والأمير مهموز الفاء والجواب 
يظهر بما ذكرنا ونظير ذلك أيضاً ما ذكره ميرزا جان في حاشيته على شرح المختصر من أنه يفهم 
التزاماً معنى الجمع والشمع من لفظ الجعم والشعم باعتبار دلالتهما على لفظ الجمع والشمع. 

الاصل : 

07 عنهء عن أحمدء عن ابن فصّالء عن ابن بكير, عن أبى أيَوبء عن أبى عبد الله ليه قال: ما 
من داء إلا وهو يسارع(" إلى الجسد ينتظر متى يؤمر به فيأخذه. 

وفي رواية أخرى: إلا الحمّى فإنّها ترد ورود](2 . 

* الشرح : 

قوله (قال ما من داء إل وهو شارع 7 إلى الجسد.. اه) الداء العلة والمرض والشارع بالشين 
المعجمة المتصل وفي المصباح: شرع الباب إلى الطريق اتصل به وفىي بعض النسخ بالسين 





./4 / 8 -كذا. *“- الكافى:‎ ١ 5ل.‎ / ١ الكافي:‎ - ١ 
كذاء‎ 5 


اع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 
السيئلة :ولع القردن ممه هن الترعيب فى الْدّعاء والصتدقة. 

١ : الأصل‎ * 

0 عنهء عن أحمد بن محمّد» عن عبدالعزيز بن المهتدي؛ عن يونس بن عبدالرحمن؛ عن 
داود بن زربي قال: مرضت بالمدينة مرضأً شديداً فبلغ ذلك أبا عبدالله ل فكتب إِليّ: قد يلختي 
علّتك فاشتر صاعاً من بر ثم استلت على قفاك وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل: «اللّهمَ ني 
أسألك باسمك الذي إذا سألك به المضطرٌ كشفت ما به من ضر ومكّنت له في الأرض وجعلته 
خليفتك على خلقك أن تصلي على محمّد وعلى أهل بيته وأن تعافيني من علّتي» ثم استو 
اليا واج جمع البرّ من حولك وقل مثل ذلك وأقسمه مدا امدّا لكلّ مسكين وقل مثل ذلك . قال 
ل 0 الوا ل و 

* الشرح : 

قوله (وقل اللهم انى أسألك..اه) ينبغي أن يقرأه المريض ولو بالتلقين ولو لم يقدر فليقرأه غيره 
وهو مجرب (وجعلته خليفتك على خلقك ) الخليفة من يخلف غيره وينوب منابه وأصله خليف 
والهاء للمبالغة كعلامة وتسابة وهوكما يطلق على الأنبياءوالأوضياء لأنهم خلفاء الله فى أرضه 
استخلفهم فى سياسة الناس وتكميل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم لا لحاجة به إلى من ينوبه بل 
لقصور المستخلف عليه عن قبول فيضه وتلقي أمره بغير وسطء كذلك يطلق على هذا النرع كلهم 
لأنهم : خلفاء من سكن الأرض قبلهم أو لأنه يخلف بعضهم بعضاً والمراد هنا المعنى الثاني (قال 
داوّد: ففعلت مثل ذلك فكأنما نشطت من عقال) أي خرجت منه أو حللت فنشطت على الأول 
معلوم وعلى الثانى مجهول يُقال: نشط من المكان إذا خرج منه ونشطت الملائكة نفس المؤمن إذا 
قبضتها وحللتها حلاً رفيقاً فلا يرد ما أورده ابن الأثير حيث قال فى حديث السحر: فكأنما انشط من 
عقال أي حل وقد تكرر في الحديث وكثيراً ما يجىء في الرواية كأنما نشط من عقال وليس بصحيح 
يُقال: نشطت العقدة إذا عقدتها وأنشطتها إذا حللتها. 





./5 / 8 الكافى:‎ ١ 


حديث الحوت على أي شيء هو باع 


حديث الحوت على أي شىء هو 

# الأصل: 

ده محمّد. عن أحمد, عن ابن محبوب, عن جميل بن صالح. عن أبان بن تغلب. عن أبي 
لوو ا ا ل ا ا 0 
أي شىء هو ؟ قال: على الماء. قلت: فالماء حا ا ا ار 0 3 
شيء الصخرة ؟ قال: على قرن ثور أملسء قلت: فعلى أيّ شيء الثور؟ قال: على الثرى. قلت 
فعلى أيّ شيء الثرى ؟ فقال: هيهات عند ذلك ضِلٌّ علم العلماء و10 

* الشرح : 

قوله (حديث الحوت) هو الحوت الذي على ظهره الأرض وهو بحر تحت الأرض السفلي كما 
صرح به المفسرون (قال: سألته عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: هي على حوت.. اه) دل على 
أن الأرض على الحوت والحوت على الماء والماء على الصخرة والصخرة على الثور الأملس أي 
الشديد أو صحيح الظهر أو ضد الخشن والأول أنسب والثور على الثرى وسيجيء حديث زينب 
العطارة «إن الأرض على الديك والديك على الصخرة والصخرة على الحوت, والحوت على 
البحر والبحر على الهواء والهواء على الثرى والثرى عند السماء الأولى» ولعل المراد به كرة الأثير 
بقرينة كونه فوق الهواء وتحت السماء بينهما منافاة بحذف الوسائط بين الأرض والحوت فى هذا 
الحديث. ويمكن دفعها بالعناية» وبكون الصخرة على قرن ثور فيه وعلى الحوت في حديث زينب 
وبكون الثور على الثرى فيه وكون الهواء على الثرى فى حديثها ويمكن أن يكون بين البحر والهواء 
واسطتان محذوفتان أي البحر على الصخرة وراد بها غير المذكورة أولاً والصخرة على النور وأن 
يكون بين الثور والثرى في الأول واسطة محذوفة وهى الهواء والله يعلم حقايق تلك الأشياء وكيفية 
ترتيبها» ثم أن هذا الترتيب أمر ممكن عقلاً والله سبحانه قادر على جميع الممكنات وقد أخبر به 
المخبر الصادق فوجب الاذعان به. 

** الأصل : 

58 - علي بن إبراهيم» عن أبيه؛ عن ابن أبي عميره عن ججميل بن درّاج» عن زرارة» عن 
أحدهما ليه قال: إِنَّ الله عزّوجِلٌ خلق الأرض ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحاً والماء 





.7/6 / الكافى: م‎ ١ 


:ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١‏ 





العذب أربعين صباحاً حتّى إذا القت واختلطت أخذ بيده قبضة فعركها عركاً شديداً جميعا ثم 
فرّتها فرقتين» فخرج من كلّ واحدة منهما عنق مثل عنق الذَّر فأخذ عنق إلى الجنّة وعنق إلى 
الئار0١)‏ . 

* الشرح : 

قوله (ان الله عز وجل خلق الأرض) لما دلت الروايات المذكورة فى أول كتاب الكفر والايمان 
علن اتهاقمالن تخلق الإننان من طيندين طينة النعنة وطيية ستعين لم يبعد أن راد بال رضن هنا تطية 
مختلطة من هاتين الطينتين (ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحاً والماء العذب أربعين 
صباحاً) للخلط بين الطينتين وتخميرهما بالمائين فوائد كثيرة أشرنا إليها في شرح الكتاب المذكور 
منها حصول 0 على الضدين ومنها حصول الارتباط بين المؤمن والكافر والصالح والفاجر ولولا 
ذلك لما أمكن :تعققن المؤ مقي والصالحين لين الكافرين: والفاسقين ومدها كوة المز مو دائما بيد 
الخورف الصاو حيث لا يعلم أن الغالب فيه الخير أو الشر ومنها رفع العجب عنه بفعل المعصية 
ولولا ذلك لما صدرت عنه المعصية فربما يدخله العجب. ومنها الرجوع إليه تعالى وطلب حفظه 
عنها ومنها تولد المؤمن من الكافر وبالعكس وهو دليل على كمال قدرته تعالى كما قال # يخرج 
الحي من الميت ويخرج الميت من الحي» 7"). 

(حتى إذا التقت واختلطت )لمراد به التقاء أجزاء الأرض واختلاطها بتخمير المائين (أخذ 
بيده) أى بقدرته أو هو تمثيل (فعركها عركا شديدا جميعا) ليستكمل إلتيامها ويشتد إرتباط 
بعضهابعض (ثم فرقها فرقتين) فرقة لأبدان المؤمن وهىي طينة الجنة وتتعلق بتلك الأبدان الأرواح 
المطيعة في العهد الأول وفرقة لأبدان الكافر وهي طينة السجين وتتعلق بتلك الأبدان الأرواح 
العاصية فيه (فخرج من كل واحدة منهما عنق ) العنق بالضم وبالضمتين الجماعة من الناس (مثل 
عنق الذر) في الصغر والحركة (فأخذ عنق إلى الجنة) وهم المؤمنون (وعنق إلى النار) وهم 
الكافرون ولا تظن أن العباد لأجل ذلك مجبورون على الطاعة والمعصية لأن طايفة من الأرواح لما 
كانت مطيعة فى العهد الأول خلقت لهم أبدان طاهرة وطائفة منها لما كانت عاصية خلقت لهم 
أبدان خبيثة كيلا يدخل الجنة إلا طاهر ولا يدخل النار إلا خبيث. 


.7 سورة يونس:‎ - ١ .70 / 8 الكافى:‎ ١ 


حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان ملاع 


حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 

* الأصل : 

07 بعض أصحابناء عن على بن العبّاس» عن الحسن بن عبد الرّحمنء عن أبى الحسن ليه قال: 
لاماسدلم تر سجس ا 
اله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا 
فوالله ما أنت بأكثرنا مالا ولا بأعرّنا عشيرة ؟ فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنئّة وإن 
عصيتموني أدخلكم الله النار. فقالوا: ما الجنّة والثار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى 
ذلك ؟ فقال: إذا منّم فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتأء فازدادوا له تكذيباً وبه 
استخفافاً فأحدث الله عرّوجِلٌ فيهم الأحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك فقال:إِنَّ 
لله عزَّوجِلٌ أراد أن يحتجّ عليكم بهذاء هكذا تكون أرواحكم إذا منّم وإن بليت أبدانكم تصير 
الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان(2 . 

* الشرح : 

قوله (حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان) الذي حدثت فيه الأحلام وهى حجة 
على كل من أنكر الحشر إلى آخر الزمان (فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا.. اه) أى فما لنا من الأجر 
للطاعة والعبادة وليس لك مال تعطينا ولست أعزمنا عشيرة حتى نطلب العزة والمعاونة منك فأى 
فائدة لنا في ذلك (فقال إذا متم) دل على دخول الناس بعد الموت في الجنة أو النار (فقالوا: لقد 
رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً) رفاة كغراب الحطام وهو ما كسر ودق رفته يرفته كسره ودقه 
فانكسر واندق لازم ومتعد» ومرادهم من هذا القول أن أمواتهم صاروا كذلك ولم يدخلوا الجنة ولا 
النار ولم يعاقبوا وأنهم إذا صاروا كذلك يحيون ويدخلون النار قأحدث الله عز وجل فيهم الاحلام 
المعذبة لأرواحهم والحلم بضم الحاء وسكون اللام مصدر حلم بفتحهما إذا رأى في منامه حسناً أو 
مكروهاً ويجمع على أحلام في القلة وعلى حلوم في الكثرة» وقيل: الحلم اسم لما يراء 3 0 
رؤيا لكن غلبا سم الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن وغلب الحلم على ما يراه من 
لق ل ايض ب ل ال 1 
قال محبي الدين اختلف الناس في حقيقة الرؤيا ولغير الإسلاميين فيها أقوال منكرة وسبب خطئهم 





. 7/6 / الكافى: م‎ - ١ 


لاع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


أن الرؤيا لا تعلم بالعقل ولا يقوم عليها البرهان وهم لا يصدقون بالسمع فلذلك اضطربت أقوالهم 
فمن ينتحل الطب منهم ينسب جميع الرؤيات إلى الاخلاط ولبعض أئمة الفلاسفة تخليط طويل 
في هذا وكأنه يرى أن صور ما يجري في الأرض هو في العالم العلوي كالنقوش وكأنه يدور بدوران 
الآخر فما جاء بعض النفوس انتقش فيها وهذا تحكّم لم يقع عليه برهان. وقال أهل السنة: الرؤيا 
اعتقاد بخلقه الله تعالى في قلب النائم كما يخلقه في قلب اليقظان ويجعله علماً على أمر يخلقه في 
ثاني الحال أو على أمر خلقه فإذا خلق في قلب النائم اعتقاد الطيران وليس بطاير فغايته أنه اعتقد 
الشىء على خلاف ما هو عليه وكم من فى اليقظة يعتقد الشىء على خلاف ما هو عليه ويجعل 
ولك الاغها ذ هلها على عير كما عدن لني علا على ازول اللمطر بلكل اللاسيحاته. 

وقال القرطبي: قيل: إن لله تعالى ملكا موكلاً بعرض الرؤيات على المحل المدرك من النائم 
فيمثل له صوراً محسوسة فتارة تكون تلك الصور أمثلة موافقة لما يقع فى الوجود وتارة تكون أمثلة 
لمعانٍ معقولة غر محسوسة وفي الحالين تكون مبشرة ومنذرة وقيل الرؤيا إدراك أمثلة منضبطة: 
وأورد عليه بأنه لا يصح تفسير الرؤية بالإدراك لأن النوم ضد عام للإدراك كما أن الموت ضد عام له 
ناذا وخا عن وجنت ,أن الخد ء المدرك من النائم لا يحله النوم فلا يجتمع الإدراك مع النوم فالعين 
نائمة والقلب يقظان كما قال صلى الله عليه وآله: «تنام عيناي ولا ينام قلبي) وقال عياض: اتفق 
المتكلمون على أن النائم الذي استغرق النوم جميع أجزاء قلبه لاايصح أن يعلم لأن النوم آفة تضاد 
التمييزء واختلفوا ذ في الاعتقادات والظنون والتخيلات» فقال قوم: إنها لا تصح منه أيضاً ولا تصح 
منه الرؤيا لأن الرؤيا ضرب أمثلة ات دا للنائم ومن لا تمييز له. وقال قوم: لا يمتنع أن 
يكون ظاناً أو متخيلاً وإنما يمتنع أن يكون عالماً وقد رجح الأول بأن الظنون والاعتقادات 
ل ل ل 
التى يراها النائم فإنما يراها لأن النوم لم يستغرق الجزء الذي هو محل الإدراك من القلب ولا 
يلزمهم ما لزم الآخر من أنه لوكان كذلك لكان مكلفاً لأنهم لا يقولون أنه مميز حقيقة وإنما يقولون: 
أن عنده بقية حياة وبعض تمييزء وقال الآبى: قال بعض المعتزلة: الرؤيا هى رؤيا العينين» وقال 
بعضهم: هى رؤية بعينين يخلقهما الله تعالى في القلب وسماع بأذنين يخلقهما الله تعالى وقال 
أكثرهم: هى تخيلات لا حقيقة لها ولا تدل على شيء. 

أقول هذا ما بلغني من أقوالهم ولا يبعد أن يُقال: إن جميع ماكان وما هو يكون وماكائن في 
اللوح المحفوظ فإذا تعطلت الحواس بالنوم وفرغت النفس عن الاشتغال بها يعرض عليها ملك 
الرؤيا ماكان فيه بقدر استعدادها وماكان من هذا القبيل فهى الرؤيا الصادقة ولذلك قد يخبر النائم 
بما وقع في العالم وبما هو واقع وبما يقع بعد وتلك الرؤيا هي التي تعد جزءأ من أجزاء النبوة كما 





حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان /الاع 


سيأتى وقد تشتغل النفس بالصور والمعانى التى فى الحس المشترك والخيال وتركبها على أنحاء 
متتادة ا زقف كوت 13كه ترك نت معطا ها لعا فى نشي الامو قف ١‏ ذكرة وهلك كن تكو نا ذقة وان 
تكون كاذية وأضغاث الحلام :وفةا يعرسن غلرها الشسيطان ومسدوضه وتلوعة نوهة اسن تسيل 
وتحذيره كما سيجىء وفي بعض الروايات تعليم دعاء للفرار من ذلك المكروه والله أعلم بحقائق 
الأمور. 

8 -عليٌ بن إبراهيم؛ عن أبيه. عن ابن أبي عمير. عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله 94 قال: 
سمعته يقول: رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءاً من أجزاء النبوّة7' . 

١ : الشرح‎ © 

قوله (رأي المؤمن ورؤياه فى آخر الزمان على سبعين جزءا من أجزاء النبوة) المراد برأى 
المؤمن فراسته الصادقة وإدراكاته الحقة وبرؤياه رؤياه الصادقة وبآخر الزمان زمان غيبة المعصوم 
ويحتمل الأعم قال الفاضل الأمين الاسترابادى: «المراد بالأول ما يخلق الله فى قلبه من الصور 
العلمية فى حال اليقظة وبالثانى ما يخلق الله فى قلبه حال النوم وكأن المراد بآخر الزمان زمان ظهور 
الصاحب عليه السلام فإن في بعض الأحاديث وقع التصريح بأن في زمن ظهوره عليه السلام يجمع 
الله قلوب المؤمنين على الصواب في كل باب ولفظة «على) ههنا نهجية أي على نهج سبعين جزءاً 
يعني يكونان مثل الوحي موافقاً للواقع دائماً وهما نوع من الوحي يتفضل الله به فى زمن ظهور 
المهديى عليه السلام» انتهى. 

ومن طريق العامة عن النبى صلى الله عليه وآله قال: «إذا اقترب الزمان لم تكن رؤيا المسلم 
تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ورؤيا المؤمن جزء من خمسة وأربعين جزءاً من 
النبوة»ومن طريق آخر لهم: «إنها جزء من سبعين جزءاً من النبوة» قال محيى الدين البغوي: فسر 
أبو داوّد تقارب الزمان باعتدال الليل والنهار ووجه ذلك باعتدال الأمزجة حر فلا تكون فى 
المنام أضغاث أحلام فإن موجب التخليط إنما هو غلبة خلط على المزاج وفسره غيره بقرب 
القيامة» ويشهد للثاني أن هذا الخبر جاء من طريق أبى هريرة أنه قال: «فى آخر الزمان لا تكذب 
رؤيا المؤمن» وقال القرطبى: المراد بآخر الزمان الزمان الذي فيه الطائفة التي تبقى مع عيسى عليه 
السلام بعد قتل الدجال يبقى سبع سنين ليس بين انين عداوة فهم أحسن الأمة حالاً وأصدقهم 
قولاً وكانت رؤياهم لا تكذب. وقد قال صلى الله عليه وآله: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً» ورد 
ابن العربي التفسير الأول بأنه لا أثر لإعتدال الزمان فى صدق الرؤيا إلا على ما يقوله الفلاسقة من 





.71 / الكافى: م‎ ١ 


57 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 


اعتدال الأمزجة حينئذ, ثم أنه وإن كان هذا في الاعتدال الأول لكن في الإعتدال الثاني حين تحل 
الشسسسن يراس الميوان الأمربالفكس _لأنة سقط ين الأوراق «ايتقلسن الماء عو الثبنان* ثم قال: 
انيسح الجبر الات الأن المبائنة عو اسان الت تبنق لبها الحقاتو فك ل مأ قب متها هوا بحر 
ل ال 0 1 
تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة» قالوا: وذلك عند خروج 
المهدى عليه السلام وهو زمان يقصر ويتقارب أجزاؤه للاستلذاذ به هذا كلامهم, ثم أنه لابد هنا من 
بيان شيئين أحدهما بيان السبب لكون رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة وثانيهما بيان السبب لهذه 
ال وي ل ا د 
الصالح جزء من أجزاء النبوة لما فيها من الإعلام الذى هو على معنى النبوة على أحد الوجهين 

وقد قال كثير 0 
على ما يكون له أو يقدر عليه من خير أو شر وهذا معنى النبوة لأن لفظ النبى قد يكون فعيلاً بمعنى 
تيون أى تيجلت الل جدالن ورطلفه فى ,تافهن ييه ما له بطو عليه اس دمن ارقف ينين 
رسولء وقد يكون بمعنى فاعل كعليم أي يُعلم غيره بما ألقى إليه وهذا أيضا صورة صاحب الرؤيا. 

وقال القرطبي: الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلأإذا وقعت من مسلم صالح صادق لأنه الذي 
يناسب حاله حال النبي وكفى بالرؤيا شوقاً أنها نوع مما أكرمت به الأنبياء وهو الاطلاع على شيء 
من علم الغيب كما قال صلى الله عليه وآله ولم يبق من مبششرات النبوة إل الرؤيا الصادقة يراها 
الرجل المسلم» وأما الكافر والكاذب والمخلط وإن صدقت رؤياهم في بعض الأحيان فإنها لا 
تكون من الوحي ولا من النبوة إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره نبوة بدليل 
الكاهن والمنجم فإن أحدهم قد يحدث ويصدق لكن على الندرة وكذلك الكافر قد تصدق رؤياه 
كرؤيا العزيز سبع بقرات ورؤيا الفتيان فى السجن ورؤيا عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه واله 
وهى كافرة ولكن ذلك قليل بالنسبة إلى مناماتهم المخلطة الفاسدة. 

وأما الثاني فقيل: يحتمل أن يكون هذه التجزية من طريق الوحي منه ما سمع من الله تعالى 
بدون واسطة كما قال تعالى أو من وراء حجاب# ومنه ما سمع بواسطة الملك ومنه ما يلقى في 
القلب كما قال تعالى: «أو من وراء حجاب» أي الالهام؛ ومنه ما يأتى معه الملك وهو على صورته؛ 
ومنه ما يأتيه به وهو على صورة آدمي, ومنه ما يأتيه في منامه بحقيقته. ومنه ما يأتيه بمثال أحيانا 
يسمع الصوت ويرى الضوء. ومنه ما يأتى به كصلصة الجرس ومنه ما يلقيه روح القدس في روعه 
إلى غير ذلك مما وقفنا عليه ومما لم نقف ويكون مجموع الطرق سبعين فتكون الرؤيا التي هي 
ضرب مثال جزءاً من ذلك العدد من أجزاء الوحي. 


حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان باع 


والحاصل أن للنبى طرق إلى العلم وإحدى تلك الطرق الرؤيا ونسبتها إلى تلك الطرق أنها جزء 
موسق لايل أدقين فلك الأجراء لأنه لاقرلزم اليا آك يماع اك شن م بعييلة وقصي ا وذد 
جعل لله سبحانه لهم فى ذلك حداً يوقف عنده فمنها ما لا يعلم أصلاً ومنها ما يعلم جملة ولا يعلم 
تفصيلاً وهذا منه ومنها ما يعلم جملة وتفصيلاً لا سيما فيما طريقه السمع وبيّنه الشارع. وقيل: 
مجموع خصال النبوة سبعون وإن لم نعلمها تفصيلاً ومنها الرؤيا والمنام الصادق من المؤمن خصلة 
واحدة لها هذه النسبة مع تلك الخصالء ويحتمل أن يكون المراد أن ثمرة رؤيا المؤمن أعني 
الإخبار بالغيب في جنب فوائدها المقصودة يسيرة نسبتها إلى ما أطلعه الله تعالى على نبيه من 
فزائنها بالل القدر لاله يعلم مين افوا ناما نه تقوو لبرية ها لاتع لها مي يتقارق :مناما تنا وأنا بكرن 
المراد أن دلالة رؤيا المؤمن على الاخبار بالغيب جزء من دلالة رؤيا النبى صلى الله عليه وآله 
والنسبة بذلك القدر لأن المنامات إنما هي دلالات والدلالات منها خفي ومنها جلى والخفي له 
نسبة مخصوصة مع الجلى في نفس الأمرء فبينها عليه السلام بأنها بذلك القدر والفرق بين هذين 
الوجهين أن الأول منهما باعتبار التفاوت فى الثمرات والثانى باعتبار التفاوت فى الدلالات والمراد 
بأجزاء النبوة فيهما أجزاء رؤيا النبى.صلى الله عليه وآله وليس المراد بها جميع أجزاء النبوة. 

وهذا وإن كان بعيداً بحسب اللفظ لكنه غير مستبعد بحسب الواقع إذ الظاهر أن خصال النبوة 
غير منحصرة في السبعين ومن طريق العامة أيضاً «إن رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من 
أجزاء النبوة» فقيل فى توجيهه: إن ذلك باعتبار مدة النبوة لأن النبى أقام يوحى إليه ثلاثاً وعشرين 
سنة ثلاثة عشرة بمكة وعشراً بالمدينة وكان قبل ذلك نسبة أشهر يرى فى المنام ما يُلقى إليه الملك 
وسنبة نصف سنة من ثلاثة وعشرين سنة جزء من ستة وأربعين. 

الاصل : 

نمه زو يحرو وض أخماد تو ققد عو معت رن شاد هن الدننا كقة قال إن سول 
لله يَيةُ كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشّرات ؟ يعني به الوّؤيا(" . 

*: الشرح : 

قوله (إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أصبح قال لأصحابه «هل من مبشرات» يعني به 
الرؤيا) من طريق العامة عن سمرة بن جندب قال «كان النبي صلى الله عليه وآله إذا صلى الصبح 
أقبل عليهم بوجهه فقال: «هل رأى منكم أحد البارحة الرؤيا» قال عياض: التعبير بعد الصبح وأول 
النهار أولى اقتفاء بفعله عليه السلام ولما جاء أن في البكرة بركات ولأن الذهن حينئذ أجمع لخلوه 





./5 /+8 الكافى:‎ ١ 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
عن الشغل بأعمال النهار ولقرب عهد الرائي لما رآه ولعدم طرو مايخلط عليه رؤياه وفيه الكلام في 
العلم بعد صلاة الصبح. 

الاصل : 

عنه. عن أحمد بن محمّد؛ عن ابن فصّالء عن أبي جميلة» عن جابر. عن أبي جعفر ىه 
قال: قال رجلٌ لرسول الله عَيْلهُ: فى قول الله عرّوجل: ا هي 
الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشّر بها في دنياه17" . 

* الشرح : 

قوله (قال: هى الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشره بها فى دنياه) يعرف حسنها وصدقها 
باطمينان قلبه وسكونه الذي ألقاه الله تعالى إليه. 

* الأصل : 

-١‏ على بن إبراهيم؛ عن ابن أن عمير» عن سعد بن أبي خلف. عن أبىي عبدالله له قال: 
اليا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن. وتحذير من الشيطان, وأضغاث أحلام. 

* الشرح : 

قوله (قال الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث 
أحلام) من طريق العامة عن النبى صلى الله عليه وآله «إن الرؤيا ثلاث فرؤيا صالحة بشرى من الله 
ورؤيا تحزن من الشيطان ورؤيا فيما يدث المرء نفسه» أقول: إنما نسب الاولى الى الله تعالى 
لطهارتها من حضور الشيطان وإفساده لها وسلامتها من الغلط والخطأ والتخليط من الأشياء 
المتضادة, والرؤيا التى منه تعالى غير منحصرة فى البشارة إذ قد يكون إنذاراً منه لاعتنائه بعبده لثلا 
يأف ها فدرغليه أن يتوت :ريوع عما قجله من المعاصي ويكون معة على جد كما بقع دلكافي 
كثير من الصالحين ونسب الثانية إلى الشيطان لأنها نشأت من تشويشاته وتدليساته تحذيراً من شيء 
أو ترغيباً فيه ليشغل بال الرائي ويدخل الضرر والهم فيه. وسيأتي قبل حديث محاسبة النفس عن 
الى عبد اللدرعليه السلام كال: بإذا رأى الرجل ما يكره فى منامه فليتحول من شقه الذي كان عليه 
نائماً وليقل 8إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارّهم شيئاً إلا بإذن اله» ثم 
ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما 
رأيت ومن شر الشيطان الرجيم» والثالثة أضغاث أحلام وهي الرؤيا التي لا يمكن تأويلها 
لاختلاطها وجمعها للأشياء المتضادة والمختلفة كما أن الضغث يجمعها لأنه قبضة من حشيش 





31 الكافى: م/ ثلا 


حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان ١م‏ 
مختلطة الرطب اليابس قال بعض المعبرين: الرؤيا ثمانية أقسام سبعة لا تعبر. من السبعة أربعة 
نشأت من الخلط الغالب على مزاج الرائى فمن غلب على مزاجه الصفراء رأى الألوان الصفر 
والطعوم المرة والسموم والصواعق لأن الصفراء مسخنة مرة» ومن غلب عليه الدم رأى الألوان 
الحمر والطعوم الحلوة وأنواع الطرب لأن الدم مفرح حلو. ومن غلب عليه البلغم رأى الألوان 
البيض والمياه والأمطار والثلج. ومن غلب عليه السوداء رأى الألوان السود والأشياء المحرقة 
والطعوم الحامضة لأنه طعام السوداء ويعرف ذلك بالأدلة الطبية الدالة على غلبة ذلك الخلط على 
الرائي» والخامس ماكان عن حديث النفس ويعرف ذلك بجولانه فى اليقظة فيستولى على النفس 
فيتكلف به فيراه فى النوم» والسادس ما هو من الشيطان ويعرف ذلك بكونه فيه حض على أمر 
تدكره الشريعة أو يأمره بجايز يؤول إلى منكركأمره بالحج مثلاً ويؤدي إلى تضييع ماله أو عياله أو 
حب رساج ماكاندق اعبلام» والثاريه قور لذ ى لدو تعره زهو باشرع عن هده اسه عر 
ما ينقله ملك الرؤيا من اللوح المحفوظ من أمر الدّنيا والآخترة من كل خخير أو شرفإن الله تعالى وكل 
ملكاً باللوح المحفوظ ينقل لكل واحد من اللوح ما يبين ذلك, علمه من علمه وجهله من جهله. 

أقول: إذا تأملت في الحديث وجدته شاملاً لجميع الأقسام الثمانية لأن الخمسة الأولى داخلة 
فى أضغاث أحلام والاثنين بعدها داخلان في القسم الثاني وهو ماكان من الشيطان. والثامن عين 
الأول» وهو ماكان من الله تعالى. 

* الأصل : 

7 -غدَة من أضحابناء عن أحمد بن محمد بن خالذ؛ عن أبيهء عن النضربن سويد عن 
درست بن أبي منصورء عن أبي بصير قال قلت لأبي عبدالله 2: جعلت فداك الرّؤيا الصادقة 
والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟ قال: صدقت أمّا الكاذبة [ال]-مختلفة فإنَّ الرّجل يراها في 
وَل ليله في سلطان المردة الفسقة وإنّما هي شيء يخيّل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير 
فيهاء وأمًا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الأيل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي 
صادقة, لا تخلف إن شاء لله إلا أن يكون جنا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزَوجلٌ حقيقة 
ذكره فإنّها تختلف وتبطىء على صاحبها(') . 

* الشرح : 

قوله (قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام: جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من 
موضع واحد؟) المخرج هنا مصدر بمعنى الخروج. قال الفاضل المذكور: حقيقة الأحلام أن الله 





./7 / الكافى: م‎ ١ 


كمع شرح انون الكافي للمازندراني: ج ١١‏ 
تعالى يخلق بأسباب مختلفة فى الأذهان عند النوم صوراً علمية منها مطابقة لما مضى ولما يستقبل 
ومنها غير مطابقة كما يخلقها كذلك فى اليقظة وحينئذ معنى هذا الكلام أن كليهما صور علمية 
يخلقه الله فى قلب عباده بأسباب روحانية أو شيطانية أو طبيعية. 


فهرس الايات ديق 


فهرس الآبات 
(آمن الرسول) البقرة : 7/8/4 1111511[ [ز[ز[ 00 
(اخلفنى فى قومى) الأعراف : ١47‏ م ا مو ل ار ال 0 ا 
(إخوانا على سرري ليها الحجر : /ا؛ . (فى جنات النعيم) الواقعة : ١١7‏ . (يطوف عليهم 
ولددان مخلدوة بأكوات وآباويق) الواقعة 17 ديز! 0 
(ادعونى استجب لكم) غافر: 31١‏ اموه ركه وام ماوت وطباوااف سكعيو ال ١‏ 
(ادفع بالتى هى أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه) فضلت : غ١‏ اا 
(إذا جاء نصر الله) النصر : ١‏ ا ا ا 
(إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) النساء : 83 ااا 
(إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة) الجمعة : 4 11111 1001 
(إذا هم منها يركضون) الأنبياء : ١١‏ ا 
(اركبوا فيها بسم الله مجريها) هود : ]١‏ سو ل الاو اوه سد وار مأ ل 
(اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة: ٠١0‏ ملاع الا وخ ا 11 
(اقرأ باسم ربّك) العلق : ١‏ 011 0 
إلا الموتة الأولى) الدخان : 1ه مسمس ب وي و سج اجو تك وم اا ا 
(إلمن أكره وقلبه مطمئرٌ بالإيمان) النحل : ٠١7‏ ا 00 
(الذين يصلون ما أمرالله به أن يوصل) الرعد 71 و شد ما ال ل ل 
(اّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض 
أولئك لهم اللّعنة ولهم سوء الدّار) الرعد م 1 1[1[1[1[ز[ [ز[ز [ز[ز ز ز[ [ ا 
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض 
أولئك هم الخاسرون) البقرة : "٠‏ ونه عجو و امس ووو نيحو ة ل لقي امس ا له 
(الذين يؤمنون بالغيب) البقرة : ٠"‏ اا 00001 ا 
(الرحمن على العرش استوى) طه : ه م ل ل ا لقم 
(الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) ا ا 0 
(الله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولى الصالحين) الأعراف : الحلا ا اا م ا 1 


(الله لا إله إلا هو الح القيوم لا تأخذه سنةٌ ولانومٌ) البقرة : 508 ب ا 





3 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى) المائدة : ٠"‏ ل ل ذف 
(إليه يصعد الكلم الطيب) فاطر: ٠١‏ ا عقا بجع اداع ادا ا و الل 1 
(إنا أنزلناه فى ليلة القدر) القدر: ١‏ مي م ا ا 
(إن الانينان ليطفى أن رآة:استشقى) العلق 5 ابوط سساو ا وساب تسوه السنانية ل 
(إن الانسان ليطغى أن رآه) العلق : 3 از[ 0000 
(إن الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم.. إلى قوله ‏ ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم 

خشوعا) الإسراء : /1 ٠١9-51١‏ 2 575 ؤز5 7 657 756<67+*<ز>7<>ذ<1<ذز ز ؤز ؤ ؤزؤ ؤزؤز 000 |ز[ز[ [ز[ز[ز[ز[ [ [ [ [ ذا 
(إن الذين سبفت لهم منا الحسنى.. الآية) الأنبياء : ٠١١‏ ----ب دز 00000000222 
(إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنبكوت : 66 ا ما 
(إن الله لا يُخلف الميعاد) آل عمران : 9 اند ع وح طخس دنه ونه العم و ا لك 
(إِنّ المنافقين فى الدَّرك الأسفل من الثّار ولن تجد لهم نصيراً) النساء : ١48‏ اط نا 
(إتااتراك من المحستيى) يوستف :جم ا ا ا ا 3 
(إنْا نريك من المحسنين) يوسف : .م انل و امن ووه ل ا و ل أله 
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات ١١١‏ 1 1 1 1 1 1 1 اا 0 
(إِنَّ ركم الله الذي خلق السّموات والأرض فى سنّة أيام ثم استوى على العرش - إلى قوله: ‏ 

تبارك الله ربٌ العالمين) الأعراف : 8ه 55 لامك مهاه اعنم سو م من قاط بوط اللي 11 
(إن عبادى ليس لك عليهم سلطان) الحجر: 7] از[ ا 000000 
(إن كل كذب الرسل) ص : ١5‏ تنس نت ف ا الج برل ل اسن مو اس اه 
(إن كل نفس لما عليها حافظ) الطارق : 4 ل 
(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) الأنبياء : 94 دسم مط نت نبت كفا ما 
(إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم) الأنفال : ١‏ ااال 


(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذ تليت علهم آياته زادتهم) الأنفال: 7. 0١‏ 
(إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً) المجادلة : ١53-448١ ٠١‏ 


(إنما أنا بشرٌ مثلكم) الكهف : ١١١‏ 11 0 0 
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.. الآية) المائدة : 8ه 1[ ز[ز[ز [ز[ز [ 1 ا 
(إنْما يخشى الله من عباده العلماء) الفاطر: /7 ل قو امم ل ا 
(إن مع العسر يُسراً) الشرح  :‏ ا ع وم 


(إن ولى الله الذى) الأعراف : ١95‏ ا ا ااا ا 0 


فهرس الآيات يليد 


(إنى ذاهب إلى ربى) الصافات : 09 ا ا و 0 
(أرأيت الذى 200 بالدين) الماعون : ١‏ 00 
(الطيعوا الله واطتعر | الرسزلدرا ولق الأتر سك الما ةة لفق امي و وير أماع لم 
(أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءوا ماكانوا يوعدون ما أغنى) الشعراء : 7١1/- 5١6‏ .. رك 
(أفرأيت من اتخذ الهه هواه) الحاشية : ٠‏ تن اخ الها بان دمتست اسن اذا 
(أَقِم الصلاة لذكري) طه : ١4‏ ا لجر ور ل وجي د اا م م ا و 1 
(ألا إلى الله تصير الامور) الشورئ :67 لخبي وو اسن طموطوالسب لم ا 11 
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء 
وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصر) البقرة : 7١4‏ نفع نذا 
(أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار.. الآية) التوبة : ٠١9‏ ا 1 
(أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل) ضَ: 78... ١17‏ 
(أمّن يجيب المضطر إذا دعاه) النمل : 157 ا 0 
(أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير) لقمان : ٠» .... ١5‏ ا م 
(أن بورك من في النار) النمل : .م 1ذ1ذ[ذ[ذ[ [ز[ ز ز ز[ز ز 5771 
(أوكظلمات في بحر لجيّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ - إلى قوله: -ومن لم يجعل الله له نوراً فماله 
من نور) الثور: ٠غ‏ ااا ااا ا ا ا 0 
(أوكظلمات في بحر لجي يغشاه موحٌّ من فوقه موج من فوقه) النور: ١غ‏ 0000 
(أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) القصص : 1ه ا 
(أو من كان ميتاً فأحييناه) الانعام : ١١1‏ انف انيف ان رويد او عله اعم 
(أو من وراء حجاب) الشورئ : ١ه‏ اماه بن و وج بلاق اج نل للا الا ا ال 
(بأيدي سفرة كرام بررة) عبس : ١1‏ ل ا ل ا 
(بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) الممتحنة : ؛ ( إلى يوم القيامة ) المائدة : 31 ا اك 
(بلسان عربى مبين) الشعراء : ١560‏ 0 0 0 
(تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) الحشر: ١4‏ [1[1[1[1[ 1[ 00 
(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن) الإسراء : 4غ اشم دوق جم سد ف 3 
(تصلى نارأأ حامية) الغاشية : 6 ل 
(تغشى وجوههم النار) ابراهيم : 5٠١‏ ونام اع سا ب و بو فا ب ل م افا ا 0 


(تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً) آل عمران : ٠م‏ 000000 0 0 310 





(ثم جعل من بعدٍ قوةٍ ضعفاً وشيبة) الروم : 0 م ا الى 
(ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم) التكاثر: / لبه نش بون سود اس 1 
(حُرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير... وأن تستقسموا بالأزلام) المائدة : ١‏ 08 
(ربٌ أرني كيف تحيى الموتى قال: أو لم تؤمن ؟ قال: بلى ولكن ليطمئن) البقرة: ٠١6 ...7٠‏ 
(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ابراهيم : ١غ‏ ع و ا 
(رضيت لكم الإسلام ديناً) المائدة : ٠١‏ 000 
(زيّن لهم سوء أعمالهم) التوبة : /ال, 0 
(سأستغفر لك ربي) مريم : /اغ نم سا ا يي او لي الي را ا 
سال اقل بعذاب واقع) المعارج : ٠‏ ا ا قوم 
(شهر رمضان الّذى أنزل فيه القرآن) البقرة : ١/60‏ ب 01 اا 0 
(صمٌ بكم عمئ فهم لا يرجعون) البقرة : ١8‏ ا اام امو ا 1 
(ص والقرآن ذي الذّكر إلى قوله إلا اختلاق) ص : ٠-١‏ ا 
(عجلت إليك ربٌ لترضى) طه : 14/ 1[ ا 0 
(عم يتساءلون عن النبأ العظيم) النبأ: ١‏ ا ااا ااا 
(فإذا جاء أمر الله) الغافر: 7784( لا مردٌّ له ) الشورئ : /اغ ل و وطن وو ا 
(فاذكروا آلاء الله لعلكم) الأعراف : 19 لعن ا الا اط سان ا المي للا 
(فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل : 47 ترا اس منج ذاه و وينوي لاا 
(فاصب كما صبر أولوا العزم من اليُسل ولا تستعجل لهم) الأحقاف : ١0‏ د و 
(فإنى قريتٌ أجيتٌ دعوةً الداعى إذا دعان) البقرة : ١/7‏ 0 0 0000000 
(فاولئك مع الذي أنعم التطلري قن التكتن اليد فين والشهداء والصالحين وحسن أولئك 
رفيقا) النساء : 59 ا ا ا ا ب ب ا ا اي ا ا 1 
(فريقٌ في الجنّة وفريقٌ فى السعير) الشورئ : ٠‏ ل 
(فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنتٌ من المرسلين * 
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جائثمين) الأعراف : /ا/1-// 000 
(فقلتٌ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يُرسل السماء عليكم مدراراً) نوح : ١١-91١‏ 0000 
(فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون) الشعراء : 94 980 و و و 13 
(فمثله كمثل الكلب) الأعراف : ١177‏ ا ا 0000 


(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) الأنعام : ١78‏ دن 


فهرس الآيات /اىع 





(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزلة : /1-ه ... 1547-/1غ 
(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله 


فأصمّهم وأعمى أبصارهم) محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : 5771 ا 14 
(قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعن 
كبيراً) الأحزاب : 38-717 ا ل م ا ل ال لا 
(قد أوتيت سؤلك يا موسى) طه : 7 ل 
(قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إليه قوله: ‏ وكبّره تكبيراً) الاسراء : ١١١-1١٠١‏ 000 
(قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران : ١/0 ١‏ 
(قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن) الأعراف : 7" 5س ب تت قر 
(قل هو الله أحد) التوحيد : ١‏ اا 0[ 000 
(كأنهم خشبٌ مسندة) المنافقون  :‏ ا 2110000 
(كتب الله لأغلبن أنا ورسلى إِنّ الله قويّ عزيز) المجادلة : 7١‏ ا ا 
(كلما أضاء لهم مشوا فيه) البقرة : ٠١‏ ا ا 
(لا تستوى الحسنة ولا السيئة) فصّلت : غ7٠‏ ا 1 1 1 ااا 00 
(لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) هود : "اع 0000 
(لا يذوقون فيها الموت الدخان : 1ه ا ب و سوس ما د ا و 1 
(لتكبروا الله على ما هداكم) البقرة: ١/6‏ ونان ب سو د مقي ف اد يي ا ا 


(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيرٌ عليه ما عنتّم حريضٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم * 
إن تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكّلت وهو رتٌ العرش) التوبة: ١179-7178‏ 7713 


(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) الحديد : 7 ل مه ا 11 
(للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة) يونس : 77....:...... 87 
(لم يكن الّذين كفروا) البيّئة : ١‏ 00 
(لو أنزلنا هذا القرآنَ على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس 
لعلهس يتذكروة) لحن ١:‏ اج ميد ديه اق )باحو فنا نه ا اده ل لي 
(ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) الملك : ؟ د دببب0010 ا 0 
(ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) الكهف : 5١‏ و ا 
(ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) المائدة : ٠١+‏ بام و ١1‏ 


(ما لكم لا ترجونٌ لله وَقارأ) نوح : ١‏ 00001001 ا 


7 شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ل 


(مالك يوم الدّين) الفاتحة : ع اتو ع بي :ف بون لطم د م ا ا 
(مثلهم كمثل الحمار) الجمعة : 0 ا 
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) الانعام : ١7٠‏ 0000030312 ااا 
(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة) البقرة : 60 ؟ 00 
(من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) الطلاق : 7 اساسا 
(وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله) المائدة: مم ل ا 
(واتقوا الله وكونوا مع الصادقين) التوبة : ١١14‏ ا 


ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) طه : 79 5" ... 1/6 7177 
(وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول) الاسراء : ١7‏ .... 91” 


(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) الفرقان : 18 0 
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس) البقرة : ١768‏ 5ب00000 0 ا 000 


(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سّجداً وقولوا حطة نغفر 
لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) البقرة : /0 1[ 1 1[ 0 
(واعلموا إنما غنمتم من شىء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن 
السبيل) الأنفال : ]١‏ ل 0 
(والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن 
يفعل ذلك يلق إثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً) الفرقان: 74 ...١‏ 84/ال" 


(والذين لا يشهدون الزور) الفرقان : 7٠‏ 1111 0 000000 
(والذين هى الله عن ولايتهم وطاعتهم) ا ا 
(والذين يأكلون الربا لا يقومون إلأكما يقوم الذى يتخبطه الشيطان) البقرة : 7178 04 
(والقتمسس وضحيها والقفيو ]ذا تليهاء ::. والليل اذا نفكنيها) الفنيس 11 1ن 
(والله عزيرٌ ذو إنتقام) ال عمراك ++ يمتح سد ا شالك مامتو اانه لم ابسو سعد وو 104 
(وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) المؤمنون : ٠4‏ ا 
(وأةترهينة الل#اقرية من التهيسين) الأعرافه 6 0 
(وإن عليك لعنتى) ص : ٠7‏ 0 
(واذ كل لماتجميم لديا تحضووة )ابش + ل 


(وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الإسراء : 4 اك خرف 





(وأنيروا النجوى الذين ظلموا) الأنبات. م ل 
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم) الأنعام : ٠١9‏ ملع ع ع ع “ا 
(وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء) الممتحنة : غ الخو اا 
(وجعلناهم أئمّة يدعون إلى الثار) ال ل ا ات 
(وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) القصص : 4١‏ و ا 
(وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا) الأنبياء : ٠٠‏ ا ا 1 000001111 
(وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً) طه : ٠١8‏ او انو الب ال 
(ودل المدينة على حين غفلة) القصص : ١6‏ ا ل ا ا ا 
(وذُوَا لو تكتروة كنا كنروا فتكوتون شواءا) الساء وم ا 00 
(وذروا ظاهر الإثم وباطنه) الأنعام : ١٠١‏ ل ا 
(ورثل القرآن ترتيلاً) المزمّل  :‏ 000 0000 
(وشاورهم فى الأمر) آل عمران : ١09‏ ا ا 0 
(وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) الفرقان : ٠٠‏ ا ا 
(وقالوا مالنا لا نرى رجالاً.. الآية) ص : 7+ ال 250701 
(وقرن في بيوتكن) الأحزاب : ١”‏ ا 0 0 
(وقل سلامٌ فسوف تعلمون) الزخرف : 9ه 011 000 
(ولئن أشركت ليحبطن عملك) الزمر: 36 ا 
(ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) ابراهيم : ٠‏ أكة سك 
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن) العنكبوت : 41 0000 
راذنا ورا نار لقات) الححعرات :ا د م 1 
(ولأصلبنكم في جذوع النخل) و ا 0 
(ولأصلبنكم في جذوع النخل) طه : 7١‏ دب 0000 00000 0 0 0 اا 00 
(ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) فاطر: ٠غ‏ ا ا 
(ولا يؤذن لهم فيعتذرون) المرسلات : 75 1ج اش د نم اماس ا ع ا 
(ولدينا مزيد) ق: 0" ع ع ا ا 


(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إل فريقاً من 'الْمَوّمَنِينَ) سنا :© ال 10 





(ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً) طه : ١١0‏ 0000 
(ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون) ١)‏ الرنا تعاب نون سل سار اواو اا ا 
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) 


البقرة : ١66‏ قوق طحي الع اطق ا زات كو لالت سار ع 7ك جورم بذ كم وا مام قلي مو الكو نم لاا 
(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً) الإسراء : 74 م نا 
(وله أسلم من في السّموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون) آل عمران : 1 ا 
(وما أرسلنا من رسول إلآ بلسان قومه) ابراهيم : 6 ماديا 
(وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهمم النار وبئس الورد المورود) 
هود : /ا4/82-19 000000 [ 1 ذا 
(وما تدري نفس بأي أرض تموت) لقمان : غ7 00 
(ومَا تثناءون إلا أنتيقناء الله) الأنسان 0م 00 
زوم خلقت: الخو والاشن الا ليعبد ون الذازيات ذه بقن باتع مي نا 
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه 
واتعالن عنما يشركوة) الرمر ا 000008 ااا 0 
(وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) هود : ١١17‏ ا م 
زود سعكة <١‏ سول قن علق بح اقثلة ليها اداقاات أو قد انقاسسه على اأعقاك رضن 
ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزى الله الشاكرين) آل عمران : ١541‏ م ا 
(ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذى فى الله جعل فتنة الناس) العنكبوت : 717-894٠ ٠١‏ 
رومن أغدل نمدم انعم اعاة .يقير طلا مو الله) التصصن باة ا اا 
(وميقق الله يجفا اله مكرضا ويرزقه من بعينف لآ يختسب) الظلاق دامر امم 
(ومن يتوكل على الله فهو حسبه) الطلاق : ٠‏ ل 0 
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله من النبيين » النساء : 16 و ل 
(ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو فى الآخرة من الخاسرين) المائدة : ه 5 
(ومن يوت لكي كد ردن خيراً كثيراً) البقرة : 579 لسو تق قو اس ا 0 0 
لواحن بولق مغن )الكتسراء ١11‏ مي لم رج لمجو زه تواتك امم ع و 111 
اويا رون فى حري انيما واكك الأ ضيب الانة) التعمران اذا مس 
(ووسترة رديح ونا نون سبر ءا التسيناتي ا الوط 1 1 


(ويعفوا عن السيئات) الشورئ : 70 ب 1 


فهرس الايات 6١‏ 


(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتي ليتني لم أتخذ 
فلاناً خليلاً لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان ‏ يعني قرينه المضل له للإنسان 





خذولا) الفرقان : /ا١‏ 79 0010101211 0 ا 
(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) الجاثية : 79 01 000 
(هشيماً تذروه الرّياح وكان الله على كلل شيء مقتدراً) الكهف : 5غ و ا 
(هل أتيك حديث الغاشية) الغاشية : ١‏ ا 0 
(هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) الزمر: 4 00 
(هم من خشية ربهم مشفقون) المؤمنون : /اه ا 001 ا 


(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تُفلحون) الأنفال : 8غ .. ١5٠١‏ 
(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذ كراً كثيراً وسبحوه بكرةً وأصيلاً) الأحزاب : ١9١ ... 57 4١‏ 


(يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً) التحريم : / ا 
(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) البقرة : 7714 م و 
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء) الممتحنة : ١‏ 1 
(يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله.. الآية) الحجرات : ١‏ مار م م ال 
(يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من 
الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين) المائدة : /51 ممجطقون ار طق قف مونو داعال مع بحار 1 


(يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) يونس : 77 0 


(يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو 


الغفور الرحيم) الزمر: 7ه 1001010 1 ا 
(يجد فى الأرض مراغماً كثيراً وسعة) النساء : ٠٠١‏ 2200 
(سميون كل صييحة فلبية اموا شرن 2 سب ا و بلخم لح 0 1 
(يخرج.الحى من الميت ويخرج الميت من الحي) الروم : ١‏ ااا 
(يدرؤون بالحسنة السيئة) الرعد : 77 و ب ا ا ا مق 
(يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) العنكبوت : 54 انا 
(يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة) النساء : ١77‏ لني شوج ولس ا 1 
(يضل الله من يشاء) الرعد : ٠‏ 00 
(يمحقٌ الله الربى ويّربى الصدقات) البقرة : 7177 00 


(يوم ندعواكل أناس بإمامهم) الإسراء : ٠١‏ 95 000000055 00 





ع شرح أصول الكافي للمازندراني:ج ١١‏ 
فهرس المطالب 
كتاب فضل القرآن ا ا 0 
باب فضل حامل القرآن 1 مناه حار نج سا ب بو وؤائ امو روط نم نون وو 11 
باب من يتعلم القرآن بمشقة ل ا 
باب من حفظ القرآن ثمّ نسيه تون ةن ا نات نكو بولا ا ا 
باب فى قراءته اع با ل امي أرق اا د ةوفه ا اواعة 5 سو ابن الا ا اوم لون و 
ذف العريت ةالو برا نيا القران 008 اا 
باب ثواب قرا القرآت ا 
باب قراءة القرآن فى المصحف ا م ا ا 1 
اح ل القران: انوت اللسبين 00 
باب فيمن يظهر أم الخشية عند قراءة القرآن 01 0 ا 0000 
باب فى كم يقرأ القرآن ويختم ل ا 0 
باب أن القرآن يرفع كما أنزل ل 
باب فضل القرآن ل ل ل ا 
بان النوادن ا م ا ل ار ا لي 1 
كتاب العشرة 
بابنتها مم من المعاقيرة ا اجا ف ا ار اه ابو ل سا لي 
باتضية المعاشترة 1 
باب من يحب مصادقته ومصاحبته ا و ا 
باب من تكره مجالسته ومرافقته ا اا 
باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم مام اروه لان خط د فياه م عوية اموي لوحو نتووك 11587 
باب إخبار الرجل أخاه بحبّه يي ل 
باب التسليم لج ننم نا اع كد يا لماو ابه نو عر م اما و رم وار 1 
باب من يجب أن يبدأ بالسلام ل 0 
000 


فهرس الايات 


باب التسليم على النساء 00 
باب التسليم على أهل الملل 2 


باب مكاتبة أهل الذمة 0 


باب العطاس والتسعيت 37 5 5 5 5 05 0 
باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 
باب اكرام الكريم ا 000 


باب التكاتب 1[ [ذ[1[1 1[ 1 1 21711 


باب (فضل البسملة) اح باورا ا تق 


»اه ها وهاه ه» هه هه هاه هشاع وه هه جه هه قا هاه هاه ه» ا هشاع اعد وعد واوا مد و واو 


©ه »ا © # هه هه هه هه هاو هاه هاه هاه هه ها هد ه فاع هاو و٠‏ وا ود وا .د و واه 


© هاه ههه ها هه هوه ها .د و٠‏ #» ه#اها عه هه واو هاه ه» ا هع قاع عه واعء و و .6 ٠.‏ 


هوه ها هاه © واه وه هه هه »ا ©« .د هه وها ها و هو » قاع ها ود .د وها وهاء. و م .ها ه06 . 


© © #» © © #© © هه هه »ع ©« ©#09 هه اه هشاع ه» هاهاه هاه واو ٠ه‏ و و و .هه وأو ٠.‏ 


© 0ه » هه هه هشاع ها هد ها هه وهو ع« ه.ا » اه هاو وه هد وهام عا وهاه و9 .م .د وا م ٠.6‏ 


هه« « هه هع هه هه هاه هه هوه ها وهاه وه هج هه ها ها هد واو . وأو .هه .ا واو ٠.‏ اه 


٠.096. وه .د وه .٠ه هه هد هاه وه .اج وه ه» وها واو ه.ا. د و و .مه و6 م6 .مث‎ © »© © ١ 


© » © هد هه وه هد فاو هاه ه» هاو .هه هاه © هاوه . هاعد وا .د .وهاو هه .ا وام .ا واه 


8ه هه هاعد ٠.‏ »د هه هه هد وهاه هه وه هه هه .فاع ع٠‏ »د ها هد وا. ...ا .6ه 


١و‏ «* ا هه هد »د هه« ع« .ةد »د ههه هع ها فاع هاع د »ا عفاود .ا وهم ٠.‏ واوا و .د .د .ا م وهاه 


» « ا هد »د 6ه .د هه .د ووه عه هه هاه هاه ههه هاوه » ا هاه ه اهاوه وهاه واو و مُث .و ٠.‏ 


باب النهى عن احراق القراطيس المكتوبة 521011111111100 
شرح كتاب الروضة من كتاب الكافى للكلينى 1ذ[ذ[1[1 1[ 12121111 


88 ا« هليه © ع هاه #رهايه ف هاه يها كيه ها ها به ها هإئه ا ها شاره هه لها لاه ونوا اي هرو نواه وها وها هلوحو واه لوه وهاه هاه أن واو وها واأها ونه وها 


صحيفة على بن الحسين عليهما السلام و ل ا لاي ل 


ه« ا هد وه «د .د هد .8ه هداوع هداع »واه واه فاع و هاو وها واه هاه واه .ا وام .د 6ه 





ةع شوح أصول الكافي للعازتدراتيج ١١‏ 
حديث موسى ٠‏ ل ل و ا 
رسالة أبى جعفر عليه السلام الى سعد الخير ال ماو معو و م 
خطبة لامير المؤمنين ٠‏ عمشة يتن 0 لس امه انكو راسج ف ماف معاي وو لقم 
خطبة لامير المؤمنين ٠‏ اليكو لامر نط نووم ناا ووو ونون ابا مت ا ا 
خطبة لأمير المؤمنين ٠‏ اند وال سنج 5ق بع ورد اهاب جا وك اس وجطا اوا عي م 11 
حديث على بن الحسين / م ا ل 
حديث النبى حين عرضت عليه الخيل.. 1111[ 0 
كلام على بن الحسين ٠‏ ا و ا ا م ا م 1 
حديث اله خ مع الباقر ٠‏ تق و عن اساسا سف ةع ماتاقه واقس واس الو م ا 
قصة صاحب الزيت مع النبى 00 
وضضجة النبى. لأمينالمؤمنيق:م ل 
حون الحري لسن ا ا رج توق ع انو خسف فاجع بتو اب الو اما وجا ف وي 51 
حديث الطبيب الي كاه اذا ب اب وي الا و د وم الأ 
حديث الحوت على أي شىء هو ا جو ال ا اناده سل ب و ا 
حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 000 
فهرس الايات متو يلخا اند موتو كول ب من جو ايتجق وه ووس عي مده واد او ولا